سفر التثنية | 02 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر التثنية
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي
١ «ثُمَّ تَحَوَّلْنَا وَٱرْتَحَلْنَا إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ عَلَى طَرِيقِ بَحْرِ سُوفَ كَمَا كَلَّمَنِي ٱلرَّبُّ، وَدُرْنَا بِجَبَلِ سَعِيرَ أَيَّاماً كَثِيرَةً».
عدد ١٤: ٢٥ وص ١: ٤
عَلَى طَرِيقِ بَحْرِ سُوفَ أو في جهة البحر الأحمر أو خليج العقبة جنوباً.
كَمَا كَلَّمَنِي ٱلرَّبُّ ذُكر ذلك في تفسير (ع ٤٠ وفي عدد ١٤: ٢٥).
أَيَّاماً كَثِيرَةً إلى قرب نهاية السنة التاسعة والثلاثين للخروج من مصر.
٢، ٣ «٢ ثُمَّ كَلَّمَنِي ٱلرَّبُّ: ٣ كَفَاكُمْ دَوَرَانٌ بِهٰذَا ٱلْجَبَلِ. تَحَوَّلُوا نَحْوَ ٱلشِّمَال».
ع ٧ و١٤
كَفَاكُمْ دَوَرَانٌ الخ الظاهر أنه أمرهم بذلك حين كانوا في قادش ثانية في بدء السنة الأربعين للخروج (عدد ٢٠: ١). ومن هذه المحلة أرسل موسى رسلاً إلى ملك أدوم يسأله أن يأذن له أن يمر بقومه في بلاده. ومن المفيد أن يُعرف هنا متى عزم الإسرائيليون أن يدخلوا أرض الميعاد بقطع الأردن بدلاً من أن يذهبوا جنوباً وهل كان سعير أو بلاد أدوم كلها إلى الشرق أو جزء منها إلى الغرب من الإسرائيليين حين كانوا في قادش. ولو كان لأدوم حق في تملك الأرض الغربية لكان على الإسرائيليين أن يستأذنوهم في دخول تلك الأرض مدة التيه ثماني وثلاثين سنة وكانوا يطلبون بالضرورة أن يسيروا في طريق الجواسيس. وكان قطع الأردن حينئذ نتيجة رفض أدوم أن يأذنوا لهم. وإن كانوا قد طلبوا أن يذهبوا غرباً «كما ظن بعضهم» بين الجبال في وادي الغُوير إلى شمالي جبل هور أو وادي غرندل إلى جنوبيه وجب أن يكون عزمهم على قطع الأردن قبل ذلك الوقت. ولعل العلة في الجواز من هنالك كالعلة التي في (خروج ١٣: ١٧) هي أن لا يروا حرباً في الطريق فيرجعوا لضعف إيمانهم إلى مصر. ومعجزة قطعهم الأردن كمعجزة خروجهم من مصر.
٤ «وَأَوْصِ ٱلشَّعْبَ قَائِلاً: أَنْتُمْ مَارُّونَ بِتُخُمِ إِخْوَتِكُمْ بَنِي عِيسُو ٱلسَّاكِنِينَ فِي سَعِيرَ، فَيَخَافُونَ مِنْكُمْ. فَٱحْتَرِزُوا جِدّاً».
عدد ٢٠: ١٤
أَنْتُمْ مَارُّونَ بِتُخُمِ الذي يظهر أن موسى قال لهم ذلك قبل طلب الإذن من أدوم (ع ٢٠: ١٧) لكن أدوم لم يأذنوا لهم في المرور بتخمهم (عدد ٢٠: ٢١).
فَيَخَافُونَ مِنْكُمْ على ما جاء في نبوءة موسى بنشيده (خروج ١٥: ١٥ و١٦) وهو قوله «يَنْدَهِشُ أُمَرَاءُ أَدُومَ. أَقْوِيَاءُ مُوآبَ تَأْخُذُهُمُ ٱلرَّجْفَةُ. يَذُوبُ جَمِيعُ سُكَّانِ كَنْعَانَ. تَقَعُ عَلَيْهِمِ ٱلْهَيْبَةُ وَٱلرُّعْبُ».
٥ «لاَ تَهْجِمُوا عَلَيْهِمْ. لأَنِّي لاَ أُعْطِيكُمْ مِنْ أَرْضِهِمْ وَلاَ وَطْأَةَ قَدَمٍ، لأَنِّي لِعِيسُو قَدْ أَعْطَيْتُ جَبَلَ سَعِيرَ مِيرَاثاً».
تكوين ٣٦: ٨ ويشوع ٢٤: ٤
لِعِيسُو قَدْ أَعْطَيْتُ جَبَلَ سَعِيرَ مِيرَاثاً مما يستحق الملاحظة هنا أن نشوء إسماعيل سبق نشوء إسحاق وإن ميراث عيسو سبق ميراث يعقوب (قابل ما في تكوين ٢٥: ١٦ بما في تكوين ٣٥: ٢٣ – ٢٦ وما في ٣٦: ٣١ بما في ٣٧: ١) فإن إسحاق وإسرائيل بقيا غريبين ونزيلين طويلاً وكانا كذلك وللإسماعيليين أمراء وهم أهل مدن وحصون وللآدوميين أمراء وملوك.
٦ «طَعَاماً تَشْتَرُونَ مِنْهُمْ بِٱلْفِضَّةِ لِتَأْكُلُوا، وَمَاءً أَيْضاً تَبْتَاعُونَ مِنْهُمْ بِٱلْفِضَّةِ لِتَشْرَبُوا».
طَعَاماً تَشْتَرُونَ… وَمَاءً قابل هذا بقول إبراهيم «فَلاَ تَقُولُ: أَنَا أَغْنَيْتُ أَبْرَامَ» (تكوين ١٤: ٢٣). وقول الله لإبراهيم «لاَ تَخَفْ يَا أَبْرَامُ. أَنَا تُرْسٌ لَكَ. أَجْرُكَ كَثِيرٌ جِدّاً» (تكوين ١٥: ١).
٧ «لأَنَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ قَدْ بَارَكَكَ فِي كُلِّ عَمَلِ يَدِكَ، عَارِفاً مَسِيرَكَ فِي هٰذَا ٱلْقَفْرِ ٱلْعَظِيمِ. اَلآنَ أَرْبَعُونَ سَنَةً لِلرَّبِّ إِلٰهِكَ مَعَكَ لَمْ يَنْقُصْ عَنْكَ شَيْءٌ».
ص ٨: ٢ و٣ و٤
ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ قَدْ بَارَكَكَ لا شيء في هذه الآية غير معقول فإن الإسرائيليين حصّلوا أموالاً وغنوا بالتجارة مدة تيههم في البرية وكان فيها كثيرون من المهرة في الصناعات المختلفة.
٨ «فَعَبَرْنَا عَنْ إِخْوَتِنَا بَنِي عِيسُو ٱلسَّاكِنِينَ فِي سَعِيرَ عَلَى طَرِيقِ ٱلْعَرَبَةِ، عَلَى أَيْلَةَ وَعَلَى عِصْيُونَ جَابِرَ، ثُمَّ تَحَوَّلْنَا وَمَرَرْنَا فِي طَرِيقِ بَرِّيَّةِ مُوآبَ».
قضاة ١١: ١٨ و١ملوك ٩: ٢٦
فَعَبَرْنَا عَنْ… عِيسُو… عَلَى طَرِيقِ ٱلْعَرَبَةِ، عَلَى أَيْلَةَ كان طريق الإسرائيليين بعد أن لم يأذن لهم بنو عيسو أن يمروا بتخمهم جنوباً إلى عصيون جابر عند رأس خليج عقبة وأيلة على غاية أميال قليلة في الجنوب الشرقي من عصيون جابر على التخم نفسه فهم قد اتجهوا شمالاً وداروا حول بلاد آدوم وبلغوا بلاد موآب.
٩ «فَقَالَ لِي ٱلرَّبُّ: لاَ تُعَادِ مُوآبَ وَلاَ تُثِرْ عَلَيْهِمْ حَرْباً، لأَنِّي لاَ أُعْطِيكَ مِنْ أَرْضِهِمْ مِيرَاثاً. لأَنِّي لِبَنِي لُوطَ قَدْ أَعْطَيْتُ «عَارَ» مِيرَاثاً».
عدد ٢١: ٢٨ تكوين ١٩: ٣٦ و٣٧
لاَ تُعَادِ مُوآبَ… لِبَنِي لُوطَ قَدْ أَعْطَيْتُ عَارَ مِيرَاثاً حصل بنو لوط على أرض ميراثهم قبل بني إبراهيم كما حصل بنو عيسو قبل بني يعقوب.
١٠ – ١٢ «١٠ ٱلإِيمِيُّونَ سَكَنُوا فِيهَا قَبْلاً. شَعْبٌ كَبِيرٌ وَكَثِيرٌ وَطَوِيلٌ كَٱلْعَنَاقِيِّينَ. ١١ هُمْ أَيْضاً يُحْسَبُونَ رَفَائِيِّينَ كَٱلْعَنَاقِيِّينَ، لٰكِنَّ ٱلْمُوآبِيِّينَ يَدْعُونَهُمْ إِيمِيِّينَ. ١٢ وَفِي سَعِيرَ سَكَنَ قَبْلاً ٱلْحُورِيُّونَ، فَطَرَدَهُمْ بَنُو عِيسُو وَأَبَادُوهُمْ مِنْ قُدَّامِهِمْ وَسَكَنُوا مَكَانَهُمْ، كَمَا فَعَلَ إِسْرَائِيلُ بِأَرْضِ مِيرَاثِهِمِ ٱلَّتِي أَعْطَاهُمُ ٱلرَّبُّ».
تكوين ١٤: ٥ عدد ١٣: ٢٢ و٣٣ وص ٩: ٢ تكوين ١٤: ٥ و١٥: ٢٠ ويشوع ١٧: ١٥ تكوين ١٤: ٦ و٣٦: ٢٠ وع ٢٢
هذه الآيات الثلاث كلام معترض.
ٱلإِيمِيُّونَ أول ما ذُكر الرفائيون والزوزيون والإيميون والحوريون في سفر التكوين (تكوين ١٤: ٥ و٦) وكانت هذه القبائل زاهية في زمن إبراهيم لكنها قُهرت وغُلبت قبل زمان الخروج.
فَطَرَدَهُمْ بَنُو عِيسُو ولكن القبيلتان اختلطتا بعض الاختلاط فنشأ عنهما العمالقة أشد أعداء الإسرائيليين (تكوين ٣٦: ١٢ و٢٢).
كَمَا فَعَلَ إِسْرَائِيلُ بِأَرْضِ مِيرَاثِهِمِ شرقي الأردن في عصر موسى كما فعلوا بغربي الأردن أيام خلف يشوع موسى. فالآيات الثلاث المذكورة لها علاقة بإيضاح التاريخ ولهذا اعتُرض بها في الكلام.
١٣ «اَلآنَ قُومُوا وَٱعْبُرُوا وَادِيَ زَارَدَ. فَعَبَرْنَا وَادِيَ زَارَدَ».
عدد ٢١: ١٢
اَلآنَ قُومُوا هذا رجوع إلى موضوع الكلام قبل الآيات الثلاث المعترضة وهو متصل بالآية التاسعة.
وَادِيَ زَارَدَ (انظر عدد ٢١: ١٢) يصب في جانب بحر الميت الغربي جنوبي أرنون عدة نهيرات لعل زارد منها أو هو من ممدات نهر أرنون الذي له ممد كبير يجري من الجنوب إلى الشمال.
وجاء في قاموس الكتاب المقدس للدكتور جورج يوست ما نصه «زارد (ازدهاء) (عدد ٢١: ١٢ وتثنية ٢: ٣) جدول ماء يخرج من جبل عباريم ويصب في بحر لوط إلى جنوبي أرنون في أرض موآب وربما أُطلق على وادي الحصى. وظن بعضهم أنه وادي سيدية أو سيل غرابي. ويقال أن بني إسرائيل حلوا على شواطئه عند نهاية سفرهم من مصر إلى أرض كنعان». وذُكر في ذلك القاموس نفسه أن أرنون أعظم نهر إلى شرقي بحر لوط وكان في الأصل تخماً فاصلاً بين الموآبيين والعمونيين ثم بين الموآبيين والأموريين وأخيراً بين الموآبيين وسبط رأوبين. ويُدعى الآن الموجب طوله نحو خمسين ميلاً يصب في البحر الميت وهو يتعاظم شتاء غير أنه يكاد يجف صيفاً.
١٤ «وَٱلأَيَّامُ ٱلَّتِي سِرْنَا فِيهَا مِنْ قَادِشَ بَرْنِيعَ حَتَّى عَبَرْنَا وَادِيَ زَارَدَ كَانَتْ ثَمَانِيَ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، حَتَّى فَنِيَ كُلُّ ٱلْجِيلِ رِجَالُ ٱلْحَرْبِ مِنْ وَسَطِ ٱلْمَحَلَّةِ، كَمَا أَقْسَمَ ٱلرَّبُّ لَهُمْ».
عدد ١٣: ٢٦ عدد ١٤: ٣٣ و٣٥ و٢٦: ٦٤ وص ١: ٣٤ و٣٥ وحزقيال ٢٠: ١٥
حَتَّى عَبَرْنَا وَادِيَ زَارَدَ معنى «زارد» في الكلدانية قضب أو شذب ويُعني باعتبار كونه اسماً شجرة وغُصينات ولا سيما غُصينات الصفصاف التي تُقطع بصغار المدى (المعروفة عند عامة بيروت ولبنان بالعويسيات). والمرجّح أن الوادي سُمي بذلك من الصفصاف الذي يكثر على شطوطه لكنه كان وادي القَضب بالنظر إلى الكلمة التي نقلها الله من مصر بمعنىً آخر. وقد قضب الرب تلك الكرمة وهذّبها لتأتي بأكثر من ثمرها الأول.
ثَمَانِيَ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، حَتَّى فَنِيَ كُلُّ ٱلْجِيلِ رِجَالُ ٱلْحَرْبِ لم يكن الإحصاء إلا بعد بضعة أشهر. تفشى فيهم الوبأ فأهلك أربعة وعشرين ألفاً ولما بلغوا وادي زارد كان كل رجال الحرب الذين أُحصوا على أثر الخروج قد فنوا وكان قد مرّ عليهم كثيرون منه أو الأكثر في سن الأربعين فما دون وكل من بقي من الكبار بعد الجيل القديم الذي فني لم يبق لهم أن يحيوا إلا سنين قليلة بالنسبة إلى معدل العمر يومئذ.
١٥ «وَيَدُ ٱلرَّبِّ أَيْضاً كَانَتْ عَلَيْهِمْ لإِبَادَتِهِمْ مِنْ وَسَطِ ٱلْمَحَلَّةِ حَتَّى فَنُوا».
مزمور ٧٨: ٣٣ و١٠٦: ٢٦
يَدُ ٱلرَّبِّ أَيْضاً كَانَتْ عَلَيْهِمْ أحسن تفسير لهذا التأديب قول المرنم «قَدْ جَعَلْتَ آثَامَنَا أَمَامَكَ، خَفِيَّاتِنَا فِي ضَوْءِ وَجْهِكَ. لأَنَّ كُلَّ أَيَّامِنَا قَدِ ٱنْقَضَتْ بِرِجْزِكَ» (مزمور ٩٠: ٨ و٩).
١٦ – ١٨ «١٦ فَعِنْدَمَا فَنِيَ جَمِيعُ رِجَالِ ٱلْحَرْبِ بِٱلْمَوْتِ مِنْ وَسَطِ ٱلشَّعْبِ، ١٧ قَالَ لِي ٱلرَّبُّ: ١٨ أَنْتَ مَارٌّ ٱلْيَوْمَ بِتُخُمِ مُوآبَ، بِعَارَ».
بِعَارَ عار هي ربة موآب وهي اليوم خربة وموقعها شمالي مارّة.
١٩ «فَمَتَى قَرُبْتَ إِلَى تُجَاهِ بَنِي عَمُّونَ لاَ تُعَادِهِمْ وَلاَ تَهْجِمُوا عَلَيْهِمْ، لأَنِّي لاَ أُعْطِيكَ مِنْ أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ مِيرَاثاً لأَنِّي لِبَنِي لُوطٍ قَدْ أَعْطَيْتُهَا مِيرَاثاً».
تكوين ١٩: ٣٨
فَمَتَى قَرُبْتَ (قابل بهذا تفسير ع ٩).
٢٠ «هِيَ أَيْضاً تُحْسَبُ أَرْضَ رَفَائِيِّينَ. سَكَنَ ٱلرَّفَائِيُّونَ فِيهَا قَبْلاً، لٰكِنَّ ٱلْعَمُّونِيِّينَ يَدْعُونَهُمْ زَمْزُمِيِّينَ».
تكوين ١٤: ٥
قَبْلاً (انظر تكوين ص ١٤).
زَمْزُمِيِّينَ وهم الزوزيون (تكوين ١٤: ٥).
٢١، ٢٢ «٢١ شَعْبٌ كَبِيرٌ وَكَثِيرٌ وَطَوِيلٌ كَٱلْعَنَاقِيِّينَ، أَبَادَهُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ قُدَّامِهِمْ فَطَرَدُوهُمْ وَسَكَنُوا مَكَانَهُمْ. ٢٢ كَمَا فَعَلَ لِبَنِي عِيسُو ٱلسَّاكِنِينَ فِي سَعِيرَ ٱلَّذِينَ أَتْلَفَ ٱلْحُورِيِّينَ مِنْ قُدَّامِهِمْ فَطَرَدُوهُمْ وَسَكَنُوا مَكَانَهُمْ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ».
ع ١٠ تكوين ٣٦: ٨ تكوين ١٤: ٦ و٣٦: ٢٠ إلى ٣٠ وع ١٢
أَبَادَهُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ قُدَّامِهِمْ الخ مما يستحق الاعتبار أنه قابل انكسار الكنعانيين أمام بني إسرائيل بانكسار الأمم القوية أمام أدوم وموآب وعمون ومعنى هذه المقابلة كان واضحاً كل الوضوح لموسى وسائر بني إسرائيل. فإن كان أولاد لوط وإسماعيل وعيسو مع أنهم أمم لكنهم من نسل إبراهيم وعشيرته غلبوا تلك الأمم القوية واستولوا على أملاكها فبالأولى أن يغلب الإسرائيليون شعب الله الخاص وخلاصة نسل إبراهيم الكنعانيين وقائدهم الرب نفسه.
٢٣ «وَٱلْعُوِّيُّونَ ٱلسَّاكِنُونَ فِي ٱلْقُرَى إِلَى غَزَّةَ أَبَادَهُمُ ٱلْكَفْتُورِيُّونَ ٱلَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ كَفْتُورَ وَسَكَنُوا مَكَانَهُمْ».
يشوع ١٣: ٣ إرميا ٢٥: ٢٠ تكوين ١٠: ١٤ وعاموس ٩: ٧
وَٱلْعُوِّيُّونَ ٱلسَّاكِنُونَ فِي ٱلْقُرَى إِلَى غَزَّةَ أَبَادَهُمُ ٱلْكَفْتُورِيُّونَ العويون أمّة سكنت تلك الأرض قبل الكفتوريين الذين منهم الفلسطينيون. وغزة المدينة الأولى بين مدن الفلسطينيين الخمس. وهي على ثلاثة أميال من شاطئ البحر وعشرة أميال من أشقلون جنوباً وهي من أقدم مدن العالم ولا تزال تُسمى بهذا الاسم إلى هذا اليوم.
٢٤ «قُومُوا ٱرْتَحِلُوا وَٱعْبُرُوا وَادِيَ أَرْنُونَ. اُنْظُرْ. قَدْ دَفَعْتُ إِلَى يَدِكَ سِيحُونَ مَلِكَ حَشْبُونَ ٱلأَمُورِيَّ وَأَرْضَهُ. ٱبْتَدِئْ تَمَلَّكْ وَأَثِرْ عَلَيْهِ حَرْباً».
عدد ٢١: ١٣ و١٤ وقضاة ١١: ١٨ و٢١
وَٱعْبُرُوا وَادِيَ أَرْنُونَ (انظر تفسير ع ١٣). البلاد من أرنون شمالاً إلى يبوق أخذها الأموريون من موآب ثم أخذها الإسرائيليون (انظر عدد ٢١: ٢٤).
٢٥ «فِي هٰذَا ٱلْيَوْمِ أَبْتَدِئُ أَجْعَلُ خَشْيَتَكَ وَخَوْفَكَ أَمَامَ وُجُوهِ ٱلشُّعُوبِ تَحْتَ كُلِّ ٱلسَّمَاءِ. ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ خَبَرَكَ يَرْتَعِدُونَ وَيَجْزَعُونَ أَمَامَكَ».
خروج ١٥: ١٤ وص ١١: ٢٥ ويشوع ٢: ٩ و١٠
خَشْيَتَكَ وَخَوْفَكَ جاء في سفر الخروج «حِينَئِذٍ يَنْدَهِشُ أُمَرَاءُ أَدُومَ. أَقْوِيَاءُ مُوآبَ تَأْخُذُهُمُ ٱلرَّجْفَةُ. يَذُوبُ جَمِيعُ سُكَّانِ كَنْعَانَ. تَقَعُ عَلَيْهِمِ ٱلْهَيْبَةُ وَٱلرُّعْبُ» (خروج ١٥: ١٥ و١٦).
٢٦ – ٢٨ «٢٦ فَأَرْسَلْتُ رُسُلاً مِنْ بَرِّيَّةِ قَدِيمُوتَ إِلَى سِيحُونَ مَلِكِ حَشْبُونَ بِكَلاَمِ سَلاَمٍ قَائِلاً: ٢٧ أَمُرُّ فِي أَرْضِكَ. أَسْلُكُ ٱلطَّرِيقَ ٱلطَّرِيقَ. لاَ أَمِيلُ يَمِيناً وَلاَ شِمَالاً. ٢٨ طَعَاماً بِٱلْفِضَّةِ تَبِيعُنِي لآكُلَ، وَمَاءً بِٱلْفِضَّةِ تُعْطِينِي لأَشْرَبَ. أَمُرُّ بِرِجْلَيَّ فَقَطْ».
ص ٢٠: ١٠ عدد ٢١: ٢١ و٢٢ وقضاة ١١: ١٩ عدد ٢٠: ١٩
قَدِيمُوتَ معنى قديموت الشرق الأقصى وهي مدينة في سهل الأردن في قطيعة شرقي بحر لوط اسمها حشبون (يشوع ١٣: ١٧ و١٨).
بِكَلاَمِ سَلاَمٍ استُثني سيحون بهذه الرسالة ممن دينوا من الملوك والأمم على مقتضى التمييز المسطور في (ص ٢٠: ١٠ و١١ و١٥ و١٦) فجلب سيحون النقمة على نفسه برفضه الطلبة (انظر ع ٣٠).
٢٩ «كَمَا فَعَلَ بِي بَنُو عِيسُو ٱلسَّاكِنُونَ فِي سَعِيرَ وَٱلْمُوآبِيُّونَ ٱلسَّاكِنُونَ فِي عَارَ، إِلَى أَنْ أَعْبُرَ ٱلأُرْدُنَّ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَانَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُنَا».
عدد ٢٠: ١٨ وص ٢٣: ٣ و٤ وقضاة ١١: ١٧ و١٨
إِلَى أَنْ أَعْبُرَ ٱلأُرْدُنَّ كما قد عُيّن.
٣٠ «لٰكِنْ لَمْ يَشَأْ سِيحُونُ مَلِكُ حَشْبُونَ أَنْ يَدَعَنَا نَمُرَّ بِهِ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ قَسَّى رُوحَهُ وَقَوَّى قَلْبَهُ لِيَدْفَعَهُ إِلَى يَدِكَ كَمَا فِي هٰذَا ٱلْيَوْمِ».
عدد ٢١: ٢٣ يشوع ١١: ٢٠ خروج ٤: ٢١
لأَنَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ قَسَّى رُوحَهُ الخ كما فعل بفرعون وكما يفعله بكل من سار سيرتهما. والمعنى أن الرب الإله تركه لقساوة روحه وصلابة قلبه وعناده على أن الله أعطاه قوة القلب ولكنه هو استعملها في غير محلها فوجبت عليه الدينونة (انظر أيضاً يشوع ١١: ٢٠).
٣١ «وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِي: اُنْظُرْ! قَدِ ٱبْتَدَأْتُ أَدْفَعُ أَمَامَكَ سِيحُونَ وَأَرْضَهُ. ٱبْتَدِئْ تَمَلَّكْ حَتَّى تَمْتَلِكَ أَرْضَهُ».
ص ١: ٨
ٱبْتَدَأْتُ أَدْفَعُ أَمَامَكَ سِيحُونَ يجب أن يُذكر هنا أن كل انتصارات بني إسرائيل كانت بأن الله يبتدئ يأمرهم بالهجوم (انظر ص ١: ٢ وتفسير يشوع ١٣: ١).
٣٢، ٣٣ «٣٢ فَخَرَجَ سِيحُونُ لِلِقَائِنَا هُوَ وَجَمِيعُ قَوْمِهِ لِلْحَرْبِ إِلَى يَاهَصَ، ٣٣ فَدَفَعَهُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُنَا أَمَامَنَا، فَضَرَبْنَاهُ وَبَنِيهِ وَجَمِيعَ قَوْمِهِ».
عدد ٢١: ٢٣ ص ٧: ٢ و٢٠: ١٦ عدد ٢١: ١٤ وص ٩: ٧
وَبَنِيهِ يحتمل الأصل العبراني أن يكون بدل نبيه ابنه وإذا صحّ ذلك لزم أنه كان له ابن مشهور على الراجح.
٣٤ «وَأَخَذْنَا كُلَّ مُدُنِهِ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، وَحَرَّمْنَا مِنْ كُلِّ مَدِينَةٍ ٱلرِّجَالَ وَٱلنِّسَاءَ وَٱلأَطْفَالَ. لَمْ نُبْقِ شَارِداً».
لاويين ٢٧: ٢٨ وص ٧: ٢ و٢٦
حَرَّمْنَا أي وقفنا للإهلاك والتدمير فكان أمر هذه المدن كأمر أريحا ولكن مثل هذا لا يكون إلا بأمر الرب. (وللرب الإحياء والإماتة بالطريق التي يختارها فهو يميت بعض الناس بالانحلال الطبيعي ويميت البعض بالأوباء والبعض بالصواعق والبعض بواسطة الناس قتلاً بالسيف أو بالسهام أو بالنار وهو الحاكم المطلق المختار. فلا يُستنتج من ذلك أن للمؤمن أن يقتل الكافر لأن الله لم يأمر المؤمنين بأن يقتلوا الكافرين أو المخالفين أو المبتدعين بل أمرهم بأن يحبوا أعداءهم ويحسنوا للمسيئين إليهم).
٣٥ «لٰكِنَّ ٱلْبَهَائِمَ نَهَبْنَاهَا لأَنْفُسِنَا وَغَنِيمَةَ ٱلْمُدُنِ ٱلَّتِي أَخَذْنَا».
لٰكِنَّ ٱلْبَهَائِمَ الخ (وهذا أيضاً كان بإعلان الرب وأمره ولولا ذلك لم يحل لهم أن يأخذوا شيئاً من تلك الغنيمة).
٣٦ «مِنْ عَرُوعِيرَ ٱلَّتِي عَلَى حَافَةِ وَادِي أَرْنُونَ وَٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي فِي ٱلْوَادِي، إِلَى جِلْعَادَ، لَمْ تَكُنْ قَرْيَةٌ قَدِ ٱمْتَنَعَتْ عَلَيْنَا. ٱلْجَمِيعُ دَفَعَهُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُنَا أَمَامَنَا».
ص ٣: ١٢ و٤: ٤٨ ويشوع ١٣: ٩ مزمور ٤٤: ٣
عَرُوعِيرَ معناها خرب وهي هنا مدينة على شمالي نهر أرنون الذي يصب في بحر لوط في موآب تولاها رأوبين (يشوع ١٣: ٩ و١٦). ويظهر من آية التفسير أنها كانت لسيحون ملك الأموريين ثم تولاها حزائيل ملك سورية وهي خربة اليوم وأطلالها على شاهق شرقي بحر لوط وعلى غاية اثني عشر ميلاً منه.
٣٧ «وَلٰكِنَّ أَرْضَ بَنِي عَمُّونَ لَمْ نَقْرَبْهَا. كُلَّ نَاحِيَةِ وَادِي يَبُّوقَ وَمُدُنَ ٱلْجَبَلِ وَكُلَّ مَا أَوْصَى ٱلرَّبُّ إِلٰهُنَا».
تكوين ٣٢: ٢٢ وعدد ٢١: ٢٤ وص ٣: ١٦ ع ٥ و٩ و١٩
وَادِي يَبُّوقَ نهر مخرجه قرب عمان يجري من هنالك شرقاً ثم شمالاً ثم غرباً إلى الأردن في ما يُعرف بالزرقاء. وافتتح الإسرائيليون البلاد التي على جزئه السفلي ولم يأخذوا المجاورة لمخرجه.
السابق |
التالي |