سفر زكريا | 10 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر زكريا
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلْعَاشِرُ
١ «اُطْلُبُوا مِنَ ٱلرَّبِّ ٱلْمَطَرَ فِي أَوَانِ ٱلْمَطَرِ ٱلْمُتَأَخِّرِ، فَيَصْنَعَ ٱلرَّبُّ بُرُوقاً وَيُعْطِيَهُمْ مَطَرَ ٱلْوَبْلِ. لِكُلِّ إِنْسَانٍ عُشْباً فِي ٱلْحَقْلِ».
يوئيل ٢: ٢٣ إرميا ١٠: ١٣ إشعياء ٣٠: ٢٣
كان الرب وعد شعبه ببركات كثيرة جسدية وروحية وهنا يذكرهم أن يطلبوها من الرب وليس من الأصنام ولا من العرافين. والمطر المتأخر هو المطر في آخر الربيع الذي يحفظ المزروعات من أن تيبس قبل وقت الحصاد ومطر الوبل هو المطر الغزير في فصل الشتاء الذي يروي أصول الأشجار. وللمطر نواميس معيّنة من الله ومع ذلك يجوز للإنسان بل يجب عليه أن يطلبه ولكن يجب أن يطلبه حسب مشيئة الله لأنه هو وحده يعلم ما ينفع وما يضر ويجب على الإنسان أن يستعمل وسائط كغرس الأشجار التي تكثر المطر والكتاب يوضح لنا أن الرب كثيراً ما يؤدب شعبه بحجز المطر.
٢، ٣ «٢ لأَنَّ ٱلتَّرَافِيمَ قَدْ تَكَلَّمُوا بِٱلْبَاطِلِ وَٱلْعَرَّافِيِنَ رَأَوُا ٱلْكَذِبَ وَأَخْبَرُوا بِأَحْلاَمِ كَذِبٍ. يُعَزُّونَ بِٱلْبَاطِلِ. لِذٰلِكَ رَحَلُوا كَغَنَمٍ. ذَلُّوا إِذْ لَيْسَ رَاعٍ. ٣ عَلَى ٱلرُّعَاةِ ٱشْتَعَلَ غَضَبِي فَعَاقَبْتُ ٱلأَعْتِدَةَ. لأَنَّ رَبَّ ٱلْجُنُودِ قَدْ تَعَهَّدَ قَطِيعَهُ بَيْتَ يَهُوذَا، وَجَعَلَهُمْ كَفَرَسِ جَلاَلِهِ فِي ٱلْقِتَالِ».
حزقيال ٢١: ٢١ وهوشع ٣: ٤ إرميا ٢٧: ٩ إرميا ٢٣: ٣٢ حزقيال ٣٤: ٥ و٨ و٢٥: ٣٤ – ٣٦ حزقيال ٣٤: ١٢
الترافيم هي تماثيل على صورة الإنسان أحياناً كبيرة وأحياناً صغيرة وكان مكانها الخاص في البيت كآلهة العائلة (انظر تكون ٣١: ١٩ و١صموئيل ١٩: ١٣) وكان الناس يسألونها عن أمور مستقبلة (حزقيال ٢١: ٢١) والعرافون هم الذي يدّعون بأنهم يعرفون أمورا مستقبلة ومجهولة فيعرّفوا الناس بها. كانوا يعزّون بالباطل لأن كلامهم كذب وبخيرات لا تأتي فكان الشعب كغنم بلا راع كما كانوا لما أتى المسيح (انظر متّى ٩: ٣٦). والأعتدة هم التيوس وهنا الرؤساء الأشرار أما رؤساء اليهود الأشرار أو رؤساء الأمم المتسلطون على إسرائيل. كما يفتخر المحارب بفرسه ويكرّمه ويزيّنه هكذا يفتخر الرب بشعبه ويكرمهم فالغنم المذلولون يصيرون كخيل القتال.
٤، ٥ «٤ مِنْهُ ٱلزَّاوِيَةُ. مِنْهُ ٱلْوَتَدُ. مِنْهُ قَوْسُ ٱلْقِتَالِ. مِنْهُ يَخْرُجُ كُلُّ ظَالِمٍ جَمِيعاً. ٥ وَيَكُونُونَ كَٱلْجَبَابِرَةِ ٱلدَّائِسِينَ طِينَ ٱلأَسْوَاقِ فِي ٱلْقِتَالِ، وَيُحَارِبُونَ لأَنَّ ٱلرَّبَّ مَعَهُمْ، وَٱلرَّاكِبُونَ ٱلْخَيْلَ يَخْزَوْنَ».
ص ٩: ١٠ وإرميا ٥١: ٢٠ و٢صموئيل ٢٢: ٤٣ عاموس ٢: ١٥ وحجي ٢: ٢٢
مِنْهُ أي من بيت يهوذا والزاوية إشارة إلى حاكم وإلى المسيح الذي هو حجر الزاوية وهو من يهوذا بالجسد. والمسيح هو الوتد أيضاً أي اتكال جميع الناس عليه. ومنه القوس أي القوة لمقاومة الشر. ومنه يخرج كل ظالم أي يطرد من أمامه كل الظالمين ويكون شعب الله كجبابرة لأن الرب معهم. والراكبون الخيل هم أعداء شعب الله فيخزون ويكونون كطين الأسواق.
٦، ٧ «٦ وَأُقَوِّي بَيْتَ يَهُوذَا وَأُخَلِّصُ بَيْتَ يُوسُفَ وَأُرَجِّعُهُمْ، لأَنِّي قَدْ رَحِمْتُهُمْ. وَيَكُونُونَ كَأَنِّي لَمْ أَرْفُضْهُمْ، لأَنِّي أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُهُمْ فَأُجِيبُهُمْ. ٧ وَيَكُونُ أَفْرَايِمُ كَجَبَّارٍ، وَيَفْرَحُ قَلْبُهُمْ كَأَنَّهُ بِٱلْخَمْرِ، وَيَنْظُرُ بَنُوهُمْ فَيَفْرَحُونَ وَيَبْتَهِجُ قَلْبُهُمْ بِٱلرَّبِّ».
ع ١٢ ص ٨: ٧ و٩: ١٦ ص ٨: ٨ ص ١: ١٦ وإشعياء ٥٤: ٨ إشعياء ٥٤: ٤ ص ١٣: ٩ ص ٩: ١٣ و١٥ إشعياء ٥٤: ١٣ وحزقيال ٣٧: ٢٥
بَيْتَ يَهُوذَا بَيْتَ يُوسُفَ سيزول الاختلاف بين يهوذا ويوسف فيكونون معاً في القتال وفي الخلاص.
٨ «أَصْفِرُ لَهُمْ وَأَجْمَعُهُمْ لأَنِّي قَدْ فَدَيْتُهُمْ، وَيَكْثُرُونَ كَمَا كَثُرُوا».
إشعياء ٥: ٢٦ و٧: ١٨ و١٩ إرميا ٣٣: ٢٢ إرميا ٣٠: ٢٠ وحزقيال ٣٦: ١١
أَصْفِرُ لَهُمْ كما يصفر إنسان ليجمع نحله. ويكثرون كما كثروا في مصر (انظر خروج ١: ٧) وفي أيام سليمان (انظر ١ملوك ٤: ٢٠).
٩ – ١٢ «٩ وَأَزْرَعُهُمْ بَيْنَ ٱلشُّعُوبِ فَيَذْكُرُونَنِي فِي ٱلأَرَاضِي ٱلْبَعِيدَةِ، وَيَحْيَوْنَ مَعَ بَنِيهِمْ وَيَرْجِعُونَ. ١٠ وَأُرْجِعُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَأَجْمَعُهُمْ مِنْ أَشُّورَ وَآتِي بِهِمْ إِلَى أَرْضِ جِلْعَادَ وَلُبْنَانَ، وَلاَ يُوجَدُ لَهُمْ مَكَانٌ. ١١ وَيَعْبُرُ فِي بَحْرِ ٱلضِّيقِ، وَيَضْرِبُ ٱللُّجَجَ فِي ٱلْبَحْرِ، وَتَجِفُّ كُلُّ أَعْمَاقِ ٱلنَّهْرِ، وَتُخْفَضُ كِبْرِيَاءُ أَشُّورَ، وَيَزُولُ قَضِيبُ مِصْرَ. ١٢ وَأُقَوِّيهِمْ بِٱلرَّبِّ فَيَسْلُكُونَ بِٱسْمِهِ يَقُولُ ٱلرَّبُّ».
١ملوك ٨: ٤٧ و٤٨ وحزقيال ٦: ٩ إشعياء ١١: ١١ إرميا ٥٠: ١٩ إشعياء ٤٩: ١٩ و٢٠ إشعياء ٥١: ٩ و١٠ إشعياء ١٩: ٥ – ٧ صفنيا ٢: ١٣ حزقيال ٣٠: ١٣ ع ٦ ميخا ٤: ٥
وَأَزْرَعُهُمْ زرعهم الرب في ممالك الأمم كبابل ومصر في القديم وفي أيامنا في كل العالم ولكن تشتتهم لم يكن للهلاك بل للنمو فكثروا. والرب يعبر بهم في بحر الضيق ويضرب اللجج كما ضرب بحر سوف ففتح لهم طريقاً لما خرجوا من مصر ولما عبروا الأردن. وتجف كل أعماق النهر كنهر الفرات الذي افتخر فيه أشور ونهر النيل الذي افتخرت فيه مصر. والكلام مجاز ومعناه أن الرب يزيل كل ما يمنع شعبه عن رجوعهم إلى بلادهم والخلاص من أعدائهم الجسديين والروحيين.
وَأُقَوِّيهِمْ بِٱلرَّبِّ (ع ١٢) كانت خطية اليهود الخصوصية الاتكال على الأصنام وعلى الأمم الوثنية ولكن سيرسل الرب روحه القدوس إلى قلوبهم فيحيون ويتركون اتكالهم الباطل ويتكلون على الرب وحده.
السابق |
التالي |