أخبار الأيام الثاني

سفر أخبار الأيام الثاني | 14 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر أخبار الأيام الثاني

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ عَشَرَ

١ – ٨ «١ ثُمَّ ٱضْطَجَعَ أَبِيَّا مَعَ آبَائِهِ فَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ آسَا ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ. فِي أَيَّامِهِ ٱسْتَرَاحَتِ ٱلأَرْضُ عَشَرَ سِنِينَ. ٢ وَعَمِلَ آسَا مَا هُوَ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ. ٣ وَنَزَعَ ٱلْمَذَابِحَ ٱلْغَرِيبَةَ وَٱلْمُرْتَفَعَاتِ، وَكَسَّرَ ٱلتَّمَاثِيلَ وَقَطَّعَ ٱلسَّوَارِيَ، ٤ وَقَالَ لِيَهُوذَا أَنْ يَطْلُبُوا ٱلرَّبَّ إِلٰهَ آبَائِهِمْ وَأَنْ يَعْمَلُوا حَسَبَ ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْوَصِيَّةِ. ٥ وَنَزَعَ مِنْ كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا ٱلْمُرْتَفَعَاتِ وَتَمَاثِيلَ ٱلشَّمْسِ، وَٱسْتَرَاحَتِ ٱلْمَمْلَكَةُ أَمَامَهُ. ٦ وَبَنَى مُدُناً حَصِينَةً فِي يَهُوذَا لأَنَّ ٱلأَرْضَ ٱسْتَرَاحَتْ وَلَمْ تَكُنْ عَلَيْهِ حَرْبٌ فِي تِلْكَ ٱلسِّنِينَ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ أَرَاحَهُ. ٧ وَقَالَ لِيَهُوذَا: لِنَبْنِ هٰذِهِ ٱلْمُدُنَ وَنُحَوِّطْهَا بِأَسْوَارٍ وَأَبْرَاجٍ وَأَبْوَابٍ وَعَوَارِضَ مَا دَامَتِ ٱلأَرْضُ أَمَامَنَا، لأَنَّنَا قَدْ طَلَبْنَا ٱلرَّبَّ إِلٰهَنَا. طَلَبْنَاهُ فَأَرَاحَنَا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ. فَبَنُوا وَنَجَحُوا. ٨ وَكَانَ لآسَا جَيْشٌ يَحْمِلُونَ أَتْرَاساً وَرِمَاحاً مِنْ يَهُوذَا، ثَلاَثُ مِئَةِ أَلْفٍ، وَمِنْ بِنْيَامِينَ مِنَ ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلأَتْرَاسَ وَيَشُدُّونَ ٱلْقِسِيَّ مِئَتَانِ وَثَمَانُونَ أَلْفاً. كُلُّ هٰؤُلاَءِ جَبَابِرَةُ بَأْسٍ».

(انظر ١ملوك ١٥: ٧ – ١٥).

ٱسْتَرَاحَتِ ٱلأَرْضُ عَشَرَ سِنِينَ (ع ١) والأسباب أولاً لأن ملك إسرائيل كان قد انكسر وخسر خسارة عظيمة في الحرب بينه وبين أبيا (١٣: ١٦ – ٢٠) وثانياً لأنه ربما كانت هنالك معاهدة بين يهوذا وآرام (١٦: ٢ و٣).

ٱلْمَذَابِحَ ٱلْغَرِيبَةَ (ع ٣) من زمان سليمان الذي بنى مرتفعة لكموش وغيره على جبل الله تجاه أورشليم.

ٱلتَّمَاثِيلَ… ٱلسَّوَارِيَ (انظر ٢ملوك ٢١: ٧ وتفسيرها).

تَمَاثِيلَ ٱلشَّمْسِ (ع ٥) حجارة منقوشة مصورة على نوع عواميد مستعملة في عبادة الشمس أو البعل.

وَبَنَى مُدُناً حَصِينَةً (ع ٦) نستنتج إن عمله هذا كان بالحكمة وموافقاً لإرادة الرب. فاتكل على الرب واستعمل الوسائل اللازمة لأجل الدفاع وحماية المملكة.

٩ – ١٥ «٩ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ زَارَحُ ٱلْكُوشِيُّ بِجَيْشٍ أَلْفِ أَلْفٍ، وَبِمَرْكَبَاتٍ ثَلاَثِ مِئَةٍ، وَأَتَى إِلَى مَرِيشَةَ. ١٠ وَخَرَجَ آسَا لِلِقَائِهِ وَٱصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ فِي وَادِي صَفَاتَةَ عِنْدَ مَرِيشَةَ. ١١ وَدَعَا آسَا ٱلرَّبَّ إِلٰهَهُ: أَيُّهَا ٱلرَّبُّ، لَيْسَ فَرْقاً عِنْدَكَ أَنْ تُسَاعِدَ ٱلْكَثِيرِينَ وَمَنْ لَيْسَ لَهُمْ قُوَّةٌ. فَسَاعِدْنَا أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُنَا لأَنَّنَا عَلَيْكَ ٱتَّكَلْنَا وَبِٱسْمِكَ قَدُمْنَا عَلَى هٰذَا ٱلْجَيْشِ. أَيُّهَا ٱلرَّبُّ أَنْتَ إِلٰهُنَا. لاَ يَقْوَ عَلَيْكَ إِنْسَانٌ. ١٢ فَضَرَبَ ٱلرَّبُّ ٱلْكُوشِيِّينَ أَمَامَ آسَا وَأَمَامَ يَهُوذَا، فَهَرَبَ ٱلْكُوشِيُّونَ. ١٣ وَطَرَدَهُمْ آسَا وَٱلشَّعْبُ ٱلَّذِي مَعَهُ إِلَى جَرَارَ، وَسَقَطَ مِنَ ٱلْكُوشِيِّينَ حَتَّى لَمْ يَكُنْ لَهُمْ حَيٌّ لأَنَّهُمُ ٱنْكَسَرُوا أَمَامَ ٱلرَّبِّ وَأَمَامَ جَيْشِهِ. فَحَمَلُوا غَنِيمَةً كَثِيرَةً جِدّاً. ١٤ وَضَرَبُوا جَمِيعَ ٱلْمُدُنِ ٱلَّتِي حَوْلَ جَرَارَ، لأَنَّ رُعْبَ ٱلرَّبِّ كَانَ عَلَيْهِمْ، وَنَهَبُوا كُلَّ ٱلْمُدُنِ لأَنَّهُ كَانَ فِيهَا نَهْبٌ كَثِيرٌ. ١٥ وَضَرَبُوا أَيْضاً خِيَامَ ٱلْمَاشِيَةِ وَسَاقُوا غَنَماً كَثِيراً وَجِمَالاً، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ».

زَارَحُ ٱلْكُوشِيُّ (ع ٩) لا نجد هذا الاسم في التواريخ. يظن بعضهم أنه من بلاد العرب لأن الاسم كوش يُطلق على ما إلى جهة الغرب من البحر الأحمر وعلى ما إلى جهة الشرق منه أيضاً ويظنون أنه لا يمكن مروره في مصر لو أتى من البلاد الواقعة إلى الجنوب منه. والأرجح أنه كان من كوش في إفريقية التي تحتوي على نوبيا وسنار وكردوفان وقسم من الحبشة (١٢: ٣) وتسلط على مصر فكان ملكاً على كوش وعلى مصر أيضاً ومتحداً مع قبائل إفريقية كاللوبيين وغيرهم (١٦: ٨).

بِجَيْشٍ أَلْفِ أَلْفٍ أي جيش عظيم جداً لا يُذكر مثله في الكتاب المقدس ولكنهم بلا نظام فانهزموا حالاً لما اعتراهم الروح من الرب.

مَرِيشَةَ إحدى المدن التي حصّنها رحبعام في جنوبي يهوذا (١١: ٨).

ٱلْكَثِيرِينَ وَمَنْ لَيْسَ لَهُمْ قُوَّةٌ (ع ١١) كان لآسا جيش من المسلحين بأتراس ورماح وقسي كلهم جبابرة بأس (ع ٨) ولكنه اتكل على الرب اتكالاً تاماً كأن ليس له شيء.

إِلَى جَرَارَ (ع ١٣) على طريق مصر تبعد نحو ٣٠ ميلاً عن مريشة و٦٠ ميلاً عن أورشليم أي كانت الهزيمة كاملة لأن رعب الرب كان عليهم.

خِيَامَ ٱلْمَاشِيَةِ (ع ١٥) أي خيام أصحاب الماشية وهذا دليل على أن المتحدين مع زارح كانوا من الرعاة ومن أهل البادية. وبعد ذلك مضى على آسا ومملكته زمان بلا حرب ولم يحارب المصريون يهوذا مدة نحو ٣٣٠ سنة أي إلى زمان يوشيا (٣٥: ٢٠).

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى