سفر أيوب

سفر أيوب | 17 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر أيوب 

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ عَشَرَ

تكملة جواب أيوب لأليفاز.

١ – ٩ «١ رُوحِي تَلِفَتْ. أَيَّامِي ٱنْطَفَأَتْ. إِنَّمَا ٱلْقُبُورُ لِي. ٢ لَوْلاَ ٱلْمُخَاتِلُونَ عِنْدِي وَعَيْنِي تَبِيتُ عَلَى مُشَاجَرَاتِهِمْ. ٣ كُنْ ضَامِنِي عِنْدَ نَفْسِكَ. مَنْ هُوَ ٱلَّذِي يُصَفِّقُ يَدِي؟ ٤ لأَنَّكَ مَنَعْتَ قَلْبَهُمْ عَنِ ٱلْفِطْنَةِ. لأَجْلِ ذٰلِكَ لاَ تَرْفَعُهُمُ. ٥ ٱلَّذِي يُسَلِّمُ ٱلأَصْحَابَ لِلسَّلْبِ تَتْلَفُ عُيُونُ بَنِيهِ. ٦ أَوْقَفَنِي مَثَلاً لِلشُّعُوبِ وَصِرْتُ لِلْبَصْقِ فِي ٱلْوَجْهِ. ٧ كَلَّتْ عَيْنِي مِنَ ٱلْحُزْنِ وَأَعْضَائِي كُلُّهَا كَٱلظِّلِّ. ٨ يَتَعَجَّبُ ٱلْمُسْتَقِيمُونَ مِنْ هٰذَا وَٱلْبَرِيءُ يَقُومُ عَلَى ٱلْفَاجِرِ. ٩ أَمَّا ٱلصِّدِّيقُ فَيَسْتَمْسِكُ بِطَرِيقِهِ وَٱلطَّاهِرُ ٱلْيَدَيْنِ يَزْدَادُ قُوَّةً».

ع ٦ وص ١٢: ٤ ومزمور ٨٨: ٣ و٤ مزمور ١١٩: ١٢٢ وإشعياء ٣٨: ١٤ انظر ص ١٢: ٢٠ لاويين ١٩: ١٣ و١٦ ص ١١: ٢٠ ع ٢ ص ٣: ١٠ ص ١٦: ١٦ ص ١٦: ٨ ص ٢٢: ١٩ أمثال ٤: ١٨ ص ٢٢: ٣٠ و٣١: ٧

رُوحِي حياته الجسدية. والجمع «قبور» بمعنى مكان القبور أي المقبرة.

لَوْلاَ ٱلْمُخَاتِلُونَ عِنْدِي (ع ٢) جملة غير كاملة ولعل المعنى لولا المخاتلون عندي كانت عيني تبيت مستريحة وأما الآن فعلى مشاجراتكم. وإن أصحاب أيوب مخاتلين لأنهم وعدوه بطول حياته والرجوع إلى الله إذا تاب واعترف بخطيئته. ومشاجراتهم هي مقاومتهم لأيوب وللحق.

كُنْ ضَامِنِي (ع ٣) طلب أيوب من الله أن يبرره في المستقبل ويكون ضامنه بذلك في الزمان الحاضر. وهنا تلميح إلى الأقنوم الثاني في اللاهوت لأن أيوب طلب من الله أن يكون ضامنه عند الله (عبرانيين ٧: ٢٢) «صَارَ يَسُوعُ ضَامِناً لِعَهْدٍ أَفْضَلَ».

يُصَفِّقُ يَدِي يكون ضامني ما في الجملة السابقة (أمثال ٦: ١) «يَا ٱبْنِي، إِنْ ضَمِنْتَ صَاحِبَكَ، إِنْ صَفَّقْتَ كَفَّكَ لِغَرِيبٍ».

لأَنَّكَ مَنَعْتَ (ع ٤) هذا جواب سؤال أيوب أي أن أصحابه لا يضمنونه لأن الله منعهم عن الفطنة «ولكنه يعطيها لكل من يطلبها بنية مخلصة» (يعقوب ١: ٥).

لاَ تَرْفَعُهُمُ لا تقبلهم (٤٢: ٧ و٨).

ٱلَّذِي يُسَلِّمُ ٱلأَصْحَابَ (ع ٥) ملحوظة عمومية وأشار بها خصوصاً إلى أصدقائه الذين سلموا صاحبهم أيوب للتعيير والاحتقار كأنهم سلبوا صيته.

أَوْقَفَنِي (ع ٦) الله أوقفه.

مَثَلاً لِلشُّعُوبِ ذاع خبر مصائبه بين جميع الناس ففهموا منها إن الله رفضه بسبب خطاياه.

كَٱلظِّلِّ (ع ٧) من الهزال.

ٱلْمُسْتَقِيمُونَ (ع ٨) كان يرجو أنهم يتحزبون له عندما يسمعون خبره وينتهض البريء على الفاجر.

أَمَّا ٱلصِّدِّيقُ (ع ٩) يتمسك بطريقه وإن كان الأشرار ينجحون والأبرار يتعبون وإن كان لا يفهم معاملة الله له ويزداد أيضاً قوة بواسطة امتحان إيمانه. وليس في أقوال أيوب قول واضح وأعلى من هذا يشير إلى إيمانه الثابت بالله وهو ظهور الشمس لحظة من الزمان في يوم غائم وماطر.

١٠ – ١٦ «١٠ وَلٰكِنِ ٱرْجِعُوا كُلُّكُمْ وَتَعَالَوْا فَلاَ أَجِدُ فِيكُمْ حَكِيماً. ١١ أَيَّامِي قَدْ عَبَرَتْ. مَقَاصِدِي، إِرْثُ قَلْبِي قَدِ ٱنْتَزَعَتْ. ١٢ يَجْعَلُونَ ٱللَّيْلَ نَهَاراً، نُوراً قَرِيباً لِلظُّلْمَةِ. ١٣ إِذَا رَجَوْتُ ٱلْهَاوِيَةَ بَيْتاً لِي وَفِي ٱلظَّلاَمِ مَهَّدْتُ فِرَاشِي، ١٤ وَقُلْتُ لِلْقَبْرِ: أَنْتَ أَبِي وَلِلدُّودِ: أَنْتَ أُمِّي وَأُخْتِي ١٥ فَأَيْنَ إِذاً آمَالِي؟ آمَالِي مَنْ يُعَايِنُهَا! ١٦ تَهْبِطُ إِلَى مَغَالِيقِ ٱلْهَاوِيَةِ إِذْ تَرْتَاحُ مَعاً فِي ٱلتُّرَابِ».

ص ١٢: ٢ انظر ٧: ٦ انظر ص ٣: ١٣ ص ٧: ٥ و١٣: ٢٨ و٣٠: ١٨ و٣٠ ص ٢١: ٢٦ و٢٥: ٦ انظر ص ٧: ٦ ص ٣: ١٧ و٢١: ٣٣

ٱرْجِعُوا كُلُّكُمْ لم يرجُ أن أصحابه يفيدونه بشيء وإن رجعوا إلى الكلام.

أَيَّامِي قَدْ عَبَرَتْ (ع ١١) انقطع رجاؤه في الحياة وانتزعت مقاصده وهي إرث قلبه أي مقاصد خارجة من قلبه وهي عزيزة كأملاك موروثة من الآباء.

يَجْعَلُونَ ٱللَّيْلَ نَهَاراً (ع ١٢) حاول أصحابه أن يجعلوا ليل الضيقات نهار فرح وبأقوالهم الكاذبة وعدوهُ بأن النور قريب للظلمة التي هو فيها أي إن الفرج يأتيه عن قريب.

فَأَيْنَ إِذاً آمَالِي (ع ١٥) كرّر لفظة آمالي للتشديد فإن آمال أيوب ليست كآمال أصحابه فإن آمالهم أنه يرجع إلى الله بالتوبة فيرجع الله إليه ويشفيه ويرد له الخيرات التي خسرها وأما آمال أيوب فليست إلا الهاوية والظلام.

مَنْ يُعَايِنُهَا من يعاين الخيرات التي وعده أصحابه بها أي إن هذه المواعيد لا تنجز أبداً.

تَهْبِطُ إِلَى مَغَالِيقِ ٱلْهَاوِيَةِ (ع ١٦) مغاليق أبواب الهاوية التي منها يدخل كل بشر ولا يرجع أحدٌ منها فآمال أصحاب أيوب الكاذبة تكون للعدم كإنسان نزل إلى الهاوية ولا يمكن أن يصعد.

تَرْتَاحُ مَعاً في الترجمة السبعينية ما معناه «تنزل معي إلى التراب».

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى