سفر أيوب

سفر أيوب | 33 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر أيوب 

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ وَٱلثَّلاَثُونَ

مضمونه (١) مقدمة ع ١ – ٧ فيها طلب أليهو من أيوب أن يسمع كلامه لأنه إنسان مثله (٢) ع ٨ – ١٢ رد على ما قاله أيوب إن الله حسبه عدواً له (٣) ع ١٣ – ٢٨ أثبت إن الله يكلم الناس بواسطة الأحلام والآلام والرسل (٤) ع ٢٩ – ٣٣ طلب من أيوب أن يجاوب وإلا فليستمع.

١ – ٧ «١ وَلٰكِنِ ٱسْمَعِ ٱلآنَ يَا أَيُّوبُ أَقْوَالِي، وَٱصْغَ إِلَى كُلِّ كَلاَمِي. ٢ هَئَنَذَا قَدْ فَتَحْتُ فَمِي. لِسَانِي نَطَقَ فِي حَنَكِي. ٣ اِسْتِقَامَةُ قَلْبِي كَلاَمِي وَمَعْرِفَةُ شَفَتَيَّ هُمَا تَنْطِقَانِ بِهَا خَالِصَةً. ٤ رُوحُ ٱللّٰهِ صَنَعَنِي وَنَسَمَةُ ٱلْقَدِيرِ أَحْيَتْنِي. ٥ إِنِ ٱسْتَطَعْتَ فَأَجِبْنِي. أَحْسِنِ ٱلدَّعْوَى أَمَامِي. اِنْتَصِبْ. ٦ هَئَنَذَا حَسَبَ قَوْلِكَ عِوَضاً عَنِ ٱللّٰهِ. أَنَا أَيْضاً مِنَ ٱلطِّينِ جُبِلْتُ. هُوَذَا هَيْبَتِي لاَ تُرْهِبُكَ وَجَلاَلِي لاَ يَثْقُلُ عَلَيْكَ».

ص ٦: ٢٨ و٢٧: ٤ و٣٦: ٤ ص ١٠: ٣ و٣٢: ٨ ص ٢٧: ٣ ع ٣٢ انظر ص ١٤: ٩

خاطب أيوب باسمه بخلاف ما عمل الأصحاب الثلاثة وأشار إلى أهمية الكلام الآتي.

اِسْتِقَامَةُ قَلْبِي كَلاَمِي (ع ٣) كان أيوب طلب أن يسمع الكلام المستقيم (٦: ٢٥).

رُوحُ ٱللّٰهِ (ع ٤) (انظر ٣٢: ٨).

حَسَبَ قَوْلِكَ عِوَضاً عَنِ ٱللّٰهِ أَنَا (ع ٦) كان أيوب طلب المصالحة بينه وبين الله (٩: ٣٣).

٨ – ١٢ «٨ إِنَّكَ قَدْ قُلْتَ فِي مَسَامِعِي، وَصَوْتَ أَقْوَالِكَ سَمِعْتُ. ٩ قُلْتَ: أَنَا بَرِيءٌ بِلاَ ذَنْبٍ. زَكِيٌّ أَنَا وَلاَ إِثْمَ لِي. ١٠ هُوَذَا يَطْلُبُ عَلَيَّ عِلَلَ عَدَاوَةٍ. يَحْسِبُنِي عَدُوّاً لَهُ. ١١ وَضَعَ رِجْلَيَّ فِي ٱلْمِقْطَرَةِ. يُرَاقِبُ كُلَّ طُرُقِي. ١٢ هَا إِنَّكَ فِي هٰذَا لَمْ تُصِبْ. أَنَا أُجِيبُكَ. لأَنَّ ٱللّٰهَ أَعْظَمُ مِنَ ٱلإِنْسَانِ».

ص ٦: ١٠ و٩: ٢١ و١٠: ٧ و١٣: ١٨ و١٦: ١٧ ص ٧: ٢١ و١٣: ٢٣ و١٤: ١٧ ص ١٠: ١٤ ص ١٣: ٢٤ ص ١٣: ٢٧

أَنَا بَرِيءٌ قال أيوب (كامل أنا) (٩: ٢١) «فِي عِلْمِكَ أَنِّي لَسْتُ مُذْنِباً» (١٠: ٧) «لاَ ظُلْمَ فِي يَدِي» (١٦: ١٧) «لأَنَّهُ يَعْرِفُ طَرِيقِي. إِذَا جَرَّبَنِي أَخْرُجُ كَٱلذَّهَبِ» (٢٣: ١٠) «حَتَّى أُسْلِمَ ٱلرُّوحَ لاَ أَعْزِلُ كَمَالِي عَنِّي» (٢٧: ٥).

هُوَذَا يَطْلُبُ عَلَيَّ عِلَلَ عَدَاوَةٍ (ع ١٠) إن أقوال أيوب تنسب لله عداوة «لٰكِنَّكَ كَتَمْتَ هٰذِهِ فِي قَلْبِكَ» (١٠: ١٣) «لِمَاذَا تَحْجُبُ وَجْهَكَ وَتَحْسِبُنِي عَدُوّاً لَكَ» (١٣: ٢٤) «فَجَعَلْتَ رِجْلَيَّ فِي ٱلْمِقْطَرَةِ وَلاَحَظْتَ جَمِيعَ مَسَالِكِي» (١٣: ٢٧) «تَحَوَّلْتَ إِلَى جَافٍ مِنْ نَحْوِي. بِقُدْرَةِ يَدِكَ تَضْطَهِدُنِي» (٣٠: ١٢) وجواب أليهو (ع ١٢) «لأَنَّ ٱللّٰهَ أَعْظَمُ مِنَ ٱلإِنْسَانِ» فلا يليق أن نشكه.

١٣ – ٢٣ «١٣ لِمَاذَا تُخَاصِمُهُ؟ لأَنَّ كُلَّ أُمُورِهِ لاَ يُجَاوِبُ عَنْهَا. ١٤ لٰكِنَّ ٱللّٰهَ يَتَكَلَّمُ مَرَّةً، وَبِٱثْنَتَيْنِ لاَ يُلاَحِظُ ٱلإِنْسَانُ. ١٥ فِي حُلْمٍ فِي رُؤْيَا ٱللَّيْلِ، عِنْدَ سُقُوطِ سُبَاتٍ عَلَى ٱلنَّاسِ، فِي ٱلنُّعَاسِ عَلَى ٱلْمَضْجَعِ. ١٦ حِينَئِذٍ يَكْشِفُ آذَانَ ٱلنَّاسِ وَيَخْتِمُ عَلَى تَأْدِيبِهِمْ، ١٧ لِيُحَوِّلَ ٱلإِنْسَانَ عَنْ عَمَلِهِ وَيَكْتُمَ ٱلْكِبْرِيَاءَ عَنِ ٱلرَّجُلِ ١٨ لِيَمْنَعَ نَفْسَهُ عَنِ ٱلْحُفْرَةِ وَحَيَاتَهُ مِنَ ٱلزَّوَالِ بِحَرْبَةِ ٱلْمَوْتِ. ١٩ أَيْضاً يُؤَدَّبُ بِٱلْوَجَعِ عَلَى مَضْجَعِهِ، وَمُخَاصَمَةُ عِظَامِهِ دَائِمَةٌ، ٢٠ فَتَكْرَهُ حَيَاتُهُ خُبْزاً وَنَفْسُهُ ٱلطَّعَامَ ٱلشَّهِيَّ. ٢١ فَيَبْلَى لَحْمُهُ عَنِ ٱلْعَيَانِ وَتَنْبَرِي عِظَامُهُ فَلاَ تُرَى، ٢٢ وَتَقْرُبُ نَفْسُهُ إِلَى ٱلْقَبْرِ وَحَيَاتُهُ إِلَى ٱلْمُمِيتِينَ. ٢٣ إِنْ وُجِدَ عِنْدَهُ مُرْسَلٌ، وَسِيطٌ وَاحِدٌ مِنْ أَلْفٍ لِيُعْلِنَ لِلإِنْسَانِ ٱسْتِقَامَتَهُ».

ص ٤٠: ٢ وإشعياء ٤٥: ٩ ع ٢٩ وص ٤٠: ٥ ومزمور ٦٢: ١١ ع ١٥ – ١٨ وص ٤: ١٢ – ١٧ ص ٣٦: ١٠ و١٥ ع ٢٢ و٢٤ و٢٨ و٣٠ انظر ص ١٥: ٢٢ ص ٣٠: ١٧ ص ٣: ٢٤ و٦: ٧ ومزمور ١٠٧: ١٨ ص ١٦: ٨ ص ١٩: ٢٠ ومزمور ٢٢: ١٧ ع ١٨ و٢٨ تكوين ٤٠: ٨

لاَ يُجَاوِبُ عَنْهَا (١) إن الله لا يجاوب لأنه أعظم من الإنسان فليس مضطراً أن يجاوبه (٢) لأن الإنسان لا يقدر أن يفهم كل ما يعمله الله (٣) لأن الله يريد أن يمتحن إيمان الإنسان وكل أمور الله عدل وحق وهو يعامل الإنسان بالحكمة والمحبة فعلى الإنسان أن يصدق ذلك وإن كان لا يقدر أن يفهمه. ومع ذلك يتنازل الله ويكلّم الإنسان مرة وباثنتين أي مرات كثيرة وأما الإنسان فلا يلاحظ (ع ١٤). وذكر أليهو أولاً الأحلام التي بها كان الله يكلم الناس في القديم (انظر تكوين ٢٠: ٣).

وَيَخْتِمُ عَلَى تَأْدِيبِهِمْ (ع ١٦) والختم (١) للتأكيد كالختم على حوالة يُعرف به إن الكتابة للممضي (٢) للطبع فإنه على الختم نقش صورة أو كتابة وتحت الختم شمع ذائب يأخذ من الختم الصورة أو الكتابة المنقوشة. (٣) للحفظ فإن المكتوب المختوم لا يُفتح دون علم صاحبه. والله يختم على تأديب الناس بالمعنى (١) إن التأديب منه (٢) إن الإنسان إذا استفاد كما يجب من التأديب تنطبع عليه صورة خالقه (٣) إن أثمار الروح كالمحبة والفرح والسلام الخ لا تُنزع منه.

لِيُحَوِّلَ ٱلإِنْسَانَ (ع ١٧ و١٨) غاية الله من مخاطبة الإنسان منعه عن الشرور وحفظه من عقابها.

أَيْضاً يُؤَدَّبُ بِٱلْوَجَعِ (ع ١٩) ذكر أليهو أولاً أن الله يكلم الإنسان في حلم (ع ١٥) وذكر أيضاً أنه يكلمه بالوجع. ظن الأصحاب الثلاثة إن أوجاع أيوب علامة غضب الله وأما أليهو فبيّن لهم إن الأوجاع قد تكون تأديباً وعلامة محبة الله وغايتها الخلاص لا الهلاك فبذلك امتاز كلام أليهو عن كلامهم.

مُخَاصَمَةُ عِظَامِهِ دَائِمَةٌ (ع ١٩) شبّه الوجع بعدوّ يخاصم الإنسان فلا يتركه نهاراً أو ليلاً.

تَنْبَرِي عِظَامُهُ فَلاَ تُرَى (ع ٢١) أي تتلاشى وفي القول مبالغة حائرة والمعنى الضعف الكلي. وبعضهم يستشهدون (إشعياء ٥٣: ٢) «لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ، وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ» أي من ضعفه نشمئز من النظر إليه.

ٱلْمُمِيتِينَ (ع ٢٢) الملائكة المرسلون من الله ليهلكوا الناس (٢صموئيل ٢٤: ١٦) «بَسَطَ ٱلْمَلاَكُ يَدَهُ عَلَى أُورُشَلِيمَ لِيُهْلِكَهَا» و(مزمور ٧٨: ٤٩) «أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ (المصريين) حُمُوَّ غَضَبِهِ جَيْشَ مَلاَئِكَةٍ أَشْرَارٍ».

مُرْسَلٌ (ع ٢٣) يقول بعضهم إن المرسل ملاك وهو واحد من ألف لأنه أحد الملائكة الكثيرين من قبل الله كالأنبياء (انظر حجي ١: ١٣) «فَقَالَ حَجَّي رَسُولُ ٱلرَّبِّ بِرِسَالَةِ ٱلرَّبِّ لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ الخ» و(ملاخي ٢: ٧) «لأَنَّ شَفَتَيِ ٱلْكَاهِنِ تَحْفَظَانِ مَعْرِفَةً، وَمِنْ فَمِهِ يَطْلُبُونَ ٱلشَّرِيعَةَ لأَنَّهُ رَسُولُ رَبِّ ٱلْجُنُودِ» والمرسل كل من يعود المريض بعناية الله ويعزيه ويدربه بكلام الله والوسيط هو من يكلم الناس عن الله بالوعظ والإنذار ويكلم الله عن الناس بالصلاة لأجلهم. وكان أليهو مرسلاً ووسيطاً من الله إلى أيوب وقال إنه واحد من ألف (ع ٢٣) على سبيل الافتخار كأنه ليس في الألف مثله إلا واحد أو على سبيل التواضع إذ عند الله ألف رسول وأكثر من ألف وهو أحدهم فقط وهذا الأرجح. وفي القول إشارة إلى يسوع المسيح الوسيط بين الله والإنسان وهو «أَبْرَعُ جَمَالاً مِنْ بَنِي ٱلْبَشَرِ» (مزمور ٤٥: ٢٠) و «مُعْلَمٌ بَيْنَ رَبْوَةٍ» (نشيد الأنشاد ٥: ١٠). ولكن لم يكن هذا بفكر أليهو.

لِيُعْلِنَ لِلإِنْسَانِ ٱسْتِقَامَتَهُ أي الاستقامة الواجبة عليه وخطيئته بعدم الاستقامة وفي العهد الجديد يُعلن بر المسيح الكامل.

٢٤ – ٢٨ «٢٤ يَتَرَأَّفُ عَلَيْهِ وَيَقُولُ: أُطْلِقُهُ عَنِ ٱلْهُبُوطِ إِلَى ٱلْحُفْرَةِ، قَدْ وَجَدْتُ فِدْيَةً. ٢٥ يَصِيرُ لَحْمُهُ أغض (أَنْضَرَ) مِنْ لَحْمِ ٱلصَّبِيِّ وَيَعُودُ إِلَى أَيَّامِ شَبَابِهِ. ٢٦ يُصَلِّي إِلَى ٱللّٰهِ فَيَرْضَى عَنْهُ، وَيُعَايِنُ وَجْهَهُ بِهُتَافٍ فَيَرُدُّ عَلَى ٱلإِنْسَانِ بِرَّهُ. ٢٧ يُغَنِّي بَيْنَ ٱلنَّاسِ فَيَقُولُ: قَدْ أَخْطَأْتُ وَعَوَّجْتُ ٱلْمُسْتَقِيمَ وَلَمْ أُجَازَ عَلَيْهِ. ٢٨ فَدَى نَفْسِي مِنَ ٱلْعُبُورِ إِلَى ٱلْحُفْرَةِ، فَتَرَى حَيَاتِيَ ٱلنُّورَ».

ع ١٨ و٢٨ وإشعياء ٣٨: ١٧ ص ٣٦: ١٨ ومزمور ٤٩: ٧ ص ٢٢: ٢٧ و٣٤: ٢٨ ص ٢٢: ٢٦ ص ٨: ١١ و٢صموئيل ١٢: ١٣ ولوقا ١٥: ٢١ رومية ٦: ٢١ انظر ص ٢٢: ٢٨

في هذه الآيات خلاصة الكلام السابق. تكلم الله أولاً في حلم (ع ١٥) وثانياً بالتأديب بالمرض (ع ١٩) وثالثاً بمرسل (ع ٢٣) وبالنتيجة ينتبه الإنسان ويتوب فيترأف الله عليه ويحفظه من الهبوط إلى الحفرة.

قَدْ وَجَدْتُ فِدْيَةً هذا قول الله والفدية توبة المريض أو تأديبه الوافي أو الصلاة لأجله وكل فدية مبنية على فدية المسيح غير أن القدماء لم يعرفوا هذا الأمر تمام المعرفة.

أغض (أَنْضَرَ) مِنْ لَحْمِ ٱلصَّبِيِّ (ع ٢٥) (انظر تطهير نعمان ٢ملوك ٥: ١٤) وهنا لا شك مبالغة فإن الخاطي ولو تاب لا يرجع إلى أيام شبابه والصحة المتأخرة والمال المبذر لا يرجعان. (انظر نبأ داود بعد قتله أوريا ٢صموئيل ١٢: ٧ – ١٥) «قَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: ٱلرَّبُّ أَيْضاً قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ» وقال أيضاً «لاَ يُفَارِقُ ٱلسَّيْفُ بَيْتَكَ» وقال داود في (مزمور ٣٢: ١) «طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ» لأنه يفرح بالغفران والرجوع إلى رضا الله مع أنه لا ينجو من عواقب خطيئته.

وَيُعَايِنُ وَجْهَهُ (ع ٢٦) لأنه رضي عنه. قال فم الذهب إن الذين يعاينون وجه الله وهو راض عنهم يذوقون أفراح السماء وهم على الأرض.

فَيَرُدُّ عَلَى ٱلإِنْسَانِ بِرَّهُ الأرجح أن «بره» هو بر الإنسان الذي فقده لما أخطأ ويرده الله عليه حينما يتوب فيغفر له خطاياه ويقبله كأنه بار كما كان قبلما أخطأ.

يُغَنِّي بَيْنَ ٱلنَّاسِ (ع ٢٧) أشار إلى فرح الخاطي عندما يتوب ويرجع إلى الله وينال الغفران فيجب أن يذيع الخبر بين الناس (مزمور ٦٦: ١٦) «هَلُمَّ ٱسْمَعُوا فَأُخْبِرَكُمْ يَا كُلَّ ٱلْخَائِفِينَ ٱللّٰهَ بِمَا صَنَعَ لِنَفْسِي».

وَلَمْ أُجَازَ عَلَيْهِ هو عكس ما كان أيوب قاله (١٦: ١٤ – ١٧) «يَقْتَحِمُنِي… مَعَ أَنَّهُ لاَ ظُلْمَ فِي يَدِي» وأما كل من يشعر بعظمة خطاياه كما يجب يقول مع داود (مزمور ١٠٣: ١٠) «لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَا، وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثَامِنَا».

فَتَرَى حَيَاتِيَ ٱلنُّورَ (ع ٢٨) نور هذا العالم بخلاف ظلمة الحفرة (مزمور ٥٦: ١٣) «نَجَّيْتَ نَفْسِي مِنَ ٱلْمَوْتِ. نَعَمْ، وَرِجْلَيَّ مِنَ ٱلزَّلَقِ، لِكَيْ أَسِيرَ قُدَّامَ ٱللّٰهِ فِي نُورِ ٱلأَحْيَاءِ» ونقول بمعنى أوسع مما كان يفكر أليهو إن الله يقيم الأموات بالخطايا ويحييهم بالمسيح ليسيروا مع الأحياء في الروح.

٢٩ – ٣٣ «٢٩ هُوَذَا كُلُّ هٰذِهِ يَفْعَلُهَا ٱللّٰهُ مَرَّتَيْنِ وَثَلاَثاً بِٱلإِنْسَانِ، ٣٠ لِيَرُدَّ نَفْسَهُ مِنَ ٱلْحُفْرَةِ، لِيَسْتَنِيرَ بِنُورِ ٱلأَحْيَاءِ. ٣١ فَٱصْغَ يَا أَيُّوبُ وَٱسْتَمِعْ لِي. اُنْصُتْ فَأَنَا أَتَكَلَّمُ. ٣٢ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ كَلاَمٌ فَأَجِبْنِي. تَكَلَّمْ. فَإِنِّي أُرِيدُ تَبْرِيرَكَ. ٣٣ وَإِلاَّ فَٱسْتَمِعْ أَنْتَ لِي. اُنْصُتْ فَأُعَلِّمَكَ ٱلْحِكْمَةَ».

أفسس ١: ١١ وفليمون ٢: ١٣ ع ١٨

مَرَّتَيْنِ وَثَلاَثاً أي مرات كثيرة وغاية الله في تأديب الإنسان خلاص نفسه فيأتي به إلى حافة القبر لئلا يهبط في حفرة أعمق منه فالتأديب علامة محبة الله (رؤيا ٣: ١٩).

فَإِنِّي أُرِيدُ تَبْرِيرَكَ (ع ٣٢) لم يرد أليهو أن يظلمه أو يحكم عليه بعجلة بل أراد أن يسمع كل ما عنده من الحجج وأراد أن يتبرر أيوب ولو أصبح هو غالطاً.

وَإِلاَّ فَٱسْتَمِعْ (ع ٣٣) استمع الكلام الآتي.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى