أخبار الأيام الثاني

سفر أخبار الأيام الثاني | 36 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر أخبار الأيام الثاني

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ وَٱلثَّلاَثُونَ

١ – ٢٣ «١ وَأَخَذَ شَعْبُ ٱلأَرْضِ يَهُوآحَازَ بْنَ يُوشِيَّا وَمَلَّكُوهُ عِوَضاً عَنْ أَبِيهِ فِي أُورُشَلِيمَ. ٢ كَانَ يَهُوآحَازُ ٱبْنَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فِي أُورُشَلِيمَ، ٣ وَعَزَلَهُ مَلِكُ مِصْرَ فِي أُورُشَلِيمَ وَغَرَّمَ ٱلأَرْضَ بِمِئَةِ وَزْنَةٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ، وَبِوَزْنَةٍ مِنَ ٱلذَّهَبِ. ٤ وَمَلَّكَ مَلِكُ مِصْرَ أَلِيَاقِيمَ أَخَاهُ عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ، وَغَيَّرَ ٱسْمَهُ إِلَى يَهُويَاقِيمَ. وَأَمَّا يَهُوآحَازُ أَخُوهُ فَأَخَذَهُ نَخُو وَأَتَى بِهِ إِلَى مِصْرَ. ٥ كَانَ يَهُويَاقِيمُ ٱبْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ إِحْدَى عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ. ٦ عَلَيْهِ صَعِدَ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ وَقَيَّدَهُ بِسَلاَسِلِ نُحَاسٍ لِيَذْهَبَ بِهِ إِلَى بَابِلَ، ٧ وَأَتَى نَبُوخَذْنَصَّرُ بِبَعْضِ آنِيَةِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ إِلَى بَابِلَ وَجَعَلَهَا فِي هَيْكَلِهِ فِي بَابِلَ. ٨ وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُويَاقِيمَ وَرَجَاسَاتُهُ ٱلَّتِي عَمِلَ وَمَا وُجِدَ فِيهِ، مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. وَمَلَكَ يَهُويَاكِينُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ. ٩ كَانَ يَهُويَاكِينُ ٱبْنَ ثَمَانِي سِنِينَ حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ وَعَشَرَةَ أَيَّامٍ فِي أُورُشَلِيمَ. وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ. ١٠ وَعِنْدَ رُجُوعِ ٱلسَّنَةِ أَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ نَبُوخَذْنَصَّرُ فَأَتَى بِهِ إِلَى بَابِلَ مَعَ آنِيَةِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ ٱلثَّمِينَةِ، وَمَلَّكَ صِدْقِيَّا أَخَاهُ عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ. ١١ كَانَ صِدْقِيَّا ٱبْنَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ إِحْدَى عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. ١٢ وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ، وَلَمْ يَتَوَاضَعْ أَمَامَ إِرْمِيَا ٱلنَّبِيِّ مِنْ فَمِ ٱلرَّبِّ. ١٣ وَتَمَرَّدَ أَيْضاً عَلَى ٱلْمَلِكِ نَبُوخَذْنَصَّرَ ٱلَّذِي حَلَّفَهُ بِٱللّٰهِ وَصَلَّبَ عُنُقَهُ وَقَوَّى قَلْبَهُ عَنِ ٱلرُّجُوعِ إِلَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ، ١٤ حَتَّى أَنَّ جَمِيعَ رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشَّعْبِ أَكْثَرُوا ٱلْخِيَانَةَ حَسَبَ كُلِّ رَجَاسَاتِ ٱلأُمَمِ وَنَجَّسُوا بَيْتَ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي قَدَّسَهُ فِي أُورُشَلِيمَ. ١٥ فَأَرْسَلَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ آبَائِهِمْ إِلَيْهِمْ عَنْ يَدِ رُسُلِهِ مُبَكِّراً وَمُرْسِلاً لأَنَّهُ شَفِقَ عَلَى شَعْبِهِ وَعَلَى مَسْكَنِهِ، ١٦ فَكَانُوا يَهْزَأُونَ بِرُسُلِ ٱللّٰهِ وَرَذَلُوا كَلاَمَهُ وَتَهَاوَنُوا بِأَنْبِيَائِهِ حَتَّى ثَارَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ عَلَى شَعْبِهِ حَتَّى لَمْ يَكُنْ شِفَاءٌ. ١٧ فَأَصْعَدَ عَلَيْهِمْ مَلِكَ ٱلْكِلْدَانِيِّينَ فَقَتَلَ مُخْتَارِيهِمْ بِٱلسَّيْفِ فِي بَيْتِ مَقْدِسِهِمْ. وَلَمْ يُشْفِقْ عَلَى فَتىً أَوْ عَذْرَاءَ وَلاَ عَلَى شَيْخٍ أَوْ أَشْيَبَ، بَلْ دَفَعَ ٱلْجَمِيعَ لِيَدِهِ. ١٨ وَجَمِيعُ آنِيَةِ بَيْتِ ٱللّٰهِ ٱلْكَبِيرَةِ وَٱلصَّغِيرَةِ وَخَزَائِنِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَخَزَائِنِ ٱلْمَلِكِ وَرُؤَسَائِهِ أَتَى بِهَا جَمِيعاً إِلَى بَابِلَ. ١٩ وَأَحْرَقُوا بَيْتَ ٱللّٰهِ، وَهَدَمُوا سُورَ أُورُشَلِيمَ وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ قُصُورِهَا بِٱلنَّارِ وَأَهْلَكُوا جَمِيعَ آنِيَتِهَا ٱلثَّمِينَةِ. ٢٠ وَسَبَى ٱلَّذِينَ بَقُوا مِنَ ٱلسَّيْفِ إِلَى بَابِلَ، فَكَانُوا لَهُ وَلِبَنِيهِ عَبِيداً إِلَى أَنْ مَلَكَتْ مَمْلَكَةُ فَارِسَ، ٢١ لإِكْمَالِ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ بِفَمِ إِرْمِيَا، حَتَّى ٱسْتَوْفَتِ ٱلأَرْضُ سُبُوتَهَا، لأَنَّهَا سَبَتَتْ فِي كُلِّ أَيَّامِ خَرَابِهَا لإِكْمَالِ سَبْعِينَ سَنَةً. ٢٢ وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلأُولَى لِكُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ لأَجْلِ تَكْمِيلِ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ بِفَمِ إِرْمِيَا، نَبَّهَ ٱلرَّبُّ رُوحَ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ فَأَطْلَقَ نِدَاءً فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ وَكَذَا بِٱلْكِتَابَةِ قَائِلاً: ٢٣ هٰكَذَا قَالَ كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ، إِنَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَ ٱلسَّمَاءِ قَدْ أَعْطَانِي جَمِيعَ مَمَالِكِ ٱلأَرْضِ، وَهُوَ أَوْصَانِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتاً فِي أُورُشَلِيمَ ٱلَّتِي فِي يَهُوذَا. مَنْ مِنْكُمْ مِنْ جَمِيعِ شَعْبِهِ، ٱلرَّبُّ إِلٰهُهُ مَعَهُ وَلْيَصْعَدْ».

(انظر تفسير ٢ملوك ٢٣: ٣١ – ٣٧ وص ٢٤ و٢٥: ١ – ٢١).

والكلام في يهوذا (ع ١٤ – ١٦) كالكلام في إسرائيل (٢ملوك ١٧: ٧ – ١٨) وزيد عليه أن رؤساء الكهنة الذين كان من واجباتهم أن يعلّموا الشعب ويردوهم عن خطاياهم كانوا المتقدمين في الخيانة على الرب (حزقيال ص ٨). والرب طويل الروح وكثير الرحمة فأرسل لهم عبيده الأنبياء وجعل لهم كل الوسائل اللازمة لأجل الخلاص وأما هم فرفضوا الرحمة واختاروا الموت. وأتى أيضاً في أخبار الأيام أن السبي كان لإكمال كلام الرب بفم إرميا النبي (إرميا ٢٩: ١٠). وأتى أيضاً إن الأرض استوفت سبوتها مدة السبي وهي سبعون سنة (لاويين ٢٦: ٣٤ و٣٥) فإن اليهود من أجيال كثيرة عملوا في الأرض في السنة السابعة ولكن الرب عدّل حسابه لبنيهم في زمان السبي. ولا نقدر أن نحسب تماماً عدد السبوت المتروكة بل المعنى هو أن اليهود لم يحفظوا السنة السابعة زماناً فجزاء على ذلك سلّمهم الرب للسبي فكانت الأرض متروكة زماناً بلا فلاحة.

والعددان ٢٢ و٢٣ يأتيان أيضاً في (عزرا ١: ١ – ٣٠ انظر تفسيرهما). وربما أن كاتب سفر الأخبار لم يستحسن أن يختم سفره بكلام العقاب والخراب فزاد على كلامه الخبر بالرجوع من السبي في نهاية ٧٠ سنة.

السابق
زر الذهاب إلى الأعلى