سفر الجامعة | 02 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر الجامعة
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي
في هذا الأصحاح كما في الأصحاح السابق راجع المتكلم اختباره في التفتيش عن الخبز الحقيقي وذكر بالتفصيل غناه وأعماله وعدم سروره فيها وبحثه عن الحكمة والحماقة والنتيجة أنها باطلة كقبض الريح.
١ – ١١ «١ قُلْتُ أَنَا فِي قَلْبِي: هَلُمَّ أَمْتَحِنُكَ بِٱلْفَرَحِ فَتَرَى خَيْراً. وَإِذَا هٰذَا أَيْضاً بَاطِلٌ. ٢ لِلضَّحْكِ قُلْتُ: مَجْنُونٌ وَلِلْفَرَحِ: مَاذَا يَفْعَلُ؟ ٣ اِفْتَكَرْتُ فِي قَلْبِي أَنْ أُعَلِّلَ جَسَدِي بِٱلْخَمْرِ، وَقَلْبِي يَلْهَجُ بِٱلْحِكْمَةِ، وَأَنْ آخُذَ بِٱلْحَمَاقَةِ حَتَّى أَرَى مَا هُوَ ٱلْخَيْرُ لِبَنِي ٱلْبَشَرِ حَتَّى يَفْعَلُوهُ تَحْتَ ٱلسَّمَاوَاتِ مُدَّةَ أَيَّامِ حَيَاتِهِمْ. ٤ فَعَظَّمْتُ عَمَلِي. بَنَيْتُ لِنَفْسِي بُيُوتاً، غَرَسْتُ لِنَفْسِي كُرُوماً. ٥ عَمِلْتُ لِنَفْسِي جَنَّاتٍ وَفَرَادِيسَ، وَغَرَسْتُ فِيهَا أَشْجَاراً مِنْ كُلِّ نَوْعِ ثَمَرٍ. ٦ عَمِلْتُ لِنَفْسِي بِرَكَ مِيَاهٍ لِتُسْقَى بِهَا ٱلْمَغَارِسُ ٱلْمُنْبِتَةُ ٱلشَّجَرَ. ٧ قَنِيتُ عَبِيداً وَجَوَارِيَ، وَكَانَ لِي وُلْدَانُ ٱلْبَيْتِ. وَكَانَتْ لِي أَيْضاً قِنْيَةُ بَقَرٍ وَغَنَمٍ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ كَانُوا فِي أُورُشَلِيمَ قَبْلِي. ٨ جَمَعْتُ لِنَفْسِي أَيْضاً فِضَّةً وَذَهَباً وَخُصُوصِيَّاتِ ٱلْمُلُوكِ وَٱلْبُلْدَانِ. اتَّخَذْتُ لِنَفْسِي مُغَنِّينَ وَمُغَنِّيَاتٍ وَتَنَعُّمَاتِ بَنِي ٱلْبَشَرِ، سَيِّدَةً وَسَيِّدَاتٍ. ٩ فَعَظُمْتُ وَٱزْدَدْتُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَبْلِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَبَقِيَتْ أَيْضاً حِكْمَتِي مَعِي. ١٠ وَمَهْمَا ٱشْتَهَتْهُ عَيْنَايَ لَمْ أُمْسِكْهُ عَنْهُمَا. لَمْ أَمْنَعْ قَلْبِي مِنْ كُلِّ فَرَحٍ، لأَنَّ قَلْبِي فَرِحَ بِكُلِّ تَعَبِي. وَهٰذَا كَانَ نَصِيبِي مِنْ كُلِّ تَعَبِي. ١١ ثُمَّ ٱلْتَفَتُّ أَنَا إِلَى كُلِّ أَعْمَالِي ٱلَّتِي عَمِلَتْهَا يَدَايَ، وَإِلَى ٱلتَّعَبِ ٱلَّذِي تَعِبْتُهُ فِي عَمَلِهِ، فَإِذَا ٱلْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ ٱلرِّيحِ، وَلاَ مَنْفَعَةَ تَحْتَ ٱلشَّمْسِ».
ص ٧: ٣ و٦ وأمثال ١٤: ١٣ ص ١٠: ١٩ وقضاة ٩: ١٣ ومزمور ١٠٤: ١٥ ص ٧: ٢٥ ع ٢٤ وص ٣: ١٢ و١٣ و٥: ١٨ و٦: ١٢ و٨: ١٥ و١٢: ١٣ و١ملوك ٧: ١ – ١٢ نشيد الأنشاد ٨: ١٠ و١١ نشيد الأنشاد ٤: ١٦ و٥: ١ نحميا ٢: ٨ نحميا ٢: ١٤ و٣: ١٥ و١٦ تكوين ١٤: ١٤ و١٥: ٣ و١ملوك ٤: ٢٣ و١ملوك ٩: ٢٨ و١٠: ١٠ و١٤ و٢١ و١ملوك ٤: ٢١ و١ملوك ٢٠: ١٤ ومراثي ١: ١ و٢صموئيل ١٩: ٢٥ ص ١: ١٦ و١أيام ٢٩: ٢٥ ص ٦: ٢ ص ٣: ٢٢ و٥: ١٨ و٩: ٩ ع ٢٢ و٢٣ وص ١: ١٤ ص ١: ٣ و٣: ٩ و٥: ١٦
أَمْتَحِنُكَ بِٱلْفَرَحِ خاطب نفسه كالغبي في (لوقا ١٢: ١٨ و١٩) وكان امتحن الفلسفة ولم يجد فيها حل المشكل (١: ١٣) فوجه قلبه للفرح لعله يجد فيه مطلوبه ولكن هذا أيضاً باطل.
لِلضَّحْكِ (ع ٢) لم يشر إلى الضحك والفرح مطلقاً لأن للضحك وقتاً ومكاناً بل أشار إلى ضحك السكارى والجهال الذين يلتجئون إليه لينسوا مشقاتهم ويسكّتوا ضمائرهم. قال يسوع (لوقا ٦: ٢٥) «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلضَّاحِكُونَ ٱلآنَ، لأَنَّكُمْ سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُونَ» أي الفرحون حسب الجسد وقال أيضاً (ع ٢١) «طُوبَاكُمْ أَيُّهَا ٱلْبَاكُونَ ٱلآنَ، لأَنَّكُمْ سَتَضْحَكُونَ» أي الفرحون بالرب.
وَقَلْبِي يَلْهَجُ بِٱلْحِكْمَةِ (ع ٣) لم يشرب كالجهال بل كفيلسوف يطلب زيادة معرفته باختباره السكر.
عَظَّمْتُ عَمَلِي (ع ٤) ذكر هنا نوعاً من الفرح أعلى من المذكور سابقاً وهو الفرح في العمل فإن الفرح في جمع المال قد يكون أكثر من الفرح في إنفاقه والفرح في بناء البيت أكثر من الفرح في السكن فيه وأعمال سليمان في البناء مذكورة بالتفصيل في (١ملوك ٧: ١ – ٩ و٢أيام ٨: ٣ – ٦ ونشيد الأنشاد ٨: ١١).
فَرَادِيسَ (ع ٥) كلمة فارسية معناها مكان أشجار ومياه وزهور ومناظر جميلة لأجل النزهة.
بِرَكَ (ع ٦) بقرب بيت لحم وفي حشبون وبركة الملك (نحميا ٢: ١٤) وربما بركة سلوام وبركة بيت حسدا.
قَنِيتُ عَبِيداً (ع ٧) الأبنية والأملاك المذكورة استلزمت استخدام عبيد كثيرين والبعض منهم مشترى والبعض ولدان البيت وكان سليمان يسخر كثيرين (١ملوك ٩: ٢٠ – ٢٣).
قِنْيَةُ بَقَرٍ «كَانَ طَعَامُ سُلَيْمَانَ لِلْيَوْمِ ٱلْوَاحِدِ: عَشَرَةَ ثِيرَانٍ مُسَمَّنَةٍ وَعِشْرِينَ ثَوْراً مِنَ ٱلْمَرَاعِي وَمِئَةَ خَرُوفٍ الخ» (١ملوك ٤: ٢٢ – ٢٣).
فِضَّةً وَذَهَباً (ع ٨) (١ملوك ٩: ١٤ و٢٨ و١٠: ١٤ و٢١ – ٢٧).
خُصُوصِيَّاتِ ٱلْمُلُوكِ هدايا من الملوك أو ما كان للملك لكونه ملكاً.
سَيِّدَةً وَسَيِّدَاتٍ بالترجمة اليسوعية «حليلة وسراري» أخذ سليمان أولاً ابنة فرعون ولعلها السيدة وأخذ أيضاً سبع مئة من النساء السيدات وثلاث مئة من السراري. ويفهم البعض القول «سيدة وسيدات» بمعنى «سيدات كثيرات» (انظر ١ملوك ١١: ١).
ٱلَّذِينَ كَانُوا قَبْلِي فِي أُورُشَلِيمَ (ع ٩) لم يكن قبل سليمان ملك في أورشليم إلا داود أبوه فجعل كاتب السفر في فم سليمان ما لا يوافق الحقيقة تماماً.
وَبَقِيَتْ أَيْضاً حِكْمَتِي مَعِي كما في (ع ٣) «وقلبي يلهج بالحكمة» فامتاز عن الذين تستعبدهم الشهوات الجسدية وإلا فلم يقدر على أعماله كأبنيته العظيمة ونظام المملكة والخدمة وتأليفه وإتقان العلوم. ولكن صح فيه قوله في (أمثال ٦: ٢٧) «أَيَأْخُذُ إِنْسَانٌ نَاراً فِي حِضْنِهِ وَلاَ تَحْتَرِقُ ثِيَابُهُ؟» فإنه وإن لم يسكر فقد ابتعد عن الله وخزن لنفسه ولمملكته أحزاناً وأتعاباً.
لأَنَّ قَلْبِي فَرِحَ بِكُلِّ تَعَبِي (ع ١٠) أي فرح بنفس التعب وليس فقط بنتيجته فإنه فرح في بناء الأبنية وغرس الكروم ولعله انتظر فرحاً أعظم يكون له بعد تكملة أعماله ولكنه وجد الأمر بالعكس وقال «إن الكل باطل».
١٢ – ١٩ «١٢ ثُمَّ ٱلْتَفَتُّ لأَنْظُرَ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلْحَمَاقَةَ وَٱلْجَهْلَ. فَمَا ٱلإِنْسَانُ ٱلَّذِي يَأْتِي وَرَاءَ ٱلْمَلِكِ ٱلَّذِي قَدْ نَصَبُوهُ مُنْذُ زَمَانٍ؟ ١٣ فَرَأَيْتُ أَنَّ لِلْحِكْمَةِ مَنْفَعَةً أَكْثَرَ مِنَ ٱلْجَهْلِ، كَمَا أَنَّ لِلنُّورِ مَنْفَعَةً أَكْثَرَ مِنَ ٱلظُّلْمَةِ. ١٤ اَلْحَكِيمُ عَيْنَاهُ فِي رَأْسِهِ. أَمَّا ٱلْجَاهِلُ فَيَسْلُكُ فِي ٱلظَّلاَمِ. وَعَرَفْتُ أَنَا أَيْضاً أَنَّ حَادِثَةً وَاحِدَةً تَحْدُثُ لِكِلَيْهِمَا. ١٥ فَقُلْتُ فِي قَلْبِي: كَمَا يَحْدُثُ لِلْجَاهِلِ كَذٰلِكَ يَحْدُثُ أَيْضاً لِي أَنَا. وَإِذْ ذَاكَ، فَلِمَاذَا أَنَا أَوْفَرُ حِكْمَةً؟ فَقُلْتُ فِي قَلْبِي: هٰذَا أَيْضاً بَاطِلٌ! ١٦ لأَنَّهُ لَيْسَ ذِكْرٌ لِلْحَكِيمِ وَلاَ لِلْجَاهِلِ إِلَى ٱلأَبَدِ. كَمَا مُنْذُ زَمَانٍ كَذَا ٱلأَيَّامُ ٱلآتِيَةُ: ٱلْكُلُّ يُنْسَى. وَكَيْفَ يَمُوتُ ٱلْحَكِيمُ؟ كَٱلْجَاهِلِ! ١٧ فَكَرِهْتُ ٱلْحَيَاةَ. لأَنَّهُ رَدِيءٌ عِنْدِي ٱلْعَمَلُ ٱلَّذِي عُمِلَ تَحْتَ ٱلشَّمْسِ، لأَنَّ ٱلْكُلَّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ ٱلرِّيحِ. ١٨ فَكَرِهْتُ كُلَّ تَعَبِي ٱلَّذِي تَعِبْتُ فِيهِ تَحْتَ ٱلشَّمْسِ حَيْثُ أَتْرُكُهُ لِلإِنْسَانِ ٱلَّذِي يَكُونُ بَعْدِي. ١٩ وَمَنْ يَعْلَمُ، هَلْ يَكُونُ حَكِيماً أَوْ جَاهِلاً، وَيَسْتَوْلِي عَلَى كُلِّ تَعَبِي ٱلَّذِي تَعِبْتُ فِيهِ وَأَظْهَرْتُ فِيهِ حِكْمَتِي تَحْتَ ٱلشَّمْسِ؟ هٰذَا أَيْضاً بَاطِلٌ!».
ص ١: ١٧ ص ١: ٩ و١٠ ص ٧: ١١ و١٢ و ١٩ و٩: ١٨ و١٠: ١٠ أمثال ١٧: ٢٤ و١يوحنا ٢: ١١ ص ٣: ١٩ و٦: ٦ و٧: ٢ و٩: ٢ و٣ ومزمور ٤٩: ١٠ ع ١٦ ص ٦: ٨ و١١ ص ١: ١١ و٤: ١٦ و٩: ٥ ع ١٤ ص ٤: ٢ ع ١١ وص ١: ٣ مزمور ٣٩: ٦ و٤٩: ١٠
ٱلْحِكْمَةَ وَٱلْحَمَاقَةَ غايته أن يعرف الحكمة ولكنه التفت قليلاً لينظر الحماقة فإن العلماء إذا قصدوا تحديد أمر يقولون أولاً ليس الأمر كذا وكذا ثم يقولون هو كذا وكذا.
ٱلَّذِي قَدْ نَصَبُوهُ مُنْذُ زَمَانٍ أي سليمان الذي ملك زماناً طويلاً. وبالترجمة اليسوعية «وماذا يفعل الإنسان الذي يعقب الملك غير ما قد فُعل آنفاً» وهكذا الترجمة الإنكليزية بالمعنى. ليس لأحد حكمة وغنى وسلطة أكثر من سليمان وإن لم يجد هو الخير الحقيقي فمن يجده.
عَيْنَاهُ فِي رَأْسِهِ (ع ١٤) فيرى ويفهم ما يبصره قيل في إشعياء ٦: ٩ «أَبْصِرُوا إِبْصَاراً وَلاَ تَعْرِفُوا» وفي أمثال ١٧: ٢٤ «عَيْنَا ٱلْجَاهِلِ فِي أَقْصَى ٱلأَرْضِ» أي يرى ولا يتأمل ويرى كل شيء إلا ما كان يجب أن يراه (انظر أفسس ١: ١٨).
حَادِثَةً وَاحِدَةً تَحْدُثُ لِكِلَيْهِمَا أي الموت وإن كان للحكمة منفعة أكثر من الجهل كما أن للنور منفعة أكثر من الظلمة كلاهما يموتان فليس ذكر للحكيم ولا للجاهل.
فَلِمَاذَا أَنَا أَوْفَرُ حِكْمَةً (ع ١٥) إي إذا كان للحكمة منفعة وقتية فقط وليس للحكيم ذكر بعد موته لماذا تعبه في اقتناء الحكمة. وأما سليمان فقال في (أمثال ١٤: ٣٢) «اَلشِّرِّيرُ يُطْرَدُ بِشَرِّهِ، أَمَّا ٱلصِّدِّيقُ فَوَاثِقٌ عِنْدَ مَوْتِهِ» وبقوله أشار إلى الذكر الطيب للصديق بعد موته ولعله أشار أيضاً إلى الحياة بعد الموت (انظر عبرانيين ص ١١) وأما موضوع البحث هنا فهو الأفراح الجسدية والحكمة العالمية فالقول فيها أنها باطلة بنفسها ولا يُستند عليها.
فَكَرِهْتُ ٱلْحَيَاةَ (ع ١٧) هذا قول من يظن أنه يجد في حياته في هذا العالم ما يكفيه جسداً ونفساً وقول من عاش لنفسه ولم يهتم بغيره ولا يمجد الله. ونرى أن الذين يقولون هذا القول هم من الأغنياء والأقوياء وليس فقط البائسين.
أَتْرُكُهُ لِلإِنْسَانِ ٱلَّذِي يَكُونُ بَعْدِي (ع ١٨) ولعله أشار إلى رحبعام بن سليمان الذي كان جاهلاً (١ملوك ص ١٢) وكثيراً ما يجمع الإنسان وليس له ابن أو يجمع ويترك ثروته لابن يبذرها.
٢٠ – ٢٣ «٢٠ فَتَحَوَّلْتُ لِكَيْ أَجْعَلَ قَلْبِي يَيْأَسُ مِنْ كُلِّ ٱلتَّعَبِ ٱلَّذِي تَعِبْتُ فِيهِ تَحْتَ ٱلشَّمْسِ. ٢١ لأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ إِنْسَانٌ تَعَبُهُ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَعْرِفَةِ وَبِٱلْفَلاَحِ، فَيَتْرُكُهُ نَصِيباً لإِنْسَانٍ لَمْ يَتْعَبْ فِيهِ. هٰذَا أَيْضاً بَاطِلٌ وَشَرٌّ عَظِيمٌ. ٢٢ لأَنَّهُ مَاذَا لِلإِنْسَانِ مِنْ كُلِّ تَعَبِهِ وَمِنِ ٱجْتِهَادِ قَلْبِهِ ٱلَّذِي تَعِبَ فِيهِ تَحْتَ ٱلشَّمْسِ؟ ٢٣ لأَنَّ كُلَّ أَيَّامِهِ أَحْزَانٌ وَعَمَلَهُ غَمٌّ. أَيْضاً بِٱللَّيْلِ لاَ يَسْتَرِيحُ قَلْبُهُ. هٰذَا أَيْضاً بَاطِلٌ هُوَ».
ص ٤: ٤ ع ١٨ ص ١: ١٤ ص ١: ١٨ و٥: ١٧ وأيوب ٥: ٧ و١٤: ١ مزمور ١٢٧: ٢
فَتَحَوَّلْتُ لِكَيْ الخ كمن سافر في طريق ووقف والتفت إلى ما وراءه وما أمامه فلم يجد ما يسرّه ولا وراءه ولا أمامه والنتيجة اليأس.
بِٱللَّيْلِ لاَ يَسْتَرِيحُ (ع ٢٣) قال شكسبير «لا يستريح الرأس الذي عليه إكليل» وليس للأغنياء والأكابر نوم لذيذ كما للفقراء. وكرر الكلام في نفس الموضوع كمن يبحث في موضوع عويص.
٢٤ – ٢٦ «٢٤ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ وَيَشْرَبَ وَيُرِيَ نَفْسَهُ خَيْراً فِي تَعَبِهِ. رَأَيْتُ هٰذَا أَيْضاً أَنَّهُ مِنْ يَدِ ٱللّٰهِ. ٢٥ لأَنَّهُ مَنْ يَأْكُلُ وَمَنْ يَلْتَذُّ غَيْرِي؟ ٢٦ لأَنَّهُ يُؤْتِي ٱلإِنْسَانَ ٱلصَّالِحَ قُدَّامَهُ حِكْمَةً وَمَعْرِفَةً وَفَرَحاً. أَمَّا ٱلْخَاطِئُ فَيُعْطِيهِ شُغْلَ ٱلْجَمْعِ وَٱلتَّكْوِيمِ لِيُعْطِيَ لِلصَّالِحِ قُدَّامَ ٱللّٰهِ! هٰذَا أَيْضاً بَاطِلٌ وَقَبْضُ ٱلرِّيحِ».
ع ٣ وص ٣: ١٢ و١٣ و٢٢ و٥: ١٨ و٦: ١٢ و٨: ١٥ و٩: ٧ و١تيموثاوس ٦: ١٧ ص ٣: ١٣ أيوب ٣٣: ٨ وأمثال ٢: ٦ أيوب ١٥: ٢٠ أيوب ٢٧: ١٦ و١٧ وأمثال ١٣: ٢٢ ص ١: ١٤
الكلام هو في الخيرات العالمية والمعنى أنه خير للإنسان أن يأكل مما تعب فيه ويكتفي بالأكل والشرب باعتدال ومن له خيرات فعليه أن يشكر الله ومن عليه أتعاب أن يتممها بالحكمة والمعرفة والفلاح ومن عليه مشقات أن يحتملها بالصبر لأن الكل من الله الذي يدبر كل شيء ويوزع الخيرات بالعدل والمحبة. قال يسوع في لوقا ١٢: ١٥ «مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ» أي فرح الإنسان الحقيقي ليس بما هو فيه بل بما فيه هو.
يَلْتَذُّ غَيْرِي (ع ٢٥) كان سليمان اختبر الأمر كله ولا يمكن غيره أن يحصل على خيرات جسدية أكثر مما حصل هو عليه فيكفي اختباره.
لأَنَّهُ يُؤْتِي ٱلإِنْسَانَ ٱلصَّالِحَ (ع ٢٦) هنا اعتراف بعناية الله فإنه هو الذي يُعطي واعتراف بعدل الله لأن الخيرات الحقيقية للصالحين (انظر أمثال ٢٨: ٨ وأيوب ٢٧: ١٦ و١٧) وأما القول الأخير «هذا أيضاً باطل وقبض الريح» فلا يشير إلى الجملة السابقة بل إلى الكلام السابق كله فإن الكاتب وإن رأى قليلاً من النور كنور الشمس بين الغيوم حالاً رجع اليأس.
السابق |
التالي |