سفر صموئيل الثاني | 11 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر صموئيل الثاني
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي عَشَرَ
كان داود قد وصل إلى أوج نجاحه ومجده. ومن هذا الأصحاح يبتدي خبر سقوطه والمصائب والخجل والأحزان التي أصابته هو ومملكته بسب خطيئته مع أنه تاب عنها فغُفرت له.
في الكتاب المقدس تاريخ حقيقي يصور لنا رجال الله كما هم بذكر إيمانهم وفضائلهم ويذكر خطاياهم أيضاً. وليس لنا قدوة كاملة إلا قدوة يسوع المسيح. ويعلمنا هذا التاريخ أننا نحن أيضاً ضعفاء وعرضة للسقوط في أعظم الخطايا فنحتاج إلى السهر والصلاة ونعمة الله كل ساعة. ولا مهرب من عواقب الخطيئة. والشهوة إذا حبلت تلد خطيئة والخطيئة إذا كملت تنتج موتاً.
١ «وَكَانَ عِنْدَ تَمَامِ ٱلسَّنَةِ فِي وَقْتِ خُرُوجِ ٱلْمُلُوكِ أَنَّ دَاوُدَ أَرْسَلَ يُوآبَ وَعَبِيدَهُ مَعَهُ وَجَمِيعَ إِسْرَائِيلَ، فَأَخْرَبُوا بَنِي عَمُّونَ وَحَاصَرُوا رَبَّةَ. وَأَمَّا دَاوُدُ فَأَقَامَ فِي أُورُشَلِيمَ».
١أيام ٢٠: ١ ص ١٠: ١٤ و١ملوك ٢٠: ٢٢ و٢٦ ص ١٢: ٢٦ – ٢٨ وإرميا ٤٩: ٢ و٣ وعاموس ١: ١٤
عِنْدَ تَمَامِ ٱلسَّنَةِ قيل في ١٠: ١٤ أن يوآب رجع عن بني عمون وأتى إلى أورشليم. وفي الصيف التالي حارب داود الأراميين (١٠: ١٥ – ١٩) والحرب المذكورة في هذا الأصحاح كانت بعد المذكورة في (١٠: ١ – ١٤) بسنتين.
فِي وَقْتِ خُرُوجِ ٱلْمُلُوكِ أي في فصل الصيف.
فَأَخْرَبُوا بَنِي عَمُّونَ أي بلادهم كلها فالتجأوا إلى ربة مدينتهم المحصنة.
وَأَمَّا دَاوُدُ فَأَقَامَ فِي أُورُشَلِيمَ وهكذا كان مستعداً للسقوط في الخطيئة لأن لا شيء يهيء الإنسان للسقوط كالبطالة.
٢ «وَكَانَ فِي وَقْتِ ٱلْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى ٱلسَّطْحِ ٱمْرَأَةً تَسْتَحِمُّ. وَكَانَتِ ٱلْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ ٱلْمَنْظَرِ جِدّاً».
تثنية ٢٢: ٨ و١صموئيل ٩: ٢٥ ومتّى ٢٤: ١٧ وأعمال ١٠: ٩
فَرَأَى مِنْ عَلَى ٱلسَّطْحِ كان ذلك أول خطوة في الخطيئة. من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه.
٣، ٤ «٣ فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ ٱلْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ: أَلَيْسَتْ هٰذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ ٱمْرَأَةَ أُورِيَّا ٱلْحِثِّيِّ؟ ٤ فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ فَٱضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا. ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا».
١أيام ٣: ٥ ص ٢٣: ٣٩ عنوان مزمور ٥١ ويعقوب ١: ١٤ و١٥ لاويين ١٢: ٢ – ٥ و١٥: ١٩ – ٢٨ و١٨: ١٩
كان لداود نساء كثيرات ولو زاد عليهن لما حسب الرب ذلك خطيئة له (١٢: ٨) لأنه في القديم كان يغض النظر عن تعدد الزوجات. ولكن خطيئة داود كانت في أخذه امرأة غيره وقتله رجلها. وكان ذلك خطيئة عظيمة في القديم كما هو اليوم فالشريعة أمرت بقتل الزاني والزانية (لاويين ٢٠: ١٠). غير أن الملوك والعظماء في القديم كانوا يفعلون هذه الخطيئة ذاتها بلا حياء. لم يعمل داود أكثر من غيره ولكن عظمة خطيئته ناتجة عن كونه مسيح الرب ورجل الله يعرف الحق فجعل أعداء الرب يشمتون.
بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ وفي (١أيام ٣: ٥) بثشوع بنت عميئيل. ولا نقدر أن نثبت أن أليعام بن أخيتوفل أحد أبطال داود (٢٣: ٣٤) هو أليعام أبو بثشبع غير أن هذا من المحتمل. وأوريّا الحثي كان أحد أبطال داود (٢٣: ٣٩). ومما يزيد خطيئة داود فظاعة أنه أخذ امرأة خادمه الأمين المطيع الذي خاطر بنفسه من أجله وكان غريب الجنس ولعله كان متهوداً.
فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ الظاهر أنها كانت راضية وربما افتخرت بأنها طِلبة الملك.
٥ – ١٣ «٥ وَحَبِلَتِ ٱلْمَرْأَةُ، فَأَرْسَلَتْ وَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ وَقَالَتْ: إِنِّي حُبْلَى. ٦ فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى يُوآبَ يَقُولُ: أَرْسِلْ إِلَيَّ أُورِيَّا ٱلْحِثِّيَّ. فَأَرْسَلَ يُوآبُ أُورِيَّا إِلَى دَاوُدَ. ٧ فَأَتَى أُورِيَّا إِلَيْهِ، فَسَأَلَ دَاوُدُ عَنْ سَلاَمَةِ يُوآبَ وَسَلاَمَةِ ٱلشَّعْبِ وَنَجَاحِ ٱلْحَرْبِ. ٨ وَقَالَ دَاوُدُ لِأُورِيَّا: ٱنْزِلْ إِلَى بَيْتِكَ وَٱغْسِلْ رِجْلَيْكَ. فَخَرَجَ أُورِيَّا مِنْ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ، وَخَرَجَتْ وَرَاءَهُ حِصَّةٌ مِنْ عِنْدِ ٱلْمَلِكِ. ٩ وَنَامَ أُورِيَّا عَلَى بَابِ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ مَعَ جَمِيعِ عَبِيدِ سَيِّدِهِ وَلَمْ يَنْزِلْ إِلَى بَيْتِهِ. ١٠ فَقَالُوا لِدَاوُدَ: لَمْ يَنْزِلْ أُورِيَّا إِلَى بَيْتِهِ. فَقَالَ دَاوُدُ لِأُورِيَّا: أَمَا جِئْتَ مِنَ ٱلسَّفَرِ؟ فَلِمَاذَا لَمْ تَنْزِلْ إِلَى بَيْتِكَ؟ ١١ فَقَالَ أُورِيَّا لِدَاوُدَ: إِنَّ ٱلتَّابُوتَ وَإِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا سَاكِنُونَ فِي ٱلْخِيَامِ، وَسَيِّدِي يُوآبُ وَعَبِيدُ سَيِّدِي نَازِلُونَ عَلَى وَجْهِ ٱلصَّحْرَاءِ، وَأَنَا آتِي إِلَى بَيْتِي لِآكُلَ وَأَشْرَبَ وَأَضْطَجِعَ مَعَ ٱمْرَأَتِي! وَحَيَاتِكَ وَحَيَاةِ نَفْسِكَ لاَ أَفْعَلُ هٰذَا ٱلأَمْرَ. ١٢ فَقَالَ دَاوُدُ لِأُورِيَّا: أَقِمْ هُنَا ٱلْيَوْمَ أَيْضاً، وَغَداً أُطْلِقُكَ. فَأَقَامَ أُورِيَّا فِي أُورُشَلِيمَ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ وَغَدَهُ. ١٣ وَدَعَاهُ دَاوُدُ فَأَكَلَ أَمَامَهُ وَشَرِبَ وَأَسْكَرَهُ. وَخَرَجَ عِنْدَ ٱلْمَسَاءِ لِيَضْطَجِعَ فِي مَضْجَعِهِ مَعَ عَبِيدِ سَيِّدِهِ، وَإِلَى بَيْتِهِ لَمْ يَنْزِلْ».
لاويين ٢٠: ١٠ وتثنية ٢٢: ٢٢ تكوين ٣٧: ١٤ و١صموئيل ١٧: ٢٢ تكوين ٤٣: ٢٤ ولوقا ٧: ٤٤ تكوين ٤٣: ٣٤ و١ملوك ١٤: ٢٧ و٢٨ ص ٧: ٢ و٦ ص ٢٠: ٦ ص ٤: ٩ و١٤: ١٩ ع ٩
فَأَرْسَلَتْ وَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ بحسب الشريعة كانت مستوجبة القتل (لاويين ٢٠: ١٠) فأرسلت إلى الملك ليدبر لها طريقة للخلاص. وقصد داود أولاً أن يُحضر أوريا فينزل إلى بيته لكي يظهر أن امرأته حبلى منه وأما أوريا فلم يرض أن ينام في بيته ما دام رفقاؤه في الحرب نازلين على وجه الصحراء. وربما أنه سمع خبر ما فعله داود بامرأته فلم يرض أن ينزل إلى بيته.
ٱلتَّابُوتَ وَإِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا سَاكِنُونَ فِي ٱلْخِيَامِ (ع ١١). كانوا قد أخذوا التابوت إلى دار الحرب علامة على وجود الرب معهم ليكون التابوت واسطة لزيادة إيمان المحاربين وشجاعتهم وواسطة أيضاً للسؤال من الرب. غير أن الرب كان علّم شعبه في أيام عالي أن وجود التابوت لا ينفع الذين تركوا الرب وأغضبوه بخطاياهم (١صموئيل ص ٤). وإسرائيل ويهوذا شعب واحد تسمى غالباً باسم إسرائيل ولكن أوريا كان في خدمة داود حينما كان داود ملكاً على يهوذا ثم خدمه بعدما صار ملكاً على إسرائيل ويهوذا معاً.
١٤ – ١٧ «١٤ وَفِي ٱلصَّبَاحِ كَتَبَ دَاوُدُ مَكْتُوباً إِلَى يُوآبَ وَأَرْسَلَهُ بِيَدِ أُورِيَّا. ١٥ وَكَتَبَ فِي ٱلْمَكْتُوبِ يَقُولُ: ٱجْعَلُوا أُورِيَّا فِي وَجْهِ ٱلْحَرْبِ ٱلشَّدِيدَةِ، وَٱرْجِعُوا مِنْ وَرَائِهِ فَيُضْرَبَ وَيَمُوتَ. ١٦ وَكَانَ فِي مُحَاصَرَةِ يُوآبَ ٱلْمَدِينَةَ أَنَّهُ جَعَلَ أُورِيَّا فِي ٱلْمَوْضِعِ ٱلَّذِي عَلِمَ أَنَّ رِجَالَ ٱلْبَأْسِ فِيهِ. ١٧ فَخَرَجَ رِجَالُ ٱلْمَدِينَةِ وَحَارَبُوا يُوآبَ، فَسَقَطَ بَعْضُ ٱلشَّعْبِ مِنْ عَبِيدِ دَاوُدَ، وَمَاتَ أُورِيَّا ٱلْحِثِّيُّ أَيْضاً».
١ملوك ٢١: ٨ – ١٠ ص ١٢: ٩ ع ٢١
بِيَدِ أُورِيَّا وهذا ظلم ودناءة. ظلم لأنه أمر بقتله ولم يُشر إلى العلة أو الذنب. وكان قتله بحيلة وخدعة ودناءة لأنه أرسل المكتوب بيده. ولما كان يوآب خادم الملك أطاع الأمر بلا اعتراض أو سؤال. ولا شك أنه فهم الأمر كله بعد رجوعه إلى أورشليم. وربما بمعرفته هذا السر تسلط على الملك بعض التسلط فنرى أنه بعد ذلك كان يتكلم مع الملك بحرية حتى أراد الملك أن يعزله من منصبه ولكنه لم يقدر فأوصى ابنه سليمان بقتله (١٩: ٢٢ و٢٠: ٩ و١٠ و٢٤: ٣ و١ملوك ٢: ٥ و٦).
فَسَقَطَ بَعْضُ ٱلشَّعْبِ (ع ١٧) ماتوا بلا ضرورة وليس أوريّا وحده. القساوة أخت القباحة والقتل نتيجة الزنى.
١٨ – ٢٥ «١٨ فَأَرْسَلَ يُوآبُ وَأَخْبَرَ دَاوُدَ بِجَمِيعِ أُمُورِ ٱلْحَرْبِ. ١٩ وَأَوْصَى ٱلرَّسُولَ: عِنْدَمَا تَفْرَغُ مِنَ ٱلْكَلاَمِ مَعَ ٱلْمَلِكِ عَنْ جَمِيعِ أُمُورِ ٱلْحَرْبِ، ٢٠ فَإِنِ ٱشْتَعَلَ غَضَبُ ٱلْمَلِكِ، وَقَالَ لَكَ: لِمَاذَا دَنَوْتُمْ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ لِلْقِتَالِ؟ أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّهُمْ يَرْمُونَ مِنْ عَلَى ٱلسُّورِ؟ ٢١ مَنْ قَتَلَ أَبِيمَالِكَ بْنَ يَرُبُّوشَثَ؟ أَلَمْ تَرْمِهِ ٱمْرَأَةٌ بِقِطْعَةِ رَحىً مِنْ عَلَى ٱلسُّورِ فَمَاتَ فِي تَابَاصَ؟ لِمَاذَا دَنَوْتُمْ مِنَ ٱلسُّورِ؟ فَقُلْ: قَدْ مَاتَ عَبْدُكَ أُورِيَّا ٱلْحِثِّيُّ أَيْضاً. ٢٢ فَذَهَبَ ٱلرَّسُولُ وَدَخَلَ وَأَخْبَرَ دَاوُدَ بِكُلِّ مَا أَرْسَلَهُ فِيهِ يُوآبُ. ٢٣ وَقَالَ ٱلرَّسُولُ لِدَاوُدَ: قَدْ تَجَبَّرَ عَلَيْنَا ٱلْقَوْمُ وَخَرَجُوا إِلَيْنَا إِلَى ٱلْحَقْلِ فَكُنَّا عَلَيْهِمْ إِلَى مَدْخَلِ ٱلْبَابِ. ٢٤ فَرَمَى ٱلرُّمَاةُ عَبِيدَكَ مِنْ عَلَى ٱلسُّورِ، فَمَاتَ ٱلْبَعْضُ مِنْ عَبِيدِ ٱلْمَلِكِ، وَمَاتَ عَبْدُكَ أُورِيَّا ٱلْحِثِّيُّ أَيْضاً. ٢٥ فَقَالَ دَاوُدُ لِلرَّسُولِ: هٰكَذَا تَقُولُ لِيُوآبَ: لاَ يَسُؤْ فِي عَيْنَيْكَ هٰذَا ٱلأَمْرُ، لأَنَّ ٱلسَّيْفَ يَأْكُلُ هٰذَا وَذَاكَ. شَدِّدْ قِتَالَكَ عَلَى ٱلْمَدِينَةِ وَأَخْرِبْهَا. وَشَدِّدْهُ».
قضاة ٩: ٥٠ – ٥٤
وَأَخْبَرَ دَاوُدَ (ع ١٨) شفهاً لأن الكتابة وقراءة المكاتيب لم تكونا أمراً هيناً كما هما اليوم. كان كلام داود ليوآب بواسطة رقيم أرسله بيد أوريّا لأن الكلام سرّي.
أَبِيمَالِكَ بْنَ يَرُبُّوشَثَ (ع ٢١) أي ابن يربّعل (انظر ٢: ٨ وتفسيره) والحادثة المشار إليها مذكورة في (قضاة ٩: ٥٠ – ٥٤) ونستنتج من ذكره أن حوادث سفر القضاة كانت معروفة والأرجح أن السفر كان عندهم كما هو عندنا اليوم.
قَدْ مَاتَ عَبْدُكَ أُورِيَّا ٱلْحِثِّيُّ إن يوآب علّم الرسول أن يقول هذا القول بعد أن يشتعل غضب الملك. والرسول لاحظ أن داود سكن غضبه عندما بلغه نعي أوريا. ولعل يوآب اغتاظ من الملك ولم يستحسن خداعه وقتله أحد أبطاله مع غيره من الشعب ولكنه لم يقدر أن يقول شيئاً علانية وربما بقوله للرسول ما قال قصد إباحة السر للرسول ولغيره على طريقة مستترة.
وَشَدِّدْهُ (ع ٢٥) هذا قول داود للرسول. طلب منه أن يشدد يوآب بواسطة الكلام الذي جعله في فمه.
٢٦، ٢٧ «٢٦ فَلَمَّا سَمِعَتِ ٱمْرَأَةُ أُورِيَّا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ أُورِيَّا رَجُلُهَا نَدَبَتْ بَعْلَهَا. ٢٧ وَلَمَّا مَضَتِ ٱلْمَنَاحَةُ أَرْسَلَ دَاوُدُ وَضَمَّهَا إِلَى بَيْتِهِ، وَصَارَتْ لَهُ ٱمْرَأَةً وَوَلَدَتْ لَهُ ٱبْناً. وَأَمَّا ٱلأَمْرُ ٱلَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ».
تكوين ٥٠: ١٠ وتثنية ٣٤: ٨ و١صموئيل ٣١: ١٣ ص ١٢: ٩ مزامير ٥١: ٤ و٥
نَدَبَتْ بَعْلَهَا مدة سبعة أيام حسب العادة القديمة (تكوين ٥٠: ١٠ و١صموئيل ٣١: ١٣).
فَقَبُحَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ (ع ٢٧) الرب رأى كل شيء وعرف كل شيء فقبح في عينيه الزنى والخداع وسفك الدم البريء والرياء في المناحة وضمير داود الميّت الذي لم يستيقظ إلا بعد سنة
قال الشاعر:
ولذّة ساعة ذهبت وولّت | وأبقت بعدها حسراتِ دهر |
- جميع الناس يشتهون الغنى والراحة والرئاسة وقليلون هم الذين يقدرون أن يقاوموا التجارب المقترنة بها.
- الخطيئة الفكرية تسبق الخطيئة الفعلية فعلى كل إنسان أن يحفظ قلبه فوق كل تحفُّظ.
- الخطيئة الواحدة تقود إلى خطايا أُخرى كثيرة كالشهوة إلى الزنى والزنى إلى الخداع والخداع إلى القتل.
- من يخطئ تعمداً يُميت ضميره. وتوبته إذا تاب من عجائب الله.
- خطيئة الزنى تخرب بيتين على الأقل بيت الزاني وبيت الزانية وليس لهذا الخراب ترميم.
- ليس عند الله محاباة فإنه أحبّ داود ولكن عندما أخطأ داود قبحت خطيئته في عيني الله ولم يخلصه من عواقبها وإن غفرها له عند توبته.
-
من يخطئ ويعتذر بقوله أنه فعل كما فعل داود فعليه أن ينظر إلى غضب الله على تلك الخطيئة وإلى أن توبة داود نادرة المثال.
السابق |
التالي |