الملوك الثاني

سفر الملوك الثاني | 18 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر الملوك الثاني

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ عَشَرَ

١ – ٨ «١ وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ لِهُوشَعَ بْنِ أَيْلَةَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ مَلَكَ حَزَقِيَّا بْنُ آحَازَ مَلِكِ يَهُوذَا. ٢ كَانَ ٱبْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ تِسْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ أَبِي ٱبْنَةُ زَكَرِيَّا. ٣ وَعَمِلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ دَاوُدُ أَبُوهُ. ٤ هُوَ أَزَالَ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ، وَكَسَّرَ ٱلتَّمَاثِيلَ، وَقَطَّعَ ٱلسَّوَارِيَ، وَسَحَقَ حَيَّةَ ٱلنُّحَاسِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا مُوسَى لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا إِلَى تِلْكَ ٱلأَيَّامِ يُوقِدُونَ لَهَا وَدَعُوهَا «نَحُشْتَانَ». ٥ عَلَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ اْتَّكَلَ، وَبَعْدَهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَلاَ فِي ٱلَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ. ٦ وَٱلْتَصَقَ بِٱلرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْهُ بَلْ حَفِظَ وَصَايَاهُ ٱلَّتِي أَمَرَ بِهَا ٱلرَّبُّ مُوسَى. ٧ وَكَانَ ٱلرَّبُّ مَعَهُ، وَحَيْثُمَا كَانَ يَخْرُجُ كَانَ يَنْجَحُ. وَعَصَى عَلَى مَلِكِ أَشُّورَ وَلَمْ يَخْضَعْ لَهُ. ٨ هُوَ ضَرَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ إِلَى غَزَّةَ وَتُخُومِهَا مِنْ بُرْجِ ٱلنَّوَاطِيرِ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ ٱلْمُحَصَّنَةِ».

ص ١٦: ٢ و١٧: ١ و٢أيام ٢٨: ٢٧ و٢أيام ٢٩: ١ و٢ ص ٢٠: ٣ و٢أيام ٣١: ٢٠ ص ٢٣: ٢٥ تكوين ٣٩: ٢ و٣ و١صموئيل ١٨: ١٤ ص ١٦: ٧ و٢أيام ٢٨: ١٨ وأستير ١٤: ٢٩ ص ١٧: ٩

ٱبْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً (انظر ١٦: ١).

وَٱسْمُ أُمِّهِ أَبِي وفي (٢أيام ٢٩: ١) أبية.

حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ دَاوُدُ أَبُوهُ كما قيل في الملك آسا (١ملوك ١٥: ١١) والملك يوشيا (٢٢: ٢) وليس في غير هؤلاء الثلاثة. وكان كل من الثلاثة ابناً لأب شرير. وكان إشعيا النبي مشيراً لآحاز (إشعياء ٧: ٣ – ١٦) ولحزقيا بعدما ملك (إشعياء ٣٧: ٥) والأرجح أنه كان مشيراً له في أيام شبابه أيضاً.

أَزَالَ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ (ع ٤) وفي ٢أيام ٢٩ إنه في السنة الأولى من ملكه فتح أبواب بيت الرب وطهّر الكهنة بيت الرب وأصعدوا ذباح وأوقف حزقيا اللاويين للتسبيح وعملوا فصحاً للرب ودعا الملك إسرائيل ويهوذا وأفرايم ومنسى وزبولون. ولما أكمل هذا (٢أيام ٣١: ١) خرج كل إسرائيل إلى مدن يهوذا وكسروا الأنصاب وقطعوا السواري وهدموا المرتفعات (انظر ١ملوك ١٤: ٢٣ لذكر الأنصاب والسواري).

حَيَّةَ ٱلنُّحَاسِ كانت أولاً علامة الشفاء من الله للملدوغين من الحيّات المحرقة (عدد ٢١: ٤ – ٩) وكانت رمزاً إلى المسيح (يوحنا ٣: ١٤ و١٥) فإنه أتى في شبه جسد الخطية (رومية ٨: ٣) وجُعل خطية لأجلنا (٢كورنثوس ٥: ٢١).

كَانُوا إِلَى تِلْكَ ٱلأَيَّامِ يُوقِدُونَ لَهَا ليس من زمان موسى وربما كان من زمان آحاز. ومن جهلهم لم ينظروا بالإيمان إلى المرموز إليه بل عبدوا ذات الرمز كاحترام بعض الناس في أيامنا لما يسمونه عود الصليب. والسجود للحيّات كان في أشور وآرام وربما كان أيضاً في مصر.

نَحُشْتَانَ والكلمة مشتقة إما من نحشت أي نحاس وهذا الأرجح أو من نحش أي حية. ونحشتان اسم علم.

وَبَعْدَهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُ (ع ٥) وقيل في يوشيا (٢٣: ٢٥) ولم يكن قبله ملك مثله أي كان حزقيا ويوشيا ملكين فاضلين لا يقدر المؤرخ أن يفضل أحدهما على الآخر. وليس لحزقيا مثل في اتكاله على الرب وليس ليوشيا مثل في غيرته لعبادة الرب الطاهرة.

كَانَ يَنْجَحُ (ع ٧) وفي ٢أيام ٣٢: ٢٧ – ٣٠ ذكر غناه وكرامته بالتفصيل.

وَعَصَى عَلَى مَلِكِ أَشُّورَ كان ذلك نتيجة اتكاله على الرب وربما عصاه في أول ملكه ولم يحاربه ملك أشور في الأول لارتباكه في حروب مع السامرة وصور ومصر.

ضَرَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ (ع ٨) كان سنحاريب قد أعطى قسماً من يهوذا إلى ملك غزة وربما كانت حرب حزقيا لاسترجاعه وكان بعض الفلسطينيين مع ملك أشور والبعض عليه فحارب حزقيا الذين كانوا مع ملك أشور وساعد الذين كانوا عليه.

بُرْجِ ٱلنَّوَاطِيرِ الأرض كلها من المزرعة الحقيرة إلى المدينة الكبيرة (١٧: ٩).

٩ – ١٢ «٩ وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلرَّابِعَةِ لِلْمَلِكِ حَزَقِيَّا، وَهِيَ ٱلسَّنَةُ ٱلسَّابِعَةُ لِهُوشَعَ بْنِ أَيْلَةَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، صَعِدَ شَلْمَنْأَسَرُ مَلِكُ أَشُّورَ عَلَى ٱلسَّامِرَةِ وَحَاصَرَهَا. ١٠ وَأَخَذُوهَا فِي نِهَايَةِ ثَلاَثِ سِنِينَ. فَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّادِسَةِ لِحَزَقِيَّا، وَهِيَ ٱلسَّنَةُ ٱلتَّاسِعَةُ لِهُوشَعَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، أُخِذَتِ ٱلسَّامِرَةُ. ١١ وَسَبَى مَلِكُ أَشُّورَ إِسْرَائِيلَ إِلَى أَشُّورَ، وَوَضَعَهُمْ فِي حَلَحَ وَخَابُورَ نَهْرِ جُوزَانَ وَفِي مُدُنِ مَادِي ١٢ لأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِمْ، بَلْ تَجَاوَزُوا عَهْدَهُ وَكُلَّ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى عَبْدُ ٱلرَّبِّ، فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يَعْمَلُوا».

ص ١٧: ٣ – ٧

وَأَخَذُوهَا (ع ١٠) لم يأخذها شملنأسر بل سرجون الذي خلفه. وكان المؤرخ قد ذكر سقوط السامرة (انظر ١٧: ٥ – ٧ وتفسيره) وذكره ثانية ليظهر تقوى حزقيا ونجاحه بالمقابلة مع خطايا السامرة وسقوطها. وكان سقوط السامرة ذا شأن لليهود لأن به زال الفاصل بينهم وبين الأشوريين وصارت يهوذا عرضة لهجوم الأشوريين ولكن بسبب موت سنحاريب وقيام ملك جديد والفتن والحروب الناتجة من ذلك استراحت يهوذا قليلاً وصار لها وقت للاستعداد لمقاومة الأشوريين (٢أيام ٣٢: ٣ – ٦).

ومضمون الفصل من ع ١٣ إلى آخر الأصحاح العشرين كمضمون الأصحاحات الأربعة في نبوءة إشعياء من (ص ٣٦ إلى ٣٩). والأرجح أن إشعياء كتبها جميعها ولعله كتبها مرتين لأن كل سفر من الأسفار المقدسة كان مستقلاً عن غيره وذكر هذه الحوادث في سفر الملوك ضروري لعلاقتها مع غيرها من الحوادث التاريخية وذكرها في سفر إشعياء ضروري لعلاقتها مع النبوءات السابقة بشأن أشور. وفي سفر الملوك زيادة عن المذكور في إشعياء أي الخبز بتسليم حزقيا وتأديته المال لملك أشور (ع ١٤ – ١٦) وفي نبوءة إشعياء زيادة عن المذكور في سفر الملوك أي تسبح حزقيا بعد شفائه (إشعياء ٣٨: ٩ – ٢٠). وفي ٢أيام ص ٢٩ و٣٠ و٣١ خبر تطهير بيت الرب بأمر حزقيا وإعادة الخدمة بعدما كانت قد أُهملت من زمان طويل وجمع الأعشار والأقداس. وترتيب الحوادث في زمان ملك حزقيا كما يأتي: أولاً أرجع السنن الموسوية إلى اعتبارها السابق وأبطل عبادة الأصنام. وكان سقوط السامرة في السنة السابعة لحزقيا. ثم مرض حزقيا للموت وسمع الرب صلاته وزاد على أيامه خمس عشرة سنة وأرسل ملك بابل رسله إلى حزقيا. وبعد ذلك بنحو ١٣ سنة صعد سنحاريب على يهوذا وأحذ مدنها المحصنة وأخذ جزية وهدايا من حزقيا (١٨: ١٤ – ١٦) وظن اليهود أنهم كانوا قد خلصوا منه (إشعياء ٢٢: ١ – ١٤) ولكنه عاد وأرسل جيشاً إلى أورشليم واستجاب الرب لصلاة حزقيا وأرسل ملاكه وضرب من الأشوريين مئة وخمساً وثمانين ألفاً. ومات حزقيا بعد ذلك بنحو سنتين أو ثلاث سنين.

(بما أن التفسير المستوفى هو في تفسير إشعياء لا يلزمنا تفسير ما بقي من هذا الأصحاح أي من ع ١٣ وما يليه إلى آخر ص ٢٠).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى