سفر التثنية | 09 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر التثنية
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ
موعظة في تذكار خطايا الخروج
١ «إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ، أَنْتَ ٱلْيَوْمَ عَابِرٌ ٱلأُرْدُنَّ لِتَدْخُلَ وَتَمْتَلِكَ شُعُوباً أَكْبَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ، وَمُدُناً عَظِيمَةً وَمُحَصَّنَةً إِلَى ٱلسَّمَاءِ».
ص ١١: ٣١ ويشوع ٣: ١٦ و٤: ١٩ ص ٤: ٣٨ و٧: ١ و١١: ٢٣ ص ١: ٢٨
إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ هذا جزء جديد من الموعظة موضوعه أن بني إسرائيل لا يستولون على أرض كنعان بقوتهم واستحقاقهم بل بمقتضى مشيئة الرب واختياره.
أَنْتَ ٱلْيَوْمَ عَابِرٌ ٱلأُرْدُنَّ أي آخذ في أن تعبره أو على وشك ذلك.
شُعُوباً أَكْبَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ وعلى ذلك أنت عاجز عن أن تغلبهم فالفضل في انتصارك عليهم للرب (انظر تفسير يشوع ٥: ١٣ و١٤).
مُدُناً عَظِيمَةً وَمُحَصَّنَةً إِلَى ٱلسَّمَاءِ (قابل بهذا تكوين ٩: ٤). والمعنى أن تلك المدن ذات حصون حصينة رفيعة جداً. فبولس الرسول نظر إلى هذا حين قال «فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ… أَجْنَادِ ٱلشَّرِّ ٱلرُّوحِيَّةِ فِي ٱلسَّمَاوِيَّاتِ» (أفسس ٦: ١٢).
٢ «قَوْماً عِظَاماً وَطِوَالاً، بَنِي عَنَاقَ ٱلَّذِينَ عَرَفْتَهُمْ وَسَمِعْتَ: مَنْ يَقِفُ فِي وَجْهِ بَنِي عَنَاقَ؟».
عدد ١٣: ٢٢ و٢٨ و٣٢ و٣٣
ٱلَّذِينَ عَرَفْتَهُمْ من كلام الجواسيس الاثني عشر الذي رأوهم (عدد ١٣: ٣٣). ولا شك أنهم كانوا يضربون المثل في قوة العناقيين بقولهم «من يستطيع أن يقف أمام بني عناق» وهو قول شاع بين العناقيين أنفسهم على ما يظن. والمعنى أنه لا تستطيع أمة أن تحارب العناقيين.
٣ «فَٱعْلَمِ ٱلْيَوْمَ أَنَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ هُوَ ٱلْعَابِرُ أَمَامَكَ نَاراً آكِلَةً. هُوَ يُبِيدُهُمْ وَيُذِلُّهُمْ أَمَامَكَ، فَتَطْرُدُهُمْ وَتُهْلِكُهُمْ سَرِيعاً كَمَا كَلَّمَكَ ٱلرَّبُّ».
ص ٣١: ٣ ويشوع ٣: ١١ ص ٤: ٢٤ وعبرانيين ١٢: ٢٩ ص ٧: ٢٣ خروج ٢٣: ٣١ وص ٧: ٢٤
فَٱعْلَمِ أي إذا ذكرت أن بني عناق الذين عرفتهم أقوى منك فاعلم أن الرب إلهك هو العابر أمامك نارا آكلة فلا يستطيع العناقيون أن يقفوا أمامها كما أنك لا تستطيع أن تقف أمامهم فهو الذي يهلكهم ويذلهم أمامك فتغلبهم وتفنيهم سريعاً كما كلمك الرب.
٤ «لاَ تَقُلْ فِي قَلْبِكَ حِينَ يَنْفِيهِمِ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ مِنْ أَمَامِكَ: لأَجْلِ بِرِّي أَدْخَلَنِي ٱلرَّبُّ لأَمْتَلِكَ هٰذِهِ ٱلأَرْضَ. وَلأَجْلِ إِثْمِ هٰؤُلاَءِ ٱلشُّعُوبِ يَطْرُدُهُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ أَمَامِكَ».
ص ٨: ١٧ ورومية ١١: ٦ و٢٠ و١كورنثوس ٤: ٤ و٧ تكوين ١٥: ١٦ ولاويين ١٨: ٢٤ و٢٥ وص ١٨: ١٢
أي أن إهلاك أولئك الأمم واستيلاءك على أرضهم ليسا لأجل برّ بل لما في الآية التالية.
٥ «لَيْسَ لأَجْلِ بِرِّكَ وَعَدَالَةِ قَلْبِكَ تَدْخُلُ لِتَمْتَلِكَ أَرْضَهُمْ، بَلْ لأَجْلِ إِثْمِ أُولَئِكَ ٱلشُّعُوبِ يَطْرُدُهُمُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ مِنْ أَمَامِكَ، وَلِيَفِيَ بِٱلْكَلاَمِ ٱلَّذِي أَقْسَمَ ٱلرَّبُّ عَلَيْهِ لآبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ».
تيطس ٣: ٥ تكوين ١٢: ٧ و١٣: ١٥ و١٥: ٧ و١٧: ٨ و٢٦: ٤ و٢٨: ١٣
لَيْسَ لأَجْلِ بِرِّكَ… تَدْخُلُ إذ لا برّ لك ولأنك شعب عنيد (ع ٦).
٦ «فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ لأَجْلِ بِرِّكَ يُعْطِيكَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ هٰذِهِ ٱلأَرْضَ ٱلْجَيِّدَةَ لِتَمْتَلِكَهَا، لأَنَّكَ شَعْبٌ صُلْبُ ٱلرَّقَبَةِ».
خروج ٣٢: ٩ و٣٣: ٣ و٣٤: ٩ وع ١٣
فَٱعْلَمْ كرر هذه الكلمة تعريضاً بشدة غفلة الإسرائيليين.
شَعْبٌ صُلْبُ ٱلرَّقَبَةِ أي عنيد مقاوم لا يخضع. قال بعضهم إن هذا المجاز مأخوذ عن الجمل أو غيره من حيوانات الحَمْل الذي لا يحفص رقبته عند تحميله لقوتها وصلابتها.
٧ «اُذْكُرْ. لاَ تَنْسَ كَيْفَ أَسْخَطْتَ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ. مِنَ ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي خَرَجْتَ فِيهِ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ حَتَّى أَتَيْتُمْ إِلَى هٰذَا ٱلْمَكَانِ كُنْتُمْ تُقَاوِمُونَ ٱلرَّبَّ».
خروج ١٤: ١١ و١٦: ٢ و١٧: ٢ وعدد ١١: ٤ و٢٠: ٢ و٢٥: ٢ وص ٣١: ٢٧
اُذْكُرْ ما ارتكبت من الإثم والمعصية والمرار التي هيجت غضب الله عليك مما هو أوضح برهان على أنك شعب صلب الرقبة وبعيد عن البر بالنظر إلى قلبك ونفسك.
تُقَاوِمُونَ ٱلرَّبَّ ما اكتفيتم بالعصيان حتى زدتم إثمكم بالمقاومة للرب.
٨ «حَتَّى فِي حُورِيبَ أَسْخَطْتُمُ ٱلرَّبَّ، فَغَضِبَ ٱلرَّبُّ عَلَيْكُمْ لِيُبِيدَكُمْ».
خروج ٣٢: ٤ ومزمور ١٠٦: ١٩
حَتَّى فِي حُورِيبَ جبل الشريعة عينه خالفتم شريعة إلهكم وأسخطموه فكدتم تبادون بغضبه.
٩ «حِينَ صَعِدْتُ إِلَى ٱلْجَبَلِ لآخُذَ لَوْحَيِ ٱلْحَجَرِ، لَوْحَيِ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ ٱلرَّبُّ مَعَكُمْ، أَقَمْتُ فِي ٱلْجَبَلِ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً لاَ آكُلُ خُبْزاً وَلاَ أَشْرَبُ مَاءً».
خروج ٢٤: ١٢ و١٥ خروج ٢٤: ١٨ و٣٤: ٢٨
لاَ آكُلُ خُبْزاً وَلاَ أَشْرَبُ مَاءً لم يُذكر هذا النبأ في سفر الخروج (ولعل يشوع صام معه لأنه كان معه وإن لم يُذكر هناك ولا هنا).
١٠، ١١ «١٠ وَأَعْطَانِيَ ٱلرَّبُّ لَوْحَيِ ٱلْحَجَرِ ٱلْمَكْتُوبَيْنِ بِإِصْبِعِ ٱللّٰهِ، وَعَلَيْهِمَا مِثْلُ جَمِيعِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي كَلَّمَكُمْ بِهَا ٱلرَّبُّ فِي ٱلْجَبَلِ مِنْ وَسَطِ ٱلنَّارِ فِي يَوْمِ ٱلاجْتِمَاعِ. ١١ وَفِي نِهَايَةِ ٱلأَرْبَعِينَ نَهَاراً وَٱلأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لَمَّا أَعْطَانِيَ ٱلرَّبُّ لَوْحَيِ ٱلْحَجَرِ، لَوْحَيِ ٱلْعَهْدِ».
خروج ٣١: ١٨ خروج ١٩: ١٧ و٢٠: ١ وص ٤: ١٠ و١٠: ٤ و١٨: ١٦
لَوْحَيِ ٱلْحَجَرِ إن موسى لم تكن له يد في نحت ذينك اللوحين كما لم تكن له يد في كتابتهما فهما صنع الله وكتابتهما كتابة الله (خروج ٣٢: ١٦).
١٢ – ١٤ «١٢ قَالَ ٱلرَّبُّ لِي: قُمِ ٱنْزِلْ عَاجِلاً مِنْ هُنَا، لأَنَّهُ قَدْ فَسَدَ شَعْبُكَ ٱلَّذِي أَخْرَجْتَهُ مِنْ مِصْرَ. زَاغُوا سَرِيعاً عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّتِي أَوْصَيْتُهُمْ. صَنَعُوا لأَنْفُسِهِمْ تِمْثَالاً مَسْبُوكاً. ١٣ وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِي: رَأَيْتُ هٰذَا ٱلشَّعْبَ وَإِذَا هُوَ شَعْبٌ صُلْبُ ٱلرَّقَبَةِ. ١٤ أُتْرُكْنِي فَأُبِيدَهُمْ وَأَمْحُوَ ٱسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ ٱلسَّمَاءِ، وَأَجْعَلَكَ شَعْباً أَعْظَمَ وَأَكْثَرَ مِنْهُمْ».
خروج ٣٢: ٧ ص ٣١: ٢٩ وقضاة ٢: ١٧ خروج ٣٢: ٩ ع ٦ وص ١٠: ١٦ و٣١: ٢٧ و٢ملوك ١٧: ١٤ خروج ٣٢: ١٠ ص ٢٩: ٢٠ ومزمور ٩: ٥ و١٠٩: ١٣ عدد ١٤: ١٢
قُمِ ٱنْزِلْ الخ فصّل ما في هذه الآيات في (خروج ٣٢: ٧).
١٥ «فَٱنْصَرَفْتُ وَنَزَلْتُ مِنَ ٱلْجَبَلِ، وَٱلْجَبَلُ يَشْتَعِلُ بِٱلنَّارِ، وَلَوْحَا ٱلْعَهْدِ فِي يَدَيَّ».
خروج ٣٢: ١٥ خروج ١٩: ١٨ وص ٤: ١١ و٥: ٢٣
فَٱنْصَرَفْتُ الخ (خروج ٣٢: ١٥).
١٦ «فَنَظَرْتُ وَإِذَا أَنْتُمْ قَدْ أَخْطَأْتُمْ إِلَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِكُمْ، وَصَنَعْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ عِجْلاً مَسْبُوكاً، وَزُغْتُمْ سَرِيعاً عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّتِي أَوْصَاكُمْ بِهَا ٱلرَّبُّ».
خروج ٣٢: ١٩
زُغْتُمْ سَرِيعاً (خروج ٣٢: ٨) لا شيء من المحزنات مثل سرعة تحول القلب البشري عن الله بعد تأثره بصنيعه الصالح.
١٧ «فَأَخَذْتُ ٱللَّوْحَيْنِ وَطَرَحْتُهُمَا مِنْ يَدَيَّ وَكَسَّرْتُهُمَا أَمَامَ أَعْيُنِكُمْ».
كَسَّرْتُهُمَا أَمَامَ أَعْيُنِكُمْ لم يكسر موسى اللوحين إلا للضرورة فهو لم يقتصر على طرحهما بل كسرهما على مرآى منهم لأنهم كسروا ما عليهما من العهد. وإذا تأملنا في أن كسر اللوحين غير كسر الشريعة رأينا أن كسرهما كان ضرورياً لنجاة إسرائيل لأن قيمة اللوحين بحفظ ما عليهما من العهد وبنو إسرائيل لم يراعوا ذلك العهد فلم يبق من قيمة لهما أكثر من قيمة جزء من الحجارة. وفي هذا من الإنذار والتوبيخ لإسرائيل ما ليس في غيره فكأنهم بارتدادهم عن الله بعد أن عرفوا عهده قد محوا ما على ذينك اللوحين من كتابته تعالى. وفي سفر الخروج أن موسى أخذ خيمة الشهادة ونصبها خارج المحلة (خروج ٣٣: ١٧) فأشار بذلك أن الله خرج من شعبه ففي الأمرين معنىً واحد وهو أن الله ترك شعبه لأنهم تركوه.
١٨ «ثُمَّ سَقَطْتُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ كَٱلأَوَّلِ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، لاَ آكُلُ خُبْزاً وَلاَ أَشْرَبُ مَاءً، مِنْ أَجْلِ كُلِّ خَطَايَاكُمُ ٱلَّتِي أَخْطَأْتُمْ بِهَا بِعَمَلِكُمُ ٱلشَّرَّ أَمَامَ ٱلرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ».
خروج ٣٤: ٢٨ ومزمور ١٠٦: ٢٣
ثُمَّ سَقَطْتُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ كَٱلأَوَّلِ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً كان موسى قد شفع فيهم في سيناء قبل أن نزل في اليوم الأربعين (خروج ٣٢: ١١ – ١٤) ثم شغل أربعين يوماً وأربعين ليلة بالشفاعة فيهم. ويجب أن نعلم أنه لم يشغل الأيام الأربعين الأولى بالشفاعة بل بقبول الإرشادات المتعلقة بالكهنوت ومشاهدة مثال الخيمة. وكان الكهنوت لم يُعط بني إسرائيل فإنه أعطوه بعد النزول الثاني من سيناء (انظر خروج ٢٤: ١٨ – ص ٣١ و٢٥: ١ الخ). وكان يشوع مدة الأربعين يوماً الأولى مع موسى في الجبل ولعله أخذه معه ليساعده على أخذ مثال الخيمة وفي الأربعين اليوم الثانية كان موسى وحده على الجبل.
١٩ «لأَنِّي فَزِعْتُ مِنَ ٱلْغَضَبِ وَٱلْغَيْظِ ٱلَّذِي سَخَطَهُ ٱلرَّبُّ عَلَيْكُمْ لِيُبِيدَكُمْ. فَسَمِعَ لِيَ ٱلرَّبُّ تِلْكَ ٱلْمَرَّةَ أَيْضاً».
خروج ٣٢: ١٠ و١١ خروج ٣٢: ١٤ و٣٣: ١٧ وص ١٠: ١٠ ومزمور ١٠٦: ٢٣
لأَنِّي فَزِعْتُ وفي رسالة العبرانيين قال موسى «أنا مرتعب ومرتعد» (عبرانيين ١٢: ٢١).
٢٠ «وَعَلَى هَارُونَ غَضِبَ ٱلرَّبُّ جِدّاً لِيُبِيدَهُ. فَصَلَّيْتُ أَيْضاً مِنْ أَجْلِ هَارُونَ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ».
فَصَلَّيْتُ أَيْضاً مِنْ أَجْلِ هَارُونَ رأى مفسرو اليهود أن بعض علة فقدان هارون ابنيه غضب الله عليه حينئذ (لاويين ١٠: ١ و٢).
٢١ «وَأَمَّا خَطِيَّتُكُمُ، ٱلْعِجْلُ ٱلَّذِي صَنَعْتُمُوهُ، فَأَخَذْتُهُ وَأَحْرَقْتُهُ بِٱلنَّارِ، وَرَضَضْتُهُ وَطَحَنْتُهُ جَيِّداً حَتَّى نَعِمَ كَٱلْغُبَارِ. ثُمَّ طَرَحْتُ غُبَارَهُ فِي ٱلنَّهْرِ ٱلْمُنْحَدِرِ مِنَ ٱلْجَبَلِ».
خروج ٣٢: ٢٠ وإشعياء ٣١: ٧
وَأَمَّا خَطِيَّتُكُمُ، ٱلْعِجْلُ… طَرَحْتُ غُبَارَهُ فِي ٱلنَّهْرِ كان ذلك النهر المنحدر من صخرة حوريب فوق إن كان لهم ورداً حاملاً خطيتهم على مائه «والصخرة هي المسيح».
٢٢ «وَفِي تَبْعِيرَةَ وَمَسَّةَ وَقَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَ أَسْخَطْتُمُ ٱلرَّبَّ».
عدد ١١: ١ و٣ و٥ خروج ١٧: ٧ عدد ١١: ٤ و٣٤
تَبْعِيرَةَ موضع في برية فاران (عدد ١١: ٣) وسُمي أيضاً قبروت هتأوة أي قبور الشهوة ومعنى تبعيرة اشتعال. وهي أول مكان ذُكر بعد رحيلهم من سيناء. وقال بعضهم أن تبعيرة وقبروت هتأوة مكانان مستقلان وإنهما متجاوران.
مَسَّةَ معنى مسّة تجربة وكان المشهد المذكور قبل الوصول إليها وكان سيناء مركز الإغاظة.
قَبَرُوتَ هَتَّأَوَةَ أي قبور الشهوة وهي المحلة الأولى بعد سيناء ولم يتحقق أنهم حلُّوا تبعيرة (انظر عدد ص ١١).
٢٣ «وَحِينَ أَرْسَلَكُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ قَادِشَ بَرْنِيعَ قَائِلاً: ٱصْعَدُوا ٱمْتَلِكُوا ٱلأَرْضَ ٱلَّتِي أَعْطَيْتُكُمْ، عَصَيْتُمْ قَوْلَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكُمْ وَلَمْ تُصَدِّقُوهُ وَلَمْ تَسْمَعُوا لِقَوْلِهِ».
عدد ١٣: ٣ و١٤: ١ مزمور ١٠٦: ٢٤ و٢٥
عَصَيْتُمْ قَوْلَ ٱلرَّبِّ وفي العبرانية «عصيتم فم الرب» أي أمره الذي نطق فمه به.
لَمْ تُصَدِّقُوهُ إذ شجعتم أن تصعدوا.
وَلَمْ تَسْمَعُوا لِقَوْلِهِ حين نهاكم (انظر تفسير ص ١: ٣٢ و٤٣).
٢٤ «قَدْ كُنْتُمْ تَعْصُونَ ٱلرَّبَّ مُنْذُ يَوْمَ عَرَفْتُكُمْ».
ص ٣١: ٢٧
هذا جانب من الحق والجانب الآخر هو ما وضعه الرب في فم بلعام وهو قوله «لم يبصر إثماً في يعقوب ولا رأى تعباً في إسرائيل» (انظر عدد ١٣: ٢١ والتفسير وانظر أيضاً تثنية ٣١: ١٦).
٢٥ «فَسَقَطْتُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ ٱلأَرْبَعِينَ نَهَاراً وَٱلأَرْبَعِينَ لَيْلَةً ٱلَّتِي سَقَطْتُهَا، لأَنَّ ٱلرَّبَّ قَالَ إِنَّهُ يُهْلِكُكُمْ».
ع ١٨
فَسَقَطْتُ الخ لأن الرب كان قد عزم على أن يهلكهم فشفعت بذلك فيكم.
٢٦ «وَصَلَّيْتُ لِلرَّبِّ: يَا سَيِّدُ ٱلرَّبُّ، لاَ تُهْلِكْ شَعْبَكَ وَمِيرَاثَكَ ٱلَّذِي فَدَيْتَهُ بِعَظَمَتِكَ، ٱلَّذِي أَخْرَجْتَهُ مِنْ مِصْرَ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ».
خروج ٣٢: ١١ الخ
وَصَلَّيْتُ لِلرَّبِّ الكلمات الآتية مثل الكلمات في (خروج ٣٢: ١١ – ١٣). ومما يستحق الاعتبار هنا أن موسى يشير بهذا إلى شفاعته في الشعب قبل أن نزل من سيناء بعد صعوده الأول إليه.
٢٧، ٢٨ «٢٧ اُذْكُرْ عَبِيدَكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ. لاَ تَلْتَفِتْ إِلَى غَلاَظَةِ هٰذَا ٱلشَّعْبِ وَإِثْمِهِ وَخَطِيَّتِهِ، ٢٨ لِئَلاَّ تَقُولَ ٱلأَرْضُ ٱلَّتِي أَخْرَجْتَنَا مِنْهَا: لأَجْلِ أَنَّ ٱلرَّبَّ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُدْخِلَهُمُ ٱلأَرْضَ ٱلَّتِي كَلَّمَهُمْ عَنْهَا، وَلأَجْلِ أَنَّهُ أَبْغَضَهُمْ، أَخْرَجَهُمْ لِيُمِيتَهُمْ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ».
تكوين ٤١: ٥٧ و١صموئيل ١٤: ٢٥ خروج ٣٢: ١٢ وعدد ١٤: ١٦
اُذْكُرْ عَبِيدَكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ الخ هذا نفسه في (خروج ٣٢: ١٣) وقليل من هذه الكلمات فاه به موسى في الأيام الأربعين الثانية (خروج ٣٤: ٩).
٢٩ «وَهُمْ شَعْبُكَ وَمِيرَاثُكَ ٱلَّذِي أَخْرَجْتَهُ بِقُوَّتِكَ ٱلْعَظِيمَةِ وَبِذِرَاعِكَ ٱلرَّفِيعَةِ».
ص ٤: ٢٠ و١ملوك ٨: ٥١ ونحميا ١: ١٠ ومزمور ٩٥: ٧
شَعْبُكَ… ٱلَّذِي أَخْرَجْتَهُ وكذا جاء في (خروج ٣٢: ١١). ومما يستحق الالتفات إليه هنا قول الرب لموسى «قَدْ فَسَدَ شَعْبُكَ ٱلَّذِي أَصْعَدْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ» (خروج ٣٢: ٧) ثم قول موسى له «لِمَاذَا يَا رَبُّ يَحْمَى غَضَبُكَ عَلَى شَعْبِكَ ٱلَّذِي أَخْرَجْتَهُ» (خروج ٣٢: ١١).
السابق |
التالي |