سفر الخروج

سفر الخروج | 01 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر الخروج

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ

زيادة الإسرائيليين في مصر وظلم الملك الجديد لهم

١ «وَهٰذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مِصْرَ. مَعَ يَعْقُوبَ جَاءَ كُلُّ إِنْسَانٍ وَبَيْتُهُ».

تكوين ٤٦: ٨ وص ٦: ١٤

وَهٰذِهِ أَسْمَاءُ انتهى سفر التكوين بتواريخ الأشخاص الذين هم أصول الإسرائيليين وابتدأ سفر الخروج بالإسرائيليين أي إن سفر التكوين كان نبأ الأفراد الأصول وسفر الخروج نبأ الشعب الذي هو نتاجهم. وبداءة تاريخ الأمة الإسرائيلية الآية السابعة. والآية الأولى وما بعدها إلى نهاية الآية السادسة الحلقة الرابطة بين الأصول والنتاج الذي هو الأمة وبين سفر التكوين. (قابل الآية الأولى وما بعدها إلى نهاية الآية الخامسة هنا بما في تكوين ٤٦: ٨ – ٢٧ والآية السادسة هنا بما في تكوين ٥: ٢٦).

كُلُّ إِنْسَانٍ وَبَيْتُهُ يراد بالبيت كل من فيه من الأولاد والحفدة والخدم المولودين فيه (تكوين ١٤: ١٤).

٢ – ٤ «٢ رَأُوبَيْنُ، وَشَمْعُونُ، وَلاَوِي، وَيَهُوذَا، ٣ وَيَسَّاكَرُ، وَزَبُولُونُ، وَبِنْيَامِينُ، ٤ وَدَانُ، وَنَفْتَالِي، وَجَادُ، وَأَشِيرُ».

رَأُوبَيْنُ ذكر أبناء الزوجتين الشرعيتين أولاً وأبناء الجاريتين ثانياً. وأبناء ليئة قبل أبناء راحيل ومن ولدت بلهة قبل من ولدت زلفة فذكر الأبناء على الترتيب باعتبار الأمهات.

٥، ٦ «٥ وَكَانَتْ جَمِيعُ نُفُوسِ ٱلْخَارِجِينَ مِنْ صُلْبِ يَعْقُوبَ سَبْعِينَ نَفْساً. (وَلٰكِنْ يُوسُفُ كَانَ فِي مِصْرَ). ٦ وَمَاتَ يُوسُفُ وَكُلُّ إِخْوَتِهِ وَجَمِيعُ ذٰلِكَ ٱلْجِيلِ».

تكوين ٤٦: ٢٧ وتثنية ١٠: ٢٢ تكوين ٥٠: ٢٦ وأعمال ٧: ١٥

جَمِيعُ نُفُوسِ… سَبْعِينَ قابل بما في (تكوين ٤٦: ٨ – ٢٧) وبيان ذلك يعقوب نفسه ١ وأبناؤه ١٢ وبنته دينة ١ وحفدته ٥١ وحفيدته سارح ١ وأبناء حفدته ٤ فالجميع سبعون. وبناته ما عدا دينة وأبناء بناته ما عدا سارح ذُكروا في (تكوين ٤٦: ٧) ولم يدخلوا في الحساب هنا. وإذا كان من وُلد له من الإناث ومن ولدته الإناث كثيرات كالذكور يوم دخل مصر لكان الذين خرجوا من صلبه ١٣٢. وإذا أردنا ضبط عدد الذين دخلوا معه مصر وجب أن نحسب زوجات أبناءه وحفدته وأزواج بناته وحفيداته ولو جمع ذلك لكان من دخلوا معه مصر كثيرين جداً ولم نعجب من قول كرتز إن الذين دخلوا مصر مع يعقوب كانوا ألوفاً.

٧ «وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَأَثْمَرُوا وَتَوَالَدُوا وَنَمَوْا وَكَثُرُوا كَثِيراً جِدّاً، وَٱمْتَلأَتِ ٱلأَرْضُ مِنْهُمْ».

تكوين ٤٦: ٣ وتثنية ٢٦: ٥ ومزمور ١٠٥: ٢٤ وأعمال ٧: ١٧

وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَأَثْمَرُوا أي كثروا بالتوالد. كانت الأرض التي نزلوها في مصر موافقة للصحة فكثر بها نسل الناس والبهائم. وكانت التربة مخصبة كثيرة الغلال. وكان ملوك مصر ينظرون بالإكرام إلى نمو العبرانيين لأنهم كانوا قوة لهم في التخم الشرقي لأنه كان قبلهم باباً لغزو الغزاة لمصر. وكانت بركة الله وافرة على الشعب الذي وعد بأن يجعله «كَنُجُومِ ٱلسَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ» (تكوين ٢٢: ١٧). وقد بينت كثرة بني إسرائيل في تفسير (ص ١٢: ٣٧ – ٤١).

ٱلأَرْضُ جاسان حيث سكنوا (تكوين ٤٧: ٤ – ٦) والظاهر أنها الجزء الشرقي من الجزيرة المعروفة عند اليونانيين بالذلتا.

٨ «ثُمَّ قَامَ مَلِكٌ جَدِيدٌ عَلَى مِصْرَ لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ».

أعمال ٧: ١٨

ثُمَّ قَامَ مَلِكٌ جَدِيدٌ الظاهر أنه ملك من دولة جديدة ظنه بعضهم آحمس الأول مؤسس دولة منيثو الثامنة عشرة وظنه آخر رعمسيس الثاني أعظم ملوك الدولة التاسعة عشرة. ومال بعض المحدثين إلى أنه سيتي الأول أبو رعمسيس الثاني وابن رعمسيس الأول. وسيتي هذا وإن لم يكن مؤسس الدولة التاسعة عشرة كان منشئ عظمتها.

لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ يُوسُفَ يظهر من هذا أن المصريين بعد زمان من وفاة يوسف نسوا وفرة نفعه لمصر ووقاية أهلها من الموت جوعاً. والمرجح أن الملك الجديد المذكور هنا لم يعرف شيئاً من أمر يوسف ولا اسمه إنما نظر إلى كثرة الإسرائيليين وخشي من خطرهم في المستقبل.

٩ «فَقَالَ لِشَعْبِهِ: هُوَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ شَعْبٌ أَكْثَرُ وَأَعْظَمُ مِنَّا».

مزمور ١٠٥: ٢٤

ِفَقَالَ لِشَعْبِه أي لنواب الشعب وهم كبراؤه وعظماء بلاطه.

أَكْثَرُ وَأَعْظَمُ مِنَّا وفي العبرانية كثيرون أقوياء بالنظر إلينا. وعلى الوجهين قول فرعون كذب لأن سكان مصر كانوا يومئذ نحو ثمانية آلاف ألف وبني إسرائيل لا يكادونه يبلغون ألفي ألف فإن رجالهم يوم خرجوا من مصر لم يكونوا إلا ست مئة ألف (ص ١٢: ٣٧) ولكن فرعون أتى هذه المبالغة بل هذا الكذب ليهيج بغض المصريين وعداوتهم للإسرائيليين كدأب كل شرير عند غايته وأغراضه.

١٠ «هَلُمَّ نَحْتَالُ لَهُمْ لِئَلاَّ يَنْمُوا، فَيَكُونَ إِذَا حَدَثَتْ حَرْبٌ أَنَّهُمْ يَنْضَمُّونَ إِلَى أَعْدَائِنَا وَيُحَارِبُونَنَا وَيَصْعَدُونَ مِنَ ٱلأَرْضِ».

أيوب ٥: ١٣ ومزمور ١٠٥: ٢٥ وأمثال ٢١: ٣٠ وأعمال ٧: ١٩ تكوين ٤٦: ٤ و٥٠: ٢٤

هَلُمَّ نَحْتَالُ رأى الحيلة من الحكمة فيوقفهم عن النمو بأسهل طريق وقد أبان تلك الحيلة في (ع ١١).

إِذَا حَدَثَتْ حَرْبٌ (هذا دليل على جهله ولو كان حكيماً لأحسن إليهم وجعلهم أصدقاءه فكانوا أعظم عون له على الأعداء). كان المصريون يومئذ معتدين وهولاً لجيرانهم يغزون وينهبون وقلما غُزوا أو نُهبوا لكنهم صاروا في بداءة الدولة التاسعة عشرة إلى غير ذلك. وكانت في ذلك الوقت أمة عظيمة تكثر كثيراً وراء التخم الشمالي الشرقي وتقوى وتنذر المصريين في أسيا الغربية وكانوا يتوقعون هجوم المحاربين من ذلك الصقع.

يَنْضَمُّونَ والحق أن الإسرائيليين لم يكونوا مائلين أدنى ميل إلى الغزاة الذين يغزون المصريين سواء أكانوا عرباً أم فلسطينيين أم أشوريين أم حثيين. بل كانوا يدفعون الغزاة وقاية لحريتهم ولكن المصريين حسبوا أن الإسرائيليين سينضمون إلى الغزاة ليربحوا ويستقلوا ويذهبوا ولعلهم ظنوا أن للإسرائيليين محالفة مع بعض الأمم الشرقية.

وَيَصْعَدُونَ مِنَ ٱلأَرْضِ أي يتركون مصر ويذهبون إلى المشرق. وكان فراعنة الدولة التاسعة عشرة كثيري الحرص على بقاء رعاياهم في أرضهم. فبذلوا كل ما في وسعهم في أن يضعفوا الأقوياء ليمنعوهم من المهاجرة.

١١ «فَجَعَلُوا عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ تَسْخِيرٍ لِكَيْ يُذِلُّوهُمْ بِأَثْقَالِهِمْ، فَبَنُوا لِفِرْعَوْنَ مَدِينَتَيْ مَخَازِنَ: فِيثُومَ، وَرَعَمْسِيسَ».

تكوين ١٥: ١٣ وص ٣: ٧ وتثنية ٢٦: ٦ ص ٢: ١١ و٥: ٤ و٥ تكوين ٤٧: ١١

رُؤَسَاءَ تَسْخِيرٍ كان رؤساء التسخير أي الإجبار على الأعمال بلا أجرة الذي بلغ حينئذ الإسرائيليين صنفين صنفاً أدنى وهم النظار الذين يراقبون المسخرين ويجبرونهم على الجد في العمل وصنفاً أعلى وهم الذين يوزعون الأعمال ويأمرون بإجرائها. ورؤساء التسخير في هذه الآية هم الصنف الأعلى.

لِكَيْ يُذِلُّوهُمْ هذا هو الغاية من كل ما تقدم فإن الإذلال والضرب للإجبار على القيام بالأعمال الشاقة من أنسب الوسائل إلى تقليل النسل ومنع الكثرة وهذه الحيلة كانت على مقتضى الحكم البشري من مخترعات الحكمة (ولكنها بمقتضى حكم العقل المستنير من مواليد الجهل والحماقة).

فَبَنُوا لِفِرْعَوْنَ مَدِينَتَيْ مَخَازِنَ المقصود بالمخازن هنا مخازن الأسلحة المعدة لدفع المهاجمين والغزاة (١ملوك ٩: ١٩ و٢أيام ٨: ٤) وكان فراعنة الدولة التاسعة عشرة شديدي الاعتناء بحراسة التخم الشمالي الشرقي.

فِيثُومَ وسُميت في تاريخ هيرودوتس باتومس وذُكر أنها في مصر السفلى على القرب من بوبستيس المعروفة بتل بسطة. وسُميت فيثوم في عاديات رسوم الدولة التاسعة عشرة بيتوم وأُطلق هذا الاسم على مدينة الشمس التي هي بعض آلهة المصريين. والمرجح أنها لم تكن بعيدة كثيراً من هيلوبوليس مركز عبادتها.

رَعَمْسِيسَ وهي بيرعميسو أي مدينة رعمسيس. وكانت عاصمة المملكة في أول استيلاء الدولة التاسعة عشرة والظاهر أن ذلك اسم جديد لمدينة تَنِس. وادعى رعمسيس الثاني أنه بنى معظمها. والمرجح أن أباه سيتي بنى الجزء الأول منها وبذل عنايته في حماية الثغر الشمالي الشرقي ولم تزل آثار هذه المدينة إلى اليوم.

١٢ «وَلٰكِنْ بِحَسْبِمَا أَذَلُّوهُمْ هٰكَذَا نَمَوْا وَٱمْتَدُّوا. فَٱخْتَشَوْا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ».

بِحَسْبِمَا أَذَلُّوهُمْ هٰكَذَا نَمَوْا فالنتيجة على غير ما تقتضيه العادة فلزم أنها كانت بعناية الله فهو الذي يجعل شر الإنسان يمجده لأن العادة أن المظلومين يضعفون ويقلون.

١٣ «فَٱسْتَعْبَدَ ٱلْمِصْرِيُّونَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِعُنْفٍ».

بِعُنْفٍ فإن العمل الذي سُخر به الإسرائيليون كان شاقاً وكانوا مكلفين أن يعملوا من الصباح إلى الليل تحت عصا المسخر فكان الإسرائيلي إذا أراح رجله دقيقة ضربه المسخر بالعصا على فخذيه. وكان حر الشمس هنالك شديداً. وكان ما يحمله الفاعل ثقيلاً جداً حتى كاد بعض الفعلة يموت وربما مات كثيرون بذلك. وقد جاء في أنباء هيرودوتس أن نيخو أحد الملوك المصريين قتل بمثل ذلك ١٢٠٠٠٠ من رعيته.

١٤ «وَمَرَّرُوا حَيَاتَهُمْ بِعُبُودِيَّةٍ قَاسِيَةٍ فِي ٱلطِّينِ وَٱللِّبْنِ وَفِي كُلِّ عَمَلٍ فِي ٱلْحَقْلِ. كُلِّ عَمَلِهِمِ ٱلَّذِي عَمِلُوهُ بِوَاسِطَتِهِمْ عُنْفاً».

ص ٢: ٢٣ و٦: ٩ وعدد ٢٠: ١٥ وأعمال ٧: ١٩ و٣٤

فِي ٱلطِّينِ وَٱللِّبْنِ سُئل هل كان المصريون يستعملون اللِبن في البناء فأُجيب بأنه لا ريب في أن مواد الصروح والهياكل والأهرام كانت من الحجارة لكن كثيراً من الأسوار والبيوت والحصون كان مبنياً من اللِبن وأكثر ذلك كان في الجزيرة المعروفة بالذلتا. وشُوهد بعض الأهرام اللِبنية هنالك. وان الذين يصنعون اللِبن الغرباء ومُثلوا في الرسوم عبيداً.

وَفِي كُلِّ عَمَلٍ فِي ٱلْحَقْلِ من حراثة وزراعة وحصاد وما أشبه ذلك. وقال يوسيفوس إنهم كُلفوا بحفر القنوات. وقد أُشير إلى بعض ما كانوا يكُلفون به في سفر تثنية الاشتراع (تثنية ١١: ١٠). ومثل هذه الأعمال تحت أشعة الشمس المحرقة من شر مقصرات الأعمار.

١٥ «وَكَلَّمَ مَلِكُ مِصْرَ قَابِلَتَيِ ٱلْعِبْرَانِيَّاتِ ٱللَّتَيْنِ ٱسْمُ إِحْدَاهُمَا شِفْرَةُ وَٱسْمُ ٱلأُخْرَى فُوعَةُ».

قَابِلَتَيِ ٱلْعِبْرَانِيَّاتِ الخ رأى بعضهم أن تينك القابلتين كانتا مصريتين بناء على أن مثل فرعون لا يثق أن تساعده امرأتان إسرائيليتان على إهلاك أولاد الإسرائيليين. ورأى بعضهم إنهما إسرائيليتان واستدل على ذلك بأمرين الأول إن اسميهما شفرة وفوعة عبرانيان معنى الأول جميلة أو حسناء ومعنى الثاني (فوهة) أو صارخة. والثاني إن من المعهود أن كل ملة تختار القوابل منها.

١٦ «وَقَالَ: حِينَمَا تُوَلِّدَانِ ٱلْعِبْرَانِيَّاتِ وَتَنْظُرَانِهِنَّ عَلَى ٱلْكَرَاسِيِّ إِنْ كَانَ ٱبْناً فَٱقْتُلاَهُ، وَإِنْ كَانَ بِنْتاً فَتَحْيَا».

عَلَى ٱلْكَرَاسِيِّ أي كراسي الولادة وفي العبرانية «الابنيم» أي الحجرين أو الأبناء ولكن لم يقم دليل على أن نساء العبرانيين أو نساء مصر كنّ يجلسن على الحجرين عند الولادة (فلعل المقصود بذلك الكرسي كما في المتن وأصله من الجلوس على الحجارة البرية). أو المقصود الأبناء والمعنى متى رأيتما المولودين أبناء الخ.

١٧ «وَلٰكِنَّ ٱلْقَابِلَتَيْنِ خَافَتَا ٱللّٰهَ وَلَمْ تَفْعَلاَ كَمَا كَلَّمَهُمَا مَلِكُ مِصْرَ، بَلِ ٱسْتَحْيَتَا ٱلأَوْلاَدَ».

أمثال ١٦: ٦ دانيال ٣: ١٦ و٦: ١٣ وأعمال ٥: ٢٩

وَلٰكِنَّ ٱلْقَابِلَتَيْنِ خَافَتَا ٱللّٰهَ كانت القابلتان تؤمنان بالله بقطع النظر عن كونهما مصريتين أو عبرانيتين وعرفتا أن الله يعاقب على الأعمال الشريرة ولذلك لم تطيعا أمر فرعون.

١٨ «فَدَعَا مَلِكُ مِصْرَ ٱلْقَابِلَتَيْنِ وَقَالَ لَهُمَا: لِمَاذَا فَعَلْتُمَا هٰذَا ٱلأَمْرَ وَٱسْتَحْيَيْتُمَا ٱلأَوْلاَدَ؟».

لِمَاذَا الخ (كيف عرف فرعون ذلك. لا بد من أنه كان له من يشاهد أطفال الإسرائيليين ويخبره).

١٩ «فَقَالَتِ ٱلْقَابِلَتَانِ لِفِرْعَوْنَ: إِنَّ ٱلنِّسَاءَ ٱلْعِبْرَانِيَّاتِ لَسْنَ كَٱلْمِصْرِيَّاتِ، فَإِنَّهُنَّ قَوِيَّاتٌ يَلِدْنَ قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَهُنَّ ٱلْقَابِلَةُ».

إِنَّ ٱلنِّسَاءَ ٱلْعِبْرَانِيَّاتِ لَسْنَ كَٱلْمِصْرِيَّاتِ الخ المرجّح أنهما صدقتا بذلك ولكنهما لم تجيباه بسوى ما استطاعتا أن تتكلما به صدقاً.

٢٠ «فَأَحْسَنَ ٱللّٰهُ إِلَى ٱلْقَابِلَتَيْنِ، وَنَمَا ٱلشَّعْبُ وَكَثُرَ جِدّاً».

أمثال ١١: ١٨ وجامعة ٨: ١٢ وإشعياء ٣: ١٠ وعبرانيين ٦: ١٠

فَأَحْسَنَ ٱللّٰهُ إِلَى ٱلْقَابِلَتَيْنِ على خوفهما إياه وعصيانهما أمر فرعون. وذكر ما أحسن به إليهما في (ع ٢١).

٢١ «وَكَانَ إِذْ خَافَتِ ٱلْقَابِلَتَانِ ٱللّٰهَ أَنَّهُ صَنَعَ لَهُمَا بُيُوتاً».

راعوث ٤: ١١ و١صموئيل ٢: ٣٥ و٢صموئيل ٧: ١١ و٢٧ و٢٩ و١ملوك ٢: ٢٤ و١١: ٣٨

صَنَعَ لَهُمَا بُيُوتاً أي جعلهما زوجين كلا لمن تحب ورزقهما بنين.

٢٢ «ثُمَّ أَمَرَ فِرْعَوْنُ جَمِيعَ شَعْبِهِ قَائِلاً: كُلُّ ٱبْنٍ يُولَدُ تَطْرَحُونَهُ فِي ٱلنَّهْرِ، لٰكِنَّ كُلَّ بِنْتٍ تَسْتَحْيُونَهَا».

أعمال ٧: ١٩

كُلُّ ٱبْنٍ يُولَدُ أي كل ابن يولد للعبرانيين كما تفيد القرينة.

تَطْرَحُونَهُ فِي ٱلنَّهْرِ أي النيل والظاهر أنه أتى ذلك على سبيل العبادة والإكرام لذلك النهر لأن المصريين كانوا يعتبرونه مقدساً ويسبحونه ويعبدونه وتقديم الأطفال للآلهة كان كثيراً بين الوثنيين. فكانوا يقتلون كثيراً منهم إرضاء للآلهة الباطلة. ولعل فرعون كان يقدم أبناء العبرانيين للتماسيح لأنها كانت رمزاً إلى إله للمصريين على صورة التمساح. ولم ينتن النيل من جثث أولئك الأبناء لأن التماسيح كانت تبلعها سريعاً.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى