إشعياء

سفر إشعياء | 11 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر إشعياء

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي عَشَرَ

مضمونه:

بعد ما أنبأ إشعياء بخراب أشور بقطع الأشجار العالية حوّل نبوءته إلى مجيء المسيح وكنى عن إتيانه بقضيب يخرج من جذع يسى مبيناً أن أعظم أشجار الممالك الأشورية تسقط وتتناثر أوراقها وتقطع سوقها وتقلع جذوعها وإن ذلك الغصن الذي ينبت من أصول يسى يظهر بمجد وحكمة وأثمار روحية جميلة جداً وينمو نمواً أبدياً ويكون مستعداً استعداداً كاملاً لإجراء العدل والحق (أيوب ١٤: ٧ – ٩).

١ – ٥ «١ وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ، ٢ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ ٱلرَّبِّ، رُوحُ ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْفَهْمِ، رُوحُ ٱلْمَشُورَةِ وَٱلْقُوَّةِ، رُوحُ ٱلْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ ٱلرَّبِّ. ٣ وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ ٱلرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ، ٤ بَلْ يَقْضِي بِٱلْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحْكُمُ بِٱلإِنْصَافِ لِبَائِسِي ٱلأَرْضِ، وَيَضْرِبُ ٱلأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ ٱلْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ. ٥ وَيَكُونُ ٱلْبِرُّ مِنْطَقَةَ مَتْنَيْهِ، وَٱلأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقَوَيْهِ».

ص ٥٣: ٢ وزكريا ٦: ١٢ ورؤيا ٥: ٥ أعمال ١٣: ٢٣ وع ١٠ ص ٤: ٢ وإرميا ٢٣: ٥ ص ٦١: ١ ومتّى ٣: ١٦ ويوحنا ١: ٣٢ و٣٣ و٣: ٣٤ مزمور ٧٢: ٢ و٤ ورؤيا ١٩: ١١ أيوب ٤: ٩ وملاخي ٤: ٦ و٢تسالونيكي ٢: ٨ ورؤيا ١: ١٦ و٢: ١٦ و١٩: ١٥ أفسس ٦: ١٤

مضمون هذه الآيات نبوءة بخروج قضيب من جذع يسى الخ وصفات هذا الغصن لا تصدق إلا على المسيح. وهذا الرأي كان سابقاً عند اليهود قبل مجيئه حتى اعتبروا هذا القول نبوءة به ولكن بعد إتيانه على الحال المذكورة زعم بعضهم أن هذه النبوءة تشير إلى حزقيا فيعترضون بأنه لو صدقت هذه النبوءة على المسيح للزم ضرورة أنه يولد جسدياً من يوسف لا من مريم. فنقول إن الأرجح أن مريم كانت من بيت داود والسلسلة المذكورة في إنجيل لوقا هي سلسلتها. وعلى فرض خروجها من دائرة نسل داود فزواجها بيوسف يُدخلها في عضوية أسرة داود.

قيل في ع ١ وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى وهذا القول دليل على اتضاعه وولادته في بيت لحم ولهذا لم يقل من جذع داود لمباينة أحواله وأحوال أبيه فإن داود كان ملكاً ذا سطوة وسلطاناً مجيداً. والكلمة العبرانية المترجمة «غصن» هنا هي «نصر» والبعض يظنون أن متّى البشير أشار إليها في قوله «سيُدعى ناصرياً» (متّى ٢: ٢٢). ومصير القضيب غصناً إشارة إلى نمو ملكوت المسيح.

وَيَحِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ ٱلرَّبِّ الخ (ع ٢) أي الروح الذي يعطي الحكمة والفهم والمشورة. والروح حل على المسيح وقت عماده وهو خصص بنفسه ما قيل في (إشعياء ٦١: ١) «روح السيد الرب عليّ» (لوقا ٤: ١٨). إن الله أعطى المسيح الروح القدس ليس بكيل فامتاز عن كل بني البشر لكونه كاملاً في كل صفاته وخالياً من كل خطية. ومع ذلك هو مثال لبني البشر لأنه يجب علينا أن نطلب أن نكون كاملين كما هو كامل. وبواسطته نحصل على الكمال لأن «من ملئه نحن جميعاً أخذنا».

وصفات المسيح السبع المذكورة هنا تطابق «السبعة الأرواح التي أمام عرشه» كما في سفر الرؤيا (رؤيا ١: ٤) والعدد سبعة يدل على الكمال. والأول من الأوصاف السبعة عام لأن كل المواهب من روح الرب. والستة الأوصاف الباقية هي ثلاثة أزواج.

  • الأول: الحكمة والفهم وهما من المواهب العقلية.
  • الثاني: المشورة والقوة وهما من المواهب العملية.
  • الثالث: المعرفة ومخافة الرب وهما من المواهب الروحية.

وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ ٱلرَّبِّ إن المسيح وإن كان ضعيفاً في الجسد ومحاطاً بالتجارب كان يحب من قلبه خدمة الرب وحفظ وصاياه بدون أدنى ميل إلى الخطية. والكلمة العبرانية المترجمة «لذة» تفيد معنى الشم والتنفس كأن مخافة الرب هي الهواء المحيط به فيتنفس فيه على الدوام.

فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ الخ أي بحسب الأخبار والمعلومات الخارجية لأنه يعلم قلوب الناس وأعمالهم.

بَلْ يَقْضِي بِٱلْعَدْلِ (ع ٤) ولذلك حكمه لا يقبل الاستئناف والتمييز.

وَيَضْرِبُ ٱلأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ بقوة الكلمة الإلهية التي تشتمل على تعاليمه وأوامره وأحكامه (هوشع ٦: ٥ وعبرانيين ٤: ١٢ ورؤيا ١: ١٦).

ٱلأَرْضَ أي سكان الأرض. ومن كثرة الأشرار قيل «الأرض» كأن السكان كلهم أشرار. فالمسيح يُصلح كل شيء ويصير هذا العالم الممتلئ من الشرور ملكوت السلام والحق. ومجد المسيح لا يكون مثل مجد ملوك العالم بالحروب والسلب ودمار الممالك وذبح الناس بل بإظهار الحق والرحمة والحماية للضعفاء والمظلومين وإثبات المحبة والسلام.

وَيَكُونُ ٱلْبِرُّ مِنْطَقَةَ مَتْنَيْهِ، وَٱلأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقَوَيْهِ (ع ٥) أي يتمنطق بالبر والأمانة كما يتمنطق الإنسان بالمنطقة ويتقوى بهما كما يستعد الإنسان لعمل بشدّ المنطقة (أفسس ٦: ١٤).

٦ – ١٠ «٦ فَيَسْكُنُ ٱلذِّئْبُ مَعَ ٱلْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ ٱلنَّمِرُ مَعَ ٱلْجَدْيِ، وَٱلْعِجْلُ وَٱلشِّبْلُ وَٱلْمُسَمَّنُ مَعاً، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا. ٧ وَٱلْبَقَرَةُ وَٱلدُّبَّةُ تَرْعَيَانِ. تَرْبُضُ أَوْلاَدُهُمَا مَعاً، وَٱلأَسَدُ كَٱلْبَقَرِ يَأْكُلُ تِبْناً. ٨ وَيَلْعَبُ ٱلرَّضِيعُ عَلَى سَرَبِ ٱلصِّلِّ، وَيَمُدُّ ٱلْفَطِيمُ يَدَهُ عَلَى جُحْرِ ٱلأُفْعُوانِ. ٩ لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، لأَنَّ ٱلأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ ٱلرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي ٱلْمِيَاهُ ٱلْبَحْرَ. ١٠ وَيَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَنَّ أَصْلَ يَسَّى ٱلْقَائِمَ رَايَةً لِلشُّعُوبِ إِيَّاهُ تَطْلُبُ ٱلأُمَمُ، وَيَكُونُ مَحَلُّهُ مَجْداً».

ص ٦٥: ٢٥ وحزقيال ٣٤: ٢٥ وهوشع ٢: ١٨ أيوب ٥: ٢٣ وص ٢: ٤ و٣٥: ٩ حبقوق ٢: ١٤ ص ٢: ١١ ع ١ ورومية ١٥: ١٢ رومية ١٥: ١٠ عبرانيين ٤: ١ الخ

هذه الآيات تدل على نتيجة ملك المسيح التي هي زوال الخصام وقيام السلام وقد عُبر عن ذلك على سبيل المجاز بسكنى الحيوانات الضارة مع الأليفة الضعيفة بدون أن تضرها. ولما كان الجمع بين الضدين على هذه الصورة محالاً إذا اعتُبر حقيقياً لزم ضرورة اعتباره مجازاً أي أن هذه الوحوش الضواري مستعارة للأشرار الذين يسوؤون ويفسدون ومع ذلك إن الحيوانات غير الناطقة لأنها في خدمة الإنسان وتحت سلطانه تشترك معه في عواقب خطاياه وتشترك معه أيضاً في بركات الفداء لأن الإنسان عندما يتعلم مخافة الرب يتعلم أيضاً الرفق بكل خلائقه فلا يعذبها ولا يأخذ حياتها بلا سبب. فإن الصديق يراعي نفس بهيمته (أمثال ١٢: ١٠ ورومية ٨: ١٩ – ٢٣).

وهذه النبوءة منها ما تمّ ومنها ما هو جارٍ إتمامه في عصرنا الحاضر فإن الديانة المسيحية آخذة في الامتداد في كل العالم والسلطة على قلوب البشر فإن التغييرات التي حدثت منذ عصر الإصلاح إلى الآن تنبئنا بإتمام ما قيل هنا في العصور الآتية (القواعد السنية وجه ١٣٢).

لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ (ع ٩) الفاعل عام أي لا أحد يسود ولا يُفسد.

جَبَلِ قُدْسِي جبل صهيون المستعار هنا لملكوت المسيح.

مَعْرِفَةِ ٱلرَّبِّ أي معرفة قلبية وهي تشتمل على الخبر وتصديقه والإدراك والقبول والطاعة والإيمان والمحبة القلبية للفادي الذي هو بهاء مجد الله ورسم جوهره والذي عنده هذه المعرفة لا يريد أن يسوء ولا يفسد وحين تمتلئ الأرض من هذه المعرفة تتم هذه المواعيد.

كَمَا تُغَطِّي ٱلْمِيَاهُ ٱلْبَحْرَ نبوءة بأن هذه المعرفة تمتد في كل الأرض وبين جميع الناس فلا يبقى أحد لا يعرف الرب.

أَصْلَ يَسَّى (ع ١٠) الغصن الذي نبت من أصوله (ع ١).

رَايَةً لِلشُّعُوبِ تجتمع حوله الشعوب.

إِيَّاهُ أي أصل يسى أي المسيح.

تَطْلُبُ ٱلأُمَمُ المبشرون يطلبون الأمم غالباً. ولكن معنى هذه النبوءة أنه من فعل الروح في قلوبهم يطلبون هم الخلاص بالمسيح. وفي عصرنا كان الوثنيون في جزائر صندويج يطلبون المبشر فيجتمعون في بيته قبلما يقوم صباحاً ويأتون من أماكن بعيدة ويستنظرونه على الطريق ويتركون أعمالهم حتى يسمعوا كلام الله ويطلبون بلجاجة أن يعتمدوا وينضموا إلى الكنيسة المسيحية.

مَحَلُّهُ أي مسكنه.

مَجْداً أي يكون المسيح كملك جالس على كرسيه وجميع الأمم عند قدميه يخضعون له. ومسكن المسيح المجيد هو الكنيسة.

١١ «وَيَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَنَّ ٱلسَّيِّدَ يُعِيدُ يَدَهُ ثَانِيَةً لِيَقْتَنِي بَقِيَّةَ شَعْبِهِ، ٱلَّتِي بَقِيَتْ مِنْ أَشُّورَ وَمِنْ مِصْرَ وَمِنْ فَتْرُوسَ وَمِنْ كُوشَ وَمِنْ عِيلاَمَ وَمِنْ شِنْعَارَ وَمِنْ حَمَاةَ وَمِنْ جَزَائِرِ ٱلْبَحْرِ».

ص ٢: ١١ زكريا ١٠: ١٠

وَيَكُونُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أي العصر الإنجيلي وهو من مجيء المسيح الأول إلى مجيئه الثاني.

ثَانِيَةً أما المرة الأولى التي بها مدّ الله يده لإنقاذهم فهي حين حررهم من عبودية مصر ومما يُسند هذا التفسير ع ١٥ و١٦ ففيهما ذكر النبي بحر مصر وقوة ريحه ويوم صعوده من أرض مصر ليقتني بقية شعبه والأمر الجوهري هو رجوع البقية إلى إلههم.

فَتْرُوسَ هي مصر العليا.

كُوشَ هي بلاد الحبش.

عِيلاَمَ هي بلاد الفرس.

شِنْعَارَ هي سهل بابل.

جَزَائِرِ ٱلْبَحْرِ أي ممالك في عبر البحر والمقصود كل ممالك العالم.

١٢ «وَيَرْفَعُ رَايَةً لِلأُمَمِ، وَيَجْمَعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ، وَيَضُمُّ مُشَتَّتِي يَهُوذَا مِنْ أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ ٱلأَرْضِ».

يوحنا ٧: ٣٥ ويعقوب ١: ١

وَيَرْفَعُ رَايَةً لِلأُمَمِ المسيح هو الراية (ع ١٠) والأمم سيقبلون المسيح أولاً ثم اليهود (رومية ١١: ١١ – ٢٧).

وَيَجْمَعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ أي وإن كانوا مشتتين في أقطار الأرض ومرفوضين سيضمون إلى شعب الله وحضن كنيسته من هذه المحلات المذكورة آنفاً التي هي كناية عن محلات تشتتهم في كل زمان ومكان في العالم وبقية شعبه المختارون سيُظهر الله لهم رحمته في الأيام الأخيرة.

١٣ «فَيَزُولُ حَسَدُ أَفْرَايِمَ، وَيَنْقَرِضُ ٱلْمُضَايِقُونَ مِنْ يَهُوذَا. أَفْرَايِمُ لاَ يَحْسِدُ يَهُوذَا، وَيَهُوذَا لاَ يُضَايِقُ أَفْرَايِمَ».

إرميا ٣: ١٨ وحزقيال ٣٧: ١٦ و١٧ و٢٢ وهوشع ١: ١١

فَيَزُولُ حَسَدُ أَفْرَايِمَ أفرايم هنا كناية عن مملكة الأسباط العشرة التي التظت حروب كثيرة بينها وبين مملكة يهوذا. وأفرايم ويهوذا هنا كناية عن ملكوت الله المنظور ومصالحتهما كناية عما سيعمّ كل الكنيسة في العصر المجيد الذي أشار إليه النبي (ع ٩).

١٤ «وَيَنْقَضَّانِ عَلَى أَكْتَافِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ غَرْباً، وَيَنْهَبُونَ بَنِي ٱلْمَشْرِقِ مَعاً. يَكُونُ عَلَى أَدُومَ وَمُوآبَ ٱمْتِدَادُ يَدِهِمَا، وَبَنُو عَمُّونَ فِي طَاعَتِهِمَا».

دانيال ١١: ٤١ ص ٦٠: ١٤

وَيَنْقَضَّانِ أفرايم ويهوذا اللذان لا يتحاربان بل يتحدان في محاربة أعدائهما.

أَكْتَافِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ أي أطراف الفلسطينيين ولا سيما الحدب من جبال يهوذا إلى سهول الفلسطينيين المسمى بالعبراني الشفيلة (يشوع ٩: ١ ساحل البحر) وهذه النبوءة لم تتم ولا يمكن أنها تتم حرفياً لأن الأمم المذكورين ليسوا موجودين ولا يكون مجد ملكوت المسيح بالحروب الجسدية بل بالسلام فالحروب المشار إليها حروب روحية تُقام على الشرور. وإخضاع الممالك يكون بإقناعهم بالمحبة وإظهار الحق وانضمامهم إلى شعب الله. والفلسطينيون كناية عن أعداء الكنيسة أجمعين.

١٥ «وَيُبِيدُ ٱلرَّبُّ لِسَانَ بَحْرِ مِصْرَ، وَيَهُزُّ يَدَهُ عَلَى ٱلنَّهْرِ بِقُوَّةِ رِيحِهِ، وَيَضْرِبُهُ إِلَى سَبْعِ سَوَاقٍ، وَيُجِيزُ فِيهَا بِٱلأَحْذِيَةِ».

زكريا ١٠: ١١ ورؤيا ١٦: ١٢

وَيُبِيدُ ٱلرَّبُّ لِسَانَ بَحْرِ مِصْرَ يداخل لفداء شعبه كما داخل حين أخرجهم من أرض مصر. ولسان بحر مصر الخليج الذي اجتازه الإسرائيليون.

ٱلنَّهْرِ أي الفرات.

وَيَضْرِبُهُ إِلَى سَبْعِ سَوَاقٍ أي يقسمه حتى يكون عبوره على غاية السهولة. والمعنى أن الله يزيل كل ما يحول دون فداء شعبه ورجوعهم إلى الكنيسة من الصعوبات كما أزال الصعوبات من أمامهم في القديم وقد مثل لذلك بحادثتين عظيمتين وهما شق البحر الأحمر وانفلاق مياه الأردن وعبور بني إسرائيل على اليابسة.

١٦ «وَتَكُونُ سِكَّةٌ لِبَقِيَّةِ شَعْبِهِ ٱلَّتِي بَقِيَتْ مِنْ أَشُّورَ، كَمَا كَانَ لإِسْرَائِيلَ يَوْمَ صُعُودِهِ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ».

ص ١٩: ٢٣ خروج ١٤: ٢٩ وص ٥١: ١٠ و٦٣: ١٢ و١٣

وَتَكُونُ سِكَّةٌ لِبَقِيَّةِ شَعْبِهِ أي يكون الطريق ممهداً لرجوع الشعب. قلنا أن هذه الآيات (ع ١١ – ١٦) نبوءة بما سيكون في العصر المسيحي من دعوة الأمم ورجوع اليهود إلى الكنيسة لأن التفسير الحرفي يستلزم وجود فلسطين وبني المشرق وأدوم وموآب وبني عمون ويستلزم أيضاً معجزات كالتي أجراها الله قديماً على أيدي أنبيائه وتمهيد سكة مخصوصة لرجوع اليهود من الأراضي المذكورة آنفاً ولكن عدم إتمام هذه النبوءة إتماماً حرفياً وتشتت شمل اليهود في جميع بلدان العالم يحملاننا أن نعتبر هذا الرجوع روحياً. ومما يزيد هذا التفسير إثباتاً مطابقته لأحوال أخرى في الكتاب المقدس ولا سيما ما ورد في الإنجيل من أن اليهود لم يزالوا بعيدين عن التمتع في راحة كنيسة شعب الله.

فوائد للوعاظ

صفات المسيح باعتبار كونه ملكاً (ع ١ – ٥).

  1. إنه يعرف جميع الناس معرفة كاملة قلبية.
  2. إنه عادل في قضائه وليس عنده محاباة بل اليتيم والأرملة والفقير عنده كالغني والقوي.
  3. إنه ينشئ السلام ولا يمكن السلام في القلب ولا في البيت ولا في المملكة إن لم يكن مؤسساً على المسيح.
  4. إنه يحب جميع الناس ويجذب إليه الجميع.

العصر الذهبي الحقيقي (ع ٦ – ١٦)

هذا العصر يمتاز بما يأتي:

  1. عموم المعرفة.
  2. عموم العدل والبر.
  3. عموم المحبة والسلام.
  4. إظهار قوة الرب للخلاص. فلا بد من تتميم هذه المواعيد كلها.
السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى