سفر يوئيل | 01 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر يوئيل
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ
١ – ٤ «١ قَوْلُ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي صَارَ إِلَى يُوئِيلَ بْنِ فَثُوئِيلَ: ٢ اِسْمَعُوا هٰذَا أَيُّهَا ٱلشُّيُوخُ، وَأَصْغُوا يَا جَمِيعَ سُكَّانِ ٱلأَرْضِ. هَلْ حَدَثَ هٰذَا فِي أَيَّامِكُمْ أَوْ فِي أَيَّامِ آبَائِكُمْ؟ ٣ أَخْبِرُوا بَنِيكُمْ عَنْهُ، وَبَنُوكُمْ بَنِيهِمْ، وَبَنُوهُمْ دَوْراً آخَرَ. ٤ فَضْلَةُ ٱلْقَمَصِ أَكَلَهَا ٱلزَّحَّافُ، وَفَضْلَةُ ٱلزَّحَّافِ أَكَلَهَا ٱلْغَوْغَاءُ، وَفَضْلَةُ ٱلْغَوْغَاءِ أَكَلَهَا ٱلطَّيَّارُ».
إرميا ١: ٢ وحزقيال ١: ٣ وهوشع ١: ١ أعمال ٢: ١٦ هوشع ٤: ١ و٥: ١ ع ١٤ وأيوب ٨: ٨ ص ٢: ٢ وإرميا ٣٠: ٧ خروج ١٠: ٢ ومزمور ٧٨: ٤ ص ٢: ٢٥ وعاموس ٤: ٩ ناحوم ٣: ١٥ و١٦ إشعياء ٣٣: ٤
يذكر النبي ضربة الجراد والقيظ. يفهم البعض أن الكلام بخصوص الجراد مجاز أي أن الجراد يشير إلى أعداء من بني البشر. والأرجح أن ضربة الجراد حادثة حقيقية ولا بد من شيء من المبالغة في وصفها كالعادة في الشعر. والضربة عظيمة جداً وما لم يحدث نظيرها في الأجيال الماضية وهي ما يستحق الذكر في الأجيال القادمة.
ٱلْقَمَصِ (ع ٤) هو الدود الصغير أول ما يخرج من البيض وبعدما يكبر ويزحف يكون الزحاف وأول ما تطلع الأجنحة يكون الغوغاء وحينما يطير يكون الطيار. والكلام كله يدل على كثرة الجراد باختلاف أنواعه وعلى ضربات متواصلة وعلى دمار كامل والعدد أربعة (أربعة أنواع من الجراد) يدل على العمومية كما في إرميا ١٥: ٣ «وَأُوَكِّلُ عَلَيْهِمْ أَرْبَعَةَ أَنْوَاعٍ يَقُولُ ٱلرَّبُّ» أي هلاك تام وفي زكريا ١: ١٨ «أَرْبَعَةِ قُرُونٍ» و٢٠ «أَرْبَعَةَ صُنَّاعٍ» وفي سفر الرؤيا ٤: ٦ و٧: ١ «أَرْبَعَةُ حَيَوَانَاتٍ… أَرْبَعَةَ مَلاَئِكَةٍ… أَرْبَعِ زَوَايَا ٱلأَرْضِ».
٥ – ٧ «٥ اُصْحُوا أَيُّهَا ٱلسَّكَارَى، وَٱبْكُوا وَوَلْوِلُوا يَا جَمِيعَ شَارِبِي ٱلْخَمْرِ عَلَى ٱلْعَصِيرِ لأَنَّهُ ٱنْقَطَعَ عَنْ أَفْوَاهِكُمْ. ٦ إِذْ قَدْ صَعِدَتْ عَلَى أَرْضِي أُمَّةٌ قَوِيَّةٌ بِلاَ عَدَدٍ، أَسْنَانُهَا أَسْنَانُ ٱلأَسَدِ، وَلَهَا أَضْرَاسُ ٱللَّبْوَةِ. ٧ جَعَلَتْ كَرْمَتِي خَرِبَةً وَتِينَتِي مُتَهَشِّمَةً. قَدْ قَشَرَتْهَا وَطَرَحَتْهَا فَٱبْيَضَّتْ قُضْبَانُهَا».
ص ٣: ٣ ع ٧ و١٢ ص ٢: ٢ و١١ و٢٥ عاموس ٤: ٩
أُمَّةٌ قَوِيَّةٌ (ع ٦) أي الجراد وهو كأمة بكثرته وبنظامه كجيش محارب. ويدعو الرب الأرض «أرضي» والكرمة «كرمتي» والتينة «تينتي» دليلاً على اهتمامه بأمور إسرائيل وهو شعبه الخاص. كانت ضربة الجراد من الرب والأرض المضروبة أرض الرب فكانت الضربة كضربة أب حنون لابنه المحبوب.
٨ – ١٢ «٨ نُوحِي يَا أَرْضِي كَعَرُوسٍ مُؤْتَزِرَةٍ بِمِسْحٍ مِنْ أَجْلِ بَعْلِ صِبَاهَا. ٩ ٱنْقَطَعَتِ ٱلتَّقْدِمَةُ وَٱلسَّكِيبُ عَنْ بَيْتِ ٱلرَّبِّ. نَاحَتِ ٱلْكَهَنَةُ خُدَّامُ ٱلرَّبِّ. ١٠ تَلِفَ ٱلْحَقْلُ، نَاحَتِ ٱلأَرْضُ لأَنَّهُ قَدْ تَلِفَ ٱلْقَمْحُ، جَفَّ ٱلْمِسْطَارُ ذَبُلَ ٱلزَّيْتُ. ١١ خَجِلَ ٱلْفَلاَّحُونَ. وَلْوَلَ ٱلْكَرَّامُونَ عَلَى ٱلْحِنْطَةِ وَعَلَى ٱلشَّعِيرِ لأَنَّهُ قَدْ تَلِفَ حَصِيدُ ٱلْحَقْلِ. ١٢ اَلْجَفْنَةُ يَبِسَتْ وَٱلتِّينَةُ ذَبُلَتْ. اَلرُّمَّانَةُ وَٱلنَّخْلَةُ وَٱلتُّفَّاحَةُ، كُلُّ أَشْجَارِ ٱلْحَقْلِ يَبِسَتْ. إِنَّهُ قَدْ يَبِسَتِ ٱلْبَهْجَةُ مِنْ بَنِي ٱلْبَشَرِ».
ع ١٣ وعاموس ٨: ١ ع ١٣ وص ٢: ١٤ وهوشع ٩: ٤ ص ٢: ١٧ إشعياء ٢٤: ٤ و٧ هوشع ٩: ٢ إرميا ١٤: ٤ وعاموس ٥: ١٦ إشعياء ١٧: :١١ وإرميا ٩: ١٢ حبقوق ٣: ١٧ و١٨ حجي ٢: ١٩ نشيد الأنشاد ٧: ٨ نشيد الأنشاد ٢: ٣ إشعياء ١٦: ١٠ و٢٤: ١١
الأرض مشبهة بعروس تنوح على بعل صباها. فإن الأرض كانت جميلة ومثمرة وسكانها منتظرين الراحة والسرور ثم أتتها ضربة الجراد فخربت خراباً تاماً.
ٱنْقَطَعَتِ ٱلتَّقْدِمَةُ (ع ٩) التقدمة في بيت الرب علامة اتحادهم مع الرب فهم شعبه وهو إلههم وليس لهم رجاء إلا به وإذا انقطعت التقدمة انقطعت هذه العلاقة وانقطع هذا الرجاء.
١٣، ١٤ «١٣ تَنَطَّقُوا وَنُوحُوا أَيُّهَا ٱلْكَهَنَةُ. وَلْوِلُوا يَا خُدَّامَ ٱلْمَذْبَحِ. ٱدْخُلُوا بِيتُوا بِٱلْمُسُوحِ يَا خُدَّامَ إِلٰهِي، لأَنَّهُ قَدِ ٱمْتَنَعَ عَنْ بَيْتِ إِلٰهِكُمُ ٱلتَّقْدِمَةُ وَٱلسَّكِيبُ. ١٤ قَدِّسُوا صَوْماً. نَادُوا بِٱعْتِكَافٍ. ٱجْمَعُوا ٱلشُّيُوخَ، جَمِيعَ سُكَّانِ ٱلأَرْضِ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكُمْ وَٱصْرُخُوا إِلَى ٱلرَّبِّ».
ع ٨ وإرميا ٤: ٨ وحزقيال ٧: ١٨ ع ٩ وص ٢: ١٧ إرميا ٩: ١٠ ١ملوك ٢١: ٢٧ ص ٢: ١٥ و١٦ ع ٢ يونان ٣: ٨
قَدِّسُوا صَوْماً (ع ١٤) عرفوا أن أرضهم هي أرض يعتني بها الرب إلههم وعيناه عليها دائماً من أول السنة إلى آخرها وهو يعطي المطر في حينه وعشباً للبهائم وعرفوا أيضاً أن الرب طالب منهم أن يعبدوه وحده وإذا زاغوا وعبدوا آلهة أخرى يحمى غضبه عليهم فلا يعطيهم المطر ولا غلة الأرض بل يأكل الجراد الغلة (انظر تثينة ١١: ١٢ و٢٨: ٣٨) وإذا تواضع الشعب وصلوا وطلبوا وجه الرب يسمع صلاتهم (انظر ٢أيام ٧: ١٣).
١٥ – ٢٠ «١٥ آهِ عَلَى ٱلْيَوْمِ، لأَنَّ يَوْمَ ٱلرَّبِّ قَرِيبٌ. يَأْتِي كَخَرَابٍ مِنَ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. ١٦ أَمَا ٱنْقَطَعَ ٱلطَّعَامُ تُجَاهَ عُيُونِنَا؟ ٱلْفَرَحُ وَٱلٱِبْتِهَاجُ عَنْ بَيْتِ إِلٰهِنَا؟ ١٧ عَفَّنَتِ ٱلْحُبُوبُ تَحْتَ مَدَرِهَا. خَلَتِ ٱلأَهْرَاءُ. ٱنْهَدَمَتِ ٱلْمَخَازِنُ لأَنَّهُ قَدْ يَبِسَ ٱلْقَمْحُ. ١٨ كَمْ تَئِنُّ ٱلْبَهَائِمُ! هَامَتْ قُطْعَانُ ٱلْبَقَرِ لأَنْ لَيْسَ لَهَا مَرْعىً. حَتَّى قُطْعَانُ ٱلْغَنَمِ تَفْنَى. ١٩ إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَصْرُخُ، لأَنَّ نَاراً قَدْ أَكَلَتْ مَرَاعِيَ ٱلْبَرِّيَّةِ، وَلَهِيباً أَحْرَقَ جَمِيعَ أَشْجَارِ ٱلْحَقْلِ. ٢٠ حَتَّى بَهَائِمُ ٱلصَّحْرَاءِ تَنْظُرُ إِلَيْكَ، لأَنَّ جَدَاوِلَ ٱلْمِيَاهِ قَدْ جَفَّتْ، وَٱلنَّارَ أَكَلَتْ مَرَاعِيَ ٱلْبَرِّيَّةِ».
إرميا ٣٠: ٧ وعاموس ٥: ١٦ ص ٢: ١ و١١ و٣١ إشعياء ١٣: ٦ وحزقيال ٧: ٢ – ١٢ إشعياء ٣: ٧ وعاموس ٤: ٦ و٧ تثنية ١٢: ٦ و٧ ومزمور ٤٣: ٤ إشعياء ١٧: ١٠ و١١ ١ملوك ١٨: ٥ وإرميا ١٢: ٤ و١٤: ٥ و٦ وهوشع ٤: ٣ مزمور ٥٠: ١٥ وميخا ٧: ٧ إرميا ٩: ١٠ وعاموس ٧: ٤ ع ١٨ ومزمور ١٠٤: ٢١ و١٤٧: ٩ ١ملوك ١٧: ٧ و١٨: ٥
يَوْمَ ٱلرَّبِّ يوم فيه يُظهر عظمته وعدله فيكون يوم انتصار لشعبه كيوم مديان (انظر قضاة ٧: ١٩: ٢٣) ويوم فيه ينتقم من أعدائه ويجازي مقاوميه إن كانوا من الأمم أو من شعبه. وهنا يوم فيه يحمى غضبه على شعبه. وتقدم النبي من وصف ضربة الجراد إلى ذكر يوم الرب لأنه عندما تكثر المصائب وتعظم الخطايا يظن الناس أن يوم الرب قريب. وينظر البعض إلى ذلك اليوم بالفرح والتعزية لأنهم يرجون الخلاص وأما غيرهم فبالخوف لأنهم ينتظرون مجازاة أعمالهم الشريرة.
تُجَاهَ عُيُونِنَا (ع ١٦) كانوا زرعوا حقولهم ونقوا كرومهم وكانت أثمارها أمام عيونهم والفرح والرجاء في قلوبهم ثم انقطع الكل وتحوّل الرجاء إلى اليأس.
عَفَّنَتِ ٱلْحُبُوبُ (ع ١٧) لم تفسد من الرطوبة بل من عدمها فجفت أو التفحت كما يظهر من القرينة فكان مع ضربة الجراد ضربة القيظ أيضاً. والجراد يكثر في زمان القيظ والحر وبعدما كان أكل كل الأعشاب كان منظر الحقول والبرية كأنها محترقة بالنار.
السابق |
التالي |