سفر أخبار الأيام الثاني | 11 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر أخبار الأيام الثاني
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي عَشَرَ
١ – ٤ «١ وَلَمَّا جَاءَ رَحُبْعَامُ إِلَى أُورُشَلِيمَ جَمَعَ مِنْ بَيْتِ يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ مِئَةً وَثَمَانِينَ أَلْفَ مُخْتَارٍ مُحَارِبٍ لِيُحَارِبَ إِسْرَائِيلَ، لِيَرُدَّ ٱلْمُلْكَ إِلَى رَحُبْعَامَ. ٢ وَكَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ إِلَى شَمَعْيَا رَجُلِ ٱللّٰهِ ٣ قُلْ لِرَحُبْعَامَ بْنِ سُلَيْمَانَ مَلِكِ يَهُوذَا وَكُلِّ إِسْرَائِيلَ فِي يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ: ٤ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: لاَ تَصْعَدُوا وَلاَ تُحَارِبُوا إِخْوَتَكُمْ. ٱرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ، لأَنَّهُ مِنْ قِبَلِي صَارَ هٰذَا ٱلأَمْرُ. فَسَمِعُوا لِكَلاَمِ ٱلرَّبِّ وَرَجَعُوا عَنِ ٱلذَّهَابِ ضِدَّ يَرُبْعَامَ».
(انظر ١ملوك ١٢: ٢١ – ٢٤).
٥ – ١٢ «٥ وَأَقَامَ رَحُبْعَامُ فِي أُورُشَلِيمَ وَبَنَى مُدُناً لِلْحِصَارِ فِي يَهُوذَا. ٦ فَبَنَى بَيْتَ لَحْمٍ وَعِيطَامَ وَتَقُوعَ ٧ وَبَيْتَ صُورَ وَسُوكُوَ وَعَدُلاَّمَ ٨ وَجَتَّ وَمَرِيشَةَ وَزِيفَ ٩ وَأَدُورَايِمَ وَلَخِيشَ وَعَزِيقَةَ ١٠ وَصَرْعَةَ وَأَيَّلُونَ وَحَبْرُونَ ٱلَّتِي فِي يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ مُدُناً حَصِينَةً. ١١ وَشَدَّدَ ٱلْحُصُونَ وَجَعَلَ فِيهَا قُوَّاداً وَخَزَائِنَ مَأْكَلٍ وَزَيْتٍ وَخَمْرٍ ١٢ وَأَتْرَاساً فِي كُلِّ مَدِينَةٍ وَرِمَاحاً، وَشَدَّدَهَا كَثِيراً جِدّاً، وَكَانَ لَهُ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينُ».
والمدن الحصينة المذكورة هي إلى جهة الجنوب والغرب لأنه خاف من مصر. وسنرى (ص ١٢) إن الغازي أتى من مصر والمدن الحصينة لم تمنعه.
بَيْتَ لَحْمٍ (ع ٦) مدينة قديمة اسمها الأول أفراتة (تكوين ٣٥: ١٦ و١٩) لم يبنها رحبعام بل حصّنها وهي تبعد عن أورشليم نحو ٦ أميال واشتهرت لكونها مدينة داود مسقط رأس يسوع.
عِيطَامَ قرب بيت لحم وتبعد عن أورشليم نحو ٧ أميال وفيها ينبوع ماء كان منه قناة إلى أورشليم في أيام سليمان حسب قول التلمود.
تَقُوعَ تبعد عن بيت لحم ٦ أميال أقامت فيها الامرأة الحكيمة (٢صموئيل ١٤: ٢) وكانت مدينة النبي عاموس.
بَيْتَ صُورَ (ع ٧) تبعد عن حبرون نحو ٥ أميال إلى الشمال.
سُوكُوَ إلى جهة الغرب من بيت لحم وتبعد عنها نحو ١٥ ميلاً وبجوارها قتل داود جليات (١صموئيل ١٧: ١).
عَدُلاَّمَ على بعد نحو ٢٠ ميلاً من أورشليم غرباً بجنوب وبقربها المغارة التي سكنها داود ورجاله (١صموئيل ٢٢: ١).
جَتَّ (ع ٨) مدينة للفلسطينيين موقعها مجهول (١صموئيل ٦: ١٧) وصارت لإسرائيل في أيام صموئيل (١صموئيل ٧: ١٤) وفي أيام داود (١أيام ١٨: ١).
مَرِيشَةَ في بلاد يهوذا المنخفضة.
زِيفَ تبعد ٤ أميال عن حبرون إلى جهة الجنوب. إليها هرب داود من وجه شاول واختبأ فيها (١صموئيل ٢٣: ١٤).
أَدُورَايِمَ (ع ٩) تبعد عن حبرون ٥ أميال إلى الغرب.
لَخِيشَ هي منيعة جداً وموقعها على تل أخذها يشوع (يشوع ١٠: ٣٢) وهي تبعد عن أورشليم نحو ٤٠ ميلاً إلى جهة الجنوب الغربي على طريق غزة ومصر.
عَزِيقَةَ مدينة في سفلة يهوذا موقعها مجهول.
صَرْعَةَ (ع ١٠) في ساحل يهوذا أُعطيت لدان (يشوع ١٥: ٣٣) كانت مسقط رأس شمشون.
أَيَّلُونَ اسمها اليوم يالو على بعد ١٤ ميلاً إلى الغرب من أورشليم شمالي طريق يافا. كانت للاويين في سبط دان ثم دخلت في تخوم بنيامين.
حَبْرُونَ الخليل المعروفة اليوم والمذكورة كثيراً في الكتاب سكنها إبراهيم وإسحاق ويعقوب ودُفن فيها سارة وإبراهيم وإسحاق ورفقة وليئة ويعقوب وكانت من مدن الكهنة ومدن الملجإ وملك داود فيها ٧ سنين.
يَهُوذَا وَبَنْيَامِينُ عند انقسام المملكة لم يكن لرحبعام إلا يهوذا فقط (١ملوك ١٢: ٢٠) وبعد ذلك اتحد بنيامين مع يهوذا (١ملوك ١٢: ٢١) وكانت مدينة أورشليم على التخم بين يهوذا وبينامين.
١٣ – ١٧ «١٣ وَٱلْكَهَنَةُ وَٱللاَّوِيُّونَ ٱلَّذِينَ فِي كُلِّ إِسْرَائِيلَ مَثَلُوا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ جَمِيعِ تُخُومِهِمْ، ١٤ لأَنَّ ٱللاَّوِيِّينَ تَرَكُوا مَرَاعِيَهُمْ وَأَمْلاَكَهُمْ وَٱنْطَلَقُوا إِلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ، لأَنَّ يَرُبْعَامَ وَبَنِيهِ رَفَضُوهُمْ مِنْ أَنْ يَكْهَنُوا لِلرَّبِّ ١٥ وَأَقَامَ لِنَفْسِهِ كَهَنَةً لِلْمُرْتَفَعَاتِ وَلِلتُّيُوسِ وَلِلْعُجُولِ ٱلَّتِي عَمِلَ. ١٦ وَبَعْدَهُمْ جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ وَجَّهُوا قُلُوبَهُمْ إِلَى طَلَبِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ لِيَذْبَحُوا لِلرَّبِّ إِلٰهِ آبَائِهِمْ. ١٧ وَشَدَّدُوا مَمْلَكَةَ يَهُوذَا وَقَوَّوْا رَحُبْعَامَ بْنَ سُلَيْمَانَ ثَلاَثَ سِنِينَ، لأَنَّهُمْ سَارُوا فِي طَرِيقِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ ثَلاَثَ سِنِينَ».
إن الكهنة واللاويين الذين وجهوا قلوبهم إلى طلب الرب جاءوا إلى أورشليم فشددوا المملكة وقوّوا الملك. وأركان المملكة هي الأتقياء فيها وليس المدن المحصنة والخيل والمركبات والخزائن والسلاح.
لأَنَّ يَرُبْعَامَ وَبَنِيهِ رَفَضُوهُمْ (ع ١٤) (انظر ١ملوك ١٢: ٣١ – ٣٣).
تُّيُوسِ (ع ١٥) (انظر لاويين ١٧: ٧) إن سفر الملوك يذكر عبادة العجول وهنا إشارة إلى نوع آخر من العبادة الوثنية. ومن خرافاتهم أن الشياطين أخذوا أجساد تيوس.
١٨ – ٢٣ «١٨ وَاتَّخَذَ رَحُبْعَامُ لِنَفْسِهِ ٱمْرَأَةً: مَحْلَةَ بِنْتَ يَرِيمُوثَ بْنِ دَاوُدَ، وَأَبِيجَايِلَ بِنْتَ أَلِيآبَ بْنِ يَسَّى. ١٩ فَوَلَدَتْ لَهُ بَنِينَ: يَعُوشَ وَشَمَرْيَا وَزَاهَمَ ٢٠ ثُمَّ بَعْدَهَا أَخَذَ مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ، فَوَلَدَتْ لَهُ أَبِيَّا وَعَتَّايَ وَزِيزَا وَشَلُومِيثَ. ٢١ وَأَحَبَّ رَحُبْعَامُ مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ نِسَائِهِ وَسَرَارِيهِ، لأَنَّهُ اتَّخَذَ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ ٱمْرَأَةً وَسِتِّينَ سُرِّيَّةً، وَوَلَدَ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ ٱبْناً وَسِتِّينَ ٱبْنَةً. ٢٢ وَأَقَامَ رَحُبْعَامُ أَبِيَّا ٱبْنَ مَعْكَةَ رَأْساً وَقَائِداً بَيْنَ إِخْوَتِهِ لِيُمَلِّكَهُ. ٢٣ وَكَانَ فَهِيماً، وَفَرَّقَ مِنْ كُلِّ بَنِيهِ فِي جَمِيعِ أَرَاضِي يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ فِي كُلِّ ٱلْمُدُنِ ٱلْحَصِينَةِ وَأَعْطَاهُمْ زَاداً بِكَثْرَةٍ. وَطَلَبَ نِسَاءً كَثِيرَةً».
ربما هنا اقتباس من أخبار عدو الرائي عن الانتساب (١٢: ١٥).
يَرِيمُوثَ بْنِ دَاوُدَ (ع ١٨) لم يذكر هذا الاسم بين أبناء داود (١أيام ٣: ١ – ٨ و١٤: ٤ – ٧) ولعله ابن إحدى سراري داود.
بِنْتَ أَلِيآبَ بْنِ يَسَّى (١صموئيل ١٦: ٦) وربما كانت حفيدته لأن أليآب كان أخا داود الأكبر.
مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ (١٣: ٢ وانظر ١ملوك ١٥: ٢).
وَأَقَامَ رَحُبْعَامُ أَبِيَّا (ع ٢٢) الظاهر أن يعوش كان بكره (ع ١٩) فكان له الباكورة (تثنية ٢١: ١٥ – ١٧) من جهة وراثة الأملاك وأما الملك فكان أحياناً لابن أصغر كما كان سليمان وهو أصغر من أخيه أدونيا.
وَكَانَ فَهِيماً (ع ٢٣) جاهلاً في بعض أموره وفهيماً في بعضها.
وَطَلَبَ نِسَاءً كَثِيرَةً طلبهن لنفسه أو لأولاده وهذا هو الأرجح.
السابق |
التالي |