سفر عزرا | 04 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر عزرا
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ
١ – ٥ «١ وَلَمَّا سَمِعَ أَعْدَاءُ يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ أَنَّ بَنِي ٱلسَّبْيِ يَبْنُونَ هَيْكَلاً لِلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ، ٢ تَقَدَّمُوا إِلَى زَرُبَّابِلَ وَرُؤُوسِ ٱلآبَاءِ وَقَالُوا لَهُمْ: نَبْنِي مَعَكُمْ لأَنَّنَا نَظِيرَكُمْ نَطْلُبُ إِلٰهَكُمْ، وَلَهُ قَدْ ذَبَحْنَا مِنْ أَيَّامِ أَسَرْحَدُّونَ مَلِكِ أَشُّورَ ٱلَّذِي أَصْعَدَنَا إِلَى هُنَا. ٣ فَقَالَ لَهُمْ زَرُبَّابِلُ وَيَشُوعُ وَبَقِيَّةُ رُؤُوسِ آبَاءِ إِسْرَائِيلَ: لَيْسَ لَكُمْ وَلَنَا أَنْ نَبْنِيَ بَيْتاً لإِلٰهِنَا، وَلٰكِنَّنَا نَحْنُ وَحْدَنَا نَبْنِي لِلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ كَمَا أَمَرَنَا ٱلْمَلِكُ كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ. ٤ وَكَانَ شَعْبُ ٱلأَرْضِ يُرْخُونَ أَيْدِيَ شَعْبِ يَهُوذَا وَيُذْعِرُونَهُمْ عَنِ ٱلْبِنَاءِ. ٥ وَٱسْتَأْجَرُوا ضِدَّهُمْ مُشِيرِينَ لِيُبْطِلُوا مَشُورَتَهُمْ كُلَّ أَيَّامِ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ وَحَتَّى مُلْكِ دَارِيُوسَ مَلِكِ فَارِسَ».
ع٧: ١٠ ص ١: ١١ و٢ملوك ١٧: ٣٢ و٢ملوك ١٩: ٣٧ نحميا ٢: ٢٠ ص ١: ١ و٢ ص ٣: ٣
أَعْدَاءُ يَهُوذَا وهم أهل البلاد وكانوا من أجناس مختلفة (٢ملوك ١٧: ٢٤ – ٤١) فكان بعضهم من نسل الباقين من الإسرائيليين بعد السبي في زمان سرجون ملك أشور وكان بعضهم من نسل الذين أتى بهم ملك أشور من بابل وغيرها وأسكنهم في مدن إسرائيل وكان غيرهم من نسل الذين أصعدهم أسرحدون (ع ٢) واسنفّر (ع ١٠) وكان دينهم أيضاً مزيجاً فيه شيء من تقوى الرب وأكثره أباطيل وثنية.
يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ كناية عن بني السبي أجمعين.
تَقَدَّمُوا إِلَى زَرُبَّابِلَ (ع ٢) لأنه كان رئيس عمل البناء.
لأَنَّنَا نَظِيرَكُمْ ولكنهم لم يعرفوا حق المعرفة.
لَيْسَ لَكُمْ وَلَنَا (ع ٣) يظهر لنا لأول وهلة أن اتحاد أهل البلاد وافق من اختلافهم وكان يجب على اليهود أن يطلبوا انضمام أهل البلاد إلى شعب الله ويسجدوا للإله الحقيقي في هيكله في المدينة المقدسة ويتركوا عبادتهم الوثنية ولكن اليهود رفضوا هذا الاتحاد لأنهم عرفوا أن غاية أهل البلاد الحقيقية هي مقاومة اليهود والتسلط عليهم وظهرت هذه الغاية مما عملوا فيما بعد.
وأما اليهود فلم يقدروا أن يذكروا في كلامهم مع أهل البلاد كل ما كان بأفكارهم واكتفوا بقولهم إن الأمر ببناء الهيكل كان من الملك كورش لشعب الرب وحدهم (١: ١ و٢).
وَكَانَ شَعْبُ ٱلأَرْضِ يُرْخُونَ (ع ٤) ابتدأوا بالمقاومة فأظهروا أنهم بالحقيقة يطلبوا الرب ولا بناء بيته.
ٱسْتَأْجَرُوا ضِدَّهُمْ مُشِيرِينَ (ع ٥) في ديوان الملك. توُفي كورش السنة ٥٢٩ ق.م. وخلفه ابنه كمبيس فملك ٧ سنين وهو ملك ضعيف وشرير. وبعده ملك داريوس هستاسبيس من السنة ٥٢١ إلى ٤٨٦ ق.م. وكان ملكاً مقتدراً في الحرب والسياسة أسس مملكة فارس وأبلغها أوج مجدها وكان يعطف على اليهود.
٦ – ١٠ «٦ وَفِي مُلْكِ أَحْشَوِيرُوشَ فِي ٱبْتِدَاءِ مُلْكِهِ كَتَبُوا شَكْوَى عَلَى سُكَّانِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ. ٧ وَفِي أَيَّامِ أَرْتَحْشَسْتَا كَتَبَ بِشْلاَمُ وَمِثْرَدَاثُ وَطَبْئِيلُ وَسَائِرُ رُفَقَائِهِمْ إِلَى أَرْتَحْشَسْتَا مَلِكِ فَارِسَ. وَكِتَابَةُ ٱلرِّسَالَةِ مَكْتُوبَةٌ بِٱلأَرَامِيَّةِ وَمُتَرْجَمَةٌ بِٱلأَرَامِيَّةِ. ٨ رَحُومُ صَاحِبُ ٱلْقَضَاءِ وَشِمْشَايُ ٱلْكَاتِبُ كَتَبَا رِسَالَةً ضِدَّ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرْتَحْشَسْتَا ٱلْمَلِكِ هٰكَذَا: ٩ كَتَبَ حِينَئِذٍ رَحُومُ صَاحِبُ ٱلْقَضَاءِ وَشِمْشَايُ ٱلْكَاتِبُ وَسَائِرُ رُفَقَائِهِمَا ٱلدِّينِيِّينَ وَٱلأَفَرَسْتِكِيِّينَ وَٱلطَّرْفِلِيِّينَ وَٱلأَفْرَسِيِّينَ وَٱلأَرَكْوِيِّينَ وَٱلْبَابِلِيِّينَ وَٱلشُّوشَنِيِّينَ وَٱلدَّهْوِيِّينَ وَٱلْعِيلاَمِيِّينَ ١٠ وَسَائِرِ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ سَبَاهُمْ أُسْنَفَّرُ ٱلْعَظِيمُ ٱلشَّرِيفُ وَأَسْكَنَهُمْ مُدُنَ ٱلسَّامِرَةِ وَسَائِرِ ٱلَّذِينَ فِي عَبْرِ ٱلنَّهْرِ وَإِلَى آخِرِهِ».
أستير ١: ١ ودانيال ٩: ١ و٢ملوك ١٨: ٢٦ ودانيال ٢: ٤ ٢وملوك ١٧: ٢٤ ص ٥: ٦ و٦: ٦ ع ١١ و١٧ وص ٧: ١٢
كان أحشويروش ابن داريوس وملك ٢٠ سنة وهو المذكور في سفر أستير واشتهر في التاريخ باسم زركسيس. وكان ارتحششتا ابن أحشويروش وملك من السنة ٤٦٥ إلى ٤٢٥ ق.م.
وهنا صعوبة في التفسير فإنه قيل في (ع ٦ – ٢٣) إن شعب الأرض كتبوا شكوى على اليهود في أيام أحشويروش وارتحششتا أي بعد زمان داريوس وفي الأصحاح التالي إن زربابل ويشوع شرعا ببنيان بيت الله في السنة الثانية لداريوس (انظر أيضاً حجي ١: ١ وزكريا ١: ١) أي أن الحوادث المذكورة في الأصحاح الخامس كانت قبل المذكورة في الأصحاح الرابع فترتب الحوادث ليس ترتيباً تاريخياً. ونلاحظ أيضاً أن مقاومة رحوم ورفقائه (ص ٤) كانت لبناء أسوار أورشليم وليست لبناء الهيكل مع أن موضوع عزرا الخصوصي هو بناء الهيكل وبناء الأسوار هو موضوع نحميا ولا نعرف لأي سبب أدخل الكاتب كلامه في رسالة رحوم وغيره في غير محله التاريخي.
ويُظن أن الاسمين أحشويروش وارتحشستا هما سلاسل ملوك كفرعون في مصر فيُطلق الاسم أحشويروش على كمبيس بن كورش والاسم ارتحشستا على سمرديس الكاذب الذي ملك سبعة أشهر بعد كمبيس وقبل داريوس وهذا الظن غير مثبوت.
فالأرجح أن رسالة رحوم كُتبت بعدما صعد عزرا وجماعته من بابل إلى أورشليم في السنة السابعة لأرتحششتا (ص ٧). وفي نحميا ص ١ إن بني السبي في أورشليم كانوا وقتئذ في شر عظيم وعار وسور أورشليم منهدم. فنستنتج أن اليهود كانوا قد بنوا السور بعدما صعد عزرا وجماعته من بابل ثم قاومهم أهل البلاد وكتبوا رسائل شكوى فأتاهم أمر من الملك بتوقيف العمل فانهدم السور. ويظن بعضهم أن أهل البلاد اغتاظوا لأن اليهود هجروا نساءهم الغريبة اللواتي تزوجوهن من أهل البلاد.
واللغة من ٤: ٨ إلى ٦: ١٨ هي اللغة الأرامية ولم يترجمها الكاتب لأنه في هذا الفصل رسائل أرامية فاستحسن أن ينقلها بأحرفها الأصلية.
كَتَبَ بِشْلاَمُ الخ (ع ٧) الأرجح أنه كان رسالتان في أيام أرتحشستا الأولى من بشلام ورفقائه (ع ٧) والثانية من رحوم ورفقائه (ع ٨) والرسالة الثانية مذكورة بالتفصيل. وبشلام ومثردات وطبية أسماء أعجمية سكن أصحابها في الأرض المقدسة.
مَكْتُوبَةٌ بِٱلأَرَامِيَّةِ وَمُتَرْجَمَةٌ بِٱلأَرَامِيَّةِ أي بأحرف أرامية وباللغة الأرامية. وكانت اللغة الأرامية لغة الحكومة ولغة التجارة الأجنبية (٢ملوك ١٨: ٢٦) وهكذا دامت حتى خلفتها اللغة العربية. وكانت اللغة الأرامية لغة الترجوم بعدما صارت اللغة العبرانية غير مفهومة عند عموم الشعب.
رَحُومُ صَاحِبُ ٱلْقَضَاءِ (ع ٨) أي حاكم البلاد.
ٱلدِّينِيِّينَ الخ (ع ٩) كانوا أكثر من تسع قبائل وهذا دليل على كثرة الأجناس التي تركب منها شعب البلاد بعضها معروفة كالبابليين والشوشنيين والعيلاميين وبعضها غير معروفة. وكان ملوك بابل ينفون بعض الذين يعصون الحكومة. والشوشنيون هم من أهل شوشن عاصمة فارس (أستير ١: ٢).
أُسْنَفَّرُ ٱلْعَظِيمُ (ع ١٠) لا يرد هذا الاسم إلا هنا في العهد القديم ولا نعرف من هو المشار إليه والأرجح أنه أسر بانبال الذي ملك في أشور من السنة ٦٦٨ إلى ٦٢٦ ق.م. كان هذا ملكاً عظيماً وحارب أخاه والي بابل الذي كان قد عصاه وحارب عيلام فلعله الملك الذي نفى بعض البابليين والشوشنيين وأسكنهم مدن السامرة.
فِي عَبْرِ ٱلنَّهْرِ أي إلى جهة الغرب من نهر الفرات لأن الجهات الأربع كانت تُرى من عاصمة المملكة. ونستنتج أن الرسالة كانت من كثيرين في كل جهات سورية وجميعهم أبغضوا اليهود وخافوا تجديد قوتهم السياسية ونفوذهم ضد الملك.
إِلَى آخِرِهِ لاختصار الكلام والسلام في مقدمة الرسالة.
١١ – ١٦ «١١ هٰذِهِ صُورَةُ ٱلرِّسَالَةِ ٱلَّتِي أَرْسَلُوهَا إِلَيْهِ إِلَى أَرْتَحْشَسْتَا ٱلْمَلِكِ: عَبِيدُكَ ٱلْقَوْمُ ٱلَّذِينَ فِي عَبْرِ ٱلنَّهْرِ إِلَى آخِرِهِ. ١٢ لِيُعْلَمَ ٱلْمَلِكُ أَنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلَّذِينَ صَعِدُوا مِنْ عِنْدِكَ إِلَيْنَا قَدْ أَتَوْا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَبْنُونَ ٱلْمَدِينَةَ ٱلْعَاصِيَةَ ٱلرَّدِيئَةَ، وَقَدْ أَكْمَلُوا أَسْوَارَهَا وَرَمَّمُوا أُسُسَهَا. ١٣ لِيَكُنِ ٱلآنَ مَعْلُوماً لَدَى ٱلْمَلِكِ أَنَّهُ إِذَا بُنِيَتْ هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةُ وَأُكْمِلَتْ أَسْوَارُهَا لاَ يُؤَدُّونَ جِزْيَةً وَلاَ خَرَاجاً وَلاَ خِفَارَةً، فَأَخِيراً تَضُرُّ ٱلْمُلُوكَ. ١٤ وَٱلآنَ بِمَا إِنَّنَا نَأْكُلُ مِلْحَ دَارِ ٱلْمَلِكِ، وَلاَ يَلِيقُ بِنَا أَنْ نَرَى ضَرَرَ ٱلْمَلِكِ، لِذٰلِكَ أَرْسَلْنَا فَأَعْلَمْنَا ٱلْمَلِكَ ١٥ لِيُفَتَّشَ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ آبَائِكَ، فَتَجِدَ فِي سِفْرِ ٱلأَخْبَارِ وَتَعْلَمَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةَ مَدِينَةٌ عَاصِيَةٌ وَمُضِرَّةٌ لِلْمُلُوكِ وَٱلْبِلاَدِ، وَقَدْ عَمِلُوا عِصْيَاناً فِي وَسَطِهَا مُنْذُ ٱلأَيَّامِ ٱلْقَدِيمَةِ، لِذٰلِكَ أُخْرِبَتْ هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةُ. ١٦ وَنَحْنُ نُعْلِمُ ٱلْمَلِكَ أَنَّهُ إِذَا بُنِيَتْ هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةُ وَأُكْمِلَتْ أَسْوَارُهَا لاَ يَكُونُ لَكَ عِنْدَ ذٰلِكَ نَصِيبٌ فِي عَبْرِ ٱلنَّهْرِ».
٢أيام ٣٦: ١٣ ص ٥: ٣ و ٩ ع ٢٠
ٱلْيَهُودَ أُطلق هذا الاسم أولاً على أهل المملكة الجنوبية أي يهوذا وبنيامين ومن هنا فصاعداً يعني الاسم كما هو اليوم جميع الإسرائيليين من كل الأسباط.
ٱلْعَاصِيَةَ ٱلرَّدِيئَةَ إشارة إلى تاريخ أورشليم التي عصت ملوك أشور وبابل قديماً (ع ١٥) ولكنهم لم يعصوا ملوك فارس.
لاَ يُؤَدُّونَ جِزْيَةً وَلاَ خَرَاجاً وَلاَ خِفَارَةً (ع ١٣) معنى الألفاظ الأصلية (١) ما يدفع للملك (٢) الرسوم على التجارة وغلة الأرض للإنفاق على المحاكم المحلية (٣) الرسوم على عابري الطرق لأجل إصلاحها.
نَأْكُلُ مِلْحَ دَارِ ٱلْمَلِكِ (ع ١٤) أي كانوا في خدمة الملك ولهم مرتبات منه فلا يليق بهم أن يروا ضرر الملك وهكذا حاولوا أن يستروا غايتهم الحقيقية.
سِفْرِ أَخْبَارِ (ع ١٥) سجلات الحكومة (أستير ٢: ٢٣ و١٠: ٢).
لِلْمُلُوكِ وَٱلْبِلاَدِ أي الملوك وغيرهم من حكام البلاد الذين كانوا تحت سلطة الملك ارتحشستا.
مُنْذُ ٱلأَيَّامِ ٱلْقَدِيمَةِ إشارة إلى تمرُّد صدقيا على الملك نبوخذناصر وخراب أورشليم الناتج عن ذلك (٢أيام ٣٦).
لاَ يَكُونُ لَكَ عِنْدَ ذٰلِكَ نَصِيبٌ فِي عَبْرِ ٱلنَّهْرِ (ع ١٦) حاولوا أن يخوّفوا الملك (١) إن اليهود يصيرون محركي العصيان في الشعوب في الغرب (٢) أن تقوم مملكة عظيمة مستقلة كما في زمان ملوك يهوذا وإسرائيل.
١٧ – ٢٢ «١٧ فَأَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ جَوَاباً: إِلَى رَحُومَ صَاحِبِ ٱلْقَضَاءِ وَشَمْشَايَ ٱلْكَاتِبِ وَسَائِرِ رُفَقَائِهِمَا ٱلسَّاكِنِينَ فِي ٱلسَّامِرَةِ وَبَاقِي ٱلَّذِينَ فِي عَبْرِ ٱلنَّهْرِ. سَلاَمٌ إِلَى آخِرِهِ. ١٨ ٱلرِّسَالَةُ ٱلَّتِي أَرْسَلْتُمُوهَا إِلَيْنَا قَدْ قُرِئَتْ بِوُضُوحٍ أَمَامِي. ١٩ وَقَدْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِي أَمْرٌ فَفَتَّشُوا وَوُجِدَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةَ مُنْذُ ٱلأَيَّامِ ٱلْقَدِيمَةِ تَقُومُ عَلَى ٱلْمُلُوكِ وَقَدْ جَرَى فِيهَا تَمَرُّدٌ وَعِصْيَانٌ. ٢٠ وَقَدْ كَانَ مُلُوكٌ مُقْتَدِرُونَ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَتَسَلَّطُوا عَلَى جَمِيعِ عَبْرِ ٱلنَّهْرِ وَقَدْ أُعْطُوا جِزْيَةً وَخَرَاجاً وَخِفَارَةً. ٢١ فَٱلآنَ أَخْرِجُوا أَمْراً بِتَوْقِيفِ أُولَئِكَ ٱلرِّجَالِ فَلاَ تُبْنَى هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةُ حَتَّى يَصْدُرَ مِنِّي أَمْرٌ. ٢٢ فَٱحْذَرُوا مِنْ أَنْ تَتَهَاوَنُوا عَنْ عَمَلِ ذٰلِكَ. لِمَاذَا يَكْثُرُ ٱلضَّرَرُ لِخَسَارَةِ ٱلْمُلُوكِ؟».
نحميا ٨: ٨ و١ملوك ٤: ٢١ و١أيام ١٨: ٣ ع ١٣ وص ٧: ٢٤
قَدْ قُرِئَتْ بِوُضُوحٍ (ع ١٨) لعل الملك لم يعرف القراءة أو إنه استشار مشيريه في الأمور المشار إليها في الرسالة.
فَٱحْذَرُوا مِنْ أَنْ تَتَهَاوَنُوا (ع ٢٢) لا يقصرون لأن الملك قد أمرهم أن يعملوا ما كانوا طلبوه منه. وكان الملك خائفاً بعض الخوف من سورية لأنه في أيامه كانت حرب بينه وبين اليونانيين وانتهت الحرب السنة ٤٤٩ بمعاهدة بموجبها أخذ اليونانيون مدناً في أسيا الصغرى وبعد ذلك عصى مغابيزوس والي سورية الملك أرتحششتا والتزم الملك أن يعطي الوالي كل مطلوبه.
٢٣، ٢٤ «٢٣ حِينَئِذٍ لَمَّا قُرِئَتْ رِسَالَةُ أَرْتَحْشَسْتَا ٱلْمَلِكِ أَمَامَ رَحُومَ وَشِمْشَايَ ٱلْكَاتِبِ وَرُفَقَائِهِمَا ذَهَبُوا بِسُرْعَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى ٱلْيَهُودِ وَأَوْقَفُوهُمْ بِذِرَاعٍ وَقُوَّةٍ. ٢٤ حِينَئِذٍ تَوَقَّفَ عَمَلُ بَيْتِ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ وَكَانَ مُتَوَقِّفاً إِلَى ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ مِنْ مُلْكِ دَارِيُوسَ مَلِكِ فَارِسَ».
وهنا رجع الكلام إلى ما كان في صدده في (ع ٥) والأرجح إن ما أتى في (ع ٦ – ٢٣) كان كلاماً معترضاً غير أن كلمة «حينئذ» في (٢٣ وفي ٢٤) تدل على علاقة الكلام بما سبقه والأرجح أن ذلك من الكاتب الذي لم ينتبه إلى فحوى الكلام السابق.
السابق |
التالي |