سفر صموئيل الثاني | 03 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر صموئيل الثاني
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ
١ «وَكَانَتِ ٱلْحَرْبُ طَوِيلَةً بَيْنَ بَيْتِ شَاوُلَ وَبَيْتِ دَاوُدَ، وَكَانَ دَاوُدُ يَذْهَبُ يَتَقَوَّى وَبَيْتُ شَاوُلَ يَذْهَبُ يَضْعُفُ».
١ملوك ١٤: ٣٠
ٱلْحَرْبُ طَوِيلَةً مدة سبع سنين ونصف ولعلها كانت أولاً بين داود وبين أبنير نسيب شاول وبعد خمس سنين ونصف ملك إيشبوشث فحارب سنتين حتى مات.
يَذْهَبُ يَتَقَوَّى انتصر في الحروب وانحاز إليه الشعب بالتدريج.
٢ – ٤ «٢ وَوُلِدَ لِدَاوُدَ بَنُونَ فِي حَبْرُونَ. وَكَانَ بِكْرُهُ أَمْنُونَ مِنْ أَخِينُوعَمَ ٱلْيَزْرَعِيلِيَّةِ، ٣ وَثَانِيهِ كِيلآبَ مِنْ أَبِيجَايِلَ ٱمْرَأَةِ نَابَالَ ٱلْكَرْمَلِيِّ. وَٱلثَّالِثُ أَبْشَالُومَ ٱبْنَ مَعْكَةَ بِنْتِ تَلْمَايَ مَلِكِ جَشُورَ، ٤ وَٱلرَّابِعُ أَدُونِيَّا ٱبْنَ حَجِّيثَ، وَٱلْخَامِسُ شَفَطْيَا ٱبْنَ أَبِيطَالَ، ٥ وَٱلسَّادِسُ يَثْرَعَامَ مِنْ عَجْلَةَ ٱمْرَأَةِ دَاوُدَ. هٰؤُلاَءِ وُلِدُوا لِدَاوُدَ فِي حَبْرُونَ».
١أيام ٣: ١ – ٣ و١صموئيل ٢٥: ٤٢ و٤٣ و١صموئيل ٢٧: ٨ ص ١٤: ٣٢ و١٥: ٨ و١ملوك ١: ٥
كانت كثرة النساء عند الملوك القدماء علامة السلطة والمجد وهذا يخالف الطبيعة وتعليم الكتاب. انظر ما وقع من التعب على إبراهيم وغيره من الأتقياء من تعدُّد الزوجات. ولكن الله كان يغض النظر وقتياً عن هذه الشرور كما في أمر الاسترقاق والطلاق (متّى ١٩: ٨).
أَمْنُونَ مذكور في (ص ١٣).
أَخِينُوعَمَ (٢: ٢).
كِيلآبَ وهو في (١أيام ٣: ١) دانيئيل ولعل هذا هو الاسم وكيلآب هو اللقب. ومات أمنون وأبشالوم في حياة أبهيما وربما مات دانيئيل أيضاً لأنه في آخر حياة داود طلب أدونيا الخلافة كأنه أكبر أبناء الملك الأحياء (١ملوك ١: ٥) ونبأ إبيجايل في (١صموئيل ص ٢٥).
٦ – ١١ «٦ وَكَانَ فِي وُقُوعِ ٱلْحَرْبِ بَيْنَ بَيْتِ شَاوُلَ وَبَيْتِ دَاوُدَ أَنَّ أَبْنَيْرَ تَشَدَّدَ لأَجْلِ بَيْتِ شَاوُلَ. ٧ وَكَانَتْ لِشَاوُلَ سُرِّيَّةٌ ٱسْمُهَا رِصْفَةُ بِنْتُ أَيَّةَ. فَقَالَ إِيشْبُوشَثُ لأَبْنَيْرَ: لِمَاذَا دَخَلْتَ إِلَى سُرِّيَّةِ أَبِي؟ ٨ فَٱغْتَاظَ أَبْنَيْرُ جِدّاً مِنْ كَلاَمِ إِيشْبُوشَثَ وَقَالَ: أَلَعَلِّي رَأْسُ كَلْبٍ لِيَهُوذَا؟ ٱلْيَوْمَ أَصْنَعُ مَعْرُوفاً مَعَ بَيْتِ شَاوُلَ أَبِيكَ، مَعَ إِخْوَتِهِ وَمَعَ أَصْحَابِهِ، وَلَمْ أُسَلِّمْكَ لِيَدِ دَاوُدَ، وَتُطَالِبُنِي ٱلْيَوْمَ بِإِثْمِ ٱلْمَرْأَةِ! ٩ هٰكَذَا يَصْنَعُ ٱللّٰهُ بِأَبْنَيْرَ وَهٰكَذَا يَزِيدُهُ إِنَّهُ كَمَا حَلَفَ ٱلرَّبُّ لِدَاوُدَ كَذٰلِكَ أَصْنَعُ لَهُ ١٠ لِنَقْلِ ٱلْمَمْلَكَةِ مِنْ بَيْتِ شَاوُلَ وَإِقَامَةِ كُرْسِيِّ دَاوُدَ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى يَهُوذَا مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ. ١١ وَلَمْ يَقْدِرْ بَعْدُ أَنْ يُجَاوِبَ أَبْنَيْرَ بِكَلِمَةٍ لأَجْلِ خَوْفِهِ مِنْهُ».
ص ٢١: ٨ – ١١ ص ٩: ٨ و١صموئيل ٢٤: ١٤ و١ملوك ١٩: ٢ و١صموئيل ١٥: ٢٨ و٢٥: ٢٨ – ٣١ و١صموئيل ٣: ٢٠
لِمَاذَا دَخَلْتَ إِلَى سُرِّيَّةِ أَبِي لم يعاتبه على أخذه سرّية لأن ذلك من العادات القديمة وهو نتيجة استرقاق النساء بل عاتبه لأنه أخذ سرية الملك السابق فبعمله هذا ادّعى بالملك لنفسه. وكان إيشبوشث ضعيفاً وإن كان ملكاً وأبنير قوياً وإن كان خادماً للملك. فلم يرض أبنير عن عتاب ملك هو ملّكه. وربما كان ينوي إيشبوشث أن يعزل أبنير ويقيم قائداً غيره.
أَلَعَلِّي رَأْسُ كَلْبٍ لِيَهُوذَا لم ينكر أمر السرّية ولكنه اغتاظ من الملك لأنه عاتبه وهو يزعم أنه أعظم من الملك. وفي جوابه إشارة إلى أن إيشبوشث اتهمه بالخيانة كأنه متفق مع يهوذا سراً. ولعل أبنير رأى داود يتقوى وإيشبوشث يضعف ورأى أيضاً أن خدمة داود أوفق من خدمة إيشبوشث ولكنه لم يظهر هذه الأفكار حتى أهانه إيشبوشث وفتح باباً للكلام. والظاهر أن إيشبوشث قال لأبنير أنا رأس كلب ليهوذا. ورأس كلب هو جزء كلب ميت. وقال أبنير أنا صنعت معروفاً معك وعملت كذا وكذا وأنت تطالبني بإثم المرأة وتدعوني رأس كلب وتتهمني بأني أميل ليهوذا فليكن حسب كلامك وأنا من اليوم وصاعداً لدواد.
كَمَا حَلَفَ ٱلرَّبُّ لِدَاوُدَ ولا شك أنه عرف ذلك من الأول وعرف أنه بمقاومته لداود كان يقاوم الرب وضميره لأجل غايات سياسية نفسية وندم الآن إذ لم ينل غايته.
مِنْ دَانَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ كانت دان في أقصى الشمال وبئر سبع في أقصى الجنوب فالقول شمل الأرض كلها.
لَمْ يَقْدِرْ بَعْدُ أَنْ يُجَاوِبَه لأنه رأى أن أبنير أقوى منه.
١٢ – ١٦ «١٢ فَأَرْسَلَ أَبْنَيْرُ مِنْ فَوْرِهِ رُسُلاً إِلَى دَاوُدَ قَائِلاً: لِمَنْ هِيَ ٱلأَرْضُ؟ يَقُولُونَ: ٱقْطَعْ عَهْدَكَ مَعِي، وَهُوَذَا يَدِي مَعَكَ لِرَدِّ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ إِلَيْكَ. ١٣ فَقَالَ: حَسَناً. أَنَا أَقْطَعُ مَعَكَ عَهْداً، إِلاَّ إِنِّي أَطْلُبُ مِنْكَ أَمْراً وَاحِداً، وَهُوَ أَنْ لاَ تَرَى وَجْهِي مَا لَمْ تَأْتِ أَوَّلاً بِمِيكَالَ بِنْتِ شَاوُلَ حِينَ تَأْتِي لِتَرَى وَجْهِي. ١٤ وَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً إِلَى إِيشْبُوشَثَ بْنِ شَاوُلَ يَقُولُ: أَعْطِنِي ٱمْرَأَتِي مِيكَالَ ٱلَّتِي خَطَبْتُهَا لِنَفْسِي بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. ١٥ فَأَرْسَلَ إِيشْبُوشَثُ وَأَخَذَهَا مِنْ عِنْدِ رَجُلِهَا، مِنْ فَلْطِيئِيلَ بْنِ لاَيِشَ. ١٦ وَكَانَ رَجُلُهَا يَسِيرُ مَعَهَا وَيَبْكِي وَرَاءَهَا إِلَى بَحُورِيمَ. فَقَالَ لَهُ أَبْنَيْرُ: ٱذْهَبِ ٱرْجِعْ. فَرَجَعَ».
تكوين ٤٣: ٣ و١صموئيل ١٨: ٢٠ و١٩: ١١ و١صموئيل ١٨: ٢٥ و٢٧ ص ١٦: ٥
مِنْ فَوْرِهِ أي حالاً بلا تأمل أو مفاوضة.
لِمَنْ هِيَ ٱلأَرْضُ يعني أن الأرض رهينة أمره فيقدر أن يعطيها لداود.
يَقُولُونَ القائلون هم رسل أبنير.
ٱقْطَعْ عَهْدَكَ مَعِي على أبنير أن يرد جميع إسرائيل إلى داود وعلى داود أن يقبله في خدمته ويعفو عن كل ما أتاه من العصيان والمقاومة.
مِيكَالَ بِنْتِ شَاوُلَ طلبها داود ليس حباً لها فقط وهي امرأته الاولى بل لغاية سياسية أيضاً لأنها بنت شاول ورجوعها إلى داود يساعد على رجوع جميع بيت أبيها وشعبها.
رُسُلاً إِلَى إِيشْبُوشَثَ لأنه الملك وهو أخوها وكان ذلك بعلم أبنير وتدبيره ولم يقدر أيشبوشث أن يقاومه. فذهبت مع أبنير.
مِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ (١صموئيل ١٨: ٢٥) ذكر نوع المهر وإنه خاطر بنفسه ليأخذها زوجة ولم يذكر أنه أعطى أكثر من المطلوب.
بَحُورِيمَ موقعها مجهول غير أنها على الطريق من أورشليم إلى الأردن وقريبة من جبل الزيتون (١٦: ٥ و١٧: ١٨).
فَلْطِيئِيلَ وفي (١صموئيل ٢٥: ٤٤) فلطي. وأمر أبنير فلطيئيل بالرجوع عندما اقتربوا إلى تخم يهوذا شفقة على ذلك المسكين وشفقة أيضاً على ميكال الذاهبة لتنضم إلى حريم الملك ولا تكون كما كانت أولاً امرأته الوحيدة بل إحدى نسائه الكثيرات.
١٧ – ٢١ «١٧ وَكَانَ كَلاَمُ أَبْنَيْرَ إِلَى شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ: قَدْ كُنْتُمْ مُنْذُ أَمْسٍ وَمَا قَبْلَهُ تَطْلُبُونَ دَاوُدَ لِيَكُونَ مَلِكاً عَلَيْكُمْ. ١٨ فَٱلآنَ ٱفْعَلُوا. لأَنَّ ٱلرَّبَّ قَالَ لِدَاوُدَ: إِنِّي بِيَدِ دَاوُدَ عَبْدِي أُخَلِّصُ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ مِنْ يَدِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ وَمِنْ أَيْدِي جَمِيعِ أَعْدَائِهِمْ. ١٩ وَتَكَلَّمَ أَبْنَيْرُ أَيْضاً فِي مَسَامِعِ بِنْيَامِينَ، وَذَهَبَ أَبْنَيْرُ لِيَتَكَلَّمَ فِي مَسَامِعِ دَاوُدَ أَيْضاً فِي حَبْرُونَ بِكُلِّ مَا حَسُنَ فِي أَعْيُنِ إِسْرَائِيلَ وَفِي أَعْيُنِ جَمِيعِ بَيْتِ بِنْيَامِينَ. ٢٠ فَجَاءَ أَبْنَيْرُ إِلَى دَاوُدَ إِلَى حَبْرُونَ وَمَعَهُ عِشْرُونَ رَجُلاً. فَصَنَعَ دَاوُدُ لأَبْنَيْرَ وَلِلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ وَلِيمَةً. ٢١ وَقَالَ أَبْنَيْرُ لِدَاوُدَ: أَقُومُ وَأَذْهَبُ وَأَجْمَعُ إِلَى سَيِّدِي ٱلْمَلِكِ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ، فَيَقْطَعُونَ مَعَكَ عَهْداً، وَتَمْلِكُ حَسَبَ كُلِّ مَا تَشْتَهِي نَفْسُكَ. فَأَرْسَلَ دَاوُدُ أَبْنَيْرَ فَذَهَبَ بِسَلاَمٍ».
١صموئيل ٨: ٤ و١صموئيل ٩: ١٦ و١٥: ٢٨ و١صموئيل ١٠: ٢٠ و٢١ ع ١٠ و١٢ و١ملوك ١١: ٣٧
بادر أبنير إلى وفاء المطلوب منه بموجب عهده مع داود وربما كان ذلك قبلما ذهب إلى داود مع ميكال (ع ١٦).
كُنْتُمْ… تَطْلُبُونَ دَاوُدَ (١أيام ١١: ١ و٢ و١صموئيل ١٨: ٥). لعل جميع الشعب كانوا طلبوا داود من الأول لولا أبنير.
لأَنَّ ٱلرَّبَّ قَالَ لِدَاوُدَ لا يذكر الكتاب هذا القول وذاك الكلام ولكن الشعب فهموا هذا من شجاعة داود في حروبه (١صموئيل ١٩: ٨) ولا شك أن أبنير يئس من إثبات مملكة إيشبوشث.
فِي مَسَامِعِ بِنْيَامِينَ سمعوا كلامه وقبلوا رأيه لأنه واحد منهم.
وَمَعَهُ عِشْرُونَ رَجُلاً من شيوخ إسرائيل وبنيامين.
صَنَعَ دَاوُدُ وَلِيمَةً علامة الاتحاد والعهود بينه وبينهم.
ذَهَبَ بِسَلاَمٍ ليدبر الأمور اللازمة لإقامة داود ملكاً على جميع إسرائيل رسمياً (١أيام ١١: ١ – ٣).
٢٢ – ٣٠ «٢٢ وَإِذَا بِعَبِيدِ دَاوُدَ وَيُوآبُ قَدْ جَاءُوا مِنَ ٱلْغَزْوِ وَأَتَوْا بِغَنِيمَةٍ كَثِيرَةٍ مَعَهُمْ، وَلَمْ يَكُنْ أَبْنَيْرُ مَعَ دَاوُدَ فِي حَبْرُونَ، لأَنَّهُ كَانَ قَدْ أَرْسَلَهُ فَذَهَبَ بِسَلاَمٍ. ٢٣ وَجَاءَ يُوآبُ وَكُلُّ ٱلْجَيْشِ ٱلَّذِي مَعَهُ. فَأَخْبَرُوا يُوآبَ: قَدْ جَاءَ أَبْنَيْرُ بْنُ نَيْرٍ إِلَى ٱلْمَلِكِ فَأَرْسَلَهُ فَذَهَبَ بِسَلاَمٍ. ٢٤ فَدَخَلَ يُوآبُ إِلَى ٱلْمَلِكِ وَقَالَ: مَاذَا فَعَلْتَ؟ هُوَذَا قَدْ جَاءَ أَبْنَيْرُ إِلَيْكَ. لِمَاذَا أَرْسَلْتَهُ فَذَهَبَ؟ ٢٥ أَنْتَ تَعْلَمُ أَبْنَيْرَ بْنَ نَيْرٍ أَنَّهُ إِنَّمَا جَاءَ لِيُمَلِّقَكَ وَلِيَعْلَمَ خُرُوجَكَ وَدُخُولَكَ وَلِيَعْلَمَ كُلَّ مَا تَصْنَعُ. ٢٦ ثُمَّ خَرَجَ يُوآبُ مِنْ عِنْدِ دَاوُدَ وَأَرْسَلَ رُسُلاً وَرَاءَ أَبْنَيْرَ، فَرَدُّوهُ مِنْ بِئْرِ ٱلسِّيرَةِ وَدَاوُدُ لاَ يَعْلَمُ. ٢٧ وَلَمَّا رَجَعَ أَبْنَيْرُ إِلَى حَبْرُونَ مَالَ بِهِ يُوآبُ إِلَى وَسَطِ ٱلْبَابِ لِيُكَلِّمَهُ سِرّاً، وَضَرَبَهُ هُنَاكَ فِي بَطْنِهِ فَمَاتَ بِدَمِ عَسَائِيلَ أَخِيهِ. ٢٨ فَسَمِعَ دَاوُدُ بَعْدَ ذٰلِكَ فَقَالَ: إِنِّي بَرِيءٌ أَنَا وَمَمْلَكَتِي لَدَى ٱلرَّبِّ إِلَى ٱلأَبَدِ مِنْ دَمِ أَبْنَيْرَ بْنِ نَيْرٍ. ٢٩ فَلْيَحِلَّ عَلَى رَأْسِ يُوآبَ وَعَلَى كُلِّ بَيْتِ أَبِيهِ، وَلاَ يَنْقَطِعُ مِنْ بَيْتِ يُوآبَ ذُو سَيْلٍ وَأَبْرَصُ وَعَاكِزٌ عَلَى ٱلْعُكَّازَةِ وَسَاقِطٌ بِٱلسَّيْفِ وَمُحْتَاجُ ٱلْخُبْزِ. ٣٠ فَقَتَلَ يُوآبُ وَأَبِيشَايُ أَخُوهُ أَبْنَيْرَ لأَنَّهُ قَتَلَ عَسَائِيلَ أَخَاهُمَا فِي جِبْعُونَ فِي ٱلْحَرْبِ».
١صموئيل ٢٧: ٨ تثنية ٢٨: ٦ و١صموئيل ٢٩: ٦ ص ٢: ٢٣ و٢٠: ٩ و١٠ ١وملوك ٢: ٥ تثنية ٢١: ٦ – ٩ و١ملوك ٢: ٣١ – ٣٣ لاويين ١٣: ٤٦ ص ٢: ٢٣
جَاءُوا مِنَ ٱلْغَزْوِ ربما كان داود أرسل يوآب ليغزو العمالقة أو غيرهم فيكون يوآب غائباً لما أتى أبنير إلى حبرون. وقد خاف داود من يوآب لعلمه أنه لا يستحسن الاتفاق مع أبنير. والقول أنهم أتوا بغنيمة كثيرة يدل على غيبة طويلة أتى في أثنائها أبنير وذهب قبل رجوع يوآب.
فَدَخَلَ يُوآبُ إِلَى ٱلْمَلِكِ اغتاظ يوآب لأن الملك كتم الأمر عنه وهو من أنسبائه وقائد جيشه. وأبغض أبنير لأنه كان قد قتل أخاه عسائيل. ولا شك أنه حسده وخاف أنه يصير رئيس جيش داود فتكلم مع الملك بجسارة وشدة.
جَاءَ لِيُمَلِّقَكَ لم يصدق أبنير ولم يخف على نفسه فقط بل أيضاً على الملك والمملكة.
فَرَدُّوهُ مِنْ بِئْرِ ٱلسِّيرَةِ موقعها مجهول إلا أنها قريبة من حبرون على طريق محنايم. قال يوسيفوس أنها تبعد عن حبرون ميلين ونصف ميل. وظن أبنير أن القصد من إرجاعه المفاوضة الحبية.
إِلَى وَسَطِ ٱلْبَابِ (١٨: ٢٤) ربما كان هذا المكان مسقوفاً يُدخل إليه من الباب الخارجي ويُخرج منه من باب داخلي إلى المدينة وكان مكان قعود. فاستقبل يوآب أبنير في هذا المكان ومال به إليه يداعي الكلام السرّي.
بِدَمِ عَسَائِيلَ (٢: ١٨ – ٢٣) كان لأبنير بعض العذر في قتل عسائيل الذي كان يتبعه لأنه قال له أن يميل إلى يمينه أو إلى شماله فلم يشأ فصار أبنير بين شرّين إما أن يَقتُل أو يُقتَل.
إِنِّي بَرِيءٌ أَنَا وَمَمْلَكَتِي كان داود قد استقبل أبنير وصنع له وليمة وعاهده وأطلقه بسلام. وكان أبنير ائتمنه على نفسه فقتله أعظم خيانة وغلط سياسي يُبعد عن داود كل إسرائيل. ولكن داود لم يكن بريئاً كل البراءة لأنه لو كان أخبر يوآب عن مقاصده في الأول لربما كان أقنعه ولم يقع هذا الحادث.
لْيَحِلَّ عَلَى رَأْسِ يُوآبَ أراد داود بهذه اللعنة المخيفة التصريح للجميع بأنه لم يوافق يوآب في قتله أبنير. وطلب الملك مجازاة المذنبين لا نستنتج منه أنه يليق بغيره أن يتكلم مثل هذا الكلام.
ذُو سَيْلٍ (لاويين ١٥: ١ – ١٣).
أَبْرَصُ (لاويين ١٣: ٤٥ و٤٦).
أَبِيشَايُ نستنتج أن أبيشاي كان متفقاً مع أخيه على قتل أبنير.
٣١، ٣٢ «٣١ فَقَالَ دَاوُدُ لِيُوآبَ وَلِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِي مَعَهُ: مَزِّقُوا ثِيَابَكُمْ وَتَنَطَّقُوا بِٱلْمُسُوحِ وَٱلْطِمُوا أَمَامَ أَبْنَيْرَ. وَكَانَ دَاوُدُ ٱلْمَلِكُ يَمْشِي وَرَاءَ ٱلنَّعْشِ. ٣٢ وَدَفَنُوا أَبْنَيْرَ فِي حَبْرُونَ. وَرَفَعَ ٱلْمَلِكُ صَوْتَهُ وَبَكَى عَلَى قَبْرِ أَبْنَيْرَ، وَبَكَى جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ».
تكوين ٣٧: ٣٤ وقضاة ١١: ٣٥
قَالَ دَاوُدُ لِيُوآبَ ألزمه أن يشترك مع الشعب في ندب أبنير الذي كان قتله فكان عمله كاعتراف بأنه أخطأ وندم على خطيئته. فلا شك أنه خجل أمام الشعب.
ٱلْمُسُوحِ جمع مسح وهو نسيج من شعر يُلبس على البدن قهراً للجسد أو علامة على الحزن.
وَكَانَ دَاوُدُ ٱلْمَلِكُ يَمْشِي الملك صفة لداود وُصف بها لأن مشيه كان رسمياً وبالنيابة عن المملكة كلها.
دَفَنُوا أَبْنَيْرَ فِي حَبْرُونَ وليس في أرض بنيامين التي كانت خارجة عن حدود ملك داود في ذلك الوقت. وفي حبرون دُفن إبراهيم وإسحاق ويعقوب وكانت وقتئذ مدينة الملك.
٣٣ – ٣٩ «٣٣ وَرَثَا ٱلْمَلِكُ أَبْنَيْرَ وَقَالَ: هَلْ كَمَوْتِ أَحْمَقَ يَمُوتُ أَبْنَيْرُ؟ ٣٤ يَدَاكَ لَمْ تَكُونَا مَرْبُوطَتَيْنِ، وَرِجْلاَكَ لَمْ تُوضَعَا فِي سَلاَسِلِ نُحَاسٍ. كَٱلسُّقُوطِ أَمَامَ بَنِي ٱلإِثْمِ سَقَطْتَ. وَعَادَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ يَبْكُونَ عَلَيْهِ. ٣٥ وَجَاءَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ لِيُطْعِمُوا دَاوُدَ خُبْزاً، وَكَانَ بَعْدُ نَهَارٌ. فَحَلَفَ دَاوُدُ: هٰكَذَا يَفْعَلُ لِيَ ٱللّٰهُ وَهٰكَذَا يَزِيدُ إِنْ كُنْتُ أَذُوقُ خُبْزاً أَوْ شَيْئاً آخَرَ قَبْلَ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ. ٣٦ فَعَرَفَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ وَحَسُنَ فِي أَعْيُنِهِمْ، كَمَا أَنَّ كُلَّ مَا صَنَعَ ٱلْمَلِكُ كَانَ حَسَناً فِي أَعْيُنِ جَمِيعِ ٱلشَّعْبِ. ٣٧ وَعَلِمَ كُلُّ ٱلشَّعْبِ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنَ ٱلْمَلِكِ قَتْلُ أَبْنَيْرَ بْنِ نَيْرٍ. ٣٨ وَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِعَبِيدِهِ: أَلاَ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَئِيساً وَعَظِيماً سَقَطَ ٱلْيَوْمَ فِي إِسْرَائِيلَ؟ ٣٩ وَأَنَا ٱلْيَوْمَ ضَعِيفٌ وَمَمْسُوحٌ مَلِكاً، وَهٰؤُلاَءِ ٱلرِّجَالُ بَنُو صَرُويَةَ أَقْوَى مِنِّي. يُجَازِي ٱلرَّبُّ فَاعِلَ ٱلشَّرِّ كَشَرِّهِ».
ص ١: ١٧ و٢أيام ٣٥: ٢٥ ص ١٢: ١٧ و١صموئيل ٣: ١٧ ص ١: ١٢ و١أيام ٢٩: ١ و٢أيام ١٣: ٧ ص ١٩: ٥ – ٧ و١ملوك ٢: ٣٢ – ٣٤
هَلْ كَمَوْتِ أَحْمَقَ سؤال إيجابي أي أنه مات كأحمق ولم يمت في الحرب كجبار بأس.
لَمْ تَكُونَا مَرْبُوطَتَيْنِ كان قادراً على القتال أو على المطاردة ولكنه قتل كأنه رجل ضعيف وسقط «أمام بني الإثم» أي بالخيانة وليس أمام المحاربين. وربما كانت المرثاة طويلة والمذكور هنا القرار فقط.
وَعَادَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ يَبْكُونَ حينما سمعوا مرثاة داود المؤثرة.
وَجَاءَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ لِيُطْعِمُوا دَاوُدَ كثيرون ألحوا عليه ليأكل حينما أكلوا هم فرفض وكان امتناعه عن الأكل معروفاً عند الجميع.
وَأَنَا ٱلْيَوْمَ ضَعِيفٌ تعب من يوآب في كل مدة ملكه لأنه لم يقدر أن يحتمله ولا أن يستغني عنه لأنه كان قائداً مقتدراً وخادماً أميناً ولكنه كان أحياناً يعمل ما يظن أنه يوافق الملك لا ما يأمره به (١٨: ٥ و١٤ و١٩: ١ – ٨). ومع أن الملك وبخه توبيخاً شديداً أمام جميع الشعب لم يتغير عن أمانته للملك ولا عن استبداده. ولعله توقف وقتياً عن رئاسة الجيش ثم رجع إليه (١أيام ١١: ٦ – ٨).
- كثرة البنين من أعظم بركات الرب وأما الوالدون فعليهم أن يتزوجوا زيجة طاهرة ثم يربوا أولادهم بمخافة الرب وإلا كان البنون للحزن لا للفرح (ع ٢ – ٥ انظر ص ١٣ و١٨: ٣٣ و١ملوك ١: ٥ و٦).
- الذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون (ع ٢٧ انظر ٢: ٣٢).
- من يشتهي الاعتبار الحقيقي فعليه بالصدق والأمانة (ع ٣٦).
- لا بد من استخدام غير الكاملين في خدمة الرب ولكن الخدمة لا تلام بسببهم (ع ٣٧).
- من صفات الفاضل أن يرى فضائل في غيره (ع ٣٨).
-
على كل رئيس أن يحترس من استخدام أقربائه (ع ٣٩).
السابق |
التالي |