صموئيل الثاني

سفر صموئيل الثاني | 10 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر صموئيل الثاني

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلْعَاشِرُ

١، ٢ «١ وَكَانَ بَعْدَ ذٰلِكَ أَنَّ مَلِكَ بَنِي عَمُّونَ مَاتَ، وَمَلَكَ حَانُونُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ. ٢ فَقَالَ دَاوُدُ: أَصْنَعُ مَعْرُوفاً مَعَ حَانُونَ بْنِ نَاحَاشَ كَمَا صَنَعَ أَبُوهُ مَعِي مَعْرُوفاً. فَأَرْسَلَ دَاوُدُ بِيَدِ عَبِيدِهِ يُعَزِّيهِ عَنْ أَبِيهِ. فَجَاءَ عَبِيدُ دَاوُدَ إِلَى أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ».

١أيام ١٩: ١ – ١٩ و٢صموئيل ١١: ١

مَلِكَ بَنِي عَمُّونَ اسمه ناحاش (١ايام ١٩: ١) ويُظن أنه المذكور في (١صموئيل ١١: ١ – ١١) أو أنه ابنه لأنّ بين الحادثة المذكورة في ١صموئيل ١١ والمذكورة هنا مدة أربعين سنة ونيّف.

٣ «فَقَالَ رُؤَسَاءُ بَنِي عَمُّونَ لِحَانُونَ سَيِّدِهِمْ: هَلْ يُكْرِمُ دَاوُدُ أَبَاكَ فِي عَيْنَيْكَ حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيْكَ مُعَزِّينَ؟ أَلَيْسَ لأَجْلِ فَحْصِ ٱلْمَدِينَةِ وَتَجَسُّسِهَا وَقَلْبِهَا أَرْسَلَ دَاوُدُ عَبِيدَهُ إِلَيْكَ؟».

تكوين ٤٢: ٩ و١٦

ظنوا أن داود قصد حربهم وإذلالهم كما أذل الموآبيين والأراميين وغيرهم. ظنوا السوء فأنتج ظنهم حرباً هائلة وهلاكاً عظيماً. والمدينة هي ربّة (ص ١١: ١) وهي عمان الحالية.

٤، ٥ «٤ فَأَخَذَ حَانُونُ عَبِيدَ دَاوُدَ وَحَلَقَ أَنْصَافَ لِحَاهُمْ، وَقَصَّ ثِيَابَهُمْ مِنَ ٱلْوَسَطِ إِلَى أَسْتَاهِهِمْ، ثُمَّ أَطْلَقَهُمْ. ٥ وَلَمَّا أَخْبَرُوا دَاوُدَ أَرْسَلَ لِلِقَائِهِمْ لأَنَّ ٱلرِّجَالَ كَانُوا خَجِلِينَ جِدّاً. وَقَالَ ٱلْمَلِكُ: أَقِيمُوا فِي أَرِيحَا حَتَّى تَنْبُتَ لِحَاكُمْ ثُمَّ ٱرْجِعُوا».

إشعياء ١٥: ٢ وإرميا ٤١: ٥ إشعياء ٢٠: ٤

حَلَقَ أَنْصَافَ لِحَاهُمْ عند العبرانيين للّحى اعتبار خاص وكان حلق اللحى علامة الحزن (إشعياء ١٥: ٢ وإرميا ٤: ٥) وهو هنا أعظم إهانة. وكذلك قص الثياب (إشعياء ٢٠: ٤). وعمل حانون هذا نتج عن كبريائه وجهله. ولا شك أن رسل داود كانوا من العظماء وكانوا عبيد داود بمعنى سفرائه ووزرائه.

أَقِيمُوا فِي أَرِيحَا أشفق عليهم وشعر بخجلهم وأعمال داود هذه وأشباهها كانت تجذب إليه قلوب عبيده وشعبه.

٦ «وَلَمَّا رَأَى بَنُو عَمُّونَ أَنَّهُمْ قَدْ أَنْتَنُوا عِنْدَ دَاوُدَ أَرْسَلَ بَنُو عَمُّونَ وَٱسْتَأْجَرُوا أَرَامَ بَيْتِ رَحُوبَ وَأَرَامَ صُوبَا، عِشْرِينَ أَلْفَ رَاجِلٍ، وَمِنْ مَلِكِ مَعْكَةَ أَلْفَ رَجُلٍ، وَرِجَالَ طُوبَ ٱثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ».

تكوين ٣٤: ٣٠ و١صموئيل ٢٧: ١٢ ص ٨: ٣ و٥ و٢ملوك ٧: ٦ تكوين ٣٦: ٣٧ وقضاة ١٨: ٢٨ ص ٨: ٣ تثنية ٣: ١٤

قَدْ أَنْتَنُوا اي صاروا مكروهين. الإهانة للسفراء كانت إهانة لملكهم ولجميع شعب إسرائيل.

أَرَامَ بَيْتِ رَحُوبَ كانت رحوب في الشمال ويظن أنها بانياس. ولعلها تسمّت باسم رحوب أبي هدد عزر (٨: ٣). والأراميون سكنوا القسم الشمالي من بلاد ما بين النهرين وسكن بعضهم في صوبة بقرب حماه إلى جهة الشرق وبعضهم في دمشق وبعضهم في رحوب وبعضهم في معكة وهي شرقي الحولة وبحر طبرية. وطوب (قضاة ١١: ٣) شرقي بحر طبرية وقيل في (١أيام ١٩: ٦) إن بني عمون استأجروا الآراميين بألف وزنة من الفضة وقيمتها ما بين ٢٥٠٠٠٠ و٥٠٠٠٠٠ ليرة إنكليزية. وقيل أيضاً إنهم استأجروا مركبات وفرساناً. وأما عدد المركبات المذكورة في (١أيام ١٩: ٧ أي ٣٢٠٠٠ فلا بد من وقوع غلط فيه. ونزلوا مقابل ميدبا وهي شرقي بحر لوط وإلى الجنوب الشرقي من حشبون أي حسبان وعلى بعد أربعة أميال منها.

٧، ٨ «٧ فَلَمَّا سَمِعَ دَاوُدُ أَرْسَلَ يُوآبَ وَكُلَّ جَيْشِ ٱلْجَبَابِرَةِ. ٨ وَخَرَجَ بَنُو عَمُّونَ وَٱصْطَفُّوا لِلْحَرْبِ عِنْدَ مَدْخَلِ ٱلْبَابِ، وَكَانَ أَرَامُ صُوبَا وَرَحُوبُ وَرِجَالُ طُوبَ وَمَعْكَةَ وَحْدَهُمْ فِي ٱلْحَقْلِ».

١أيام ١٩: ٩ قضاة ١١: ٣ و٥ يشوع ١٣: ٩ و١٦

عِنْدَ مَدْخَلِ ٱلْبَابِ الأرجح أنه باب مدينة ربة وكان الأراميون في الحقل أي في السهل مقابل ميدبا أي إلى جهة ميدبا وكان هذا السهل موافقاً لحركات مركباتهم.

٩ – ١٤ «٩ فَلَمَّا رَأَى يُوآبُ أَنَّ مُقَدَّمَةَ ٱلْحَرْبِ كَانَتْ نَحْوَهُ مِنْ قُدَّامٍ وَمِنْ وَرَاءٍ، ٱخْتَارَ مِنْ جَمِيعِ مُنْتَخَبِي إِسْرَائِيلَ وَصَفَّهُمْ لِلِقَاءِ أَرَامَ ١٠ وَسَلَّمَ بَقِيَّةَ ٱلشَّعْبِ لِيَدِ أَخِيهِ أَبِيشَايَ فَصَفَّهُمْ لِلِقَاءِ بَنِي عَمُّونَ. ١١ وَقَالَ: إِنْ قَوِيَ أَرَامُ عَلَيَّ تَكُونُ لِي مُنْجِداً. وَإِنْ قَوِيَ عَلَيْكَ بَنُو عَمُّونَ أَذْهَبُ لِنَجْدَتِكَ. ١٢ تَجَلَّدْ وَلْنَتَشَدَّدْ مِنْ أَجْلِ شَعْبِنَا وَمِنْ أَجْلِ مُدُنِ إِلٰهِنَا، وَٱلرَّبُّ يَفْعَلُ مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ. ١٣ فَتَقَدَّمَ يُوآبُ وَٱلشَّعْبُ ٱلَّذِينَ مَعَهُ لِمُحَارَبَةِ أَرَامَ فَهَرَبُوا مِنْ أَمَامِهِ. ١٤ وَلَمَّا رَأَى بَنُو عَمُّونَ أَنَّهُ قَدْ هَرَبَ أَرَامُ هَرَبُوا مِنْ أَمَامِ أَبِيشَايَ وَدَخَلُوا ٱلْمَدِينَةَ. فَرَجَعَ يُوآبُ عَنْ بَنِي عَمُّونَ وَأَتَى إِلَى أُورُشَلِيمَ».

تثنية ٣١: ٦ ويشوع ١: ٦ و١كورنثوس ١٦: ١٣ و١صموئيل ٣: ١٨ و١ملوك ٢٠: ١٣ – ٢١ ص ١١: ١

مِنْ قُدَّامٍ وَمِنْ وَرَاءٍ كان بنو عمون في الشمال إلى جهة مدينتهم ربة. والأراميون في الجنوب إلى جهة مدينة ميدبا فلم يقدر يوآب أن يتقدم لمحاربة بين عمون في الشمال خوفاً من الأراميين الذين كانوا وراءه في الجنوب. فلما رأى أن الأراميين أقوى من بني عمون صف منتخبي إسرائيل للقائهم وسلم بقية الشعب لأخيه أبيشاي ليحارب بني عمون.

فَهَرَبُوا لأنهم مستأجرون.

وَدَخَلُوا ٱلْمَدِينَةَ الأرجح أنها مدينة ربة.

فَرَجَعَ يُوآبُ لأنه رأى أمامه حرباً طويلة إذا لحقهم إلى مدينتهم المحصنة فاستحسن أن يؤخرها إلى الصيف القادم (١١: ١).

١٥ – ١٩ «١٥ وَلَمَّا رَأَى أَرَامُ أَنَّهُمْ قَدِ ٱنْكَسَرُوا أَمَامَ إِسْرَائِيلَ ٱجْتَمَعُوا مَعاً. ١٦ وَأَرْسَلَ هَدَدُ عَزَرُ فَأَبْرَزَ أَرَامَ ٱلَّذِي فِي عَبْرِ ٱلنَّهْرِ، فَأَتَوْا إِلَى حِيلاَمَ وَأَمَامَهُمْ شُوبَكُ رَئِيسُ جَيْشِ هَدَدَ عَزَرَ. ١٧ وَلَمَّا أُخْبِرَ دَاوُدُ جَمَعَ كُلَّ إِسْرَائِيلَ وَعَبَرَ ٱلأُرْدُنَّ وَجَاءَ إِلَى حِيلاَمَ، فَٱصْطَفَّ أَرَامُ لِلِقَاءِ دَاوُدَ وَحَارَبُوهُ. ١٨ وَهَرَبَ أَرَامُ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ، وَقَتَلَ دَاوُدُ مِنْ أَرَامَ سَبْعَ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَضَرَبَ شُوبَكَ رَئِيسَ جَيْشِهِ فَمَاتَ هُنَاكَ. ١٩ وَلَمَّا رَأَى جَمِيعُ ٱلْمُلُوكِ، عَبِيدُ هَدَدَ عَزَرَ أَنَّهُمُ ٱنْكَسَرُوا أَمَامَ إِسْرَائِيلَ صَالَحُوا إِسْرَائِيلَ وَٱسْتُعْبِدُوا لَهُمْ، وَخَافَ أَرَامُ أَنْ يُنْجِدُوا بَنِي عَمُّونَ بَعْدُ».

ص ٨: ٣ – ٨ و١أيام ١٩: ١٦ و١أيام ١٩: ١٨ ص ٨: ٦

هدر عزر مذكور في (٨: ٣) وأرام في (ع ٦) وحيلام شرقي الأردن ولعل شوبك ترأس بعد الحرب المذكورة في (ع ٦ – ٨) وقتل سبع مئة مركبة أي رجالها وأربعين ألف فارس (أو راجل ١أيام ١٩: ٨) دليل على عظمة جيش الأراميين وانتصار داود. وصالحوا إسرائيل لأنه لم يبق لهم من ينجدهم.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى