الرسالة إلى أهل كولوسي | 03 | الكنز الجليل
الكنز الجليل في تفسير الإنجيل
شرح الرسالة إلى أهل كولوسي
للدكتور . وليم إدي
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ
يحتوي (ص ٣: ١ – ٢٥ و٤: ١ – ٦) على الجزء العملي من هذه الرسالة وموضوعه الواجبات على الذين قاموا مع المسيح وأن اتحادهم بالمسيح الذي قام توجب عليهم الحياة الجديدة والواجبات المختصة بها (ع ١ – ٤) وبُينت فيه تلك الواجبات أولاً على طريق النفي وهي الأعمال التي يجب اعتزالها (ع ٥ – ١١). وثانياً على طريق الإيجاب وهي الأعمال التي يجب ممارستها (ع ١٢ – ١٧) ثم الواجبات الخاصة على النساء لرجالهن وعلى الرجال لنسائهم (ع ١٨ و١٩). ثم بما يجب على كل من الأولاد والوالدين (ع ٢٠ و٢١). وكل من العبيد والسادة (ع ٢٢ – ٢٥ و٤: ١). والواجبات على المؤمنين لغيرهم من الصلاة والقدوة الصالحة (ص ٤: ٢ – ٦).
ما توجبه الحياة الجديدة على المؤمنين ع ١ إلى ٤
١ «فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فَٱطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ ٱلْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ ٱللّٰهِ».
رومية ٦: ٥ وأفسس ٢: ٦ وص ٢: ١٢ رومية ٨: ٣٤ وأفسس ١: ٢٠
ذكر الرسول في (ص ٢: ٢٠) الواجبات التي على المؤمنين باعتبار كونهم شركاء موت المسيح وأبان هنا الواجبات عليهم باعتبار كونهم شركاء حياته بناء على قيامتهم معه.
فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ ٱلْمَسِيحِ وهو الواقع بناء على اتحادكم به بواسطة الإيمان وباعترافكم بالإيمان به بواسطة المعمودية (رومية ٦: ٤ وأفسس ٢: ٦).
فَٱطْلُبُوا مَا فَوْقُ لأن قيامتكم تستلزم حياة جديدة روحية موافقة لحال المسيح بعد قيامته بالنظر إلى اتحادكم به. و«طلب ما فوق» يستلزم الشوق إليه وتوقعه والسعي في تحصيله وتجنب الأمور التي تمنع منه. والمراد «بما فوق» هو ما عناه الرسول بقوله «ما هو قدام» (فيلبي ٣: ١٢). وما أشار إليه المسيح بقوله «اطلبوا ملكوت الله وبره» (متّى ٦: ٣٣). فمعناه الأمور السماوية التي منها كمال المعرفة والقداسة والمشابهة للمسيح.
حَيْثُ ٱلْمَسِيحُ جَالِسٌ الخ هذا على وفق قوله «إِذْ أَقَامَهُ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي ٱلسَّمَاوِيَّاتِ» (أفسس ١: ٢٠). والجلوس يشير إلى الإكرام والسلطان بعد الهوان والاتضاع. وجلوس المسيح في السماء يحقق جلوس المؤمنين فيها إلى الأبد بدليل قوله «وَأَقَامَنَا مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاوِيَّاتِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ» (أفسس ٢: ٦).
إن أعظم مسرّات السماء كون المسيح فيها بناسوته الممجد وأنه أعد مكاناً لشعبه بدليل قوله «أَمْضِي لِأُعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَاناً آتِي أَيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً» (يوحنا ١٤: ٢ و٣). وقوله «مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضاً وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ» (رؤيا ٣: ٢١). وذكر ذلك كله حثاً لهم على طلب «ما هو فوق».
٢ «ٱهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى ٱلأَرْضِ».
ٱهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ قوله «اهتموا» أشد من قوله «اطلبوا» لأن الطلب يتعلق بالأمور الخارجية والاهتمام يتعلق بالأفكار والأشواق ويشغلها أبداً. والمراد «بما فوق» هو الأمور السماوية وأعظمها يسوع نفسه.
لاَ بِمَا عَلَى ٱلأَرْضِ وهو ما دُعي «بالأرضيات» (فيلبي ٣: ١٩) و«بالأشياء التي في العالم» (١يوحنا ٢: ١٥) ومنها الغنى والشرف واللذات الجسدية. وبعض تلك الأرضيات ضروري فيجب أن نستعمله بدون أن نهتم به الاهتمام الزائد وبعضها جائز فيجب أن نجتهد في أن لا نحبه أكثر مما ينبغي حتى نجعله في منزلة الله. ويجب على كل منا أن يجعل كلاً من الأرضيات وسيلة إلى نيل السماويات (لوقا ١٦: ٩). ويجب أن نعيش على الأرض كغرباء ونزلاء لا كأننا مستوطنون عليها (١بطرس ٢: ١١).
٣ «لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱللّٰهِ».
رومية ٦: ٢ وغلاطية ٢: ٢٠ وص ٢: ٢٠ و٢كورنثوس ٥: ٧ وص ١: ٥
في هذه الآية على ما قيل في الآية السابقة.
لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ للعالم والخطية واللذات الدنيوية. وأبان الرسول حقيقة هذا الموت ونوعه في (رومية ٦: ٤ – ٧) فراجع تفسيره وموت المؤمن هنا نتيجة موت المسيح على الصليب واتحاده به بواسطة الإيمان فكما أن الإنسان الميت حقيقة لا يهتم بما حوله من المحسوسات كذلك الميت مع المسيح روحياً لا يهتم بالعالميات.
وَحَيَاتُكُمْ الناتجة عن اتحادكم بواسطة الإيمان بالمسيح الذي قام. وهي حياة النفس الجديدة الروحية التي تبتدئ هنا وتكمل في السماء.
مُسْتَتِرَةٌ عن أبصار العالم فإنه لا يعرف حقيقتها ولا مصدرها ولا قوتها على تطهير النفس وخضوعها لإرادة الله. فالعالم لا يعرف مسرّة تلك الحياة وتعزيتها. وعظمتها مستترة عن الناس حتى أربابها (١يوحنا ٣: ٢).
مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱللّٰهِ إن الله مصدر حياة المؤمن والمسيح واسطة نيله إياها. وحياة الآب والابن واحدة بدليل قول المسيح «لِيَكُونَ ٱلْجَمِيعُ وَاحِداً، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا ٱلآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا» (يوحنا ١٧: ٢١). فحياة المسيح باعتبار كونه ابن الإنسان مستترة عن عيون الذين على الأرض لأنه في السماء وحياته باعتبار كونه ابن الله مستترة عن كل عين لأنه واحد مع أبيه في الجوهر وجوهر اللاهوت لا يرى بدليل قول يوحنا «الله لم يره أحد قط» (يوحنا ١: ١٨).
٤ «مَتَى أُظْهِرَ ٱلْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً مَعَهُ فِي ٱلْمَجْدِ».
١يوحنا ٣: ٢ يوحنا ١١: ٢٥ و١٤: ٦ و١كورنثوس ٥: ٤٣ وفيلبي ٣: ٢١
مَتَى أُظْهِرَ ٱلْمَسِيحُ بمجيئه الثاني بالقوة والمجد. وأُشير إلى هذا الاستعلان في (١تيموثاوس ٦: ١٤ و٢تيموثاوس ٤: ١ وتيطس ٢: ١٣ و١بطرس ١: ٧). وغير ذلك كثير.
حَيَاتُنَا هذا بدل من المسيح فإنه هو عينه الحياة (يوحنا ١٤: ٦ و١٩) وهو علة حياتنا بدليل قول الرسول «فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ ٱلْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ ٱلآنَ فِي ٱلْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي ٱلإِيمَانِ، إِيمَانِ ٱبْنِ ٱللّٰهِ» (غلاطية ٢: ٢٠). وهو ركن دوامها وغايتها بدليل قوله «لأَنَّ لِيَ ٱلْحَيَاةَ هِيَ ٱلْمَسِيحُ» (فيلبي ١: ٢١). وهو موافق لقول المسيح نفسه «أَنَا هُوَ ٱلْقِيَامَةُ وَٱلْحَيَاةُ» و«أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ» (يوحنا ١١: ٢٥ و١٤: ٦). فحياة المؤمن كلها بالمسيح ابن الله وابن الإنسان أي بتجسده وبره ودمه وموته وقيامته وصعوده وشفاعته وإرساله الروح القدس وبإتيانه ليأخذه إلى نفسه.
تُظْهَرُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً مَعَهُ فِي ٱلْمَجْدِ هذا كقوله «إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ» (رومية ٨: ١٧). وقول يوحنا «أَيُّهَا ٱلأَحِبَّاءُ، ٱلآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ ٱللّٰهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلٰكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ» (١يوحنا ٣: ٢). وقول بطرس «كَمَا ٱشْتَرَكْتُمْ فِي آلاَمِ ٱلْمَسِيحِ ٱفْرَحُوا لِكَيْ تَفْرَحُوا فِي ٱسْتِعْلاَنِ مَجْدِهِ أَيْضاً مُبْتَهِجِينَ» (١بطرس ٤: ١٣) وقول المسيح نفسه «وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي» (يوحنا ١٧: ٢٢). ونتيجة ذلك كله أن السر الذي الآن يحجب حياة المؤمنين عن نظر العالم عند مجيء المسيح فالعالم الذي احتقرهم واضطهدهم سينظر مجدهم.
ما توجبه القيامة مع المسيح من اعتزال ما ينافي الحياة الجديدة ع ٥ إلى ١١
٥ «فَأَمِيتُوا أَعْضَاءَكُمُ ٱلَّتِي عَلَى ٱلأَرْضِ: ٱلزِّنَا، ٱلنَّجَاسَةَ، ٱلْهَوَى، ٱلشَّهْوَةَ ٱلرَّدِيَّةَ، ٱلطَّمَعَ ٱلَّذِي هُوَ عِبَادَةُ ٱلأَوْثَانِ».
رومية ٨: ١٣ وغلاطية ٥: ٢٤ رومية ٦: ١٣ أفسس ٥: ٣ رومية ١: ٢٦ و١تسالونيكي ٤: ٥ أفسس ٥: ٥
أَمِيتُوا أَعْضَاءَكُمُ ٱلَّتِي عَلَى ٱلأَرْضِ كما يجب على من ماتوا مع المسيح (ع ٣). وعبر عن إماتة الأعضاء بالصلب بقوله «ٱلَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا ٱلْجَسَدَ مَعَ ٱلأَهْوَاءِ وَٱلشَّهَوَاتِ» (غلاطية ٥: ٢٤). وبإماتة أعمال الجسد بقوله «إِنْ كُنْتُمْ بِٱلرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ ٱلْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ» (رومية ٨: ١٣) وإلى هذا أشار المسيح بقوله «فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ ٱلْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَٱقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ… وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ ٱلْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَٱقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ» (متّى ٥: ٢٩ و٣٠). والقرينة تبين أن الكلام كناية فكنى «بالأعضاء» عن الخطايا التي الأعضاء آلاتها وعنى «بإماتتها» اعتزال المؤمن للخطية وتعبيره عن هذا الاعتزال «بالإماتة» يشير إلى كونه تاماً كانفصال الروح عن الجسد وإلى كونه عسراً مؤلماً. ويختلف عن الموت الحقيقي بأنه اختياري وتدريجي. وقيّد «الأعضاء» بكونها «على الأرض» لأن الأرض موضع استعمال الخطية ولا تعلق لها بسماء القداسة ولأنها تميل إلى ربط أنفسنا بالأرض. وهي مختصة بالإنسان العتيق الذي هو من الأرض أرضي (١كورنثوس ١٥: ٤٧).
ٱلزِّنَا، ٱلنَّجَاسَةَ انظر ما في (أفسس ٥: ٣ وتفسيره).
ٱلْهَوَى هو كل ما زاد على الحد في الشهوات أو الانفعالات على ما في الأصل اليوناني (غلاطية ٥: ٢٤). زاد هذا على ما سبق لأنه أعم منه فيدخل تحته النهم والسكر.
ٱلشَّهْوَةَ ٱلرَّدِيَّةَ أي الانفعالات الشريرة ونعتها «بالردية» إخراجاً للشهوة الجائزة.
ٱلطَّمَعَ ٱلَّذِي هُوَ عِبَادَةُ ٱلأَوْثَانِ المراد «بالطمع» حب المال المفرط وكان عبادة أوثان لأن الطماع يضع حب المال في قلبه بدلاً من حب الله ويخدم بماله نفسه لا خالقه.
٦ «ٱلأُمُورَ ٱلَّتِي مِنْ أَجْلِهَا يَأْتِي غَضَبُ ٱللّٰهِ عَلَى أَبْنَاءِ ٱلْمَعْصِيَةِ».
رومية ١: ١٨ وأفسس ٥: ٦ ورؤيا ٢٢: ١٥ أفسس ٢: ٢ و٢بطرس ٢: ١٤.
ٱلأُمُورَ ٱلَّتِي مِنْ أَجْلِهَا أي الأمور المذكورة في الآية الخامسة.
يَأْتِي غَضَبُ ٱللّٰهِ الخ (انظر تفسير أفسس ٥: ٦). المراد «بغضب الله» إظهار عدله في العقاب على الإثم (رومية ١: ١٨). ومعظم هذا الغضب يعلنه في يوم الدين ولكن ذلك لا يمنع من أنه يعاقب الأثمة في هذا العالم أيضاً.
٧ «ٱلَّذِينَ بَيْنَهُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً سَلَكْتُمْ قَبْلاً، حِينَ كُنْتُمْ تَعِيشُونَ فِيهَا».
رومية ٦: ١٩ و٢٠ و٧: ٥ و١كورنثوس ٦: ١١ وأفسس ٢: ٢ وص ٢: ١٣ وتيطس ٣: ٣
بَيْنَهُمْ أي بين أبناء المعصية كما قيل في أمم أفسس قبل إيمانهم (أفسس ٢: ٢ و٣).
أَنْتُمْ يا معشر الكولوسيين كسائر الأمم.
سَلَكْتُمْ قَبْلاً إن الآثام التي مرّ ذكرها هي الآثام التي امتاز بها الوثنيون. وأشار بقوله «سلكتم» إلى أنهم اشتركوا في تلك الآثام اختياراً واستمروا على ارتكابها.
حِينَ كُنْتُمْ تَعِيشُونَ فِيهَا أي كانت تلك الآثام محيطة بحياتكم إحاطة الهواء بكم لأنكم كنتم بين الوثنيين وأفعالهم تجارب معدية (أفسس ٤: ١٧ – ٢٠). فالعائشون في الروح يسلكون في الروح وكذلك الذين يعيشون في الشهوات يسلكون فيها (غلاطية ٥: ٢٥).
٨ «وَأَمَّا ٱلآنَ فَٱطْرَحُوا عَنْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً ٱلْكُلَّ: ٱلْغَضَبَ، ٱلسَّخَطَ، ٱلْخُبْثَ، ٱلتَّجْدِيفَ، ٱلْكَلاَمَ ٱلْقَبِيحَ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ».
أفسس ٤: ٢٢ وعبرانيين ١٢: ١ ويعقوب ١: ٢١ و١بطرس ٢: ١ أفسس ٤: ٢٩ و٥: ٤
وَأَمَّا ٱلآنَ لأنكم عدلتم عن العيشة في تلك الشهوات والسلوك فيها.
فَٱطْرَحُوا عَنْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً ٱلْكُلَّ أي كل الآثام التي عبر في الآية الثالثة عن اعتزالها «بالموت» عبر عنه هنا «بالطرح» كما يطرح الإنسان عنه ثوباً بالياً قذراً. وأشار بقوله «أيضاً» إلى وجوب طرح الخطايا المذكورة في هذه الآية مع الخطايا المذكورة في الآية الخامسة.
ٱلْغَضَبَ، ٱلسَّخَطَ، ٱلْخُبْثَ، ٱلتَّجْدِيفَ (انظر تفسير هذا في تفسير أفسس ٤: ٣١).
ٱلْكَلاَمَ ٱلْقَبِيحَ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ الذي ينشأ عن الأفكار الرديئة فيهيجها المتكلم في السامعين.
٩ «لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، إِذْ خَلَعْتُمُ ٱلإِنْسَانَ ٱلْعَتِيقَ مَعَ أَعْمَالِهِ».
لاويين ١٩: ١١ وأفسس ٤: ٢٥ أفسس ٤: ٢٢ و ٢٤
لاَ تَكْذِبُوا (انظر تفسير أفسس ٤: ٢٥).
إِذْ خَلَعْتُمُ ٱلإِنْسَانَ ٱلْعَتِيقَ (انظر تفسير ٤: ٢٢ – ٢٤ والتفسير) نهى في الرسالة إلى أفسس عن الكذب وبيّن أن علة نهيه عنه كون المؤمنين أعضاء بعضهم لبعض فبالكذب يتعدى الإنسان على أخيه في المسيح مع أن له حق أن يخاطب بالصدق. وأشار «بالإنسان العتيق» إلى طبيعته الفاسدة كما كانت قبل تجديده وبذا أشار إليها في (رومية ٦: ٦) وعبر عنها «بالجسد» في (غلاطية ٥: ٢٤).
مَعَ أَعْمَالِهِ أي الأعمال المختصة بالطبيعة الفاسدة. والكذب أحد أثمار تلك الطبيعة فعلى المؤمنين أن يعتزلوه كل الاعتزال لأنهم ادعوا أنهم انفصلوا عن الإنسان العتيق.
١٠ «وَلَبِسْتُمُ ٱلْجَدِيدَ ٱلَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ».
رومية ١٢: ٢ أفسس ٢: ١٠ و٤: ٢٣ و٢٤
وَلَبِسْتُمُ ٱلْجَدِيدَ (انظر تفسير أفسس ٤: ٢٤) أي الإنسان الجديد وهو الطبيعة الجديدة التي أشار إليها المسيح في قوله لنيقوديموس «ٱلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ» (يوحنا ٣: ٣). فالإنسان الجديد عمل الروح القدس ويًُسمى «الخليقة الجديدة» (٢كورنثوس ٤: ١٦) فالذي يدعى الإنسان العتيق قبل التجديد يدعى الإنسان الجديد بعده.
ٱلَّذِي يَتَجَدَّدُ لِلْمَعْرِفَةِ بفعل الروح القدس يوماً فيوماً. والمعرفة المشار إليها هنا هي روحية وكاملة وموضوعها الله وما أعلنه الله في إنجيله وقد تكلم عليها في (ص ١: ٩ و٢: ٢ وأفسس ١: ١٧ و٤: ١٣). ولعله قال «يتجدد للمعرفة» ولم يقل للقداسة أو لغيرها من الفضائل لدعوى الغنوسيين أن لهم معرفة بالله وأسراره ليست لغيرهم من المؤمنين.
حَسَبَ صُورَةِ خَالِقِهِ خلق الله الإنسان على صورته في بدء العالم بكلمة قدرته (تكوين ١: ٢٦) ويخلقه على تلك الصورة ثانية بفعل روحه القدوس بدليل قوله «وَتَلْبَسُوا ٱلإِنْسَانَ ٱلْجَدِيدَ ٱلْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ ٱللّٰهِ فِي ٱلْبِرِّ وَقَدَاسَةِ ٱلْحَقِّ» (أفسس ٤: ٢٤). و«صورة الله» في الخليقة الثانية أجلّ منها في الخليقة الأولى على قدر ما آدم الثاني الرب من السماء هو أجلّ من الإنسان الأول آدم.
١١ « حَيْثُ لَيْسَ يُونَانِيٌّ وَيَهُودِيٌّ، خِتَانٌ وَغُرْلَةٌ، بَرْبَرِيٌّ سِكِّيثِيٌّ، عَبْدٌ حُرٌّ، بَلِ ٱلْمَسِيحُ ٱلْكُلُّ وَفِي ٱلْكُلِّ».
رومية ١٠: ١٢ و١كورنثوس ١٢: ١٣ وغلاطية ٣: ٢٨ و٥: ٦ وأفسس ٦: ٨ أفسس ١: ٢٣
حَيْثُ أي الدائرة التي تخص الإنسان الجديد.
لَيْسَ يُونَانِيٌّ وَيَهُودِيٌّ، خِتَانٌ وَغُرْلَةٌ سبق تفسير ما في هذه الآية في تفسير (غلاطية ٣: ٢٨) والمقصود به أن التمييزات المتعلقة بالمملكة والديانة والمقام لا تقدم ولا تؤخر في الإنسان الجديد وفي نيل بركات العهد الجديد في المسيح. ولا توجد في السماء فلا تليق أن تكون في الكنيسة المسيحية التي هي ملكوت السماء على الأرض وقوله «ختان وغرلة» بيان ليهودي ويوناني.
بَرْبَرِيٌّ اعتبر اليونان كل من لا يتكلم باليونانية بربرياً.
سِكِّيثِيٌّ السكيثيون هم سكان شمالي البحر الأسود وبحر الخزر ويسمون اليوم بالتتر وحسبهم القدماء أشد البربر توحشاً.
عَبْدٌ حُرٌّ هذا عند الناس وأما عند الله فكل مؤمن حر من عبودية الخطية والشيطان لكنه عبد للمسيح (١كورنثوس ٧: ٢٢ وغلاطية ٣: ٢٨). وخلاصة هذه الآية أن الإنجيل لا يلتفت إلى هذه الامتيازات فشرط الخلاص واحد لكل إنسان وهو الإيمان.
بَلِ ٱلْمَسِيحُ ٱلْكُلُّ وَفِي ٱلْكُلِّ أي أن أصل حياة المؤمنين الروحية هو المسيح فمنه تصدر إلى قلوب جميع الناس بقطع النظر عن جنسهم ومقامهم وتؤكد لهم كل الحقوق والبركات المختصة بأبناء الله. فكل المؤمنين واحد في المسيح بدليل قوله «لِيَكُونَ ٱلْجَمِيعُ وَاحِداً، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا ٱلآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا» (يوحنا ١٧: ٢١). فإذاً اليهود الذين آمنوا بالمسيح لم يبقوا يهوداً بل صاروا مسيحيين ومثلهم مؤمنو اليونانيين والبربريين والسكيثيين فهم بنسبة بعضهم إلى بعض إخوة لأنهم أعضاء جسد المسيح. وأبان الرسول هنا تسوية المسيحيين ووحدتهم إثباتاً لصحة نهيه إياهم عن أن يكذب بعضهم على بعض (ع ٩).
ما توجب القيامة مع المسيح من الفضائل والأعمال الصالحة ع ١٢ إلى ١٧
١٢ «فَٱلْبَسُوا كَمُخْتَارِي ٱللّٰهِ ٱلْقِدِّيسِينَ ٱلْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفاً، وَتَوَاضُعاً، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ».
أفسس ٤: ٢٤ و١تسالونيكي ١: ٤ و١بطرس ١: ٢ و٢بطرس ١: ١ غلاطية ٥: ٢٢ وأفسس ٤: ٢ و٣٢ وفيلبي ٢: ١
فَٱلْبَسُوا أشار الرسول بقوله «لبستم الجديد» (ع ١٠) إلى ما كانوا قد فعلوه يوم آمنوا وتجددوا وأشار بقوله «البسوا» هنا إلى ما يجب أن يستمروا عليه بمقتضى مطاليب الحياة الجديدة من ممارسة الفضائل المختصة بتلك الحياة.
كَمُخْتَارِي ٱللّٰهِ أي بالنظر إلى كونكم كذلك وبمقتضى المسؤولية المبنية على اختياركم.
ٱلْقِدِّيسِينَ هذا وصف «مختاري الله» وبيان وجوب أن يكون كذلك لأنهم موقوفون لخدمة الله ولقداسة القلب والسيرة بدليل قول بطرس «بِمُقْتَضَى عِلْمِ ٱللّٰهِ ٱلآبِ ٱلسَّابِقِ، فِي تَقْدِيسِ ٱلرُّوحِ» (١بطرس ١: ٢).
ٱلْمَحْبُوبِينَ من الله بدليل قول الرسول «عَالِمِينَ أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ ٱلْمَحْبُوبُونَ مِنَ ٱللّٰهِ ٱخْتِيَارَكُمْ» (١تسالونيكي ١: ٤). وقوله «يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَشْكُرَ ٱللّٰهَ كُلَّ حِينٍ لأَجْلِكُمْ أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ ٱلْمَحْبُوبُونَ مِنَ ٱلرَّبِّ، أَنَّ ٱللّٰهَ ٱخْتَارَكُمْ الخ» (٢تسالونيكي ٢: ١٣).
أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ أي شفقات وهذا مبني على رأي القدماء أن مركز الشفقة الأحشاء ومنه قول زكريا «بأحشاء رأفة إلهنا» (لوقا ١: ٧٨ انظر أيضاً تكوين ٤٣: ٣٠ وتفسير فيلبي ١: ٨).
لُطْفاً، وَطُولَ أَنَاةٍ هذا ما يجب على المؤمن أن يظهره لغيره (انظر نفسير أفسس ٤: ٢ وغلاطية ٥: ٢٢).
تَوَاضُعاً هذا ما يجب على المؤمن أن يشعر به فهو ضد الإعجاب بالنفس (أفسس ٤: ٢).
وَدَاعَةً سبق تفسير هذه الكلمة في (أفسس ٤: ٢).
١٣ «مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ ٱلْمَسِيحُ هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً».
مرقس ١١: ٢٥ وافسس ٤: ٢ و ٣٢
مُحْتَمِلِينَ… وَمُسَامِحِينَ أمرهم بهذا باعتبار كونهم أعضاء جسد المسيح الواحد (انظر تفسير غلاطية ٥: ٢٢ وأفسس ٤: ٢ و٣٢ وفيلبي ٢: ١).
إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى أي سبب للشكوى.
كَمَا غَفَرَ لَكُمُ ٱلْمَسِيحُ الخ مع أن له أعظم أسباب الشكوى (ص ٢: ١٣) إن المسيح غفر كل خطاياهم دفعة فعظمة مغفرة المسيح لهم توجب عليهم أن يغفروا لإخوتهم زلاتهم على وفق قول المسيح «إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلاَّتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَلاَّتِهِمْ الخ» (متّى ٦: ١٤ و١٥). وقوله «كما غفر لكم المسيح» يوجب عليهم أن يغفروا مثله مجاناً المغفرة الكاملة وأن لا يبقى في قلوبهم شيء من الحقد وأن يكونوا مستعدين أن يحسنوا إلى المسيء ويعاملوه كأنه لم يسئ (متّى ٩: ٦ و١٨: ٢٧ وأعمال ٥: ٣١).
١٤ «وَعَلَى جَمِيعِ هٰذِهِ ٱلْبَسُوا ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي هِيَ رِبَاطُ ٱلْكَمَالِ».
١بطرس ٤: ٨ يوحنا ١٣: ٢٤ ورومية ١٣: ٨ و١كورنثوس ص ١٣ وأفسس ٥: ٢ وص ٢: ٢ و١تسالونيكي ٤: ٩ و١تيموثاوس ١: ٥ و١يوحنا ٣: ٢٣ و٤: ٢١ أفسس ٤: ٣
وَعَلَى جَمِيعِ هٰذِهِ ٱلْبَسُوا أي فوق جميع الفضائل المذكورة سابقاً التي أمر الرسول بها بقوله «فالبسوا الخ» (ع ١٢).
ٱلْمَحَبَّةَ الأخوية المسيحية التي وصفها في (١كورنثوس ص ١٣).
ٱلَّتِي هِيَ رِبَاطُ ٱلْكَمَالِ اعتبر المحبة منطقة تجمع سائر الفضائل وتكملها. ولم يقصد بذلك أن المحبة تغني عن سائر الفضائل فمعناه أنه مهما كان للإنسان من الفضائل بلا محبة كان ناقصاً أمراً جوهرياً. ولعله أراد بهذا نقض تعليم المعلمين الغنوسيين أن الكمال بالمعرفة أي المعرفة التي لا يمكن أن يحصل عليها إلا قليلون. وفي هذه المعرفة ومقابتلها بالمحبة قال الرسول «ٱلْعِلْمُ يَنْفُخُ، وَلٰكِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ تَبْنِي» (١كورنثوس ٨: ١). فمراد الرسول إن في العلم الدنيوي كمالاً وهمياً وأن في المحبة كمالاً حقيقياً. واتخذ بعضهم هذه الآية برهاناً على أن التبرير بالأعمال لأن الكمال هو البر. وقيل هنا إن «المحبة رباط الكمال» فاستنتج أن الخاطئ يتبرر بالمحبة. والقرينة تدل على أن الذين خاطبهم هم مختارو الله مقدسون محبوبون فإذاً كانوا قد تبرروا بالإيمان.
١٥ «وَلْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ سَلاَمُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي إِلَيْهِ دُعِيتُمْ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ، وَكُونُوا شَاكِرِينَ».
رومية ١٤: ١٧ وفيلبي ٤: ٧ و١كورنثوس ٧: ١٥ أفسس ٢: ١٦ و١٧ و٤: ٤ ص ٢: ٧ وع ١٧
لْيَمْلِكْ فِي قُلُوبِكُمْ هذا أمر باللام. والذي يملك في القلب يؤثر في كل الأفكار والانفعالات والكلام والأعمال ويرأس الكل.
سَلاَمُ ٱللّٰهِ هذا الذي طلب الرسول أن يستولي على قلوبهم ونُسب إلى الله هنا كما نُسب إليه في (فيلبي ٤: ٧) لأن الله مصدره وهو يرسله بالمسيح حتى يكون عطية المسيح على وفق قوله «سَلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ» (يوحنا ١٤: ٢٧). وذلك السلام هدوء النفس وهو مبني على تيقن النفس أنها مصالحة الله بالمسيح وأن خطايانا قد غفرت. وهذا السلام يمنع من الاهتمام الزائد بالدنيويات ويزيل الخصام من بين الإخوة.
ٱلَّذِي إِلَيْهِ دُعِيتُمْ إن الله دعاهم إلى السلام ليكملهم.
فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ أي في الكنيسة التي هي جسد المسيح والمسيح رأسها. وقد دُعي المسيحيون إلى الاتحاد بالله وبإخوتهم في الكنيسة حين دُعوا إلى الإيمان واتباع ذاك الذي أتى لكي يكون «على الأرض السلام». وقد جاء في رسالة أفسس «جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ» (أفسس ٤: ٤) وهذا يستلزم أن يملك السلام في قلب كل عضو من أعضاء الكنيسة وإلا لم يحق أن يسموا جسداً واحداً.
وَكُونُوا شَاكِرِينَ كما ذُكر في (ص ١: ١٢ و٢: ٧ و٤: ٢). ومعظم الشكر الذي أمرهم به هو الشكر على البركات التي نالوها بالمسيح وباشتراكهم في جسده الذي هو الكنيسة. وكونهم شاكرين أفضل وسيلة إلى أن يملك سلام الله في قلوبهم وإلى حفظ السلام في الكنيسة.
١٦ «لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ ٱلْمَسِيحِ بِغِنىً، وَأَنْتُمْ بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً، بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، بِنِعْمَةٍ، مُتَرَنِّمِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ».
١كورنثوس ١٤: ٢٦ وأفسس ٥: ١٩ ص ٤: ٦
لِتَسْكُنْ فِيكُمْ أي في قلوبكم سكنى دائمة كما في هيكل لا في مظلة.
كَلِمَةُ ٱلْمَسِيحِ التي بشّر المسيح بها وأمر تلاميذه بنشرها وهي إنجيله (١تسالونيكي ١: ٨ و٤: ١٥ و٢تسالونيكي ٣: ١). وسُميت «ٱلْكَلِمَةَ ٱلْمَغْرُوسَةَ ٱلْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ» (يعقوب ١: ٢١) إشارة إلى أنها ثابتة حية. وسميت «كلمة الحق» (أفسس ١: ١٣) و«كلمة الحياة» بالنظر إلى تأثيرها (فيلبي ٢: ١٦).
بِغِنىً أي بوفرة وسكنى كلمة المسيح بوفرة في المؤمن تجعله يعرف حقائقها أحسن معرفة ويذكرها دائماً ويتأمل فيها نهاراً وليلاً (مزمور ١: ٢) ويدرك معانيها بالتفصيل كمعاني رسومها وأمثالها ونبواتها فتؤثر في سيرته ولا سيما معرفة الذي هو موضوع الإنجيل كله المسيح ابن الله مخلص العالم. فسكنى كلمة الله بغنى في قلب الإنسان يجعله غنياً في التعزية ويقويه على نفع غيره بدليل قول المرنم «شَرِيعَةُ فَمِكَ خَيْرٌ لِي مِنْ أُلُوفِ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ» (مزمور ١١٩: ٧٢).
بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ إن الذين «تسكن فيهم كلمة المسيح بغنىً» يجب أن يظهروا حكمتهم بتعليم غيرهم وإنذارهم على الطريق المذكور. وغاية التعليم والإنذار تقوية إيمان المؤمنين وإرشاد الخطأة إلى التوبة وغرس الحقائق الإلهية في قلوب الجميع لتكون لهم تعزية في الضيقات وتمكنهم من الانتصار على التجربة.
بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ انظر تفسير هذه الكلمات في (أفسس ٥: ١٩). فالذين يتخذون ما ذُكر هنا وسيلة إلى التعليم والإنذار يظهرون أعظم الحكمة لأنه ليس من سبيل أفضل منها إلى ذلك. والتعاليم الحاصلة بها تبقى راسخة في النفس وتأتي بأثمار في الحياة كما يتبين من أحوال الأولاد الذين عُلموا بها في البيوت والمدارس. ولا ريب في أن بولس قصد بالأكثر الأغاني المستعملة في العبادة الجمهورية لكنه أراد أيضاً المستعملة في ولائم المحبة واجتماعاتهم العادية. وذُكرت هذه الأغاني في (أعمال ١٦: ٢٥ و١كورنثوس ١٤: ١٥ و٢٦).
بِنِعْمَةٍ، مُتَرَنِّمِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ وصف الترنم المقبول بثلاث صفات:
الأولى: إنه صادر من نعمة الروح القدس.
الثانية: أن يكون من القلب المملوء شكراً ًومحبة لا من مجرد الشفتين كما في قوله للأفسسيين «مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ» (أفسس ٥: ١٩).
الثالثة: أن يكون الله موضوعه لا مدح الناس ولا افتخار المرنم بنفسه.
١٧ «وَكُلُّ مَا عَمِلْتُمْ بِقَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ، فَٱعْمَلُوا ٱلْكُلَّ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ، شَاكِرِينَ ٱللّٰهَ وَٱلآبَ بِهِ».
١كورنثوس ١٠: ٣١ رومية ١: ٨ وأفسس ٥: ٢٠ وص ١: ٢١ و٢: ٧ و١تسالونيكي ٥: ١٨ وعبرانيين ١٣: ١٥
هذه الآية نصيحة عامة تشتمل على كل ما سبق من الواجبات.
كُلُّ مَا عَمِلْتُمْ بِقَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ من الروحيات والدنيويات عاماً كان أو خاصاً.
فَٱعْمَلُوا ٱلْكُلَّ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ باعتبار كونكم عبيده وتلاميذه شاهدين بأنكم له بأفواهكم وسيرتكم وممجدين إياه. وهذا مثل قوله «فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئاً، فَٱفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ ٱللّٰهِ» (١كورنثوس ١٠: ٣١). وقول المسيح «ٱطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ وَبِرَّهُ» (متّى ٦: ٣٣). وينتج من ذلك أنه لا يجوز للمؤمنين أن يطلبوا إجراء مشيئتهم ولا رضى الناس بل مجد الله بحفظ وصاياه وإظهار صفاته بها. وهذا قانون أساسي للتقوى فعليه تتوقف سعادة الإنسان ونفعه لغيره.
شَاكِرِينَ ٱللّٰهَ وَٱلآبَ بِهِ أي بالمسيح بدليل قوله «شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي ٱسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ» (أفسس ٥: ٢٠). فيجب أن تكون أعمال المؤمنين كلها مقترنة بالشكر كقوله «فِي كُلِّ شَيْءٍ بِٱلصَّلاَةِ وَٱلدُّعَاءِ مَعَ ٱلشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى ٱللّٰهِ» (فيلبي ٤: ٦). وقال «به» أي بالمسيح لأن المسيح واسطة اقترابنا إلى الله لكي نقبل النعمة منه ونقدم الشكر له ولأنه يجب علينا أعظم الشكر لله لأنه أعطانا ابنه العطية التي «التي لا يعبر عنها» لكي يكون وسيطنا وفادينا (٢كورنثوس ٩: ١٥).
نصائح خاصة في نسب خاصة ع ١٨ إلى ٢٥ وص ٤: ١
كلام هذا الفصل شديد الشبه بالكلام في رسالة أفسس في هذا الموضوع إلا أن ما هنا أخصر مما هنالك.
١٨ «أَيَّتُهَا ٱلنِّسَاءُ، ٱخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا يَلِيقُ فِي ٱلرَّبِّ».
أفسس ٥: ٢٢ وتيطس ٢: ٥ و١بطرس ٣: ١ أعمال ٥: ٢٩ وأفسس ٥: ٣ و٦: ١
ٱخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ الأمر متعلق بالنساء في هذه الآية كالأمر المتعلق بهن في الرسالة إلى أفسس (أفسس ٥: ٢٢ و٢٤ انظر أيضاً ١بطرس ٣: ١ – ٧). وهو مبني على ما كُتب في سفر التكوين (تكوين ٢: ١٨ – ٢٤).
كَمَا يَلِيقُ فِي ٱلرَّبِّ هذا بيان نوع الخضوع المطلوب وهو ما كان بحسب أمر المسيح وما يسره ويتمجد به ويهب النعمة للقيام به.
١٩ «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ، وَلاَ تَكُونُوا قُسَاةً عَلَيْهِنَّ».
أفسس ٥: ٢٥ و١٨ و٢٩ و٣٣ و١بطرس ٣: ٧ أفسس ٤: ٣١
أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ هذا كما في (أفسس ٥: ٢٥) إلا أنه زاد عليه هناك قوله «كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها».
وَلاَ تَكُونُوا قُسَاةً عَلَيْهِنَّ لا بالقول ولا بالفعل. وهذا يمنع من عدم الاكتراث بهن وإهمال ما يحتجن إليه. ولم يقل أحبوا نساءكم ولا تكونوا قساة عليهن إذا كن طائعات بل أطلق ذلك لأنه يخاطب مؤمني الرجال ومؤمنات النساء. إن كثيرين من الرجال يكونون لطفاء وحلماء خارج البيت ويكونون قساة ظالمين فيه فيغيرون أخلاقهم كما يغيرون ثيابهم ويكونون خرافاً في الأسواق وذئاباً في البيوت وهذا مناف لروح الإنجيل. والذي حمل الرسول على كتابة هذا إن أهل عصره لم يكن منهم للنساء الإكرام الذي أمر الإنجيل به الرجال فكنّ بمنزلة الإماء تقريباً.
٢٠ «أَيُّهَا ٱلأَوْلاَدُ، أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ لأَنَّ هٰذَا مَرْضِيٌّ فِي ٱلرَّبِّ».
أفسس ٦: ١ أفسس ٥: ٢٤ وتيطس ٢: ٩
أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ (انظر تفسير هذا في تفسير أفسس ٦: ١ – ٣).
فِي كُلِّ شَيْء أطلق الأمر لأنه خاطب أولاداً والدوهم مؤمنون لا يأمرون بشيء مناف لشريعة الله.
لأَنَّ هٰذَا مَرْضِيٌّ فِي ٱلرَّبِّ وبرهان ذلك كونه مطلوباً في الشريعة الإلهية (خروج ٢٠: ١٢). ونسبة الأولاد إلى المسيح توجب عليهم أن يبذلوا الجهد في إطاعة أمر الله لأن المسيح يراقبهم وسيثيب الطائعين.
٢١ «أَيُّهَا ٱلآبَاءُ، لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ لِئَلاَّ يَفْشَلُوا».
أفسس ٦: ٤
أَيُّهَا ٱلآبَاءُ خاطبهم نواباً عن الأمهات في سياسة البيت ولعلهم احتاجوا إلى هذا النصح والإنذار أكثر من الأمهات.
لاَ تُغِيظُوا أَوْلاَدَكُمْ الخ هذا كما في (أفسس ٦: ٤) فراجع التفسير هناك. يجب أن يكون تصرف الآب السماوي في معاملة أولاده قانون معاملة الوالدين لأولادهم (عبرانيين ١٢: ٥). إن الله يؤدب أولاده بالمحبة وكثيرون من الناس لا يؤدبون أولادهم إلا بالغيظ فيكونون عرضة لأن يظلموهم.
٢٢ «أَيُّهَا ٱلْعَبِيدُ، أَطِيعُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ سَادَتَكُمْ حَسَبَ ٱلْجَسَدِ، لاَ بِخِدْمَةِ ٱلْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي ٱلنَّاسَ، بَلْ بِبَسَاطَةِ ٱلْقَلْبِ، خَائِفِينَ ٱلرَّبَّ».
أفسس ٦: ٥ الخ و١تيموثاوس ٦: ١ وتيطس ٢: ٩ و١بطرس ٢: ١٨ ع ٢٠ فليمون ١٦
أَيُّهَا ٱلْعَبِيدُ الخ كلام الرسول للعبيد هنا ككلامه لهم في (أفسس ٦: ٥ و٦ فراجع التفسير هناك). وكلامه في العبيد هنا ليس بأقصر من كلامه فيهم في رسالة أفسس كما كان كلامه في الأزواج والوالدين والأولاد ولعل علة ذلك وجود أنسيمس معه وهو عبد آبق فوجه أفكاره بزيادة إلى هذا الموضوع.
خَائِفِينَ ٱلرَّبَّ سيدكم الحقيقي. قال هذا مقابلة لقوله «سادتكم حسب الجسد» فيجب أن يخافوا من إغاظة الرب بعدم أمانتهم ولا يقتصرون على أن يخافوا سادتهم حسب الجسد.
٢٣ «وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ فَٱعْمَلُوا مِنَ ٱلْقَلْبِ، كَمَا لِلرَّبِّ لَيْسَ لِلنَّاسِ».
أفسس ٦: ٦ و٧
وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ من كبار الأعمال وصغارها.
فَٱعْمَلُوا مِنَ ٱلْقَلْبِ أي بالرضى والاختيار لا بالتكلف والاضطرار.
كَمَا لِلرَّبِّ معتبرين خدمتكم للسيد الأرضي جزءاً من الخدمة للسيد السماوي.
٢٤ «عَالِمِينَ أَنَّكُمْ مِنَ ٱلرَّبِّ سَتَأْخُذُونَ جَزَاءَ ٱلْمِيرَاثِ، لأَنَّكُمْ تَخْدِمُونَ ٱلرَّبَّ ٱلْمَسِيحَ».
أفسس ٦: ٨ و١كورنثوس ٧: ٢٢
عَالِمِينَ أي لأنكم عالمون. ذكر هذا علة لأن يكونوا طائعين.
مِنَ ٱلرَّبِّ سيدكم الحق.
سَتَأْخُذُونَ جَزَاءَ ٱلْمِيرَاثِ فإذاً جزاؤكم من الرب مؤكد أثابكم سادتكم الأرضيون أو لا. وهذه المجازاة كافية للتعويض عن كل أتعاب العبودية وآلامها. وميراثهم الذي اقتناه لهم من الرب هو الخلاص (١كورنثوس ٣: ٢٤ و٢٥) وإن لم يكن لهم ميراث على الأرض إذ الميراث الأرضي للبنين لا للعبيد.
لأَنَّكُمْ تَخْدِمُونَ ٱلرَّبَّ ٱلْمَسِيحَ قال ذلك ليؤكد لهم نيل الجزاء لأن سيدهم السماوي يراقب خدمتهم للناس ويعتبرها خدمة له وهو قادر أن يجازي كل من يخدمونه بالعدل والمسرّة وسيفعل ذلك بدليل قول الرسول «عَالِمِينَ أَنْ مَهْمَا عَمِلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ ٱلْخَيْرِ فَذٰلِكَ يَنَالُهُ مِنَ ٱلرَّبِّ، عَبْداً كَانَ أَمْ حُرّاً» (أفسس ٦: ٨).
٢٥ «وَأَمَّا ٱلظَّالِمُ فَسَينَالُ مَا ظَلَمَ بِهِ، ولَيْسَ مُحَابَاةٌ».
تثنية ١٠: ١٧ ورومية ٢: ١١ وأفسس ٦: ٩ و١بطرس ١: ١٧
خاطب العبيد بهذه الآية تعزية لهم وحملاً لهم على الخدمة بالأمانة والصبر وهم يحتملون الظلم لأن الله يسأل عن حقوقهم ويعوّض عليهم عن كل ما احتملوه من الجور.
أَمَّا ٱلظَّالِمُ فَسَينَالُ مَا ظَلَمَ بِهِ بموجب القانون العام وهو «ٱلَّذِي يَزْرَعُهُ ٱلإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ» (غلاطية ٦: ٧). وهذا يجوز إطلاقه على السيد الظالم والعبد الخائن ولكن القرينة تدل على أن مقصود الرسول تحذير الظالم من السادة وتعزية المظلوم من العبيد. ووقت المجازاة هو يوم مجيء المسيح للدينونة.
لَيْسَ مُحَابَاةٌ لم يكن في شريعة الرومانيين أيام بولس شيء من الحقوق للعبيد فبيّن لهم الرسول أن الأمر ليس كذلك أمام منبر المسيح بل أن لهم هنالك واحد يسأل عن حقوقهم بلا نظر إلى المقام أو الغنى وليس عنده تمييز بين العبيد والسادة.
ص ٤: ١
١ «أَيُّهَا ٱلسَّادَةُ، قَدِّمُوا لِلْعَبِيدِ ٱلْعَدْلَ وَٱلْمُسَاوَاةَ، عَالِمِينَ أَنَّ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً سَيِّداً فِي ٱلسَّمَاوَاتِ».
أفسس ٦: ٩
قَدِّمُوا لِلْعَبِيدِ ٱلْعَدْلَ وَٱلْمُسَاوَاةَ أي أعطوهم حقوقهم بلا ظلم ولا محاباة. وليس كلام الرسول مقصوراً على واجبات السادة المؤمنين للعبيد المؤمنين بل هو عام فإن أكثرهم كان يومئذ من الوثنيين. ولم يقصد «بالمساواة» أن يجعل السادة العبيد مساوين لهم بل أن يعاملوهم على السواء. ولا ريب في أنه قصد أن يذكروا أن عبيدهم في بعض الاعتبارات مساوون لهم أمام الله لأنهم من دم واحد وأنهم مثله في كونهم عرضة للمرض والموت وفي كونهم ذوي نفوس خالدة وأن المسيح مات من أجلهم كما مات من أجل السادة فيفتح أبواب السماء للجميع على السواء. وما كان من غرض المسيح ورسله أن يغيّروا شريعة الرومانيين في شأن العبيد وأن ينادوا بتحريريهم دفعة بل أن يبشروا بالإنجيل الذي فيه القاعدة الذهبية التي هي قوله تعالى «كُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلنَّاسُ بِكُمُ ٱفْعَلُوا هٰكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ» (متّى ٧: ١٢). وأمثالها من التعاليم التي نتيجتها إبطال الاستراقاق من العالم شيئاً فشيئاً. وكذا كانت النتيجة في كل بلد أثر فيها الإنجيل.
عَالِمِينَ أي أنكم تعلمون.
أَنَّ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً سَيِّداً فِي ٱلسَّمَاوَاتِ أي يسوع المسيح الذي عليكم أن تطيعوه وأنكم عتيدون أن تعطوه حساباً (أنظر تفسير أفسس ٦: ٩).
السابق |
التالي |