سفر أستير

سفر أستير | 07 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر أستير

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ

١ – ١٠ «١ فَجَاءَ ٱلْمَلِكُ وَهَامَانُ لِيَشْرَبَا عِنْدَ أَسْتِيرَ ٱلْمَلِكَةِ. ٢ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لأَسْتِيرَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّانِي أَيْضاً عِنْدَ شُرْبِ ٱلْخَمْرِ: مَا هُوَ سُؤْلُكِ يَا أَسْتِيرُ ٱلْمَلِكَةُ فَيُعْطَى لَكِ وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ؟ وَلَوْ إِلَى نِصْفِ ٱلْمَمْلَكَةِ تُقْضَى. ٣ فَأَجَابَتْ أَسْتِيرُ ٱلْمَلِكَةُ: إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ، وَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ ٱلْمَلِكِ، فَلْتُعْطَ لِي نَفْسِي بِسُؤْلِي وَشَعْبِي بِطِلْبَتِي. ٤ لأَنَّنَا قَدْ بِعْنَا أَنَا وَشَعْبِي لِلْهَلاَكِ وَٱلْقَتْلِ وَٱلإِبَادَةِ. وَلَوْ بِعْنَا عَبِيداً وَإِمَاءً لَكُنْتُ سَكَتُّ، مَعَ أَنَّ ٱلْعَدُوَّ لاَ يُعَوِّضُ عَنْ خَسَارَةِ ٱلْمَلِكِ. ٥ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ أَحْشَوِيرُوشُ لأَسْتِيرَ ٱلْمَلِكَةِ: مَنْ هُوَ وَأَيْنَ هُوَ هٰذَا ٱلَّذِي يَتَجَاسَرُ بِقَلْبِهِ عَلَى أَنْ يَعْمَلَ هٰكَذَا؟ ٦ فَقَالَتْ أَسْتِيرُ: هُوَ رَجُلٌ خَصْمٌ وَعَدُوٌّ! هٰذَا هَامَانُ ٱلرَّدِيءُ. فَٱرْتَاعَ هَامَانُ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ وَٱلْمَلِكَةِ. ٧ فَقَامَ ٱلْمَلِكُ بِغَيْظِهِ عَنْ شُرْبِ ٱلْخَمْرِ إِلَى جَنَّةِ ٱلْقَصْرِ، وَوَقَفَ هَامَانُ لِيَتَوَسَّلَ عَنْ نَفْسِهِ إِلَى أَسْتِيرَ ٱلْمَلِكَةِ لأَنَّهُ رَأَى أَنَّ ٱلشَّرَّ قَدْ أُعِدَّ عَلَيْهِ مِنْ قِبَلِ ٱلْمَلِكِ. ٨ وَلَمَّا رَجَعَ ٱلْمَلِكُ مِنْ جَنَّةِ ٱلْقَصْرِ إِلَى بَيْتِ شُرْبِ ٱلْخَمْرِ، وَهَامَانُ مُتَوَاقِعٌ عَلَى ٱلسَّرِيرِ ٱلَّذِي كَانَتْ أَسْتِيرُ عَلَيْهِ، قَالَ ٱلْمَلِكُ: هَلْ أَيْضاً يَكْبِسُ ٱلْمَلِكَةَ فِي ٱلْبَيْتِ؟ وَلَمَّا خَرَجَتِ ٱلْكَلِمَةُ مِنْ فَمِ ٱلْمَلِكِ غَطَّوْا وَجْهَ هَامَانَ. ٩ فَقَالَ حَرْبُونَا، وَاحِدٌ مِنَ ٱلْخِصْيَانِ ٱلَّذِينَ بَيْنَ يَدَيِ ٱلْمَلِكِ: هُوَذَا ٱلْخَشَبَةُ أَيْضاً ٱلَّتِي عَمِلَهَا هَامَانُ لِمُرْدَخَايَ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِٱلْخَيْرِ نَحْوَ ٱلْمَلِكِ قَائِمَةٌ فِي بَيْتِ هَامَانَ، ٱرْتِفَاعُهَا خَمْسُونَ ذِرَاعاً. فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: ٱصْلِبُوهُ عَلَيْهَا. ١٠ فَصَلَبُوا هَامَانَ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ ٱلَّتِي أَعَدَّهَا لِمُرْدَخَايَ. ثُمَّ سَكَنَ غَضَبُ ٱلْمَلِكِ».

ص ٥: ٦ و٩: ١٢ ص ٥: ٣ ص ٥: ٨ و٨: ٥ ص ٣: ٩ ص ٣: ١٣ ص ٣: ١٠ ص ١: ١٢ ص ١: ٥ ص ١: ٦ ص ٥: ١٤ ص ٢: ٢٢ مزمور ٧: ١٦ و٩٤: ٢٣ ع ٧ و٨

اجتمع الثلاثة أي الملك والملكة وهامان ليأكلوا ويشربوا ويفرحوا ولكن أفكار كل منهم مضطربة أما الملك فلأن ثقته بوزيره زالت وأما هامان فلأنه خجل مما كان قد وقع له وخاف على مستقبله وأما الملكة فلأنها ستذكر طلبتها للملك.

لأَنَّنَا قَدْ بِعْنَا (ع ٤) (انظر ٣: ٩).

لاَ يُعَوِّضُ عَنْ خَسَارَةِ ٱلْمَلِكِ أي خسارة الملك في إبادة اليهود. ولا شك في أن اليهود كانوا أحسن رعايا الملك نظراً لسلوكهم وحذاقتهم في العمل.

قال الملك (ع ٥) من هو الذي يتجاسر على أن يعمل هكذا ولعله نسي أمره بإهلاك اليهود (٣: ١٢ – ١٥) كأن إبادة ألوف من الرجال والنساء والأولاد وسلب أملاكهم أمرٌ زهيد وأقلّ اعتباراً من أكله وشربه. قالت الملكة (ع ٦) هذا هامان الرديء وكلامها الشديد وتسميتها العدوّ باسمه أثر في الملك تأثيراً عظيماً. وقول الملك (ع ٨) هل يكبس الملكة معي يدل على شدة غيظه. وأما هامان فكان يتوسل إلى الملكة أن ترحمه ولما خرجت هذه الكلمة من فم الملك أو كما يفهم بعضهم لما خرجت من الملك كلمة الأمر بقتل هامان غطوا وجهه استعداداً لقتله فصلبوه على الخشبة التي كان قد أعدها لمردخاي وهكذا بحث عن حتفه بظلفه وعلى هامته هبط ظلمه (مزمور ٧: ١٦).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى