سفر إشعياء | 26 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر إشعياء
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ وَٱلْعِشْرُونَ
أغنية يغنيها إسرائيل بعد خلاصهم
١ «فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ يُغَنَّى بِهٰذَا ٱلأُغْنِيَةِ فِي أَرْضِ يَهُوذَا: لَنَا مَدِينَةٌ قَوِيَّةٌ. يَجْعَلُ ٱلْخَلاَصَ أَسْوَاراً وَمِتْرَسَةً».
ص ٢: ١١ ص ٦٠: ١٨
فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ يوم خلاص لإسرائيل وكل يوم خلاص لشعب الله وللمؤمنين أفراداً في كل جيل.
لَنَا مَدِينَةٌ لليهود مدينة قوية يفتخرون بها كما افتخر أهل بابل بمدينتهم.
يَجْعَلُ ٱلْخَلاَصَ أَسْوَاراً للمدنية أسوار (ففي الآية الثانية «افتحوا الأبواب» ولا يكون أبواب بلا أسوار) ولكن الاتكال على الله وليس على الأسوار ومتى كان الله معهم خلّصهم سواء أكانت مدينتهم مسورة أو كانت بلا أسوار. ولعل النبي أشار بهذا أولاً إلى خلاص أورشليم من سنحاريب. وثانياً إلى الخلاص من بابل في نهاية السبي. وثالثاً وأخيراً إلى الخلاص التام بعد الموت في أورشليم السماوية.
والرب يخلّص على نوعين:
(١) التخليص بعمله خارجاً عن شعبه كما ضرب مصر ومديان والأشوريين.
(٢) التخليص بعمله في داخل شعبه إذ يعطيهم الحكمة والشجاعة وغيرهما من المواهب العقلية والروحية فيحاربون ويغلبون باستعمالهم هذه المواهب.
٢ «اِفْتَحُوا ٱلأَبْوَابَ لِتَدْخُلَ ٱلأُمَّةُ ٱلْبَارَّةُ ٱلْحَافِظَةُ ٱلأَمَانَةَ».
مزمور ١١٨: ١٩ و٢٠
اِفْتَحُوا ٱلأَبْوَابَ لا يخافون من فتح الأبواب وذلك لوجود السلام والراحة التامة.
ٱلأُمَّةُ ٱلْبَارَّةُ اليهود الراجعون من السبي وهم أبرار بأنهم تركوا عبادة الأصنام وهي الخطية التي أوجبت السبي. وقال بعضهم إن «الأمة البارة» يراد بها كل أمة تخاف الله.
٣، ٤ «٣ ذُو ٱلرَّأْيِ ٱلْمُمَكَّنِ تَحْفَظُهُ سَالِماً سَالِماً، لأَنَّهُ عَلَيْكَ مُتَوَكِّلٌ. ٤ تَوَكَّلُوا عَلَى ٱلرَّبِّ إِلَى ٱلأَبَدِ، لأَنَّ فِي يَاهَ ٱلرَّبِّ صَخْرَ ٱلدُّهُورِ».
ص ٥٧: ١٩ تثنية ٣٢: ٤ وص ٤٥: ١٧
معنى لفظة «ياه» هو غير المتغير فإن الله لا يتغير لأنه كامل في كل صفاته فيجب على كل من يتكل عليه أن يكون ذا رأي ممكن أي لا يتغير. والسلام الموعود به هو في قلوب المؤمنين ومن المحتمل أن تحدث أحزان وضيقات في الخارج ولكنّ السلام الداخلي لا يُزال. وهذا السلام يشتمل على ما يأتي:
- سلامة الضمير الناتجة عن غفران الخطايا.
- التسليم لإرادة الله.
- الاتكال عليه في الأمور المجهولة والمستقبلة.
- الإيمان بأنه يدبر كل أمورنا بالحكمة والقداسة والمحبة ويدبر أمورنا الشخصية.
صَخْرَ ٱلدُّهُورِ جميع المؤمنين في الدهور الماضية وجدوا الرب ثابتاً وأميناً وهكذا سيجده المؤمنون في الدهور الآتية.
٥، ٦ «٥ لأَنَّهُ يَخْفِضُ سُكَّانَ ٱلْعَلاَءِ، يَضَعُ ٱلْقَرْيَةَ ٱلْمُرْتَفِعَةَ. يَضَعُهَا إِلَى ٱلأَرْضِ. يُلْصِقُهَا بِٱلتُّرَابِ. ٦ تَدُوسُهَا ٱلرِّجْلُ، رِجْلاَ ٱلْبَائِسِ، أَقْدَامُ ٱلْمَسَاكِينِ».
ص ٢٥: ١٢ و٣٢: ١٩
ٱلْقَرْيَةَ ٱلْمُرْتَفِعَةَ بابل.
رِجْلاَ ٱلْبَائِسِ اليهود. الرب يميت ويحيي ويُهبط إلى الهاوبة ويُصعد. وليس المراد أن اليهود سيفتحون بابل بل أنهم سيفتخرون بسقوطها بواسطة الماديين والفرس.
٧ «طَرِيقُ ٱلصِّدِّيقِ ٱسْتِقَامَةٌ. تُمَهِّدُ أَيُّهَا ٱلْمُسْتَقِيمُ سَبِيلَ ٱلصِّدِّيقِ».
مزمور ٣٧: ٢٣
الرب مستقيم فيجب على كل من يطلبه أن يكون مستقيماً فلا يترك الرب طريقه ليسلك في طريق الإنسان بل على الإنسان أن يترك طريقه الشريرة ليسلك في طريق الرب.
٨ «فَفِي طَرِيقِ أَحْكَامِكَ يَا رَبُّ ٱنْتَظَرْنَاكَ. إِلَى ٱسْمِكَ وَإِلَى ذِكْرِكَ شَهْوَةُ ٱلنَّفْسِ».
ص ٦٤: ٥
الأتقياء من اليهود انتظروا الرب وهو يجري أحكامه بتأديبه إياهم مدة السبي في بابل. ولا يقدر الإنسان أن يعلم كل الأسرار في أحكام الرب لأن كثيراً ما ينجح الأشرار ويتضايق الأبرار ولكننا نؤمن بأن الرب يعمل كل شيء وإنه يعمله بالحكمة والعدل وأما واجباتنا اليومية فنعرفها ونقدر أن نعملها فننتظر الرب في طريق التسليم لأحكامه وفي حفظ وصاياه.
٩ «بِنَفْسِي ٱشْتَهَيْتُكَ فِي ٱللَّيْلِ. أَيْضاً بِرُوحِي فِي دَاخِلِي إِلَيْكَ أَبْتَكِرُ. لأَنَّهُ حِينَمَا تَكُونُ أَحْكَامُكَ فِي ٱلأَرْضِ يَتَعَلَّمُ سُكَّانُ ٱلْمَسْكُونَةِ ٱلْعَدْلَ».
مزمور ٦٣: ٦ ونشيد ٣: ١
التأمل في صفات الله وأحكامه مما يحمل التقي على الشوق إليه. فالليل يوافق هذا التأمل لأن لا شيء فيه يلهي النفس فيبعدها عن الله. والتأمل في الليل يأتي بالصلاة باكراً. نشتاق إلى الله في ليلة أحزاننا كالمرض والضيق وفراق الأحباء وفي ليلة شكوكنا عندما يضعف إيماننا فلا نقدر أن نفهم كلام الله ولا معاملته إيانا وفي ليلة انتقالنا عندما نسير في وادي ظل الموت.
حِينَمَا تَكُونُ أَحْكَامُكَ فِي ٱلأَرْضِ التقي يرى الله في كل شيء فليس السماوات وحدها تحدث بمجد الله بل كل أعمال يديه. والتاريخ عند القارئ التقي هو نبأ ما عمله الله في بني البشر وأحسن كتاب في التاريخ هو الكتاب المقدس لأنه لا يقتصر على الإخبار بأعمال الناس بل يظهر مع ذلك مقاصد الله وأحكامه.
يَتَعَلَّمُ سُكَّانُ ٱلْمَسْكُونَةِ يظهر من هذا القول أن النبي وكل مؤمن أيضاً يطلب انتشار معرفة الرب في كل المسكونة وانتقال جميع الناس من طريق الظلم إلى طريق العدل لأن تجديد الظالمين ورجوعهم إلى الله أفضل جداً من هلاكهم.
١٠ «يُرْحَمُ ٱلْمُنَافِقُ وَلاَ يَتَعَلَّمُ ٱلْعَدْلَ. فِي أَرْضِ ٱلاسْتِقَامَةِ يَصْنَعُ شَرّاً وَلاَ يَرَى جَلاَلَ ٱلرَّبِّ».
جامعة ٨: ١٢ ورومية ٢: ٤ مزمور ١٤٣: ١٠
من مراحم الله على المنافق وجوده في أرض الاستقامة أي معاشرة الصالحين ولكنه لا يستفيد من كلامهم ولا من قدوتهم الحسنة. وجلال الرب في كل الأرض ويظهر في الخليقة والعناية والفداء ولكن المنافق لا يراه لأنه أعمى عن الروحيات وهو يختار لنفسه أن يكون أعمى. وأرض الاستقامة تشير إلى أرض اليهود. والمنافقون هم غير المؤمنين من اليهود أو الوثنيون المستوطنون عند اليهود.
١١ «يَا رَبُّ، ٱرْتَفَعَتْ يَدُكَ وَلاَ يَرَوْنَ. يَرَوْنَ وَيَخْزَوْنَ مِنَ ٱلْغَيْرَةِ عَلَى ٱلشَّعْبِ وَتَأْكُلُهُمْ نَارُ أَعْدَائِكَ».
أيوب ٣٤: ٢٧ ومزمور ٢٨: ٥ وص ٥: ١٢
لاَ يَرَوْنَ لا ينتبهون ولا يرجعون عن شرورهم.
يَرَوْنَ وَيَخْزَوْنَ لأنهم يضطرون أن ينظروا إلى الرب حين يقع عليهم الضيق.
ٱلْغَيْرَةِ عَلَى ٱلشَّعْبِ غيرة الله في خلاص شعب اليهود.
نَارُ أَعْدَائِكَ النار التي ستقع على أعداء الرب.
١٢ «يَا رَبُّ، تَجْعَلُ لَنَا سَلاَماً لأَنَّكَ كُلَّ أَعْمَالِنَا صَنَعْتَهَا لَنَا».
كُلَّ أَعْمَالِنَا صَنَعْتَهَا لَنَا الأعمال التي عملها الله لأجل شعبه. والمعنى أن كل ما وقع هو من الله. فإن السبي كان تأديب الله لشعبه والرجوع من السبي رحمة من الله لهم بعد التأديب وهم آمنوا بأن نتيجة أعمال الله لأجلهم تكون خيراً فتجعل لهم سلاماً. فلا نبني على هذا القول التعليم بعجز الإنسان عن فعل الخير مع أن أقوالاً أخرى في الكتاب تعلم أنه عاجز عن ذلك بلا نعمة الله.
١٣، ١٤ «١٣ أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُنَا، قَدِ ٱسْتَوْلَى عَلَيْنَا سَادَةٌ سِوَاكَ. بِكَ وَحْدَكَ نَذْكُرُ ٱسْمَكَ. ١٤ هُمْ أَمْوَاتٌ لاَ يَحْيَوْنَ. أَخْيِلَةٌ لاَ تَقُومُ. لِذٰلِكَ عَاقَبْتَ وَأَهْلَكْتَهُمْ وَأَبَدْتَ كُلَّ ذِكْرِهِمْ».
٢أيام ١٢: ٨
سَادَةٌ هم ظالمو اليهود في بابل واليهود يعترفون بأن الله وحده ملكهم فلم يعتبروا ملوك بابل أو غيرهم بمنزلة ملوكهم حقيقة.
أَخْيِلَةٌ لاَ تَقُومُ هذا القول لا ينفي القيامة بل يفيد أن الظالمين المذكورين لا يرجعون إلى هذا العالم ليظلموا أيضاً واليهود يكونون قد خلصوا منهم تماماً. وجميع الحكام يأخذون سلطتهم من الله وسوف يعطون حساباً له. والأخيلة جمع خيال وهي موافقة لما قيل على بابل (ص ١٤: ٤ – ١٧).
١٥ «زِدْتَ ٱلأُمَّةَ يَا رَبُّ، زِدْتَ ٱلأُمَّةَ. تَمَجَّدْتَ. وَسَّعْتَ كُلَّ أَطْرَافِ ٱلأَرْضِ».
نبوءة برجوع اليهود وتكثيرهم وتوسيع أرضهم. وصدقت هذه النبوءة برجوع اليهود وستتم في المستقبل بتكثير المؤمنين وتوسيع الكنيسة. وصيغة الماضي «زدت… وسعت» للتأكيد لأن النبي رأى ما يقع في المستقبل قد وقع في الحاضر.
تَمَجَّدْتَ وغاية كل أعمال الله لأجل شعبه تمجيد اسمه القدوس.
١٦ «يَا رَبُّ فِي ٱلضِّيقِ طَلَبُوكَ. سَكَبُوا مُخَافَتَةً عِنْدَ تَأْدِيبِكَ إِيَّاهُمْ».
هوشع ٥: ١٥
اليهود تواضعوا تحت يد الرب في الضيق. والمخافتة هي الصوت الواطئ أو الخفي وربما كانت إشارة إلى صلوات سرّية. والصلاة مع التواضع من أثمار التأديب.
١٧، ١٨ «١٧ كَمَا أَنَّ ٱلْحُبْلَى ٱلَّتِي تُقَارِبُ ٱلْوِلاَدَةَ تَتَلَوَّى وَتَصْرُخُ فِي مَخَاضِهَا، هٰكَذَا كُنَّا قُدَّامَكَ يَا رَبُّ. ١٨ حَبِلْنَا تَلَوَّيْنَا كَأَنَّنَا وَلَدْنَا رِيحاً. لَمْ نَصْنَعْ خَلاَصاً فِي ٱلأَرْضِ وَلَمْ يَسْقُطْ سُكَّانُ ٱلْمَسْكُونَةِ».
ص ١٣: ٨ ويوحنا ١٦: ٢١ مزمور ١٧: ١٤
كان كل اجتهادهم في تخليص نفوسهم عبثاً ومما عرفوه في وقت الضيق ضعفهم واحتياجهم كل الاحتياج إلى الرب. وسكان المسكونة الذين لم يسقطوا هم ظالمو اليهود كالبابليين فإن اليهود لم يقدروا أن يخلصوا منهم.
١٩ «تَحْيَا أَمْوَاتُكَ. تَقُومُ ٱلْجُثَثُ. ٱسْتَيْقِظُوا. تَرَنَّمُوا يَا سُكَّانَ ٱلتُّرَابِ. لأَنَّ طَلَّكَ طَلُّ أَعْشَابٍ، وَٱلأَرْضُ تُسْقِطُ ٱلأَخْيِلَةَ».
حزقيال ٣٧: ١ ودانيال ١٢: ٢
قيل (ع ١٤) إن أعداء اليهود «أخيلة لا تقوم» ولكن الرب قال لشعب اليهود «تحيا أمواتك». وكانت اليهود في بابل مدة السبي في الذل فكانوا بلا اسم ولا قوة ولا حرية كأنهم أموات. فقال لهم الرب إنهم سيرجعون إلى بلادهم فتقوم أمة اليهود ثانية أي الكلام هنا في موت الأمة السياسي وقيامتهم للحياة كأمة جديدة.
يَا سُكَّانَ ٱلتُّرَابِ إن الرب دعا هنا المذلين والحزانى إلى الفرح والتسابيح لأنه سيخلّصهم.
طَلُّ أَعْشَابٍ شبّه النبي اليهود بعشب كان قد يبس من عدم الرطوبة ثم نزل عليه المطر أي نعمة الله فانتعش.
تُسْقِطُ ٱلأَخْيِلَةَ معنى هذه الجملة كمعنى الجملة في أول الآية «تحيا أمواتك» أي هي إشارة إلى قيامة أمة اليهود السياسية.
وإذا قابلنا هذه النبوءة بما في (١كورنثوس ص ١٥) نرى أن كلام بولس تعليمي على وجه الحقيقة لا يدخله شيء من المجاز وأما هنا فأكثر الكلام مجاز. كالقول «يقلب وجه الأرض» (ص ٢٤: ١) و«يخجل القمر وتخزى الشمس» (ص ٢٤: ٢٣) و«وليمة سمائن» (ص ٢٥: ٦) و«ولدنا ريحاً» (ص ٢٦: ١٨).
وأكثر الحوادث التاريخية المذكورة في الكتاب المقدس يكنى بها عن تعليم روحي وذلك لأن الإله الواحد هو العامل في تاريخ العالم وتاريخ الفداء أيضاً. وأمثلة ذلك الخروج من مصر والسير في القفر وعبور الأردن والدخول إلى أرض كنعان فإن هذه الحوادث التاريخية تشبه الخلاص من عبودية الخطية وحياة المسيحي في قفر هذا العالم وعبور نهر الموت والدخول إلى كنعان السماوية.
والمدينة بابل رمز إلى كل قوة عالمية تقاوم شعب الله. والرجوع من السبي رمز إلى رجوع الخطأة إلى الله. وأورشليم رمز إلى السماء. وعلى هذا القياس نقول إن الكلام هنا في قيامة الأموات يشير أولاً إلى حادثة تاريخية أي رجوع الشعب من السبي وتجديد الأمة اليهودية ومع ذلك جعل الروح القدس في فم النبي ألفاظاً يصح استعمالها في القيامة من الأموات في اليوم الأخير.
٢٠، ٢١ «٢٠ هَلُمَّ يَا شَعْبِي ٱدْخُلْ مَخَادِعَكَ وَأَغْلِقْ أَبْوَابَكَ خَلْفَكَ. ٱخْتَبِئْ نَحْوَ لُحَيْظَةٍ حَتَّى يَعْبُرَ ٱلْغَضَبُ. ٢١ لأَنَّهُ هُوَذَا ٱلرَّبُّ يَخْرُجُ مِنْ مَكَانِهِ لِيُعَاقِبَ إِثْمَ سُكَّانِ ٱلأَرْضِ فِيهِمْ، فَتَكْشِفُ ٱلأَرْضُ دِمَاءَهَا وَلاَ تُغَطِّي قَتْلاَهَا فِي مَا بَعْدُ».
خروج ١٢: ٢٢ و٢٣ مزمور ٣٠: ٥ وص ٥٤: ٧ و٨ و٢كورنثوس ٤: ١٧ ميخا ١: ٣ ويهوذا ١٤
كما دخل نوح الفلك وأغلق الله عليه الباب حتى ينتهي الطوفان وهلاك الأشرار وكما دخل بنو إسرائيل بيوتهم فعبر الرب عن أبوابها لما ضرب أبكار المصريين وكما دخلت راحاب وأهلها إلى بيتها فخلصوا لما سقطت أريحا يختبئ شعب الله كما أمره الرب حتى يعبر الغضب لأن إتمام النبوءة في خلاصهم لا يكون في الوقت الحاضر.
فَتَكْشِفُ ٱلأَرْضُ كأن دم القتلى الذي نزل على الأرض يقوم ويشهد فكأن جميع الذين قُتلوا بالظلم والقساوة يقومون فينصفهم الله من ظالميهم وأما القاتلون فلم يحسبوا أن الأموات يقومون ولا حسبوا أن الله يسأل عن كل من هؤلاء المقتولين ويطالب كل واحد من قاتليهم بدمائهم.
فوائد للوعاظ
توكلوا على الرب إلى الأبد (ع ٤)
الاتكال على الرب في كل الأوقات وكل الأحوال ولنا من ذلك ما يأتي:
- إنه لا يمكننا الاتكال إلى الأبد على الماديات لأن «هيئة هذا العالم تزول» و«ليس لنا هنا مدينة باقية» «حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون».
- إنه لا يمكن الاتكال إلى الأبد على الناس. لأن محبة أصدقائنا تتغير وإذا عشنا إلى الشيخوخة فربما لم يبق لنا صديق لأن بعض أصدقائنا ماتوا وبعضهم نسونا والبعض أظهروا عدم استحقاقهم أن يُسموا أصدقاء.
- إنه يمكن الاتكال إلى الأبد على الرب لأنه «هو هو أمس واليوم وإلى الأبد». و«هو صخر الدهور».
السابق |
التالي |