سفر أستير

سفر أستير | 01 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر أستير

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ

١ – ٩ «١ وَحَدَثَ فِي أَيَّامِ أَحْشَوِيرُوشَ. (هُوَ أَحْشَوِيرُوشُ ٱلَّذِي مَلَكَ مِنَ ٱلْهِنْدِ إِلَى كُوشٍ عَلَى مِئَةٍ وَسَبْعٍ وَعِشْرِينَ كُورَةً) ٢ أَنَّهُ فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ حِينَ جَلَسَ ٱلْمَلِكُ أَحْشَوِيرُوشُ عَلَى كُرْسِيِّ مُلْكِهِ ٱلَّذِي فِي شُوشَنَ ٱلْقَصْرِ، ٣ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ مِنْ مُلْكِهِ، عَمِلَ وَلِيمَةً لِجَمِيعِ رُؤَسَائِهِ وَعَبِيدِهِ جَيْشِ فَارِسَ وَمَادِي، وَأَمَامَهُ شُرَفَاءُ ٱلْبُلْدَانِ وَرُؤَسَاؤُهَا، ٤ حِينَ أَظْهَرَ غِنَى مَجْدِ مُلْكِهِ وَوَقَارَ جَلاَلِ عَظَمَتِهِ أَيَّاماً كَثِيرَةً، مِئَةً وَثَمَانِينَ يَوْماً. ٥ وَعِنْدَ ٱنْقِضَاءِ هٰذِهِ ٱلأَيَّامِ عَمِلَ ٱلْمَلِكُ لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ ٱلْمَوْجُودِينَ فِي شُوشَنَ ٱلْقَصْرِ مِنَ ٱلْكَبِيرِ إِلَى ٱلصَّغِيرِ وَلِيمَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي دَارِ جَنَّةِ قَصْرِ ٱلْمَلِكِ، ٦ بِأَنْسِجَةٍ بَيْضَاءَ وَخَضْرَاءَ وَأَسْمَانْجُونِيَّةٍ مُعَلَّقَةٍ بِحِبَالٍ مِنْ بَزٍّ وَأُرْجُوانٍ فِي حَلَقَاتٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَعْمِدَةٍ مِنْ رُخَامٍ وَأَسِرَّةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، عَلَى مُجَزَّعٍ مِنْ بَهْتٍ وَمَرْمَرٍ وَدُرٍّ وَرُخَامٍ أَسْوَدَ. ٧ وَكَانَ ٱلسِّقَاءُ مِنْ ذَهَبٍ وَٱلآنِيَةُ مُخْتَلِفَةُ ٱلأَشْكَالِ، وَٱلْخَمْرُ ٱلْمَلِكِيُّ بِكَثْرَةٍ حَسَبَ كَرَمِ ٱلْمَلِكِ. ٨ وَكَانَ ٱلشُّرْبُ حَسَبَ ٱلأَمْرِ. لَمْ يَكُنْ غَاصِبٌ لأَنَّهُ هٰكَذَا رَسَمَ ٱلْمَلِكُ عَلَى كُلِّ عَظِيمٍ فِي بَيْتِهِ أَنْ يَعْمَلُوا حَسَبَ رِضَا كُلِّ وَاحِدٍ. ٩ وَوَشْتِي ٱلْمَلِكَةُ عَمِلَتْ أَيْضاً وَلِيمَةً لِلنِّسَاءِ فِي بَيْتِ ٱلْمُلْكِ ٱلَّذِي لِلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ».

عزرا ٤: ٦ ودانيال ٩: ١ ص ٨: ٩ ص ٩: ١٦ نحميا ١: ١ ص ٢: ١٨ ص ٧: ٧ و٨ حزقيال ٢٣: ٤١ وعاموس ٦: ٤ ص ٢: ١٨

أَحْشَوِيرُوشُ وهو زركيش بن داريوس ملك من السنة ٤٨٥ إلى السنة ٤٦٥ ق.م. وهو المذكور في (عزرا ٤: ٦). وفي السنة الثانية من ملكه حارب المصريين الذين كانوا قد عصوا أباه وأخضعهم. وفي السنة الثالثة أولم الوليمة المذكورة في (١: ٣) وبعد ذلك حارب اليونانيين فاندحر أسطوله وجيشه فرجع إلى قصره وسلّم نفسه للسكر والخلاعة وكانت أعماله بجهالة كجهالة الولد. وفي السنة السابعة تزوج أستير (٢: ١٦) وفي السنة الثالثة عشرة أمر بإهلاك اليهود (٣: ١٢) وزمان ملكه كله عشرون سنة.

كُوشٍ المشار إليها هنا جنوبي مصر وتحتوي على نوبيا وكردوفان وشمالي الحبش. وكانت مملكة الفرس في زمان داريوس هستسبيس وابنه زركسيس في أوج عظمتها.

مِئَةٍ وَسَبْعٍ وَعِشْرِينَ كُورَةً قُسمت المملكة إلى ولايات لأجل سهولة الإدارة.

شُوشَنَ ٱلْقَصْرِ (ع ٢) (نحميا ١: ١) كان شوشن القصر في مدينة شوشن.

لِجَمِيعِ رُؤَسَائِهِ (ع ٣) من الأمور البديهية أنهم لم يحضروا كلهم كل أيام الوليمة. وقال هيرودوتوس إن الملك كان في ذلك الوقت يستعد للحملة على اليونانيين وقصده بهذا الاجتماع مشاورة رؤساء فارس ومادي القسمين الكبيرين في مملكته.

بِأَنْسِجَةٍ (ع ٦) أي مظلة لتقي المدعوين من حرّ الشمس.

أَسِرَّةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ أو مرصعة بذهب أو فضة.

عَلَى مُجَزَّعٍ بلاط من أبيض وأسود.

بَهْتٍ حجر أبيض يتلألأ حسناً.

حَسَبَ رِضَا كُلِّ وَاحِدٍ (ع ٨) يشرب الواحد كثيراً أو قليلاً كما يريد.

١٠ – ٢٢ «١٠ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ لَمَّا طَابَ قَلْبُ ٱلْمَلِكِ بِٱلْخَمْرِ قَالَ لِمَهُومَانَ وَبِزْثَا وَحَرْبُونَا وَبِغْثَا وَأَبَغْثَا وَزِيثَارَ وَكَرْكَسَ ٱلْخِصْيَانِ ٱلسَّبْعَةِ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَخْدِمُونَ بَيْنَ يَدَيِ ٱلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ ١١ أَنْ يَأْتُوا بِوَشْتِي ٱلْمَلِكَةِ إِلَى أَمَامِ ٱلْمَلِكِ بِتَاجِ ٱلْمُلْكِ، لِيُرِيَ ٱلشُّعُوبَ وَٱلرُّؤَسَاءَ جَمَالَهَا، لأَنَّهَا كَانَتْ حَسَنَةَ ٱلْمَنْظَرِ. ١٢ فَأَبَتِ ٱلْمَلِكَةُ وَشْتِي أَنْ تَأْتِيَ حَسَبَ أَمْرِ ٱلْمَلِكِ عَنْ يَدِ ٱلْخِصْيَانِ. فَٱغْتَاظَ ٱلْمَلِكُ جِدّاً وَٱشْتَعَلَ غَضَبُهُ فِيهِ. ١٣ وَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِلْحُكَمَاءِ ٱلْعَارِفِينَ بِٱلأَزْمِنَةِ (لأَنَّهُ هٰكَذَا كَانَ أَمْرُ ٱلْمَلِكِ نَحْوَ جَمِيعِ ٱلْعَارِفِينَ بِٱلسُّنَّةِ وَٱلْقَضَاءِ. ١٤ وَكَانَ ٱلْمُقَرِّبُونَ إِلَيْهِ كَرْشَنَا وَشِيثَارَ وَأَدْمَاثَا وَتَرْشِيشَ وَمَرَسَ وَمَرْسَنَا وَمَمُوكَانَ، سَبْعَةَ رُؤَسَاءِ فَارِسَ وَمَادِي ٱلَّذِينَ يَرَوْنَ وَجْهَ ٱلْمَلِكِ وَيَجْلِسُونَ أَوَّلاً فِي ٱلْمُلْكِ): ١٥ حَسَبَ ٱلسُّنَّةِ، مَاذَا يُعْمَلُ بِٱلْمَلِكَةِ وَشْتِي لأَنَّهَا لَمْ تَعْمَلْ كَقَوْلِ ٱلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ عَنْ يَدِ ٱلْخِصْيَانِ؟ ١٦ فَقَالَ مَمُوكَانُ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ وَٱلرُّؤَسَاءِ: لَيْسَ إِلَى ٱلْمَلِكِ وَحْدَهُ أَذْنَبَتْ وَشْتِي ٱلْمَلِكَةُ، بَلْ إِلَى جَمِيعِ ٱلرُّؤَسَاءِ وَجَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّذِينَ فِي كُلِّ بُلْدَانِ ٱلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ. ١٧ لأَنَّهُ سَوْفَ يَبْلُغُ خَبَرُ ٱلْمَلِكَةِ إِلَى جَمِيعِ ٱلنِّسَاءِ، حَتَّى يُحْتَقَرَ أَزْوَاجُهُنَّ فِي أَعْيُنِهِنَّ عِنْدَمَا يُقَالُ إِنَّ ٱلْمَلِكَ أَحْشَوِيرُوشَ أَمَرَ أَنْ يُؤْتَى بِوَشْتِي ٱلْمَلِكَةِ إِلَى أَمَامِهِ فَلَمْ تَأْتِ. ١٨ وَفِي هٰذَا ٱلْيَوْمِ تَقُولُهُ رَئِيسَاتُ فَارِسَ وَمَادِي ٱللَّوَاتِي سَمِعْنَ خَبَرَ ٱلْمَلِكَةِ لِجَمِيعِ رُؤَسَاءِ ٱلْمَلِكِ. وَمِثْلُ ذٰلِكَ ٱحْتِقَارٌ وَغَضَبٌ. ١٩ فَإِذَا حَسُنَ عِنْدَ ٱلْمَلِكِ فَلْيَخْرُجْ أَمْرٌ مَلِكِيٌّ مِنْ عِنْدِهِ، وَلْيُكْتَبْ فِي سُنَنِ فَارِسَ وَمَادِي فَلاَ يَتَغَيَّرَ، أَنْ لاَ تَأْتِ وَشْتِي إِلَى أَمَامِ ٱلْمَلِكِ أَحْشَوِيرُوشَ، وَلْيُعْطِ ٱلْمَلِكُ مُلْكَهَا لِمَنْ هِيَ أَحْسَنُ مِنْهَا. ٢٠ فَيُسْمَعُ أَمْرُ ٱلْمَلِكِ ٱلَّذِي يُخْرِجُهُ فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ (لأَنَّهَا عَظِيمَةٌ) فَتُعْطِي جَمِيعُ ٱلنِّسَاءِ ٱلْوَقَارَ لأَزْوَاجِهِنَّ مِنَ ٱلْكَبِيرِ إِلَى ٱلصَّغِيرِ. ٢١ فَحَسُنَ ٱلْكَلاَمُ فِي أَعْيُنِ ٱلْمَلِكِ وَٱلرُّؤَسَاءِ، وَعَمِلَ ٱلْمَلِكُ حَسَبَ قَوْلِ مَمُوكَانَ. ٢٢ وَأَرْسَلَ رَسَائِلَ إِلَى كُلِّ بُلْدَانِ ٱلْمَلِكِ، إِلَى كُلِّ بِلاَدٍ حَسَبَ كِتَابَتِهَا وَإِلَى كُلِّ شَعْبٍ حَسَبَ لِسَانِهِ، لِيَكُونَ كُلُّ رَجُلٍ مُتَسَلِّطاً فِي بَيْتِهِ، وَيُتَكَلَّمَ بِذَلِكَ بِلِسَانِ شَعْبِهِ».

قضاة ١٦: ٢٥ ص ٢: ١٧ و٦: ٨ إرميا ١٠: ٧ ودانيال ٢: ٢ و١أيام ١٢: ٣٢ و١ملوك ٢٥: ١٩ ومتّى ١٨: ١٠ ص ٨: ٨ ودانيال ٦: ٨ أفسس ٥: ٢٢ وكولوسي ٣: ١٨ ص ٣: ١٢ و٨: ٩

ذكر الخصيان السبعة بأسمائهم يدل على أن كاتب السفر قد طالع سجلات الحكومة.

فَأَبَتِ (١٢) لأن الملك أمرها بما لا يليق وعندها حفظ نزاهتها وكرامتها أعظم من رضا الملك ولو أمر بقتلها.

ٱلْعَارِفِينَ بِٱلأَزْمِنَةِ (ع ١٣) طلب الملك منهم أن يشيروا عليه بما يجب أن يعمله وأسماؤهم المذكورة دليل على صدق كلام الكاتب. وهم على نوعين (١) الخبيرون في الشريعة وفي أحوال ذلك الزمان و(٢) المنجمون الذين ادّعوا بأنهم يقدرون أن يعرفوا مستقبل حياة الإنسان والواجبات المطلوبة منه بواسطة سير النجوم.

فَقَالَ مَمُوكَانُ هذا لم يعرف السنة والقضاء فقط بل طباع الملك أيضاً فأشار عليه بما يرضيه وإن كان مخالفاً للعدل والحق ومن حكمته عظّم الأمر ليظن الملك إنه لم يعمل شيئاً بالغضب والجهل بل إن الأمر أمر عظيم يهم المملكة كلها.

يتَكَلَّمَ بِذَلِكَ بِلِسَانِ شَعْبِهِ (ع ٢٢) لعل المعنى أن لغة البيت تكون لغة الرجل لا لغة امرأته إذا كان بينهما اختلاف في اللغة (انظر نحميا ١٣: ٢٤).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى