سفر هوشع | 11 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر هوشع
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي عَشَرَ
١ – ٤ «١ لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَماً أَحْبَبْتُهُ، وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ٱبْنِي. ٢ كُلَّ مَا دَعُوهُمْ ذَهَبُوا مِنْ أَمَامِهِمْ يَذْبَحُونَ لِلْبَعْلِيمِ وَيُبَخِّرُونَ لِلتَّمَاثِيلِ ٱلْمَنْحُوتَةِ. ٣ وَأَنَا دَرَّجْتُ أَفْرَايِمَ مُمْسِكاً إِيَّاهُمْ بِأَذْرُعِهِمْ، فَلَمْ يَعْرِفُوا أَنِّي شَفَيْتُهُمْ. ٤ كُنْتُ أَجْذِبُهُمْ بِحِبَالِ ٱلْبَشَرِ بِرُبُطِ ٱلْمَحَبَّةِ، وَكُنْتُ لَهُمْ كَمَنْ يَرْفَعُ ٱلنِّيرَ عَنْ أَعْنَاقِهِمْ، وَمَدَدْتُ إِلَيْهِ مُطْعِماً إِيَّاهُ».
ص ٢: ١٥ و١٢: ٩ و١٣: ٤ متّى ٢: ١٥ ٢ملوك ١٧: ١٣ – ١٥ ص ٢: ١٣ و٤: ١٣ إشعياء ٦٥: ٧ وإرميا ١٨: ١٥ ص ٧: ١٥ تثنية ١: ٣١ و٣٢: ١٠ و١١ مزمور ١٠٧: ٢٠ وإرميا ٣٠: ١٧ إرميا ٣١: ٢ و٣ خروج ١٦: ٣٢
وُلد شعب إسرائيل لما خرج من مصر وكان غلاماً مدة إقامته في القفر وأرشد لما دخل أرض كنعان. وأظهر الله محبته إلى غلامه أي إلى شعبه لما كانوا في القفر فإنه قادهم بواسطة السحابة وعمود النار وأطعمهم المن وسقاهم من الصخرة ونصرهم على أعدائهم وأعطاهم الشريعة وجعل مسكنه بينهم. وقال متّى (٢: ١٥) إن هذه النبوءة تمت لما نزل الصبي يسوع إلى مصر أي الحوادث التاريخية كانت رموزاً إلى المسيح. ودعا الرب إسرائيل غلاماً لمحبته له وإشارة إلى أن المسيح سيكون من إسرائيل حسب الجسد. وكما سكن الإسرائيليون في مصر بينما كانوا قليلي العدد وغير قادرين على محاربة الكنعانيين هكذا الصبي يسوع سكن في مصر زماناً خوفاً من هيرودس الملك.
كُلَّ مَا دَعُوهُمْ (ع ٢) أي الأنبياء دعوا الإسرائيليين وأما الإسرائيليون فعملوا بالعكس وذهبوا من أمامهم أي رفضوا إنذارهم.
وَأَنَا دَرَّجْتُ أَفْرَايِمَ (ع ٣) كأب حنون يعلّم أبنه الصغير المشي خطوة فخطوة ماسكاً بيده لئلا يقع. وأما هم فلم يعرفوا قيمة محبة الله الأبوية ولا أنه شفاهم أي غفر لهم خطاياهم وجعل لهم وسائط الخلاص.
بِحِبَالِ ٱلْبَشَرِ (ع ٤) وليس بحبال البقر فإن الرب عاملهم كأناس وليس كبهائم وعلمهم وأقنع عقولهم وترجاهم ولم يجبرهم وهنا في نبوته كلها يستعمل النبي تشبيهات توافق الفلاحين وأصحاب المواشي.
كَمَنْ يَرْفَعُ ٱلنِّيرَ نير الظالمين ويظهر ذلك في كل تاريخ إسرائيل (انظر ٢ملوك ١٤: ٢٧) «ومددت إليه» كما يمد الفلاح العلف إلى البقر إشارة إلى عناية الله الخاص بشعبه.
٥ – ٨ «٥ لاَ يَرْجِعُ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ، بَلْ أَشُّورُ هُوَ مَلِكُهُ. لأَنَّهُمْ أَبَوْا أَنْ يَرْجِعُوا ٦ يَثُورُ ٱلسَّيْفُ فِي مُدُنِهِمْ وَيُتْلِفُ عِصِيَّهَا، وَيَأْكُلُهُمْ مِنْ أَجْلِ آرَائِهِمْ. ٧ وَشَعْبِي جَانِحُونَ إِلَى ٱلٱرْتِدَادِ عَنِّي، فَيَدْعُونَهُمْ إِلَى ٱلْعَلِيِّ وَلاَ أَحَدٌ يَرْفَعُهُ. ٨ كَيْفَ أَجْعَلُكَ يَا أَفْرَايِمُ، أُصَيِّرُكَ يَا إِسْرَائِيلُ؟! كَيْفَ أَجْعَلُكَ كَأَدَمَةَ، أَصْنَعُكَ كَصَبُويِيمَ؟! قَدِ ٱنْقَلَبَ عَلَيَّ قَلْبِي. ٱضْطَرَمَتْ مَرَاحِمِي جَمِيعاً!»
ص ١: ٦ ص ٧: ١٦ ص ١٣: ١٦ مراثي ٢: ٩ ص ٤: ١٦ و١٧ إرميا ٨: ٥ ص ٦: ٤ و٧: ١ تكوين ١٤: ٨ وتثنية ٢٩: ٢٣
لاَ يَرْجِعُ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ لا يرجع حرفياً (٩: ٣) «وأبوا أن يرجعوا» أي أن يرجعوا إلى الرب بالتوبة والطاعة.
يَثُورُ ٱلسَّيْفُ (ع ٦) بشدة وقوة وقساوة «وعصيها» هي عوارض أبواب مدنها ويأكلهم السيف من أجل آرائهم أي سياستهم بترك الرب والاتحاد مع أشور أو مصر.
فَيَدْعُونَهُمْ (ع ٧) يدعوهم الأنبياء إلى العلي أي إلى الرب ولكن لا أحد يرفعه ولا أحد يقول كما قال المرنم (مزمور ١٨: ٢٨) «إِلٰهِي أَنْتَ فَأَحْمَدُكَ. إِلٰهِي فَأَرْفَعُكَ».
وفي ع ٨ نَفَس الكلام يدل على محبة الله العظيمة لشعبه وشفقته عليهم فإنه يبتدي ويقول «كيف أجعلك يا أفرايم» ولا يكمل كأنه لا يريد أن يقول «للهلاك». ويبتدي ثانياً «أصيّرك يا إسرائيل» ولا يكمل الجملة فترى محبة الله في العهد القديم وليس فقط في العهد الجديد وهذه المحبة الفائقة لم تتغير مع أنها ظهرت جلياً لما بذل ابنه الوحيد ليخلص العالم به. وأدمة وصبوبيم مذكورتان في (تكوين ١٤: ٢ وتثنية ٢٩: ٢٢ و٢٣) وهما من مدن الدائرة التي خربت مع خراب سدوم وعمورة.
٩ – ١٢ «٩ لاَ أُجْرِي حُمُوَّ غَضَبِي. لاَ أَعُودُ أَخْرِبُ أَفْرَايِمَ، لأَنِّي ٱللّٰهُ لاَ إِنْسَانٌ، ٱلْقُدُّوسُ فِي وَسَطِكَ فَلاَ آتِي بِسَخَطٍ. ١٠ وَرَاءَ ٱلرَّبِّ يَمْشُونَ. كَأَسَدٍ يُزَمْجِرُ. فَإِنَّهُ يُزَمْجِرُ فَيُسْرِعُ ٱلْبَنُونَ مِنَ ٱلْبَحْرِ. ١١ يُسْرِعُونَ كَعُصْفُورٍ مِنْ مِصْرَ وَكَحَمَامَةٍ مِنْ أَرْضِ أَشُّورَ، فَأُسْكِنُهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ يَقُولُ ٱلرَّبُّ. ١٢ قَدْ أَحَاطَ بِي أَفْرَايِمُ بِٱلْكَذِبِ وَبَيْتُ إِسْرَائِيلَ بِٱلْمَكْرِ، وَلَمْ يَزَلْ يَهُوذَا شَارِداً عَنِ ٱللّٰهِ وَعَنِ ٱلْقُدُّوسِ ٱلأَمِينِ».
تثنية ١٣: ١٧ إرميا ٢٦: ٣ و٣٠: ١١ إشعياء ٥: ٢٤ و١٢: ٦ و٤١: ١٤ و١٦ ص ٣: ٥ و٦: ١ – ٣ إشعياء ٣١: ٤ ويوئيل ٣: ١٦ وعاموس ١: ٢ (ص ١٢: ١ في العبراني) إشعياء ٦٦: ٢ و٥ إشعياء ١١: ١١ ص ٧: ١١ وإشعياء ٦٠: ٨ حزقيال ٣٤: ٢٧ و٢٨ ص ٤: ٢ و٧: ٣
وعد الله شعبه برحمته ورجوع إسرائيل إليه في الأيام الأخيرة وتتم النبوة تماماً في المستقبل وتتم في جميع المؤمنين بالمسيح. وليس الله كإنسان لأنه قدوس ورحمته أعظم من رحمة الإنسان ووعده أثبت من مواعيد الإنسان.
وَرَاءَ ٱلرَّبِّ يَمْشُونَ (ع ١٠) يطيعونه ويتبعونه كراعيهم الصالح.
كَأَسَدٍ يُزَمْجِرُ كقائد يبوّق ليجتمع إليه جيشه (إشعياء ٢٧: ١٣) «يُضْرَبُ بِبُوقٍ عَظِيمٍ، فَيَأْتِي ٱلتَّائِهُونَ فِي أَرْضِ أَشُّورَ وَٱلْمَنْفِيُّونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ» و(عاموس ١: ٢) «إِنَّ ٱلرَّبَّ يُزَمْجِرُ مِنْ صِهْيَوْنَ» والمسيح هو الأسد الذي من سبط يهوذا (انظر رؤيا ٥: ٥) والبنون من البحر من البلدان التي على شط البحر والجزائر إلى جهة الغرب.
كَعُصْفُورٍ (ع ١١) لا أسرع من العصفور في طيرانه. ومن طبع الحمامة أن ترجع إلى بيتها كحمامة نوح (انظر تكوين ٨: ٨) والرب يسكنهم في بيوتهم ليس حرفياً بل بالمعنى أنهم يرجعون إلى الله وإلى حالتهم كبنيه في بيته ويكون ذلك بإيمانهم بالمسيح وانضمامهم إلى كنيسته لأن بيت المسيحي الحقيقي ليس في بلاد أو مملكة بل في الكنيسة الجامعة في كل بلاد ووطنهم الحقيقي هو في السماء.
وأما أفرايم (ع ١٢) فكانت كل عبادتهم كذباً. كانوا يسجدون للأصنام ويقولون إنهم لم يتركوا الرب بل سجدوا له بواسطة التماثيل. وبالتوراة العبرانية هذه الآية مع الأصحاح الثاني عشر.
السابق |
التالي |