سفر إشعياء | 36 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر إشعياء
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ وَٱلثَّلاَثُونَ
إن الأربع الأصحاحات من ص ٣٦ – ص ٣٩ تتضمن ثلاث حوادث تاريخية:
- غزو سنحاريب مدن يهوذا ورجوعه عن أورشليم بعد هلاك قسم عظيم من جيشه (ص ٣٦ و٣٧).
- مرض حزقيا وشفاؤه (ص ٣٨).
- رسالة ملك بابل (ص ٣٩).
ومضمون هذه الأصحاحات كمضمون (٢ملوك ص ١٨ و١٩ و٢٠) تقريباً والأرجح أن إشعياء كتبها جميعها ولعله كتبها مرتين لأن كل سفر من الأسفار المقدسة كان مستقلاً عن غيره ولا يكفي ذكر هذه الحوادث في سفر الملوك فقط لبيان تتميم النبوءات المتضمنة في سفر إشعياء. والحوادث المذكورة في سفر إشعياء تختلف عن المذكورة في سفر الملوك (١) بترك الخبر بتسليم حزقيا ودفعه المال لملك أشور (٢ملوك ١٨: ١٤ – ١٦) (٢) بزيادة تسبيح حزقيا بعد شفائه (إشعياء ٣٨: ٩ – ٢٠).
والأرجح أن حادثة سنحاريب كانت بعد مرض حزقيا ورسالة ملك بابل وذلك بناء على ما أتى في (ص ٣٨: ٦) «وَمِنْ يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ أُنْقِذُكَ» وهذه مذكورة في الأول لعلاقاتها مع النبوءات في أشور. فيكون ترتيب الحوادث كما يأتي.
- مرض حزقيا في السنة الرابعة عشرة من ملكه ورسالة ملك بابل وكان سرجون ملكاً على أشور.
- فتنة أشدود (ص ٢٠) واتحاد الممالك المجاورة في مقاومة أشور وهي فلسطين (ص ١٤: ٢٩) وموآب (ص ١٥ و١٦) وأدوم (ص ٢١: ١١) ويهوذا ومصر (ص ٣١).
- موت سرجون وجلوس ابنه سنحاريب.
- قدوم سنحاريب ومحاربته أشقلون وانتصاره على المصريين وهجومه على يهوذا وفتح ٤٦ مدينة من مدن يهوذا وسبي مئتي ألف بينهم بنات حزقيا (حسب قول سنحاريب) وأخذه من المال ثلاث مئة شاقل من الفضة وثلاثين شاقلاً من الذهب وسلبه بيت الله (٢ملوك ١٨: ١٤ – ١٦) ورجوعه عن أورشليم وفرح اليهود (ص ٢٢).
- إرسال ربشاقي وتجديفه وهلاك قسم من جيش أشور (ص ٣٦ و٣٧).
وجميع الكتابات الأشورية تطابق أخبار الكتاب المقدس ما عدا تاريخ هجوم سنحاريب على أورشليم. فإن إشعياء يقول (ص ٣٦: ١) «فِي ٱلسَّنَةِ ٱلرَّابِعَةِ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ حَزَقِيَّا» وأما مجموع الكتابات الأشورية فتدل على أنه كان في أواخر ملكه. أي سرجون أخذ السامرة في السنة السادسة لحزقيا وملك بعد ذلك ١٧ سنة وخلف ابنه سنحاريب وهو في السنة الرابعة من ملكه حارب أورشليم أي في السنة ٢٧ من ملك حزقيا. وربما تُكشف كتابات جديدة تحل هذا المشكل أو نضطر أن نقول أن أحد النساخ غلط في أرقام السنة أو في اسم الملك فيكون الملك المذكور في (ص ٣٦: ١) سرجون لا سنحاريب.
١، ٢ «١ وَكَانَ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلرَّابِعَةِ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ حَزَقِيَّا أَنَّ سَنْحَارِيبَ مَلِكَ أَشُّورَ صَعِدَ عَلَى كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا ٱلْحَصِينَةِ وَأَخَذَهَا. ٢ وَأَرْسَلَ مَلِكُ أَشُّورَ رَبْشَاقَى مِنْ لَخِيشَ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى ٱلْمَلِكِ حَزَقِيَّا بِجَيْشٍ عَظِيمٍ، فَوَقَفَ عِنْدَ قَنَاةِ ٱلْبِرْكَةِ ٱلْعُلْيَا فِي طَرِيقِ حَقْلِ ٱلْقَصَّارِ».
٢ملوك ١٨: ١٣ و١٧ و٢أيام ٣٢: ١
رَبْشَاقَى الأرجح أن هذا ليس اسم علم بل اسم رتبة أي «رئيس السقاة» فكانت رتبته كرتبة وزير لا قائد عسكر وكان إرساله للمنابأة. وظهر من هذه الحادثة أنه كان مقتدراً في اللغة العبرانية وصاحب سياسة وحيل وغش.
لَخِيشَ مدينة للفلسطينيين على طريق مصر. إن سنحاريب قصد فتح مصر فاضطر أن يأخذ أولاً المدن الحصينة الواقعة في طريقه. وكان مع ربشاقي ترتان أي رئيس الجيش وربساريس أي رئيس الخصيان ومعهم جيش عظيم.
قَنَاةِ ٱلْبِرْكَةِ المكان الذي فيه لاقى إشعياء وابنه آحاز (ص ٧: ٣) وهي قناة تحت الأرض فإنه أخذ الماء من خارج المدينة في الجهة الشمالية وأدخله إلى أورشليم.
٣ «فَخَرَجَ إِلَيْهِ أَلِيَاقِيمُ بْنُ حِلْقِيَّا ٱلَّذِي عَلَى ٱلْبَيْتِ وَشِبْنَةُ ٱلْكَاتِبُ وَيُوآخُ بْنُ آسَافَ ٱلْمُسَجِّلُ».
أَلِيَاقِيمُ كانت رتبته كرتبة شبنة حسب النبوءة (ص ٢٢: ١٥ – ٢٥).
شِبْنَةُ لعله شبنة المذكور الذي كان سابقاً على البيت فعُزل من هذه الرتبة ونُقل إلى رتبة أدنى منها.
ٱلْمُسَجِّلُ أمين الأوراق أو المؤرخ الذي كتب أمور المملكة بغية الحفظ.
٤ «فَقَالَ لَهُمْ رَبْشَاقَى: قُولُوا لِحَزَقِيَّا: هٰكَذَا يَقُولُ ٱلْمَلِكُ ٱلْعَظِيمُ مَلِكُ أَشُّورَ: مَا هُوَ هٰذَا ٱلاتِّكَالُ ٱلَّذِي ٱتَّكَلْتَهُ؟».
٢ملوك ١٨: ١٩ الخ
رَبْشَاقَى ذكره حزقيا بلا لقب للاحتقار وأما ملك أشور فعظّمه.
مَا هُوَ هٰذَا ٱلاتِّكَالُ افتكر ربشاقي أن حزقيا وحده لا يقدر أن يقاوم ملك أشور فلا بد من اتكاله على آخر إما مصر أو الرب ثم حاول أن يبيّن أن اتكاله باطل من الجهتين فلا يقدر أن يتكل على مصر ولا على الرب.
٥ «أَقُولُ إِنَّمَا كَلاَمُ ٱلشَّفَتَيْنِ هُوَ مَشُورَةٌ وَبَأْسٌ لِلْحَرْبِ. وَٱلآنَ عَلَى مَنِ ٱتَّكَلْتَ حَتَّى عَصَيْتَ عَلَيَّ؟».
أَقُولُ أي ربشاقي ومعنى قوله مشورة اليهود وبأسهم كلام بلا فعل.
حَتَّى عَصَيْتَ عَلَيَّ تكلم ربشاقي كنائب عن ملك أشور. وكان أبو حزقيا آحاز قد خضع لملك أشور وقال له أنا عبدك وابنك (٢ملوك ١٦: ٧) وكان قد أرسل له هدية وكان حزقيا قد عصاه (٢ملوك ١٨: ٧).
٦ «إِنَّكَ قَدِ ٱتَّكَلْتَ عَلَى عُكَّازِ هٰذِهِ ٱلْقَصَبَةِ ٱلْمَرْضُوضَةِ، عَلَى مِصْرَ، ٱلَّتِي إِذَا تَوَكَّأَ أَحَدٌ عَلَيْهَا دَخَلَتْ فِي كَفِّهِ وَثَقَبَتْهَا. هٰكَذَا فِرْعَوْنُ مَلِكُ مِصْرَ لِجَمِيعِ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ».
حزقيال ٢٩: ٦ و٧
ظن أن اليهود كانوا متكلين على ملك مصر لأن مصر كانت مقدام الممالك المقاومة لأشور فعيّر ربشاقي ملك مصر. ومع ذلك كان ملك أشور خائفاً منه (ص ٣٧: ٩).
ٱلْقَصَبَةِ ٱلْمَرْضُوضَةِ القصبة ضعيفة في ذاتها وإن كانت مرضوضة كانت خادعة أيضاً لأنها تظهر صحيحة وتنكسر حالاً عندما يتوكأ أحد عليها.
٧ «وَإِذَا قُلْتَ لِي: عَلَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِنَا ٱتَّكَلْنَا، أَفَلَيْسَ هُوَ ٱلَّذِي أَزَالَ حَزَقِيَّا مُرْتَفَعَاتِهِ وَمَذَابِحَهُ، وَقَالَ لِيَهُوذَا وَلأُورُشَلِيمَ: أَمَامَ هٰذَا ٱلْمَذْبَحِ تَسْجُدُونَ».
لم يفهم ربشاقي أن تخصيص أورشليم مركز للعبادة هو بموجب الناموس (تثنية ١٦: ٥ و٦) وظن أن حزقيا هكذا حكم من نفسه ولغاية سياسية فيغتاظ الرب منه. وكان حزقيا قد أزال المرتفعات في أول ملكه (٢ملوك ١٨: ٤).
أَمَامَ هٰذَا ٱلْمَذْبَحِ أي مذبح المحرقة في دار الهيكل في أورشليم.
٨، ٩ «٨ فَٱلآنَ رَاهِنْ سَيِّدِي مَلِكَ أَشُّورَ، فَأُعْطِيكَ أَلْفَيْ فَرَسٍ إِنِ ٱسْتَطَعْتَ أَنْ تَجْعَلَ عَلَيْهَا رَاكِبِينَ! ٩ فَكَيْفَ تَرُدُّ وَجْهَ وَالٍ وَاحِدٍ مِنْ عَبِيدِ سَيِّدِي ٱلصِّغَارِ، وَتَتَّكِلُ عَلَى مِصْرَ لأَجْلِ مَرْكَبَاتٍ وَفُرْسَانٍ؟».
مراد ربشاقي أن اليهود لا يقدرون أن يقدموا جيشاً ولو ألفين من المحاربين الذين يحسنون ركوب الخيل وصدق في قوله لأنه لم يكن فرسان ولا خيل عند اليهود فكانوا سابقاً يقصدون أن يطلبوا الخيل من مصر (ص ٣١: ١) ولكن المصريين انكسروا في محاربة أشور فيئس من مساعدتهم وعيّر ربشاقي اليهود لمعرفته بضعفهم.
١٠ «وَٱلآنَ هَلْ بِدُونِ ٱلرَّبِّ صَعِدْتُ عَلَى هٰذِهِ ٱلأَرْضِ لأُخْرِبَهَا؟ ٱلرَّبُّ قَالَ لِي ٱصْعَدْ: إِلَى هٰذِهِ ٱلأَرْضِ وَٱخْرِبْهَا».
كثيرون من ملوك الوثنيين اعتبروا أنفسهم رسلاً من قبل آلهتهم. كنخو ملك مصر إذ قال «وَٱللّٰهُ أَمَرَ بِإِسْرَاعِي» (٢أيام ٣٥: ٢١) وهكذا تقول كتابات أشور وموآب وغيرهما. وكان ربشاقي يأمل أنه بهذا القول الكاذب يغش اليهود فيظنون أن الرب تركهم وصار مع أعدائهم وفي أيامنا كثيرون من المعلمين الكذبة يسندون تعليمهم الفاسد إلى أقوال الكتاب المقدس ويدعون أن الرب أرسلهم.
١١، ١٢ «١١ فَقَالَ أَلِيَاقِيمُ وَشِبْنَةُ وَيُوآخُ لِرَبْشَاقَى: كَلِّمْ عَبِيدَكَ بِٱلأَرَامِيِّ لأَنَّنَا نَفْهَمُهُ، وَلاَ تُكَلِّمْنَا بِٱلْيَهُودِيِّ فِي مَسَامِعِ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ عَلَى ٱلسُّورِ. ١٢ فَقَالَ رَبْشَاقَى: هَلْ إِلَى سَيِّدِكَ وَإِلَيْكَ أَرْسَلَنِي سَيِّدِي لأَتَكَلَّمَ بِهٰذَا ٱلْكَلاَمِ؟ أَلَيْسَ إِلَى ٱلرِّجَالِ ٱلْجَالِسِينَ عَلَى ٱلسُّورِ، لِيَأْكُلُوا عَذِرَتَهُمْ وَيَشْرَبُوا بَوْلَهُمْ مَعَكُمْ؟».
الآرامي لغة الأشوريين. وكان من اللياقة أن الكلام يكون بين مرسلي ملك أشور الثلاثة ومرسلي حزقيا الثلاثة ولا على مسامع الشعب وأما ربشاقي فكانت غايته تهييج الشعب على ملكهم فيخضعون لملك أشور.
١٣ – ١٥ «١٣ ثُمَّ وَقَفَ رَبْشَاقَى وَنَادَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ بِٱلْيَهُودِيِّ: ٱسْمَعُوا كَلاَمَ ٱلْمَلِكِ ٱلْعَظِيمِ مَلِكِ أَشُّورَ. ١٤ هٰكَذَا يَقُولُ ٱلْمَلِكُ: لاَ يَخْدَعْكُمْ حَزَقِيَّا لأَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُنْقِذَكُمْ ١٥ وَلاَ يَجْعَلْكُمْ حَزَقِيَّا تَتَّكِلُونَ عَلَى ٱلرَّبِّ قَائِلاً: إِنْقَاذاً يُنْقِذُنَا ٱلرَّبُّ. لاَ تُدْفَعُ هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةُ إِلَى يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ».
عمل ربشاقي بعكس ما طلبه اليهود منه فرفع صوته وعظّم ملك أشور وحذّر اليهود من الاتكال على حزقيا وعلى الرب. ولكن من شأن جميع الذين يحبون الرب أن يزيدوا غيرة عندما يسمعون التجديف على اسمه القدوس ويزيد رجاؤهم أيضاً بأن الرب يخلصهم من أجل اسمه.
هٰكَذَا يَقُولُ ٱلْمَلِكُ كان ربشاقي مرسلاً من قبل الملك فاعتبر أن كلامه هو كلام الملك.
قَائِلاً إِنْقَاذاً يُنْقِذُنَا ٱلرَّبُّ ولا شك كان ذلك جوهر كلام حزقيا لشعبه. وأظهر ربشاقي حذاقته الشيطانية ومعرفته بكل ما جرى عند اليهود.
١٦، ١٧ «١٦ لاَ تَسْمَعُوا لِحَزَقِيَّا. لأَنَّهُ هٰكَذَا يَقُولُ مَلِكُ أَشُّورَ: ٱعْقِدُوا مَعِي صُلْحاً، وَٱخْرُجُوا إِلَيَّ وَكُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ جَفْنَتِهِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ تِينَتِهِ، وَٱشْرَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ مَاءَ بِئْرِهِ ١٧ حَتَّى آتِيَ وَآخُذَكُمْ إِلَى أَرْضٍ مِثْلِ أَرْضِكُمْ، أَرْضِ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ، أَرْضِ خُبْزٍ وَكُرُومٍ».
زكريا ٣: ١٠
هذا القول لليهود الذين كانوا تركوا بيوتهم وكرومهم وحقولهم والتجأوا إلى أورشليم خوفاً من الأشوريين فطلب منهم ربشاقي بالنيابة عن ملك أشور أن يخضعوا له فيسمح لهم أن يخرجوا ويرجعوا إلى بيوتهم وفي النهاية يأخذهم ملك أشور إلى أرض مثل أرضهم فيها كروم وحنطة وكان القول كذباً لأنه لو سمعوا منه لأخذهم إلى أرض تختلف كثيراً عن أرضهم وعذبهم بعبودية قاسية.
وَكُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ جَفْنَتِهِ إن حب الذات ضد حب الوطن لأن حب الوطن كان يحملهم على الاتحاد ومقاومة العدو واحتمال الضيقات حتى الموت لأجل ملكهم ومدينتهم وأما حب الذات فيحملهم على التسليم للعدو وترك ملكهم ومدينتهم وطلب الأكل والشرب والراحة كل واحد لنفسه في بيته. وكل من يحب ذاته فيطلب ما لنفسه ويُخدع بما يوعد به من الخيرات فلو قبل اليهود نصيحة ربشاقي وخضعوا لملك أشور لخُدعوا وخسروا.
١٨ – ٢٢ «١٨ لاَ يَغُرَّكُمْ حَزَقِيَّا قَائِلاً: ٱلرَّبُّ يُنْقِذُنَا. هَلْ أَنْقَذَ آلِهَةُ ٱلأُمَمِ كُلُّ وَاحِدٍ أَرْضَهُ مِنْ يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ؟ ١٩ أَيْنَ آلِهَةُ حَمَاةَ وَأَرْفَادَ؟ أَيْنَ آلِهَةُ سَفَرْوَايِمَ؟ هَلْ أَنْقَذُوا ٱلسَّامِرَةَ مِنْ يَدِي؟ ٢٠ مَنْ مِنْ كُلِّ آلِهَةِ هٰذِهِ ٱلأَرَاضِي أَنْقَذَ أَرْضَهُمْ مِنْ يَدِي، حَتَّى يُنْقِذَ ٱلرَّبُّ أُورُشَلِيمَ مِنْ يَدِي؟ ٢١ فَسَكَتُوا وَلَمْ يُجِيبُوا بِكَلِمَةٍ لأَنَّ أَمْرَ ٱلْمَلِكِ كَانَ: لاَ تُجِيبُوهُ. ٢٢ فَجَاءَ أَلِيَاقِيمُ بْنُ حِلْقِيَّا ٱلَّذِي عَلَى ٱلْبَيْتِ وَشِبْنَةُ ٱلْكَاتِبُ وَيُوآخُ بْنُ آسَافَ ٱلْمُسَجِّلُ إِلَى حَزَقِيَّا وَثِيَابُهُمْ مُمَزَّقَةٌ، فَأَخْبَرُوهُ بِكَلاَمِ رَبْشَاقَى».
فتح سرجون مدينة حماة وغزا كل أرضها وأخذ ملكها إلى أشور وسلخه وأحرقه ونقل أهل حماة وأسكن أشوريين في مكانهم. وأرفاد قريبة من حماة وكانت متحدة معها وسفروايم مدينتان إحداهما على ضفة الفرات الواحدة والأخرى على الضفة الثانية. وكانت عادة الأشوريين أن ينقلوا أيضاً أصنام المدن المفتوحة. ولم يميز ملك أشور بين آلهة الوثنيين والإله الحقيقي. وظهر من كلام ربشاقي اعتقاده أن النصرة هي من الآلهة فتكون الحرب الحقيقية بين آلهة آشور وإله إسرائيل (٢ايام ٣٢: ١٣ – ٢٠).
فَسَكَتُوا لم يسكتوا لعدم وجود جواب بل لمعرفتهم أن تجديف ربشاقي لا يستحق جواباً والكلام معه لا ينفع.
فوائد للوعاظ
القصبة المرضوضة (ع ٦)
نتعلم من هذا:
- إنه لا يجوز الاتكال على الخيرات الجسدية كالمال والصحة والذكاء والمجد.
- إنه لا يجوز الاتكال على الناس لأن البعض يغشونا والبعض من ضعفهم لا يقدرون أن يساعدونا والجميع بشر وعرضة للضعف والخسارة والموت.
- إنه يجب الاتكال على الرب وهو كصخرة.
فسكتوا (ع ٢١)
أوقات السكوت والتكلم.
- لا تتكلم بما ستفعله. لا تفتخر بالغد لأنك لا تعلم ماذا يلده يوم. إن ملك أشور لم يأخذ أورشليم كما تكلم.
- لا تجاوب المقاومين إذا رأيتهم غير مستعدين للاستماع فالكلام يزيدهم تعصباً.
- لا تجاوب إذا رأيت نفسك غير مستعد للكلام عقلياً وروحياً لأن السكوت أولى من الجواب الركيك. لا تتكلم لتفتخر بمعرفتك ولا تخجل إذا سكت فإن المسيح سكت أمام المقاومين والمجدفين.
- تكلم مع الله في الصلاة. وانتظره واتكل عليه.
السابق |
التالي |