سفر أستير | 03 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر أستير
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ
١ – ٦ «١ بَعْدَ هٰذِهِ ٱلأُمُورِ عَظَّمَ ٱلْمَلِكُ أَحْشَوِيرُوشُ هَامَانَ بْنَ هَمَدَاثَا ٱلأَجَاجِيَّ وَرَقَّاهُ، وَجَعَلَ كُرْسِيَّهُ فَوْقَ جَمِيعِ ٱلرُّؤَسَاءِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ. ٢ فَكَانَ كُلُّ عَبِيدِ ٱلْمَلِكِ ٱلَّذِينَ بِبَابِ ٱلْمَلِكِ يَجْثُونَ وَيَسْجُدُونَ لِهَامَانَ لأَنَّهُ هٰكَذَا أَوْصَى بِهِ ٱلْمَلِكُ. وَأَمَّا مُرْدَخَايُ فَلَمْ يَجْثُ وَلَمْ يَسْجُدْ. ٣ فَقَالَ عَبِيدُ ٱلْمَلِكِ ٱلَّذِينَ بِبَابِ ٱلْمَلِكِ لِمُرْدَخَايَ: لِمَاذَا تَتَعَدَّى أَمْرَ ٱلْمَلِكِ؟ ٤ وَإِذْ كَانُوا يُكَلِّمُونَهُ يَوْماً فَيَوْماً وَلَمْ يَكُنْ يَسْمَعْ لَهُمْ، أَخْبَرُوا هَامَانَ لِيَرَوْا هَلْ يَقُومُ كَلاَمُ مُرْدَخَايَ، لأَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ بِأَنَّهُ يَهُودِيٌّ. ٥ وَلَمَّا رَأَى هَامَانُ أَنَّ مُرْدَخَايَ لاَ يَجْثُو وَلاَ يَسْجُدُ لَهُ ٱمْتَلأَ هَامَانُ غَضَباً. ٦ وَٱزْدُرِيَ فِي عَيْنَيْهِ أَنْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى مُرْدَخَايَ وَحْدَهُ، لأَنَّهُمْ أَخْبَرُوهُ عَنْ شَعْبِ مُرْدَخَايَ. فَطَلَبَ هَامَانُ أَنْ يُهْلِكَ جَمِيعَ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ فِي كُلِّ مَمْلَكَةِ أَحْشَوِيرُوشَ، شَعْبَ مُرْدَخَايَ».
ص ٥: ١١ ع ١٠ وص ٨: ٣ ص ٥: ٩ ص ٢: ١٩ ع ٢
هَامَانَ… ٱلأَجَاجِيَّ (ع ١) الأرجح أن هامان كان عجمياً ولم يكن من نسل (أجاج) ولكنه تلقب «بالأجاجي» لأنه كان عدواً لإسرائيل كما كان ملك العمالقة (خروج ١٧: ٨ – ١٦ و١صموئيل ١٥: ١ – ٣).
وَأَمَّا مُرْدَخَايُ لَمْ يَسْجُدْ (ع ٢) إما لأن السجود المطلوب منه من النوع المختص بالله وحده أو لأنه لم يُرد أن يسجد لمن كان عدواً لإسرائيل.
أَخْبَرَهُمْ بِأَنَّهُ يَهُودِيٌّ (ع ٤) ومما زاد هامان غضباً أن الرجل الذي لم يسجد له كان من شعب محتقر وممقوت وربما لم يكن عمل مردخاي السبب الوحيد لطلب هامان أن يهلك جميع اليهود بل كان هامان مستعداً لذلك سابقاً.
٧ – ١١ «٧ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ (أَيْ شَهْرِ نِيسَانَ) فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ كَانُوا يُلْقُونَ فُوراً (أَيْ قُرْعَةً) أَمَامَ هَامَانَ مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ وَمِنْ شَهْرٍ إِلَى شَهْرٍ إِلَى ٱلثَّانِي عَشَرَ (أَيْ شَهْرِ أَذَارَ). ٨ فَقَالَ هَامَانُ لِلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ: إِنَّهُ مَوْجُودٌ شَعْبٌ مَّا مُتَشَتِّتٌ وَمُتَفَرِّقٌ بَيْنَ ٱلشُّعُوبِ فِي كُلِّ بِلاَدِ مَمْلَكَتِكَ، وَسُنَنُهُمْ مُغَايِرَةٌ لِجَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ، وَهُمْ لاَ يَعْمَلُونَ سُنَنَ ٱلْمَلِكِ فَلاَ يَلِيقُ بِٱلْمَلِكِ تَرْكُهُمْ. ٩ فَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ ٱلْمَلِكِ فَلْيُكْتَبْ أَنْ يُبَادُوا، وَأَنَا أَزِنُ عَشَرَةَ آلاَفِ وَزْنَةٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ فِي أَيْدِي ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلْعَمَلَ لِيُؤْتَى بِهَا إِلَى خَزَائِنِ ٱلْمَلِكِ. ١٠ فَنَزَعَ ٱلْمَلِكُ خَاتِمَهُ مِنْ يَدِهِ وَأَعْطَاهُ لِهَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا ٱلأَجَاجِيِّ عَدُوِّ ٱلْيَهُودِ. ١١ وَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِهَامَانَ: ٱلْفِضَّةُ قَدْ أُعْطِيَتْ لَكَ، وَٱلشَّعْبُ أَيْضاً لِتَفْعَلَ بِهِ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ».
ص ٩: ٢٤ – ٢٦ عزرا ٦: ١٥ عزرا ٤: ١٢ – ١٥ وأعمال ١٦: ٢٠ و٢١ ص ٨: ٢ وتكوين ٤١: ٤٢ ع ١ ص ٧: ٦
نِيسَانَ (ع ٧) في شهر نيسان خلص الإسرائيليون من عبودية مصر وفي شهر نيسان قصد هامان إهلاكهم.
فُوراً كلمة فارسية معناها قرعة. وكان عند الفرس كما عند بعض الناس في أيامنا أيام سعد وأيام نحس فألقوا القرعة عن كل شهر في السنة وعن كل يوم في الشهر فوقعت القرعة على الشهر الثاني عشر واليوم الثالث عشر (ع ١٣) أي حسب قولهم إذا أتم هامان عمله في الوقت المشار إليه ينجح فيه.
فَقَالَ (ع ٨) في شكواه صواب وتحريف أما الصواب فلأن اليهود وإن كانوا مشتتين بين الشعوب فهم لم يختلطوا بهم بل حفظوا جنسيتهم وكانت سننهم مغايرة لجميع سنن الشعوب إذ كان لهم وحدهم شريعة الرب والطاعة له ألزم من الطاعة للملوك. وأما التحريف فلأن اليهود لم يعصوا الملك بل كان الملك ينتفع منهم.
عَشَرَةَ آلاَفِ وَزْنَةٍ (ع ٩) تساوي نحو ٣٧٥٠٠٠٠ ليرة إنكليزية وهي قيمة أملاك اليهود التي تتحول إلى خزائن الملك والملك من صغر عقله صدّق كلام هامان وأعطاه خاتمه أي فوّض إليه الأمر على الإطلاق ليعمل باليهود وبأملاكهم كما يحسن في عينيه.
١٢ – ١٥ «١٢ فَدُعِيَ كُتَّابُ ٱلْمَلِكِ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثَ عَشَرَ مِنْهُ، وَكُتِبَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ هَامَانُ إِلَى مَرَازِبَةِ ٱلْمَلِكِ وَإِلَى وُلاَةِ بِلاَدٍ فَبِلاَدٍ، وَإِلَى رُؤَسَاءِ شَعْبٍ فَشَعْبٍ، كُلِّ بِلاَدٍ كَكِتَابَتِهَا وَكُلِّ شَعْبٍ كَلِسَانِهِ، كُتِبَ بِٱسْمِ ٱلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ وَخُتِمَ بِخَاتِمِ ٱلْمَلِكِ، ١٣ وَأُرْسِلَتِ ٱلْكِتَابَاتُ بِيَدِ ٱلسُّعَاةِ إِلَى كُلِّ بُلْدَانِ ٱلْمَلِكِ لإِهْلاَكِ وَقَتْلِ وَإِبَادَةِ جَمِيعِ ٱلْيَهُودِ مِنَ ٱلْغُلاَمِ إِلَى ٱلشَّيْخِ وَٱلأَطْفَالِ وَٱلنِّسَاءِ فِي يَوْمٍ، وَاحِدٍ فِي ٱلثَّالِثَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي عَشَرَ (أَيْ شَهْرِ أَذَارَ) وَأَنْ يَسْلِبُوا غَنِيمَتَهُمْ. ١٤ صُورَةُ ٱلْكِتَابَةِ ٱلْمُعْطَاةِ سُنَّةً فِي كُلِّ ٱلْبُلْدَانِ أُشْهِرَتْ بَيْنَ جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ لِيَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِهٰذَا ٱلْيَوْمِ. ١٥ فَخَرَجَ ٱلسُّعَاةُ وَأَمْرُ ٱلْمَلِكِ يَحُثُّهُمْ، وَأُعْطِيَ ٱلأَمْرُ فِي شُوشَنَ ٱلْقَصْرِ. وَجَلَسَ ٱلْمَلِكُ وَهَامَانُ لِلشُّرْبِ، وَأَمَّا ٱلْمَدِينَةُ شُوشَنُ فَٱرْتَبَكَتْ».
ص ٨: ٩ عزرا ٨: ٣٦ ص ٨: ٨ و١٠ و١ملوك ٢١: ٨ ص ٨: ١٠ و١٤ و٢أيام ٣: ٦ ص ٧: ٤ ص ٨. ١٢ ص ٨: ١١ و٩: ١٠ ص ٨: ١٣ و١٤ ص ٨: ١٥
فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثَ عَشَرَ (ع ١٢) وبعد مرور ٥٠٠ سنة في ذلك الشهر وذلك النهار سلم اليهود يسوع ليُصلب.
مَرَازِبَةِ كلمة فارسية وكان المرازبة أعلى من الولاة. وبين إصدار الأمر وتنفيذه سنة من الزمان فكان لليهود فرصة أن يستعدوا أو يخرجزا من المملكة. وقصد هامان أن يتخلص من شعب اليهود إما بقتلهم أو بهربهم.
وَجَلَسَ ٱلْمَلِكُ وَهَامَانُ (ع ١٥) لشرب الخمر والسكر ولم يهتموا ببكاء وصراخ الألوف من الرجال والنساء والأطفال.
السابق |
التالي |