سفر المزامير | 100 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر المزامير
للقس . وليم مارش
اَلْمَزْمُورُ ٱلْمِئَةُ
مَزْمُورُ حَمْدٍ
«١ اِهْتِفِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ ٱلأَرْضِ. ٢ ٱعْبُدُوا ٱلرَّبَّ بِفَرَحٍ. ٱدْخُلُوا إِلَى حَضْرَتِهِ بِتَرَنُّمٍ. ٣ ٱعْلَمُوا أَنَّ ٱلرَّبَّ هُوَ ٱللّٰهُ. هُوَ صَنَعَنَا، وَلَهُ نَحْنُ شَعْبُهُ وَغَنَمُ مَرْعَاهُ. ٤ ٱدْخُلُوا أَبْوَابَهُ بِحَمْدٍ، دِيَارَهُ بِٱلتَّسْبِيحِ. ٱحْمَدُوهُ بَارِكُوا ٱسْمَهُ، ٥ لأَنَّ ٱلرَّبَّ صَالِحٌ. إِلَى ٱلأَبَدِ رَحْمَتُهُ، وَإِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ أَمَانَتُهُ».
هذه دعوة موجهة للعالم أجمع ليعبدوا ويخدموا الإله الحقيقي. ومن العنوان نجد أنه مخصص للحمد أي بالنسبة لإحسانات خاصة وإنعامات يجد المرنم نفسه لساناً متكلماً بإذاعة مجد الله ورحمته ويطلب من كافة الأمم أن تفعل ذلك وتشارك في هذا الفرح العام.
(١ – ٣) يدعو كل الأرض للهتاف لأنه يرى «بنسلك أي إبراهيم تتبارك جميع قبائل الأرض». وليكن هذا بقصد العبادة الحقة حينما يدخل جمهور العابدين إلى حضرة الله والترنم على شفاههم والحمد القلبي يملأ كل مكان. وليكن وراء ذلك العلم الحقيقي واليقين الثابت بالله ذلك الإله الذي خلق البشر جميعاً وإنما يخصص شعبه ويعتبره أنه هو غنمه المعتنى به. لذلك فالرب نفسه هو الراعي الذي لا يغفل عن خرافه في مختلف الأحوال. ويذكر ديلتش أن ملانكثون رجل الإصلاح العظيم قد وجد تعزية عظمى في العدد الثالث حينما فقد ابنه في درسدن (ألمانيا) في ١٢ تموز سنة ١٥٥٩. إن الخالق الذي صنعنا هو الذي يملكنا أيضاً فنحن لنسا لأنفسنا (راجع إشعياء ٢٩: ٢٣ و٦٠: ٢١ وقابله مع تثنية ٣٢: ٦ و١٥).
(٤ – ٥) لأن الله هكذا أي صانع وراعٍ أيضاً لذلك يتوجب علينا كما وعلى جميع الشعوب أن يحمدوه ويسبحوا لاسمه ويشكروه على إنعاماته كلها وأفضل مكان للعبادة هو في الأمكنة المخصصة لها أي في الهيكل. وقوله ادخلوا أبوابه أي أبواب بيت الرب. وهذه الأبواب مفتوحة على الدوام لاستقبال جمهور العابدين. هذا الإله الصالح وحده. إذ أن رحمته تنتقل من دور إلى دور وكذلك أمانته نحو الأبناء كما كانت نحو الآباء على شرط أن يطلبوا وجهه. ورحمته دليل كرمه الإلهي لأننا لا نستحق. وأمانته هي دليل محبته الأبدية التي لا تتغير ولا تزول.
السابق |
التالي |