سفر هوشع

سفر هوشع | 12 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر هوشع

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي عَشَرَ

١، ٢ «١ أَفْرَايِمُ رَاعِي ٱلرِّيحِ وَتَابِعُ ٱلرِّيحِ ٱلشَّرْقِيَّةِ. كُلَّ يَوْمٍ يُكَثِّرُ ٱلْكَذِبَ وَٱلٱِغْتِصَابَ، وَيَقْطَعُونَ مَعَ أَشُّورَ عَهْداً، وَٱلزَّيْتُ إِلَى مِصْرَ يُجْلَبُ. ٢ فَلِلرَّبِّ خِصَامٌ مَعَ يَهُوذَا، وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يُعَاقِبَ يَعْقُوبَ بِحَسَبِ طُرُقِهِ. بِحَسَبِ أَفْعَالِهِ يَرُدُّ عَلَيْهِ».

إرميا ٢٢: ٢٢ تكوين ٤١: ٦ وحزقيال ١٧: ١٠ ص ١٧: ١ و١٣ ص ٥: ١٣ و٧: ١١ و٨: ٩ و٢ملوك ١٧: ٤ ص ٤: ١ ص ٤: ٩ و٧: ٢

رَاعِي ٱلرِّيحِ لا فائدة من كل أعمالهم وأتعابهم والريح الشرقية مضرة وهكذا أعمال إسرائيل مضرة لأنفسهم وليس فقط بلا فائدة. كان النبي ذكر خطاياهم بالتفصيل في (ص ٤) وهنا يقول إن هذه الخطايا تتزايد يومياً ويذكر أيضاً بطل اتكالهم على الممالك الوثنية. وجلبوا الزيت إلى مصر هدية وعلامة قطع عهد معها (انظر إشعياء ٣٠: ١ – ٧) «وللرب خصام» (ع ٢) أي كلام توبيخ مع يهوذا مع أنه أخف مما كان على إسرائيل الذي يعاقبه.

٣ – ٦ «٣ فِي ٱلْبَطْنِ قَبَضَ بِعَقِبِ أَخِيهِ، وَبِقُوَّتِهِ جَاهَدَ مَعَ ٱللّٰهِ. ٤ جَاهَدَ مَعَ ٱلْمَلاَكِ وَغَلَبَ. بَكَى وَٱسْتَرْحَمَهُ. وَجَدَهُ فِي بَيْتِ إِيلَ وَهُنَاكَ تَكَلَّمَ مَعَنَا. ٥ وَٱلرَّبُّ إِلٰهُ ٱلْجُنُودِ يَهْوَهُ ٱسْمُهُ. ٦ وَأَنْتَ فَٱرْجِعْ إِلَى إِلٰهِكَ. اِحْفَظِ ٱلرَّحْمَةَ وَٱلْحَقَّ، وَٱنْتَظِرْ إِلٰهَكَ دَائِماً».

تكوين ٢٥: ٢٦ تكوين ٣٢: ٢٨ تكوين ٣٢: ٢٦ تكوين ٢٨: ١٣ – ١٥ و٣٥: ١ – ١٥ خروج ٣: ١٥ ص ٦: ١ – ٣ و١٠: ١٢ ص ٦: ٦ ميخا ٧: ٧

فِي ٱلْبَطْنِ قَبَضَ (انظر تكوين ٢٥: ٣٦) وذكر النبي هذا الأمر على سبيل المدح ليعقوب لأن يعقوب بعدما أرشد فهم قيمة البكورية وطلبها وأما عيسو فاحتقرها. غير أن يعقوب ليس ممدوحاً في الوسائط التي استعملها لينال البركة (انظر تكوين ص ٢٧).

جَاهَدَ مَعَ ٱلْمَلاَكِ (ع ٤) (انظر تكوين ٣٢: ٢٤ – ٢٩) والملاك هو الله ولم يكن الجهاد جهاداً جسدياً فقط بل أيضاً جهاداً روحياً بالصلاة وغلب يعقوب بإيمانه ولجاجته مع كونه ضعيفاً بالجسد كما يتغلب الولد الصغير على أبيه وقوة الولد مع أبيه هي بمقدار محبة أبيه للولد. ويلزم الجهاد في الصلاة ليس لمانع في الله لأنه يريد أن يعطينا كل خير بل لموانع فينا أي ضعف إيماننا وعدم تسليمنا لإرادته. وخطية يعقوب الخصوصية خداعه أبيه وأخيه في أمر البكورية.

بَكَى البكاء ليس مذكوراً في سفر التكوين. ودموع يسوع في جثسيماني مذكورة في (عبرانيين ٥: ٧) وليست مذكورة في البشائر الأربع. ولكن البكاء مع الصلاة باللجاجة أمر طبيعي.

وَجَدَهُ فِي بَيْتِ إِيلَ الله وجد يعقوب. و«هناك تكلم معنا» كُتبت هذه الحادثة لإنذار الأجيال الآتية فلم يكن لكلام الله ليعقوب وحده بل لنسله أيضاً. وجد الله يعقوب في بيت إيل مرتين (انظر تكوين ٢٨: ١١ و٣٥: ٩) والأرجح أن النبي أشار هنا إلى المرة الثانية.

يَهْوَهُ ٱسْمُهُ (ع ٥) (انظر خروج ٣: ١٣ – ١٥) ومعنى الاسم الإله الحي في كل حين وغير المتغير ومواعيده لإبراهيم وإسحاق ويعقوب ثابتة لنسلهم فعليهم أن يرجعوا إلى إلههم وينتظروه بالإيمان والصبر ولا يلتجئوا إلى آلهة الأمم في وقت الضيق.

٧ – ١١ «٧ مِثْلُ ٱلْكَنْعَانِيِّ فِي يَدِهِ مَوَازِينُ ٱلْغِشِّ. يُحِبُّ أَنْ يَظْلِمَ. ٨ فَقَالَ أَفْرَايِمُ: إِنِّي صِرْتُ غَنِيّاً. وَجَدْتُ لِنَفْسِي ثَرْوَةً. جَمِيعُ أَتْعَابِي لاَ يَجِدُونَ لِي فِيهَا ذَنْباً هُوَ خَطِيَّةٌ. ٩ وَأَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ حَتَّى أُسْكِنَكَ ٱلْخِيَامَ كَأَيَّامِ ٱلْمَوْسِمِ. ١٠ وَكَلَّمْتُ ٱلأَنْبِيَاءَ وَكَثَّرْتُ ٱلرُّؤَى، وَبِيَدِ ٱلأَنْبِيَاءِ مَثَّلْتُ أَمْثَالاً. ١١ إِنَّهُمْ فِي جِلْعَادَ قَدْ صَارُوا إِثْماً، بُطْلاً لاَ غَيْرُ. فِي ٱلْجِلْجَالِ ذَبَحُوا ثِيرَاناً، وَمَذَابِحُهُمْ كَرُجَمٍ فِي أَتْلاَمِ ٱلْحَقْلِ».

ص ٧: ١٤ أمثال ١١: ١ وعاموس ٨: ٥ وميخا ٦: ١١ ص ١٣: ٦ ومزمور ٦٢: ١٠ ص ٤: ٨ و١٤: ١ ص ١١: ١ و١٣: ٤ لاويين ٢٣: ٤٢ إرميا ٧: ٢٥ حزقيال ١٧: ٢ و٢٠: ٤٩ ص ٦: ٨ ص ٤: ١٥ و٩: ١٥ ص ٨: ١١ و١٠: ١ و٢

مِثْلُ ٱلْكَنْعَانِيِّ لفظة كنعاني بالعبرانية تفيد أيضاً معنى «تاجر». كان يعقوب تلقب باسم إسرائيل لأنه جاهد مع الله (انظر تكوين ٣٢: ٢٨) وأما هنا فتلقب «كنعاني» لأنه صار تاجراً غشاشاً وأبدل ذلك الاسم الشريف بهذا الاسم الدنيء.

إِنِّي صِرْتُ غَنِيّاً (ع ٨) (انظر زكريا ١١: ٥) افتخروا بغناهم وفي كل جيل يقيس الناس أعمالهم بقياس النجاح والأعمال الناجحة من جهة المال والسياسة العالمية هي الأعمال الممدوحة ولو كانت غشاً وظلماً ودناءة.

لاَ يَجِدُونَ لِي فِيهَا ذَنْباً هُوَ خَطِيَّةٌ أي لا يجدون من الذنب ما يستحق الذكر فاستخفوا بالخطية.

وَأَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ (ع ٩) كانوا فقراء لما دعاهم من أرض مصر فكان غناهم منه وليس منهم.

حَتَّى أُسْكِنَكَ ٱلْخِيَامَ لأنهم سيخسرون بيوتهم وغناهم ويرجعون إلى حالتهم الأولى لما سكنوا الخيام كأهل البادية ولكن الرب يؤدب شعبه لأجل فائدتهم فيخسرون أملاكهم وأرضهم لينتبهوا ويرجعوا إلى إلههم فتكون الخسارة الجسدية ربحاً روحياً.

كَأَيَّامِ ٱلْمَوْسِمِ أي عيد المظال في الخامس عشر من الشهر السابع (تشرين الأول) عندما جمعوا غلة الأرض فكانت أيام فرح وشكر. والغاية في رسم هذا العيد فائدة روحية لأنهم تركوا بيوتهم وسكنوا في المظال سبعة أيام وكان الغني كالفقير ورفعوا أفكارهم عن الخيرات الجسدية وتذكروا الرب الذي أعطاهم كل شيء (انظر لاويين ٢٣: ٣٩ – ٤٣) كان الرب كثر لهم وسائط النعمة كالوعظ والرؤى والأمثال (ع ١٠) وأما أفرايم فصاروا إثماً بطلاً (ع ١١) أي صاروا أثمة تماماً ونتيجة الإثم هي البطل. وجلعاد (٦: ٨) وجلجال (٩: ١٥) مراكز للعبادة الوثنية واشتهرت للإثم.

ذَبَحُوا ثِيرَاناً (ع ١١) أي ذبائح ثمينة وكانت المذابح كثيرة كرجم الحجارة التي ينقيها الفلاحون من الحقول (٨: ١١) ولأجل تتميم الوعيد (انظر ٢ملوك ١٥: ٢٩).

١٢ – ١٤ «١٢ وَهَرَبَ يَعْقُوبُ إِلَى صَحْرَاءِ أَرَامَ، وَخَدَمَ إِسْرَائِيلُ لأَجْلِ ٱمْرَأَةٍ، وَلأَجْلِ ٱمْرَأَةٍ رَعَى. ١٣ وَبِنَبِيٍّ أَصْعَدَ ٱلرَّبُّ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ، وَبِنَبِيٍّ حُفِظَ. ١٤ أَغَاظَهُ إِسْرَائِيلُ بِمَرَارَةٍ، فَيَتْرُكُ دِمَاءَهُ عَلَيْهِ، وَيَرُدُّ سَيِّدُهُ عَارَهُ عَلَيْهِ».

تكوين ٢٨: ٥ تكوين ٢٩: ٢٠ خروج ١٤: ١٩ – ٢٢ وإشعياء ٦٣: ١١ – ١٤ و٢ملوك ١٧: ٧ – ١٨ حزقيال ١٨: ١ – ١٣ دانيال ١١: ١٨ وميخا ٦: ١٦

هَرَبَ يَعْقُوبُ ذكّرهم الرب أن أباهم يعقوب كان بحالة الضعف والفقر وكانت هذه الحالة أفضل له من السكن في أرض كنعان بين الوثنيين وله امرأة وثنية والرب بارك عليه وجعله غنياً مكرماً والفائدة هي أن لا يتركوا الرب لأجل الخيرات الزمنية بل يتركوا الخيرات الزمنية لأجل الرب ويتكلوا عليه بأنه يعطيهم كل ما يلزمهم من الخير.

وَبِنَبِيٍّ (ع ١٣) أي موسى فإن الرب أخرج شعبه من مصر وحفظهم في القفر عن يد موسى. فالرب هو الذي أعطاهم كل شيء وهو حفظهم فلماذا تركوه وانتظروا خيراً من غيره. وكما أقام لهم النبي موسى ليخلصهم هكذا يقيم لهم نبياً يخلصهم إذا تابوا ورجعوا إليه ولكنهم لم ينتبهوا.

بِمَرَارَةٍ (ع ١٤) بكلام مرّ تمردوا على الرب و«دماء» بالجمع تدل على الكثرة. ولا تُغفر هذه الخطايا العظيمة. كما عيّروا الرب يعيّرهم (انظر إشعياء ٦٥: ٧).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى