أخبار الأيام الثاني

سفر أخبار الأيام الثاني | 20 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر أخبار الأيام الثاني

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلْعِشْرُونَ

١ – ١٣ «١ ثُمَّ بَعْدَ ذٰلِكَ أَتَى بَنُو مُوآبَ وَبَنُو عَمُّونَ وَمَعَهُمُ ٱلْعَمُّونِيُّونَ عَلَى يَهُوشَافَاطَ لِلْمُحَارَبَةِ. ٢ فَجَاءَ أُنَاسٌ وَأَخْبَرُوا يَهُوشَافَاطَ: قَدْ جَاءَ عَلَيْكَ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنْ عَبْرِ ٱلْبَحْرِ مِنْ أَرَامَ، وَهَا هُمْ فِي حَصُّونَ تَامَارَ (هِيَ عَيْنُ جَدْيٍ). ٣ فَخَافَ يَهُوشَافَاطُ وَجَعَلَ وَجْهَهُ لِيَطْلُبَ ٱلرَّبَّ، وَنَادَى بِصَوْمٍ فِي كُلِّ يَهُوذَا. ٤ وَٱجْتَمَعَ يَهُوذَا لِيَسْأَلُوا ٱلرَّبَّ. جَاءُوا أَيْضاً مِنْ كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا لِيَسْأَلُوا ٱلرَّبَّ. ٥ فَوَقَفَ يَهُوشَافَاطُ فِي جَمَاعَةِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ أَمَامَ ٱلدَّارِ ٱلْجَدِيدَةِ ٦ وَقَالَ: يَا رَبُّ إِلٰهَ آبَائِنَا، أَمَا أَنْتَ هُوَ ٱللّٰهُ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَأَنْتَ ٱلْمُتَسَلِّطُ عَلَى جَمِيعِ مَمَالِكِ ٱلأُمَمِ، وَبِيَدِكَ قُوَّةٌ وَجَبَرُوتٌ وَلَيْسَ مَنْ يَقِفُ مَعَكَ؟ ٧ أَلَسْتَ أَنْتَ إِلٰهَنَا ٱلَّذِي طَرَدْتَ سُكَّانَ هٰذِهِ ٱلأَرْضِ مِنْ أَمَامِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ وَأَعْطَيْتَهَا لِنَسْلِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ إِلَى ٱلأَبَدِ، ٨ فَسَكَنُوا فِيهَا وَبَنَوْا لَكَ فِيهَا مَقْدِساً لٱسْمِكَ قَائِلِينَ: ٩ إِذَا جَاءَ عَلَيْنَا شَرٌّ، سَيْفٌ قَضَاءٌ أَوْ وَبَأٌ أَوْ جُوعٌ، وَوَقَفْنَا أَمَامَ هٰذَا ٱلْبَيْتِ وَأَمَامَكَ (لأَنَّ ٱسْمَكَ فِي هٰذَا ٱلْبَيْتِ) وَصَرَخْنَا إِلَيْكَ مِنْ ضِيقِنَا فَإِنَّكَ تَسْمَعُ وَتُخَلِّصُ؟ ١٠ وَٱلآنَ هُوَذَا بَنُو عَمُّونَ وَمُوآبُ وَجَبَلُ سَاعِيرَ ٱلَّذِينَ لَمْ تَدَعْ إِسْرَائِيلَ يَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ حِينَ جَاءُوا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بَلْ مَالُوا عَنْهُمْ وَلَمْ يُهْلِكُوهُمْ، ١١ فَهُوَذَا هُمْ يُكَافِئُونَنَا بِمَجِيئِهِمْ لِطَرْدِنَا مِنْ مُلْكِكَ ٱلَّذِي مَلَّكْتَنَا إِيَّاهُ. ١٢ يَا إِلٰهَنَا أَمَا تَقْضِي عَلَيْهِمْ، لأَنَّهُ لَيْسَ فِينَا قُوَّةٌ أَمَامَ هٰذَا ٱلْجُمْهُورِ ٱلْكَثِيرِ ٱلآتِي عَلَيْنَا، وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا نَعْمَلُ وَلٰكِنْ نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا. ١٣ وَكَانَ كُلُّ يَهُوذَا وَاقِفِينَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ مَعَ أَطْفَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ وَبَنِيهِمْ».

أَتَى بَنُو مُوآبَ كان موآب تحت سلطة إسرائيل وبعد وفاة أخآب عصى على إسرائيل وربما الحادثة المذكورة في هذا الأصحاح كانت بعد موت أخآب وفي ملك ابنه أخزيا والحادثة المذكورة في (٢ملوك ص ٣) كانت بعدها في ملك يهورام الذي خلف أخزيا. وكان أخزيا ملكاً ضعيفاً ومريضاً (٢ملوك ١: ٢ و٣) فاغتنم موآب الفرصة للهجوم على يهوذا لأنهم لم يخافوا بعد من مساعدة إسرائيل ليهوذا. وبنو عمون كانوا جيران موآب إلى جهة الشمال منهم.

وَمَعَهُمُ ٱلْعَمُّونِيُّونَ والعمونيون هم بنو عمون ويظن أكثر المفسرين أن المراد هنا المعونيون (١أيام ٤: ٤١ و٢أيام ٢٦: ٧) والمظنون أنهم سكنوا جبل ساعير (ع ١٠) وكانت مدينتهم معان إلى جهة الجنوب من وادي موسى وعلى بعد ١٢ ميلاً منه وهي معان الحالية على طريق الحج من الشام.

مِنْ أَرَامَ (ع ٢) والمظنون أن الكلمة الأصلية كانت أدوم. وكان الجمهور الكثير قد جاءوا من جهة الشرق والجنوب من بحر لوط ومن بلاد أدوم.

حَصُّونَ تَامَارَ اسم قديم لعين جدي وكانت في يهوذا بقرب بحر لوط عند منتصف البحر الغربي وعلى بعد نحو ميل من الشاطئ (اطلب عين جدي في قاموس الكتاب).

فَخَافَ يَهُوشَافَاطُ (ع ٣) كان القادمون عليه كثيرين وشعر بأنه محتاج إلى المعونة من الرب. واتحد كل يهوذا به وبعضهم ببعض في الطلب من الرب.

نَادَى بِصَوْمٍ حسب العادة في أوقاب الحرب أو الجوع أو الوبإ أو غيرها من المصائب (قضاة ٢٠: ٢٦ و١صموئيل ٧: ٦ وعزرا ٨: ٢١ ويوئيل ٢: ١٢ – ١٧).

لِيَسْأَلُوا ٱلرَّبَّ (ع ٤) ليطلبوا منه الخلاص من أعدائهم ويعرفوا ماذا يريد الرب منهم. فكان قدوم أعدائهم بركة لإسرائيل لأنهم في وقت الخطر اقتربوا إلى الرب.

أَمَامَ ٱلدَّارِ ٱلْجَدِيدَةِ (٤: ٩) كان للهيكل داران أي دار الكهنة والدار العظيمة وكان الاجتماع في الدار العظيمة وربما سُميت الدار الجديدة لأن آسا أصلحها. ووقف الملك أمام الدار أي عند فاصل الدارين ووجهه نحو الشعب الواقفين في الدار العظيمة.

وَقَالَ الخ (ع ٦) ولنا من صلاة يهوشافاط فوائد منها (١) قال للرب أنت إلهنا. فله حق أن يطلب منه النجاة (٢) كان له ضمير صالح وكانت المعونة المطلوبة في ما هو عدل وحق (٣) اتكل على الرب اتكالاً تاماً لأنه هو وحده يقدر أن يخلص (٤) كان كل يهوذا واقفين أمام الرب مع أطفالهم ونسائهم وبنيهم فلم يصلّ الملك وحده ولا الكهنة وحدهم ولا قسم من الشعب فقط.

إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ (ع ٧) (إشعياء ٤١: ٨ ويعقوب ٢: ٣٢).

إِذَا جَاءَ عَلَيْنَا… الخ (ع ٩) إشارة إلى صلاة سليمان التي استجابها الرب (٦: ٢٨ – ٣٠ و٧: ١٢ – ١٦).

وَجَبَلُ سَاعِيرَ أي المعونيون. (انظر تفسير ع ١).

ٱلَّذِينَ لَمْ تَدَعْ إِسْرَائِيلَ الخ (تثنية ٢: ٤ و٩: ١٩).

١٤ – ١٩ «١٤ وَإِنَّ يَحْزَئِيلَ بْنَ زَكَرِيَّا بْنِ بَنَايَا بْنِ يَعِيئِيلَ بْنِ مَتَّنِيَّا ٱللاَّوِيَّ مِنْ بَنِي آسَافَ، كَانَ عَلَيْهِ رُوحُ ٱلرَّبِّ فِي وَسَطِ ٱلْجَمَاعَةِ، ١٥ فَقَالَ: ٱصْغُوا يَا جَمِيعَ يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ وَأَيُّهَا ٱلْمَلِكُ يَهُوشَافَاطُ. هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ لَكُمْ: لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْتَاعُوا بِسَبَبِ هٰذَا ٱلْجُمْهُورِ ٱلْكَثِيرِ، لأَنَّ ٱلْحَرْبَ لَيْسَتْ لَكُمْ بَلْ لِلّٰهِ. ١٦ غَداً ٱنْزِلُوا عَلَيْهِمْ. هُوَذَا هُمْ صَاعِدُونَ فِي عَقَبَةِ صِيصَ فَتَجِدُوهُمْ فِي أَقْصَى ٱلْوَادِي أَمَامَ بَرِّيَّةِ يَرُوئِيلَ. ١٧ لَيْسَ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحَارِبُوا فِي هٰذِهِ. قِفُوا ٱثْبُتُوا وَٱنْظُرُوا خَلاَصَ ٱلرَّبِّ مَعَكُمْ يَا يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمُ، لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْتَاعُوا. غَداً ٱخْرُجُوا لِلِقَائِهِمْ وَٱلرَّبُّ مَعَكُمْ. ١٨ فَخَرَّ يَهُوشَافَاطُ لِوَجْهِهِ عَلَى ٱلأَرْضِ، وَكُلُّ يَهُوذَا وَسُكَّانُ أُورُشَلِيمَ سَقَطُوا أَمَامَ ٱلرَّبِّ سُجُوداً لِلرَّبِّ. ١٩ فَقَامَ ٱللاَّوِيُّونَ مِنْ بَنِي ٱلْقَهَاتِيِّينَ وَمِنْ بَنِي ٱلْقُورَحِيِّينَ لِيُسَبِّحُوا ٱلرَّبَّ إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ جِدّاً».

مِنْ بَنِي آسَافَ (ع ١٤) المزمور ٨٣ لآساف وربما يشير إلى هذه الحادثة. إن الرب استجاب لصلاة يهوشافاط بواسطة هذا النبي.

لَيْسَتْ لَكُمْ بَلْ لِلّٰهِ (ع ١٥) عليهم أن لا يحاربوا بل أن ينظروا فقط. انظر نبأ بني إسرائيل في البحر الأحمر (خروج ص ١٤) وسقوط أسوار أريحا (يشوع ص ٦) وانتصار جدعون على المديانيين (قضاة ص ٧) وانتصار بني إسرائيل على الفلسطينيين في أيام صموئيل (١صموئيل ٧: ٥ – ١١) أي أحياناً الرب ينصر شعبه بواسطة سيوفهم وجيوشهم وأحياناً بلا ضربة منهم. وعلى أي وجه كان الخلاص فهو من الرب.

عَقَبَةِ صِيصَ (ع ١٦) كان الأعداء قد قدموا من جنوبي بحر لوط إلى عين جدي التي على بعد نحو ميل من شط البحر الغربي (ع ٢) ومن عين جدي صعدوا في عقبة صيص إلى برية يروئيل وأقصى العقبة هو رأس الطلع وهذه العقبة منحدرة وعسرة جداً. ونتعجب من جسارة الأعداء في صعودهم في مثل هذه الطريق وأمامهم جيش يهوذا ونتعجب أيضاً من إيمان يهوشافاط فإنه خرّ لوجهه على الأرض أي قبل كلام النبي ككلام الرب وسجدوا ثم قام اللاويون ليسبحوا للرب أي سجدوا وسبحوا كأنهم قد خلصوا وليس كأنهم منتظرون الخلاص فقط.

ٱلْقَهَاتِيِّينَ… ٱلْقُورَحِيِّينَ (ع ١٩) كان قهات ابن هارون فكان هو وبنوه عشيرة من اللاويين. والقورحيون هم فرع من القهاتيين.

٢٠ – ٢٣ «٢٠ وَبَكَّرُوا صَبَاحاً وَخَرَجُوا إِلَى بَرِّيَّةِ تَقُوعَ. وَعِنْدَ خُرُوجِهِمْ وَقَفَ يَهُوشَافَاطُ وَقَالَ: ٱسْمَعُوا يَا يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ، آمِنُوا بِٱلرَّبِّ إِلٰهِكُمْ فَتَأْمَنُوا. آمِنُوا بِأَنْبِيَائِهِ فَتُفْلِحُوا. ٢١ وَلَمَّا ٱسْتَشَارَ ٱلشَّعْبَ أَقَامَ مُغَنِّينَ لِلرَّبِّ وَمُسَبِّحِينَ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ أَمَامَ ٱلْمُتَجَرِّدِينَ وَقَائِلِينَ: ٱحْمَدُوا ٱلرَّبَّ لأَنَّ إِلَى ٱلأَبَدِ رَحْمَتَهُ. ٢٢ وَلَمَّا ٱبْتَدَأُوا فِي ٱلْغِنَاءِ وَٱلتَّسْبِيحِ جَعَلَ ٱلرَّبُّ أَكْمِنَةً عَلَى بَنِي عَمُّونَ وَمُوآبَ وَجَبَلِ سَاعِيرَ ٱلآتِينَ عَلَى يَهُوذَا فَٱنْكَسَرُوا. ٢٣ وَقَامَ بَنُو عَمُّونَ وَمُوآبُ عَلَى سُكَّانِ جَبَلِ سَاعِيرَ لِيُحَرِّمُوهُمْ وَيُهْلِكُوهُمْ. وَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ سُكَّانِ سَاعِيرَ سَاعَدَ بَعْضُهُمْ عَلَى إِهْلاَكِ بَعْضٍ».

بَرِّيَّةِ تَقُوعَ كانت تقوع على بعد نحو ٦ أميال من بيت لحم (١١: ٦).

وَقَفَ يَهُوشَافَاطُ ومن غرائب الحرب أن رئيس الجيش يكون واعظاً وسلاح الجيش الغناء والتسبيح والفرح والشكر قبل الانتصار.

جَعَلَ ٱلرَّبُّ أَكْمِنَةً يقول بعضهم أن الأكمنة كانت من ملائكة أرسلهم الرب ليحاربوا لأجل شعبه ويقول غيرهم أنها من جنود يهوشافاط بأمر الرب أو من أهل المكان عملوها قبل وصول الملك وجيشه أو من أهل البادية وغرضهم السلب أو أن سكان جبل ساعير خانوا وقاموا على حلفائهم (ع ٢٣). والأمر واضح أنه من الرب وهو جعل في قلوب الأعداء سوء التفاهم والبغض والخوف حتى قاتلوا بعضهم بعضاً كالمديانيين في زمان جدعون.

٢٤ – ٣٠ «٢٤ وَلَمَّا جَاءَ يَهُوذَا إِلَى ٱلْمَرْقَبِ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ تَطَلَّعُوا نَحْوَ ٱلْجُمْهُورِ وَإِذَا هُمْ جُثَثٌ سَاقِطَةٌ عَلَى ٱلأَرْضِ وَلَمْ يَنْفَلِتْ أَحَدٌ. ٢٥ فَأَتَى يَهُوشَافَاطُ وَشَعْبُهُ لِنَهْبِ أَمْوَالِهِمْ، فَوَجَدُوا بَيْنَهُمْ أَمْوَالاً وَجُثَثاً وَأَمْتِعَةً ثَمِينَةً بِكَثْرَةٍ، فَأَخَذُوهَا لأَنْفُسِهِمْ حَتَّى لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَحْمِلُوهَا. وَكَانُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَنْهَبُونَ ٱلْغَنِيمَةَ لأَنَّهَا كَانَتْ كَثِيرَةً. ٢٦ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعِ ٱجْتَمَعُوا فِي وَادِي بَرَكَةَ، لأَنَّهُمْ هُنَاكَ بَارَكُوا ٱلرَّبَّ، لِذٰلِكَ دَعَوُا ٱسْمَ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ «وَادِي بَرَكَةَ» إِلَى ٱلْيَوْمِ. ٢٧ ثُمَّ ٱرْتَدَّ كُلُّ رِجَالِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ وَيَهُوشَافَاطُ بِرَأْسِهِمْ لِيَرْجِعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ فَرَّحَهُمْ عَلَى أَعْدَائِهِمْ. ٢٨ وَدَخَلُوا أُورُشَلِيمَ بِٱلرَّبَابِ وَٱلْعِيدَانِ وَٱلأَبْوَاقِ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ. ٢٩ وَكَانَتْ هَيْبَةُ ٱللّٰهِ عَلَى كُلِّ مَمَالِكِ ٱلأَرَاضِي حِينَ سَمِعُوا أَنَّ ٱلرَّبَّ حَارَبَ أَعْدَاءَ إِسْرَائِيلَ. ٣٠ وَٱسْتَرَاحَتْ مَمْلَكَةُ يَهُوشَافَاطَ وَأَرَاحَهُ إِلٰهُهُ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ».

ٱلْمَرْقَبِ ربما كان بناء كبرج في البرية أو مكاناً عالياً منه يشرفون على ميدان القتال.

ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ (ع ٢٥) دليل على كثرة الغنيمة وكثرة القتلى. وأهل الشرق كانوا يتزينون بأقراط ذهب وأهلة وحلق وأثواب أرجوان وكانوا يزينون جمالهم بقلائد في أعناقها (قضاة ٨: ٤ – ٢٦).

وَادِي بَرَكَةَ (ع ٢٦) ترى اليوم خربة اسمها بريكوت تبعد عن بيت لحم نحو ٦ أميال فكان على طريقهم وهم راجعون إلى أورشليم. وكان الشكر بعد الخلاص وليس فقط الصلاة في وقت الضيق.

وَكَانَتْ هَيْبَةُ ٱللّٰهِ عَلَى كُلِّ المَمَالِكِ (ع ٢٩) (انظر ١٧: ١ و١١).

٣١ – ٣٧ «٣١ وَمَلَكَ يَهُوشَافَاطُ عَلَى يَهُوذَا. كَانَ ٱبْنَ خَمْسٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ خَمْساً وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَٱسْمُ أُمِّهِ عَزُوبَةُ بِنْتُ شَلْحِي. ٣٢ وَسَارَ فِي طَرِيقِ أَبِيهِ آسَا وَلَمْ يَحِدْ عَنْهَا إِذْ عَمِلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ. ٣٣ إِلاَّ أَنَّ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ تُنْتَزَعْ، بَلْ كَانَ ٱلشَّعْبُ لَمْ يُعِدُّوا بَعْدُ قُلُوبَهُمْ لإِلٰهِ آبَائِهِمْ. ٣٤ وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُوشَافَاطَ ٱلأُولَى وَٱلأَخِيرَةِ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ يَاهُوَ بْنِ حَنَانِي ٱلْمَذْكُورِ فِي سِفْرِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. ٣٥ ثُمَّ بَعْدَ ذٰلِكَ اتَّحَدَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا مَعَ أَخَزْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي أَسَاءَ فِي عَمَلِهِ. ٣٦ فَٱتَّحَدَ مَعَهُ فِي عَمَلِ سُفُنٍ تَسِيرُ إِلَى تَرْشِيشَ، فَعَمِلاَ ٱلسُّفُنَ فِي عِصْيُونَ جَابِرَ. ٣٧ وَتَنَبَّأَ أَلِيعَزَرُ بْنُ دُودَاوَاهُو مِنْ مَرِيشَةَ عَلَى يَهُوشَافَاطَ قَائِلاً: لأَنَّكَ اتَّحَدْتَ مَعَ أَخَزْيَا، قَدِ ٱقْتَحَمَ ٱلرَّبُّ أَعْمَالَكَ. فَتَكَسَّرَتِ ٱلسُّفُنُ وَلَمْ تَسْتَطِعِ ٱلسَّيْرَ إِلَى تَرْشِيشَ».

انظر تفسير (١ملوك ٢٢: ٤١ – ٥٠). فنرتب حوادث حياة يهوشافاط كما يأتي: بعدما تبوأ العرش أرسل للرؤساء أن يعلّموا الشعب شريعة الرب (٢أيام ١٧: ٧ – ٩) وصاهر أخآب بأخذه ابنته عثليا زوجة لابنه يهورام (٢ملوك ٨: ١٨ و٢٦) ونزع السواري والتماثيل والعبادة في المرتفعات (٢أيام ١٧: ٦) وذهب مع آخآب إلى راموث جلعاد ووبخه ياهو النبي ورجع إلى عمل الإصلاح وأقام قضاة وأوصاهم. ثم هجم الموآبيون والعمونيون والأدوميون من عين جدي وانتصر يهوشافاط عليهم بلا حرب. ثم عمل سفناً لتذهب إلى ترشيش وتكسرت. وبعد موت أخزيا وجلوس أخيه يهورام اتحد يهوشافاط مع يهورام ومعهما ملك أدوم في محاربة موآب ونصرهم الرب (٢ملوك ص ٣). كان ملك أدوم مع الموآبيين والعمونيين حينما هجموا على يهوذا (٢أيام ص ٢٠) وبعد ذلك خضع أدوم ليهوشافاط وكان ملكهم معه ومع يهورام ملك إسرائيل حينما حاربوا موآب (٢ملوك ص ٣).

وكان يهوشافاط ملكاً تقياً عادلاً غيوراً في إصلاح أمور المملكة الدينية والسياسية ولكنه أحياناً اتحد مع الأشرار فاحتالوا عليه.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى