أعمال الرسل

أعمال الرسل | 28 | الكنز الجليل

الكنز الجليل في تفسير الإنجيل

شرح سفر أعمال الرسل 

للدكتور . وليم إدي

الأصحاح الثامن والعشرون

بولس في مليطة ع ١ إلى ١١

١ «وَلَمَّا نَجَوْا وَجَدُوا أَنَّ ٱلْجَزِيرَةَ تُدْعَى مَلِيطَةَ».

ص ٢٧: ٢٦

وَجَدُوا أي علموا من السكان أو ملاحي السفينة الذين أتوا الجزيرة وما عرفوها إلا بعد وصولهم إليها.

مَلِيطَةَ أي مالطة وهي جزيرة صغيرة طولها سبعة عشر ميلاً وعرضها تسعة أميال وموقعها جنوبي صقلية (أو سيسيليا) وعلى أمد ستين ميلاً منها. سكانها فينيقيون أصلاً. ومما يؤكد أن تلك الجزيرة مالطة الاسم وأن الجزيرة التي تدفع الريح الشمالية الشرقية إليها لا تكون غير مالطة ولا خطر على مثل تلك السفينة أن تندفع إلى السيرتس (ص ٢٧: ١٧) إلا في جهة تلك الجزيرة. والمسافة بين مالطة وكريت (وهي ٤٨٠ ميلاً) هي التي يتوقع أن تقطعها السفينة مدفوعة بلا شراع في نحو ١٤ يوماً لأنها قطعت نحو ٣٤ ميلاً في اليوم. ووجود خليج في مالطة اسمه الآن خليج بولس يوافق ما ذكره لوقا في نبإ انكسار السفينة. ورأس جزيرة سلمونتا في مدخل ذلك الخليج موافق لموضع ارتطامها المذكور. وجزء البحر الفاصل بين سلمونتا ومالطة على وفق قوله «وَقَعُوا عَلَى مَوْضِعٍ بَيْنَ بَحْرَيْنِ» (ص ٢٧: ٤١).

٢ «فَقَدَّمَ أَهْلُهَا ٱلْبَرَابِرَةُ لَنَا إِحْسَاناً غَيْرَ ٱلْمُعْتَادِ، لأَنَّهُمْ أَوْقَدُوا نَاراً وَقَبِلُوا جَمِيعَنَا مِنْ أَجْلِ ٱلْمَطَرِ ٱلَّذِي أَصَابَنَا وَمِنْ أَجْلِ ٱلْبَرْدِ».

رومية ١: ١٤ و١كورنثوس ١٤: ١١ وكولوسي ٣: ١١

ٱلْبَرَابِرَةُ سمّى اليونانيون والرومانيون كل من لا يتكلم بلغتيهما بربرياً كما سمّى العرب من لا يتكلم بلغتهم أعجمياً وإذ كان أهل مليطة لا يحسنون اليونانية ولا اللاتينية دعاهم برابرة فهو ليس بدليل على توحشهم أو قلة تمدّنهم. وكذا جاء معنى البربري في (رومية ١: ١٤ وكولوسي ٣: ١١).

لَنَا إِحْسَاناً كانوا جميعاً في غاية الاحتياج إليه لأنهم فقدوا كل أهبتهم بانكسار السفينة. وكانت أجسامهم قد ضعفت من الصوم والمشقات مدة الزوبعة وقد تبللوا وأعفوا من مصادمة الأمواج وهم يسبحون.

قَبِلُوا جَمِيعَنَا أي قاموا بضيافتنا.

ٱلْمَطَرِ ٱلَّذِي أَصَابَنَا على أثر الزوبعة.

ٱلْبَرْدِ كان أول تشرين الثاني وهو زمن البرد هناك والريح الشمالية الشرقية هابة وهي تأتي من جبال إيطاليا العالية المغطاة بالثلج.

٣ «فَجَمَعَ بُولُسُ كَثِيراً مِنَ ٱلْقُضْبَانِ وَوَضَعَهَا عَلَى ٱلنَّارِ، فَخَرَجَتْ مِنَ ٱلْحَرَارَةِ أَفْعَى وَنَشِبَتْ فِي يَدِهِ».

اشتغل بولس سابقاً مع الباقين بتخفيف السفينة (ص ٢٧: ١٩) وأخذ هنا يشتغل معهم بجمع الوقيد وكان ذلك وسيلة إلى بيان كونه تحت العناية الإلهية الخاصة على وفق قول المسيح في المؤمنين «يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ، وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئاً مُمِيتاً لاَ يَضُرُّهُمْ» (مرقس ١٦: ١٨).

أَفْعَى حيّة سامة كانت مترحية تحت العيدان جامدة من البرد كالميت فلما أحست بحرارة النار انتعشت وغضبت.

نَشِبَتْ فِي يَدِهِ أي علقت بإدخال أنيابها فيها.

٤ «فَلَمَّا رَأَى ٱلْبَرَابِرَةُ ٱلْوَحْشَ مُعَلَّقاً بِيَدِهِ، قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لاَ بُدَّ أَنَّ هٰذَا ٱلإِنْسَانَ قَاتِلٌ، لَمْ يَدَعْهُ ٱلْعَدْلُ يَحْيَا وَلَوْ نَجَا مِنَ ٱلْبَحْرِ».

ٱلْوَحْشَ أي الحيّة البريّة.

هٰذَا ٱلإِنْسَانَ قَاتِلٌ علموا أن لدغ الأفعى يقتل لا محالة ورأوا من أحوال بولس أنه أسير وظنوه مرتكباً إثماً فظيعاً لأنه كان مرسلاً إلى رومية للمحاكمة واعتقدوا أن مصابه بقضاء إلهي على إثمه فحكموا بأنه قاتل لأن إثم القتل هو الذي يوجب على مرتكبه الموت وكانوا ككثيرين ممن يرون أن بلية الإنسان الخاصة عقاب له على إثم خاص أبداً (انظر شرح يوحنا ٩: ١ – ٣).

لَمْ يَدَعْهُ ٱلْعَدْلُ يَحْيَا أي أماته الإله العادل فإنه هو الذي اتخذ الأفعى آلة لإجراء قضائه. ومبدأ هذا الراي حق لأنه من غريزة الإنسان الاعتقاد أن الإله العادل لا يترك الأثيم بلا عقاب لكنهم أخطأوا باعتبارهم كل مصاب عقاباً على إثم برهاناً على غضب الله. وكان أخطاؤهم كأخطاء أصحاب أيوب إذ حكموا بأن كل بلاياه نتيجة آثامه.

٥ «فَنَفَضَ هُوَ ٱلْوَحْشَ إِلَى ٱلنَّارِ وَلَمْ يَتَضَرَّرْ بِشَيْءٍ رَدِيءٍ».

مرقس ١٦: ١٨ ولوقا ١٠: ١٩

هذا دليل على أن الله وقاه من الموت بمعجزة.

٦ «وَأَمَّا هُمْ فَكَانُوا يَنْتَظِرُونَ أَنَّهُ عَتِيدٌ أَنْ يَنْتَفِخَ أَوْ يَسْقُطَ بَغْتَةً مَيْتاً. فَإِذِ ٱنْتَظَرُوا كَثِيراً وَرَأَوْا أَنَّهُ لَمْ يَعْرِضْ لَهُ شَيْءٌ مُضِرٌّ، تَغَيَّرُوا وَقَالُوا: هُوَ إِلٰهٌ!».

ص ١٤: ١١

يَنْتَفِخَ أَوْ يَسْقُطَ بَغْتَةً مَيْتاً توقعوا ذلك لما عرفوه من اختبارهم أعراض لدغ الأفعى.

تَغَيَّرُوا وَقَالُوا: هُوَ إِلٰهٌ! لأنهم تيقنوا هلاك كل إنسان لدغته الأفعى وأن من لدغته الأفعى ولم يمت فهو ليس بقابل الموت فيلزم أنه أحد الآلهة الخالدة. وكان تغير أفكارهم كتغير أفكار أهل لسترة لكن أهل لسترة ظنوه أولاً إلهاً ثم ظنوه أثيماً مستحقاً الموت ورجموه وأهل مليطة ظنوه أولاً اثيماً مستحقاً الموت ثم اعتبروه إلهاً (ص ١٤: ١١ و١٨).

٧ «وَكَانَ فِي مَا حَوْلَ ذٰلِكَ ٱلْمَوْضِعِ ضِيَاعٌ لِمُقَدَّمِ ٱلْجَزِيرَةِ ٱلَّذِي ٱسْمُهُ بُوبْلِيُوسُ. فَهٰذَا قَبِلَنَا وَأَضَافَنَا بِمُلاَطَفَةٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ».

ذٰلِكَ ٱلْمَوْضِعِ أي الجزء الشمالي الشرقي من الجزيرة.

مُقَدَّمِ ٱلْجَزِيرَةِ أي عظيمها مقاماً وثروة والأرجح أنه حاكمها بأمر الرومانيين لأن تلك الجزيرة كانت من أملاك رومية واسمه بوبليوس يدل على أنه روماني.

قَبِلَنَا قبل يوليوس القائد وبولس ورفقاءه.

ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ الأرجح أن هذه الأيام هي المدة التي شغلها يوليوس بإعداد منزل خاص لمن كانوا تحت عنايته في السفينة.

٨ «فَحَدَثَ أَنَّ أَبَا بُوبْلِيُوسَ كَانَ مُضْطَجِعاً مُعْتَرىً بِحُمَّى وَسَحْجٍ. فَدَخَلَ إِلَيْهِ بُولُسُ وَصَلَّى، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ فَشَفَاهُ».

يعقوب ٥: ١٤ و١٥ مرقس ٦: ٥ و١٦: ١٨ ولوقا ٤: ٤٠ وص ١٩: ١١ و١٢ و١كورنثوس ١٢: ٩ و٢٨

سَحْجٍ مرض في الإمعاء يُعرف اليوم بالدوسنطاريا أي الزّحار. فكان وجود بولس في بيت بوبليوس بركة لأهله كما كان بالسفينة بركة لأهلها. وكان شفاء الله لأبي بوبليوس إثابة له على معروفه وشهادة بصحة دين المسيح الذي آمن به بولس.

وَصَلَّى كما فعل بطرس حين أقام طابيثا (ص ٩: ٤٠) وبذلك نال قوة على فعل المعجزة واعترف علناً بأنه لم يفعلها بقوة نفسه بل بقوة معبوده.

فَشَفَاهُ تم بهذا الجزء الثاني من وعد المسيح في (مرقس ١٦: ٢٨) وهو قوله «وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى ٱلْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ» وتم الأول في (ع ٥).

٩ «فَلَمَّا صَارَ هٰذَا، كَانَ ٱلْبَاقُونَ ٱلَّذِينَ بِهِمْ أَمْرَاضٌ فِي ٱلْجَزِيرَةِ يَأْتُونَ وَيُشْفَوْنَ».

كان شفاء أبي بوبليوس سبيلاً لشفاء كثيرين والكلام يدل على أن بولس شفى مرضى الجزيرة الذين أمكنهم الوصول إليه لأنه كان أسيراً فلم يكن له أن يذهب إليهم. ولا عجب من أن بولس استطاع ذلك كله لأن سكان الجزيرة كانوا يومئذ قليلين وإقامة بولس بها كانت طويلة نحو ثلاثة أشهر.

١٠ «فَأَكْرَمَنَا هٰؤُلاَءِ إِكْرَامَاتٍ كَثِيرَةً. وَلَمَّا أَقْلَعْنَا زَوَّدُونَا بِمَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ».

متّى ١٥: ٦ و١تيموثاوس ٥: ١٧

ذُكرت هنا نتيجتان من معجزات بولس هناك وهما إكرام الناس إياه ورفاقه مدة إقامتهم وإتيانهم إياهم بالهدايا عند سفرهم. ولا شك في أن بولس لم يعتبر إكرامهم إياه سوى وسيلة إلى إكرام ربه وانتشار دينه. وأنه كان كلما شفى الناس من أمراضهم يشهد على مسامعهم ليسوع بأنه الطبيب الروحاني الشافي أمراض النفس والواهب الحياة الأبدية. أما تلك الهدايا فكانت مما يحتاجون إليه في بقية سفرهم من القوت والكسوة لأنهم فقدوا كل أهبتهم بانكسار السفينة فباتوا في شديد الحاجة.

سفر بولس من مليطة إلى رومية وأسره فيها ع ١١ إلى ٣١

١١ «وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ أَقْلَعْنَا فِي سَفِينَةٍ إِسْكَنْدَرِيَّةٍ مَوْسُومَةٍ بِعَلاَمَةِ ٱلْجَوْزَاءِ، كَانَتْ قَدْ شَتَتْ فِي ٱلْجَزِيرَةِ».

بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ من انكسار السفينة أو أول تشرين الثاني فيكون وقت سفرهم الجديد أول شباط وهذا الشهر كان محسوباً عندهم أول الزمن الموافق للسفر في البحر.

سَفِينَةٍ إِسْكَنْدَرِيَّةٍ كالسفينة التي أتوا فيها من ميرا (ص ٢٧: ٦). والأرجح أنها كانت حاملة حنطة كتلك.

مَوْسُومَةٍ أي عليها علامة هي صورة أو كتابة في مقدمها جُعلت لها مميزاً عن غيرها.

ٱلْجَوْزَاءِ برج في السماء على صورة شخصين كانا على ما في أساطير الرومانيين توأمين على الأرض وهما ابنا زفس وليدا اسم أحدهما كستور (Castor) والثاني بُلكس (Pollux) عرجا إلى السماء وصارا إلهين لحراسة الملاحين وصورتهما هي البرج المعروف بالتوأمين وبالجوزاء. وذكر ذلك الرسم لوقا لأنه شاهده فكتب كما رأى وتذكر.

كَانَتْ قَدْ شَتَتْ فِي ٱلْجَزِيرَةِ لأنها لم تستطع بلوغ إيطاليا قبل بداءة الشتاء فخشيت الخطر ولجأت إلى مليطة والمرجح أن المرفأ التي رست فيه وخرجت منه هو المعروف اليوم بقالتة. ولا ريب في أن تلك السفينة التي انكسرت علاوة على ما كان فيها من الركاب والأحمال.

١٢ «فَنَزَلْنَا إِلَى سِيرَاكُوسَ وَمَكَثْنَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ».

سِيرَاكُوسَ مدينة في الجانب الشرقي من صقلية (سيسيليا) كانت قديماً قصبة الجزيرة وعلى غاية من الاشتهار لكنها سقطت أخيراً عن منزلتها السالفة. وهي على أمد ثمانين ميلاً من مالطة.

وَمَكَثْنَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ المرجح أن علّة ذلك سكون الريح أو مضادتها.

١٣ «ثُمَّ مِنْ هُنَاكَ دُرْنَا وَأَقْبَلْنَا إِلَى رِيغِيُونَ. وَبَعْدَ يَوْمٍ وَاحِدٍ حَدَثَتْ رِيحٌ جَنُوبٌ، فَجِئْنَا فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّانِي إِلَى بُوطِيُولِي».

دُرْنَا نفهم من ذلك أن الريح منعتهم من السير بالاستقامة إلى حيث قصدوا.

رِيغِيُونَ هي مدينة على الجنوب الغربي من إيطاليا اسمها اليوم ريجيو قبالة مدينة ميسينا في صقلية.

رِيحٌ جَنُوبٌ كانت على غاية الموافقة لقصدهم جاوزا بها زقاق ماسينا وهو جزء من البحر بين إيطاليا وسيسيليا.

بُوطِيُولِي مدينة في غربي إيطاليا تسمى اليوم بوزيولي تبعد عن ريغيون مئة ميل وثمانين ميلاً عن نابولي ثمانية أميال جنوباً غربياً. وبوطيولي هي الفرضة التي تفرغ فيها السفن الآتية من الاسكندرية ولم يزل قائماً فيها بعض الابنية التي كانت في عصر بولس. واشتهرت فوق اشتهارها بأنها فرضة بحماماتها الحارة الطبيعية.

١٤ «حَيْثُ وَجَدْنَا إِخْوَةً فَطَلَبُوا إِلَيْنَا أَنْ نَمْكُثَ عِنْدَهُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَهٰكَذَا أَتَيْنَا إِلَى رُومِيَةَ».

حَيْثُ وَجَدْنَا إِخْوَةً عرفنا من الرسالة التي كتبها بولس الرسول إلى رومية قبل ذلك بثلاث سنين بوجود إخوة في تلك المدينة. فوجود إخوة في بوطيولي مما يتوقع لأن كل الذين يأتون من اليهودية إلى رومية لا بد لهم من المرور في بوطيولي. ووجود الإخوة فيها دليل على كثرة انتشار الإنجيل في أماكن مختلفة.

نَمْكُثَ عِنْدَهُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ الأرجح أن يوليوس سمح لبولس بذلك لأنه أظهر له مثل هذا اللطف في أول السفر (ص ٢٧: ٣ و٤) وما رآه منه في أثناء ذلك زاده لطفاً ومعروفاً له.

وَهٰكَذَا أَتَيْنَا إِلَى رُومِيَةَ أي بعد كل ما ذُكر من الإقامات والنقلات والتغييرات وما يتعلق بذلك وصلنا إلى المدينة المقصودة. والمسافة بين بوطيولي ورومية ١٤٠ ميلاً.

١٥ «وَمِنْ هُنَاكَ لَمَّا سَمِعَ ٱلإِخْوَةُ بِخَبَرِنَا، خَرَجُوا لٱسْتِقْبَالِنَا إِلَى فُورُنِ أَبِّيُوسَ وَٱلثَّلاَثَةِ ٱلْحَوَانِيتِ. فَلَمَّا رَآهُمْ بُولُسُ شَكَرَ ٱللّٰهَ وَتَشَجَّعَ».

بعدما ذكر لوقا وصولهم إلى رومية ذكر بالتفصيل أحوال السفر من بوطيولي إليها.

وَمِنْ هُنَاكَ لَمَّا سَمِعَ ٱلإِخْوَةُ كانت إقامتهم في بوطيولي سبعة أيام فرصة لإنباء الإخوة في رومية بوصول بولس إلى بوطيولي وقدومه إليهم.

خَرَجُوا لٱسْتِقْبَالِنَا إكراماً ومودة لنا. والأرجح أنه كان من أولئك المستقبلين أكيلا وبريسكلا وغيرهما ممن ذُكروا في رومية (ص ١٦).

فُورُنِ أَبِّيُوسَ سوق على سكة أبيا وهي الطريق السلطانيّة بين بوطيولي ورومية وهي على غاية مئة ميل من الأولى وأربعين ميلاً من الأخرى.

ٱلثَّلاَثَةِ ٱلْحَوَانِيتِ مكان سمّي بذلك لعدة فنادق فيه وهو أقرب إلى رومية من بوطيولي بعشرة أميال وجد بولس فيه جماعة أخرى من الإخوة.

شَكَرَ ٱللّٰهَ وَتَشَجَّعَ أما شكره لله فعلى حفظه تعالى حياته في مخاطر كثيرة إتماماً لوعده إياه بالوقاية ولأنه قدر له أن يشاهد مسيحي رومية الذي كان يشتاق أن يراهم منذ زمن طويل (رومية ١: ٩ – ١١ و١٥: ٢٣ و٣٢). وأما تشجعه فلأجل احتمال ما يتوقعه في المستقبل من الأتعاب والمشقات. وكثيراً ما كانت المخالطة الأخوية واسطة تعزية وانتعاش للمسيحي في أتعاب هذه الحياة وأحزانها.

توقع بولس منذ زمن طويل أن يجيء إلى رومية ولعله انتظر أن يدخلها رئيساً لجنود الرب ويُخضعها لسيده يسوع المسيح وعلى هذا قال أنا «مُسْتَعَدٌّ لِتَبْشِيرِكُمْ أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ فِي رُومِيَةَ أَيْضاً، لأَنِّي لَسْتُ أَسْتَحِي بِإِنْجِيلِ ٱلْمَسِيحِ، لأَنَّهُ قُوَّةُ ٱللّٰهِ لِلْخَلاَصِ» (رومية ١: ١٥ و١٦). ولم يخطر على باله أنه يدخلها أسيراً. ولعل منافاة ما توقعه لما صار إليه أوقعته في الحزن واليأس فإنه وهو على الطريق قبل التقائه بالإخوة تأمل في أحواله فرأى أنه طعن في السن وعليه آثار سجنه سنتين في قيصرية وأنه نجا بالجهد من الغرق وأنه يُقاد أسيراً. ولا ريب في أنه شعر من ذلك بأنه كمتروك بلا مساعد لكنه لما اجتمع بإخوته انتعشت روحه وتجددت آماله بهم ولا سيما أن وجودهم بشرّه بأن يجد في رومية صديقه الأفضل غير المنظور الذي لم يتركه من يوم ظهر له وهو على طريق دمشق.

١٦ «وَلَمَّا أَتَيْنَا إِلَى رُومِيَةَ سَلَّمَ قَائِدُ ٱلْمِئَةِ ٱلأَسْرَى إِلَى رَئِيسِ ٱلْمُعَسْكَرِ، وَأَمَّا بُولُسُ فَأُذِنَ لَهُ أَنْ يُقِيمَ وَحْدَهُ مَعَ ٱلْعَسْكَرِيِّ ٱلَّذِي كَانَ يَحْرُسُهُ».

ص ٢٤: ٢٥ و٢٧: ٣

ما في هذه الآية الخامسة عشرة بيان معاملة كنيسة رومية لبولس وما في هذه الآية بيان معاملة أرباب الحكومة له.

سَلَّمَ قَائِدُ ٱلْمِئَةِ ٱلأَسْرَى وبهذا انتهت مأمورية يوليوس على بولس وسائر الأسرى.

إِلَى رَئِيسِ ٱلْمُعَسْكَرِ وهو بُرحُس (Burrhus).

أَمَّا بُولُسُ فَأُذِنَ لَهُ خاصة دون غيره والذي أذن له برحس لا يوليوس لأن مأموريته عليه كانت قد انتهت لكنه لا ريب في أنه شهد حسناً لبولس وهذا إحدى علل الرفق ببولس ومن تلك العلل أيضاًم ما كتبه فستوس الوالي في أمره.

وَحْدَهُ أي منفرداً عن سائر الأسرى في السجن العام.

مَعَ ٱلْعَسْكَرِيِّ لم يرد بهذا عسكرياً بعينه إنما أراد بيان كيف كان يُحرس وهو أنه كان يُربط بسلسلة إلى أحد العسكر وقتاً معيناً ثم يُربط إلى آخر بدلاً منه على التوالي. وكانت عادة الرومانيين أن يأتوا ذلك البدل ست مرات في اليوم كما يرجح فيحرس كل عسكري أربع ساعات. وأشار بولس إلى هذه الحال في (ع ٢٠) وفي الرسالتين التي كتبها وهو في رومية (أفسس ٢: ٢٠ وفيلبي ١: ٧ و١٣ و١٦ وكولوسي ٤: ١٨).

١٧ «وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ٱسْتَدْعَى بُولُسُ ٱلَّذِينَ كَانُوا وُجُوهَ ٱلْيَهُودِ. فَلَمَّا ٱجْتَمَعُوا قَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلإِخْوَةُ، مَعَ أَنِّي لَمْ أَفْعَلْ شَيْئاً ضِدَّ ٱلشَّعْبِ أَوْ عَوَائِدِ ٱلآبَاءِ، أُسْلِمْتُ مُقَيَّداً مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَيْدِي ٱلرُّومَانِ».

ص ٢٤: ١٢ و١٣ و٢٥: ٨ ص ٢١: ٣٢

وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ لعل هذه الأيام مرّت عليه قبل أن استأجر البيت ورتبه.

ٱسْتَدْعَى بُولُسُ… وُجُوهَ ٱلْيَهُودِ لأمرين الأول تبيينه لهم أنه لم يخطئ إلى اليهود بشيء. والثاني تبشيرهم بأن يسوع هو المسيح. كان كلوديوس قد نفى اليهود من رومية قبل ذلك بنحو اثنتي عشرة سنة لكنهم رجعوا إليها شيئاً فشيئاً بلا معارضة ولم يكن عددهم في تلك المدينة أقل من ستين ألفاً وكان لهم في تلك المدينة سبعة مجامع وجزء خاص بهم. واستدعاؤه وجوه اليهود لا يلزم منه إهمال الإخوة المسيحيين الذين رحبوا به وخرجوا لاستقباله لأنه جرى به على عادته في كل مدينة دخلها وهي أن يبشر بالمسيح من فيها من اليهود أولاً ولا بد من أنه كان يفضل أن يجول من مجمع إلى آخر للتعليم والتبشير لكن الأحوال لم تسمح له فاتخذ بيته مجمعاً لليهود يومئذ كما جعله بعد ذلك مجمعاً للقادمين إلى قصبة المملكة الرومانية من كل أقطار المسكونة.

ٱلإِخْوَةُ جنساً وديناً.

ضِدَّ ٱلشَّعْبِ أَوْ عَوَائِدِ ٱلآبَاءِ هذا ما برهنه في احتجاجه أمام فيلكس (ص ٢٤: ١٤ – ١٦) وقدام فستوس وأغريباس (ص ٢٦: ٦ – ٨ و٢١ – ٢٣). نعم أنه علّم صحة الدين المسيحي وأن ممارسة الرسوم الموسوية وشرائعها الرمزية ليست ضرورية للخلاص. لكن لا منافاة في هذه الآية لذلك التعليم لأنه اعتبر الدين المسيحي مكملاً للدين اليهودي وأن هذا الزهر وذاك الثمر الناضج وأن المسيحي الغيور هو الإسرائيلي الحقيقي.

أُسْلِمْتُ… إِلَى أَيْدِي ٱلرُّومَانِ نسب إلى اليهود تسليمه إلى الرومانيين لأن اجتهادهم في محاولة قتله في الهيكل كان علة لقبض الرومانيين عليه أولاً وشكايتهم عليه إلى فيلكس وفستوس وطلبهم الحكم عليه علة بقائه مقيداً عندهم.

١٨ «ٱلَّذِينَ لَمَّا فَحَصُوا كَانُوا يُرِيدُونَ أَنْ يُطْلِقُونِي، لأَنَّهُ لَمْ تَكُنْ فِيَّ عِلَّةٌ وَاحِدَةٌ لِلْمَوْتِ».

ص ٢٢: ٢٤ و٢٤: ١٠ و٢٥: ٨ و٢٦: ٣١

ما في هذه الآية موافق لما قيل في (ص ٢٤: ١٠ – ٢٧ و٢٥: ٨ و٩ و٢٦: ٣١ و٣٢) ومكمل له.

١٩ «وَلٰكِنْ لَمَّا قَاوَمَ ٱلْيَهُودُ، ٱضْطُرِرْتُ أَنْ أَرْفَعَ دَعْوَايَ إِلَى قَيْصَرَ لَيْسَ كَأَنَّ لِي شَيْئاً لأَشْتَكِيَ بِهِ عَلَى أُمَّتِي».

ص ٢٥: ١١

قَاوَمَ ٱلْيَهُودُ الذين أرادوا إطلاقي.

ٱضْطُرِرْتُ… إِلَى قَيْصَرَ كما ذُكر في (ص ٢٥: ١١) إذ لم يكن له غير هذه الوسيلة إلى الأمن لأن اليهود صمموا على قتله وفستوس مال إلى تسليمه إليهم لكي يودعهم منة.

لَيْسَ كَأَنَّ لِي شَيْئاً الخ كان بولس مظلوماً من أمته ولكنه لم يشكهم بذلك تشفياً وانتقاماً وإنما رفع دعواه إلى قيصر ليحامي عن حقوقه الشخصية ويدفع عن حياته.

٢٠ «فَلِهٰذَا ٱلسَّبَبِ طَلَبْتُكُمْ لأَرَاكُمْ وَأُكَلِّمَكُمْ، لأَنِّي مِنْ أَجْلِ رَجَاءِ إِسْرَائِيلَ مُوثَقٌ بِهٰذِهِ ٱلسِّلْسِلَةِ».

ص ٢٦: ٦ و٧ وص ٢٦: ٢٩ وافسس ٣: ١ و٤: ١ و٦: ٢٠ و٢تيموثاوس ١: ١٦ و٢: ٩ وفليمون ١٠ و١٣

لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ أي لئلا تظنوا أني أتيت إلى هنا مشتكياً على أمتي وأني خائن ديني وشعبي.

مِنْ أَجْلِ رَجَاءِ إِسْرَائِيلَ مُوثَقٌ أي من أجل أمانته لدين آبائه كما بُيّن في شرح (ص ٢٣: ٦). وعنى «برجاء إسرائيل» الإيمان بالمسيح الموعود به في كتب أنبياء اليهود وأنه آمن بما قال أولئك الأنبياء وأن نبوآتهم تمت بيسوع. وهذا سبب الخلاف بينه وبين أمته وكونه موثقاً ومبغضاً ومشكواً عليه.

بِهٰذِهِ ٱلسِّلْسِلَةِ التي كانت تُربط منه إلى العكسري دائماً (انظر شرح ص ٢٦: ٢٩).

٢١ «فَقَالُوا لَهُ: نَحْنُ لَمْ نَقْبَلْ كِتَابَاتٍ فِيكَ مِنَ ٱلْيَهُودِيَّةِ، وَلاَ أَحَدٌ مِنَ ٱلإِخْوَةِ جَاءَ فَأَخْبَرَنَا أَوْ تَكَلَّمَ عَنْكَ بِشَيْءٍ رَدِيٍّ».

إن كان مرادهم بهذا الجواب أنه لم يبلغهم كتابة أو شفاهاً نبأ أمر بولس منذ توجه من قيصرية فالمحتمل أنهم تكلموا بالحق لأن فصل الشتاء حينئذ لم يمكن السفن من السفر إلى رومية لتحمل شيئاً من أنباء بولس ولم يكن في تلك الأيام من وسيلة إلى نقل الأنباء من اليهودية إلى رومية غير السفن. وإن كان معناهم أن يهود أورشليم لم يرسلوا قط كتاباً قانونياً يسألون فيه يهود رومية أن يشكوا بولس إلى نيرون فالمحتمل أيضاً أنهم صدقوا لأن يهود أورشليم يئسوا من أن نيرون يحكم على بولس بعد ما بذلوا كل جهدهم في أن ينالوه من ليسياس وفيلكس وفستوس وأغريباس الملك اليهودي. وإن كان قصدهم أنهم لم يسمعوا شيئاً من أمر بولس كالقبض عليه في الهيكل وشكاوي اليهود عليه وعللها وإبقائه في سجن قيصرية سنتين ففي قولهم شك وعلى كل أن هذا جوابهم على قول بولس في (ع ١٧ – ١٩).

٢٢ «وَلٰكِنَّنَا نَسْتَحْسِنُ أَنْ نَسْمَعَ مِنْكَ مَاذَا تَرَى، لأَنَّهُ مَعْلُومٌ عِنْدَنَا مِنْ جِهَةِ هٰذَا ٱلْمَذْهَبِ أَنَّهُ يُقَاوَمُ فِي كُلِّ مَكَانٍ».

لوقا ٢: ٣٤ وص ٢٤: ٥ و١٤ و١بطرس ٢: ١٢ و٤: ١٤

ما في هذه الآية جواب على قوله في (ع ٢٠) أنه موثق لتمسكه برجاء إسرائيل لا لرفضه إياه أي أن كونه مسيحياً لا ينافي كونه إسرائيلياً حقاً.

نَسْتَحْسِنُ أَنْ نَسْمَعَ مِنْكَ أظهروا ميلهم إلى سمع آرائه المخالفة لآراء اليهود وعلى أي شيء بنى دعواه أنه لم يترك دين آبائه.

هٰذَا ٱلْمَذْهَبِ أي المعتقد المسيحي المعروف أن بولس من الدعاة إليه.

يُقَاوَمُ ما قالوه كان صحيحاً وقتئذ في ظاهر معناه ولم يزل كذلك إلى اليوم في أكثر أقطار المسكونة. ولكنه يستلزم أنهم لم يعرفوا من أمر الدين المسيحي غير المقاومة له وهذا من المحال لأنه كان قد مضى نحو ثلاثين سنة على موت المسيح وإنشاء الكنيسة المسيحية وكان اليهود يأتون إلى أورشليم من كل جهات الأرض ليحضروا الأعياد فيها ثم يرجعون إلى أوطانهم. فما حدث في أورشليم لا بد من أنه انتشر في كل البلاد. وكانت في رومية كنيسة مسيحية من اليهود والأمم كتب بولس إليها رسالة قبل ثلاث سنين قال فيها «اَشْكُرُ إِلٰهِي بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، أَنَّ إِيمَانَكُمْ يُنَادَى بِهِ فِي كُلِّ ٱلْعَالَمِ» (رومية ١: ٨).

٢٣ «فَعَيَّنُوا لَهُ يَوْماً، فَجَاءَ إِلَيْهِ كَثِيرُونَ إِلَى ٱلْمَنْزِلِ، فَطَفِقَ يَشْرَحُ لَهُمْ شَاهِداً بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، وَمُقْنِعاً إِيَّاهُمْ مِنْ نَامُوسِ مُوسَى وَٱلأَنْبِيَاءِ بِأَمْرِ يَسُوعَ، مِنَ ٱلصَّبَاحِ إِلَى ٱلْمَسَاءِ».

لوقا ٢٤: ٢٧ وص ١٧: ٢ و١٩: ٨ ص ٢٦: ٦ و٢٢

فَعَيَّنُوا لَهُ يَوْماً لم تُذكر المدة بينه وبين زمن التعيين لكن القرينة تدل على أن تلك المدة كانت قصيرة.

كَثِيرُونَ في هذا تلميح أن الذين أتوا من وجوه اليهود في اليوم المعيّن أكثر من الذين أتوا أولاً.

يَشْرَحُ لَهُمْ شَاهِداً كما فعل في سائر خطبه في أوقات وأماكن مختلفة.

بِمَلَكُوتِ ٱللّٰه أي ملك المسيح الذي أنبأ به الأنبياء وتم بيسوع (انظر ص ١: ٣ و٨: ١٢ و١٤: ٢٢ و١٩: ٨ و٢٠: ٢٥).

وَمُقْنِعاً إِيَّاهُمْ … بِأَمْرِ يَسُوعَ أنه المسيح الموعود به وأن يقبلوه ملكاً وكاهناً ومخلصاً كما في (ص ١٣: ٤٣ و١٨: ٤ و١٩: ٨ و٢٦ و٢٨: ٢٨).

مِنَ ٱلصَّبَاحِ إِلَى ٱلْمَسَاءِ أي النهار كله فشغل بعضه بالخطاب وبعضه بالمحاورة. وهذا دليل على صبر بولس وغيرته ورغبته الشديدة في إرشاد عشيرته إلى المسيح.

٢٤ «فَٱقْتَنَعَ بَعْضُهُمْ بِمَا قِيلَ، وَبَعْضُهُمْ لَمْ يُؤْمِنُوا».

ص ١٤: ٤ و١٧: ٤ و١٩: ٩

كان تأثير خطابه هنا كتأثيره في أماكن أخر خاطب فيها اليهود (ص ١٣: ٤٣ – ٤٥ و١٤: ١ – ٤ و١٨: ٤ – ٦ و٨: ١٢ و١٩: ٨ و٩). ولم ينتظر بولس النجاح العظيم لكنه لم يترك فرصة للشهادة بالحق.

٢٥ «فَٱنْصَرَفُوا وَهُمْ غَيْرُ مُتَّفِقِينَ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ، لَمَّا قَالَ بُولُسُ كَلِمَةً وَاحِدَةً: إِنَّهُ حَسَناً كَلَّمَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ آبَاءَنَا بِإِشَعْيَاءَ ٱلنَّبِيِّ».

فَٱنْصَرَفُوا عندما فرغ بولس من الخطاب والمحاورة.

غَيْرُ مُتَّفِقِينَ وهم في الحال المذكور في (ع ٤) والمعنى أنه اقتنع بعضهم بما قاله بولس من أن يسوع هو المسيح وأنه ترك دين آبائه بتنصره وبعضهم لم يقتنع بذلك والأرجح أنهم أظهروا أفكارهم لفظاً.

كَلِمَةً وَاحِدَةً ختاماً لخطابه وإنذاراً لغير المؤمنين. وهي مقتبسة من إشعياء (ص ٦: ٩ و١٠) وعبّر عن الكلام «بالكلمة» لاختصاره الجديد بالنسبة إلى ما سبق من خطابه. لا آية اقتبسها العهد الجديد مراراً كهذه الآية فإنه اقتبسها ست مرات (متّى ٣: ١٤ ومرقس ٤: ١٢ ولوقا ٨: ١٠ ويوحنا ١٢: ٤٠ ورومية ١١: ٢٥ وهنا).

٢٦، ٢٧ «٢٦ قَائِلاً: ٱذْهَبْ إِلَى هٰذَا ٱلشَّعْبِ وَقُلْ: سَتَسْمَعُونَ سَمْعاً وَلاَ تَفْهَمُونَ، وَسَتَنْظُرُونَ نَظَراً وَلاَ تُبْصِرُونَ. ٢٧ لأَنَّ قَلْبَ هٰذَا ٱلشَّعْبِ قَدْ غَلُظَ، وَبِآذَانِهِمْ سَمِعُوا ثَقِيلاً، وَأَعْيُنُهُمْ أَغْمَضُوهَا. لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِأَعْيُنِهِمْ وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا، فَأَشْفِيَهُمْ».

إشعياء ٦: ٩ وإرميا ٥: ٢١ وحزقيال ١٢: ٢ ومتّى ١٣: ١٤ و١٥ ومرقس ٤: ١٢ ولوقا ٨: ١٠ ويوحنا ١٢: ٤٠ ورومية ١١: ٨

أمر الله إشعياء بهذا الكلام أن يذهب إلى اليهود وينادي لهم بكلامه لكنه أعلن له أن كلامه لا يؤثر في أكثرهم وأنهم يبقون في ظلمات الجهل. وأبان بولس أن هذا الكلام صدق عليهم أيضاً لأن عدم اقتناعهم بما قدمه من البراهين على أن يسوع هو المسيح ناشئ عن قصدهم عدم الاقتناع لا عن ضعف البراهين ولا عن عيّ المبرهن وهذا موافق لنبوءة إشعياء. وهذه النبوءة تمت أولاً في اليهودية أيام إشعياء وتمت ثانياً أيام المسيح وتمت ثالثاً في يهود رومية عندما بشرهم بولس. فالعماية التي اختاروها لإباءتهم أن يفتحوا عيونهم ليروا الحق أرسلها الله إليهم عقاباً على عنادهم.

٢٨ «فَلْيَكُنْ مَعْلُوماً عِنْدَكُمْ أَنَّ خَلاَصَ ٱللّٰهِ قَدْ أُرْسِلَ إِلَى ٱلأُمَمِ، وَهُمْ سَيَسْمَعُونَ».

متّى ٢١: ٤١ و٤٣ وص ١٣: ٤٦ و٤٧ و١٨: ٦ و٢٢: ٢١ و٢٦: ١٧ و١٨ ورومية ١١: ١١

فَلْيَكُنْ الفاء للتعليل أي «ليكن لعنادكم» أو اعلموا أن ما يأتي علته عنادكم.

خَلاَصَ ٱللّٰهِ أي التبشير به.

أُرْسِلَ إِلَى ٱلأُمَمِ كما كان في أنطاكية بيسيدية (ص ١٣: ٤٦). وفي كورنثوس (ص ١٨: ٦). وما صدق على اليهود في رومية وغيرها يومئذ لا يزال يصدق عليهم إلى هذه الساعة. أنهم بقوا في عمى القلب وقساوته التي اختاروها وسمح الله بأن ببقوا فيها عقاباً لهم على رفضهم الحق ومعظم نجاح التشبير بالإنجيل كان بين الأمم.

وَهُمْ سَيَسْمَعُونَ أي أن كثيرون منهم يقبلون التبشير وينالون الخلاص المبشر به.

٢٩ «وَلَمَّا قَالَ هٰذَا مَضَى ٱلْيَهُودُ وَلَهُمْ مُبَاحَثَةٌ كَثِيرَةٌ فِيمَا بَيْنَهُمْ».

هذا مكرر ما في (ع ٢٥) ومبيّن نتيجة كل ما سبق من تعليم وإنذار.

٣٠ «وَأَقَامَ بُولُسُ سَنَتَينِ كَامِلَتَيْنِ فِي بَيْتٍ ٱسْتَأْجَرَهُ لِنَفْسِهِ. وَكَانَ يَقْبَلُ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَدْخُلُونَ إِلَيْهِ».

سَنَتَينِ كَامِلَتَيْنِ أي سنة ٦١ و٦٢ ومضى عليه هذا الوقت وهو متوقع المحاكمة عند نيرون وعلة ذلك تقديم الشهود من أماكن بعيدة مختلفة كان بولس قد بشر فيها ليشهدوا «مُفْسِداً وَمُهَيِّجَ فِتْنَةٍ بَيْنَ جَمِيعِ ٱلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْمَسْكُونَةِ» (ص ٢٤: ٥ و٦) وانشغال نيرون بأمور أخرى. والأرجح أن بولس كان ينفق مما أعطاه إياه أصدقاؤه في أماكن مختلفة (فيلبي ٤: ١٠ – ١٤).

فِي بَيْتٍ ٱسْتَأْجَرَهُ لِنَفْسِهِ وكان تحت تصرفه إلا أنه كان عليه شرطان الأول أن لا يخرج من ذلك البيت والثاني أن يكون معه عسكري روماني مقيدة يده بيده (فيلبي ١: ٩ – ١٦ و٢٣ وكولوسي ٤: ١٨).

وَكَانَ يَقْبَلُ جَمِيعَ الخ ممن كانوا في المدينة وممن أتوها من كافة الولايات الرومانية وكانوا يأتون إليه للصداقة وبعضهم بغية أن يروه ويسمعوا لكونه مشهوراً والبعض رغبة في سمع الإنجيل منه وبعضهم ممن أرسلوا إليه. وفي قول الكاتب «يقبل الجميع» تلميح أنه لا يقدر أن يذهب إليهم.

٣١ «كَارِزاً بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ، وَمُعَلِّماً بِأَمْرِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ، بِلاَ مَانِعٍ».

ص ٤: ٣١ وأفسس ٦: ١٩

في هذه الآية أنباء بما شغل بولس به الوقت فإنه لم يتقضّ عليه وهو آيس وبطال بل كان غيوراً مجتهداً نشيطاً ينفع كل من يأتي إليه وينفع بهؤلاء غيرهم.

كَارِزاً مبشراً كما في (ص ٨: ٥ و٩: ٢٠ و١٠: ٤٢ و١٩: ١٣ و٢٠ و٢٥).

بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ (انظر شرح ع ٢٣).

وَمُعَلِّماً أي منادياً ومفسراً (ص ١٥: ٣٥ و١٨: ٢٥ و٢٠: ٢٠). والكرازة والتعليم يشتملان على كل وسائط إعلان الحق شفاهاً وهذا لم يكن بلا نفع (انظر فيلبي ١: ١ – ١٤). فكان واسطة إيمان أُنسيمس وعبد فليمون من كولوسي أرجعه بولس إلى سيده مع رسالة منه (فليمون ١٠). وكان يبشر العساكر التي هي من كتيبة أوغسطس أو حرس الأمبراطور وكانوا كثيري العدد لأنهم كانوا يتبدلون وتنصر بعضهم كما ظهر من قوله لأهل فيلبي «ثُمَّ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ أَنَّ أُمُورِي قَدْ آلَتْ أَكْثَرَ إِلَى تَقَدُّمِ ٱلإِنْجِيلِ، حَتَّى إِنَّ وُثُقِي صَارَتْ ظَاهِرَةً فِي ٱلْمَسِيحِ فِي كُلِّ دَارِ ٱلْوِلاَيَةِ» (فيلبي ١: ١٢ و١٣). وكتب إليهم أيضاً قوله «يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ جَمِيعُ ٱلْقِدِّيسِينَ وَلاَ سِيَّمَا ٱلَّذِينَ مِنْ بَيْتِ قَيْصَرَ» (فيلبي ٤: ٢٢).

بِأَمْرِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ الموعود به فإنه ملك شعب إسرائيل وكاهنه ونبيه.

بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ أي بتمام الحرية في التكلم مظهراً كل الحق بلا محاباة. والنعمة المساعدة على ذلك طلبها الرسل في صلواتهم (ص ٤: ٢٩) ووهبها الله لهم إجابة لطلبهم (ص ٤: ٣١). وأبان بولس أنها ضرورية في ممارسة التبشير (١تسالونيكي ٢: ٢ وأفسس ٦: ١٩ و٢٠ وفيلبي ١: ٢٠).

كان بولس وهو مسجون في رومية يرسل مبشرين إلى جهات مختلفة ويقبلهم متى رجعوا إليه ويعلمهم وأرسل رسائل إلى الكنائس التي أنشأها منها كنائس فيلبي وكولوسي وأفسس ورسالة إلى فليمون وبذلك جعل رومية مركزاً جديداً لنشر نور الإنجيل بين الأمم في كل أقطار المملكة الرومانية. وهو مع أنه أسير بلا مال ولا جيوش ولا أسلحة أسس مملكة أعظم من مملكة الرومانيين وأبقى.

ومن رفاقه في كل ذلك الوقت أو بعضه تيموثاوس ولوقا وابفراس ومرقس وارسترخس وتيخيكس.

بِلاَ مَانِعٍ لأن أرباب الحكومة الرومانية اعتبروا المسيحيين فرقة صغيرة من اليهود لا تأثير لها ولا خوف منها ولكن في سنة ٦٤ ثار اضطهاد شديد على المسيحيين على أثر احتراق هائل في مدينة رومية بقي نحو أسبوع فأُخرب به جزء كبير من المدينة. والمظنون أن الذي أوقد نيران ذلك الاحتراق وهو نيرون ولكي يتخلص من التهمة أتهم المسيحيين به فهيج عليهم بعض الناس وعداوتهم واضطهادهم. وختم لوقا كلامه في هذا السفر في ربيع سنة ٦١ ب. م. وبولس لم يزل في السجن للمحاكمة. وعدم ذكر لوقا ما جرى لبولس بعد ذلك من محاكمته ونتيجتها وإطلاقه وسجنه ثانية واستشهاده لا يوجب أن تحسب السفر ناقصاً لأن غاية الكاتب لم تكن سوى الأنباء بتأسيس الكنيسة المسيحية وانتشارها بين اليهود والأمم من مركز كبير إلى مثله من أورشليم إلى رومية. وأثبت في هذا السفر قول الرب لرسله «لٰكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداً فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَٱلسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى ٱلأَرْضِ» (ص ١: ٨).

ونعلم من رسائل بولس التي كتبها في سجنه بعض الحوادث المتعلقة به ونستنتج منها أنه بعد أن سُجن سنتين وقف للمحاكمة وتبرأ وأُطلق ومن أدلة ذلك أنه يظهر من بعض ما كتبه توقعه سرعة التبرئة والإطلاق والمجيء إلى من كتب إليهم كقوله «فَإِذْ أَنَا وَاثِقٌ بِهٰذَا أَعْلَمُ أَنِّي أَمْكُثُ وَأَبْقَى مَعَ جَمِيعِكُمْ لأَجْلِ تَقَدُّمِكُمْ وَفَرَحِكُمْ فِي ٱلإِيمَانِ» (فيلبي ١: ٢٥). وقوله «اَعْدِدْ لِي أَيْضاً مَنْزِلاً، لأَنِّي أَرْجُو أَنَّنِي بِصَلَوَاتِكُمْ سَأُوهَبُ لَكُمْ» (فليمون ٢٢).

وما كتبه في رسالتيه إلى تيموثاوس يشير على أنه ترك رومية وزار أسيا وبلاد اليونان ومن ذلك قوله «كَمَا طَلَبْتُ إِلَيْكَ أَنْ تَمْكُثَ فِي أَفَسُسَ، إِذْ كُنْتُ أَنَا ذَاهِباً إِلَى مَكِدُونِيَّةَ» (١تيموثاوس ١: ٣). وقوله «إِلَى أَنْ أَجِيءَ ٱعْكُفْ عَلَى ٱلْقِرَاءَةِ وَٱلْوَعْظِ وَٱلتَّعْلِيمِ» (١تيموثاوس ٤: ١٣). ومنه ما يشير إلى أنه ذهب إلى جزيرة كريت وترك فيها تيطس كقوله «مِنْ أَجْلِ هٰذَا تَرَكْتُكَ فِي كِرِيتَ لِكَيْ تُكَمِّلَ تَرْتِيبَ ٱلأُمُورِ ٱلنَّاقِصَةِ» (تيطس ١: ٥). وما يبيّن أنه كان يقصد أن يشتي في نيكوبوليس وهو قوله لتيطس «بَادِرْ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيَّ إِلَى نِيكُوبُولِيسَ، لأَنِّي عَزَمْتُ أَنْ أُشَتِّيَ هُنَاكَ» (تيطس ٣: ١٢). ومنه ما يشير إلى أنه زار ميليتس وهو وقوله «أَمَّا تُرُوفِيمُسُ فَتَرَكْتُهُ فِي مِيلِيتُسَ مَرِيضاً» (٢تيموثاوس ٤: ٢٠). وما يشير إلى أنه زار ترواس وهو قوله «اَلرِّدَاءَ ٱلَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُوَاسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَٱلْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا ٱلرُّقُوقَ» (٢تيموثاوس ٤: ١٣). وكل هذا لا نرى وقتاً لحدوثه إلا بعد سجنه في رومية.

والمرجح أنه قُبض على بولس ثانية وسُجن في رومية في أحوال غير الأحوال السابقة بدليل قوله «ٱلَّذِي فِيهِ أَحْتَمِلُ ٱلْمَشَقَّاتِ حَتَّى ٱلْقُيُودَ كَمُذْنِبٍ» (٢تيموثاوس ٢: ٩). وفي انتظار غير انتظاره الاول بدليل قوله «فَإِنِّي أَنَا ٱلآنَ أُسْكَبُ سَكِيباً، وَوَقْتُ ٱنْحِلاَلِي قَدْ حَضَرَ» (٢تيموثاوس ٤: ٦). وكان حينئذ حزيناً متروكاً من الجميع سوى لوقا ومشتاقاً لحضور تيموثاوس من أفسس وأن يحضر معه مرقس بدليل قوله «أَنْتَ تَعْلَمُ هٰذَا أَنَّ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ فِي أَسِيَّا ٱرْتَدُّوا عَنِّي» (٢تيموثاوس ١: ١٥). وقوله «بَادِرْ أَنْ تَجِيءَ إِلَيَّ سَرِيعاً، لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي… وَذَهَبَ إِلَى تَسَالُونِيكِي، وَكِرِيسْكِيسَ إِلَى غَلاَطِيَّةَ… لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ» (٢تيموثاوس ٤: ٩ – ١١).

وخلاصة كل ما نستنتجه من هذه الآيات وغيرها أن بولس بعد أن سُجن في رومية نحو سنتين أُطلق في سنة ٦٣ ب. م. وتقضى عليه نحو خمس سنين في التبشير بالإنجيل غربي رومية وشرقيها. وأنه قُبض عليه ثانية وأُرسل إلى رومية وشُدد عليه هناك وأنه كان منتظراً الموت ومستعداً له. وأنه وقف للمحاكمة مرة ثم أرجع إلى السجن بدليل قوله «في احتجاجي الأول لم يحضر أحد معي بل الجميع تركوني لا يُحسب عليهم لكن الرب وقف معي وقواني… فأُنقذت من فم الأسد».

والمرجح أنه في المدة بين السجنين كتب الرسالة الأولى إلى تيموثاوس والرسالة إلى تيطس وظن الأكثرون أنه كتب أيضاً الرسالة إلى العبرانيين وأنه في سجنه الثاني كتب الرسالة الثانية إلى تيموثاوس. وأنه مات شهيداً في صيف سنة ٦٨ ب. م.

جدول

تاريخ حياة بولس والأمور المعاصرة لها بمقتضى الأزمنة المحققة والمرجحة (وأشرنا إلى المرجحة بعلامة الاستفهام)

ب. م التاريخ الحوادث المعاصرة
٣٦؟ ظهور الرب لبولس وهو على طريق دمشق وتنصره أعمال ٩: ١ – ١٩
٣٧؟ وجوده في العربية كل سنة ٣٧ مع جزء من سنة ٣٦وسنة ٣٨ غلاطية ١: ١٥ – ١٧ موت طيباريوس وخلافة كاليغولا موت طيباريوس قيصر وخلافه كاليغولا
٣٨؟ رجوعه إلى دمشق وهربه منها إلى أورشليم ومن أورشليم إلى طرسوس أعمال ٩: ٢٦ – ٣٠
٣٩؟ في هذه السنين بشر بولس في سورية وكيليكية موت كاليغولا وخلافة كلوديوس وتولي
٤٠؟ متخذاً طرسوس مركز إقامته والأرجح أنه حدث أغريباس الأول اليهودية والسامرة
٤١؟ له فيها أكثر المصائب المذكورة في ٢كورنثوس ١١:
٤٢؟ ٢٤ – ٢٦ وهي جلد الرومانيين إياه مرتين واليهود
٤٣؟ ثلاث مرات وانكسار السفينة به خمس مرات
٤٤ إتيان بولس من طرسوس إلى أنطاكية أعمال ١١: ٢٦ استشهاد يعقوب أخي يوحنا أعمال ١٢: ٢ وموت هيرودس أغريباس أعمال ١٢: ٢٣ وتولي كسبيوس فادس الروماني اليهودية
٤٥ إتيانه مع برنابا إلى أورشليم بالإحسان زمن الجوع أعمال ١١: ٣٠
٤٦ بولس في أنطاكية تولي طيباريوس اسكندر اليهودية
٤٧ وجوده في أنطاكية
٤٨ سفره الأول للتبشير من أنطاكية إلى قبرس وأنطاكية تنصيب أغريباس الثاني ملكاً على خلكيس
و بيسيدية وأيقونية ولسترة ودربة وعوده إلى أنطاكية أعمال ص ٢٥
٤٩ ماراً بتلك الأماكن سوى قبرس أعمال ص ١٣ وص ١٤ تولي كيومانوس اليهودية
٥٠ حضور بولس وبرنابا المجمع في أورشليم التئام المجمع في أورشليم
٥١ سفر بولس الثاني للتبشير من أنطاكية إلى كيليكية
٥٢ وليكأونية وغلاطية وإلى ترواس وفيلبي وتسالونيكي وبيرية وأثينا وكورنثوس أعمال ص ١٥ و١٦ و١٧ و١٨ وكتابته الرسالة الأولى إلى كورنثوس طرد كلوديوس اليهود من رومية أعمال ١٨ :٢
٥٣ كونه في كورنثوس وكتابته الرسالة الثانية إلى أهل تسالونيكي تولي فيلكس اليهودية
٥٤ تركه كورنثوس (في الربيع) وذهابه إلى أورشليم ومنها إلى أنطاكية (في الصيف) وبداءة سفره الثالث للتبشير وبلوغه أفسس موت كلوديوس وخلافة نيرون
٥٥ و٥٦ وجود بولس في أفسس أعمال ص ١٩
٥٧ كتابته رسالة كورنثوس الأولى في أفسس (في الربيع) وذهابه إلى مكدونية (في الصيف) أعمال ٢٠: ١و ٢ وكتابته رسالة كورنثوس الثانية (في الخريف) وذهابه إلى كورنثوس أعمال ص ٢٠: ١ و٢ وكتابته الرسالة إلى غلاطية (في الشتاء)
٥٨ كتابته الرسالة إلى رومية وتركه كورنثوس ماراً بفيلبي وميليتس (في الربيع) أعمال ٢٠: ٣ – ٦ وذهابه إلى أورشليم والقبض عليه فيها وإرساله إلى قيصرية (في الصيف) أعمال ٢٠ – ص ٢٤
٥٩ أسره في قيصرية
٦٠ إرسال فستوس إياه إلى رومية (في الخريف) وانكسار السفنية في مالطة ومكثه هناك (في الشتاء) أعمال ص ٢٨ عزل فيلكس الوالي وتولي فستوس مكانه
٦١ وصوله إلى رومية (في الربيع) وأسره فيها
٦٢ بقاؤه أسيراً في رومية وكتابته الرسائل إلى فليمون وكولوسي وأفسس وفيلبي أعمال ص ٢٨
٦٣؟ إطلاقه من السجن وذهابه إلى مكدونية فيلبي ٢: ٢٤ وإلى أسيا الصغرى فليمون ٢٢
٦٤؟و الاحتراق الهائل في رومية واضطهاد المسيحيين
٦٥؟ و٦٦؟ تبشير بولس في اسيا الصغرى ومكدونية وكريت وتبشيره في أسبانيا على ما ظن بعضهم على أثره تولي جسيوس فلورس اليهودية
٦٧؟ كتابته الرسالة الأولى إلى تيموثاوس من مكدونية وكتابته الرسالة إلى تيطس من أفسس. والمحتمل أنه كتب الرسالة إلى العبرانيين أيضاً. ووصوله إلى نيكوبوليس (في الشتاء) والقبض عليه هناك وإرساله إلى رومية بداءة الحرب بين اليهود والرومانيين
٦٨؟ سجنه ثانية في رومية وكتابته الرسالة الثانية إلى تيموثاوس (في الربيع) واستشهاده (في الصيف) موت نيرون
السابق
زر الذهاب إلى الأعلى