إشعياء

سفر إشعياء | 55 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر إشعياء

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ وَٱلْخَمْسُونَ

في الأصحاح السابق مواعيد للكنيسة وفي هذا الأصحاح عموم الدعوة إلى الاشتراك في الخيرات الموعود بها. ويمتاز هذا الأصحاح عن غيره في إشعياء وفي العهد القديم كله لما فيه من الوضوح في عظمة فوائد الخلاص ومناسبته لاحتياجات كل إنسان ودعوة الجميع إلى التوبة ونيل الغفران. والخلاص المشار إليه من أمرين الأول من سبي بابل والثاني من الخطية والخلاص الأول رمز عن الثاني وكما يزول الرمز عند ظهور المرموز إليه هكذا الرجوع من السبي شيء لا يُذكر بالنسبة إلى خلاص البشر من الخطية بواسطة الفادي.

١ «أَيُّهَا ٱلْعِطَاشُ جَمِيعاً هَلُمُّوا إِلَى ٱلْمِيَاهِ، وَٱلَّذِي لَيْسَ لَهُ فِضَّةٌ تَعَالَوْا ٱشْتَرُوا وَكُلُوا. هَلُمُّوا ٱشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ وَبِلاَ ثَمَنٍ خَمْراً وَلَبَناً».

يوحنا ٤: ١٤ و٧: ٣٧ ورؤيا ٢١: ٦ و٢٢: ١٧ متّى ١٣: ٤٤ و٤٦ ورؤيا ٣: ١٨

ليست دعوة خصوصية كدعوة صديق إلى وليمة بل دعوة عامة والمتكلم كبائع واقف في شارع مدينة يعلّي صوته ويطلب من جميع الناس أن يشتروا منه. والعطاش فريقان الأول المسبيون في بابل المعيون والقانطون والثاني جميع البشر. والعطش كناية عن أشد أشواق الإنسان كما يعرف كل من انقطع عنه الماء مدة أيام كما يحدث أحياناً في السفَر في القفار والبحار وهنا يشير إلى أشواق الناس الروحية. فإن الإنسان مخلوق على صورة الله وله نفس من الله لا يمكنها الراحة ما دامت بعيدة عنه ولا يمكن النفس أن تشبع مما للجسد كالمأكولات والملبوسات بل تشبع إذا غُفرت خطاياها ورجعت إلى الله وتناولت محبته الفائقة والحياة الأبدية. وكثيرون لا يعرفون أنهم عطاش أو إذا شعروا بالعطش لا يعرفون ما يروي ظمأهم وهم عطاش إلى إله مجهول عندهم. ودعوة النبي موجهة التوجيه الأكثر إلى الذين يجوعون ويعطشون إلى البر (متّى ٥: ٦). والماء موافق ليكنى به عن فوائد الخلاص لأنه كثير الوجود ومنتشر كثيراً ويُنال مجاناً وهو مناسب مما يحتاج إليه كل حي.

وَٱلَّذِي لَيْسَ لَهُ فِضَّةٌ الخلاص مقدم للفقراء لا الفقراء بالمال فقط بل للفقراء بالأعمال الصالحة أيضاً لأنه مقدم للناس ليس لأنهم مستحقون بل لأنهم محتاجون.

ٱشْتَرُوا بِلاَ فِضَّةٍ هذه العبارة تفيد:

  1. إن بركات الخلاص فائقة الثمن.
  2. إن الله ليس بمحتاج إلى أن يبيعنا الخلاص ويأخذ منا بدلاً.
  3. إن المسيح اشترى لنا هذه البركات ودفع عنا ثمنها الكامل.
  4. إننا نشتري هذه البركات بمعنى أننا نطلبها ونأخذها ونخصهها لأنفسنا. ولا بد من إنكار الذات والامتناع عن الشهوات وترك محبة المال والمجد العالمي ولكننا لا نقدم لله ما يساوي بركات الخلاص قيمة لنقول أننا نستحقها.

خَمْراً وَلَبَناً الخمر واللبن يشتملان على أفضل الخيرات الجسدية فيكنى بهما عن بركات الخلاص كغفران الخطايا والشركة مع الله والحياة الأبدية.

٢، ٣ «٢ لِمَاذَا تَزِنُونَ فِضَّةً لِغَيْرِ خُبْزٍ، وَتَعَبَكُمْ لِغَيْرِ شَبَعٍ؟ ٱسْتَمِعُوا لِي ٱسْتِمَاعاً وَكُلُوا ٱلطَّيِّبَ، وَلْتَتَلَذَّذْ بِٱلدَّسَمِ أَنْفُسُكُمْ. ٣ أَمِيلُوا آذَانَكُمْ وَهَلُمُّوا إِلَيَّ. ٱسْمَعُوا فَتَحْيَا أَنْفُسُكُمْ. وَأَقْطَعَ لَكُمْ عَهْداً أَبَدِيّاً، مَرَاحِمَ دَاوُدَ ٱلصَّادِقَةَ».

متّى ١١: ٢٨ ص ٥٤: ٨ و٦١: ٨ وإرميا ٣٢: ٤٠ و٢صموئيل ٧: ٨ الخ ومزمور ٨٩: ٢٨ وأعمال ١٣: ٣٤

لِمَاذَا تَزِنُونَ فِضَّةً كانت النقود في عصر إشعياء موزونة والنقود المسكوكة من زمان عزرا.

لِغَيْرِ خُبْزٍ إن الوثنيين وغيرهم من أهل الأديان الفاسدة يتعبون وينفقون كثيراً على تماثيلهم وفرائضهم وزياراتهم إلى الأماكن المقدسة وغايتهم خلاص نفوسهم غير أنهم لا ينالون شيئاً من الرجاء والراحة وراحة الضمير والأثمار الروحية (رومية ٦: ٢١) وأهل العالم كذلك يتبعون المال والمجد العالي والأفراح الجسدية فلا ينالون شيئاً يشبع النفس. إن المؤمنين يأخذون ولا ينفقون إذ لهم خبز ولبن بلا ثمن وأما غير المؤمنين فينفقون ولا يأخذون. وربما كان في الكلام إشارة إلى الذين بنوا بيوتاً واقتنوا أملاكاً في بابل فلم يريدوا أن يتركوها. وأما تلك الأملاك فهي «غير خبز» ولا تقاس بالخلاص من العبودية والرجوع إلى مدينتهم المقدسة وإلى حالتهم القديمة وهي كونهم شعب الله.

ٱسْتَمِعُوا لِي ٱسْتِمَاعاً… أَمِيلُوا آذَانَكُمْ وَهَلُمُّوا إِلَيَّ. ٱسْمَعُوا الخ أكثر النبي ألفاظ الدعوة إلحاحاً على السامعين لأن كلامه حق ومواعيده ببركات ثمينة والناس مع ذلك لا ينتبهون. وأصعب شيء على المبشر هو أن يجتذب الناس إليه ليسمعوا كلامه. والله يدعو الناس لأنهم عقلاء مريدون ومكلفون فيقدرون أن يقبلوا وأن لا يقبلوا كما يختارون وليسوا كبهائم يسوقها صاحبها كما يشاء.

وَكُلُوا ٱلطَّيِّبَ بركات الخلاص الروحية ألذ من جميع خيرات العالم «يَرْوُونَ مِنْ دَسَمِ بَيْتِكَ وَمِنْ نَهْرِ نِعَمِكَ تَسْقِيهِمْ» (مزمور ٣٦: ٨). والدعوة إلى نيل البركات مما يثبّت وجودها لأنه من المستحيل أن الله يدعو الناس إلى ما ليس له وجود أو إنه يدعو جميع الناس إلى ما لا يكفي الجميع.

عَهْداً أَبَدِيّاً كان اليهود قد نكثوا العهد الأبدي (ص ٢٤: ٥) انظر قول هوشع «وَلَكِنَّهُمْ كَآدَمَ تَعَدَّوُا ٱلْعَهْدَ» (هوشع ٦: ٧). والعهد الجديد هو عهد النعمة بدم المسيح وتجديد الروح القدس (عبرانيين ٩: ١٥). وهذا العهد الجديد مذكور مرات كثيرة في القسم الأخير من إشعياء وفي إرميا وحزقيال.

مَرَاحِمَ دَاوُدَ أي البركات الموعود بها داود (٢صموئيل ٧: ٨ – ١٦) وجوهر هذه البركات دوام مملكته إلى الأبد وهذا الوعد تم في المسيح ولا يمكن أن يتم في غيره لأنه منتهى سلسلة الملوك المتسلسلين من داود. وهذه المراحم صادقة لأن وفاءها مؤكد والنبي يقول «عهداً» لأن العهد يضع واجبات على الاثنين أي على الله أن يفي بالوعد وعلى الناس أن يسمعوا ويقبلوا. وهذه البركات الفائقة الثمن مقدمة مجاناً.

٤ «هُوَذَا قَدْ جَعَلْتُهُ شَارِعاً لِلشُّعُوبِ، رَئِيساً وَمُوصِياً لِلشُّعُوبِ».

يوحنا ١٨: ٣٧ ورؤيا ١: ٥ إرميا ٣٠: ٩ وحزقيال ٣٤: ٢٣ ودانيال ٩: ٢٥ وهوشع ٣: ٥

داود المشار إليه هنا ليس داود بن يسى بل المسيح:

  1. لأن داود كان رئيساً وموصياً لشعب إسرائيل وليس لشعوب.
  2. بولس الرسول نسب القول إلى المسيح (أعمال ١٣: ٣٤).
  3. المسيح سُمي «داود» لكونه من نسل داود حسب الجسد بدليل قول النبي «بَلْ يَخْدِمُونَ ٱلرَّبَّ إِلٰهَهُمْ وَدَاوُدَ مَلِكَهُمُ» (انظر إرميا ٣٠: ٩). وقول الآخر «أُقِيمُ عَلَيْهَا رَاعِياً وَاحِداً فَيَرْعَاهَا عَبْدِي دَاوُدُ» (حزقيال ٣٤: ٢٣). والأمر واضح أن هذه النبوءات كلها تختص بالمسيح.

٥ «هَا أُمَّةٌ لاَ تَعْرِفُهَا تَدْعُوهَا، وَأُمَّةٌ لَمْ تَعْرِفْكَ تَرْكُضُ إِلَيْكَ، مِنْ أَجْلِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ وَقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ قَدْ مَجَّدَكَ».

ص ٥٢: ١٥ وأفسس ٢: ١١ و١٢ ص ٦٠: ٥ ص ٦٠: ٩ وأعمال ٣: ١٣

المخاطب هنا المسيح والأمة التي لا يعرفها أمة غير اليهود لم يعرفها المسيح باعتبار أنها شعبه وهي لا تعرفه فالمسيح يدعوها وهي تسمع وتركض إليه وهذا كله من الرب الذي مجد المسيح لما أقامه من الأموات وأجلسه عن يمينه (أعمال ٢: ٣٢ – ٣٥ و٣: ١٣ – ١٥).

٦ «اُطْلُبُوا ٱلرَّبَّ مَا دَامَ يُوجَدُ. ٱدْعُوهُ وَهُوَ قَرِيبٌ».

مزمور ٣٢: ٦ ومتّى ٥: ٢٥ و٢٥: ١١ ويوحنا ٧: ٣٤ و٨: ٢١ و٢كورنثوس ٦: ١ و٢ وعبرانيين ٣: ١٣

على الإنسان:

  1. أن يطلب الرب بالتوبة والإيمان والطاعة.
  2. أن يعمل ذلك في الوقت الحاضر. والرب موجود وقريب لأنه في الوقت الحاضر يسمع ويستجيب ويقبل التوبة وأما الذين يؤَخرون فيحزنون الروح القدس وتتقسى قلوبهم فلا يميلون إلى التوبة والإيمان وليس بعد الموت من فرصة للتوبة. ولا يفيد القول «ما دام يوجد» إن الرب لا يوجد في كل وقت ولكن أن الرب موجود على نوع خاص في أوقات المرض أو الحزن أو الضيق وفي الاجتماعات الدينية وفي مطالعة الكتاب المقدس وفي يومه للراحة وأوقات الصلاة الانفرادية والانفعالات الروحية وهذه الأوقات مناسبة للتوبة والرجوع إلى الرب على أنه لا يجوز للإنسان أن يؤخر التوبة ويعتذر بقوله إنه منتظر فرصة أنسب من الوقت الحاضر.

٧ «لِيَتْرُكِ ٱلشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ ٱلإِثْمِ أَفْكَارَهُ، وَلْيَتُبْ إِلَى ٱلرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلٰهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ ٱلْغُفْرَانَ».

ص ١: ١٦ زكريا ٨: ١٧ مزمور ١٣٠: ٧ وإرميا ٣: ١٢

التوبة الحقيقية هي ترك الخطية بالفعل أولاً «ليترك الشرير طريقه» وترك الأفكار الردية ثانياً لأن الله ينظر إلى القلب لا إلى الأعمال فقط. وأصل كل خطية من القلب فيحتاج الإنسان إلى إصلاح حالته القلبية لا مجرد إصلاح أعماله. وما يحرّض الإنسان على التوبة أمران:

الأول: الوعد بأن الرب يرحمه فيرجع إلى الرب برجاء.

الثاني: التصريح بأن الرب كثير الرحمة فيغفر لجميع التائبين ويغفر جميع الخطايا.

٨، ٩ «٨ لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي يَقُولُ ٱلرَّبُّ. ٩ لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ ٱلسَّمَاوَاتُ عَنِ ٱلأَرْضِ هٰكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ».

٢صموئيل ٧: ١٩ مزمور ١٠٣: ١١

من هنا إلى آخر الأصحاح بيان مقاصد الله في رجوع شعبه من سبي بابل وإن كان ذلك أمراً مستحيلاً حسب أفكار الناس وهكذا خلاص البشر وهو السر المكتوم منذ الدهور في الله.

الإنسان مخلوق على صورة الله وله شركة مع الله ولكن قوى الإنسان محدودة فليست أفكاره أفكار الله. وأفكار الرب ليست أفكار الناس:

  1. لأن الرب يغفر أعظم الخطايا ويقدم للناس أعظم البركات بلا ثمن.
  2. لأن هذه المواعيد للأمم أيضاً فلذلك ليس كأفكار اليهود.
  3. لأن الرب لا يغير أفكاره بل هو أمين في مواعيده ومعصوم عن الخطإ في أحكامه وأما الإنسان فيغير أفكاره وطرقه.
  4. لأن أفكار الرب كلها قداسة وحق وأما أفكار الإنسان ففيها خطية وخطأ فيجب على الإنسان أن يترك طرقه حين يرجع إلى الرب. وطرق الرب هي إما الطرق التي يسلك هو فيها وأما الطرق التي يدعو الإنسان إلى أن يسلك فيها.

١٠، ١١ «١٠ لأَنَّهُ كَمَا يَنْزِلُ ٱلْمَطَرُ وَٱلثَّلْجُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَلاَ يَرْجِعَانِ إِلَى هُنَاكَ، بَلْ يُرْوِيَانِ ٱلأَرْضَ وَيَجْعَلاَنِهَا تَلِدُ وَتُنْبِتُ وَتُعْطِي زَرْعاً لِلزَّارِعِ وَخُبْزاً لِلآكِلِ، ١١ هٰكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي ٱلَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجِعُ إِلَيَّ فَارِغَةً، بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ».

تثنية ٣٢: ٢ ص ٥٤: ٩

معنى كلمة الرب على الخصوص ووعده برجوع شعبه من سبي بابل وعلى العموم جميع كلام الرب الذي في الكتاب المقدس. وكلمة الرب كالمطر في ثلاثة أمور:

  1. إنها من فوق.
  2. إنها تجعل في الناس كل الأثمار الروحية.
  3. إنها فعّالة فإن المطر لا يرجع إلى السماء إلا بعدما يُروي الأرض فيرجع بخاراً. وكلمة الرب لا ترجع فارغة. كأن إنسان أرسل مكتوباً عن يد مرسل أمين فلا يرجع المرسل حتى يكون قد وجد صاحب المكتوب وسلمه له. والكلمة ترجع إلى الرب في رجوع الناس إليه إذا كان قد قبلوا الكلمة في قلوبهم. ولكل كلمة تخرج من فم الله قوة فعالة. في البدء قال ليكن فكان. ويسوع بكلمة شفى الأمراض وأخرج الشياطين وأقام الأموات وسكّن البحر والريح. ولكل كلمة من كلام الله غاية ولا بد من إدراك الغاية. وكلام الله في الكتاب المقدس.

ولنا من العلوم الطبيعية:

  1. إن العناصر تغيّر هيئتها كالمطر الذي يدخل النباتات والأثمار وأجسام الحيوانات. والفحم الذي تصير منه الحرارة فيحرّك الآلات التجارية. وهكذا كلام الله يدخل قلوب الناس ويصير منه أثمار روحية كالإيمان والمحبة والقداسة.
  2. إن المادة لا تتلاشى فإن الماء المهراق على الأرض ينزل إلى مخازن الينابيع تحت الأرض أو يصعد بخاراً فينزل ثانية مطراً. والحطب المحرق بالنار يتحول إلى دخان ورماد وغازات. وهكذا كلام الله المبشر به فإنه لا بد من أن يكون له نتيجة صالحة وإن كانت النتيجة لا تظهر في الزمان الحاضر.

١٢ «لأَنَّكُمْ بِفَرَحٍ تَخْرُجُونَ وَبِسَلاَمٍ تُحْضَرُونَ. ٱلْجِبَالُ وَٱلآكَامُ تُشِيدُ أَمَامَكُمْ تَرَنُّماً، وَكُلُّ شَجَرِ ٱلْحَقْلِ تُصَفِّقُ بِٱلأَيَادِي».

ص ٣٥: ١ و٦٥: ١٣ و١٤ مزمور ٩٦: ١٢ و٩٨: ٨ وص ١٤: ٨ و٣٥: ١ و٢ و٤٢: ١١ و١أيام ١٦: ٣٣

تَخْرُجُونَ أي من عبودية بابل كما خرج بنو إسرائيل من مصر ورنموا للرب عند بحر سوف غير أن الخروج من مصر كان بالعجلة والخوف وأما الخروج من بابل فسيكون بالسلام والفرح (ص ٥١: ١١).

١٣ «عِوَضاً عَنِ ٱلشَّوْكِ يَنْبُتُ سَرْوٌ، وَعِوَضاً عَنِ ٱلْقَرِيسِ يَطْلَعُ آسٌ. وَيَكُونُ لِلرَّبِّ ٱسْماً، عَلاَمَةً أَبَدِيَّةً لاَ تَنْقَطِعُ».

ص ٤١: ١٩ ميخا ٧: ٤ إرميا ١٣: ١١

الأشجار غير النافعة تبدل بأشجار نافعة وهذه التشبيهات تمت في رجوع الناس إلى الله بفرح وبدلهم سلوكهم غير النافع بما يمجد الله (أعمال ١٣: ٤٨).

وَيَكُونُ لِلرَّبِّ ٱسْماً أي الرجوع من السبي مع جميع البركات المقترنة به يكون لمجد الرب أمام أعين جميع الناس ويكون علامة قوته غير المحدودة وأمانته غير المتغيرة وهكذا يتمجد الرب بعمل الفداء وخلاص المؤمنين من كل البشر.

فوائد للوعاظ

غير خبز (ع ٢)

قيل إن في أوستراليا نباتاً يُصنع من بزره نوع من الخبز ولكنه يُشبع الآكل منه وقتياً ولا يغذي فيموت الآكل جوعاً وهكذا من يظن أن الخيرات الجسدية تشبع النفس.

قيل إن الأمبراطور كلغولا جهز أسطولاً عظيماً وأرسله إلى بلاد اليونان فظن العالم أن الأمبراطور قصد محاربة تلك البلاد ولكنه أمر جنوده أن يجمعوا مقداراً من الصدف والحصى ويرجعون. وهكذا كل من يستعمل قواه ويقضي أيامه بجمع المال أو باللذات الجسدية ولا يستعد للحياة الأبدية.

ونذكر من الذين يزنون فضة لغير خبز الناس الآتين:

  1. الأشرار كاللصوص والكذبة والقتلة فإن تعبهم بأعمالهم الردية أكثر من تعبهم بما لو مارسوا أعمال جائزة ونافعة.
  2. الدارسون للكتاب المقدس لغايات علمية أو لغوية أو جدلية دون غاية معرفة الحق وطريق الخلاص. كالفريسيين والكتبة.
  3. الذين يخدمون التعليم والتبشير قصد الربح أو المجد لأنفسهم دون الغيرة في خلاص النفوس وبنيان كنيسة المسيح.
  4. الذين يقضون حياتهم في طلب المال أو المجد العالمي أو اللذات الجسدية.

وهؤلاء جميعهم لا ينتفعون شيئاً بل يزنون فضة لغير خبز.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى