سفر نحميا | 06 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر نحميا
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ
١ – ٩ «١ وَلَمَّا سَمِعَ سَنْبَلَّطُ وَطُوبِيَّا وَجَشَمٌ ٱلْعَرَبِيُّ وَبَقِيَّةُ أَعْدَائِنَا أَنِّي قَدْ بَنَيْتُ ٱلسُّورَ وَلَمْ تَبْقَ فِيهِ ثُغْرَةٌ (عَلَى أَنِّي لَمْ أَكُنْ إِلَى ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ قَدْ أَقَمْتُ مَصَارِيعَ لِلأَبْوَابِ) ٢ أَرْسَلَ سَنْبَلَّطُ وَجَشَمٌ إِلَيَّ قَائِلَيْنِ: هَلُمَّ نَجْتَمِعُ مَعاً فِي ٱلْقُرَى فِي بُقْعَةِ أُونُو. وَكَانَا يُفَكِّرَانِ أَنْ يَعْمَلاَ بِي شَرّاً. ٣ فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِمَا رُسُلاً قَائِلاً: إِنِّي أَنَا عَامِلٌ عَمَلاً عَظِيماً فَلاَ أَقْدِرُ أَنْ أَنْزِلَ. لِمَاذَا يَبْطُلُ ٱلْعَمَلُ بَيْنَمَا أَتْرُكُهُ وَأَنْزِلُ إِلَيْكُمَا؟ ٤ وَأَرْسَلاَ إِلَيَّ بِمِثْلِ هٰذَا ٱلْكَلاَمِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، وَجَاوَبْتُهُمَا بِمِثْلِ هٰذَا ٱلْجَوَابِ. ٥ فَأَرْسَلَ إِلَيَّ سَنْبَلَّطُ بِمِثْلِ هٰذَا ٱلْكَلاَمِ مَرَّةً خَامِسَةً مَعَ غُلاَمِهِ بِرِسَالَةٍ مَنْشُورَةٍ بِيَدِهِ مَكْتُوبٌ فِيهَا: ٦ قَدْ سُمِعَ بَيْنَ ٱلأُمَمِ، وَجَشَمٌ يَقُولُ إِنَّكَ أَنْتَ وَٱلْيَهُودُ تُفَكِّرُونَ أَنْ تَتَمَرَّدُوا، لِذٰلِكَ أَنْتَ تَبْنِي ٱلسُّورَ لِتَكُونَ لَهُمْ مَلِكاً حَسَبَ هٰذِهِ ٱلأُمُورِ. ٧ وَقَدْ أَقَمْتَ أَيْضاً أَنْبِيَاءَ لِيُنَادُوا بِكَ فِي أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: فِي يَهُوذَا مَلِكٌ. وَٱلآنَ يُخْبَرُ ٱلْمَلِكُ بِهٰذَا ٱلْكَلاَمِ. فَهَلُمَّ ٱلآنَ نَتَشَاوَرُ مَعاً. ٨ فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ قَائِلاً: لاَ يَكُونُ مِثْلُ هٰذَا ٱلْكَلاَمِ ٱلَّذِي تَقُولُهُ، بَلْ إِنَّمَا أَنْتَ مُخْتَلِقُهُ مِنْ قَلْبِكَ. ٩ لأَنَّهُمْ كَانُوا جَمِيعاً يُخِيفُونَنَا قَائِلِينَ: قَدِ ٱرْتَخَتْ أَيْدِيهِمْ عَنِ ٱلْعَمَلِ فَلاَ يُعْمَلُ. فَٱلآنَ يَا إِلٰهِي شَدِّدْ يَدَيَّ».
ص ٣: ١ و٣ و١أيام ٨: ١٢ ص ٢: ١٩
سَنْبَلَّطُ (انظر ٢: ١٩ و٤: ١) وبقية الأعداد مذكورون في (٤: ٧) ولم يُذكر طوبيا في (ع ٢) ولعله هو وغيره كانوا مستعدين للهجوم على أورشليم إذا قبل نحميا دعوة سنبلّط وجشم. وأونوا هي كفرعنا الحالية للشرق من يافا وعلى بعد نحو ٧ أميال منها بقرب اللد في وادي الصناع. ولا شك في أن غاية أعدائه أن يأسروه أو يقتلوه. وعرف نحميا غايتهم.
لِمَاذَا يَبْطُلُ ٱلْعَمَلُ (ع ٣) لو قبل نحميا أن يجتمع معهم لغاب عن أورشليم ثلاثة أيام أقل ما يكون.
رِسَالَةٍ مَنْشُورَةٍ (ع ٥) قصد سنبلّط أن غلامه وغيره يقرأون الرسالة فينتشر الخبر ويخاف اليهود ويتركون العمل ويخاف نحميا أيضاً من امتداد الاضطراب بين الشعب فيلتزم أن يجتمع بأعدائه ويرد شكايتهم وإلا يظن اليهود أن الشكاية ثبتت.
قَدْ سُمِعَ في (ع ٦ و٧) مضمون الرسالة سنبلّط.
بَيْنَ ٱلأُمَمِ المحيطة والمتحدة تحت رئاسة سنبلّط.
وَجَشَمٌ يَقُولُ أي خبر مثبت بشهادة أحد المعتبرين.
لِتَكُونَ لَهُمْ مَلِكاً هذا جوهر الشكاية وظنوا أن نحميا يخاف من انتشار الخبر ووصوله إلى الملك.
نَتَشَاوَرُ مَعاً تظاهر بالمحبة ليظن نحميا أنهم يقدرون أن يساعدوه في ادحاض الكلام الكاذب واثبات الصحيح. وأما نحميا فعرف خبثهم ولم يخف منهم. فإنه كان متسلحاً بأوامر الملك وكانت كل خدمته في أورشليم بنية مخلصة وكان اتكاله على الله (ع ٨ و٩).
١٠ – ١٤ «١٠ وَدَخَلْتُ بَيْتَ شَمَعْيَا بْنِ دَلاَيَا بْنِ مَهِيطَبْئِيلَ وَهُوَ مُغْلَقٌ، فَقَالَ: لِنَجْتَمِعْ إِلَى بَيْتِ ٱللّٰهِ إِلَى وَسَطِ ٱلْهَيْكَلِ وَنُقْفِلْ أَبْوَابَ ٱلْهَيْكَلِ لأَنَّهُمْ يَأْتُونَ لِيَقْتُلُوكَ. فِي ٱللَّيْلِ يَأْتُونَ لِيَقْتُلُوكَ. ١١ فَقُلْتُ: أَرَجُلٌ مِثْلِي يَهْرُبُ؟ وَمَنْ مِثْلِي يَدْخُلُ ٱلْهَيْكَلَ فَيَحْيَا! لاَ أَدْخُلُ. ١٢ فَتَحَقَّقْتُ وَهُوَذَا لَمْ يُرْسِلْهُ ٱللّٰهُ لأَنَّهُ تَكَلَّمَ بِٱلنُّبُوَّةِ عَلَيَّ، وَطُوبِيَّا وَسَنْبَلَّطُ قَدِ ٱسْتَأْجَرَاهُ. ١٣ لأَجْلِ هٰذَا قَدِ ٱسْتُؤْجِرَ لأَخَافَ وَأَفْعَلَ هٰكَذَا وَأُخْطِئَ، فَيَكُونَ لَهُمَا خَبَرٌ رَدِيءٌ لِيُعَيِّرَانِي. ١٤ ٱذْكُرْ يَا إِلٰهِي طُوبِيَّا وَسَنْبَلَّطَ حَسَبَ أَعْمَالِهِمَا هٰذِهِ، وَنُوعَدْيَةَ ٱلنَّبِيَّةَ وَبَاقِيَ ٱلأَنْبِيَاءِ ٱلَّذِينَ يُخِيفُونَنِي».
إرميا ٣٦: ٥ ع ٦ ص ١٣: ٢٩ حزقيال ١٣: ١٧ ص ٤: ١ و٢ ص ٢: ١٠ و٤: ١ و٧ خروج ١٤: ٢٥
شَمَعْيَا لا نعرفه إلا مما ورد هنا.
وَهُوَ مُغْلَقٌ لعله لازم البيت بسبب نجاسته الشرعية ولكنه يقدر أن يهمل ذلك ويجتمع مع نحميا في بيت الله إذا أراد.
فَقُلْتُ لم يقدر نحميا أن يطيعه أولاً لأنه لا يليق بالوالي أن يهرب وثانياً لأنه لا يجوز أن يدخل الهيكل إلا الكهنة فقط (٢أيام ٢٦: ١٦ – ٢٠) وثالثاً لأن شمعيا كذّاب استأجره طوبيا وسنبلّط ليكون لهما خبر رديء فيعيّرانه (ع ١٣) ويكون خبر رديء أيضاً للكهنة وغيرهم من اليهود الأتقياء إذا دخل الهيكل وتعدّى على الناموس ليخلص نفسه من خطر (انظر مزمور ٣٨: ١٦) وهنا أول نبأ بوجود مقاومة لنحميا في داخل المدينة.
نُوعَدْيَةَ (ع ١٤) لم تُذكر إلا هنا والظاهر أن طوبيا وسنبلّط كانا قد استأجراها هي وشمعيا وغيرهما من الأنبياء. فسنبلّط وطوبيا عملا ذات العمل الذي نسباه إلى نحميا.
١٥ – ١٩ «١٥ وَكَمِلَ ٱلسُّورُ فِي ٱلْخَامِسِ وَٱلْعِشْرِينَ مِنْ أَيْلُولَ فِي ٱثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ يَوْماً. ١٦ وَلَمَّا سَمِعَ كُلُّ أَعْدَائِنَا وَرَأَى جَمِيعُ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ حَوَالَيْنَا سَقَطُوا كَثِيراً فِي أَعْيُنِ أَنْفُسِهِمْ، وَعَلِمُوا أَنَّهُ مِنْ قِبَلِ إِلٰهِنَا عُمِلَ هٰذَا ٱلْعَمَلُ. ١٧ وَأَيْضاً فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ أَكْثَرَ عُظَمَاءُ يَهُوذَا تَوَارُدَ رَسَائِلِهِمْ عَلَى طُوبِيَّا، وَمِنْ عِنْدِ طُوبِيَّا أَتَتِ ٱلرَّسَائِلُ إِلَيْهِمْ. ١٨ لأَنَّ كَثِيرِينَ فِي يَهُوذَا كَانُوا أَصْحَابَ حَلْفٍ لَهُ لأَنَّهُ صِهْرُ شَكَنْيَا بْنِ آرَحَ، وَيَهُوحَانَانُ ٱبْنُهُ أَخَذَ بِنْتَ مَشُلاَّمَ بْنِ بَرَخْيَا. ١٩ وَكَانُوا أَيْضاً يُخْبِرُونَ أَمَامِي بِحَسَنَاتِهِ، وَكَانُوا يُبَلِّغُونَ كَلاَمِي إِلَيْهِ. وَأَرْسَلَ طُوبِيَّا رَسَائِلَ لِيُخَوِّفَنِي».
ص ٤: ١ و٢ ص ٢: ١٠ و٤: ١ و٧ خروج ١٤: ٢٥
ٱثْنَيْنِ وَخَمْسِينَ يَوْماً كمل السور في وقت قصير (١) لأن العاملين كثيرون والعمل مرتّب (٢) لأن السور في بعض الأماكن لم يحتج إلى كثير من الترميم وكانت الحجارة موجودة (٣) لأن نحميا ورفقاءه كانوا يحرّضون الشعب على العمل ويشجعونهم.
سَقَطُوا كَثِيراً فِي أَعْيُنِ أَنْفُسِهِمْ (ع ١٦) لأنهم لم ينجحوا لا في الإفزاع ولا في الخداع وتأكدوا أن إله اليهود هو أعظم من آلهتهم.
أَكْثَرَ عُظَمَاءُ يَهُوذَا الخ (ع ١٧ – ١٩) كان طوبيا قد أخذ يهودية وكان بينه وبين الياشيب رئيس الكهنة قرابة (١٣: ٤) وابنه أخذ ابنة مشلام الذي كان حسب الظاهر من الكهنة (٣: ٤ و٣٠) وكان حفيد ألياشيب قد أخذ ابنة سنبلّط.
حَسَنَاتِهِ وزّع مالاً على اليهود ولعله كان بالحقيقة رشوة. والظاهر أن أكثر اليهود استحسنوا التساهل مع جيرانهم ولولا نحميا لكانوا اتفقوا مع الأمم وصاروا مثلهم في حياتهم وعبادته.
السابق |
التالي |