سفر أستير

سفر أستير | 06 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر أستير

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ

١ – ١٤ «١ فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ طَارَ نَوْمُ ٱلْمَلِكِ، فَأَمَرَ بِأَنْ يُؤْتَى بِسِفْرِ تِذْكَارِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ فَقُرِئَتْ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ. ٢ فَوُجِدَ مَكْتُوباً مَا أَخْبَرَ بِهِ مُرْدَخَايُ عَنْ بِغْثَانَا وَتَرَشَ خَصِيَّيِ ٱلْمَلِكِ حَارِسَيِ ٱلْبَابِ ٱللَّذَيْنِ طَلَبَا أَنْ يَمُدَّا أَيْدِيَهُمَا إِلَى ٱلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ. ٣ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: أَيَّةُ كَرَامَةٍ وَعَظَمَةٍ عُمِلَتْ لِمُرْدَخَايَ لأَجْلِ هٰذَا؟ فَقَالَ غِلْمَانُ ٱلْمَلِكِ ٱلَّذِينَ يَخْدِمُونَهُ: لَمْ يُعْمَلْ مَعَهُ شَيْءٌ. ٤ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: مَنْ فِي ٱلدَّارِ؟ وَكَانَ هَامَانُ قَدْ دَخَلَ دَارَ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ ٱلْخَارِجِيَّةَ لِيُكَلِّمَ ٱلْمَلِكَ أَنْ يُصْلَبَ مُرْدَخَايُ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ ٱلَّتِي أَعَدَّهَا لَهُ. ٥ فَقَالَ غِلْمَانُ ٱلْمَلِكِ لَهُ: هُوَذَا هَامَانُ وَاقِفٌ فِي ٱلدَّارِ. فَقَالَ ٱلْمَلِكُ: لِيَدْخُلْ. ٦ وَلَمَّا دَخَلَ هَامَانُ قَالَ لَهُ ٱلْمَلِكُ: مَاذَا يُعْمَلُ لِرَجُلٍ يُسَرُّ ٱلْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ؟ فَقَالَ هَامَانُ فِي قَلْبِهِ: مَنْ يُسَرُّ ٱلْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ أَكْثَرَ مِنِّي؟ ٧ فَقَالَ هَامَانُ لِلْمَلِكِ: إِنَّ ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي يُسَرُّ ٱلْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ ٨ يَأْتُونَ بِٱللِّبَاسِ ٱلسُّلْطَانِيِّ ٱلَّذِي يَلْبِسُهُ ٱلْمَلِكُ، وَبِالْفَرَسِ ٱلَّذِي يَرْكَبُهُ، ٱلْمَلِكُ وَبِتَاجِ ٱلْمُلْكِ ٱلَّذِي يُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، ٩ وَيُدْفَعُ ٱللِّبَاسُ وَٱلْفَرَسُ لِرَجُلٍ مِنْ رُؤَسَاءِ ٱلْمَلِكِ ٱلأَشْرَافِ، وَيُلْبِسُونَ ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي سُرَّ ٱلْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ وَيُرَكِّبُونَهُ عَلَى ٱلْفَرَسِ فِي سَاحَةِ ٱلْمَدِينَةِ، وَيُنَادُونَ قُدَّامَهُ: هٰكَذَا يُصْنَعُ لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي يُسَرُّ ٱلْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ. ١٠ فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِهَامَانَ: أَسْرِعْ وَخُذِ ٱللِّبَاسَ وَٱلْفَرَسَ كَمَا تَكَلَّمْتَ وَٱفْعَلْ هٰكَذَا لِمُرْدَخَايَ ٱلْيَهُودِيِّ ٱلْجَالِسِ فِي بَابِ ٱلْمَلِكِ! لاَ يَسْقُطْ شَيْءٌ مِنْ جَمِيعِ مَا قُلْتَهُ. ١١ فَأَخَذَ هَامَانُ ٱللِّبَاسَ وَٱلْفَرَسَ وَأَلْبَسَ مُرْدَخَايَ وَأَرْكَبَهُ فِي سَاحَةِ ٱلْمَدِينَةِ وَنَادَى قُدَّامَهُ: هٰكَذَا يُصْنَعُ لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي يُسَرُّ ٱلْمَلِكُ بِأَنْ يُكْرِمَهُ. ١٢ وَرَجَعَ مُرْدَخَايُ إِلَى بَابِ ٱلْمَلِكِ. وَأَمَّا هَامَانُ فَأَسْرَعَ إِلَى بَيْتِهِ نَائِحاً وَمُغَطَّى ٱلرَّأْسِ. ١٣ وَقَصَّ هَامَانُ عَلَى زَرَشَ زَوْجَتِهِ وَجَمِيعِ أَحِبَّائِهِ كُلَّ مَا أَصَابَهُ. فَقَالَ لَهُ حُكَمَاؤُهُ وَزَرَشُ زَوْجَتُهُ: إِذَا كَانَ مُرْدَخَايُ ٱلَّذِي ٱبْتَدَأْتَ تَسْقُطُ قُدَّامَهُ مِنْ نَسْلِ ٱلْيَهُودِ، فَلاَ تَقْدِرُ عَلَيْهِ، بَلْ تَسْقُطُ قُدَّامَهُ سُقُوطاً. ١٤ وَفِيمَا هُمْ يُكَلِّمُونَهُ وَصَلَ خِصْيَانُ ٱلْمَلِكِ وَأَسْرَعُوا لِلإِتْيَانِ بِهَامَانَ إِلَى ٱلْوَلِيمَةِ ٱلَّتِي عَمِلَتْهَا أَسْتِيرُ».

ص ٥: ٨ دانيال ٦: ١٨ ص ٢: ٢٣ و١: ٢ ص ٢: ٢١ و٢٢ ص ٤: ١١ و٥: ١ ص ٥: ١٤ ع ٧ و٩ و١١ و١ملوك ١: ٣٣ ص ١: ١١ و٢: ١٧ تكوين ٤١: ٤٣ ص ٥: ٥ و٢صموئيل ١٥: ٣٠ ص ٥: ١٠ ص ٥: ٨

فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ (ع ١) ظهرت في هذه الحادثة عناية الله الخصوصية فإن أرق الملك كان قبلما طلب هامان أمراً من الملك بصلب مردخاي وكان قبل وليمة أستير وطلبها لأجل شعبها وكان الفصل الذي قُرئ أمام الملك ذات الفصل الذي ذكر ما كان مردخاي قد عمله لحفظ حياة الملك (٢: ٢١ و٢٢) وهكذا عملت كل الأشياء معاً لخير شعب الله. وكان علم القراءة في القديم من خصائص العلماء والأرجح أن الملك لم يكن يعرف القراءة.

فَقَالَ ٱلْمَلِكُ مَنْ فِي ٱلدَّارِ (ع ٤) في الشرق في أيام الحرّ تبتدئ أعمال الحكومة باكراً. وحضر هامان لكونه وزيراً ولأنه قصد أيضاً أن يطلب أمراً من الملك بصلب مردخاي. ومن عادات الملوك في القديم أن الملك يطلب من الوزير أو من الوزراء رأياً ثم يعمل كما يستحسن. انظر نبأ أبشالوم (٢صموئيل ١٦: ٢٠ – ١٧: ١٤) ورأي هامان وهو مفتكر أن الإكرام سيكون له هو أن الملك يكرم ذلك الرجل أعظم إكرام لأن من لبس لباس الملك وتاج الملك وركب فرسه صار كأنه ملك (١ملوك ١: ٣٣). وبموجب تركيب الجملة العبرانية التاج هو لرأس الفرس وليس لرأس راكبه وربما كان زينة مخصصة لرأس فرس الملك. ويظهر من جواب الملك (ع ١٠) أنه عرف جنس مردخاي ولعله كان قد نسي أمره بقتل اليهود (٣: ١٢ – ١٥) فالبواب صار ملكاً مدة ساعة من الزمان ثم رجع بواباً (ع ١٢) وفهم هامان نتيجة الأمر أي أن الملك كان قد انقلب ولم يعد يثق به كالعادة وعلم أنه سيسقط من مقامه ويخلفه مردخاي.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى