سفر هوشع | 01 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر هوشع
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ
١ «قَوْلُ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي صَارَ إِلَى هُوشَعَ بْنِ بِئِيرِي، فِي أَيَّامِ عُزِّيَّا وَيُوثَامَ وَآحَازَ وَحَزَقِيَّا مُلُوكِ يَهُوذَا، وَفِي أَيَّامِ يَرُبْعَامَ بْنِ يُوآشَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ».
رومية ٩: ٢٥ و٢ملوك ١٤: ٢١ و١٥: ١ – ٧ و٢أيام ٢٦: ١ – ٢٣ وإشعياء ١: ١ و عاموس ١: ١ و٢ملوك ١٥: ٥ و٧ و٣٢ – ٣٨ و٢أيام ٢٧: ١ – ٩ وإشعياء ١: ١ و ميخا ١: ١ و٢ملوك ١٦: ١ – ٢٠ و٢أيام ٢٨: ١ – ٢٧ وإشعياء ١: ١ و٧: ١ – ١٧ وميخا ١: ١ و٢ملوك ١٨: ١ – ٢٠: ٢١ و٢أيام ٢٩: ١ ص ٣٢: ٣٣ وميخا ١: ١ و٢ملوك ١٣: ١٣ و١٤: ٢٣ – ٢٩ وعاموس ١: ١
قَوْلُ ٱلرَّبِّ الكلام المتضمن في هذه النبوة كلام الرب وليس كلام النبي فعليه أن يطيع الرب ولا يخاف من الناس وإن كان كلامه غير مقبول وعلى السامعين أن يسمعوا ويعتبروا الكلام ككلام الله.
بْنِ بِئِيرِي لا نعرف عنه شيئاً.
فِي أَيَّامِ عُزِّيَّا الخ انظر المقدمة.
٢ – ٥ «٢ أَوَّلَ مَا كَلَّمَ ٱلرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ ٱلرَّبُّ لِهُوشَعَ: ٱذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ ٱمْرَأَةَ زِنىً وَأَوْلاَدَ زِنىً، لأَنَّ ٱلأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنىً تَارِكَةً ٱلرَّبَّ!. ٣ فَذَهَبَ وَأَخَذَ جُومَرَ بِنْتَ دِبْلاَيِمَ، فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لَهُ ٱبْناً. ٤ فَقَالَ لَهُ ٱلرَّبُّ: ٱدْعُ ٱسْمَهُ يَزْرَعِيلَ، لأَنَّنِي بَعْدَ قَلِيلٍ أُعَاقِبُ بَيْتَ يَاهُو عَلَى دَمِ يَزْرَعِيلَ، وَأُبِيدُ مَمْلَكَةَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ. ٥ وَيَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَنِّي أَكْسِرُ قَوْسَ إِسْرَائِيلَ فِي وَادِي يَزْرَعِيلَ».
ص ٣: ١ وإشعياء ٢٠: ٢ و٣ إرميا ٣: ١ و١٢ و١٤ ص ٢: ٥ و٥: ٣ حزقيال ٢٣: ٤ ع ٥ و١١ وص ٢: ٢٢ و٢ملوك ١٠: ١ – ١٤ إرميا ٤٩: ٣٥ وحزقيال ٣٩: ٣ (ص ٢: ١ في العبراني) يشوع ١٧: ١٦ وقضاة ٦: ٣٣
ٱمْرَأَةَ زِنىً يقول البعض أن زواجه كان برؤيا وليس زواجاً حقيقياً لأنه لا يليق بالنبي أن يأخذ زانية. والأرجح أنه زواج حقيقي بدليل:
(١) إن الكلام بسيط وعلى سبيل خبر وليس على سبيل شعر أو مثل.
(٢) إنه لا يليق بالنبي أن يعمل في الرؤيا ما لا يليق عمله بالفعل. والمظنون أن جومر لم تكن زانية لما أخذها بل كانت طاهرة رمزاً لإسرائيل كما كانوا لما دعاهم الرب أولاً (انظر ٢: ١٥) «وَهِيَ تُغَنِّي هُنَاكَ كَأَيَّامِ صِبَاهَا، وَكَيَوْمِ صُعُودِهَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ» و(٩: ١٠ و١١: ١ وإرميا ٢: ٢) وبعدما تركت هوشع وصارت زانية (٣: ١) تلقبت امرأة زانية بهذا النبإ مع أنها كانت طاهرة لما أخذها هوشع وكان هذا الأمر المحزن استعداداً للنبي لممارسة خدمته لأن امرأته كانت رمزاً لشعب إسرائيل الذين كانوا تركوا الرب وسجدوا للأصنام ومن حزن النبي على امرأته يُستدل على حزن الرب على شعبه ومعاملة النبي امرأته المخطئة مثلت للشعب معاملة الرب شعبه فكان كلام النبي من قلبه واختباره وللكلام على هذا النوع تأثير في السامعين.
أُعَاقِبُ بَيْتَ يَاهُو (ع ٤) (انظر ٢ملوك ص ٩ و١٠). قال الرب لياهو «قَدْ أَحْسَنْتَ بِعَمَلِ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيَّ» (٢ملوك ١٠: ٣٠) ولكن لم يتحفظ ياهو للسلوك في شريعة الرب من كل قلبه أي كان عمله مستقيماً وأما غايته بذلك فكانت نفسانية وشريرة وزال الملك من بيت ياهو لما قُتل الملك زكريا (٢ملوك ١٥: ١١ و١٢) وأباد الرب مملكة إسرائيل لما سقطت السامرة عن يد ملك أشور.
أَكْسِرُ قَوْسَ إِسْرَائِيلَ (ع ٥) أي قوته وكان وادي يزرعيل وهو مرج ابن عامر اليوم ساحة حروب كثيرة دموية.
٦ – ١١ «٦ ثُمَّ حَبِلَتْ أَيْضاً وَوَلَدَتْ بِنْتاً، فَقَالَ لَهُ: ٱدْعُ ٱسْمَهَا لُورُحَامَةَ، لأَنِّي لاَ أَعُودُ أَرْحَمُ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ أَيْضاً بَلْ أَنْزِعُهُمْ نَزْعاً. ٧ وَأَمَّا بَيْتُ يَهُوذَا فَأَرْحَمُهُمْ وَأُخَلِّصُهُمْ بِٱلرَّبِّ إِلٰهِهِمْ وَلاَ أُخَلِّصُهُمْ بِقَوْسٍ وَبِسَيْفٍ وَبِحَرْبٍ وَبِخَيْلٍ وَبِفُرْسَانٍ. ٨ ثُمَّ فَطَمَتْ لُورُحَامَةَ وَحَبِلَتْ فَوَلَدَتِ ٱبْناً. ٩ فَقَالَ: ٱدْعُ ٱسْمَهُ لُوعَمِّي، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ شَعْبِي وَأَنَا لاَ أَكُونُ لَكُمْ. ١٠ لٰكِنْ يَكُونُ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ ٱلْبَحْرِ ٱلَّذِي لاَ يُكَالُ وَلاَ يُعَدُّ، وَيَكُونُ عِوَضاً عَنْ أَنْ يُقَالَ لَهُمْ: لَسْتُمْ شَعْبِي يُقَالُ لَهُمْ: أَبْنَاءُ ٱللّٰهِ ٱلْحَيِّ. ١١ وَيُجْمَعُ بَنُو يَهُوذَا وَبَنُو إِسْرَائِيلَ مَعاً وَيَجْعَلُونَ لأَنْفُسِهِمْ رَأْساً وَاحِداً، وَيَصْعَدُونَ مِنَ ٱلأَرْضِ، لأَنَّ يَوْمَ يَزْرَعِيلَ عَظِيمٌ».
ع ٩ ص ٢: ٤ إشعياء ٣٠: ١٨ إرميا ٢٥: ٥ و٦ وزكريا ٩: ٩ و١٠ مزمور ٤٤: ٣ – ٧ ع ٦ تكوين ٢٢: ١٧ وإرميا ٣٣: ٢٢ رومية ٩: ٢٦ ع ٩ وإشعياء ٦٥: ١ إشعياء ٦٣: ١٦ و٦٤: ٨ إرميا ٢٣: ٥ و٦ و٥٠: ٤ و٥ وحزقيال ٣٧: ٢١ – ٢٤ ص ٣: ٥ وإرميا ٣٠: ٢١ ع ٤ و٥
لُورُحَامَةَ أي غير مرحومة وهذا الاسم واسم الولد الثالث «لوعمي» أي ليس شعبي يشيران إلى رفض الله شعبه إسرائيل.
بَيْتُ يَهُوذَا فَأَرْحَمُهُمْ (ع ٧) إنه بقي بعد سقوط السامرة مدة ١٣٣ سنة وله وعد بأن المسيح يكون منه وتدوم مملكته إلى الأبد غير أن هذا الخلاص لا يكون بقوتهم بل من الرب.
رَأْساً وَاحِداً (ع ١١) أي المسيح والوعد «يصعدون من الأرض» يشير أولاً إلى الرجوع من سبي بابل ثم إلى رجوع جميع المؤمنين إلى الله.
لأَنَّ يَوْمَ يَزْرَعِيلَ عَظِيمٌ لا للغضب بل للبركة إشارة إلى معنى الاسم يزرعيل الأصلي أي «يزرع الله» فكما كان سهل يزرعيل ممتازاً بالخصب وجودة مواسمه هكذا يكون شعب الله ممتازاً ببركات روحية وهي أعظم جداً من خيرات يزرعيل الجسدية. وسقوط مملكة إسرائيل وعبادتها الوثنية والرذائل الناتجة عنها كانت واسطة لتثبيت الدين الحقيقي واتحاد جميع شعب الله تحت راية الرئيس الواحد وتمت هذه النبوة جزئياً في زمان حزقيا (٢أيام ٣٠: ١١) ويوشيا (٢أيام ٣٤: ٦ – ٩) وستتم في المسيح (رومية ٩: ٢٥ و٢٦) لأن هبات الله ودعوته هي بلا ندامة (رومية ١١: ٢٩) والوعد لإبراهيم (تكوين ٢٢: ١٧) «أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيراً كَنُجُومِ ٱلسَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ ٱلَّذِي عَلَى شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ» لا بد من تتميمه. ويصعد شعب الله ليس إلى أورشليم جبل صهيون فقط بل من أعماق الذل والشقاء ومن سلوكهم الدنيء وعبادتهم للأمور العالمية إلى الحياة المجيدة بالمسيح.
السابق |
التالي |