سفر التثنية

سفر التثنية | 04 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر التثنية

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ

١ «فَٱلآنَ يَا إِسْرَائِيلُ ٱسْمَعِ ٱلْفَرَائِضَ وَٱلأَحْكَامَ ٱلَّتِي أَنَا أُعَلِّمُكُمْ لِتَعْمَلُوهَا، لِتَحْيَوْا وَتَدْخُلُوا وَتَمْتَلِكُوا ٱلأَرْضَ ٱلَّتِي ٱلرَّبُّ إِلٰهُ آبَائِكُمْ يُعْطِيكُمْ».

لاويين ١٩: ٣٧ و٢٠: ٨ و٢٢: ٣١ وص ٥: ١ و٨: ١ وحزقيال ٢٠: ١١ ورؤيا ١٠: ٥

فَٱلآنَ يَا إِسْرَائِيلُ ٱسْمَعِ الغاية من الوعظ في كل هذا الأصحاح هي الغاية عينها من خطاب يشوع للشعب (يشوع ص ١٤) وهي أنهم يعبدون الرب. وأسّ الوعظ إعلانه تعالى نفسه في حوريب إلهاً لهم.

ٱلْفَرَائِضَ وَٱلأَحْكَامَ أي القوانين والمطاليب على ما هو مشهور في اللغة الحديثة. (فالفرائض جمع فريضة وهي فعيلة من الفرض الذي هو في اللغة التقدير والمقصود بها في الشرع ما أوجب على المرء القيام به كالإيمان والصلاة والطاعة. والأحكام جمع حُكم وهو القضاء لغة ويُطلق اصطلاحاً على القانون والقاعدة ويراد به هنا ما يطلبه الله من عباده من القيام بما قضى به في كتابه من الواجبات). وقد تقدّم الكلام على الأحكام في (خروج ص ٢١ وص ٢٣ فارجع إليه إن شئت).

لِتَحْيَوْا وَتَدْخُلُوا وإلا متُّم قبل أن تدخلوا لأن جزاء المعصية الموت.

٢ «لاَ تَزِيدُوا عَلَى ٱلْكَلاَمِ ٱلَّذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلاَ تُنَقِّصُوا مِنْهُ، لِتَحْفَظُوا وَصَايَا ٱلرَّبِّ إِلٰهِكُمُ ٱلَّتِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا».

ص ١٢: ٣٢ ويشوع ١: ٧ وأمثال ٣٠: ٦ وجامعة ١٢: ١٣ ورؤيا ٢٢: ١٨ و١٩

لاَ تَزِيدُوا عَلَى ٱلْكَلاَمِ أي الشريعة (وعبّر عنها بالكلام لأنه هو طريق إعلانها).

٣ «أَعْيُنُكُمْ قَدْ أَبْصَرَتْ مَا فَعَلَهُ ٱلرَّبُّ بِبَعْلِ فَغُورَ. إِنَّ كُلَّ مَنْ ذَهَبَ وَرَاءَ بَعْلَ فَغُورَ أَبَادَهُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمْ مِنْ وَسَطِكُمْ».

عدد ٢٥: ٤ الخ ويشوع ٢٢: ١٧ ومزمور ١٠٦: ٢٨ و٢٩

أَعْيُنُكُمْ قَدْ أَبْصَرَتْ الخ أي عرفتم بالمشاهدة والعيان لا بالسمع فقط كيف أهلك الرب الأثمة على إثمهم فضرب ٢٤٠٠٠ بالوبإ وقرض كل الجيل القديم (انظر تفسير ص ٢: ١٣).

٤ «وَأَمَّا أَنْتُمُ ٱلْمُلْتَصِقُونَ بِٱلرَّبِّ إِلٰهِكُمْ فَجَمِيعُكُمْ أَحْيَاءٌ ٱلْيَوْمَ».

إن الله من رحمته جعل ثواباً للطاعة كما جعل من عدله عقاباً للمعصية.

٥ «اُنْظُرْ. قَدْ عَلَّمْتُكُمْ فَرَائِضَ وَأَحْكَاماً كَمَا أَمَرَنِي ٱلرَّبُّ إِلٰهِي، لِتَعْمَلُوا هٰكَذَا فِي ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَنْتُمْ دَاخِلُونَ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا».

لِتَعْمَلُوا هٰكَذَا فِي ٱلأَرْضِ يجب أن لا ننسى العلاقة الخاصة بين شريعة موسى وأرض كنعان فإنه لا يمكن أن تُحفظ تلك الشريعة بكل اعتباراتها إلا بواسطة شعب مختار في أرض موقيةٍ.

٦، ٧ «٦ فَٱحْفَظُوا وَٱعْمَلُوا. لأَنَّ ذٰلِكَ حِكْمَتُكُمْ وَفِطْنَتُكُمْ أَمَامَ أَعْيُنِ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كُلَّ هٰذِهِ ٱلْفَرَائِضِ، فَيَقُولُونَ: هٰذَا ٱلشَّعْبُ ٱلْعَظِيمُ إِنَّمَا هُوَ شَعْبٌ حَكِيمٌ وَفَطِنٌ. ٧ لأَنَّهُ أَيُّ شَعْبٍ هُوَ عَظِيمٌ لَهُ آلِهَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْهُ كَٱلرَّبِّ إِلٰهِنَا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِنَا إِلَيْهِ».

أيوب ٢٨: ٢٨ ومزمور ١٩: ٧ و١١١: ١٠ وأمثال ١: ٧ و٢صموئيل ٧: ٢٣ مزمور ٤٦: ١ و١٤٥: ١٨ و١٤٨: ١٤ وإشعياء ٥٥: ٦

لأَنَّ ذٰلِكَ حِكْمَتُكُمْ وَفِطْنَتُكُمْ أَمَامَ أَعْيُنِ ٱلشُّعُوبِ أشار بقوله ذلك إلى الحفظ للشريعة والعمل بمقتضاها المفهوم من الآية الخامسة وأول هذه الآية. فشريعة الرب في إسرائيل ودوام حضور الرب مع إسرائيل يؤثران في العالم تأثيراً لا يُدفع بسهولة لذلك زاد على هذا قوله «لأَنَّهُ أَيُّ شَعْبٍ هُوَ عَظِيمٌ لَهُ آلِهَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْهُ كَٱلرَّبِّ إِلٰهِنَا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِنَا إِلَيْهِ».

٨ «وَأَيُّ شَعْبٍ هُوَ عَظِيمٌ لَهُ فَرَائِضُ وَأَحْكَامٌ عَادِلَةٌ مِثْلُ كُلِّ هٰذِهِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّتِي أَنَا وَاضِعٌ أَمَامَكُمُ ٱلْيَوْمَ؟».

وَأَيُّ شَعْبٍ هُوَ عَظِيمٌ لَهُ فَرَائِضُ وَأَحْكَامٌ عَادِلَةٌ الخ هذه الآية توجه أفكارنا إلى شريعة موسى منذ أُعطيت ويظهر العدل العظيم الذي هو من أخص صفاتها بمقابلتها بشرائع سائر الأمم القديمة.

٩ «إِنَّمَا ٱحْتَرِزْ وَٱحْفَظْ نَفْسَكَ جِدّاً لِئَلاَّ تَنْسَى ٱلأُمُورَ ٱلَّتِي أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ، وَلِئَلاَّ تَزُولَ مِنْ قَلْبِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَعَلِّمْهَا أَوْلاَدَكَ وَأَوْلاَدَ أَوْلاَدِكَ».

أمثال ٤: ٢٣ أمثال ٣: ١ و٣ و٤: ٢١ تكوين ١٨: ١٩ وص ٦: ٧ و١١: ١٩ ومزمور ٧٨: ٤ و٦ وأفسس ٦: ٤

إِنَّمَا ٱحْتَرِزْ وَٱحْفَظْ ما في الآيات الآتية من الوعظ يبين معظم الأهمية في أمر واحد وهو عبادة الرب غير المنظور بلا صورة ولا تمثال. وهذا من أكبر الأمور الفارقة بين دين إسرائيل وأديان سائر الأمم.

عَلِّمْهَا أَوْلاَدَكَ وَأَوْلاَدَ أَوْلاَدِكَ هذه الوصية لم يحفظها بنو إسرائيل حينئذ بدليل أنه «قَامَ بَعْدَهُمْ جِيلٌ آخَرُ لَمْ يَعْرِفِ ٱلرَّبَّ وَلاَ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي عَمِلَ لإِسْرَائِيلَ» (قضاة ٢: ١٠). ولكن مما يستحق الذكر أننا لا نرى أثراً لنظام التهذيب الشعبي في إسرائيل إلا بعد هذا الزمان بسنين كثيرة فكان التهذيب والدياً لكن ذلك التهذيب ضعف على توالي السنين حتى لم يكن كل والدٍ قادراً على أن يعلّم بنيه وبني بنيه.

١٠ «فِي ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي وَقَفْتَ فِيهِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ فِي حُورِيبَ حِينَ قَالَ لِي ٱلرَّبُّ: ٱجْمَعْ لِي ٱلشَّعْبَ فَأُسْمِعَهُمْ كَلاَمِي، لِيَتَعَلَّمُوا أَنْ يَخَافُونِي كُلَّ ٱلأَيَّامِ ٱلَّتِي هُمْ فِيهَا أَحْيَاءٌ عَلَى ٱلأَرْضِ، وَيُعَلِّمُوا أَوْلاَدَهُمْ».

خروج ١٩: ٩ و١٦ و٢٠: ١٨ وعبرانيين ١٢: ١٨ و١٩

ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي وَقَفْتَ فِيهِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ فِي حُورِيبَ كان بدء تاريخ كنيسة إسرائيل من سيناء كما كان تاريخ كنيسة المسيح من يوم الخمسين. ومما يستحق الاعتبار هنا أن الشريعة أُعطيت على سيناء نحو اليوم الخمسين من الفصح في مصر واليهود يعيّدون اليوم الخمسين تذكاراً لإعطاء الشريعة على طور سيناء. وهذا كان في ذهن بولس الرسول حين قال في المقابلة بين شريعة موسى وشريعة المسيح «ثُمَّ إِنْ كَانَتْ خِدْمَةُ ٱلْمَوْتِ، ٱلْمَنْقُوشَةُ بِأَحْرُفٍ فِي حِجَارَةٍ، قَدْ حَصَلَتْ فِي مَجْدٍ، حَتَّى لَمْ يَقْدِرْ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى وَجْهِ مُوسَى لِسَبَبِ مَجْدِ وَجْهِهِ ٱلزَّائِلِ، فَكَيْفَ لاَ تَكُونُ بِٱلأَوْلَى خِدْمَةُ ٱلرُّوحِ فِي مَجْدٍ» (٢كورنثوس ٣: ٧ و٨). والخلاصة أنه قابل «الحرف الذي يقتل بالروح الذي يحيي» (قابل بهذا أيضاً غلاطية ٤: ٢٤ – ٢٦ وعبرانيين ١٢: ١٨ – ٢٤).

ٱجْمَعْ لِي ٱلشَّعْبَ معنى جماعة الشعب هنا كمعنى الكنيسة في الإنجيل وعلى هذا سمى استفانوس جماعة إسرائيل في البرّية بالكنيسة (أعمال ٧: ٣٨).

١١ «فَتَقَدَّمْتُمْ وَوَقَفْتُمْ فِي أَسْفَلِ ٱلْجَبَلِ، وَٱلْجَبَلُ يَضْطَرِمُ بِٱلنَّارِ إِلَى كَبِدِ ٱلسَّمَاءِ، بِظَلاَمٍ وَسَحَابٍ وَضَبَابٍ».

خروج ١٩: ١٨ وص ٥: ٢٣

بِظَلاَمٍ وَسَحَابٍ (عبرانيين ١٢: ١٨).

١٢ «فَكَلَّمَكُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ وَسَطِ ٱلنَّارِ وَأَنْتُمْ سَامِعُونَ صَوْتَ كَلاَمٍ، وَلٰكِنْ لَمْ تَرَوْا صُورَةً بَلْ صَوْتاً».

ص ٥: ٤ و٢٢ ع ٣٣ و٣٦ خروج ٢٠: ٢٢ و١ملوك ١٩: ١٢

لَمْ تَرَوْا صُورَةً لئلا تصوروا الرب وهو قد نهى عن أن تعبدوه بواسطة صورة كما نهى عن أن تعبدوه بواسطة تمثال (انظر ع ١٥ و١٦).

١٣ «وَأَخْبَرَكُمْ بِعَهْدِهِ ٱلَّذِي أَمَرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِ، ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْعَشَرِ، وَكَتَبَهُ عَلَى لَوْحَيْ حَجَرٍ».

ص ٩: ٩ و١١ خروج ٣٤: ٢٨ خروج ٢٤: ١٢ و٣١: ١٨

بِعَهْدِهِ… ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْعَشَرِ العهد هنا وصايا الله العشر المكتوبة على لوحي الحجارة وعبّر عنها هنا بالكلمات العشر (انظر تفسير ص ٥).

وَكَتَبَهُ أي العهد الذي هو الوصايا العشر (انظر تفسير ص ١٠: ٢).

١٤ «وَإِيَّايَ أَمَرَ ٱلرَّبُّ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ أَنْ أُعَلِّمَكُمْ فَرَائِضَ وَأَحْكَاماً لِتَعْمَلُوهَا فِي ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا».

خروج ٢١: ١ وص ٢٢ و٢٣

إِيَّايَ أَمَرَ ٱلرَّبُّ فوجب أن تقبلوا كلامي لأنه كلام الله الرب.

١٥ «فَٱحْتَفِظُوا جِدّاً لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لَمْ تَرَوْا صُورَةً مَا يَوْمَ كَلَّمَكُمُ ٱلرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ ٱلنَّارِ».

يشوع ٢٣: ١١ إشعياء ٤٠: ١٨

لَمْ تَرَوْا صُورَةً مَا ما أعظم الغايات من هذه الآية عبادة الرب الذي لا يُرى بالروح وبالحق. وعبادة الإله غير المنظور كذلك لا نستطيع معرفتها من طبعنا البشري الساقط فالله أعلنها لشعبه القديم فبنى دينه من أول الأمر على التوحيد والعبادة الروحية ونفى الوثنية فإن سائر الأمم كانت تعبد آلهتها بواسطة المواد المرئية من صور وتماثيل وكواكب وبهائم ونار على غير ذلك من المرئيات المختلفة. وكان الأمم عدة عصور يسمون المسيحيين معطلين أو بلا إله لأنه لم يكن لهم إله منظور. وقد قال كاتب الرسالة إلى العبرانيين في مدح موسى «بِٱلإِيمَانِ تَرَكَ مِصْرَ غَيْرَ خَائِفٍ مِنْ غَضَبِ ٱلْمَلِكِ، لأَنَّهُ تَشَدَّدَ، كَأَنَّهُ يَرَى مَنْ لاَ يُرَى» (عبرانيين ١١: ٢٧).

١٦ «لِئَلاَّ تَفْسُدُوا وَتَعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً، صُورَةَ مِثَالٍ مَا شِبْهَ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى».

خروج ٣٢: ٧ خروج ٢٠: ٤ و٥ وع ٢٣ وص ٥: ٨ رومية ١: ٢٣

لِئَلاَّ تَفْسُدُوا وَتَعْمَلُوا… تِمْثَالاً… صُورَةَ فالذين يصنعون لله تمثالاً أو صورة وهم من أهل الكتاب قد فسدوا. وفسادهم قائم بعدة أمور تذكر ثلاثة منه:

  • الأول: تمثيل الله الذي لا يتغير بما يفسد ويفنى.
  • الثاني: تحويل قلوبهم إلى المخلوق المرئي دون الخالق الذي لا يُرى.
  • الثالث: سجودهم لما سلطهم الله عليه لأن الله سلط الإنسان على أعمال يديه.

١٧، ١٨ «١٧ شِبْهَ بَهِيمَةٍ مَا مِمَّا عَلَى ٱلأَرْضِ، شِبْهَ طَيْرٍ مَا ذِي جَنَاحٍ مِمَّا يَطِيرُ فِي ٱلسَّمَاءِ، ١٨ شِبْهَ دَبِيبٍ مَا عَلَى ٱلأَرْضِ، شِبْهَ سَمَكٍ مَا مِمَّا فِي ٱلْمَاءِ مِنْ تَحْتِ ٱلأَرْضِ».

الإشارة في هاتين الآيتين وما بعدهما إلى أصنام المصريين من البهائم والطيور وغيرها.

١٩، ٢٠ «١٩ وَلِئَلاَّ تَرْفَعَ عَيْنَيْكَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَتَنْظُرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ، كُلَّ جُنْدِ ٱلسَّمَاءِ ٱلَّتِي قَسَمَهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ لِجَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّتِي تَحْتَ كُلِّ ٱلسَّمَاءِ، فَتَغْتَرَّ وَتَسْجُدَ لَهَا وَتَعْبُدَهَا. ٢٠ وَأَنْتُمْ قَدْ أَخَذَكُمُ ٱلرَّبُّ وَأَخْرَجَكُمْ مِنْ كُورِ ٱلْحَدِيدِ مِنْ مِصْرَ لِتَكُونُوا لَهُ شَعْبَ مِيرَاثٍ كَمَا فِي هٰذَا ٱلْيَوْمِ».

ص ١٧: ٣ وأيوب ٣١: ٢٦ و٢٧ تكوين ٢: ١ و٢ملوك ١٧: ١٦ و٢: ٣ رومية ١: ٢٥ و١ملوك ٨: ٥١ وإرميا ١١: ٤ خروج ١٩: ٥ وص ٩: ٢٩ و٣٢: ٩

ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ أنقى أديان الأمم القديمة لم تخلُ من عبادة هذه الأجرام كما ظهر من آثار الديانة المجوسية (فإن المنقبين وجدوا صور هذه الأجرام في أقدم هياكل المجوس).

ٱلَّتِي قَسَمَهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ لِجَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ الخ ما عدا إسرائيل فإن الرب الأزلي الواجب الوجود الذي لا يُرى هو إلههم ومعبودهم بلا صورة ولا تمثال.

٢١ – ٢٣ «٢١ وَغَضِبَ ٱلرَّبُّ عَلَيَّ بِسَبَبِكُمْ، وَأَقْسَمَ إِنِّي لاَ أَعْبُرُ ٱلأُرْدُنَّ وَلاَ أَدْخُلُ ٱلأَرْضَ ٱلْجَيِّدَةَ ٱلَّتِي ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ يُعْطِيكَ نَصِيباً. ٢٢ فَأَمُوتُ أَنَا فِي هٰذِهِ ٱلأَرْضِ. لاَ أَعْبُرُ ٱلأُرْدُنَّ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْبُرُونَ وَتَمْتَلِكُونَ تِلْكَ ٱلأَرْضَ ٱلْجَيِّدَةَ. ٢٣ اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَنْسَوْا عَهْدَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكُمُ ٱلَّذِي قَطَعَهُ مَعَكُمْ، وَتَصْنَعُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً، صُورَةَ كُلِّ مَا نَهَاكَ عَنْهُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ».

عدد ٢٠: ١٢ وص ١: ٣٧ و٣: ٢٦ و٢بطرس ١: ١٣ و١٤ و١٥ ص ٣: ٢٧ ص ٣: ٢٥ ع ٩ خروج ٢٠: ٤ و٥ وع ١٦

وَغَضِبَ ٱلرَّبُّ عَلَيَّ بِسَبَبِكُمْ… فَأَمُوتُ أَنَا فِي هٰذِهِ ٱلأَرْضِ… وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْبُرُونَ… اِحْتَرِزُوا في هذا الكلام برهان خلاصته أني لا أستطيع أن أعبر معكم لأحذركم فلذلك يجب أن تحترزوا حين تكونون بدوني. ومثل هذا كان في ذهن بولس حين قال لتيموثاوس «تَمِّمْ خِدْمَتَكَ. فَإِنِّي أَنَا ٱلآنَ أُسْكَبُ» (٢تيموثاوس ٤: ٥ و٦).

٢٤ «لأَنَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ هُوَ نَارٌ آكِلَةٌ، إِلٰهٌ غَيُورٌ».

خروج ٢٤: ١٧ وص ٩: ٣ وإشعياء ٣٣: ١٤ وعبرانيين ١٢: ٢٩ خروج ٢٠: ٥ وص ٦: ١٥ وإشعياء ٤٢: ٨

ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ هُوَ نَارٌ آكِلَةٌ (أي شديد الغيرة على عبادته وشديد العقاب لمن يشركون به). وقد اقتبس هذه العبارة كاتب الرسالة إلى العبرانيين لا تأكيداً لتعاليم سيناء بل لتعاليم يوم الخمسين وصوت الذي تكلم من السماء بالروح الذي هو أرسله (عبرانيين ١٢: ٢٩).

٢٥، ٢٦ «٢٥ إِذَا وَلَدْتُمْ أَوْلاَداً وَأَحْفَاداً، وَأَطَلْتُمُ ٱلزَّمَانَ فِي ٱلأَرْضِ، وَفَسَدْتُمْ وَصَنَعْتُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً صُورَةَ شَيْءٍ مَا، وَفَعَلْتُمُ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكُمْ لإِغَاظَتِهِ، ٢٦ أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ ٱلسَّمَاءَ وَٱلأَرْضَ أَنَّكُمْ تَبِيدُونَ سَرِيعاً عَنِ ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ ٱلأُرْدُنَّ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا. لاَ تُطِيلُونَ ٱلأَيَّامَ عَلَيْهَا، بَلْ تَهْلِكُونَ لاَ مَحَالَةَ».

ع ١٦ و٢ملوك ١٧: ١٧ الخ ص ٣٠: ١٨ و١٩ وإشعياء ١: ٢ وميخا ٦: ٢

أَطَلْتُمُ ٱلزَّمَانَ الخ كان الإسرائيليون مقبلين على الراحة والخصب والنمو وذلك من شأنه أن يلهي الناس الدنيويين عن الدين فيضعون العالميات موضع الروحيات.

٢٧ «وَيُبَدِّدُكُمُ ٱلرَّبُّ فِي ٱلشُّعُوبِ، فَتَبْقُونَ عَدَداً قَلِيلاً بَيْنَ ٱلأُمَمِ ٱلَّتِي يَسُوقُكُمُ ٱلرَّبُّ إِلَيْهَا».

لاويين ٢٦: ٣٣ وص ٢٨: ٦٢ و٦٤ ونحميا ١: ٣ و٨

يُبَدِّدُكُمُ ٱلرَّبُّ فِي ٱلشُّعُوبِ خالف الإسرائيليون الشريعة وعبدوا الأوثان ونسوا الرب ووصاياه ونبوءات أنبيائه ورفضوا مسيحهم فوقعت عليهم الدينونة وتفرقوا تحت كل كوكب كما هو المشاهد.

٢٨ «وَتَصْنَعُونَ هُنَاكَ آلِهَةً صَنْعَةَ أَيْدِي ٱلنَّاسِ مِنْ خَشَبٍ وَحَجَرٍ مِمَّا لاَ يُبْصِرُ وَلاَ يَسْمَعُ وَلاَ يَأْكُلُ وَلاَ يَشُمُّ».

ص ٢٨: ٦٤ و١صموئيل ٢٦: ١٩ وإرميا ١٦: ١٣ مزمور ١١٥: ٤ و٥ و١٣٥: ١٥ و١٦ وإشعياء ٤٤: ٩ و٤٦: ٧

تَصْنَعُونَ هُنَاكَ آلِهَةً صَنْعَةَ أَيْدِي ٱلنَّاسِ أي تسجدون للمصنوعات التي تصنعونها على مثال ما صنع الناس الوثنيون. قال أحد مفسري اليهود وأصاب أن علة أسر اليهود وسبيهم وتفرقهم عبادة الأوثان فلما صاروا عبيداً لتلك المصنوعات استحقوا أن يكونوا عبيداً لصانعي أمثالها من الأمم التي لا تعرف الرب ولم تستطع أصنامهم أن تحررهم بل سُبيت كما سُبوا. قال الله بلسان نبيه إشعياء «قَدْ جَثَا بِيلُ، ٱنْحَنَى نَبُو. صَارَتْ تَمَاثِيلُهُمَا عَلَى ٱلْحَيَوَانَاتِ وَٱلْبَهَائِمِ. مَحْمُولاَتُكُمْ مُحَمَّلَةٌ حِمْلاً لِلْمُعْيِي. قَدِ ٱنْحَنَتْ. جَثَتْ مَعاً. لَمْ تَقْدِرْ أَنْ تُنَجِّيَ ٱلْحِمْلَ، وَهِيَ نَفْسُهَا قَدْ مَضَتْ فِي ٱلسَّبْيِ» (إشعياء ٤٦: ١ و٢).

٢٩ – ٣١ «٢٩ ثُمَّ إِنْ طَلَبْتَ مِنْ هُنَاكَ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ تَجِدْهُ إِذَا ٱلْتَمَسْتَهُ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ. ٣٠ عِنْدَمَا ضُيِّقَ عَلَيْكَ وَأَصَابَتْكَ كُلُّ هٰذِهِ ٱلأُمُورِ فِي آخِرِ ٱلأَيَّامِ، تَرْجِعُ إِلَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ وَتَسْمَعُ لِقَوْلِهِ، ٣١ لأَنَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكَ إِلٰهٌ رَحِيمٌ، لاَ يَتْرُكُكَ وَلاَ يُهْلِكُكَ وَلاَ يَنْسَى عَهْدَ آبَائِكَ ٱلَّذِي أَقْسَمَ لَهُمْ عَلَيْهِ».

لاويين ٢٦: ٣٩ و٤٠ وص ٣٠: ١ و٢ و٣ و٢أيام ١٥: ٤ ونحميا ١: ٩ وإشعياء ٥٥: ٦ و٧ وإرميا ٢٩: ١٢ و١٣ و١٤ خروج ١٨: ٨ وص ٣١: ١٧ تكوين ٤٩: ١ وص ٣١: ٢٩ وإرميا ٢٣: ٢٠ وهوشع ٣: ٥ يوئيل ٢: ١٢ و٢أيام ٣٠: ٩ ونحميا ٩: ٣١ ومزمور ١١٦: ٥ ويونان ٤: ٢

(قابل بهذه الآيات ص ٣٠: ١ – ٥ والتفسير).

٣٢ – ٣٦ «٣٢ فَٱسْأَلْ عَنِ ٱلأَيَّامِ ٱلأُولَى ٱلَّتِي كَانَتْ قَبْلَكَ، مِنَ ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱللّٰهُ فِيهِ ٱلإِنْسَانَ عَلَى ٱلأَرْضِ، وَمِنْ أَقْصَاءِ ٱلسَّمَاءِ إِلَى أَقْصَائِهَا. هَلْ جَرَى مِثْلُ هٰذَا ٱلأَمْرِ ٱلْعَظِيمِ، أَوْ هَلْ سُمِعَ نَظِيرُهُ؟ ٣٣ هَلْ سَمِعَ شَعْبٌ صَوْتَ ٱللّٰهِ يَتَكَلَّمُ مِنْ وَسَطِ ٱلنَّارِ كَمَا سَمِعْتَ أَنْتَ وَعَاشَ؟ ٣٤ أَوْ هَلْ شَرَعَ ٱللّٰهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيَأْخُذَ لِنَفْسِهِ شَعْباً مِنْ وَسَطِ شَعْبٍ، بِتَجَارِبَ وَآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَحَرْبٍ وَيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ رَفِيعَةٍ وَمَخَاوِفَ عَظِيمَةٍ مِثْلَ كُلِّ مَا فَعَلَ لَكُمُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكُمْ فِي مِصْرَ أَمَامَ أَعْيُنِكُمْ؟ ٣٥ إِنَّكَ قَدْ أُرِيتَ لِتَعْلَمَ أَنَّ ٱلرَّبَّ هُوَ ٱلإِلٰهُ. لَيْسَ آخَرَ سِوَاهُ. ٣٦ مِنَ ٱلسَّمَاءِ أَسْمَعَكَ صَوْتَهُ لِيُنْذِرَكَ، وَعَلَى ٱلأَرْضِ أَرَاكَ نَارَهُ ٱلْعَظِيمَةَ، وَسَمِعْتَ كَلاَمَهُ مِنْ وَسَطِ ٱلنَّارِ».

أيوب ٨: ٨ متّى ٢٤: ٣١ خروج ٢٤: ١١ و٣٣: ٢٠ وص ٥: ٢٤ و٢٦ ٢ص ٧: ١٩ و٢٩: ٣ خروج ٧: ٣ خروج ١٣: ٣ خروج ٦: ٦ ص ٢٦: ٨ و٣٤: ١٢ ص ٣٢: ٣٩ و١صموئيل ٢: ٢ وإشعياء ٤٥: ٥ و١٨ و٢٢ ومرقس ١٢: ٢٩ و٣٢ خروج ١٩: ٩ و١٩ و٢٠: ١٨ و٢٢ و٢٤: ١٦ وعبرانيين ١٢: ١٨

فَٱسْأَلْ… هَلْ جَرَى مِثْلُ الخ أقام هذا البرهان بولس الرسول على صدق الوعد برد إسرائيل بقوله «لأَنَّ هِبَاتِ ٱللّٰهِ وَدَعْوَتَهُ هِيَ بِلاَ نَدَامَةٍ» (رومية ١١: ٢٩). وغاية القولين إن الله لا يترك إسرائيل ويختار له شعباً من أمة أخرى وإنه لا ينسى عمل يديه وإنه من يختارهم من الأمم يحسبهم من شعبه إسرائيل. وقد برهن موسى قوله هنا برضى الله عن شعبه ليرده عن إثمه (انظر على الخصوص عدد ١٤: ١١ – ٢١ وقابل بذلك ١صموئيل ١٢: ٢٢). وأبان النبي هنا أنه لم يترك الله ريباً في أنفس الإسرائيليين بواسطة ما أتاه من العجائب في عنايته بهم.

٣٧، ٣٨ «٣٧ وَلأَجْلِ أَنَّهُ أَحَبَّ آبَاءَكَ وَٱخْتَارَ نَسْلَهُمْ مِنْ بَعْدِهِمْ، أَخْرَجَكَ بِحَضْرَتِهِ بِقُوَّتِهِ ٱلْعَظِيمَةِ مِنْ مِصْرَ ٣٨ لِيَطْرُدَ مِنْ أَمَامِكَ شُعُوباً أَكْبَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ، وَيَأْتِيَ بِكَ وَيُعْطِيَكَ أَرْضَهُمْ نَصِيباً كَمَا فِي هٰذَا ٱلْيَوْمِ».

ص ١٠: ١٥ خروج ١٣: ٣ و٩ و١٤ ص ٧: ١ و٩: ١ و٤ و٥

لأَجْلِ أَنَّهُ أَحَبَّ آبَاءَكَ الخ كثيراً ما ذُكرت أسباب اختيار الله لإسرائيل في هذا السفر. وذُكرت على أسلوب يبين سلطان الله وسيادته ويُعلن للإسرائيليين أنه تعالى لم يخترهم شعباً لاستحقاقهم ذلك.

٣٩، ٤٠ «٣٩ فَٱعْلَمِ ٱلْيَوْمَ وَرَدِّدْ فِي قَلْبِكَ أَنَّ ٱلرَّبَّ هُوَ ٱلإِلٰهُ فِي ٱلسَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَعَلَى ٱلأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ. لَيْسَ سِوَاهُ. ٤٠ وَٱحْفَظْ فَرَائِضَهُ وَوَصَايَاهُ ٱلَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا ٱلْيَوْمَ لِيُحْسَنَ إِلَيْكَ وَإِلَى أَوْلاَدِكَ مِنْ بَعْدِكَ، وَلِتُطِيلَ أَيَّامَكَ عَلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ يُعْطِيكَ إِلَى ٱلأَبَدِ».

ع ٣٥ ويشوع ٢: ١١ لاويين ٢٢: ٣١ ص ٥: ١٦ و٦: ٣ و١٨ و١٢: ٢٥ و٢٨ و٢٢: ٧ وأفسس ٦: ٣

فَٱعْلَمِ الخ أي فاعرف مما صنعه الله أنه لا إله سواه في كل العالمين وإنه يجب أن نطيعه وإنه يجزي المطيعين خيراً لأنفسهم ولأعقابهم رحمة منه وجوداً بعد ما رأى من معاصيهم وآثامه على خلاف ما صنع بأعدائه من أمم تلك الأرض. وآيات توحيد الله كثيرة في كتاب الوحي ومن ذلك قول بولس «لأَنَّ ٱللّٰهَ وَاحِدٌ» (رومية ٣: ٣٠). وقوله «وَلٰكِنَّ ٱللّٰهَ وَاحِدٌ» (غلاطية ٣: ٢٠). وقول يعقوب «أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ ٱللّٰهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ» (يعقوب ٢: ١٩). وقول الله بلسان نبيه إشعياء «هَلْ يُوجَدُ إِلٰهٌ غَيْرِي؟» (إشعياء ٤٤: ٨).

تعيين مدن الملجإ الثلاث

٤١، ٤٢ «٤١ حِينَئِذٍ أَفْرَزَ مُوسَى ثَلاَثَ مُدُنٍ فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ نَحْوَ شُرُوقِ ٱلشَّمْسِ ٤٢ لِكَيْ يَهْرُبَ إِلَيْهَا ٱلْقَاتِلُ ٱلَّذِي يَقْتُلُ صَاحِبَهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَهُوَ غَيْرُ مُبْغِضٍ لَهُ مُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ. يَهْرُبُ إِلَى إِحْدَى تِلْكَ ٱلْمُدُنِ فَيَحْيَا».

عدد ٣٥: ٦ و١٤ ص ١٩: ٤

حِينَئِذٍ أَفْرَزَ مُوسَى أشار بقوله حينئذ إلى أن وقت إفراز تلك المدن كان على أثر الخطاب المذكور قبل هذه الآية وكانت مدن الملجإ شرقي الأردن.

فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ عيّن هذا العبر بقوله نحو شروق الشمس والمعنى أنه أفرز ثلاث مدن للملجأ على الجانب الشرقي من الأردن.

٤٣ «بَاصَرَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ ٱلسَّهْلِ لِلرَّأُوبَيْنِيِّينَ، وَرَامُوتَ فِي جِلْعَادَ لِلْجَادِيِّينَ، وَجُولاَنَ فِي بَاشَانَ لِلْمَنَسِّيِّينَ».

يشوع ٢٠: ٨

بَاصَرَ قال بعضهم أن موقعها اليوم مجهول وظن آخر أنها بُرازين وهي على غاية اثني عشر ميلاً في الشمال الشرقي من حشبون.

رَامُوتَ فِي جِلْعَادَ وتُسمى الرامة أيضاً (٢أيام ٢٢: ٦). قال بعضهم مع أن هذه المدينة اشتهرت في تاريخ الإسرائيليين لم يزل موقعها مجهولاً (١ملوك ص ٢١ و٢ملوك ص ٩) ولكن ظن بعض السيّاح أنها المدينة المعروفة اليوم بالصلت أو السلط ولكنه لم يثبت قوله بدليل قاطع.

جُولاَنَ مدينة في الأرض المعروفة اليوم بالجولان ولكنها لم تزل مجهولة الموقع من تلك الأرض.

الخطاب الثاني

هذا الخطاب يشغل كثيراً من هذا السفر فالآية ٤٤ – ٤٩ مقدمة له وهو من ص ٥ إلى ص ٢٦ وهو ما كُرر كالخطاب السابق وفاه به موسى في أرض سيحون وعوج.

٤٤، ٤٥ «٤٤ وَهٰذِهِ هِيَ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلَّتِي وَضَعَهَا مُوسَى أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. ٤٥ هٰذِهِ هِيَ ٱلشَّهَادَاتُ وَٱلْفَرَائِضُ وَٱلأَحْكَامُ ٱلَّتِي كَلَّمَ بِهَا مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ».

في هاتين الآيتين بيان أن الخطاب في ما سبق.

٤٦ – ٤٩ «٤٦ فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ فِي ٱلْجِوَاءِ مُقَابِلَ بَيْتِ فَغُورَ، فِي أَرْضِ سِيحُونَ مَلِكِ ٱلأَمُورِيِّينَ ٱلَّذِي كَانَ سَاكِناً فِي حَشْبُونَ، ٱلَّذِي ضَرَبَهُ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيلَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ ٤٧ وَٱمْتَلَكُوا أَرْضَهُ وَأَرْضَ عُوجٍ مَلِكِ بَاشَانَ مَلِكَيِ ٱلأَمُورِيِّينَ، ٱللَّذَيْنِ فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ نَحْوَ شُرُوقِ ٱلشَّمْسِ. ٤٨ مِنْ عَرُوعِيرَ ٱلَّتِي عَلَى حَافَةِ وَادِي أَرْنُونَ إِلَى جَبَلِ سِيئُونَ (ٱلَّذِي هُوَ حَرْمُونُ) ٤٩ وَكُلَّ ٱلْعَرَبَةِ فِي عَبْرِ ٱلأُرْدُنِّ نَحْوَ ٱلشُّرُوقِ إِلَى بَحْرِ ٱلْعَرَبَةِ تَحْتَ سُفُوحِ ٱلْفِسْجَةِ».

ص ٣: ٢٩ عدد ٢١: ٢٤ وص ١: ٤ عدد ٢١: ٣٥ وص ٣: ٣ و٤ ص ٢: ٣٦ و٣: ١٢ ص ٣: ٩ ومزمور ١٣٣: ٣ ص ٣: ١٧

الأماكن المذكورة في هذه الآيات سبق ذكرها في (ص ٣ وتفسيره فارجع إليه).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى