أخبار الأيام الثاني

سفر أخبار الأيام الثاني | 17 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر أخبار الأيام الثاني

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ عَشَرَ

١ – ٦ «١ وَمَلَكَ يَهُوشَافَاطُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ وَتَشَدَّدَ عَلَى إِسْرَائِيلَ. ٢ وَجَعَلَ جَيْشاً فِي جَمِيعِ مُدُنِ يَهُوذَا ٱلْحَصِينَةِ، وَجَعَلَ وُكَلاَءَ فِي أَرْضِ يَهُوذَا وَفِي مُدُنِ أَفْرَايِمَ ٱلَّتِي أَخَذَهَا آسَا أَبُوهُ. ٣ وَكَانَ ٱلرَّبُّ مَعَ يَهُوشَافَاطَ لأَنَّهُ سَارَ فِي طُرُقِ دَاوُدَ أَبِيهِ ٱلأُولَى، وَلَمْ يَطْلُبِ ٱلْبَعْلِيمَ، ٤ وَلٰكِنَّهُ طَلَبَ إِلٰهَ أَبِيهِ وَسَارَ فِي وَصَايَاهُ لاَ حَسَبَ أَعْمَالِ إِسْرَائِيلَ. ٥ فَثَبَّتَ ٱلرَّبُّ ٱلْمَمْلَكَةَ فِي يَدِهِ، وَقَدَّمَ كُلُّ يَهُوذَا هَدَايَا لِيَهُوشَافَاطَ. وَكَانَ لَهُ غِنىً وَكَرَامَةً بِكَثْرَةٍ. ٦ وَتَقَوَّى قَلْبُهُ فِي طُرُقِ ٱلرَّبِّ، وَنَزَعَ أَيْضاً ٱلْمُرْتَفَعَاتِ وَٱلسَّوَارِيَ مِنْ يَهُوذَا».

يَهُوشَافَاطُ كان ابن ٣٥ سنة (٢٠: ٣١) ووُلد في السنة السادسة من ملك أبيه.

وَتَشَدَّدَ عَلَى إِسْرَائِيلَ وقاية من الحرب ومن دخول الفساد الديني والأدبي إلى مملكة يهوذا ومع ذلك صاهر آخاب أي أخذ ابنته عثليا لابنه يهورام وكان ذلك في نحو السنة الثامنة من ملكه.

المُدُنِ ٱلَّتِي أَخَذَهَا آسَا أَبُوهُ (ع ٢) (انظر تفسير ١٥: ٨).

لأَنَّهُ سَارَ فِي طُرُقِ دَاوُدَ أَبِيهِ ٱلأُولَى (ع ٣) من فوائد سفري أخبار الأيام الدلائل الكثيرة على علاقة بركة الرب بالسير في طرقه. وفي الترجمة السبعينية أنه سار في طرق أبيه الأولى أي أبيه آسا إشارة إلى أعمال آسا الصالحة في أول ملكه والخطايا التي وقع فيها في آخر حياته (١٦: ٧ و١٠ و١٢).

وَلَمْ يَطْلُبِ ٱلْبَعْلِيمَ (انظر تفسير ١ملوك ١٦: ٣١).

وَتَقَوَّى قَلْبُهُ (ع ٦) إن نزع المرتفعات والسواري مما يحتاج إلى قوة روحية من الرب لأن الشعب لم يكونوا مع ملكهم تماماً والمرتفعات لم تنزع تماماً (٢٠: ٣٣) والممالك المجاورة كانت جميعها عبدة البعليم.

٧ – ٩ «٧ وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ لِمُلْكِهِ أَرْسَلَ إِلَى رُؤَسَائِهِ إِلَى بِنْحَائِلَ وَعُوبَدْيَا وَزَكَرِيَّا وَنَثَنْئِيلَ وَمِيخَايَا أَنْ يُعَلِّمُوا فِي مُدُنِ يَهُوذَا ٨ وَمَعَهُمُ ٱللاَّوِيُّونَ شَمَعْيَا وَنَثَنْيَا وَزَبَدْيَا وَعَسَائِيلُ وَشَمِيرَامُوثُ وَيَهُونَاثَانُ وَأَدُونِيَّا وَطُوبِيَّا وَطُوبُ أَدُونِيَّا ٱللاَّوِيُّونَ، وَمَعَهُمْ أَلِيشَمَعُ وَيَهُورَامُ ٱلْكَاهِنَانِ. ٩ فَعَلَّمُوا فِي يَهُوذَا وَمَعَهُمْ سِفْرُ شَرِيعَةِ ٱلرَّبِّ، وَجَالُوا فِي جَمِيعِ مُدُنِ يَهُوذَا وَعَلَّمُوا ٱلشَّعْبَ».

استخدم ثلاث طبقات أي الرؤساء لأن لهم السلطة والقوة السياسية واللاويين لأنه من عملهم أن يعرفوا شريعة الرب ويعلّموا الشعب والكهنة الذين من واجباتهم أن يقيموا العبادة الحقيقية بحسب الشريعة عوضاً عن عبادة البعليم التي نزعها الملك. وسفر شريعة الرب هو أسفار موسى الخمسة. وفهم الملك أن الإصلاح الحقيقي يُبنى على شريعة الرب.

١٠ – ١٩ «١٠ وَكَانَتْ هَيْبَةُ ٱلرَّبِّ عَلَى جَمِيعِ مَمَالِكِ ٱلأَرَاضِي ٱلَّتِي حَوْلَ يَهُوذَا فَلَمْ يُحَارِبُوا يَهُوشَافَاطَ. ١١ وَبَعْضُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ أَتَوْا يَهُوشَافَاطَ بِهَدَايَا وَحِمْلِ فِضَّةٍ، وَٱلْعُرْبَانُ أَيْضاً أَتَوْهُ بِغَنَمٍ مِنَ ٱلْكِبَاشِ سَبْعَةُ آلاَفٍ وَسَبْعُ مِئَةٍ وَمِنَ ٱلتُّيُوسِ سَبْعَةُ آلاَفٍ وَسَبْعُ مِئَةٍ. ١٢ وَكَانَ يَهُوشَافَاطُ يَتَعَظَّمُ جِدّاً وَبَنَى فِي يَهُوذَا حُصُوناً وَمُدُنَ مَخَازِنَ. ١٣ وَكَانَ لَهُ شُغْلٌ كَثِيرٌ فِي مُدُنِ يَهُوذَا، وَرِجَالُ حَرْبٍ جَبَابِرَةُ بَأْسٍ فِي أُورُشَلِيمَ. ١٤ وَهٰذَا عَدَدُهُمْ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ مِنْ يَهُوذَا رُؤَسَاءِ أُلُوفٍ: عَدَنَةُ ٱلرَّئِيسُ وَمَعَهُ جَبَابِرَةُ بَأْسٍ ثَلاَثُ مِئَةِ أَلْفٍ. ١٥ وَبِجَانِبِهِ يَهُونَاثَانُ ٱلرَّئِيسُ وَمَعَهُ مِئَتَانِ وَثَمَانُونَ أَلْفاً. ١٦ وَبِجَانِبِهِ عَمَسْيَا بْنُ زِكْرِي ٱلْمُنْتَدِبُ لِلرَّبِّ وَمَعَهُ مِئَتَا أَلْفِ جَبَّارِ بَأْسٍ. ١٧ وَمِنْ بِنْيَامِينَ أَلِيَادَاعُ جَبَّارُ بَأْسٍ وَمَعَهُ مِنَ ٱلْمُتَسَلِّحِينَ بِٱلْقِسِيِّ وَٱلأَتْرَاسِ مِئَتَا أَلْفٍ. ١٨ وَبِجَانِبِهِ يَهُوزَابَادُ وَمَعَهُ مِئَةٌ وَثَمَانُونَ أَلْفاً مُتَجَرِّدُونَ لِلْحَرْبِ. ١٩ هٰؤُلاَءِ خُدَّامُ ٱلْمَلِكِ، فَضْلاً عَنِ ٱلَّذِينَ جَعَلَهُمُ ٱلْمَلِكُ فِي ٱلْمُدُنِ ٱلْحَصِينَةِ فِي كُلِّ يَهُوذَا».

وَهٰذَا عَدَدُهُمْ الخ (ع ١٤) والمجموع ١١٦٠٠٠٠ ولم نر تفسيراً لعظمة هذه الأعداد ويقول أكثر المفسرين بوقوع غلط لأن مملكة صغيرة كمملكة يهوذا وبنيامين لا تجند جيشاً هذا عدده. وقيل أيضاً أن هؤلاء هم خدام الملك فضلاً عن الذين جعلهم الملك في المدن الحصينة في كل يهوذا (ع ١٩). ولا يخفى أن أصعب شيء في التفسير هو تفسير الأعداد ولا سيما في سفري أخبار الأيام.

ومن الرؤساء عمسيا بن زكري المنتدب للرب (ع ١٦) وربما هنا إشارة إلى أنه قبل خدمة الملك كأنه للرب أو أنه كان قدّم سابقاً خدمة للرب غير مذكورة فبه استحق هذا اللقب الشريف.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى