الملوك الثاني

سفر الملوك الثاني | 05 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر الملوك الثاني

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ

١ – ٧ «١ وَكَانَ نُعْمَانُ رَئِيسُ جَيْشِ مَلِكِ أَرَامَ رَجُلاً عَظِيماً عِنْدَ سَيِّدِهِ مَرْفُوعَ ٱلْوَجْهِ، لأَنَّهُ عَنْ يَدِهِ أَعْطَى ٱلرَّبُّ خَلاَصاً لأَرَامَ. وَكَانَ ٱلرَّجُلُ جَبَّارَ بَأْسٍ، أَبْرَصَ. ٢ وَكَانَ ٱلأَرَامِيُّونَ قَدْ خَرَجُوا غُزَاةً فَسَبَوْا مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ فَتَاةً صَغِيرَةً فَكَانَتْ بَيْنَ يَدَيِ ٱمْرَأَةِ نُعْمَانَ. ٣ فَقَالَتْ لِمَوْلاَتِهَا: يَا لَيْتَ سَيِّدِي أَمَامَ ٱلنَّبِيِّ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّامِرَةِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَشْفِيهِ مِنْ بَرَصِهِ. ٤ فَدَخَلَ وَأَخْبَرَ سَيِّدَهُ: كَذَا وَكَذَا قَالَتِ ٱلْجَارِيَةُ ٱلَّتِي مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. ٥ فَقَالَ مَلِكُ أَرَامَ: ٱنْطَلِقْ ذَاهِباً فَأُرْسِلَ كِتَاباً إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. فَذَهَبَ وَأَخَذَ بِيَدِهِ عَشَرَ وَزَنَاتٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ، وَسِتَّةَ آلاَفِ شَاقِلٍ مِنَ ٱلذَّهَبِ، وَعَشَرَ حُلَلٍ مِنَ ٱلثِّيَابِ. ٦ وَأَتَى بِٱلْكِتَابِ إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ فِيهِ: فَٱلآنَ عِنْدَ وُصُولِ هٰذَا ٱلْكِتَابِ إِلَيْكَ، هُوَذَا قَدْ أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ نُعْمَانَ عَبْدِي فَٱشْفِهِ مِنْ بَرَصِهِ. ٧ فَلَمَّا قَرَأَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ ٱلْكِتَابَ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَقَالَ: هَلْ أَنَا ٱللّٰهُ لِكَيْ أُمِيتَ وَأُحْيِيَ، حَتَّى إِنَّ هٰذَا يُرْسِلُ إِلَيَّ أَنْ أَشْفِيَ رَجُلاً مِنْ بَرَصِهِ؟ فَٱعْلَمُوا وَٱنْظُرُوا أَنَّهُ إِنَّمَا يَتَعَرَّضُ لِي!».

لوقا ٤: ٢٧ ص ٦: ٢٣ و١٣: ٢٠ ص ٤: ٤٢ و١صموئيل ٩: ٧ ع ٢٢ و٢٣ وقضاة ١٤: ١٢ تكوين ٣٧: ٢٩ تكوين ٣٠: ٢ و١صموئيل ٢: ٦ و١ملوك ٢٠: ٧ ولوقا ١١: ٥٤

مَلِكِ أَرَامَ وهو بنهدد وكانت قاعدته مدينة دمشق.

مَرْفُوعَ ٱلْوَجْهِ كان الملك قد رفعه وكرّمه.

أَعْطَى ٱلرَّبُّ خَلاَصاً لأَرَامَ لم يكن الرب إله إسرائيل فقط. والأرجح أن الخلاص المشار إليه هو من أشور.

أَبْرَصَ كان ناموس موسى يمنع الأبرص عن كل مخالطة (لاويين ١٣ و١٤) وأما الأراميون فلم يعرفوا ناموس موسى. وربما كان برص نعمان خفيفاً لا يؤخّره عن الخدمة.

ٱلنَّبِيِّ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّامِرَةِ (ع ٣) كان لأليشع بيت في السامرة فسكن في قاعدة المملكة وعاشر الملك والعظماء فاختلف في هذا الأمر عن إيليا. وكان قد شاع خبره عند جميع الناس حتى أن هذه الفتاة الصغيرة سمعته.

يَشْفِيهِ مِنْ بَرَصِهِ وكانت هذه الفتاة تحب مولاتها وسيدها وإن كانت أسيرة أجنبية ولم تتصوّر أن بُغيتها تصير حقيقة.

فَدَخَلَ (ع ٤) لم يُذكر الفاعل. وربما كان نعمان أو غيره.

سَيِّدَهُ سيد نعمان أي الملك.

ٱنْطَلِقْ ذَاهِباً (ع ٥) الأمر هو لنعمان وهو دليل على اعتبار الملك له ورغبته في شفائه.

مَلِكِ إِسْرَائِيلَ الأرجح أنه يهورام بن أخآب والقول يدل على علاقات سليمة بين مملكة أرام ومملكة إسرائيل. وكتب المكتوب إلى الملك لأنه حسب أن النبي كان في خدمته.

عَشَرَ وَزَنَاتٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ نحو ٣٧٥٠ ليرة.

سِتَّةَ آلاَفِ شَاقِلٍ مِنَ ٱلذَّهَبِ أي نحو ٧٥٠٠ ليرة. وفي القديم كان الذهب والفضة بالوزن ولم تكن نقود مسكوكة.

وَعَشَرَ حُلَلٍ مِنَ ٱلثِّيَابِ ثياب مزركشة مقصبة جميلة ثمينة (تكوين ٤٥: ٢٢ و٢أيام ٩: ٢٤). فكانت الهدية مما يليق برئيس جيش إلى ملك.

فَٱلآنَ الخ (ع ٦) لم يُذكر المكتوب كله بل الجملة التي فيها خلاصته.

فَلَمَّا قَرَأَ (ع ٧) كان قول ملك آرام على سبيل أمر أي اشفه وكان الأمر مما يستحيل فعله لأن البرص مرض عديم الشفاء. فظن ملك إسرائيل أن ملك آرام تعرّض له أي طلب سبباً للحرب (١ملوك ٢٠: ٣ – ٦) ولم يتفكر في أليشع إما لأنه لم يصدق أنه يقدر أن يشفي أبرص أو لأنه كان قد نسيه.

٨ – ١٤ «٨ وَلَمَّا سَمِعَ أَلِيشَعُ رَجُلُ ٱللّٰهِ أَنَّ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ قَدْ مَزَّقَ ثِيَابَهُ، أَرْسَلَ إِلَى ٱلْمَلِكِ يَقُولُ: لِمَاذَا مَزَّقْتَ ثِيَابَكَ؟ لِيَأْتِ إِلَيَّ فَيَعْلَمَ أَنَّهُ يُوجَدُ نَبِيٌّ فِي إِسْرَائِيلَ. ٩ فَجَاءَ نُعْمَانُ بِخَيْلِهِ وَمَرْكَبَاتِهِ وَوَقَفَ عِنْدَ بَابِ بَيْتِ أَلِيشَعَ. ١٠ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَلِيشَعُ رَسُولاً يَقُولُ: ٱذْهَبْ وَٱغْتَسِلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي ٱلأُرْدُنِّ فَيَرْجِعَ لَحْمُكَ إِلَيْكَ وَتَطْهُرَ. ١١ فَغَضِبَ نُعْمَانُ وَمَضَى وَقَالَ: هُوَذَا قُلْتُ إِنَّهُ يَخْرُجُ إِلَيَّ وَيَقِفُ وَيَدْعُو بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ وَيُرَدِّدُ يَدَهُ فَوْقَ ٱلْمَوْضِعِ فَيَشْفِي ٱلأَبْرَصَ! ١٢ أَلَيْسَ أَبَانَةُ وَفَرْفَرُ نَهْرَا دِمَشْقَ أَحْسَنَ مِنْ جَمِيعِ مِيَاهِ إِسْرَائِيلَ؟ أَمَا كُنْتُ أَغْتَسِلُ بِهِمَا فَأَطْهُرَ؟ وَرَجَعَ وَمَضَى بِغَيْظٍ. ١٣ فَتَقَدَّمَ عَبِيدُهُ وَقَالُوا: يَا أَبَانَا، لَوْ قَالَ لَكَ ٱلنَّبِيُّ أَمْراً عَظِيماً أَمَا كُنْتَ تَعْمَلُهُ، فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ إِذْ قَالَ لَكَ: ٱغْتَسِلْ وَٱطْهُرْ؟. ١٤ فَنَزَلَ وَغَطَسَ فِي ٱلأُرْدُنِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ حَسَبَ قَوْلِ رَجُلِ ٱللّٰهِ، فَرَجَعَ لَحْمُهُ كَلَحْمِ صَبِيٍّ صَغِيرٍ وَطَهُرَ».

١ملوك ١٢: ٢٢ يوحنا ٩: ٧ و١صموئيل ٢٨: ٢٣ ص ٢: ١٢ و٦: ١١ و٨: ٩ ع ١٠ وأيوب ٣٣: ٢٥ لوقا ٤: ٢٧ و٥: ١٣

سَبْعَ مَرَّاتٍ (ع ١٠) عدد مقدس. (انظر ما قيل في تطهير الأبرص في لاويين ١٤: ٧ و٨ و١٦ و٢٧).

فَغَضِبَ نُعْمَانُ (ع ١١) كان قد قام من قصر ملك إسرائيل فجاء ووقف عند باب أليشع وبعدما تنازل هذا التنازل لم يخرج أليشع للقائه بل أرسل رسولاً ولم يشفه بالحاضر بل أرسله إلى الأردن وفضّل الأردن على نهري دمشق. ولم يكن أليشع رجلاً متكبراً بل بالعكس فلم يخرج من البيت ولم يمسّ الأبرص لأنه أراد أن يوجّه أفكار نعمان إلى الرب ليعلم أن الشفاء منه.

أَبَانَةُ (ع ١٢) نهر بردى الحالي ومنبعه من الجبل الشرقي. ويظن أن النهر الآخر أعني فرفر هو الأعرج الذي يخرج من جبل الشيخ. ويجري نهر أبانة في وسط دمشق. والنهران بعد أن يمدا الأراضي الواقعة حول دمشق بمائهما الغزير يجعلان تلك البقاع تضاهي أحسن موضع في العالم خصباً وبهاء بخلاف أنهر يهوذا وإسرائيل التي أكثرها تجري في أودية عميقة صخرية. فقال نعمان أليس أبانة وفرفر أحسن من جميع مياه إسرائيل (اطلب أبانة في قاموس الكتاب).

وَمَضَى بِغَيْظٍ مضى ليرجع إلى دمشق.

فَتَقَدَّمَ عَبِيدُهُ (ع ١٣) أظهر أخلاقه الكريمة لأنه وإن اغتاظ بالأول لم يصر على غيظه بل قبل رأي عبيده الحسن.

فَنَزَلَ وَغَطَسَ (ع ١٤) نزل بمعنى جسدي لأن الأردن أوطى كثيراً من السامرة. ونزل أيضاً عن غيظه وكبريائه. وكان في ذلك امتحان عظيم لإيمانه لأنه مضى إلى مكان بعيد على طريق عسير. ولو رجع من الأردن بلا شفاء لخجل من عبيده وشعبه أجمعين. وغطس أول مرة وثاني مرة إلى ست مرات بلا نتيجة. ولكنه أخضع نفسه وأطاع الأمر وكمل العمل ونال الشفاء التام.

١٥ – ١٩ «١٥ فَرَجَعَ إِلَى رَجُلِ ٱللّٰهِ هُوَ وَكُلُّ جَيْشِهِ وَدَخَلَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ وَقَالَ: هُوَذَا قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلٰهٌ فِي كُلِّ ٱلأَرْضِ إِلاَّ فِي إِسْرَائِيلَ. وَٱلآنَ فَخُذْ بَرَكَةً مِنْ عَبْدِكَ. ١٦ فَقَالَ: حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ إِنِّي لاَ آخُذُ. وَأَلَحَّ عَلَيْهِ أَنْ يَأْخُذَ فَأَبَى. ١٧ فَقَالَ نُعْمَانُ: أَمَا يُعْطَى لِعَبْدِكَ حِمْلُ بَغْلَيْنِ مِنَ ٱلتُّرَابِ، لأَنَّهُ لاَ يُقَرِّبُ بَعْدُ عَبْدُكَ مُحْرَقَةً وَلاَ ذَبِيحَةً لآلِهَةٍ أُخْرَى بَلْ لِلرَّبِّ. ١٨ عَنْ هٰذَا ٱلأَمْرِ يَصْفَحُ ٱلرَّبُّ لِعَبْدِكَ: عِنْدَ دُخُولِ سَيِّدِي إِلَى بَيْتِ رِمُّونَ لِيَسْجُدَ هُنَاكَ وَيَسْتَنِدَ عَلَى يَدِي فَأَسْجُدُ فِي بَيْتِ رِمُّونَ، فَعِنْدَ سُجُودِي فِي بَيْتِ رِمُّونَ يَصْفَحُ ٱلرَّبُّ لِعَبْدِكَ عَنْ هٰذَا ٱلأَمْرِ. ١٩ فَقَالَ لَهُ: ٱمْضِ بِسَلاَمٍ».

ع ٨ ويشوع ٢: ٩ – ١٦ و١صموئيل ١٧: ٤٦ و٤٧ و١صموئيل ٢٥: ٢٧ ص ٣: ١٤ ع ٢٠ و٢٦ وتكوين ١٤: ٢٢ و٢٣

فَرَجَعَ إِلَى رَجُلِ ٱللّٰهِ (ع ١٥) وكان رجوعه من أخلاقه الجيدة لأنه ذكر النبي بشكر كالأبرص السامري الذي طهّره يسوع فرجع ليمجد الله مع أن التسعة الباقين لم يرجعوا (لوقا ١٧: ١٢ – ١٩) وكان في رجوعه تعب وخسارة لأنه لو مضى من الأردن إلى دمشق لكان قصر سفره نحو ٣٠ ميلاً وأمكنه أن يشكر أليشع بواسطة رسول ورسالة.

لَيْسَ إِلٰهٌ فِي كُلِّ ٱلأَرْضِ على اعتقاد الوثنيين كان آلهة كثيرون ولكل منهم قطيعة من العالم. وقول نعمان هو الإقرار بأن إله الإسرائيليين هو الإله الحقيقي لكل الأرض وليس غيره. ولهذا القول اعتبار خصوصي لأنه قول أحد عظماء الوثنيين.

إِنِّي لاَ آخُذُ (ع ١٦) قصده أن يعلمه أن الشفاء من الرب وليس من النبي ومجاني لأن الله لا يأخذ شيئاً من الناس على سبيل أجرة بل يعطيهم جميع الخيرات على سبيل نعمة.

حِمْلُ بَغْلَيْنِ مِنَ ٱلتُّرَابِ (ع ١٧) نستنتج من القرينة أنه قصد أن يصنع مذبحاً للرب (خروج ٢٠: ٢٤) وبما أن مقدار حملين من التراب لا يكفي ليصنع مذبحاً منه ربما كان قصده أن يمد التراب على وجه قطعة أرض فتصير القطعة كلها أرضاً مقدسة ثم يبني المذبح فيها. وليس من الضرورة أن المذبح يُبنى على تراب من أرض إسرائيل بل كان ذلك استحسان نعمان.

سُجُودِي فِي بَيْتِ رِمُّونَ (ع ١٨) كان قد تعلّم أن الرب هو الإله الحقيقي وليس أخر. ولكن سجوده في بيت رمون كان من واجباته السياسية ولكونه رئيس الجيش. فلا يُنكر به إيمانه بالرب ولا يقدم محرقة أو ذبيحة لآلهة أخرى.

ٱمْضِ بِسَلاَمٍ (ع ١٩) رأى بعضهم في هذا القول جواب أليشع للطلبتين وهما طلبة حملين من التراب وطلبة الصفح عنه في سجوده في بيت رمون. أي أن أليشع سمح له في الأمرين. ورأى غيرهم أن أليشع لم يجاوبه في هذين الأمرين بل صرفه وترك الحكم فيهما لضمير نعمان. ونرى من تعليم الكتاب قول يشوع لبني إسرائيل اختاروا لأنفسكم من تعبدون (يشوع ٢٤: ١٥) وقول إيليا حتى متى تعرجون بين الفرقتين (١ملوك ١٨: ٢١) وقول يسوع لا يقدر أحد أن يخدم سيدين (متّى ٦: ٢٤).

١٩ – ٢٧ «وَلَمَّا مَضَى مِنْ عِنْدِهِ مَسَافَةً مِنَ ٱلأَرْضِ ٢٠ قَالَ جِيحَزِي غُلاَمُ أَلِيشَعَ رَجُلِ ٱللّٰهِ: هُوَذَا سَيِّدِي قَدِ ٱمْتَنَعَ عَنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ يَدِ نُعْمَانَ ٱلأَرَامِيِّ هٰذَا مَا أَحْضَرَهُ. حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ إِنِّي أَجْرِي وَرَاءَهُ وَآخُذُ مِنْهُ شَيْئاً. ٢١ فَسَارَ جِيحَزِي وَرَاءَ نُعْمَانَ. وَلَمَّا رَآهُ نُعْمَانُ رَاكِضاً وَرَاءَهُ نَزَلَ عَنِ ٱلْمَرْكَبَةِ لِلِقَائِهِ وَقَالَ: أَسَلاَمٌ؟ ٢٢ فَقَالَ: سَلاَمٌ. إِنَّ سَيِّدِي قَدْ أَرْسَلَنِي قَائِلاً: هُوَذَا فِي هٰذَا ٱلْوَقْتِ قَدْ جَاءَ إِلَيَّ غُلاَمَانِ مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ مِنْ بَنِي ٱلأَنْبِيَاءِ، فَأَعْطِهِمَا وَزْنَةَ فِضَّةٍ وَحُلَّتَيْ ثِيَابٍ. ٢٣ فَقَالَ نُعْمَانُ: ٱقْبَلْ وَخُذْ وَزْنَتَيْنِ. وَأَلَحَّ عَلَيْهِ وَصَرَّ وَزْنَتَيْ فِضَّةٍ فِي كِيسَيْنِ وَحُلَّتَيِ ٱلثِّيَابِ وَدَفَعَهَا لِغُلاَمَيْهِ فَحَمَلاَهَا قُدَّامَهُ. ٢٤ وَلَمَّا وَصَلَ إِلَى ٱلأَكَمَةِ أَخَذَهَا مِنْ أَيْدِيهِمَا وَأَوْدَعَهَا فِي ٱلْبَيْتِ وَأَطْلَقَ ٱلرَّجُلَيْنِ فَٱنْطَلَقَا. ٢٥ وَأَمَّا هُوَ فَدَخَلَ وَوَقَفَ أَمَامَ سَيِّدِهِ. فَقَالَ لَهُ أَلِيشَعُ: مِنْ أَيْنَ يَا جِيحَزِي؟ فَقَالَ: لَمْ يَذْهَبْ عَبْدُكَ إِلَى هُنَا أَوْ هُنَاكَ. ٢٦ فَقَالَ لَهُ: أَلَمْ يَذْهَبْ قَلْبِي حِينَ رَجَعَ ٱلرَّجُلُ مِنْ مَرْكَبَتِهِ لِلِقَائِكَ؟ أَهُوَ وَقْتٌ لأَخْذِ ٱلْفِضَّةِ وَلأَخْذِ ثِيَابٍ وَزَيْتُونٍ وَكُرُومٍ وَغَنَمٍ وَبَقَرٍ وَعَبِيدٍ وَجَوَارٍ؟ ٢٧ فَبَرَصُ نُعْمَانَ يَلْصَقُ بِكَ وَبِنَسْلِكَ إِلَى ٱلأَبَدِ! فَخَرَجَ مِنْ أَمَامِهِ أَبْرَصَ كَٱلثَّلْجِ».

ص ٤: ١٢ و٣١ و٣٦ ص ٦: ٣١ وخروج ٢٠: ٧ ص ٤: ٢٦ يشوع ٢٤: ٣٣ ع ٥ ص ٦: ٣ يشوع ٧: ١ و١١ و١٢ و٢١ و١ملوك ٢١: ١٦ ع ٢٢ ع ١٦ خروج ٤: ٦ وعدد ١٢: ١٠

حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ قصد جيحزي الكذب والخيانة ومع ذلك حلف باسم الرب. فكان حلفه على سبيل العادة وبلا فكر وبخلاف الوصية «لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً».

نَزَلَ عَنِ ٱلْمَرْكَبَةِ (ع ٢١) عرف جيحزي لأنه كان قد رآه في بيت أليشع وربما هو الرسول المذكور في ع ١٠ فأظهر له هذا الاعتبار الزايد لأنه خادم النبي الذي بواسطته شفي من برصه.

غُلاَمَانِ مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ (ع ٢٢) وكان من المحتمل أن أبناء الأنبياء يأتون إلى أليشع ويطلبون منه ما يسد احتياجاتهم ومن المحتمل أيضاً أن أليشع وإن لم يقبل هدية من نعمان لنفسه يقبلها لأجل غيره فانخدع نعمان.

وَزْنَةَ فِضَّةٍ (انظر ع ٥) نحو ٣٧٥ ليرة وهي هدية عظيمة بذاتها مع أنها قليلة بالنسبة إلى ما كان عند نعمان فأعطاه وزنتين.

ٱلأَكَمَةِ (ع ٢٤) أكمة معروفة بقرب بيت أليشع.

وَقَفَ أَمَامَ سَيِّدِهِ (ع ٢٥) كعادته كأنه لم يذهب إلى مكان.

أَلَمْ يَذْهَبْ قَلْبِي (ع ٢٦) أعطى الله أليشع معرفة الغيب فكان كأنه رأى وسمع ما جرى. وكانت تلك المعرفة محدودة ووقتية وحسب إرادة الرب كوحي الأنبياء.

وَزَيْتُونٍ الخ رأى أليشع ما كان في قلب جيحزي. وربما كان مفتكراً وهو راجع من عند نعمان بالأملاك التي سيقتنيها.

فَبَرَصُ نُعْمَانَ (ع ٢٧) اشتهى فضة نعمان وأخذ برصه. شُفي نعمان من برصه إذ آمن بالرب وضرب جيحزي بالبرص إذ تعدى على الرب. وكان عمل جيحزي يعاكس عمل أليشع لأن أليشع رفض الهدية ليكون شفاء نعمان مجاناً بالنعمة وليس بالفضة.

فائدة

ع ١١ «أفكار الإنسان وأفكار الله» فكر الإنسان أنه يقدر أن يشتري الشفاء بماله. وفكر الله أن الخلاص مجاناً وبالنعمة (إشعياء ٥٥: ١ رومية ٣: ٢٤ ورؤيا ٢٢: ١٧). فكر الإنسان أنه هو يختار لنفسه وسائل الخلاص. وفكر الله أن كل من يقبل الخلاص يسلم نفسه وكل أموره للرب. فكر الإنسان أن الخلاص أمر صعب. وفكر الله أنه أمر بسيط كالغسل في الأردن فكل من يريده يقدر أن يناله.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى