سفر الملوك الثاني | 03 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر الملوك الثاني
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ
١ – ٣ «١ وَمَلَكَ يُورَامُ بْنُ أَخْآبَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ٱلسَّامِرَةِ، فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّامِنَةَ عَشَرَةَ لِيَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا. مَلَكَ ٱثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً. ٢ وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، وَلٰكِنْ لَيْسَ كَأَبِيهِ وَأُمِّهِ، فَإِنَّهُ أَزَالَ تِمْثَالَ ٱلْبَعْلِ ٱلَّذِي عَمِلَهُ أَبُوهُ. ٣ إِلاَّ أَنَّهُ لَصِقَ بِخَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ ٱلَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. لَمْ يَحِدْ عَنْهَا».
ص ١: ١٧ ص ١٠: ١٨ و٢٦ – ٢٨ وخروج ٢٣: ٢٤ و١ملوك ١٦: ٣١ و٣٢ و١ملوك ١٢: ٢٨ – ٣٢ و١ملوك ١٤: ٩ و١٦
مَلَكَ يُورَامُ بْنُ أَخْآبَ لأن أخاه أخزيا قد مات ولم يكن له ابن.
فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّامِنَةَ عَشَرَةَ لِيَهُوشَافَاطَ (انظر ١: ١٧ وتفسيره) وكان قد صار ليهورام بن يهوشافاط سنتان ملكاً على يهوذا مع أبيه (١: ١٧). وكانت أُلفة بين المملكتين لأن يهورام بن يهوشافاط قد أخذ عثليا ابنة أخآب. وكانت هذه الألفة خيراً لإسرائيل فلم يعمل يهورام شراً كأبيه وأمه وكانت ليهوذا شراً لأنه بواسطتها أدخل يهوذا عبادة البعل.
تِمْثَالَ ٱلْبَعْلِ (ع ٢) ربما كان التمثال عموداً من حجر أو من خشب مغشّى بمعدن. وإزالة التمثال علامة إزالة العبادة. وله فضل في هذا العمل لأن العبادة التي رفضها هي عبادة أبيه وأمه وجيرانه وأقاربه من أهل صور وصيدا وكثيرين من شعبه.
إِلاَّ أَنَّهُ لَصِقَ بِخَطَايَا الخ (ع ٣) كان السجود بواسطة العجلين في بيت إيل ودان أمراً سياسياً وليس أمراً دينياً فقط. لأنه لو أزال هذه العبادة كان الشعب رجعوا ليسجدوا للرب في أورشليم ورجوعهم الديني كان استلزم رجوعهم السياسي وخضوعهم لملوك يهوذا.
٤ – ١٢ «٤ وَكَانَ مِيشَعُ مَلِكُ مُوآبَ صَاحِبَ مَوَاشٍ، فَأَدَّى لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ مِئَةَ أَلْفِ خَرُوفٍ وَمِئَةَ أَلْفِ كَبْشٍ بِصُوفِهَا. ٥ وَعِنْدَ مَوْتِ أَخْآبَ عَصَى مَلِكُ مُوآبَ عَلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. ٦ وَخَرَجَ ٱلْمَلِكُ يُورَامُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ مِنَ ٱلسَّامِرَةِ وَعَدَّ كُلَّ إِسْرَائِيلَ، ٧ وَذَهَبَ وَأَرْسَلَ إِلَى يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا يَقُولُ: قَدْ عَصَى عَلَيَّ مَلِكُ مُوآبَ. فَهَلْ تَذْهَبُ مَعِي إِلَى مُوآبَ لِلْحَرْبِ؟ فَقَالَ: أَصْعَدُ. مَثَلِي مَثَلُكَ. شَعْبِي كَشَعْبِكَ وَخَيْلِي كَخَيْلِكَ. ٨ فَقَالَ: مِنْ أَيِّ طَرِيقٍ نَصْعَدُ؟. فَقَالَ: مِنْ طَرِيقِ بَرِّيَّةِ أَدُومَ. ٩ فَذَهَبَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَمَلِكُ يَهُوذَا وَمَلِكُ أَدُومَ وَدَارُوا مَسِيرَةَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ. وَلَمْ يَكُنْ مَاءٌ لِلْجَيْشِ وَٱلْبَهَائِمِ ٱلَّتِي تَبِعَتْهُمْ. ١٠ فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: آهِ عَلَى أَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ دَعَا هٰؤُلاَءِ ٱلثَّلاَثَةَ ٱلْمُلُوكِ لِيَدْفَعَهُمْ إِلَى يَدِ مُوآبَ! ١١ فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ: أَلَيْسَ هُنَا نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَنَسْأَلَ ٱلرَّبَّ بِهِ؟ فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ: هُنَا أَلِيشَعُ بْنُ شَافَاطَ ٱلَّذِي كَانَ يَصُبُّ مَاءً عَلَى يَدَيْ إِيلِيَّا. ١٢ فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ: عِنْدَهُ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ. فَنَزَلَ إِلَيْهِ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطُ وَمَلِكُ أَدُومَ».
٢صموئيل ٨: ٢ وإشعياء ١٦: ١ و٢ ص ١: ١ و١ملوك ٢٢: ٤ ع ١ ع ٧ و١ملوك ٢٢: ٤٧ و١ملوك ٢٢: ٧ ص ٢: ٢٥ و١ملوك ١٩: ٢١ ويوحنا ١٣: ٤ و٥ و١٣و١٤
مِيشَعُ انظر ديبون في قاموس الكتاب وصورة الحجر الموابي وترجمة المكتوب عليه. واسم الملك ميشع أو ميسا في السطر الأول وفيه ذكر حروب موآب مع عمري ملك إسرائيل وخضوعهم له ولابنه أربعين سنة ثم عصوا وأخذوا مدناً. والأرجح أن ذلك كان في مدة ملك أخزيا (١: ١).
بِصُوفِهَا بالأصل صوفها بلا حرف الباء فبعضهم يترجمون الجملة هكذا «أدى ملك إسرائيل صوف مئة ألف خروف ومئة ألف كبش». والظاهر أن ذلك كان كل سنة. فيدل على غنى بلاد موآب في المواشي وعظمة سلطة إسرائيل عليها.
وَعِنْدَ مَوْتِ أَخْآبَ (ع ٥) اغتنمت موآب الفرصة لأن أخزيا كان مريضاً وضعيفاً.
وَأَرْسَلَ إِلَى يَهُوشَافَاطَ كان يهوشافاط قد أخذ أخت يهورام لابنه واتحد مع أخآب في محاربة راموت جلعاد (١ملوك ٢٢) وحارب موآب سابقاً (٢أيام ٢٠) وجواب يهوشافاط ليهورام كجوابه لأبيه في أمر محاربة راموت جلعاد (١ملوك ٢٢: ٤).
فَقَالَ (ع ٧) قال يهورام ليهوشافاط. كان إلى موآب طريقان أحدهما إلى الشرق وبعد عبور الأردن إلى الجنوب. والطريق الآخر إلى الجنوب غرب بحر لوط ثم إلى الشرق إلى أدوم ومنها إلى الشمال إلى موآب. وربما كان الموآبيون مستعدين للدفاع في الشمال ولم ينتظروا الهجوم من الجنوب. واستحسن يهوشافاط هذا الطريق لسبب آخر وهو أن يكون ملك في أدوم. ملك وكيل. وربما هذا الوكيل هو المسمى ملكاً هنا وربما كان تحت حماية يهوذا.
مَسِيرَةَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ مسيرة الجيش بعدما اجتمع الملوك الثلاثة. والماء في تلك النواحي قليل والجيش كبير. وكان ذلك من سوء التدبير لأنه كان يجب على القواد أن يسألوا قبلما تقدموا.
فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ الخ (ع ١١) ذات القول الذي قاله لأخآب حينما تفاوضا في محاربة راموت جلعاد (١ملوك ٢٢: ٥ – ٧) وقوله دليل على تقواه غير أنه كان يجب السؤال من الرب في الأول.
هُنَا أَلِيشَعُ إن الرب يستعد لاستجابة الصلاة قبلما تُقدم وربما كان قد قال لأليشع أن يسير مع الجيش لأنه سبق فعرف أنهم سيقعون في ضيق ويطلبون نبياً ليسألوا الرب به.
كَانَ يَصُبُّ مَاءً أي كان خادماً وتلميذاً لإيليا.
فَنَزَلَ إِلَيْهِ (ع ١٢) كرموا النبي وأظهروا اعتبارهم لإلهه لأنهم لم يستدعوه ليحضر إليهم بل ذهبوا هم إليه.
١٣ – ٢٠ «١٣ فَقَالَ أَلِيشَعُ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: مَا لِي وَلَكَ! ٱذْهَبْ إِلَى أَنْبِيَاءِ أَبِيكَ وَإِلَى أَنْبِيَاءِ أُمِّكَ. فَقَالَ لَهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: كَلاَّ. لأَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ دَعَا هٰؤُلاَءِ ٱلثَّلاَثَةَ ٱلْمُلُوكِ لِيَدْفَعَهُمْ إِلَى يَدِ مُوآبَ. ١٤ فَقَالَ أَلِيشَعُ: حَيٌّ هُوَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ ٱلَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ إِنَّهُ لَوْلاَ أَنِّي رَافِعٌ وَجْهَ يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا لَمَا كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْكَ وَلاَ أَرَاكَ. ١٥ وَٱلآنَ فَأْتُونِي بِعَوَّادٍ. وَلَمَّا ضَرَبَ ٱلْعَوَّادُ بِٱلْعُودِ كَانَتْ عَلَيْهِ يَدُ ٱلرَّبِّ ١٦ فَقَالَ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: ٱجْعَلُوا هٰذَا ٱلْوَادِيَ جباباً (حُفَراً حُفَراً). ١٧ لأَنَّهُ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: لاَ تَرَوْنَ رِيحاً وَلاَ تَرَوْنَ مَطَراً وَهٰذَا ٱلْوَادِي يَمْتَلِئُ مَاءً، فَتَشْرَبُونَ أَنْتُمْ وَمَاشِيَتُكُمْ وَبَهَائِمُكُمْ. ١٨ وَذٰلِكَ يَسِيرٌ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، فَيَدْفَعُ مُوآبَ إِلَى أَيْدِيكُمْ. ١٩ فَتَضْرِبُونَ كُلَّ مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ وَكُلَّ مَدِينَةٍ مُخْتَارَةٍ وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ ٱلْمَاءِ وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِٱلْحِجَارَةِ. ٢٠ وَفِي ٱلصَّبَاحِ عِنْدَ إِصْعَادِ ٱلتَّقْدِمَةِ إِذَا مِيَاهٌ آتِيَةٌ عَنْ طَرِيقِ أَدُومَ، فَٱمْتَلأَتِ ٱلأَرْضُ مَاءً».
حزقيال ١٤: ٣ – ٥ و١ملوك ١٨: ١٩ و٢٢: ٦ – ١١ و٢٢: ٢٥ ص ٥: ١٦ و١ملوك ١٧: ١ و١صموئيل ١٦: ٢٣ و١أيام ٢٥: ١ و١ملوك ١٨: ٤٦ وحزقيال ١: ٣ ع ٢٥ خروج ٢٩: ٣٩ و٤٠
مَا لِي وَلَكَ كلم الملك الشرير بلا خوف. ونستنتج من قوله أن الملك يهورام لم يكن قد أباد عبادة البعل وإن كان قد أزال تمثاله. إن امتحان الدين هو الضيق والإله الحقيقي هو الذي يكون في الضيقات عوناً شديداً فالتجأ يهورام في ضيقه إلى الرب وليس إلى البعل.
كَلاَّ لم يرد أن يذهب إلى أنبياء البعل لأن عبادته له كانت عبادة سياسية فقط وليس من قلبه.
لَوْلاَ أَنِّي رَافِعٌ وَجْهَ يَهُوشَافَاطَ (ع ١٤) لم يكن يهوشافاط كاملاً وكان الرب قد انتهزه على خطيئة اتحاده مع الأشرار (٢أيام ١٩: ١ – ٣ و٢٠: ٣٧) ولكنه لم يترك الرب ولم يسجد للأصنام. فانتفع الأشرار بوجود بار بينهم غير أن البار تضايق بوجوده معهم.
فَأْتُونِي بِعَوَّادٍ (ع ١٥) كان داود يضرب بالعود لأجل شاول (١صموئيل ١٦: ٢٣). والضرب بآلات الموسيقى وصوت الترنيم يساعد في العبادة ويعد القلب ليسمع كلام الله.
جباباً (حُفَراً حُفَراً) (ع ١٦) لأجل حفظ الماء وفي هذه الوصية استعداد للبركة المعدة لهم أي الماء وامتحان إيمانهم أيضاً. ولعلهم افتكروا لماذا الجباب فإنه ليس ماء ولا ما يدل على مطر والأيام ليست أيام الشتاء.
وَلاَ تَرَوْنَ مَطَراً (ع ١٧) يكون المطر في مكان بعيد عنهم فيجري الماء من الجبال إلى الوادي الذي كانوا حالّين فيه.
فَيَدْفَعُ مُوآبَ إِلَى أَيْدِيكُمْ (ع ١٨) كان الماء عربون البركات فلما أخذوا البركة الأولى تحققوا أنهم سيأخذون الثانية أيضاً.
وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ (ع ١٩) إن هذا العمل مخالف لقوانين الحرب والإنسانية. ولكن الأرض والساكنين فيها للرب. وعرف الموآبيين وجميع أعمالهم وأفكارهم وما كان من الخطر على شعبه وعلى الدين الحق لو بقوا كما هم في حال الراحة والأمان. وديّان الأرض لا يصنع إلا عدلاً.
عِنْدَ إِصْعَادِ ٱلتَّقْدِمَةِ (ع ٢٠ لاويين ٢: ١) وكانت تُصعد تقدمة كل يوم صباحاً ومساء (خروج ٢٩: ٣٨ و٣٩) ولا نقدر أن نثبت أنهم قدموا التقدمات الشرعية اليومية وهم سائرون ومحاربون. وربما هنا إشارة إلى الوقت فقط أي الوقت الذي فيه تقدم التقدمة الصحية.
آتِيَةٌ عَنْ طَرِيقِ أَدُومَ فلم ير الإسرائيليون ولا الموآبيون المطر والريح لأن المطر كان في أدوم.
٢١ – ٢٧ «٢١ وَلَمَّا سَمِعَ كُلُّ ٱلْمُوآبِيِّينَ أَنَّ ٱلْمُلُوكَ قَدْ صَعِدُوا لِمُحَارَبَتِهِمْ جَمَعُوا كُلَّ مُتَقَلِّدِي ٱلسِّلاَحِ فَمَا فَوْقُ، وَوَقَفُوا عَلَى ٱلتُّخُمِ. ٢٢ وَبَكَّرُوا صَبَاحاً وَٱلشَّمْسُ أَشْرَقَتْ عَلَى ٱلْمِيَاهِ، وَرَأَى ٱلْمُوآبِيُّونَ مُقَابِلَهُمُ ٱلْمِيَاهَ حَمْرَاءَ كَٱلدَّمِ. ٢٣ فَقَالُوا: هٰذَا دَمٌ! قَدْ تَحَارَبَ ٱلْمُلُوكُ وَضَرَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَٱلآنَ فَإِلَى ٱلنَّهْبِ يَا مُوآبُ. ٢٤ وَأَتَوْا إِلَى مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ، فَقَامَ إِسْرَائِيلُ وَضَرَبُوا ٱلْمُوآبِيِّينَ فَهَرَبُوا مِنْ أَمَامِهِمْ، فَدَخَلُوهَا وَهُمْ يَضْرِبُونَ ٱلْمُوآبِيِّينَ. ٢٥ وَهَدَمُوا ٱلْمُدُنَ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يُلْقِي حَجَرَهُ فِي كُلِّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ حَتَّى مَلأُوهَا، وَطَمُّوا جَمِيعَ عُيُونِ ٱلْمَاءِ وَقَطَعُوا كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ. وَلٰكِنَّهُمْ أَبْقَوْا فِي «قِيرِ حَارِسَةَ» حِجَارَتَهَا. وَٱسْتَدَارَ أَصْحَابُ ٱلْمَقَالِيعِ وَضَرَبُوهَا. ٢٦ فَلَمَّا رَأَى مَلِكُ مُوآبَ أَنَّ ٱلْحَرْبَ قَدِ ٱشْتَدَّتْ عَلَيْهِ أَخَذَ مَعَهُ سَبْعَ مِئَةِ رَجُلٍ مُسْتَلِّي ٱلسُّيُوفِ لِيَشُقُّوا إِلَى مَلِكِ أَدُومَ، فَلَمْ يَقْدِرُوا. ٢٧ فَأَخَذَ ٱبْنَهُ ٱلْبِكْرَ ٱلَّذِي كَانَ مَلَكَ عِوَضاً عَنْهُ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عَلَى ٱلسُّورِ. فَكَانَ غَيْظٌ عَظِيمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ. فَٱنْصَرَفُوا عَنْهُ وَرَجَعُوا إِلَى أَرْضِهِمْ» .
ع ١٩ إشعياء ١٦: ٧ وإرميا ٤٨: ٣١ و٣٦ عاموس ٢: ١ وميخا ٦: ٧
حَمْرَاءَ كَٱلدَّمِ (ع ٢٢) ربما كانت المياه التي نزلت من أدوم سيلاً كدراً فظهرت حمراء من تراب أرض أدوم. وربما كانت حمراء من مجرد انعكاس شعاع الشمس. وليس في هذه الحادثة ما يفوق الطبيعة إلا أن الرب أرسل لهم المياه في وقت احتياجهم وجعل هذا الوهم في عقول الموآبيين.
قَدْ تَحَارَبَ ٱلْمُلُوكُ (ع ٢٣) عرفوا من أخبارهم حديثاً في محاربتهم يهوشافاط (٢أيام ٢٠: ٢٣) إمكانية الاختلاف ضمن الجيش.
فَدَخَلُوهَا أي دخل الإسرائيليون أرض موآب.
وَهَدَمُوا الخ (ع ٢٥) إطاعة لأمر الرب (ع ١٩).
قِيرِ حَارِسَةَ أو قير حارس (إرميا ٤٨: ٣١) أو قير موآب (إشعياء ١٥: ١) وهي كرك الحالية وموقعها على رأس تل حوله أودية عميقة. وهي مدينة منيعة محصنة. ومعنى لفظة قير (سور) وربما كانت قير حارسة وحدها ذات سور فأبقاها الإسرائيليون بعدما هدموا غيرها من المدن. غير أنهم ضربوها بالمقاليع وضايقوا أهلها.
لِيَشُقُّوا إِلَى مَلِكِ أَدُومَ (ع ٢٦) ربما رأى الصف من جهة ملك أدوم أضعف من غيره أو رجا أنه يترك حليفيه وينحاز إليه. أو كان قد اشتد غضبه عليه بعض الاشتداد لأنه كان سابقاً حليفه فتركه (٢أيام ٢٠: ٢٢).
فَأَخَذَ ٱبْنَهُ (ع ٢٧) أي ملك موآب أخذ ابنه والابن هو ابن ملك موآب.
وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً (ميخا ٦: ٧) لإلهه كموش لزعمه أنه يرضى عنه. وذبح الأولاد والأبكار للآلهة من عادات الوثنيين.
فَكَانَ غَيْظٌ عَظِيمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ ومن التفاسير الكثيرة نذكر (١) إن ملكي يهوذا وأدوم لما رأيا تلك الذبيحة الهائلة ندما على ما كانوا سببوا من القساوة المفرطة وجعلا المسؤولية على ملك إسرائيل لكونه المحرك المقدام في الحرب (٢) وبعضهم يترجمون الجملة «فحنق إسرائيل حنقاً شديداً وانصرفوا عنه (أي عن ملك موآب) ورجعوا إلى أرضهم» (٣) وبعضهم يفهمون أن الغيظ كان من الموآبيين على إسرائيل وحليفيه وكان قد اشتعل لما رأوا ذبيحة ابن ملكهم البكر وولي العهد على السور. فتشددوا في الدفاع حتى التزم الإسرائيليون أن ينصرفوا عنهم. وربما توهم الإسرائيليون أنه بواسطة هذه الذبيحة يقوم كموش لينصر الموآبيين فخافوا وانصرفوا. وبعضهم يفهمون أن الابن الذي ذُبح هو ابن ملك أدوم الذي كان قد أسره ملك موآب ويرون في عاموس ٢: ١ إشارة إلى هذه الحادثة.
ع ٢ «أزال تمثال البعل» إصلاح غير كامل. ومن أنواعه:
- ترك بعض الخطايا مع التمسك بالبعض الآخر كمن يترك السكر ولا يترك اللعن والتجديف.
- ترك الخطايا في بعض الأيام كأيام الصوم وغض النظر عنها في البعض الآخر كأيام الأعياد.
- إصلاح الاعتقاد كما في دستور الإيمان بلا إصلاح في السلوك وبالعكس إصلاح في السلوك بلا إصلاح في الاعتقاد.
- إصلاح لأجل منفعة عالمية كإصلاح الخادم لكي يبقى في خدمته أو إصلاح التاجر لأجل الربح في تجارته.
- كل إصلاح لا يمس القلب. لأنه إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله.
ع ١٦ «اجعلوا هذا الوادي جباباً جباباً». جباب الإيمان
- إنه علينا أن نصدق مواعيد الله ونعمل بموجبها وإن كان العمل عبثاً حسب الظاهر كما عملوا الجباب في أرض يابسة وعملوها قبل المطر دون علامات تدل على أن المطر قريب.
- إنه علينا العمل والعمل باجتهاد وإن كانت البركة من الرب. وعلينا التوفير في استعمال بركات الرب وإن كان هو غنياً وقادراً على كل شيء. كانت الجباب لحفظ الماء. قال يسوع اجمعوا الكِسر الفاضلة لكي لا يضيع شيء.
السابق |
التالي |