سفر التثنية

سفر التثنية | 07 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر التثنية

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ

١ «مَتَى أَتَى بِكَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا، وَطَرَدَ شُعُوباً كَثِيرَةً مِنْ أَمَامِكَ: ٱلْحِثِّيِّينَ وَٱلْجِرْجَاشِيِّينَ وَٱلأَمُورِيِّينَ وَٱلْكَنْعَانِيِّينَ وَٱلْفِرِزِّيِّينَ وَٱلْحِوِّيِّينَ وَٱلْيَبُوسِيِّينَ، سَبْعَ شُعُوبٍ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ»

ص ٣١: ٣ ومزمور ٤٤: ٢ و٣ تكوين ١٥: ١٩ الخ وخروج ٣٣: ٢ ص ٤: ٣٨ و٩: ١

مَتَى أَتَى بِكَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ اشتمل الأصحاح السابق على الوصايا العشر وحفظها محبة للرب ولكلمته وإيماناً بأنه إله إسرائيل. وهذا الأصحاح يُعتبر أنه بسط للوصية الأولى من تلك الوصايا وفيه عظة وتعليم وبيان لطريق معاملة الوثنيين في الانتصار عليهم والاستيلاء على أرضهم وتحذير من كل ما يؤدي بالإسرائيليين إلى البعد عن الرب. فهو كما أنه بسط للوصية الأولى إيضاح للوصية الثانية وذو علاقة شديدة بها.

٢ – ٤ «٢ وَدَفَعَهُمُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ أَمَامَكَ، وَضَرَبْتَهُمْ، فَإِنَّكَ تُحَرِّمُهُمْ. لاَ تَقْطَعْ لَهُمْ عَهْداً، وَلاَ تُشْفِقْ عَلَيْهِمْ ٣ وَلاَ تُصَاهِرْهُمْ. ٱبْنَتَكَ لاَ تُعْطِ لابْنِهِ وَٱبْنَتَهُ لاَ تَأْخُذْ لابْنِكَ. ٤ لأَنَّهُ يَرُدُّ ٱبْنَكَ مِنْ وَرَائِي فَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى، فَيَحْمَى غَضَبُ ٱلرَّبِّ عَلَيْكُمْ وَيُهْلِكُكُمْ سَرِيعاً».

ع ٢٣ وص ٢٣: ١٤ لاويين ٢٧: ٢٨ و٢٩ وعدد ٣٣: ٥٢ وص ٢٠: ١٦ و١٧ ويشوع ٦: ١٧ و٨: ٢٤ و٩: ٢٤ و١٠: ٢٨ و٤٠ و١١: ١١ و١٢ خروج ٢٣: ٣٢ و٣٤: ١٣ و١٥ و١٦ وص ٢٠: ١٠ الخ ويشوع ٢: ١٤ و٩: ١٨ وقضاة ١: ٢٤ و٢: ٢ يشوع ٢٣: ١٢ و١ملوك ١١: ٢ وعزرا ٩: ٢ ص ٦: ١٥

دَفَعَهُمُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ أَمَامَكَ أي قواك عليهم لتدفعهم وتغلبهم.

تُحَرِّمُهُمْ أي تقتلهم وتفنيهم. وليس في هذا ما يُعترض به على الدين الإلهي بأنه يحلل قتل الخارجين عنه فإن الله أراد أن يهلك أولئك الأمم بواسطة إسرائيل وله أن يميت من شاء بالمرض أو بغيره. وكان الإسرائيليون مأمورون بذلك بدون أن يحل لهم أن يقتلوا غيرهم ولو كان دين الله يحلل قتل المخالف لهم بالدين لجاز لهم أن يقتلوا كل من ليس بيهودي. والواقع غير ذلك فالكتاب خال من ذلك وأمر الله هنا محصور بقتل من أراد إفناءهم. وما قيل على هؤلاء يُقال على الأمم الذين حاربهم موسى وقتلهم كعماليق وسيحون وعوج وغيرهم وعلى ما أتاه القضاة وداود في محاربة الفلسطينيين (٢صموئيل ٥: ١٩).

لاَ تَقْطَعْ لَهُمْ عَهْداً علة ذلك أنه لو اختلط الإسرائيليون بالوثنيين وحصل التزاوج بين الفريقين لانتهى امتياز الإسرائيليين عن سائر الأمم وفسد الدين الحق وفقد شعب الله البركات وكونهم آل الرب وصار الموحدون وثنيين. وكانت الغاية من تمييز اليهود عن سائر الشعوب رفع أعلام الدين السماوي وتمهيد السبيل للدين المسيحي وكل ذلك في خطر التشويش والفقدان باختلاط اليهود بالأمم.

٥ «وَلٰكِنْ هٰكَذَا تَفْعَلُونَ بِهِمْ: تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ، وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ، وَتُقَطِّعُونَ سَوَارِيَهُمْ، وَتُحْرِقُونَ تَمَاثِيلَهُمْ بِٱلنَّارِ».

خروج ١٣: ٢٤ و٣٤: ١٣ وص ١٢: ٢ و٣

تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ التي يتركونها في الأرض التي تستولون عليها لكي لا تبقوا أثراً للعبادة الوثنية.

تُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ الأنصاب أصنام غير ممثلة ولا منقوشة كانت الأمم تعبدها وكانت من معبودات جاهلية العرب أيضاً والظاهر أنها كانت مقطوعة من الصخر على غير هيئة الأعمدة. قال عديّ المعروف بالمهلهل:

كلا وأنصاب لنا عادية معبودة قد قطعت تقطيعا


وَتُقَطِّعُونَ سَوَارِيَهُمْ السواري الأعمدة المعبودة.

تَمَاثِيلَهُمْ هي الأنصاب الممثلة. وفعل داود مثل هذا بتماثيل الفلسطينيين (أيوب ١٤: ١٨ قابل بهذا إشعياء ٣٧: ١٩).

٦ «لأَنَّكَ أَنْتَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلٰهِكَ. إِيَّاكَ قَدِ ٱخْتَارَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ لِتَكُونَ لَهُ شَعْباً أَخَصَّ مِنْ جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّذِينَ عَلَى وَجْهِ ٱلأَرْضِ».

خروج ١٩: ٦ وص ١٤: ٢ و٢٦: ١٩ ومزمور ٥٠: ٥ وإرميا ٢: ٣ خروج ١٩: ٥ وعاموس ٣: ٢ و١بطرس ٢: ٩

شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لا «أمة مقدسة» فقط كما جاء في سفر الخروج (خروج ١٩: ٦) بل «شعب مقدس» أيضاً أي جمع من الناس يمتاز عن سائر البشر بتقديس الرب ولذلك حظر عليهم أن يختلطوا بغيرهم من الأمم ويشاركوهم في رجسهم وأن يدنوا من شيء يكرهه وإنهم لا يسيرون إلا على سنن وحيه.

شَعْباً أَخَصَّ أي خاصة لله من بين سائر الشعوب (خروج ١٩: ٥ وملاخي ٣: ١٧). وتطلق الخاصة في الكتاب المقدس على الثمينات المختارة (أيوب ٢٩: ٣ انظر أيضاً تثنية ١٤: ٢ و٢٦: ١٨ ومزمور ١٣٥: ٤).

٧ «لَيْسَ مِنْ كَوْنِكُمْ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ ٱلشُّعُوبِ ٱلْتَصَقَ ٱلرَّبُّ بِكُمْ وَٱخْتَارَكُمْ، لأَنَّكُمْ أَقَلُّ مِنْ سَائِرِ ٱلشُّعُوبِ».

ص ١٠: ٢٢

لَيْسَ مِنْ كَوْنِكُمْ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ ٱلشُّعُوبِ… وَٱخْتَارَكُمْ كان الإسرائيليون في خطر أن يفتخروا بأن الله اختارهم لكونهم أمة أعظم من سائر الأمم فدفع تعالى ذلك الوهم بلسان موسى لكي يتضعوا ويعرفوا إحسان الرب إليهم.

لأَنَّكُمْ أَقَلُّ مِنْ سَائِرِ ٱلشُّعُوبِ فقوتكم ليست منكم بل من الله. فإن الموآبيين والعمونيين والإسماعليين والأدوميين مثل بني إسرائيل في كونهم من تارح لكن كل شعب منهم نما وزاد على الإسرائيليين الشعب المختار. فإن حفدة إبراهيم من إسماعيل كانوا اثني عشر ومثل هذا العدد من أولاد حفيده يعقوب ابن ابنه إسحاق. وكل من أدوم وموآب وعمون سبقوا إسرائيل إلى الانتصار على أرض كنعان والاستيلاء على كثير منها. وتوالت ملوك أدوم قبل أن عُرف ملك في إسرائيل (تكوين ٣٦: ٣١). ولم يشتهر بنو إسرائيل اشتهار تلك الشعوب إلا حين اقترب أن يستولوا على أرض كنعان وقبل ذلك بقليل كانوا ينمون كثيراً في مصر. وقد أبان الكتاب المقدس صريحاً أن الله أنماهم بعناية خاصة (انظر أيضاً ص ١٠: ٢٢ والتفسير).

٨ «بَلْ مِنْ مَحَبَّةِ ٱلرَّبِّ إِيَّاكُمْ، وَحِفْظِهِ ٱلْقَسَمَ ٱلَّذِي أَقْسَمَ لآبَائِكُمْ، أَخْرَجَكُمُ ٱلرَّبُّ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَفَدَاكُمْ مِنْ بَيْتِ ٱلْعُبُودِيَّةِ مِنْ يَدِ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ».

خروج ٣٢: ١٣ وص ١٠: ١٥ ومزمور ١٠٥: ٨ و٩ و١٠ ولوقا ١: ٥٥ و٧٢ و٧٣ خروج ١٣: ٣ و١٤

بَلْ مِنْ مَحَبَّةِ ٱلرَّبِّ إِيَّاكُمْ وهذه المحبة لم تكن لأمر في أنفسهم قد استحقوها (انظر ص ٩: ٤ الخ).

٩ – ١١ «٩ فَٱعْلَمْ أَنَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ هُوَ ٱللّٰهُ، ٱلإِلٰهُ ٱلأَمِينُ، ٱلْحَافِظُ ٱلْعَهْدَ وَٱلإِحْسَانَ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إِلَى أَلْفِ جِيلٍ، ١٠ وَٱلْمُجَازِي ٱلَّذِينَ يُبْغِضُونَهُ بِوُجُوهِهِمْ لِيُهْلِكَهُمْ. لاَ يُمْهِلُ مَنْ يُبْغِضُهُ. بِوَجْهِهِ يُجَازِيهِ. ١١ فَٱحْفَظِ ٱلْوَصَايَا وَٱلْفَرَائِضَ وَٱلأَحْكَامَ ٱلَّتِي أَنَا أُوصِيكَ ٱلْيَوْمَ لِتَعْمَلَهَا».

إشعياء ٤٩: ٧ و١كورنثوس ١: ٩ و١٠: ١٣ و٢كورنثوس ١: ١٨ و١تسالونيكي ٥: ٢٤ و٢تسالونيكي ٣: ٣ و٢تيموثاوس ٢: ١٣ وعبرانيين ١١: ١١ و١يوحنا ١: ٩ خروج ٢٠: ٦ وص ٥: ١٠ ونحميا ١: ٥ ودانيال ٩: ٤ إشعياء ٥٩: ١٨ وناحوم ١: ٢ ص ٣٢: ٣٥

هذه الآيات تفسير وإيضاح للوصية الثانية وبسط لها فالألوف من محبيه وحافظي وصاياه صاروا هنا «ألف جيل» وكذا الأمر في مبغضيه فلذا كان عليهم أن يحفظوا الوصايا.

١٢ «وَمِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَسْمَعُونَ هٰذِهِ ٱلأَحْكَامَ وَتَحْفَظُونَ وَتَعْمَلُونَهَا، يَحْفَظُ لَكَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ ٱلْعَهْدَ وَٱلإِحْسَانَ ٱللَّذَيْنِ أَقْسَمَ لآبَائِكَ».

لاويين ٢٦: ٣ وص ٢٨: ١ مزمور ١٠٥: ٨ و٩ ولوقا ١: ٥٥ و٧٢ و٧٣

هذه الآية بداءة القسم الثالث من أقسام سفر التثنية عند العبرانيين.

تَسْمَعُونَ (انظر تفسير ص ٨: ١٩).

١٣ «وَيُحِبُّكَ وَيُبَارِكُكَ وَيُكَثِّرُكَ وَيُبَارِكُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ وَثَمَرَةَ أَرْضِكَ: قَمْحَكَ وَخَمْرَكَ وَزَيْتَكَ وَنِتَاجَ بَقَرِكَ وَإِنَاثَ غَنَمِكَ، عَلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَقْسَمَ لآبَائِكَ أَنَّهُ يُعْطِيكَ إِيَّاهَا».

يوحنا ١٤: ٢١ ص ٢٨: ٤

وَإِنَاثَ غَنَمِكَ لأنه على كثرة الإناث في الغنم تتوقف وفرة النسل واللبن.

١٤ «مُبَارَكاً تَكُونُ فَوْقَ جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ. لاَ يَكُونُ عَقِيمٌ وَلاَ عَاقِرٌ فِيكَ وَلاَ فِي بَهَائِمِكَ».

خروج ٢٣: ٢٦ الخ

جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ أي كل الممالك والجماعات الممتازة.

١٥ «وَيَرُدُّ ٱلرَّبُّ عَنْكَ كُلَّ مَرَضٍ، وَكُلَّ أَدْوَاءِ مِصْرَ ٱلرَّدِيئَةِ ٱلَّتِي عَرَفْتَهَا لاَ يَضَعُهَا عَلَيْكَ، بَلْ يَجْعَلُهَا عَلَى كُلِّ مُبْغِضِيكَ».

خروج ٩: ١٤ و١٥: ٢٦ وص ٢٨: ٢٧ و٦٠

كُلَّ أَدْوَاءِ مِصْرَ ٱلرَّدِيئَةِ الأدواء الأمراض ولم تُستعمل هذه الكلمة في غير سفر التثنية وتوقُف الصحة على حفظ الشريعة مما لا ريب فيه لأن الآثام والرذائل التي تنهي عنها من شر مجلبات الأمراض. وكانت الشريعة الموسوية صحيّة كما أنها أدبية في كثير من أمورها (انظر ص ٢٨: ٦٠).

١٦ «وَتَأْكُلُ كُلَّ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّذِينَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ يَدْفَعُ إِلَيْكَ. لاَ تُشْفِقْ عَيْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَعْبُدْ آلِهَتَهُمْ، لأَنَّ ذٰلِكَ شَرَكٌ لَكَ».

ع ٢ ص ١٣: ٧ و١٩: ١٣ و٢١ و٢٥: ١٢ خروج ٢٣: ٣٣ وص ١٢: ٣٠ وقضاة ٨: ٢٧ ومزمور ١٠٦: ٣٦

تَأْكُلُ كُلَّ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّذِينَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ يَدْفَعُ إِلَيْكَ أي تفني كل من يدفعهم الرب إلهك إليك من الشعوب ويكون إفناؤك إياهم متى دفعهم إليك ووقت دفعهم إليك في يد الرب. وهذا يشبه قول كالب ويشوع «لاَ تَخَافُوا مِنْ شَعْبِ ٱلأَرْضِ لأَنَّهُمْ خُبْزُنَا. قَدْ زَالَ عَنْهُمْ ظِلُّهُمْ، وَٱلرَّبُّ مَعَنَا. لاَ تَخَافُوهُمْ» (عدد ١٤: ٩).

١٧، ١٨ «١٧ إِنْ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: هٰؤُلاَءِ ٱلشُّعُوبُ أَكْثَرُ مِنِّي. كَيْفَ أَقْدِرُ أَنْ أَطْرُدَهُمْ؟ ١٨ فَلاَ تَخَفْ مِنْهُمُ. ٱذْكُرْ مَا فَعَلَهُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ بِفِرْعَوْنَ وَبِجَمِيعِ ٱلْمِصْرِيِّينَ».

عدد ٣٣: ٥٣ ص ٣١: ٦ ومزمور ١٠٥: ٥

إِنْ قُلْتَ… فَلاَ تَخَفْ الخ إن الذي أنقذ إسرائيل من المصريين قادر أن يعينهم على الانتصار على أمم كثيرة ومن كان الرب معه فمن الجهل والخطية أن يخاف.

١٩ «ٱلتَّجَارِبَ ٱلْعَظِيمَةَ ٱلَّتِي أَبْصَرَتْهَا عَيْنَاكَ، وَٱلآيَاتِ وَٱلْعَجَائِبَ وَٱلْيَدَ ٱلشَّدِيدَةَ وَٱلذِّرَاعَ ٱلرَّفِيعَةَ ٱلَّتِي بِهَا أَخْرَجَكَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ. هٰكَذَا يَفْعَلُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ بِجَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّتِي أَنْتَ خَائِفٌ مِنْ وَجْهِهَا».

ص ٤: ٣٤ و٢٩: ٣

ٱلتَّجَارِبَ ٱلْعَظِيمَةَ كانت الآيات العظمى التي صنعها الله في مصر بيد موسى تجارب لفرعون لا ليخطأ إلى الله بل ليعرف قدرته وحقه ويؤمن به ويحسن إلى شعبه لكن فرعون تقسى مراراً حتى تركه الرب لقساوة قلبه وهذا معنى قول الكتاب «قسى الرب قلب فرعون».

٢٠ «وَٱلزَّنَابِيرُ أَيْضاً يُرْسِلُهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَفْنَى ٱلْبَاقُونَ وَٱلْمُخْتَفُونَ مِنْ أَمَامِكَ».

خروج ٢٣: ٢٨ ويشوع ٢٤: ١٢

ٱلزَّنَابِيرُ كانت الأرض تفيض لبناً وعسلاً وكل أرض شأنها كذلك تكثر الزنابير والنحل فيها على اختلاف صنوفها (انظر تفسير ص ١: ٤٤).

٢١ – ٢٣ «٢١ لاَ تَرْهَبْ وُجُوهَهُمْ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ فِي وَسَطِكَ إِلٰهٌ عَظِيمٌ وَمَخُوفٌ. ٢٢ وَلٰكِنَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ يَطْرُدُ هٰؤُلاَءِ ٱلشُّعُوبَ مِنْ أَمَامِكَ قَلِيلاً قَلِيلاً. لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُفْنِيَهُمْ سَرِيعاً، لِئَلاَّ تَكْثُرَ عَلَيْكَ وُحُوشُ ٱلْبَرِّيَّةِ. ٢٣ وَيَدْفَعُهُمُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ أَمَامَكَ وَيُوقِعُ بِهِمِ ٱضْطِرَاباً عَظِيماً حَتَّى يَفْنُوا».

عدد ١١: ٢٠ و١٤: ٩ و١٤ و٤٢ و١٦: ٣ ويشوع ٣: ١٠ ص ١٠: ١٧ ونحميا ١: ٥ و٤: ١٤ و٩: ٣٢ خروج ٢٣: ٢٩ و٣٠ ع ٢

ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ يَطْرُدُ هٰؤُلاَءِ بقدرته المساعدة لك.

قَلِيلاً قَلِيلاً هذا نص على أن الله هو القاضي بكل أمور الأمم فما كان للإسرائيليين أن يفنوا الأمم الذين حولهم إلى أن يقضي بدفعهم إلى شعبه.

٢٤ «وَيَدْفَعُ مُلُوكَهُمْ إِلَى يَدِكَ، فَتَمْحُو ٱسْمَهُمْ مِنْ تَحْتِ ٱلسَّمَاءِ. لاَ يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ حَتَّى تُفْنِيَهُمْ».

يشوع ١٠: ٢٤ و٢٥ و٤٢ و١٢: ١ الخ خروج ١٧: ١٤ وص ٩: ١٤ و٢٥: ١٩ و٩: ٢٠ ص ١١: ٢٥ ويشوع ١: ٥ و١٠: ٨ و٢٣: ٩

يَدْفَعُ مُلُوكَهُمْ إِلَى يَدِكَ ففي سفر يشوع ما هو صريح بأنه كان في تلك الأرض ملوك كثيرة إذ كان لكل مدينة ملك وإن الإسرائيليين ضربوا واحداً وثلاثين ملكاً (يشوع ص ١٢).

لاَ يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكَ جدد هذا الوعد ليشوع بن نون (يشوع ١: ٥) وتمّ لإسرائيل وهو قائد لهم (يشوع ٢٠: ٤٤).

٢٥، ٢٦ «٢٥ وَتَمَاثِيلَ آلِهَتِهِمْ تُحْرِقُونَ بِٱلنَّارِ. لاَ تَشْتَهِ فِضَّةً وَلاَ ذَهَباً مِمَّا عَلَيْهَا لِتَأْخُذَ لَكَ، لِئَلاَّ تُصَادَ بِهِ لأَنَّهُ رِجْسٌ عِنْدَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ. ٢٦ وَلاَ تُدْخِلْ رِجْساً إِلَى بَيْتِكَ لِئَلاَّ تَكُونَ مُحَرَّماً مِثْلَهُ. تَسْتَقْبِحُهُ وَتَكْرَهُهُ لأَنَّهُ مُحَرَّمٌ».

خروج ٣٢: ٢٠ وع ٥ وص ١٢: ٣ و١أيام ١٤: ١٢ يشوع ٧: ١ و٢١ قضاة ٨: ٢٧ وصفنيا ١: ٣ ص ١٧: ١ لاويين ٢٧: ٢٨ وص ١٣: ١٧ ويشوع ٦: ١٧ و١٨ و٧: ١

هاتان الآيتان تحذير من أمثال الخطية التي ارتكبها عاخان (يشوع ٧: ٢١).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى