سفر الخروج

سفر الخروج | 05 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر الخروج

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ

دخول موسى الأول إلى فرعون وزيادته التثقيل على الإسرائيليين

١ «وَبَعْدَ ذٰلِكَ دَخَلَ مُوسَى وَهَارُونُ وَقَالاَ لِفِرْعَوْنَ: هٰكَذَا يَقُولُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيُعَيِّدُوا لِي فِي ٱلْبَرِّيَّةِ».

ص ١٠: ٩ و١كورنثوس ٥: ٨

دَخَلَ إلى بلاط فرعون وكان في صوعن (أي تنيس) وكان مقام رعمسيس الثاني وابنه منفتاح (مزمور ٧٨: ١٢ و٤٣).

ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ وفي العبرانية يهوه إله إسرائيل. كان الفراعنة يعبدون آلهة مختلفة ويعتقدون أنها تخاطبهم ولكنهم لم ينفوا إمكان أن يكون لغيرهم آلهة خاصة تدبرهم كذلك. ومنفتاح نفسه المرجّح أنه فرعون الخروج اعترف في السنة الخمسين من ملكه أن فتاح حذّره على ما أفاد برغش في تاريخ مصر.

لِيُعَيِّدُوا لِي إن الله لم يُعلن كل قصده لفرعون دفعة. فسأله في أول الأمر شيئاً معتدلاً امتحاناً له فأظهر برفضه إياه إنه خشن قاس فجرب الله فثقل عليه.

فِي ٱلْبَرِّيَّةِ أي في موضع وراء حدود مصر أو بعيد عن مساكن المصريين لكي لا يروا الإسرائيليين يذبحون البهائم فيثوروا عليهم لأنهم كانوا يعتقدون قداستها ويحرمون ذبحها (انظر ص ٨: ٢٦ والتفسير).

٢ «فَقَالَ فِرْعَوْنُ: مَنْ هُوَ ٱلرَّبُّ حَتَّى أَسْمَعَ لِقَوْلِهِ فَأُطْلِقَ إِسْرَائِيلَ؟ لاَ أَعْرِفُ ٱلرَّبَّ، وَإِسْرَائِيلَ لاَ أُطْلِقُهُ».

٢ملوك ١٨: ٣٥ وأيوب ٢١: ١٥ ومزمور ١٢: ٤ و١صموئيل ٢: ١٢ ص ٣: ١٩

مَنْ هُوَ ٱلرَّبُّ وفي العبرانية «من يهوه» كان اسم يهوه قد تُرك مدة ثم تجدد استعماله حين رأى موسى العليقة تتوقد ولا تحترق وعلى ذلك يرجّح أن فرعون لم يسمع ذلك الاسم قبلاً.

حَتَّى أَسْمَعَ لِقَوْلِهِ يريد فرعون أنه لا يعرف من يهوه وأن لا سلطان له عليه لأنه ليس من آلهته. فإن المصريين اعتادوا اعتقاد آلهة محلية وان لكل أمة إلهاً أو آلهة خاصة وإن ليس لإله أن يحكم على أمة إله غيره.

٣ «فَقَالاَ: إِلٰهُ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ قَدِ ٱلْتَقَانَا، فَنَذْهَبُ سَفَرَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ إِلٰهِنَا، لِئَلاَّ يُصِيبَنَا بِٱلْوَبَإِ أَوْ بِٱلسَّيْفِ».

ص ٣: ١٨ ص ٩: ١٥ ولاويين ٢٦: ٢٥

إِلٰهُ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ لم يجب موسى فرعون ببيان إن ليهوه سلطاناً على المصريين أيضاً فاكتفى بأن يبين له أن يهوه إلههم يغضب ويضربهم إذا لم يخضعوا له وأراد من فرعون أن يأذن له في ما طلبه لينقذهم من غضب يهوه.

بِٱلسَّيْفِ كانت مصر عرضة للغزاة في الثغور الشرقية وكان العبرانيون عرضة للغزو في جاسان. وكان المصريون في عصر الدولة التاسعة عشرة يخافون غزو الحثيين.

٤ «فَقَالَ لَهُمَا مَلِكُ مِصْرَ: لِمَاذَا يَا مُوسَى وَهَارُونُ تُبَطِّلاَنِ ٱلشَّعْبَ مِنْ أَعْمَالِهِ؟ اِذْهَبَا إِلَى أَثْقَالِكُمَا».

ص ١: ١١

(يظهر من قول فرعون هذا أنه ظن أن موسى يريد بذلك أن يريح الإسرائيليين وقتاً من تعب العمل الذي كلفهم فرعون إياه).

٥ «وَقَالَ فِرْعَوْنُ: هُوَذَا ٱلآنَ شَعْبُ ٱلأَرْضِ كَثِيرٌ وَأَنْتُمَا تُرِيحَانِهِمْ مِنْ أَثْقَالِهِمْ».

ص ١: ٧ و٩

(هذا إيضاح للآية الرابعة وتأكيد لها وفيه أن الخسارة كثيرة بتركهم العمل لكثرتهم. والذي يُفهم من بعض التراجم القديمة أنهم كثروا مع تكليفهم بهذا العمل فكيف لو استراحوا).

ولما خرج موسى وهارون من حضرة فرعون وبخ فرعون المسخرين على تركهم العبرانيين يكسلون لأنه كان لهم وقت يجتمعون فيه على ما يُستنتج من (ص ٤: ٣٠ و٣١).

٦ «فَأَمَرَ فِرْعَوْنُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ مُسَخِّرِي ٱلشَّعْبِ وَمُدَبِّرِيهِ قَائِلاً».

ص ١: ١١

مُسَخِّرِي ٱلشَّعْبِ وَمُدَبِّرِيهِ كان الذين وُكل إليهم تسخير الإسرائيليين ثلاث طبقات الأولى رؤساء التسخير (ص ١: ١١). والثانية المسخرون (ع ٦ و١٠ و١٣ و١٤). والثالثة المدبرون (ع ٦ و١١ – ٢١). رؤساء التسخير كانوا جماعة قليلة على ما يرجح وكان عملهم إدارة الباقين وتعيين العمل للإسرائيليين. ولا ريب في أنهم كانوا من المصريين الأصليين. وكان المسخرون هم الذين يجرون على الإسرائيليين ما يأمر الرؤساء به وكانوا مصريين مثل أولئك الرؤساء. وكانوا بالنسبة إلى الرؤساء كثيرين وكانوا يجرون أوامرهم بواسطة المدبرين. وكان المدبرون من الإسرائيليين وكانوا يهتمون الاهتمام الأكثر بعمل اللبن وعدد المصنوع منه.

٧ «لاَ تَعُودُوا تُعْطُونَ ٱلشَّعْبَ تِبْناً لِصُنْعِ ٱللِّبْنِ كَأَمْسِ وَأَوَّلَ مِنْ أَمْسِ. لِيَذْهَبُوا هُمْ وَيَجْمَعُوا تِبْناً لأَنْفُسِهِمْ».

تِبْناً لِصُنْعِ ٱللِّبْنِ كان المصريون يستعملون اللِبن كثيراً إذ كانوا يبنون منه بيوت السكن والقبور والأبنية العادية وأسوار المدن والحصون وأسوار الهياكل المقدسة وكل ما لا يضطر في بنائه إلى الحجارة. والذي عُرف إنهم قصروا الحجارة تقريباً على الهياكل وأرصفة المرافئ والحياض. وكانوا يصنعون ذلك اللِبن من طين النيل مخلوطاً بالتبن.

لِيَذْهَبُوا هُمْ وَيَجْمَعُوا تِبْناً قيل إن هذا العمل كان به تعب الإسرائيليين أكثر من ضعفي ما كان قبله. فإنه كان عليهم أن يذهبوا إلى الحقول البعيدة عن معمل اللِبن ويقلعوا سوق الزرع من التربة ويكسروها بعد جمعها ويوعوها ويحملوها إلى المعمل ثم يأخذوا في عمل اللِبن إلى أن يبلغوا العدد المطلوب منهم قبلاً.

٨ «وَمِقْدَارَ ٱللِّبْنِ ٱلَّذِي كَانُوا يَصْنَعُونَهُ أَمْسِ وَأَوَّلَ مِنْ أَمْسِ تَجْعَلُونَ عَلَيْهِمْ. لاَ تَنْقُصُوا مِنْهُ، فَإِنَّهُمْ مُتَكَاسِلُونَ، لِذٰلِكَ يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ وَنَذْبَحُ لإِلٰهِنَا».

(اعتقد فرعون أن موسى والإٍسرائيليين اتخذوا أمر العبادة حيلة لترك العمل وقتاً وان الذي حملهم على ذلك كسلهم راجع تفسير ع ٤ و٥).

٩ «لِيُثَقَّلِ ٱلْعَمَلُ عَلَى ٱلْقَوْمِ حَتَّى يَشْتَغِلُوا بِهِ وَلاَ يَلْتَفِتُوا إِلَى كَلاَمِ ٱلْكَذِبِ».

لاَ يَلْتَفِتُوا إِلَى كَلاَمِ ٱلْكَذِبِ أراد بكلام الكذب وعد موسى وهارون الشعب بالإنقاذ وثقة الشعب بذلك (ص ٤: ٣٠) فإن فرعون حسب ذلك كذباً فكان ما أتاه هنا كالذي أتاه سنحاريب مع حزقيا (٢ملوك ١٨: ٢٠). (هذا ما قاله مشاهير المفسرين. ويحتمل أنه أراد بكلام الكذب قولهم أنهم يذهبون ويذبحون لإلههم أي إن ذلك كذب يتوسلون به إلى البطالة).

١٠، ١١ «١٠ فَخَرَجَ مُسَخِّرُو ٱلشَّعْبِ وَمُدَبِّرُوهُ وَقَالُوا لِلشَّعْبِ: هٰكَذَا يَقُولُ فِرْعَوْنُ: لَسْتُ أُعْطِيكُمْ تِبْناً. ١١ ٱذْهَبُوا أَنْتُمْ وَخُذُوا لأَنْفُسِكُمْ تِبْناً مِنْ حَيْثُ تَجِدُونَ. إِنَّهُ لاَ يُنْقَصُ مِنْ عَمَلِكُمْ شَيْءٌ».

يَقُولُ فِرْعَوْنُ (بلغوهم قول فرعون لزيادة الترهيب كأنهم أرادوا أن لنا أن نأمركم بأعمالكم وعليكم أن تطيعوا وفوق ذلك إن الأمر أمر فرعون الملك لا أمرنا نحن).

لاَ يُنْقَصُ مِنْ عَمَلِكُمْ (المعهود فجلب التبن زيادة للتأديب).

١٢ «فَتَفَرَّقَ ٱلشَّعْبُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ لِيَجْمَعُوا قَشّاً عِوَضاً عَنِ ٱلتِّبْنِ».

لِيَجْمَعُوا قَشّاً عِوَضاً عَنِ ٱلتِّبْنِ (وفي العبرانية «لقشّ قش لتبن» أي لجمع جذامة عن التبن أي بدلاً منه أو عوضاً عنه. والجذامة من الزرع ما بقي بعد الحصد. والقش في العربية الجمع كما في العبرانية والعامة تريد به ما تفتت من يابس النبات كالهشيم والقش بتخفيف الشين في العبرانية الجذامة).

كان حصدة المصريين يقصون السنابل فيبقون جزءاً من سوقها مع الأصل في الأرض. وكان أرباب الحقول لا يكترثون بالجذامة فكان لكل إنسان أن يجمعها. فكان الإسرائيليون المظلومون يقلعونها ويكسرونها لتصلح أن تقوم مقام التبن.

١٣ «وَكَانَ ٱلْمُسَخِّرُونَ يُعَجِّلُونَهُمْ قَائِلِينَ: كَمِّلُوا أَعْمَالَكُمْ، أَمْرَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ، كَمَا كَانَ حِينَمَا كَانَ ٱلتِّبْنُ».

وَكَانَ ٱلْمُسَخِّرُونَ يُعَجِّلُونَهُمْ شوهد في رسوم المصريين القديمة صور مسخرين في أيديهم العصي يستعجلون العملة كلما تركوا العمل ريثما يستريحون وهم ممثلون قائلين للعملة على الدوام (اعملوا بلا إعياء).

كَمَا كَانَ حِينَمَا كَانَ ٱلتِّبْنُ أي اعملوا العمل المفروض عليكم في صنع اللِبن قبل أن تكلفوا بجمع التبن.

١٤ «فَضُرِبَ مُدَبِّرُو بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ أَقَامَهُمْ عَلَيْهِمْ مُسَخِّرُو فِرْعَوْنَ، وَقِيلَ لَهُمْ: لِمَاذَا لَمْ تُكَمِّلُوا فَرِيضَتَكُمْ مِنْ صُنْعِ ٱللِّبْنِ أَمْسِ وَٱلْيَوْمَ كَٱلأَمْسِ وَأَوَّلَ مِنْ أَمْسِ؟».

فَضُرِبَ مُدَبِّرُو بَنِي إِسْرَائِيلَ لأنهم وُكل إليهم إنجاز المفروض فكانوا هم المسؤولين.

١٥ «فَأَتَى مُدَبِّرُو بَنِي إِسْرَائِيلَ وَصَرَخُوا إِلَى فِرْعَوْنَ قَائِلِينَ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هٰكَذَا بِعَبِيدِكَ؟».

فَأَتَى مُدَبِّرُو بَنِي إِسْرَائِيلَ وَصَرَخُوا إِلَى فِرْعَوْنَ كان يهون على كل إنسان في مصر أن يواجه الملك ويشكو إليه لأن الفراعنة فرضوا على أنفسهم أن يسمعوا الشكاية بأنفسهم في ساعة معينة في الصباح. ومعنى قوله «صرخوا إليه» استغاثوا وسألوه الحماية والإنصاف.

١٦ «اَلتِّبْنُ لَيْسَ يُعْطَى لِعَبِيدِكَ، وَٱللِّبْنُ يَقُولُونَ لَنَا ٱصْنَعُوهُ، وَهُوَذَا عَبِيدُكَ مَضْرُوبُونَ، وَقَدْ أَخْطَأَ شَعْبُكَ».

قَدْ أَخْطَأَ شَعْبُكَ أي أذنب المصريون بضربهم العبرانيين لأنهم حمّلوهم فوق طاقتهم.

١٧ «فَقَالَ: مُتَكَاسِلُونَ أَنْتُمْ مُتَكَاسِلُونَ. لِذٰلِكَ تَقُولُونَ: نَذْهَبُ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ».

فَقَالَ مُتَكَاسِلُونَ أَنْتُمْ مُتَكَاسِلُونَ كان الكسل عند المصريين من أفظع الآثام وكان الكسلى في اعتقادهم يحاكمون محاكمة خاصة أمام إلههم أُوسيرس على ما عُرف من تاريخ مصر.

١٨، ١٩ «١٨ فَٱلآنَ ٱذْهَبُوا ٱعْمَلُوا. وَتِبْنٌ لاَ يُعْطَى لَكُمْ وَمِقْدَارَ ٱللِّبْنِ تُقَدِّمُونَهُ. ١٩ فَرَأَى مُدَبِّرُو بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْفُسَهُمْ فِي بَلِيَّةٍ إِذْ قِيلَ لَهُمْ لاَ تُنَقِّصُوا مِنْ لِبْنِكُمْ أَمْرَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ».

لم يكن فرعون أرحم من المسخرين بل ما أتاه المسخرون إنما أتوه بأمره فكان لسان حال المدبرين يقول:

المستجير بعمر عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار

 

٢٠ «وَصَادَفُوا مُوسَى وَهَارُونَ وَاقِفَيْنِ لِلِقَائِهِمْ حِينَ خَرَجُوا مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ».

وَاقِفَيْنِ لِلِقَائِهِمْ ليعرفوا ماذا كان من شكواهم إلى فرعون.

٢١ «فَقَالُوا لَهُمَا: يَنْظُرُ ٱلرَّبُّ إِلَيْكُمَا وَيَقْضِي، لأَنَّكُمَا أَنْتَنْتُمَا رَائِحَتَنَا فِي عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ وَفِي عُيُونِ عَبِيدِهِ حَتَّى تُعْطِيَا سَيْفاً فِي أَيْدِيهِمْ لِيَقْتُلُونَا».

ص ٦: ٩ و٢أيام ٢٤: ٢٢ و١صموئيل ١٣: ٤ و٢٧: ١٢ و٢صموئيل ١٠: ٦ و١أيام ١٩: ٦

يَنْظُرُ ٱلرَّبُّ إِلَيْكُمَا وَيَقْضِي (أي يعاقبكما على ما أوصلتمانا إليه من العذاب بتدبيركما).

أَنْتَنْتُمَا رَائِحَتَنَا أي جعلتمانا مكروهين جداً (تكوين ٣٤: ٣٠ و١صموئيل ١٣: ٤ و٢صموئيل ١٠: ٦ الخ).

فِي عَيْنَيْ فِرْعَوْنَ وَفِي عُيُونِ عَبِيدِهِ أي جعلتماهم يروننا جيفاً منتنة.

حَتَّى تُعْطِيَا سَيْفاً فِي أَيْدِيهِمْ لِيَقْتُلُونَا أي أغظتماهم علينا فكنتما بذلك كأنكما أعطيتماهم سيفاً وسألتماهم أن يقتلونا.

٢٢، ٢٣ «٢٢ فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى ٱلرَّبِّ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ، لِمَاذَا أَسَأْتَ إِلَى هٰذَا ٱلشَّعْبِ؟ لِمَاذَا أَرْسَلْتَنِي؟ ٢٣ فَإِنَّهُ مُنْذُ دَخَلْتُ إِلَى فِرْعَوْنَ لأَتَكَلَّمَ بِٱسْمِكَ أَسَاءَ إِلَى هٰذَا ٱلشَّعْبِ. وَأَنْتَ لَمْ تُخَلِّصْ شَعْبَكَ».

عدد ١١: ١١ و١ملوك ١٧: ٢٠

فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى ٱلرَّبِّ لأنه لم يجد ماذا يقول للمدبرين وقد رأى أنه خاب كما خابوا فلم يبق له إلا أن يرفع الأمر إلى الله بجراءة غريبة ولكن الله عذره لأنه حمله على ذلك حبه لشعبه. وشدة ما أثر فيه زيادة شقاء الإسرائيليين وظلم فرعون فإن ألمه من ذلك بلغ مبلغاً لم يستطع احتماله فصرخ من الألم لا من الغيظ.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى