سفر أيوب

سفر أيوب | 10 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر أيوب 

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلْعَاشِرُ

تكملة جواب أيوب لبلدد. وذكر أيوب الله أنه خالقه وكوّنته يداه وذكر عناية الله به كل أيامه إذ منحه حياة ورحمة وذكر ظنه أن الله لما خلقه قصد سراً عذابه وهلاكه ولكنه كتم ذلك في قلبه وبالختام كرّر كلامه الأول أنه كان خير له لو لم يولد.

١ – ٧ «١ قَدْ كَرِهَتْ نَفْسِي حَيَاتِي. أُسَيِّبُ شَكْوَايَ. أَتَكَلَّمُ فِي مَرَارَةِ نَفْسِي ٢ قَائِلاً لِلّٰهِ: لاَ تَسْتَذْنِبْنِي. فَهِّمْنِي لِمَاذَا تُخَاصِمُنِي! ٣ أَحَسَنٌ عِنْدَكَ أَنْ تَظْلِمَ، أَنْ تَرْذُلَ عَمَلَ يَدَيْكَ، وَتُشْرِقَ عَلَى مَشُورَةِ ٱلأَشْرَارِ؟ ٤ أَلَكَ عَيْنَا بَشَرٍ، أَمْ كَنَظَرِ ٱلإِنْسَانِ تَنْظُرُ؟ ٥ أَأَيَّامُكَ كَأَيَّامِ ٱلإِنْسَانِ، أَمْ سِنُوكَ كَأَيَّامِ ٱلرَّجُلِ ٦ حَتَّى تَبْحَثَ عَنْ إِثْمِي وَتُفَتِّشَ عَلَى خَطِيَّتِي؟ ٧ فِي عِلْمِكَ أَنِّي لَسْتُ مُذْنِباً، وَلاَ مُنْقِذَ مِنْ يَدِكَ».

انظر ص ٧: ١٦ انظر ص ٧: ١١ ص ٩: ٢٩ ص ٩: ٢٢ – ٣٤ و١٦: ١١ و١٩: ٦ و٢٨: ٢ ع ٨ وص ١٤: ١٥ ومزمور ١٣٨: ٨ وإشعياء ٦٤: ٨ ص ٢١: ١٦ و٢٢: ١٨ ص ٢٨: ٢٤ و٣٤: ٢١ و١صموئيل ١٦: ٧ ص ٣٦: ٢٦ ص ١٤: ١٦ ص ٩: ٢١ و١٣: ١٨ ص ٩: ١٢ و٢٣: ١٣ و٢٧: ٢٢

لاَ تَسْتَذْنِبْنِي (ع ٢) بمجرد الحكم المطلق فإن أيوب اعتقد أن المصائب نفسها هي حكم الله عليه وقد صدر هذا الحكم بلا بيان الخطايا التي استوجبته.

عَمَلَ يَدَيْكَ (ع ٣) الأشرار عمل يدي الله وليس الأبرار فقط ولكن الأبرار أوانٍ للكرامة يعتني الله بهم ويحبهم والأشرار أوانٍ للهوان (٢تيموثاوس ٢: ٢٠).

عَيْنَا بَشَرٍ (ع ٤) هل ينظر الله كما ينظر الناس إلى المنظر الخارجي والجسدي فيغلط كما يغلط الناس (١صموئيل ١٦: ٧).

أَيَّامِ ٱلإِنْسَانِ (ع ٥) فعلى الإنسان السرعة في كل ما يعمله وأما الله فإلى الأبد ولا يلزمه أن يحكم بالسرعة على أيوب.

أَنِّي لَسْتُ مُذْنِباً (ع ٧) فلماذا تخاصمني (ع ٢) وليس منقذ من يدك فلماذا تحكم بالسرعة.

٨ – ٢٢ «٨ يَدَاكَ كَوَّنَتَانِي وَصَنَعَتَانِي كُلِّي جَمِيعاً. أَفَتَبْتَلِعُنِي؟ ٩ اُذْكُرْ أَنَّكَ جَبَلْتَنِي كَٱلطِّينِ. أَفَتُعِيدُنِي إِلَى ٱلتُّرَابِ؟ ١٠ أَلَمْ تَصُبَّنِي كَٱللَّبَنِ وَخَثَّرْتَنِي كَٱلْجُبْنِ؟ ١١ كَسَوْتَنِي جِلْداً وَلَحْماً فَنَسَجْتَنِي بِعِظَامٍ وَعَصَبٍ. ١٢ مَنَحْتَنِي حَيَاةً وَرَحْمَةً وَحَفِظَتْ عِنَايَتُكَ رُوحِي. ١٣ لٰكِنَّكَ كَتَمْتَ هٰذِهِ فِي قَلْبِكَ. عَلِمْتُ أَنَّ هٰذَا عِنْدَكَ. ١٤ إِنْ أَخْطَأْتُ تُلاَحِظُنِي وَلاَ تُبْرِئُنِي مِنْ إِثْمِي. ١٥ إِنْ أَذْنَبْتُ فَوَيْلٌ لِي. وَإِنْ تَبَرَّرْتُ لاَ أَرْفَعُ رَأْسِي. إِنِّي شَبْعَانُ هَوَاناً وَنَاظِرٌ مَذَلَّتِي. ١٦ وَإِنِ ٱرْتَفَعَ رَأْسِي تَصْطَادُنِي كَأَسَدٍ، ثُمَّ تَعُودُ وَتَتَجَبَّرُ عَلَيَّ! ١٧ تُجَدِّدُ شُهُودَكَ تُجَاهِي وَتَزِيدُ غَضَبَكَ عَلَيَّ. مَصَائِبُ وَجَيْشٌ ضِدِّي. ١٨ فَلِمَاذَا أَخْرَجْتَنِي مِنَ ٱلرَّحِمِ؟ كُنْتُ قَدْ أَسْلَمْتُ ٱلرُّوحَ وَلَمْ تَرَنِي عَيْنٌ! ١٩ فَكُنْتُ كَأَنِّي لَمْ أَكُنْ فَأُقَادَ مِنَ ٱلرَّحِمِ إِلَى ٱلْقَبْرِ. ٢٠ أَلَيْسَتْ أَيَّامِي قَلِيلَةً؟ ٱتْرُكْ! كُفَّ عَنِّي فَأَبْتَسِمُ قَلِيلاً ٢١ قَبْلَ أَنْ أَذْهَبَ وَلاَ أَعُودَ. إِلَى أَرْضِ ظُلْمَةٍ وَظِلِّ ٱلْمَوْتِ، ٢٢ أَرْضِ ظَلاَمٍ مِثْلِ دُجَى ظِلِّ ٱلْمَوْتِ وَبِلاَ تَرْتِيبٍ، وَإِشْرَاقُهَا كَٱلدُّجَى».

انظر ع ٣ ومزمور ١١٩: ٧٣ ص ٩: ٢٢ ص ٤: ١٩ و٣٣: ٦ ص ٧: ٢١ ص ٣٣: ٤ ص ٢٣: ١٣ انظر ص ٧: ٢٠ ص ٧: ٢١ و٩: ٢٨ ع ٧ انظر ص ٦: ٢٩ إشعياء ٣٨: ١٣ ومراثي ٣: ١٠ وهوشع ١٣: ٧ ص ٥: ٩ ص ١٦: ٨ وراعوث ١: ٢١ انظر ص ٧: ١ ص ٣: ١١ – ١٣ ص ١٤: ١ انظر ص ٧: ١٩ انظر ص ٣: ١٣ – ١٩ و١٦: ٢٢ انظر ص ٧: ١٩ انظر ص ٣: ١٣ – ١٩ و١٦: ٢٢ و٢صموئيل ١٢: ٢٣ ع ٢٢ وص ٣٤: ٢٢ و٣٨: ١٧

إن الله كوّنه وأتقن عمله فيه فمن العجب أنه يهلكه كأن الفخاري صنع إناء ليكسره.

ذكر تكوينه (ع ١٠ – ١٢) من حين حُبل به إلى سن البلوغ (مزمور ١٣٩: ١٣ – ١٦) وذكر عناية الله به ورحمته وأيام راحته وسروره ولا شك في أنه ذكرها بالشكر.

هٰذِهِ (ع ١٣) أي مصائب أيوب واعتقد أيوب أن الله كان قصدها منذ الأول وكتمها في قلبه. وكلمة «هذا» في الفقرة الثانية من (ع ١٣) تشير إلى قصد الله المكتوم كما ظن أيوب وفي (ع ١٤ – ١٧) إيضاح قوله «إن هذا عندك» أي إن قصد الله أن يلاحظ إذا أخطأ ولا يبرئه من إثمه الخ.

لاَ أَرْفَعُ رَأْسِي (ع ١٥) لأن الله لا يبرره.

وَإِنِ ٱرْتَفَعَ (ع ١٦) أي رأسه.

تُجَدِّدُ شُهُودَكَ (ع ١٧) شهود الله على أيوب هي مصائبه لأنها لم تصبه لولا خطاياه.

مَصَائِبُ (نُوَب) وَجَيْشٌ نُوَب متتابعة فيتجدد الجيش على الدوام والجيش الذي يحارب أيوب هو مصائبه المتتابعة المذكورة.

لِمَاذَا أَخْرَجْتَنِي مِنَ ٱلرَّحِمِ (ع ١٨ و١٩) (انظر ١٣: ١١ – ٢٦).

أَلَيْسَتْ أَيَّامِي قَلِيلَةً (ع ٢٠) (انظر ٧: ١٦ ومزمور ٣٩: ١٣).

أَرْضِ ظُلْمَةٍ الخ (ع ٢١ و٢٢) إن الهاوية عند القدماء مكان الأموات وهي قسمان. مكان الصالحين ومكان الأشرار ومن قلة معرفتهم كانت الهاوية عندهم أرض ظلام ودجى ظل الموت وبلا ترتيب وإشراقها نورها كالدجى فكان جميع الناس وإن كانوا أتقياء يخافون منها. واليهود اعتقدوا بالقيامة ونجاة الأتقياء من الهاوية ولكن معرفتهم قليلة بالنسبة إلى تعليم العهد الجديد. وترجح أيوب بين رأيين فإنه رأى في تكوين الإنسان وتكوين العالم ما يدل على قوة الله وحكمته وجودته وتذكر عناية الله به الخاصة من أول حياته ولكنه نظر أيضاً إلى آلامه وأحزانه مع أنه كان مجتهداً في إتمام كل واجباته الدينية والأدبية كل حياته واستنتج من ذلك أن الله يفرح بالشر وإنه خلق أيوب ليعذبه. وأخيراً ترجّح عنده الرأي الأول أي أن الله صالح وعادل (١٩: ٢٥).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى