سفر أخبار الأيام الثاني | 26 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر أخبار الأيام الثاني
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ وَٱلْعِشْرُونَ
انظر ٢ملوك ١٥: ١ – ٧
١ – ٥ «١ وَأَخَذَ كُلُّ شَعْبِ يَهُوذَا عُزِّيَّا وَهُوَ ٱبْنُ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً وَمَلَّكُوهُ عِوَضاً عَنْ أَبِيهِ أَمَصْيَا. ٢ هُوَ بَنَى أَيْلَةَ وَرَدَّهَا لِيَهُوذَا بَعْدَ ٱضْطِجَاعِ ٱلْمَلِكِ مَعَ آبَائِهِ. ٣ كَانَ عُزِّيَّا ٱبْنَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ٱثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ يَكُلْيَا مِنْ أُورُشَلِيمَ. ٤ وَعَمِلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ أَمَصْيَا أَبُوهُ. ٥ وَكَانَ يَطْلُبُ ٱللّٰهَ فِي أَيَّامِ زَكَرِيَّا ٱلْفَاهِمِ بِمَنَاظِرِ ٱللّٰهِ. وَفِي أَيَّامِ طَلَبِهِ ٱلرَّبَّ أَنْجَحَهُ ٱللّٰهُ».
عُزِّيَّا وفي (٢ملوك ١٥: ١) عزريا.
بَنَى أَيْلَةَ (ع ٢) على الخليج الشرقي من البحر الأحمر في بلاد أدوم. كان داود قد أخذ أدوم (٢صموئيل ٨: ١٤) ثم استرجعها الأدوميون (٢ملوك ٨: ٢٠) في أيام يهورام ملك يهوذا. وكانت إيلة بقرب عصيون جابر.
بَعْدَ ٱضْطِجَاعِ ٱلْمَلِكِ مَعَ آبَائِهِ (ع ٢) أي الملك أمصيا أبوه وكان أمصيا قد ضرب أدوم ضربة ثقيلة (٢٥: ١١ – ١٢) وابنه عزيا زاد وأخذ أيلة.
حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ أَمَصْيَا أَبُوهُ (٢٥: ٢) هنا ذكر أعمال أمصيا الصالحة وغضّ النظر عن خطاياه.
فِي أَيَّامِ زَكَرِيَّا (ع ٥) لا نعرف عنه إلا المذكور هنا وهو رجل فهيم في ما لله وأمين في إنذاره الملك وكان الملك وهو صغير في السن فهيماً لأنه سمع كلام زكريا.
٦ – ١٥ «٦ وَخَرَجَ وَحَارَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ وَهَدَمَ سُورَ جَتَّ وَسُورَ يَبْنَةَ وَسُورَ أَشْدُودَ، وَبَنَى مُدُناً فِي أَرْضِ أَشْدُودَ وَٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. ٧ وَسَاعَدَهُ ٱللّٰهُ عَلَى ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ وَعَلَى ٱلْعَرَبِ ٱلسَّاكِنِينَ فِي جُورَبَعْلَ وَٱلْمَعُونِيِّينَ. ٨ وَأَعْطَى ٱلْعَمُّونِيُّونَ عُزِّيَّا هَدَايَا، وَٱمْتَدَّ ٱسْمُهُ إِلَى مَدْخَلِ مِصْرَ لأَنَّهُ تَشَدَّدَ جِدّاً. ٩ وَبَنَى عُزِّيَّا أَبْرَاجاً فِي أُورُشَلِيمَ عِنْدَ بَابِ ٱلزَّاوِيَةِ وَعِنْدَ بَابِ ٱلْوَادِي وَعِنْدَ ٱلزَّاوِيَةِ وَحَصَّنَهَا. ١٠ وَبَنَى أَبْرَاجاً فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، وَحَفَرَ آبَاراً كَثِيرَةً لأَنَّهُ كَانَ لَهُ مَاشِيَةٌ كَثِيرَةٌ فِي ٱلسَّاحِلِ وَٱلسَّهْلِ، وَفَلاَّحُونَ وَكَرَّامُونَ فِي ٱلْجِبَالِ وَفِي ٱلْكَرْمَلِ لأَنَّهُ كَانَ يُحِبُّ ٱلْفِلاَحَةَ. ١١ وَكَانَ لِعُزِّيَّا جَيْشٌ مِنَ ٱلْمُقَاتِلِينَ يَخْرُجُونَ لِلْحَرْبِ أَحْزَاباً حَسَبَ عَدَدِ إِحْصَائِهِمْ عَنْ يَدِ يَعِيئِيلَ ٱلْكَاتِبِ وَمَعْسِيَّا ٱلْعَرِيفِ تَحْتَ يَدِ حَنَنْيَا وَاحِدٍ مِنْ رُؤَسَاءِ ٱلْمَلِكِ. ١٢ كُلُّ عَدَدِ رُؤُوسِ ٱلآبَاءِ مِنْ جَبَابِرَةِ ٱلْبَأْسِ أَلْفَانِ وَسِتُّ مِئَةٍ. ١٣ وَتَحْتَ يَدِهِمْ جَيْشُ جُنُودٍ ثَلاَثُ مِئَةِ أَلْفٍ وَسَبْعَةُ آلاَفٍ وَخَمْسُ مِئَةٍ مِنَ ٱلْمُقَاتِلِينَ بِقُوَّةٍ شَدِيدَةٍ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمَلِكِ عَلَى ٱلْعَدُوِّ. ١٤ وَهَيَّأَ لَهُمْ عُزِّيَّا، لِكُلِّ ٱلْجَيْشِ، أَتْرَاساً وَرِمَاحاً وَخُوَذاً وَدُرُوعاً وَقِسِيّاً وَحِجَارَةَ مَقَالِيعَ. ١٥ وَعَمِلَ فِي أُورُشَلِيمَ مَنْجَنِيقَاتٍ ٱخْتِرَاعَ مُخْتَرِعِينَ لِتَكُونَ عَلَى ٱلأَبْرَاجِ وَعَلَى ٱلزَّوَايَا لِتُرْمَى بِهَا ٱلسِّهَامُ وَٱلْحِجَارَةُ ٱلْعَظِيمَةُ. وَٱمْتَدَّ ٱسْمُهُ إِلَى بَعِيدٍ إِذْ عَجِبَتْ مُسَاعَدَتُهُ حَتَّى تَشَدَّدَ».
حَارَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ كان بعضهم قد أتوا ليهوشافاط بهدايا (١٧: ١١) وقاموا على يهورام ابنه (٢١: ١٦).
جَتَّ إحدى مدن الفلسطينيين الخمس (يشوع ١٣: ٣) أخذها داود (١أيام ١٨: ١) وحصنها رحبعام (١١: ٨) أخذها حزائيل (٢ملوك ١٢: ١٧) وأخذها عزيا وهدم سورها. وليس لها ذكر في التاريخ بعد ذلك (إرميا ٢٥: ٢٠ يذكر أربع مدن ولا يذكر جت) وموقعها مجهول. وبينة على شط بحر الروم إلى جهة الشمال والغرب من اليهودية. وأشدود إحدى مدن الفلسطينيين الخمس على شط البحر أُعطيت ليهوذا (يشوع ١٥: ٤٦ و٤٧) غير أنها لم تؤخذ. قيل إن سامتيكوس ملك مصر أخذها بعد حصار ٢٩ سنة (انظر إشعياء ٢٠: ١).
جُورَبَعْلَ (ع ٧) مسكن للعرب في البادية إلى جهة الجنوب والشرق من يهوذا.
ٱلْمَعُونِيِّينَ (٢٠: ١).
أَبْرَاجاً فِي أُورُشَلِيمَ (ع ٩) في الزاوية الغربية والشمالية وعند باب يافا في الغرب.
أَبْرَاجاً فِي ٱلْبَرِّيَّةِ (ع ١٠) المرعى في جهات الغرب والجنوب الغربي من بحر لوط والأبراج للمراقبة والدفاع من الغزاة. الساحل هو الأراضي المنحدرة نحو بحر الروم والسهل هو السهل المرتفع في شرقي الأردن.
فِي ٱلْكَرْمَلِ وهي الكلمة المترجمة «بستاناً» في (إشعياء ٢٩: ١٧ و٣٢: ١٥) ومعناها أرض مخصبة. وإذا فهمناها كاسم علم كان الكرمل في جنوبي يهوذا وكان فيه أملاك نابال (١صموئيل ٢٥: ٢).
كَانَ يُحِبُّ ٱلْفِلاَحَةَ وذلك من فضائل الملك لأن الفلاحة أساس المملكة.
يَخْرُجُونَ لِلْحَرْبِ أَحْزَاباً أي جيشاً منظماً ونظامه أحسن مما كان قبله.
يَعِيئِيلَ ٱلْكَاتِبِ من واجباته أن يكتب أسماء الجنود أفراداً حسب أحزابهم.
رُؤُوسِ ٱلآبَاءِ (ع ١٢) هم القواد ونفهم أن أحزاب الجنود كانت حسب بيوتهم وعلى كل بيت رئيس.
ثَلاَثُ مِئَةِ أَلْفٍ وَسَبْعَةُ آلاَفٍ وَخَمْسُ مِئَةٍ (ع ١٣) ذكر العدد بالتدقيق. وكان هذا الجيش أكبر قليلاً من جيش أبيه أمصيا (٢٥: ٥).
حِجَارَةَ مَقَالِيعَ (ع ١٤) حينما استعد داود لمحاربة جليات أخذ خمسة حجارة ملس من الوادي (١صموئيل ١٧: ٤٠) وطبعاً في وقت القتال لا يقدر الضاربون بالمقاليع أن يتفرقوا ويجولوا لكي يجمعوا حجارة ملساً. فعزيا هيأها سابقاً.
مَنْجَنِيقَاتٍ (ع ١٥) التي ترمي الحجارة وقد نقشت صورها في الآثار الأشورية وربما كان معنى القول هنا أن عزيا لم يخترعها كأنها لم تكن سابقاً بل إنه أول من استعملها لجيش اليهود. وكان الرومانيون يستعملون منجنيقات لرمي الحجارة ولرمي السهام أيضاً.
١٦ – ٢٣ «١٦ وَلَمَّا تَشَدَّدَ ٱرْتَفَعَ قَلْبُهُ إِلَى ٱلْهَلاَكِ وَخَانَ ٱلرَّبَّ إِلٰهَهُ، وَدَخَلَ هَيْكَلَ ٱلرَّبِّ لِيُوقِدَ عَلَى مَذْبَحِ ٱلْبَخُورِ. ١٧ وَدَخَلَ وَرَاءَهُ عَزَرْيَا ٱلْكَاهِنُ وَمَعَهُ ثَمَانُونَ مِنْ كَهَنَةِ ٱلرَّبِّ بَنِي ٱلْبَأْسِ. ١٨ وَقَاوَمُوا عُزِّيَّا ٱلْمَلِكَ وَقَالُوا لَهُ: لَيْسَ لَكَ يَا عُزِّيَّا أَنْ تُوقِدَ لِلرَّبِّ بَلْ لِلْكَهَنَةِ بَنِي هَارُونَ ٱلْمُقَدَّسِينَ لِلإِيقَادِ. اُخْرُجْ مِنَ ٱلْمَقْدِسِ لأَنَّكَ خُنْتَ وَلَيْسَ لَكَ مِنْ كَرَامَةٍ مِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ ٱلإِلٰهِ. ١٩ فَحَنِقَ عُزِّيَّا. وَكَانَ فِي يَدِهِ مِجْمَرَةٌ لِلإِيقَادِ. وَعِنْدَ حَنَقِهِ عَلَى ٱلْكَهَنَةِ خَرَجَ بَرَصٌ فِي جِبْهَتِهِ أَمَامَ ٱلْكَهَنَةِ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ بِجَانِبِ مَذْبَحِ ٱلْبَخُورِ. ٢٠ فَٱلْتَفَتَ نَحْوَهُ عَزَرْيَاهُو ٱلْكَاهِنُ ٱلرَّأْسُ وَكُلُّ ٱلْكَهَنَةِ وَإِذَا هُوَ أَبْرَصُ فِي جِبْهَتِهِ، فَطَرَدُوهُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى إِنَّهُ هُوَ نَفْسُهُ بَادَرَ إِلَى ٱلْخُرُوجِ لأَنَّ ٱلرَّبَّ ضَرَبَهُ. ٢١ وَكَانَ عُزِّيَّا ٱلْمَلِكُ أَبْرَصَ إِلَى يَوْمِ وَفَاتِهِ، وَأَقَامَ فِي بَيْتِ ٱلْمَرَضِ أَبْرَصَ لأَنَّهُ قُطِعَ مِنْ بَيْتِ ٱلرَّبِّ، وَكَانَ يُوثَامُ ٱبْنُهُ عَلَى بَيْتِ ٱلْمَلِكِ يَحْكُمُ عَلَى شَعْبِ ٱلأَرْضِ. ٢٢ وَبَقِيَّةُ أُمُورِ عُزِّيَّا ٱلأُولَى وَٱلأَخِيرَةُ كَتَبَهَا إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ ٱلنَّبِيُّ. ٢٣ ثُمَّ ٱضْطَجَعَ عُزِّيَّا مَعَ آبَائِهِ وَدَفَنُوهُ مَعَ آبَائِهِ فِي حَقْلِ ٱلْمَقْبَرَةِ ٱلَّتِي لِلْمُلُوكِ، لأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّهُ أَبْرَصُ. وَمَلَكَ يُوثَامُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».
وَدَخَلَ هَيْكَلَ ٱلرَّبِّ لا يجوز لغير الكهنة أن يدخلوا الهيكل بل دار الهيكل فقط. (عدد ١٦: ٤٠) «لاَ يَقْتَرِبَ رَجُلٌ أَجْنَبِيٌّ لَيْسَ مِنْ نَسْلِ هَارُونَ لِيُبَخِّرَ بَخُوراً أَمَامَ ٱلرَّبِّ». وكان مذبح البخور داخل الهيكل في القدس. كان الملك قد اعتاد الحكم المطلق وأحب أن يكون رئيساً في كل شيء دينياً وسياسياً وهكذا ملوك مصر وملوك رومية وغيرهم (١صموئيل ١٣: ٩).
ثَمَانُونَ مِنْ كَهَنَةِ ٱلرَّبِّ بَنِي ٱلْبَأْسِ (ع ١٧) أي كانوا مستعدين أن يخرجوه قهراً.
فَحَنِقَ عُزِّيَّا (ع ١٩) من أمر الكهنة «اخرج» لأنه لم يُطق أن يكون تحت أمر أحدٍ.
خَرَجَ بَرَصٌ (٢ملوك ٥: ٢٧) فصار سبب ثانٍ لإخراجه من الهيكل لأنه نجس (لاويين ١٣: ٤٥ و٤٦) فلا يجوز أن يخالط الناس فكم بالحري لا يجوز أن يدخل البيت المقدس للرب.
هُوَ نَفْسُهُ بَادَرَ إِلَى ٱلْخُرُوجِ (ع ٢٠) لئلا يصيبه ما أصاب قورح وداثان وأبيرام (عدد ص ١٦).
قُطِعَ مِنْ بَيْتِ ٱلرَّبِّ (ع ٢١) ليس فقط من القدس الذي دخله بل أيضاً من دار الهيكل التي كان الشعب يجتمعون فيها.
إِشَعْيَاءُ تنبأ إشعياء في أيام عزيا (إشعياء ١: ١ و٦: ١) والسفر الذي كتبت فيه أمور عزيا ربما كان سفراً غير نبوءة إشعياء وهو ليس موجوداً. وفي (عاموس ١: ١ وزكريا ١٤: ٥) ذكر زلزلة وقال زكريا إنها حدثت في أيام عزيا الملك ويقول يوسيفوس إنها حدثت عند دخوله إلى الهيكل.
حَقْلِ ٱلْمَقْبَرَةِ (ع ٢٣) كان دفنه في حقل المقبرة وليس في قبور الملوك. كيهورام (٢١: ٢٠) ويوآش (٢٤: ٢٥) وآحاز (٢٨: ٢٧).
السابق |
التالي |