سفر أيوب | 25 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر أيوب
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ وَٱلْعِشْرُونَ
مضمونه خطاب بلدد الثالث وهو آخر خِطب الأصحاب الثلاثة وهو مختصر إذ ليس لبلدد حجة يدفع بها ما ذكره أيوب من جهة مجازاة الله في هذا العالم ولكنه لم يقدر أن يترك البحث بلا اعتراض على ثقة أيوب ببره وطعنه في عدل الله ولم يذكر في خطابه إلا ما كان ذكره سابقاً والأصحاب الثلاثة عدلوا عن الكلام مع أنهم لم يعدلوا عن اعتقادهم من جهة أيوب.
١ – ٦ «١ فَأَجَابَ بِلْدَدُ ٱلشُّوحِيُّ: ٢ ٱلسُّلْطَانُ وَٱلْهَيْبَةُ عِنْدَهُ. هُوَ صَانِعُ ٱلسَّلاَمِ فِي أَعَالِيهِ. ٣ هَلْ مِنْ عَدَدٍ لِجُنُودِهِ، وَعَلَى مَنْ لاَ يُشْرِقُ نُورُهُ؟ ٤ فَكَيْفَ يَتَبَرَّرُ ٱلإِنْسَانُ عِنْدَ ٱللّٰهِ، وَكَيْفَ يَزْكُو مَوْلُودُ ٱلْمَرْأَةِ؟ ٥ هُوَذَا نَفْسُ ٱلْقَمَرِ لاَ يُضِيءُ، وَٱلْكَوَاكِبُ غَيْرُ نَقِيَّةٍ فِي عَيْنَيْهِ. ٦ فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ ٱلإِنْسَانُ ٱلرِّمَّةُ وَٱبْنُ آدَمَ ٱلدُّودُ».
ص ٩: ٤ و٣٦: ٥ و٢٢ و٣٧: ٢٣ و٤٢: ٢ ص ١٦: ١٩ و٣١: ٢ انظر ص ١٦: ١٣ ص ٤: ١٧ و٩: ٢ ص ١٤: ٤ ص ٢١: ٢٦ ص ١٥: ١٥ انظر ص ٧: ١٧ ص ١٧: ١٤
أَعَالِيهِ (ع ٢) السماء هي مسكن الله. والله يصنع السلام في أعاليه إذ يسكن العواصف والرعود وهو ضابط الكل «ٱلنَّارُ وَٱلْبَرَدُ، ٱلثَّلْجُ وَٱلضَّبَابُ، ٱلرِّيحُ ٱلْعَاصِفَةُ ٱلصَّانِعَةُ كَلِمَتَهُ،» (مزمور ١٤٨: ٨). ولعله أشار إلى سقوط الملائكة الذين لم يحفظوا رئاستهم (يهوذا ١: ٦ ورؤيا ١٢: ٧).
جُنُودِهِ (ع ٣) (إشعياء ٤٠: ٢٦) النجوم أو الملائكة لأن القدماء تصوروا النجوم إنها ذات حياة وإنها كناية عن الملائكة (إشعياء ٢٤: ٢١).
نُورُهُ نور الشمس (مزمور ١٩: ٦) والمعنى إن عمل الله في كل مكان وكل إنسان.
فَكَيْفَ يَتَبَرَّرُ ٱلإِنْسَانُ (ع ٤) (انظر ٤: ١٧ و١٥: ١٤) وبكلامه هذا وبخ أيوب على قوله «بِخَطَوَاتِهِ ٱسْتَمْسَكَتْ رِجْلِي. حَفِظْتُ طَرِيقَهُ الخ» (٢٣: ١١).
ٱلرِّمَّةُ… ٱلدُّودُ (ع ٦) الرمة العظم البالي وتشير إلى فساد طبيعة الإنسان والدود يشير إلى ضعف الإنسان وحقارته. والفائدة من هذا الأصحاح هي إن من ينظر إلى السموات وهي عمل الله يشعر بضعفه وعدم استحقاقه أمام الله فلا يليق بأيوب أن يحكم على الله بأنه لا ينتبه أو لا يعمل بالعدل.
السابق |
التالي |