سفر الخروج

سفر الخروج | 12 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر الخروج

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي عَشَرَ

تعيين الفصح وترتيب أموره

١ «وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ فِي أَرْضِ مِصْر».

أَرْضِ مِصْرَ الكلام من الآية الأولى إلى الثامنة والعشرين كُتب مستقلاً وكان موضوعه أمراً سابقاً ولعله كان قديماً وهو أجدر أن يكون من الشريعة من أن يكون من التاريخ. وموضوعه الفصح. ويقتضي أنه أُعلن في أوقات مختلفة (قابل بهذا ع ٣ و١٢ و١٧). فأُعلن بعضه قبل العاشر من شهر أبيب وبعضه في أمس يوم خرجوا أي في اليوم الذي قبل خروجهم من مصر وبعضه في غد ذلك اليوم. والآية العشرون شرعية وتوافق سفر اللاويين كما توافق سفر الخروج وما بعد ذلك تاريخي لأنه يتعلق بما صنعه موسى.

٢ «هٰذَا ٱلشَّهْرُ يَكُونُ لَكُمْ رَأْسَ ٱلشُّهُورِ. هُوَ لَكُمْ أَوَّلُ شُهُورِ ٱلسَّنَةِ».

ص ١٣: ٤ وتثنية ١٦: ١

رَأْسَ ٱلشُّهُورِ كان أول سنة العبرانيين شهر تشرين (أي تشرين الأول) قرب الاعتدال الخريفي (انظر ص ٢٣: ١٦) فخالفوا بذلك البابليين والمصريين فإن أول شهور سنة البابليين نيسانو (أي نيسان) عند الاعتدال الربيعي. وأول شهور سنة المصريين حزيران أول زيادة النيل. وأول شهور السنة العبرانية شهر أبيب وهو نيسان نفسه. فخالفوا الكلدانيين أيضاً في اسم الشهر وكان ذلك بأمر الرب (ص ١٣: ٤). ومعناه «الخضرة» (فهو كالأب في العربية). فكان بذلك للعبرانيين سنتان سنة مدنية وسنة مقدسة على ما قال يوسيفوس المؤرخ. فأول السنة المدنية تشرين الأول في الاعتدال الخريفي وأول السنة المقدسة أبيب ثم دعوه نيسان بعد ذلك فكان أول شهور السنة المدنية سابع شهور السنة المقدسة.

٣ «كَلِّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ، فِي ٱلْعَاشِرِ مِنْ هٰذَا ٱلشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ ٱلآبَاءِ. شَاةً لِلْبَيْتِ».

ص ٦: ١٤ وعدد ١: ٢ و٢: ٢ و١أيام ٧: ٤٠

فِي ٱلْعَاشِرِ أي اليوم العاشر. وهذا يستلزم استلزاماً بيناً أنه أوصى بذلك قبل اليوم العاشر. والمرجّح أن هذه الوصية قبله ببضعة أيام. فإن موضوعها كان يقتضي زمناً طويلاً للنظر في أمر البهائم واختيار الخالي من العيب منها. وما كانت الحيوانات المختارة تُذبح إلا بعد أربعة أيام (انظر ع ٦).

شَاةً تُطلق الشاة في العبرانية على واحد الغنم والمعزى في أي سن كان ثم عُيّن الجنس والسن (ع ٥). (والشاة في العربية يغلب أن تكون للذكر والأنثى من الغنم وتُطلق على الضان والمعزى والظباء والبقر وربما أُطلقت على النعام وحمير الوحش).

بِحَسَبِ بُيُوتِ ٱلآبَاءِ أي حسب عدد أهل البيت.

٤ «وَإِنْ كَانَ ٱلْبَيْتُ صَغِيراً عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْواً لِشَاةٍ، يَأْخُذُ هُوَ وَجَارُهُ ٱلْقَرِيبُ مِنْ بَيْتِهِ بِحَسَبِ عَدَدِ ٱلنُّفُوسِ. كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أَكْلِهِ تَحْسُبُونَ لِلشَّاةِ».

وَإِنْ كَانَ ٱلْبَيْتُ صَغِيراً عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْواً لِشَاةٍ ربما كان أهل البيت قليلين فلا يستطعيون أكل الشاة كلها في جلسة واحدة فكان لهم أن يشاركوا غيرهم من أهل البيوت كأهل بيت قليليين مثلهم أو بعض أهل بيت كثيرين. والذي قاله يوسيفوس المؤرخ في هذا الشأن إن أقل عدد للشاة الواحدة العشرة وإن العشرين ليسوا بكثيرين.

كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أَكْلِهِ تَحْسُبُونَ لِلشَّاةِ هذا يفيد اعتبار المقدار الذي يستطيع كل من أهل البيت أكله فالأمر غير مقصور على عدد الأنفس.

٥ «تَكُونُ لَكُمْ شَاةً صَحِيحَةً ذَكَراً ٱبْنَ سَنَةٍ، تَأْخُذُونَهُ مِنَ ٱلْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ ٱلْمَوَاعِزِ».

لاويين ٢٢: ١٩ إلى ٢١ وملاخي ١: ٨ و١٤ وعبرانيين ٩: ١٤ و١بطرس ١: ١٩ لاويين ٢٣: ١٢

صَحِيحَةً أي بلا مرض ولا عيب في الخلق. التقوى الطبيعية تنهانا عن أن نقرّب الأعمى والسقيم ذبيحة (ملاخي ١: ٨). فيجب أن نقدم لله أحسن ما لنا. وشريعة الوحي تؤكد وجوب ذلك. فإن الشريعة في أول الأمر أمرت بأن تكون هذه الذبيحة بلا عيب ثم أطلقت ذلك على كل ما يقدم لله (لاويين ٢٢: ١٩ – ٢٥). وكان الحمل الذي بلا عيب رمزاً إلى حمل الله الذي بلا خطيئة الحمل الوديع المقدس البريء من كل عيب.

ًذَكَرا كان الذكر يُحسب أفضل من الأنثى وكان أنسب لكونه فداء عن البكر في كل بيت.

ٱبْنَ سَنَةٍ لا أكثر لأن الولد في السنة الأولى يُحسب باراً فكذا يجب أن يكون حيوان الذبيحة.

٦ «وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ ٱلْحِفْظِ إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هٰذَا ٱلشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْعَشِيَّةِ».

لاويين ٢٣: ٥ وعدد ٩: ٣ و٢٨: ١٦ تثنية ١٦: ١ و٦

تَحْتَ ٱلْحِفْظِ أي يجب أن تعزلوه عن القطيع وتحفظوه في البيت أو قربه أربعة أيام وتعتنوا به وتنظروا في أمره حسناً في كل تلك المدة (قابل هذا بالآية الثالثة).

يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ أي كل رئيس بيت من بيوت إسرائيل يذبح واحداً وذلك ضروري للترتيب ولذبح الخروف في اليوم الرابع عشر يوم يكون القمر بدراً.

ٱلْعَشِيَّةِ هذه اللفظة ملتبسة فإنه كان عند العبرانيين عشاءان العشاء الأول والعشاء الثاني فذهب انكيلوس وابن عزرا إلى أن العشية هنا العشاء الأول. وهو عند غروب الشمس. والثاني عند غياب الشفق وهو بعد الغروب بما يزيد على الساعة في هذه البلاد. والأول هو الذي يؤيده الكتاب. ففي سفر التثنية ما نصه «تَذْبَحُ ٱلْفِصْحَ مَسَاءً نَحْوَ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ» (تثنية ١٦: ٦). وقال يوسيفوس «إن وقت الذبح كان من الساعة التاسعة إلى الساعة الحادية عشرة» أي من الساعة الثالثة إفرنجية إلى الساعة الخامسة كذلك. ولعله أُطيل الزمان في عصر يوسيفوس ليكون ما بقي من النهار كافياً لذبح الخروف وضوء النهار باق أو يكون معنى العشاء الأول العصر أو بعده قليلاً عندما تقرب الشمس من الغروب. وهذا موافق لما في سفر التثنية إذ قيل فيه «تذبح نحو الغروب» أي قربه. وقال بعضهم إن المقصود بالعشاء الأول وقت ميل الشمس عن الهاجرة إلى أفق المغرب. وإن العشاء الثاني وقت غروب الشمس.

٧ «وَيَأْخُذُونَ مِنَ ٱلدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى ٱلْقَائِمَتَيْنِ وَٱلْعَتَبَةِ ٱلْعُلْيَا فِي ٱلْبُيُوتِ ٱلَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا».

وَيَجْعَلُونَهُ أي يضعونه بباقة زوفا (ع ٢٢).

عَلَى ٱلْقَائِمَتَيْنِ وَٱلْعَتَبَةِ ٱلْعُلْيَا وهي في العبرانية «المشقوف» (وفي العربية «الساكف» واختار المترجم العتبة العليا لأن أكثر الناس أو كلهم يفهم معناها دون الساكف). وهي مشتقة من «شقف» في العبرانية أي نظر أو التفت لينظر. فإن المهلك كان يدخل الباب فإذا نظر الدم كفّ. وهذا الدم كان رمزاً إلى دم حمل الله المنقذ من الهلاك الأبدي.

٨ «وَيَأْكُلُونَ ٱللَّحْمَ تِلْكَ ٱللَّيْلَةَ مَشْوِيّاً بِٱلنَّارِ مَعَ فَطِيرٍ. عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَه».

ص ٣٤: ٢٥ وعدد ٩: ١١ وتثنية ١٦: ٣ و١كورنثوس ٥: ٨

مَشْوِيّاً بِٱلنَّارِ لأن الشي من أسهل طرق إعداد الطعام وأخصرها ولا يحتاج إلى إناء كبير يسع الخروف. وهذا يختلف عن سائر الذبايح التقدمية لأنه غلب أن تُقطع وتُسلق (١صموئيل ٢: ١٤ و١٥).

مَعَ فَطِيرٍ عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ لما كانت التغذية بالخروف رمزاً إلى التغذية بالمسيح كان اعتزال الخمير إشارة إلى وجوب اعتزال من يريد الاغتذاء بالمسيح كل نجاسة وفساد (١كورنثوس ٥: ٨). أما الأعشاب المرّة فالمرجح أنها تشير إلى إنكار الذات أو التوبة والندم. وذلك يناسب الوليمة المقدسة اي الطعام الذي هو حمل الله وإن ذلك الطعام ليس هو لإشباع الشهوة البشرية (١كورنثوس ١١: ٢٠ – ٢٢).

٩ «لاَ تَأْكُلُوا مِنْهُ نَيْئاً أَوْ طَبِيخاً مَطْبُوخاً بِٱلْمَاءِ، بَلْ مَشْوِيّاً بِٱلنَّارِ. رَأْسَهُ مَعَ أَكَارِعِهِ وَجَوْفِهِ».

تثنية ١٦: ٧

رَأْسَهُ مَعَ أَكَارِعِهِ كان من الواجب أن يشوى كله وأن لا يُكسر عظم منه (ع ٤٦) قال يوستنيوس الشهيد «كان يُشوى بواسطة سفودين من خشب أحدهما عمودي على الأفق والآخر عمودي على هذا موازياً للأفق فيكون كهيئة الصليب فيصير الخروف مناسباً لأن يكون رمزاً إلى المصلوب». (والسفود ما يُشوى عليه اللحم من عود أو حديدة ويُعرف عند بعض العامة بالسيخ وعند بعضهم بالشيش).

وَجَوْفِهِ أي إمعائه. كانت تؤخذ الإمعاء وتُغسل حتى تنظف من الفضلات وتُرد إلى حيث كانت وتُشوى مع الخروف.

١٠ «وَلاَ تُبْقُوا مِنْهُ إِلَى ٱلصَّبَاحِ. وَٱلْبَاقِي مِنْهُ إِلَى ٱلصَّبَاحِ تُحْرِقُونَهُ بِٱلنَّار».

ص ٢٣: ١٨ و٣٤: ٢٥

لاَ تُبْقُوا مِنْهُ لئلا يدنس أو يُستعمل استعمالاً خرافياً (قابل هذا بعقيدة كنيسة انكلترا في مادتي العشاء الرباني).

وَٱلْبَاقِي مِنْهُ من العظام وما عليها من أثر اللحم.

تُحْرِقُونَهُ بِٱلنَّارِ فيوقى بذلك من التدنيس.

١١ «وَهٰكَذَا تَأْكُلُونَهُ: أَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ، وَأَحْذِيَتُكُمْ فِي أَرْجُلِكُمْ، وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ. وَتَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ. هُوَ فِصْحٌ لِلرَّبِّ».

هٰكَذَا تَأْكُلُونَهُ ما يتبع هذه العبارة لم يُذكر في الشريعة ولم يراع في كل فصح. واتفق الجميع على أن ذلك كان ضرورياً يومئذ لأنهم كانوا على وشك السفر. (فإن اليهود أخذوا يأكلون الفصح بعد ذلك وهم متكئون على الموائد (متّى ٢٦: ١٧ – ٣٠) ولم يشر في موضع إنهم كانوا يأكلونه كما أكله آباؤهم في مصر).

هُوَ فِصْحٌ لِلرَّبِّ هذا أول استعمال لفظة الفصح في الكتاب المقدس. وذهب بعضهم إلى أن أصل الكلمة مصري معناها نشر الجناح للوقاية والصحيح أنها عبرانية أصلية (ومعناها عبور أو اجتياز ويؤدي ذلك التعليل الآتي).

١٢ «فَإِنِّي أَجْتَازُ فِي أَرْضِ مِصْرَ هٰذِهِ ٱللَّيْلَةَ، وَأَضْرِبُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلْبَهَائِمِ. وَأَصْنَعُ أَحْكَاماً بِكُلِّ آلِهَةِ ٱلْمِصْرِيِّينَ. أَنَا ٱلرَّبُّ».

ص ١١: ٤ وعاموس ٥: ١٧ عدد ٣٣: ٤ و١صموئيل ٥: ٣ و٤ ص ٦: ٢

فَإِنِّي أَجْتَازُ فِي (هذا يدل على أن الكلمة عبرانية الأصل ومعناها اجتياز) ولكن قال بعضهم الأجدر أن تترجم العبارة «اذهب في» لأن لا علاقة للفعل بالفصح. (وهذا ما مكّن بعضهم من أن يقول أصل الكلمة مصري على أن عدم تعلقها بالفصح لا يلزم منه ذلك. والعبارة في العبرانية «وعبرتي في أرض مصريم» أي فاعبر أو إني أعبر في أرض مصر. والواو في العبرانية تأتي للسببية كالفاء في العربية).

وَأَصْنَعُ أَحْكَاماً بِكُلِّ آلِهَةِ ٱلْمِصْرِيِّينَ فإن ضربة الأبكار كانت شر الضربات فحسبها المصريون قضاء على آلهتهم. فإن بعض البهائم كانت آلهة متجسدة في زعمهم وهلاك واحد منها يؤذن بهلاك غيرها من آلهتهم. وكانت البقر والغنم والمعزة والهرر والكلاب وبنات آوى والتماسيح وفرس البحر والقرود والكراكي مقدسة في كل مصر أو في بعضها فوقوع الضربة على البهائم وقوع على آلهتهم.

أَنَا ٱلرَّبُّ وفي العبرانية «أنا يهوه». وقال بعضهم «أنا يهوه أصنع أحكاماً الخ» (والذي يظهر أن في الكلام بياناً للصانع تلك الأحكام وتعريضاً بقول فرعون «من يهوه» وتبييناً أنه هو الذي أنزل الضربات عليه وعلى قومه فتأمل).

١٣ «وَيَكُونُ لَكُمُ ٱلدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى ٱلْبُيُوتِ ٱلَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، فَأَرَى ٱلدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ، فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ».

وَيَكُونُ لَكُمُ ٱلدَّمُ عَلاَمَةً أي علامة لي تدل على أنكم أطعتم أمري وآمنتم بواسطة تنجيتي لكم (انظر تفسير ع ٧ وقابل الكلام بما في ع ٢٣).

١٤ «وَيَكُونُ لَكُمْ هٰذَا ٱلْيَوْمُ تِذْكَاراً فَتُعَيِّدُونَهُ عِيداً لِلرَّبِّ. فِي أَجْيَالِكُمْ تُعَيِّدُونَهُ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً».

ص ١٣: ٨ لاويين ٢٣: ٤ و٥ ع ٢٤ و٤٣ وص ١٣: ١٠ و٢ملوك ٢٣: ٢١

تُعَيِّدُونَهُ عِيداً أَبَدِيّاً وهو يُعتبر أنه أبدي عند المسيحيين بالعشاء الرباني لأنه بدل منه وهو يبقى إلى نهاية العالم (١كورنثوس ٥: ٧ و٨).

١٥ «سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيراً. ٱلْيَوْمَ ٱلأَوَّلَ تَعْزِلُونَ ٱلْخَمِيرَ مِنْ بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ خَمِيراً مِنَ ٱلْيَوْمِ ٱلأَوَّلِ إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ تُقْطَعُ تِلْكَ ٱلنَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ».

ص ١٣: ٦ و٧ و٢٣: ١٥ و٣٤: ١٨ ولاويين ٢٣: ٦ وعدد ٢٨: ١٧ وتثنية ١٦: ٣ و٨ و١كورنثوس ٥: ٧ تكوين ١٧: ١٤ وعدد ٩: ١٣

سَبْعَةَ أَيَّامٍ كل من له إلمام بتاريخ المصريين يعلم أن قسمة الأيام إلى أسابيع لم تكن معروفة عند الأقدمين منهم والمظنون أنها كانت معروفة عند الكلدانيين منذ ألفي سنة قبل ميلاد المسيح وإنها أو لمن عرفها آل إبراهيم على ما يظهر من (تكوين ٢٩: ٢٧). ورأى بعضهم أن تلك القسمة عرفها أبوانا الأولان بدعوى إن الله أمرهما بتقديس اليوم السابع (تكوين ٢: ٣) لكن اعترض على ذلك كثيرون وقالوا إن ما في (تكوين ٢: ٣) ذُكر قبل وقته. كذا قال أحد المفسرين (والظاهر أنه تعليل لتقديس اليوم السابع عند كتابة السفر وأن السفر كُتب بعد إعطاء تلك الشريعة). وظنوا أن شريعة السبت لم تقرر إلا بعد إعطاء المن (خروج ١٦: ٢٣). وكيفما كان الأمر فإن تقديس السبت لم يُعرف إلا بعد الخروج وإن الإسرائيليين لم يقدسوه في مصر. (والذي يظهر لكل متأمل أن السبت كان من أول ما حفظه الإنسان منذ أول عهده على أن ما في (تكوين ٢: ٣) تعليل للتقديس لا أمر به ولكنه يستلزم أنه أُمر به فتأمل. وإعطاء الشريعة على جبل سيناء لا يقتضي أنها لم تكن معروفة أو معمولاً بها وإلا لزم أن آدم ومن بعده إلى أن وصل موسى ببني إسرائيل إلى مصر كان يجوز لهم أن يتخذوا آلهة أخرى أمام الله وأن يسجدوا للصور والتماثيل وأن نسل آدم كله إلى ذلك الحين كان له أن لا يكرم والديه وأن يسرق ويزني الخ وذلك باطل. فالشريعة التي أُعطيت على سيناء تقرير وتوكيد لما أوصى به الآباء قبل موسى على توالي عصورهم فتذكر).

تَعْزِلُونَ ٱلْخَمِيرَ مِنْ بُيُوتِكُمْ كان الخمير إشارة إلى الفساد فوجب أن يُعتزل دلالة على وجوب اعتزال الخطيئة المفسدة الروح والجسد.

تُقْطَعُ تِلْكَ ٱلنَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ (انظر تفسير تكوين ٧: ١٤).

١٦ «وَيَكُونُ لَكُمْ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلأَوَّلِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. لاَ يُعْمَلُ فِيهِمَا عَمَلٌ مَا إِلاَّ مَا تَأْكُلُهُ كُلُّ نَفْسٍ فَذٰلِكَ وَحْدَهُ يُعْمَلُ مِنْكُمْ».

لاويين ٢٣: ٧ و٨ وعدد ٢٨: ١٨ و٢٥

فِي ٱلْيَوْمِ ٱلأَوَّلِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ كان ابتداء حفظ الفصح مساء اليوم الرابع عشر من أبيب وكانت الأيام السبعة التي تليه أيام الفطير وكانوا في أول تلك الأيام وهو اليوم الخامس عشر من أبيب يحتفلون «احتفالاً مقدساً» (لاويين ٢٣: ٦). ومعنى الاحتفال هنا أن يجتمع الشعب أمام باب القدس للذبيحة والعبادة وربما كان فيه تعليم أيضاً (قابل هذا بما في نحميا ٧: ١). وكان الشعب يُدعى إلى ذلك بالنفخ في أبواق من الفضة (عدد ١٠: ٢). وفي اليوم السابع من الأيام السبعة وهو الحادي والعشرون من أبيب كان لهم احتفال كالأول وما كان يجوز لهم أن يعملوا عملاً في ذينك اليومين (لاويين ٢٣: ٧ و٨).

١٧ «وَتَحْفَظُونَ ٱلْفَطِيرَ لأَنِّي فِي هٰذَا ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ أَخْرَجْتُ أَجْنَادَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فَتَحْفَظُونَ هٰذَا ٱلْيَوْمَ فِي أَجْيَالِكُمْ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً».

ص ١٣: ٣

فِي هٰذَا ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ أَخْرَجْتُ أَجْنَادَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ جاء استعمال الأجناد لبني إسرائيل في (ص ٦: ٢٦). وقوله «اخرجت» دليل على أن هذا كله قيل لهم بعد الخروج لكنه كتبه موسى هنا كلاماً معترضاً. (هذا الذي عليه الجمهور ويصح أن المعنى أنه يخرجهم في ذلك اليوم وعبّر عن المستقبل بالماضي الوقوع وله نظائر في الكتاب المقدس ومن ذلك ما في (إشعياء ١٥: ١ و٢١: ٥ و٢٢: ٣ و٢٣: ١).

١٨ «فِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ، فِي ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ، مَسَاءً، تَأْكُلُونَ فَطِيراً إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ مَسَاءً».

لاويين ٢٣: ٥ وعدد ٢٨: ١٦

مَسَاءً أي مساء اليوم الرابع عشر وبداءة اليوم الخامس عشر (انظر لاويين ٢٣: ٥ و٦).

١٩ «سَبْعَةَ أَيَّامٍ لاَ يُوجَدْ خَمِيرٌ فِي بُيُوتِكُمْ. فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ مُخْتَمِراً تُقْطَعُ تِلْكَ ٱلنَّفْسُ مِنْ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، ٱلْغَرِيبُ مَعَ مَوْلُودِ ٱلأَرْضِ».

ص ٢٣: ١٥ و٣٤: ١٨ وتثنية ١٦: ٣ و١كورنثوس ٥: ٧ و٨ عدد ٩: ١٣

ٱلْغَرِيبُ أي الدخيل في إسرائيل أعنى الهائد من الأمم المختتن بمقتضى الشريعة. فإن بلوغ بني إسرائيل ست مئة ألف (ع ٣٧) يقتضي ان كثيرين من الأمم آمنوا بدين اليهود واختتنوا مدة غربة الإسرائيليين في مصر وحبسوا من الإسرائيليين ويؤيد ذلك ما جاء في (تكوين ١٧: ١٣) فانظر تفسيره. فإنه قد اعترض بعضهم على كثرة بني إسرائيل غير ملتفت إلى الأسباب. وكان مما يوجبه العدل والإنصاف على المعترض أن يذكر أنه كان لكل من لم يكن من الدم العبراني أن يؤمن إيمان العبرانيين ويحسب منهم بشرط أن يختتن على أثر إيمانه. وعلى هذا السنن حُسب كثيرون من الكنعانيين والجبعونيين من آل إسرائيل.

مَوْلُودِ ٱلأَرْضِ أي أرض كنعان لأن أرض كنعان كانت تعد أرض إبراهيم ونسله من يوم الموعد (تكوين ١٢: ٧). (والمعنى بمولود أرض كنعان الذي نُسل منه أي أولاد الذين وُلدوا في كنعان أو الكلام متعلق في المستقبل).

٢٠ «لاَ تَأْكُلُوا شَيْئاً مُخْتَمِراً. فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ تَأْكُلُونَ فَطِيراً».

هذه الأية تقرير لما قبلها.

الفصح الأول

٢١ «فَدَعَا مُوسَى جَمِيعَ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمُ: ٱسْحَبُوا وَخُذُوا لَكُمْ غَنَماً بِحَسَبِ عَشَائِرِكُمْ وَٱذْبَحُوا ٱلْفِصْحَ».

عدد ٩: ٤ ويشوع ٥: ١٠ و٢ملوك ٢٣: ٢١ وعزرا ٦: ٢٠ ومتّى ٢٦: ١٨ و١٩

فَدَعَا مُوسَى جَمِيعَ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ لأنه أُمر أن يخاطب الجميع (ع ٣) بذلك وفهم أن يدعو الشيوخ رأساً.

ٱسْحَبُوا فهم بعضهم الكلمة العبرانية «اذهبوا وخذوا» وترجمها بعضهم بقوله «اسحبوا أو خذوا خروفاً من القطيع».

بِحَسَبِ عَشَائِرِكُمْ أي على مقدار عدد النفوس في البيت فليس من الضروري أن يذبح كل بيت خروفاً (انظر ع ٤).

٢٢ «وَخُذُوا بَاقَةَ زُوفَا وَٱغْمِسُوهَا فِي ٱلدَّمِ ٱلَّذِي فِي ٱلطَّسْتِ وَمُسُّوا ٱلْعَتَبَةَ ٱلْعُلْيَا وَٱلْقَائِمَتَيْنِ بِٱلدَّمِ ٱلَّذِي فِي ٱلطَّسْتِ. وَأَنْتُمْ لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ بَابِ بَيْتِهِ حَتَّى ٱلصَّبَاحِ».

لاويين ١٤: ٦ و٧ ومزمور ٥١: ٧ عبرانيين ١١: ٢٨ ع ٧

بَاقَةَ زُوفَا (الزوفا على ما في تذكرة داود الأنطاكي الطبيب نوعان «زوفا يابس» (وهو) نبت دون ذراع بجبال المقدس والشام أوراقه كالصعتر البستاني وقضبانه قصيبة عقدة في رأس كل منها زهرة صفراء… وزوفا رطب وهو المعروف بمصر باللامي وهو أوساخ تجتمع على الضأن والمعز بأعمال أرمينية وأصله طل يقع على الأشجار أوائل الشتاء فتمر المواشي بينها فتدبق بها والمقصود هنا النوع الأول. وقال أحد المفسرين الأوربيين ما معناه). المرجّح أن زوفا العهد القديم الكَبَر المعروف اليوم عند العرب بالأصَف وهو يكثر في أرض سيناء على ما قال ستنلي وهو مناسب للمقصد المذكور هنا فإنه يعد من النباتات المقدسة أي الطاهرة (لاويين ١٤: ٤ و٤٩ – ٥٢ وعدد ١٩: ٦ ومزمور ٥١: ٧) ولذلك كان موافقاً لرش دم الفصح. (قلنا والكَبَر والأصَف اسمان عربيان للنبت المعروف عند العامة بالقبّار).

ٱلطَّسْتِ الكلمة العبرانية المترجمة بالطست لها معنى آخر وهو عتبة أو أسكفة وهذا المعنى هو الذي اختاره مترجمو السبعينية وجيروم. ويصعب تعيين المقصود منها إذ لم يسبق الكلمة ذكر العتبة ولا ذكر الطست والمرجح أن المقصود الطست لأن لا بد للدم من إناء يعيه فتُغمس الزوفا به والظاهر أن الطست كان مما ألفه العبرانيون.

لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِنْكُمْ الظاهر أن هذا النهي من كلام موسى لا من كلام الله فإنه علم إن دم الكفارة يقي من الملَك المهلك وإنه لا أمن خارج الباب المرشوش بذلك الدم.

٢٣ «فَإِنَّ ٱلرَّبَّ يَجْتَازُ لِيَضْرِبَ ٱلْمِصْرِيِّينَ. فَحِينَ يَرَى ٱلدَّمَ عَلَى ٱلْعَتَبَةِ ٱلْعُلْيَا وَٱلْقَائِمَتَيْنِ يَعْبُرُ ٱلرَّبُّ عَنِ ٱلْبَابِ وَلاَ يَدَعُ ٱلْمُهْلِكَ يَدْخُلُ بُيُوتَكُمْ لِيَضْرِبَ».

ص ٣: ٨ و١٧

ٱلْمُهْلِكَ ما سمي في (ع ١٣) ضربة سُمي هنا المهلك وكذا سمي في الرسالة إلى العبرانيين (عبرانين ١٢: ٢٨). والظاهر إن يهوه استخدم لذلك ملاكاً أو ملائكة (مزمور ٧٨: ٤٩) فقتلوا أبكارهم. (قابل هذا بما في ٢صموئيل ٢٤: ٢٦ و١أيام ٢١: ١١٥ و٢ملوك ١٩: ٣٥). ولا منافاة بين أن يهوه أهلكهم أو ملاكه أو ملائكته لأنهم ليسوا سوى خدمه (عبرانيين ١: ١٤) فيأمرهم أن يقتلوا أبكار أحد البيوت ويتركوا الآخر.

٢٤، ٢٥ «٢٤ فَتَحْفَظُونَ هٰذَا ٱلأَمْرَ فَرِيضَةً لَكَ وَلأَوْلاَدِكَ إِلَى ٱلأَبَدِ. ٢٥ وَيَكُونُ حِينَ تَدْخُلُونَ ٱلأَرْضَ ٱلَّتِي يُعْطِيكُمُ ٱلرَّبُّ كَمَا تَكَلَّمَ، أَنَّكُمْ تَحْفَظُونَ هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةَ».

ص ٣: ٨ و١٧

هٰذَا ٱلأَمْرَ أي ذبح الخروف (ع ٢١) لا رش الدم لأنه لم يكرر.

٢٦ – ٢٨ «٢٦ وَيَكُونُ حِينَ يَسْأَلُكُمْ أَوْلاَدُكُمْ: مَا هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةُ لَكُمْ؟ ٢٧ تَقُولُونَ: هِيَ ذَبِيحَةُ فِصْحٍ لِلرَّبِّ ٱلَّذِي عَبَرَ عَنْ بُيُوتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي مِصْرَ لَمَّا ضَرَبَ ٱلْمِصْرِيِّينَ وَخَلَّصَ بُيُوتَنَا. فَخَرَّ ٱلشَّعْبُ وَسَجَدُوا. ٢٨ وَمَضَى بَنُو إِسْرَائِيلَ وَفَعَلُوا كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ. هٰكَذَا فَعَلُوا».

ص ١٣: ٨ و١٤ وتثنية ٣٢: ٧ ويشوع ٤: ٦ ومزمور ٧٨: ٦ ع ١١ ص ٤: ٣١ عبرانيين ١١: ٢٨

هِيَ ذَبِيحَةُ فِصْحٍ لِلرَّبِّ والكلمة ذات الشأن في هذه العبارة «الفصح» وكان عليهم أن يوضحوا معناها لأولادهم. وإيضاحها ذكر كل ما صنعه الرب لإسرائيل في أرض العبودية فيحرك ذلك عواطف قلوبهم ومحبتهم للرب ويوجب عليهم وقف أنفسهم له تعالى.

الضربة العاشرة ع ٢٩ و٣٠

لم يقع خلاف في حقيقة هذه الضربة إنما وقع الخلاف في الواسطة المستخدمة لها فكان الابن البكر في كل بيت من قتلى المهلك بكر فرعون ولي عهده وأبكار الشرفاء والكهنة والتجار والصناع والفلاحين والصيادين. قال بعضهم أو حسب قول الكتاب على سبيل المبالغة «لم يكن بيت ليس فيه ميت» (ولا حاجة إلى دعوة لمبالغة هنا إذ المقصود أنه لم يبق بيت من بيوت المصريين فيه بكر إلا مات ذلك البكر الذي فيه). وكان ذلك في نصف الليل وتلك ساعة من أشد ساعات الليل هولاً فإنها ساعة أشد الظلام وسكن الحركات. وقد أنبأ الرب قبلاً بأن هذه الضربة تكون في نصف الليل (ص ١١: ٤) لكنه لم يعيّن ذلك فمر أيام على المصريين ولم يصبهم شيء فآمنوا وحسبوا الإنذار فارغاً فأتاهم الهلاك بغتة فكان الصراح عظيماً. ونُسب الإهلاك إلى الله نفسه (ص ٤: ٢٣ و١١: ٤ و١٢: ١٢ و٢٧ و٢٩) ولكنه نُسب في الآية الثالثة والعشرين إلى «المهلك» وقد ذكرنا إن الله أجرى ذلك بأمره ملاكاً أو ملائكة أن يُهلكوا (فأسند إليه الفعل من باب المجاز العقلي لأنه كان يأمره). ففي (٢صموئيل ٢٤: ١٦) ان الملاك قتل سبعين ألفاً وكان إهلاكه إياهم بالوبإ (٢صموئيل ٢٤: ١٥). وكثيراً ما قتل الوبأ في مصر أيام الربيع ألوفاً في وقت وجيز والله يستخدم القوى الطبيعية وغيرها من مخلوقاته لإنفاذ مقاصده على أن الضربة كانت من المعجزات لأمور:

  1. شدّتها غير المعتادة.
  2. إتيانها في أشد الساعات هولاً أي ساعة نصف الليل.
  3. قصرها على البنين الأبكار وشمولها كلهم.
  4. نجاة الإسرائيليين منها.
  5. امتدادها إلى أبكار البهائم.

٢٩ «فَحَدَثَ فِي نِصْفِ ٱللَّيْلِ أَنَّ ٱلرَّبَّ ضَرَبَ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ، مِنْ بِكْرِ فِرْعَوْنَ ٱلْجَالِسِ عَلَى كُرْسِيِّهِ إِلَى بِكْرِ ٱلأَسِيرِ ٱلَّذِي فِي ٱلسِّجْنِ، وَكُلَّ بِكْرِ بَهِيمَةٍ».

ص ١١: ٤ عدد ٨: ١٧ و٣٣: ٤ ومزمور ٧٨: ٥١ و١٠٥: ٣٦ و١٣٥: ٨ و١٣٦: ١٠ ص ٤: ٢٣ و١١: ٥

كُلَّ بِكْرٍ كلمة «بكر» في العبرانية مقصورة على البنين دون البنات.

بِكْرِ فِرْعَوْنَ كانت الشريعة البكرية في مصر كما هي في غيرها من البلاد وهي أن الابن الأكبر يكون ولي العهد. وكان البكر كثيراً ما يملك مع أبيه كما كان من أمر رعمسيس الثاني. ولعله هو فرعون الذي هرب موسى منه (ص ٢: ١٥). وكيف كان الأمر فإنه كان لأكبر أبناء الملك مقام عال وشأن عظيم ويُعد موته مصاباً للأمة.

بِكْرِ ٱلأَسِيرِ العبارة كلها في هذه الآية تختلف عن العبارة في الآية ٥ من ص ١١ لفظاً ولكنها توافقها معنىً إذ معنى كل من الآيتين إن الضربة تكون على الأعلى إلى الأدنى.

كُلَّ بِكْرِ بَهِيمَةٍ (ص ١١: ٥) وعلة وقوع الضربة على البهائم أيضاً ذُكرت في تفسير (ص ١١: ٥).

٣٠ «فَقَامَ فِرْعَوْنُ لَيْلاً هُوَ وَكُلُّ عَبِيدِهِ وَجَمِيعُ ٱلْمِصْرِيِّينَ. وَكَانَ صُرَاخٌ عَظِيمٌ فِي مِصْرَ، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْتٌ لَيْسَ فِيهِ مَيِّتٌ».

ص ١١: ٦ وأمثال ٢: ١٣ وعاموس ٥: ١٧ ويعقوب ٢: ١٣

صُرَاخٌ عَظِيمٌ (انظر تفسير ص ١١: ٦ ومقدمة الضربة العاشرة) فإن المصاب حلّ ببنيهم ودينه فكان الويل عظيماً فعظم الصراخ.

لَم يَكُنْ بَيْتٌ لَيْسَ فِيهِ مَيِّتٌ قال بعضهم «لا بد من حمل الكلام على المبالغة الشرقية هنا لأنه لا يكون بكر في كل بيت وربما كان كثيرون من الأبكار غائبين فالمعنى أن كثيراً من البيوت كان في كل منها ميت» (قلنا لا حاجة إلى المبالغة إذ القرينة تدل على أن المقصود لم يبق بكر في بيت من بيوت المصريين إلا أصبح ميتاً).

إطلاق الإسرائيليين

٣١ «فَدَعَا مُوسَى وَهَارُونَ لَيْلاً وَقَالَ: قُومُوا ٱخْرُجُوا مِنْ بَيْنِ شَعْبِي أَنْتُمَا وَبَنُو إِسْرَائِيلَ جَمِيعاً، وَٱذْهَبُوا ٱعْبُدُوا ٱلرَّبَّ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ».

ص ١١: ١ ومزمور ١٠٥: ٣٨ ص ١٠: ٩

فَدَعَا مُوسَى وَهَارُونَ لم يلزم من هذا أن فرعون نفسه دعاهما إلى حضرته فيصح أنه أرسل إليهما من يبلغهما كلامه (انظر ص ١١: ٨). ولا ريب في أن الرسل كانوا من كبراء البلاط. فإنهم سجدوا لموسى لأنه كان يعد يومئذ عظيماً جداً (ص ١١: ٣). وبلغوه مقال سيدهم وخلاصته التسليم بكل ما طلبه موسى فذلّت نفس فرعون إلى حين.

٣٢ «خُذُوا غَنَمَكُمْ أَيْضاً وَبَقَرَكُمْ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ وَٱذْهَبُوا. وَبَارِكُونِي أَيْضاً».

ص ١١٠: ٢٦ تكوين ٢٧: ٣٤

بَارِكُونِي بلغ تواضع فرعون بتلك الضربة حداً بعيداً حتى أنه طلب بركة من كان يحتقره ويوبخه وينذره وينتهره (ص ٥: ٤) وطرده من حضرته وأوعده بالقتل (ص ١٠: ٢٨) فالذي كان له بحسب المتعارف قدرة وسلطان على قتل موسى وإبقائه حياً شعر بأن لموسى سلطاناً على أن يباركه أو يلعنه.

٣٣ «وَأَلَحَّ ٱلْمِصْرِيُّونَ عَلَى ٱلشَّعْبِ لِيُطْلِقُوهُمْ عَاجِلاً مِنَ ٱلأَرْضِ، لأَنَّهُمْ قَالُوا: جَمِيعُنَا أَمْوَاتٌ».

ص ١١: ٨ ومزمور ١٠٥: ٣٨ تكوين ٢٠: ٣

أَلَحَّ ٱلْمِصْرِيُّونَ لم يلح فرعون وحده بل ألح المصريون جميعاً على الإسرائيليين بالانطلاق سريعاً حتى ان النساء لم تتوقف عن إعطاء حليها لكي لا يُعاق الإسرائيليون (ع ٣٥).

٣٤ «فَحَمَلَ ٱلشَّعْبُ عَجِينَهُمْ قَبْلَ أَنْ يَخْتَمِرَ، وَمَعَاجِنُهُمْ مَصْرُورَةٌ فِي ثِيَابِهِمْ عَلَى أَكْتَافِهِمْ».

مَعَاجِنُهُمْ (جمع معجن وهو الإناء الذي يُعجن الدقيق فيه) وكانت من الآنية الخشبية الخفيفة كالمعهودة اليوم عند الأعراب.

٣٥ «وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ ٱلْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً».

ص ٣: ٢٢ و١١: ٢

طَلَبُوا مِنَ ٱلْمِصْرِيِّينَ (انظر تفسير ص ٣: ٢٢).

٣٦ «وَأَعْطَى ٱلرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُيُونِ ٱلْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا ٱلْمِصْرِيِّينَ».

ص ٣: ٢١ و١١: ٣ تكوين ١٥: ١٤ وص ٣: ٢٢ ومزمور ١٠٥: ٣٧

أَعَارُوهُمْ مع أنهم لم يتوقعوا رجعوهم ولم يريدوه.

ارتحال الإسرائيليين وعددهم وقت غربتهم في مصر ع ٣٧ إلى ٤١

أهم ما في هذه الآيات أمران (١) تغرّب بني إسرائيل في مصر أربع مئة وثلاثين سنة و(٢) إنه كان عدد رجالهم وقت الخروج ست مئة ألف. والكلام هنا مجمل ولكنه فُصّل في سفر العدد (عدد ص ١ و٢). فبلغ فيه عدد الذكور البالغين ما عدا اللاويين ٦٠٣٥٥٠ (عدد ١: ٣٢) ويستلزم ذلك أنهم كانوا يزيدون على ألفي ألف.

وفيما ذُكر مشكلان (١) زيادة الإسرائيليين إلى ذلك الحد مدة غربتهم في مصر من «سبعين نفساً» نزلوا مع يعقوب إلى مصر و(٢) خروج ألفي الف من مصر بمواشيهم وقطعانهم في يوم واحد وسيرهم جيشاً في أودية أرض سيناء الضيقة إلى السهل المقابل لسيناء وان ذلك السهل وسع كل ذلك الجيش العظيم. أما الأول فيحسن قبل الكلام عليه النظر في مدة إقامة الإسرائيليين في مصر وماذا كان عدد الذين نزلوا مع يعقوب إلى مصر فنقول. قد سبق في تفسير (ص ١: ٥) ترجيح أن عدد الذين ذهبوا مع يعقوب إلى تلك البلاد مئة واثنان وثلاثون نفساً وإنه كان معهم زوجاتهم وسائر أهل بيوتهم وكانوا كثيرين (انظر تفسير تكوين ١٧: ١٣) فيُعتبر أنهم كانوا بذلك بضعة ألوف ولنفرض أنهم ثلاثة آلاف.

ومدة غربتهم في مصر على ما في التوراة العبرانية ٤٣٠ سنة وجاء في السبعينية والسامرية أنها كانت نصف ذلك أي ٢١٥ سنة. وإذا سلّمنا بقول المستر ملثوس أن السكان يتضاعفون كل عشرين سنة كان لنا أن الثلاثة الآلاف يصيرون في مدة قرنين أي مئتي سنة أكثر من ثلاثة آلاف ألف فالمدة المذكورة في السبعينية والسامرية وافية بأكثر من ذلك. ولكن لا سبب يحملنا على إيثار ما في هاتين على ما في الأصل العبراني أي على اختيار ٢١٥ على ٤٣٠ فلنا أن نعتقد صحة المدة في العبراني. وإذا فرضنا أن السكان يتضاعفون في كل خمس وأربعين سنة كان لنا العدد المذكور هذه بقطع النظر عن خصب أرص مصر وبركة الله على العبرانيين. هذا وقت عرفت أن كثيرين من الأمم هادوا وحُسبوا من بني إسرائيل.

وأما صعوبة سير هذا العدد الوافر من جاسان إلى البحر الأحمر ومن البحر إلى سيناء فلا ننكرها إذا حسبنا الإسرائيليين ساروا على خط واحد ولكن لا يمنع مانع من أن يسيروا صفوفاً متوازية أو غير متوازية على قدر ما تسع الأرض وإنهم لم يسيروا في وادٍ واحد فتفرقوا في الأودية يسيرون في جهة واحدة.

٣٧ «فَٱرْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ رَعَمْسِيسَ إِلَى سُكُّوتَ، نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ أَلْفِ مَاشٍ مِنَ ٱلرِّجَالِ عَدَا ٱلأَوْلاَد».

ع ٣٣: ٣ و٥ تكوين ٤٧: ١١ تكوين ١٢: ٢ و٤٦: ٣ وص ٣٨: ٢٦ وعدد ١: ٤٦ و١١: ٢١

مِنْ رَعَمْسِيسَ إِلَى سُكُّوتَ لا فرق بين رعمسيس (ص ١: ١١) ورعمسيس هنا فإن بيرعميسو كانت عاصمة الدولة التاسعة عشرة وكانت تشتمل على تنيس التي كانت من الضواحي (انظر تفسير ص ١: ١١). والمرجح أن الاسم سكوت سامي معناه خيام أو مظال فإن الأرض التي في الجنوب الشرقي من تنيس اشتهرت يومئذ بكثرة الخيام. والمرجّح أن بعض مجاميع تلك الخيام كان على القرب من تل دفنة الحديثة وعلى غاية خمسة عشر ميلاً في الجنوب الشرقي من تنيس. ورأى الدكتور برغش أنها هي المعروفة اليوم بتكوت.

٣٨ «وَصَعِدَ مَعَهُمْ لَفِيفٌ كَثِيرٌ أَيْضاً مَعَ غَنَمٍ وَبَقَرٍ مَوَاشٍ وَافِرَةٍ جِدّاً».

عدد ١١: ٤

وَصَعِدَ مَعَهُمْ لَفِيفٌ كَثِيرٌ لم يذكر ما هذا اللفيف لكننا وقفنا قي سفر العدد على أنه كان يشتكي فجعل بني إسرائيل يتذمرون (عدد ١١: ٤) فدل ذلك على أنه جمع بقي مع الإسرائيليين ولعل بعضه من المصريين المتهودين لما رأوا من المعجزات وبعضه خدم للإسرائيليين هربوا معهم بغية الخلاص من إذلال المصريين. ومما يستحق الذكر هنا أن المؤلفين المصريين في كلامهم على خروج الإسرائيليين من مصر ذكروا أنه خرج مع العبرانيين كثيرون من الهكسوس.

٣٩ «وَخَبَزُوا ٱلْعَجِينَ ٱلَّذِي أَخْرَجُوهُ مِنْ مِصْرَ خُبْزَ مَلَّةٍ فَطِيراً، إِذْ كَانَ لَمْ يَخْتَمِرْ. لأَنَّهُمْ طُرِدُوا مِنْ مِصْرَ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَتَأَخَّرُوا. فَلَمْ يَصْنَعُوا لأَنْفُسِهِمْ زَاداً».

ص ٦: ١ و١١: ١ وع ٣٣

فَطِيراً كثيراً ما يأتي العرب ذلك فيعجنون الدقيق ويخبزونه سريعاً.

٤٠ «ًوَأَمَّا إِقَامَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلَّتِي أَقَامُوهَا فِي مِصْرَ فَكَانَتْ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَة».

تكوين ١٥: ١٣ وأعمال ٧: ٦ وغلاطية ٣: ١٧

أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً قابل بهذا النبوءة «ٱعْلَمْ يَقِيناً أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيباً فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ (هي أرض مصر لا أرض كنعان) وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ. ثُمَّ ٱلأُمَّةُ ٱلَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا أَنَا أَدِينُهَا» (تكوين ١٥: ١٣ و١٤) فذُكرت هنا المدة بالتقريب الجميل.

٤١، ٤٢ «٤١ وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ أَرْبَعِ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ، أَنَّ جَمِيعَ أَجْنَادِ ٱلرَّبِّ خَرَجَتْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. ٤٢ هِيَ لَيْلَةٌ تُحْفَظُ لِلرَّبِّ لإِخْرَاجِهِ إِيَّاهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. هٰذِهِ ٱللَّيْلَةُ هِيَ لِلرَّبِّ. تُحْفَظُ مِنْ جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي أَجْيَالِهِمْ».

ص ٧: ٤ وع ٥١ تثنية ١٦: ٦

فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ، أَنَّ جَمِيعَ أَجْنَادِ ٱلرَّبِّ خَرَجَتْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ أي خرجوا جميعاً في ذلك اليوم الخامس عشر من أبيب. فخرجوا في يوم واحد ولكن يمكن أن بعضهم خرج ليلاً وبعضهم خرج صباحاً وبعضهم خرج في أوقات مختلفة من النهار وكانوا على مسافات مختلفة من الطريق إلى سكوت.

كلام في الفصح ع ٤٣ إلى ٥١

٤٣ «وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: هٰذِهِ فَرِيضَةُ ٱلْفِصْحِ: كُلُّ ٱبْنِ غَرِيبٍ لاَ يَأْكُلُ مِنْهُ».

لاويين ٢٣: ٥ إلى ٨ وعدد ٩: ١١ إلى ١٤ وتثنية ١٦: ١ إلى ٨

هٰذِهِ فَرِيضَةُ ٱلْفِصْحِ يرجّح أن هذه الفريضة مع ما يليها من تقديس الأبكار (ص ١٣: ١ – ١٦) أعلنها الله لموسى في سكوت. وفيها ثلاثة أمور:

  1. منع غير المختونين من أكل الفصح (ع ٤٣).
  2. السماح بأكله للمتهودين (ع ٤٨ و٤٩).
  3. إن لا يُكسر من خروف الفصح عظم (ع ٤٦).

كُلُّ ٱبْنِ غَرِيبٍ إن لم يؤمن إيمان الإسرائيليين ويختتن (ع ٤٨).

٤٤ «وَلٰكِنْ كُلُّ عَبْدٍ مُبْتَاعٍ بِفِضَّةٍ تَخْتِنُهُ ثُمَّ يَأْكُلُ مِنْهُ».

تكوين ١٧: ١٢ و١٣

كُلُّ عَبْدٍ كان على الإسرائيليين أن يختنوا كل عبد يولد في بيوتهم في اليوم الثامن (تكوين ١٧: ١٣). ومن الأمور المستحقة الذكر هنا أنه كان للعبد المختون كل ما كان لسيده من الامتيازات الدينية.

٤٥ «ٱلنَّزِيلُ وَٱلأَجِيرُ لاَ يَأْكُلاَنِ مِنْه».

لاويين ٢٢: ١٠

ٱلأَجِيرُ أي الأجير الغريب عن الدين.

٤٦ – ٥٠ «٤٦ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ يُؤْكَلُ. لاَ تُخْرِجْ مِنَ ٱللَّحْمِ مِنَ ٱلْبَيْتِ إِلَى خَارِجٍ، وَعَظْماً لاَ تَكْسِرُوا مِنْهُ. ٤٧ كُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ يَصْنَعُونَهُ. ٤٨ وَإِذَا نَزَلَ عِنْدَكَ نَزِيلٌ وَصَنَعَ فِصْحاً لِلرَّبِّ، فَلْيُخْتَنْ مِنْهُ كُلُّ ذَكَرٍ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ لِيَصْنَعَهُ، فَيَكُونُ كَمَوْلُودِ ٱلأَرْضِ. وَأَمَّا كُلُّ أَغْلَفَ فَلاَ يَأْكُلُ مِنْهُ. ٤٩ تَكُونُ شَرِيعَةٌ وَاحِدَةٌ لِمَوْلُودِ ٱلأَرْضِ وَلِلنَّزِيلِ ٱلنَّازِلِ بَيْنَكُمْ. ٥٠ فَفَعَلَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ. هٰكَذَا فَعَلُوا».

عدد ٩: ١٢ ويوحنا ١٩: ٣٣ و٣٦ ع ٦ وعدد ٩: ١٣ عدد ٩: ١٤ عدد ٩: ١٤ و١٥: ١٥ و١٦ وغلاطية ٣: ٢٨

وَعَظْماً لاَ تَكْسِرُوا مِنْهُ فكانوا يشوونه كامل الأعضاء بخلاف غيره من الخراف. وكان ذلك إشارة إلى الوحدة ورمزاً إلى أن الناس سيتحدون بالله بجسد المسيح الواحد (يوحنا ١٩: ٣٣ – ٢٦).

٥١ «وَكَانَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ أَنَّ ٱلرَّبَّ أَخْرَجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِحَسَبِ أَجْنَادِهِمْ».

ع ٤١ ص ٦: ٢٦ وع ٤١

كان من المناسب أن تكون هذه الآية أول الأصحاح الثالث عشر وهي متعلقة بالآية الحادية والأربعين قبلها.

أَجْنَادِهِمْ (سموا بالأجناد لأنهم كانوا عسكر الرب).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى