سفر ناحوم

سفر ناحوم | 02 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر ناحوم

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي

١ – ٤ «١ قَدِ ٱرْتَفَعَتِ ٱلْمِقْمَعَةُ عَلَى وَجْهِكِ. ٱحْرُسِ ٱلْحِصْنَ. رَاقِبِ ٱلطَّرِيقَ. شَدِّدِ ٱلْحَقَوَيْنِ. مَكِّنِ ٱلْقُوَّةَ جِدّاً. ٢ فَإِنَّ ٱلرَّبَّ يَرُدُّ عَظَمَةَ يَعْقُوبَ كَعَظَمَةِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّ ٱلسَّالِبِينَ قَدْ سَلَبُوهُمْ وَأَتْلَفُوا قُضْبَانَ كُرُومِهِمْ. ٣ تُرْسُ أَبْطَالِهِ مُحَمَّرٌ. رِجَالُ ٱلْجَيْشِ قِرْمِزِيُّونَ. ٱلْمَرْكَبَاتُ بِنَارِ ٱلْفُولاَذِ فِي يَوْمِ إِعْدَادِهِ. وَٱلسَّرْوُ يَهْتَزُّ. ٤ تَهِيجُ ٱلْمَرْكَبَاتُ فِي ٱلأَزِقَّةِ. تَتَرَاكَضُ فِي ٱلسَّاحَاتِ. مَنْظَرُهَا كَمَصَابِيحَ. تَجْرِي كَٱلْبُرُوقِ».

إرميا ٥١: ٢٠ – ٢٣ ع ٥ وص ٣: ١٢ و١٤ إشعياء ٦: ١٥ حزقيال ٣٧: ٢١ – ٢٣ إرميا ٤٨: ١١ مزمور ٨٠: ١٢ و١٣ حزقيال ٢٣: ١٤ و١٥ أيوب ٣٩: ٢٣ ص ٣: ٢ و٣ وإشعياء ٦٦: ١٥ وحزقيال ٢٦: ٢٠ إرميا ٤: ١٣

النبي يخاطب أشور ويقول أن المقمعة أي مملكة الماديين مع البابليين قد ارتفعت على وجه أشور أي لمقاومة أشور وجهاً لوجه وكلامه نبوة بما سيكون ولكنه يقول «قد ارتفعت» لأن الأمر أكيد ورآه كأنه حاضر. في آخر الأصحاح السابق وعد لليهود وفي أول هذا الأصحاح وعيد لأشور بالحرب والدمار. قال ربشاقي مفتخراً (انظر إشعياء ٣٦: ٩) «كَيْفَ تَرُدُّ وَجْهَ وَالٍ وَاحِدٍ مِنْ عَبِيدِ سَيِّدِي» ولكن الآن انقلبت الأحوال فلا يقدر هو أن يرد القائمين عليه.

ٱحْرُسِ ٱلْحِصْنَ قال لأشور أن يستعد للحصار.

فَإِنَّ ٱلرَّبَّ يَرُدُّ عَظَمَةَ يَعْقُوبَ (ع ٢) رفض الرب شعبه بسبب خطاياهم واستعمل كقضيب بيده ليؤدب شعبه وبعدما ينتهي التأديب يطرح القضيب. ويعقوب وإسرائيل بمعنى واحد لأن المملكة الشمالية سقطت قبل تاريخ هذه النبوة. وكان اسمه يعقوب لما هرب من بيت أبيه وتغرب وتسمى إسرائيل لما رجع وجاهد مع الله وقدر (انظر حزقيال ٣٧: ١٥ – ٢٣).

لأَنَّ ٱلسَّالِبِينَ قَدْ سَلَبُوهُمْ أي الأشوريون سلبوا الإسرائيليين. فول ملك أشور أخذ من منحيم ملك إسرائيل ألف وزنة من الفضة (انظر ٢ملوك ١٥: ١٩) وسنحاريب أخذ من حزقيا ثلاث مئة وزنة من الفضة وثلاثين وزنة من الذهب (انظر ٢ملوك ١٨: ١٤).

قُضْبَانَ كُرُومِهِمْ أي أتلف كل أسباب النجاح والنمو. غير أن الرب يقدر أن يحوّل الشر إلى الخير (انظر يوحنا ١٥: ٢) «يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ».

تُرْسُ أَبْطَالِهِ (ع ٣) أي أبطال الماديين. والترس مدهون باللون الأحمر أو كان أحمر لأنه من نحاس مصقول. وكان الماديون يلبسون أحمر وقرمزاً. وكانوا يزينون مركباتهم بقطع من الفولاذ تلمع بالشمس كالنار. وخشب رماحهم كان من السرو وكانت تهتز كأشجار.

تَهِيجُ ٱلْمَرْكَبَاتُ فِي ٱلأَزِقَّةِ (ع ٤) أزقة خارجة عن المدينة المحصنة. وتهيج من كثرتها وهي كالبرق في سرعتها.

٥ – ١٠ «٥ يَذْكُرُ عُظَمَاءَهُ. يَتَعَثَّرُونَ فِي مَشْيِهِمْ. يُسْرِعُونَ إِلَى سُورِهَا، وَقَدْ أُقِيمَتِ ٱلْمِتْرَسَةُ. ٦ أَبْوَابُ ٱلأَنْهَارِ ٱنْفَتَحَتْ، وَٱلْقَصْرُ قَدْ ذَابَ. ٧ وَهُصَّبُ قَدِ ٱنْكَشَفَتْ. أُطْلِعَتْ. وَجَوَارِيهَا تَئِنُّ كَصَوْتِ ٱلْحَمَامِ ضَارِبَاتٍ عَلَى صُدُورِهِنَّ. ٨ وَنِينَوَى كَبِرْكَةِ مَاءٍ مُنْذُ كَانَتْ، وَلَكِنَّهُمُ ٱلآنَ هَارِبُونَ. قِفُوا قِفُوا! وَلاَ مُلْتَفِتٌ. ٩ اِنْهَبُوا فِضَّةً. اِنْهَبُوا ذَهَباً، فَلاَ نِهَايَةَ لِلتُّحَفِ لِلْكَثْرَةِ مِنْ كُلِّ مَتَاعٍ شَيْءٍ. ١٠ فَرَاغٌ وَخَلاَءٌ وَخَرَابٌ وَقَلْبٌ ذَائِبٌ وَٱرْتِخَاءُ رُكَبٍ وَوَجَعٌ فِي كُلِّ حَقْوٍ. وَأَوْجُهُ جَمِيعِهِمْ تَجْمَعُ حُمْرَةً».

ص ٣: ١٨ إرميا ٤٦: ١٢ ص ١: ٨ و٣: ١٣ وإشعياء ٤٥: ١ إشعياء ٣٨: ١٤ و٥٩: ١١ إشعياء ٣٢: ١٢ ص ١: ١ و٣: ٧ إشعياء ١٤: ٢٣ إرميا ٤٦: ٥ و٤٧: ٣ صفنيا ١: ١٨ ورؤيا ١٨: ١٢ و١٦ ع ٢ وإشعياء ٢٤: ١ و٣٤: ١ – ١٥ مزمور ٢٢: ١٤ وإشعياء ١٣: ٧ و٨ وحزقيال ٢١: ٧ يوئيل ٢: ٦

يَذْكُرُ عُظَمَاءَهُ أي أشور وهم من الخوف يتعثرون في مشيهم وعدما يصلون إلى السور يرون مترسة الماديين قد أقيمت مقابلهم.

أَبْوَابُ ٱلأَنْهَارِ (ع ٦) كانت نينوى على ضفة نهر دجلة الشرقية وحدّها الجنوبي النهر ذاب والنهر حصر كان يدخلها من الشمال ويجري في وسط المدينة ويصب في دجلة. وللمدينة في الشرق سوران عظيمان علوهما نحو خمسين قدماً وطولهما ثلاثة أميال وبينهما خندق عميق عرضه ١٤٥ قدماً. وانفتحت أبواب الأنهار إما من هجوم الأعداء وثغر الأسوار ودخولهم من الأبواب أو من فيضان الأنهر وهبوط الأسوار في جهة الأنهار.

وَٱلْقَصْرُ قَدْ ذَابَ ذابت قلوب أهل القصر أي الملك ومشيريه فصارت المملكة بدون مدبرين في أشد الخطر.

وَنِينَوَى كَبِرْكَةِ مَاءٍ (ع ٨) لأنها مركز الحكومة ومركز التجارة فاجتمع فيها الناس من كل الجهات وتكومت فيها كنوز العالم ولكن سدود هذه البركة ستهبط والماء سيفلت. ويقول أهل نينوى للهاربين قفوا قفوا ولا أحد ينتبه لأن الهاربين يهتم كل واحد منهم بنجاة نفسه.

اِنْهَبُوا (ع ٩) قول النبي للماديين وفي العدد العاشر كلام مختصر يدل على سرعة سقوط المدينة وكمال خرابها.

١١ – ١٣ «١١ أَيْنَ مَأْوَى ٱلأُسُودِ وَمَرْعَى أَشْبَالِ ٱلأُسُودِ؟ حَيْثُ يَمْشِي ٱلأَسَدُ وَٱللَّبْوَةُ وَشِبْلُ ٱلأَسَدِ، وَلَيْسَ مَنْ يُخَوِّفُ. ١٢ ٱلأَسَدُ ٱلْمُفْتَرِسُ لِحَاجةِ جِرَائِهِ، وَٱلْخَانِقُ لأَجْلِ لَبْواتِهِ حَتَّى مَلأَ مَغَارَاتِهِ فَرَائِسَ وَمَآوِيَهُ مُفْتَرَسَاتٍ. ١٣ هَا أَنَا عَلَيْكِ، يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. فَأُحْرِقُ مَرْكَبَاتِكِ دُخَاناً، وَأَشْبَالُكِ يَأْكُلُهَا ٱلسَّيْفُ، وَأَقْطَعُ مِنَ ٱلأَرْضِ فَرَائِسَكِ، وَلاَ يُسْمَعُ أَيْضاً صَوْتُ رُسُلُكِ».

ص ٣: ١ وإشعياء ٥: ٢٩ وإرميا ٤: ٧ إشعياء ١٠: ٦ – ١٤ وإرميا ٥١: ٣٤ ص ٣: ٥ وإرميا ٢١: ١٣ وحزقيال ٥: ٨ يشوع ١١: ٦ و٩ ومزمور ٤٦: ٩ ص ٣: ١ و١٢ وإشعياء ٤٩: ٢٤ و٢٥ و٢ملوك ١٨: ١٧ – ٢٥ و١٩: ٩ – ١٣

أهل نينوى مشبهون بأسود نظراً إلى قوتهم وشراستهم وتسلطهم على العالم وكالأسود لا يخافون من أحدٍ. ولكن أشور وإن كان افتخر بقوته لا يقدر الآن أن يخلص نفسه بل تنقطع الأسود ويتلاشى مأواها.

لاَ يُسْمَعُ أَيْضاً صَوْتُ رُسُلُكِ (ع ١٣) إشارة إلى ربشاقي ورفقاءه الذين أرسلهم سنحاريب ليعيروا اليهود (انظر إشعياء ٣٦: ٢).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى