صموئيل الثاني

سفر صموئيل الثاني | 13 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر صموئيل الثاني

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ عَشَرَ

١ «وَجَرَى بَعْدَ ذٰلِكَ أَنَّهُ كَانَ لأَبْشَالُومَ بْنِ دَاوُدَ أُخْتٌ جَمِيلَةٌ ٱسْمُهَا ثَامَارُ، فَأَحَبَّهَا أَمْنُونُ بْنُ دَاوُدَ».

ص ٣: ٢ و٣ و١أيام ٣: ٩ ص ٣: ٢

بَعْدَ ذٰلِكَ بعدما ذُكر في الأصحاحين السابقين. والظاهر أنه كان بعده بمدة قصيرة. والمذكور في هذا الأصحاح هو من عواقب خطيئة داود (١٢: ١٠). كان أبشالوم وأخته ثامار ولدي داود من معكة بنت تلماي ملك جشور. ومعنى ثامار نخلة. وكان أمنون بن داود من أخينوعم اليزرعيلية وكان بكر أولاد داود فكان حسب الظاهر ولي العهد (٣: ٢) ومن شرور تعدد النساء الانشقاق فإن كل واحدة منهن حسبت الباقيات من نساء رجلها (أي ضرائرها) عدوات لها. وتربى الأولاد كل واحد عند أمه فصارت محبته لأبيه قليلة وقد تتولد عداوة بين الولد وبين إخوته لأبيه دون أمه.

٢ «وَأُحْصِرَ أَمْنُونُ لِلسُّقْمِ مِنْ أَجْلِ ثَامَارَ أُخْتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَذْرَاءَ، وَعَسُرَ فِي عَيْنَيْ أَمْنُونَ أَنْ يَفْعَلَ لَهَا شَيْئاً».

وَأُحْصِرَ أَمْنُونُ لِلسُّقْمِ دليل على قلة عقله وفساد أخلاقه.

وَعَسُرَ فِي عَيْنَيْ أَمْنُونَ لا يقدر أن يتزوجها لأنها أخته لأبيه (لاويين ١٨: ٩) غير أننا نفهم من أمر إبراهيم (تكوين ٢٠: ١٢) وقول ثامار (ع ١٣) إن الشريعة لم تُحفظ دائماً. وكانت ثامار عذراء تقيم في حجرة النساء.

٣، ٤ «٣ وَكَانَ لأَمْنُونَ صَاحِبٌ ٱسْمُهُ يُونَادَابُ بْنُ شَمْعَى أَخِي دَاوُدَ. وَكَانَ يُونَادَابُ رَجُلاً حَكِيماً جِدّاً. ٤ فَقَالَ لَهُ: لِمَاذَا يَا ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ أَنْتَ ضَعِيفٌ هٰكَذَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَى صَبَاحٍ؟ أَمَا تُخْبِرُنِي؟ فَقَالَ لَهُ أَمْنُونُ: إِنِّي أُحِبُّ ثَامَارَ أُخْتَ أَبْشَالُومَ أَخِي».

١صموئيل ١٦: ٩

يُونَادَابُ هو ابن شمعي أو شمة (١صموئيل ١٦: ٩) وابن يسى الثالث فيكون ابن عم أمنون.

حَكِيماً جِدّاً إشارة إلى جودة عقله التي قد تكون للخير وقد تكون للشر. والصديق يساعد في عمل الصالح أو في عمل السوء.

مِنْ صَبَاحٍ إِلَى صَبَاحٍ (ع ٤) كان الصديقان يجتمعان كل يوم ومن الصداقة أن يهتم كل واحد من الصديقين بأحوال الآخر.

٥ – ٧ «٥ فَقَالَ يُونَادَابُ: ٱضْطَجِعْ عَلَى سَرِيرِكَ وَتَمَارَضْ. وَإِذَا جَاءَ أَبُوكَ لِيَرَاكَ فَقُلْ لَهُ: دَعْ ثَامَارَ أُخْتِي فَتَأْتِيَ وَتُطْعِمَنِي خُبْزاً وَتَعْمَلَ أَمَامِي ٱلطَّعَامَ لأَرَى فَآكُلَ مِنْ يَدِهَا. ٦ فَٱضْطَجَعَ أَمْنُونُ وَتَمَارَضَ، فَجَاءَ ٱلْمَلِكُ لِيَرَاهُ. فَقَالَ أَمْنُونُ لِلْمَلِكِ: دَعْ ثَامَارَ أُخْتِي فَتَأْتِيَ وَتَصْنَعَ أَمَامِي كَعْكَتَيْنِ فَآكُلَ مِنْ يَدِهَا. ٧ فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى ثَامَارَ إِلَى ٱلْبَيْتِ قَائِلاً: ٱذْهَبِي إِلَى بَيْتِ أَمْنُونَ أَخِيكِ وَٱعْمَلِي لَهُ طَعَاماً».

٢ملوك ٨: ٢٩ تكوين ١٨: ٦

نرى من هذا محبة الملك لابنه لأنه عاده إذ سمع خبر مرضه. وتدليله له لأنه وافقه على طلبته الغير الموافقة وسمح أن تأتي أخته إليه. ونعلم أن ابنة الملك كانت ماهرة في عمل الطعام.

٨ – ١١ «٨ فَذَهَبَتْ ثَامَارُ إِلَى بَيْتِ أَمْنُونَ أَخِيهَا وَهُوَ مُضْطَجِعٌ. وَأَخَذَتِ ٱلْعَجِينَ وَعَجَنَتْ وَعَمِلَتْ كَعْكاً أَمَامَهُ وَخَبَزَتِ ٱلْكَعْكَ ٩ وَأَخَذَتِ ٱلْمِقْلاَةَ وَسَكَبَتْ أَمَامَهُ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ. وَقَالَ أَمْنُونُ: أَخْرِجُوا كُلَّ إِنْسَانٍ عَنِّي. فَخَرَجَ كُلُّ إِنْسَانٍ عَنْهُ. ١٠ ثُمَّ قَالَ أَمْنُونُ لِثَامَارَ: اِيتِي بِٱلطَّعَامِ إِلَى ٱلْمَخْدَعِ فَآكُلَ مِنْ يَدِكِ. فَأَخَذَتْ ثَامَارُ ٱلْكَعْكَ ٱلَّذِي عَمِلَتْهُ وَأَتَتْ بِهِ أَمْنُونَ أَخَاهَا إِلَى ٱلْمَخْدَعِ. ١١ وَقَدَّمَتْ لَهُ لِيَأْكُلَ، فَأَمْسَكَهَا وَقَالَ لَهَا: تَعَالَيِ ٱضْطَجِعِي مَعِي يَا أُخْتِي».

تكوين ٤٥: ١ لاويين ٢٠: ١٧

إِلَى ٱلْمَخْدَعِ مكان السرير ولعل ثامار عملت الكعك في مكان آخر بينه وبين المخدع باب مفتوح.

١٢ – ١٩ «١٢ فَقَالَتْ لَهُ: لاَ يَا أَخِي، لاَ تُذِلَّنِي لأَنَّهُ لاَ يُفْعَلُ هٰكَذَا فِي إِسْرَائِيلَ. لاَ تَعْمَلْ هٰذِهِ ٱلْقَبَاحَةَ. ١٣ أَمَّا أَنَا فَأَيْنَ أَذْهَبُ بِعَارِي، وَأَمَّا أَنْتَ فَتَكُونُ كَوَاحِدٍ مِنَ ٱلسُّفَهَاءِ فِي إِسْرَائِيلَ! وَٱلآنَ كَلِّمِ ٱلْمَلِكَ لأَنَّهُ لاَ يَمْنَعُنِي مِنْكَ. ١٤ فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْمَعَ لِصَوْتِهَا، بَلْ تَمَكَّنَ مِنْهَا وَقَهَرَهَا وَٱضْطَجَعَ مَعَهَا. ١٥ ثُمَّ أَبْغَضَهَا أَمْنُونُ بُغْضَةً شَدِيدَةً جِدّاً حَتَّى إِنَّ ٱلْبُغْضَةَ ٱلَّتِي أَبْغَضَهَا إِيَّاهَا كَانَتْ أَشَدَّ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّتِي أَحَبَّهَا إِيَّاهَا. وَقَالَ لَهَا أَمْنُونُ: قُومِي ٱنْطَلِقِي! ١٦ فَقَالَتْ لَهُ: لاَ سَبَبَ! هٰذَا ٱلشَّرُّ بِطَرْدِكَ إِيَّايَ هُوَ أَعْظَمُ مِنَ ٱلآخَرِ ٱلَّذِي عَمِلْتَهُ بِي. فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْمَعَ لَهَا، ١٧ بَلْ دَعَا غُلاَمَهُ ٱلَّذِي كَانَ يَخْدِمُهُ وَقَالَ: ٱطْرُدْ هٰذِهِ عَنِّي خَارِجاً وَأَقْفِلِ ٱلْبَابَ وَرَاءَهَا. ١٨ وَكَانَ عَلَيْهَا ثَوْبٌ مُلوَّنٌ، لأَنَّ بَنَاتِ ٱلْمَلِكِ ٱلْعَذَارَى كُنَّ يَلْبِسْنَ جُبَّاتٍ مِثْلَ هٰذِهِ. فَأَخْرَجَهَا خَادِمُهُ إِلَى ٱلْخَارِجِ وَأَقْفَلَ ٱلْبَابَ وَرَاءَهَا. ١٩ فَجَعَلَتْ ثَامَارُ رَمَاداً عَلَى رَأْسِهَا، وَمَزَّقَتِ ٱلثَّوْبَ ٱلْمُلَوَّنَ ٱلَّذِي عَلَيْهَا، وَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى رَأْسِهَا وَكَانَتْ تَذْهَبُ صَارِخَةً».

قضاة ١٩: ٢٣ و٢٠: ٦ تكوين ٢٠: ١٢ تكوين ٣٧: ٣ و٢٣ وقضاة ٥: ٣٠ و١صموئيل ٤: ١٢ وأستير ٤: ١ وإرميا ٢: ٣٧ ص ١: ١١ وتكوين ٣٧: ٢٩ إرميا ٢: ٣٧

لاَ يُفْعَلُ هٰكَذَا فِي إِسْرَائِيلَ كان إسرائيل أمة مقدسة وكان الرب بينهم فلا يليق أن يُفعل في إسرائيل النجاسات التي تُعمل بين الوثنيين. كانت هذه الابنة الطاهرة إسرائيلية حقاً.

وَاحِدٍ مِنَ ٱلسُّفَهَاءِ (ع ١٣) كل خطيئة سفاهة لا سيما خطيئة أمنون لأنه لم يفتكر في نتيجة عمله لها وله. لأنه لا بد من ظهور الأمر وغضب الملك وخسارة مقامه كوليّ العهد وغضب أبشالوم.

كَلِّمِ ٱلْمَلِكَ لعلها قصدت بقوله هذا الخلاص منه في ذلك الوقت أو إنها دلته على طريقة مقبولة بها يتزوجها بإذن الملك.

ثُمَّ أَبْغَضَهَا لأنه لم يحبها محبة حقيقية بل اشتهاها شهوة حيوانية فقط.

فَقَالَتْ لَهُ لاَ سَبَبَ (ع ١٦) وهذا أمر طبيعي فإنه أخطأ إليها أولاً خطيئة عظيمة باغتصابه إياها وبعد ذلك العمل القبيح إذا تركها يكون قد زاد خطيئة على خطيئته فكان يجب عليه حينئذ أن يتزوجها زيجة شريعة ويستر عارها بقدر الإمكان.

ثَوْبٌ مُلوَّنٌ (ع ١٨) جبة خاصة لبنات الملك العذارى منها كان يعرف الخادم وجميع الناس أنها بنت الملك.

رَمَاداً عَلَى رَأْسِهَا (ع ١٩) علامة الحزن الشديد (١صموئيل ٤: ١٢ أستير ٤: ١) وكذلك وضع اليد على الرأس (إرميا ٢: ٣٧).

٢٠ – ٢٢ «٢٠ فَقَالَ لَهَا أَبْشَالُومُ أَخُوهَا: هَلْ كَانَ أَمْنُونُ أَخُوكِ مَعَكِ؟ فَٱلآنَ يَا أُخْتِي ٱسْكُتِي. أَخُوكِ هُوَ. لاَ تَضَعِي قَلْبَكِ عَلَى هٰذَا ٱلأَمْرِ. فَأَقَامَتْ ثَامَارُ مُسْتَوْحِشَةً فِي بَيْتِ أَبْشَالُومَ أَخِيهَا. ٢١ وَلَمَّا سَمِعَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ بِجَمِيعِ هٰذِهِ ٱلأُمُورِ ٱغْتَاظَ جِدّاً. ٢٢ وَلَمْ يُكَلِّمْ أَبْشَالُومُ أَمْنُونَ بِشَرٍّ وَلاَ بِخَيْرٍ، لأَنَّ أَبْشَالُومَ أَبْغَضَ أَمْنُونَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ ثَامَارَ أُخْتَهُ».

ص ١٤: ٢٤ تكوين ٣١: ٢٤

ٱسْكُتِي قصده أن ينتقم لها بقتله أمنون ولكنه لم يستحسن إظهار قصده لها فطلب منها أن تسلّم الأمر له وتتكل عليه.

أَخُوكِ هُوَ ظنّ أبشالوم أنه لا يليق به أن يُشهر الأمر لئلا يعاتبه الملك.

مُسْتَوْحِشَةً هُتِك عرضها وخابت آمالها وسقط اسمها ولا يمكنها أن تتزوج بعد ولا ذنب عليها. وأقامت في بيت أبشالوم لأنه أخوها لأبيها وأمها.

ٱغْتَاظَ ٱلْمَلِكُ (ع ٢١) ولكنه لم يستحسن أن يعمل شيئاً لأنه كان من صفاته أن يدلل أولاده.

٢٣ – ٢٧ «٢٣ وَكَانَ بَعْدَ سَنَتَيْنِ مِنَ ٱلزَّمَانِ أَنَّهُ كَانَ لأَبْشَالُومَ جَزَّازُونَ فِي بَعْلَ حَاصُورَ ٱلَّتِي عِنْدَ أَفْرَايِمَ. فَدَعَا أَبْشَالُومُ جَمِيعَ بَنِي ٱلْمَلِكِ. ٢٤ وَجَاءَ أَبْشَالُومُ إِلَى ٱلْمَلِكِ وَقَالَ: هُوَذَا لِعَبْدِكَ جَزَّازُونَ. فَلْيَذْهَبِ ٱلْمَلِكُ وَعَبِيدُهُ مَعَ عَبْدِكَ. ٢٥ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لأَبْشَالُومَ: لاَ يَا ٱبْنِي. لاَ نَذْهَبْ كُلُّنَا لِئَلاَّ نُثَقِّلَ عَلَيْكَ. فَأَلَحَّ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَذْهَبَ بَلْ بَارَكَهُ. ٢٦ فَقَالَ أَبْشَالُومُ: إِذاً دَعْ أَخِي أَمْنُونَ يَذْهَبْ مَعَنَا. فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: لِمَاذَا يَذْهَبُ مَعَكَ؟ ٢٧ فَأَلَحَّ عَلَيْهِ أَبْشَالُومُ، فَأَرْسَلَ مَعَهُ أَمْنُونَ وَجَمِيعَ بَنِي ٱلْمَلِكِ».

١صموئيل ٢٥: ٧ ص ٣: ٢٧ و١١: ١٣ – ١٥

بَعْدَ سَنَتَيْنِ لم ينس أبشالوم قصده ولكنه كتمه زماناً حتى يظن أمنون والملك أنه نسيه.

فِي بَعْلَ حَاصُورَ ٱلَّتِي عِنْدَ أَفْرَايِمَ أفرايم هنا اسم قرية يُظن أنها المذكورة في (يوحنا ١: ٥٤) والأرجح أنها الطيبة الحديثة شرقي بيت إيل على بعد أربعة أميال منها. وبعل حاصور قربها وربما هي الجبل المسمى اليوم تل عصور. ودعا أبشالوم الملك وجميع بنيه لئلا تُعرف غايته السرية. وبعدما استعفى الملك طلب إليه إرسال أمنون لأنه ولي العهد فينوب عن الملك. ولم يأذن له الملك بالذهاب إلا بعد ما ألحّ أبشالوم عليه ولعله شك في خلوص نيّة أبشالوم.

٢٨ – ٣٣ «٢٨ فَأَوْصَى أَبْشَالُومُ غِلْمَانَهُ: ٱنْظُرُوا. مَتَى طَابَ قَلْبُ أَمْنُونَ بِٱلْخَمْرِ وَقُلْتُ لَكُمُ ٱضْرِبُوا أَمْنُونَ فَٱقْتُلُوهُ. لاَ تَخَافُوا. أَلَيْسَ أَنِّي أَنَا أَمَرْتُكُمْ؟ فَتَشَدَّدُوا وَكُونُوا ذَوِي بَأْسٍ. ٢٩ فَفَعَلَ غِلْمَانُ أَبْشَالُومَ بِأَمْنُونَ كَمَا أَمَرَ أَبْشَالُومُ. فَقَامَ جَمِيعُ بَنِي ٱلْمَلِكِ وَرَكِبُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى بَغْلِهِ وَهَرَبُوا. ٣٠ وَفِيمَا هُمْ فِي ٱلطَّرِيقِ وَصَلَ ٱلْخَبَرُ إِلَى دَاوُدَ: قَدْ قَتَلَ أَبْشَالُومُ جَمِيعَ بَنِي ٱلْمَلِكِ، وَلَمْ يَتَبَقَّ مِنْهُمْ أَحَدٌ. ٣١ فَقَامَ ٱلْمَلِكُ وَمَزَّقَ ثِيَابَهُ وَٱضْطَجَعَ عَلَى ٱلأَرْضِ وَجَمِيعُ عَبِيدِهِ وَاقِفُونَ وَثِيَابُهُمْ مُمَزَّقَةٌ. ٣٢ فَقَالَ يُونَادَابُ بْنُ شَمْعَى أَخِي دَاوُدَ: لاَ يَظُنَّ سَيِّدِي أَنَّهُمْ قَتَلُوا جَمِيعَ ٱلْفِتْيَانِ بَنِي ٱلْمَلِكِ. إِنَّمَا أَمْنُونُ وَحْدَهُ مَاتَ، لأَنَّ ذٰلِكَ قَدْ وُضِعَ عِنْدَ أَبْشَالُومَ مُنْذُ يَوْمَ أَذَلَّ ثَامَارَ أُخْتَهُ. ٣٣ وَٱلآنَ لاَ يَضَعَنَّ سَيِّدِي ٱلْمَلِكُ فِي قَلْبِهِ شَيْئاً قَائِلاً إِنَّ جَمِيعَ بَنِي ٱلْمَلِكِ قَدْ مَاتُوا. إِنَّمَا أَمْنُونُ وَحْدَهُ مَاتَ».

قضاة ١٩: ٦ و٩ و٢٢ و١صموئيل ٢٥: ٣٦ – ٣٨ ص ١٨: ٩ و١ملوك ١: ٣٣ و٣٨ ص ١: ١١ ص ١٢: ١٦ ع ٣ – ٥ ص ٩: ١٩

فَأَوْصَى أعد كل شيء سابقاً. ما أعظم غباوة أمنون فإنه لم يحترز من أخيه بل سلم نفسه له في ذلك المكان البعيد عن أورشليم وشرب خمراً حتى فقد رشده.

كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى بَغْلِهِ (ع ٢٩) هنا أول ذكر للبغال في الكتاب المقدس وكانت مراكيب الملوك (١٨: ٩ و١ملوك ١: ٣٣ و٣٨).

وَصَلَ ٱلْخَبَرُ (ع ٣٠) وحسب العادة ازداد كثيراً فظن الملك وعبيده أن جميع بني الملك قد قُتلوا وذلك لو صح لكان اعظم مصيبة على الملك والمملكة.

فَقَالَ يُونَادَابُ (ع ٣٢) كان رجلاً حكيماً. وتذكر أمر ثامار الذي كان له يد فيه وكان منتظراً وقوع شيء من أبشالوم.

٣٤ – ٣٩ «٣٤ وَهَرَبَ أَبْشَالُومُ. وَرَفَعَ ٱلرَّقِيبُ طَرْفَهُ وَنَظَرَ وَإِذَا بِشَعْبٍ كَثِيرٍ يَسِيرُونَ عَلَى ٱلطَّرِيقِ وَرَاءَهُ بِجَانِبِ ٱلْجَبَلِ. ٣٥ فَقَالَ يُونَادَابُ لِلْمَلِكِ: هُوَذَا بَنُو ٱلْمَلِكِ قَدْ جَاءُوا. كَمَا قَالَ عَبْدُكَ كَذٰلِكَ صَارَ. ٣٦ وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ ٱلْكَلاَمِ إِذَا بِبَنِي ٱلْمَلِكِ قَدْ جَاءُوا، وَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ وَبَكَوْا وَكَذٰلِكَ بَكَى ٱلْمَلِكُ وَعَبِيدُهُ بُكَاءً عَظِيماً جِدّاً. ٣٧ فَهَرَبَ أَبْشَالُومُ وَذَهَبَ إِلَى تَلْمَايَ بْنِ عَمِّيهُودَ مَلِكِ جَشُورَ. وَنَاحَ دَاوُدُ عَلَى ٱبْنِهِ ٱلأَيَّامَ كُلَّهَا. ٣٨ وَهَرَبَ أَبْشَالُومُ وَذَهَبَ إِلَى جَشُورَ وَكَانَ هُنَاكَ ثَلاَثَ سِنِينَ. ٣٩ وَكَانَ دَاوُدُ يَتُوقُ إِلَى ٱلْخُرُوجِ إِلَى أَبْشَالُومَ لأَنَّهُ تَعَزَّى عَنْ أَمْنُونَ حَيْثُ إِنَّهُ مَاتَ».

ع ٣٧ و٣٨ ص ١٨: ٢٤ ع ٣٤ ص ٣: ٣ ص ١٤: ٢٣ و٣٢ ع ٣٤ ص ١٢: ١٩ – ٢٣

وَهَرَبَ أَبْشَالُومُ إلى جدة تلماي ملك جشور. وكانت جشور شرقي الأردن قرب جبل حرمون وربما هي الجولان الشمالي واللجاه.

وَكَانَ دَاوُدُ يَتُوقُ إِلَى ٱلْخُرُوجِ إِلَى أَبْشَالُومَ (ع ٣٩) أي أحبه محبة شديدة (١٨: ٥ و٣٣) واشتاق إليه وأراد أن يذهب إليه ويرجع به إلى بيته ولكنه لم يقدر على ذلك لأن أبشالوم قتل أخاه أمنون بكر أولاد داود وولي عهده وصار هذا معروفاً مشهوراً فخاف الملك من قيل الشعب وقالهم أن رجع أبشالوم وعُفي عنه.

فوائد

  1. كل امرء يطلب لنفسه الجمال وقليلون هم الذين ينتبهون إلى التجارب والأخطار المقترنة به.
  2. من لا يقدر أن يضبط شهواته الجسدية سيهلك بها.
  3. الصديق الصادق هو الذي يوبخنا على خطايانا ويحرّضنا على واجباتنا.
  4. الوالد الذي يدلّل أولاده يطلب هلاكهم.
  5. خطايا الوالدين تلجم ألسنتهم عن إنذار أولادهم وتربط أيديهم عن التأديب.
  6. العشق والقتل شقيقان.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى