سفر المزامير

سفر المزامير | 133 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر المزامير

للقس . وليم مارش

اَلْمَزْمُورُ ٱلْمِئَةُ وَٱلثَّالِثُ وَٱلثَّلاَثُونَ

تَرْنِيمَةُ ٱلْمَصَاعِدِ. لِدَاوُدَ

«١ هُوَذَا مَا أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ ٱلإِخْوَةُ مَعاً! ٢ مِثْلُ ٱلدُّهْنِ ٱلطَّيِّبِ عَلَى ٱلرَّأْسِ ٱلنَّازِلِ عَلَى ٱللِّحْيَةِ، لِحْيَةِ هَارُونَ، ٱلنَّازِلِ إِلَى طَرَفِ ثِيَابِهِ. ٣ مِثْلُ نَدَى حَرْمُونَ ٱلنَّازِلِ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ. لأَنَّهُ هُنَاكَ أَمَرَ ٱلرَّبُّ بِٱلْبَرَكَةِ، حَيَاةٍ إِلَى ٱلأَبَدِ».

في هذا المزمور مديح للإخوّة وروح الصفاء والوداد المقيم حينما يجتمع شعب الله من مختلف الأمكنة إلى صعيد واحد لكي يعبدوا إلههم ويمجدوا اسمه فهو يخبرهم عن انتهاء الشتات وأنهم لن يكونوا في ما بعد مبعثرين في كل أنحاء الدنيا بل جلّ ما يخبرهم به هو أن الله سيكون فيما بينهم للبركة ولكي يقدموا له العبادة الحقيقية بروح التآخي فلا يوجد أي فارق يميز بينهم أو يشتت شملهم. وهذا المزمور على نسق مزامير داود ولكن اللغة تنم عن حداثة نظمه فهو قد نظم بعد السبي لا قبله. ولا نجد هذا العنوان «لداود» في الترجمة السبعينية ولا في الترجوم. وإذا كان يحمل هذا العنوان فمن قبيل التبرك به وإشارة إلى تلك الصداقة المتينة التي كانت بين داود ويوناثان.

فإذن هذا المزمور هو دعوة للتآخي وقد كان من عادة اليهود أن يجتمعوا في هيكل أورشليم في الأعياد الثلاثة الكبرى حتى يتحققوا وحدتهم ليس فقط بالنسب ولكن بالدين وممارسة فروضه التقوية. وهو يصور لنا رئيس الكهنة ومعه دهن المسيح المطيّب كما هو مذكور (خروج ٣٩: ٢٢ – ٣٣) لقد مسح موسى هارون كاهناً بينما أولاد هارون فقد رشوا به فقط ولذلك فإن هارون وحده هو الكاهن الأعظم المعين من الله. وبقية الكهنة بعده كانوا مرشوشين بالدهن أو الزيت الطيب وأيضاً بدم الخروف المكرس للذبيحة (راجع سفر العدد ٣: ٣ وايضاً العدد ٨: ١٢ و٣٠).

(١ – ٣) إن هذه الاستعارة عن هارون والدهن المطيب الذي يصل من الرأس إلى أطرافه إشارة إلى وحدة الشعب وإخائه رغم المسافات والشتات فهو حينما يجتمع في أورشليم يصبح شعب الله الواحد المتآخي. ثم نأتي للاستعارة الثانية التي تجمع بين جبل حرمون وجبل صهيون فمعروف أن الندى ينزل بكثرة من أعالي حرمون على التلال المجاورة لأن على رأس حرمون يظل الثلج على مدار السنة كلها. وكما يأتي الندى من أعالي الجبل لكي يلطف الهواء حوله ولا سيما بعد أوقات الجفاف التي تحيط بجبال اليهودية هكذا فإن المحبة الأخوية تلطف الحياة الإنسانية وتقويها وتنعشها ويختم المرنم كلامه بتمجيد أورشليم لأنه ذلك المكان المقدس الذي يجمع هؤلاء الأقوام بالحب الأخوي والدين القويم.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى