أخبار الأيام الأول

سفر أخبار الأيام الأول | 16 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر أخبار الأيام الأول

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ عَشَرَ

١ – ٣ «١ وَأَدْخَلُوا تَابُوتَ ٱللّٰهِ وَأَثْبَتُوهُ فِي وَسَطِ ٱلْخَيْمَةِ ٱلَّتِي نَصَبَهَا لَهُ دَاوُدُ، وَقَرَّبُوا مُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ أَمَامَ ٱللّٰهِ. ٢ وَلَمَّا ٱنْتَهَى دَاوُدُ مِنْ إِصْعَادِ ٱلْمُحْرَقَاتِ وَذَبَائِحِ ٱلسَّلاَمَةِ بَارَكَ ٱلشَّعْبَ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ. ٣ وَقَسَمَ عَلَى كُلِّ آلِ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَاءِ، عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ، رَغِيفَ خُبْزٍ وَكَأْسَ خَمْرٍ وَقُرْصَ زَبِيبٍ».

(انظر ٢صموئيل ٦: ١٧ – ١٩).

٤ – ٧ «٤ وَجَعَلَ أَمَامَ تَابُوتِ ٱلرَّبِّ مِنَ ٱللاَّوِيِّينَ خُدَّاماً وَلأَجْلِ ٱلتَّذْكِيرِ وَٱلشُّكْرِ وَتَسْبِيحِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ: ٥ آسَافَ ٱلرَّأْسَ وَزَكَرِيَّا ثَانِيَهُ وَيَعِيئِيلَ وَشَمِيرَامُوثَ وَيَحِيئِيلَ وَمَتَّثْيَا وَأَلِيآبَ وَبَنَايَا وَعُوبِيدَ أَدُومَ وَيَعِيئِيلَ بِآلاَتٍ رَبَابٍ وَعِيدَانٍ. وَكَانَ آسَافُ يُصَوِّتُ بِٱلصُّنُوجِ. ٦ وَبَنَايَا وَيَحْزِيئِيلُ ٱلْكَاهِنَانِ بِٱلأَبْوَاقِ دَائِماً أَمَامَ تَابُوتِ عَهْدِ ٱللّٰهِ. ٧ حِينَئِذٍ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَوَّلاً جَعَلَ دَاوُدُ يَحْمَدُ ٱلرَّبَّ بِيَدِ آسَافَ وَإِخْوَتِهِ»

ٱلتَّذْكِيرِ أي تذكير الشعب كما في الكلام الآتي (ع ٨ – ٣٦) فلا ينسوا أعمال الله العظيمة الصالحة لشعبه. والتسبيح هو تقديم الشكر لله في العبادة.

آسَافَ ٱلرَّأْسَ (ع ٥) (٦: ٣٩ و١٥: ١٦ – ١٩) ورجع من السبي مئة وثمانية وعشرون من بنيه كلهم مغنون (عزرا ٢: ٤١) وسبحوا عند تأسيس الهيكل الثاني (عزرا ٣: ١٠) ولآساف اثنا عشر مزموراً أي ٥٠ و٧٣ إلى ٨٣ وضربوا بآلات رباب وعيدان وصنوج وأبواق (اطلب كلا منها في قاموس الكتاب) فكانوا جوق موسيقيين.

أَوَّلاً (ع ٧) إشارة إلى إقامة خدمة التسبيح القانونية من ذلك اليوم فصاعداً. وكلام هذا التسبيح منتخب من المزامير ١٠٥ و٩٦ وغيرهما. والمرنم أولاً يذكر الشعب بمراحم الله السابقة. وكانت هذه المراحم مبنية على عهده مع شعبه وكان التابوت علامة ذلك العهد فكان هذا التسبيح موافقاً لإصعاد التابوت (ع ٨ – ٢٢) ثم يلفت نظرهم إلى ملكوت الله في العالم أجمع ويدعو المسكونة للتسبيح.

٨ – ١٤ «٨ اِحْمَدُوا ٱلرَّبَّ. ٱدْعُوا بِٱسْمِهِ. أَخْبِرُوا فِي ٱلشُّعُوبِ بِأَعْمَالِهِ. ٩ غَنُّوا لَهُ. تَرَنَّمُوا لَهُ. تَحَادَثُوا بِكُلِّ عَجَائِبِهِ. ١٠ ٱفْتَخِرُوا بِٱسْمِ قُدْسِهِ. تَفْرَحُ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ ٱلرَّبَّ. ١١ ٱطْلُبُوا ٱلرَّبَّ وَعِزَّهُ. ٱلْتَمِسُوا وَجْهَهُ دَائِماً. ١٢ ٱذْكُرُوا عَجَائِبَهُ ٱلَّتِي صَنَعَ. آيَاتِهِ وَأَحْكَامَ فَمِهِ. ١٣ يَا ذُرِّيَّةَ إِسْرَائِيلَ عَبْدِهِ وَبَنِي يَعْقُوبَ مُخْتَارِيهِ. ١٤ هُوَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُنَا. فِي كُلِّ ٱلأَرْضِ أَحْكَامُهُ».

تَحَادَثُوا بِكُلِّ عَجَائِبِهِ (ع ٩) لا يقدر كل الناس أن يسبحوا الله بالغناء المنظم أو يضربوا بآلات موسيقية كاللاويين ولكن الكل يقدرون أن يتحدثوا بأعماله. وليس من عجائب كأعمال الله المدونة في الكتاب المقدس.

ٱفْتَخِرُوا بِٱسْمِ قُدْسِهِ (ع ١٠) لأنه ليس كبعل وعشتروث وغيرهما من الآلهة المنسوب إليها القباحة والقساوة وهي أعظم من بني البشر بشرورها.

ٱطْلُبُوا ٱلرَّبَّ (ع ١١) على شعبه أن يقروا أولاً بأنه الإله الحقيقي وحده ثم أن يطلبوا عزّه القادر أن يخلّصهم ثم أن يلتمسوا وجهه أي رضاه.

مُخْتَارِيهِ (ع ١٣) لهم بركات ومواعيد فعليهم مسؤولية عظمى. اختارهم الرب ليكونوا شهوده وعبيده.

١٥ – ٢٢ «١٥ ٱذْكُرُوا إِلَى ٱلأَبَدِ عَهْدَهُ، ٱلْكَلِمَةَ ٱلَّتِي أَوْصَى بِهَا إِلَى أَلْفِ جِيلٍ. ١٦ ٱلَّذِي قَطَعَهُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ. وَقَسَمَهُ لإِسْحَاقَ. ١٧ وَقَدْ أَقَامَهُ لِيَعْقُوبَ فَرِيضَةً وَلإِسْرَائِيلَ عَهْداً أَبَدِيّاً. ١٨ قَائِلاً: لَكَ أُعْطِي أَرْضَ كَنْعَانَ حَبْلَ مِيرَاثِكُمْ. ١٩ حِينَ كُنْتُمْ عَدَداً قَلِيلاً، قَلِيلِينَ جِدّاً وَغُرَبَاءَ فِيهَا. ٢٠ وَذَهَبُوا مِنْ أُمَّةٍ إِلَى أُمَّةٍ وَمِنْ مَمْلَكَةٍ إِلَى شَعْبٍ آخَرَ. ٢١ لَمْ يَدَعْ أَحَداً يَظْلِمُهُمْ بَلْ وَبَّخَ مِنْ أَجْلِهِمْ مُلُوكاً. ٢٢ لاَ تَمَسُّوا مُسَحَائِي وَلاَ تُؤْذُوا أَنْبِيَائِي».

عَهْدَهُ (ع ١٥) مع إبراهيم (تكوين ص ١٥) ومع إسحاق (تكوين ٢٦: ٢ – ٥) ومع يعقوب (تكوين ٣٥: ١١ و١٢) ولم ينس ولن ينسى هذا العهد إلى ألف جيل أي إلى الأبد.

عَدَداً قَلِيلاً (ع ١٩) لا تتوقف عهود الله على عدد المؤمنين ولا على قدرتهم لأن إبراهيم الذي أخذ المواعيد كان واحداً فقط ولم يكن له ذراع من الأرض في كنعان. بل العهود تتوقف على صدق الله غير المتغيّر وقدرته غير المحدودة.

لَمْ يَدَعْ أَحَداً يَظْلِمُهُمْ (ع ٢١) كانوا قليلي العدد وكان الكنعانيون قادرين أن يسلبوهم ويقتلوهم ولكن الله جعل في قلوبهم الخوف والاحترام.

وَبَّخَ مِنْ أَجْلِهِمْ مُلُوكاً فرعون (تكوين ١٢: ١٧) وإبيمالك (تكوين ٢٠: ٣).

مُسَحَائِي (ع ٢٢) لم يكونوا مسحاء مسحة جسدية كداود ولكنهم مسحاء الرب بما أنه دعاهم ليستلموا مواعيده ويحفظوا الدين الحق ويشهدوا له في وسط عالم الوثنية.

وَأَنْبِيَائِي النبي هو الذي يكلمه الله ويتكلم هو عن الله وهكذا كان إبراهيم وإسحاق ويعقوب وليس من الضرورة أن كل من يدعي نبياً يتكلم عن أمور مستقبلة (انظر تكوين ٢٠: ٧ وتفسيره).

٢٣ – ٣٦ «٢٣ غَنُّوا لِلرَّبِّ يَا كُلَّ ٱلأَرْضِ. بَشِّرُوا مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ بِخَلاَصِهِ. ٢٤ حَدِّثُوا فِي ٱلأُمَمِ بِمَجْدِهِ وَفِي كُلِّ ٱلشُّعُوبِ بِعَجَائِبِهِ. ٢٥ لأَنَّ ٱلرَّبَّ عَظِيمٌ وَمُفْتَخَرٌ جِدّاً. وَهُوَ مَرْهُوبٌ فَوْقَ جَمِيعِ ٱلآلِهَةِ. ٢٦ لأَنَّ كُلَّ آلِهَةِ ٱلأُمَمِ أَصْنَامٌ، وَأَمَّا ٱلرَّبُّ فَقَدْ صَنَعَ ٱلسَّمَاوَاتِ. ٢٧ ٱلْجَلاَلُ وَٱلْبَهَاءُ أَمَامَهُ. ٱلْعِزَّةُ وَٱلْبَهْجَةُ فِي مَكَانِهِ. ٢٨ هَبُوا ٱلرَّبَّ يَا عَشَائِرَ ٱلشُّعُوبِ هَبُوا ٱلرَّبَّ مَجْداً وَعِزَّةً. ٢٩ هَبُوا ٱلرَّبَّ مَجْدَ ٱسْمِهِ. ٱحْمِلُوا هَدَايَا وَتَعَالَوْا إِلَى أَمَامِهِ. ٱسْجُدُوا لِلرَّبِّ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ. ٣٠ ٱرْتَعِدُوا أَمَامَهُ يَا جَمِيعَ ٱلأَرْضِ. تَثَبَّتَتِ ٱلْمَسْكُونَةُ أَيْضاً. لاَ تَتَزَعْزَعُ. ٣١ لِتَفْرَحِ ٱلسَّمَاوَاتُ وَتَبْتَهِجِ ٱلأَرْضُ وَيَقُولُوا فِي ٱلأُمَمِ ٱلرَّبُّ قَدْ مَلَكَ. ٣٢ لِيَعِجَّ ٱلْبَحْرُ وَمِلْؤُهُ، وَلْتَبْتَهِجِ ٱلْبَرِّيَّةُ وَكُلُّ مَا فِيهَا. ٣٣ حِينَئِذٍ تَتَرَنَّمُ أَشْجَارُ ٱلْوَعْرِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ لأَنَّهُ جَاءَ لِيَدِينَ ٱلأَرْضَ. ٣٤ ٱحْمَدُوا ٱلرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى ٱلأَبَدِ رَحْمَتَهُ. ٣٥ وَقُولُوا: خَلِّصْنَا يَا إِلٰهَ خَلاَصِنَا، وَٱجْمَعْنَا وَأَنْقِذْنَا مِنَ ٱلأُمَمِ لِنَحْمَدَ ٱسْمَ قُدْسِكَ، وَنَتَفَاخَرَ بِتَسْبِيحَتِكَ. ٣٦ مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلأَزَلِ وَإِلَى ٱلأَبَدِ. فَقَالَ كُلُّ ٱلشَّعْبِ: «آمِينَ» وَسَبَّحُوا ٱلرَّبَّ».

(انظر مزمور ٩٦: ١ – ١٣) ذكر المرنم في الآيات السابقة مراحم الرب إلى شعبه إسرائيل فتقدّم هنا إلى ذكر كل الأرض لأن للرب الأرض كلها وهو إله الأمم أيضاً. وأعظم داعٍ للفرح هو البشارة بأن بركات الخلاص تعمّ جميع الشعوب فسيمتد ملكوت الله حتى يضم كل المسكونة.

مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ يدعو المرنم العالم إلى التسبيح الدائم وبركات الرب هي جديدة كل يوم.

ٱلْعِزَّةُ وَٱلْبَهْجَةُ (ع ٢٧) وفي (مزمور ٩٦: ٦) العزّة والجمال. وليست عزّة الرب كعزّة بعض العظماء من بني البشر ولا كالعزّة المنسوبة إلى آلهة الوثنيين بل هي عزّة مقدسة وعزّة مع رحمة ومحبة. فهذه العزّة جميلة يبتهج بها جميع البشر.

زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ (ع ٢٩) الجوهر في العبادة في القديم واليوم هو القداسة. وليست الزينة الحقيقية الزينة الخارجية بل الداخلية وقد تكون بلا شيء من جمال المنظر والأصوات.

تَثَبَّتَتِ ٱلْمَسْكُونَةُ (ع ٣٠) تتزعزع المسكونة من الحروب ومن سقوط النظام وامتداد الخوف والظلم وعدم الأمان للحياة وللأملاك وذلك كله نتيجة الخطيئة وتثبت المسكونة حينما يتعلم الناس أن يخافوا الله ويحبوا بعضهم بعضاً كأبناء أب واحد.

لِيَعِجَّ ٱلْبَحْرُ (ع ٣٢) البحر كناية عن الاضطراب والخوف فيقول الرائي في وصفه أفراح السماء إن البحر لا يوجد فيما بعد (رؤيا ٢١: ١) وأما القول هنا فهو أن عجيج البحر يكون للتسبيح كجوق موسيقى.

وَلْتَبْتَهِجِ ٱلْبَرِّيَّةُ لأنها لا تكون فيما بعد للحسك والشوك بل تكون مثمرة ومسكونة فيبتهج العالم المادي وغير الناطق بخلاص الإنسان وزوال الخطية.

ٱحْمَدُوا ٱلرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ (ع ٣٤) (مزمور ١٠٦: ١ و١٠٧: ١).

فَقَالَ كُلُّ ٱلشَّعْبِ آمِينَ (ع ٣٦) ومقصودهم أنهم صدّقوا كل ما قاله المرنمون وعاهدوا الرب عهداً جديداً.

٣٧ – ٤٣ «٣٧ وَتَرَكَ هُنَاكَ أَمَامَ تَابُوتِ عَهْدِ ٱلرَّبِّ آسَافَ وَإِخْوَتَهُ لِيَخْدِمُوا أَمَامَ ٱلتَّابُوتِ دَائِماً خِدْمَةَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهَا ٣٨ وَعُوبِيدَ أَدُومَ وَإِخْوَتَهُمْ ثمَانِيَةً وَسِتِّينَ، وَعُوبِيدَ أَدُومَ بْنَ يَدِيثُونَ وَحُوسَةَ بَوَّابِينَ. ٣٩ وَصَادُوقَ ٱلْكَاهِنَ وَإِخْوَتَهُ ٱلْكَهَنَةَ أَمَامَ مَسْكَنِ ٱلرَّبِّ فِي ٱلْمُرْتَفَعَةِ ٱلَّتِي فِي جِبْعُونَ ٤٠ لِيُصْعِدُوا مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ عَلَى مَذْبَحِ ٱلْمُحْرَقَةِ دَائِماً صَبَاحاً وَمَسَاءً، وَحَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ ٱلرَّبِّ ٱلَّتِي أَمَرَ بِهَا إِسْرَائِيلَ، ٤١ وَمَعَهُمْ هَيْمَانَ وَيَدُوثُونَ وَبَاقِيَ ٱلْمُنْتَخَبِينَ ٱلَّذِينَ ذُكِرَتْ أَسْمَاؤُهُمْ لِيَحْمَدُوا ٱلرَّبَّ، لأَنَّ إِلَى ٱلأَبَدِ رَحْمَتَهُ. ٤٢ وَمَعَهُمْ هَيْمَانُ وَيَدُوثُونُ بِأَبْوَاقٍ وَصُنُوجٍ لِلْمُصَوِّتِينَ وَآلاَتِ غِنَاءٍ لِلّٰهِ، وَبَنُو يَدُوثُونَ بَوَّابُونَ. ٤٣ ثُمَّ ٱنْطَلَقَ كُلُّ ٱلشَّعْبِ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ، وَرَجَعَ دَاوُدُ لِيُبَارِكَ بَيْتَهُ».

وَتَرَكَ هُنَاكَ كان ذلك بداءة عبادة منظمة دائمة في مكانها المعين سابقاً من الرب.

وَإِخْوَتَهُمْ (ع ٣٨) ربما كان مع اسم عوبيد أدوم أسماء أخرى رجع إليها ضمير الجمع وهذه الأسماء متروكة.

وَعُوبِيدَ أَدُومَ بْنَ يَدِيثُونَ المظنون أنه هو المذكور في أول هذه الآية وهو الذي كان التابوت في بيته وهو غير عوبيد أدوم البواب في (١٥: ٢٤) وإذا قابلنا (ع ٣٧ – ٤٢ بالأعداد ٤ – ٦ و١٥: ٤ – ٢٤) فهمنا أنه من المذكورين في (١٥: ٤ – ٢٤) كان بعضهم يخدمون في الخيمة في جبعون والبعض الآخر في أورشليم وكانت خدمة التسبيح وتقديم الذبائح في المكانين.

وَمَعَهُمْ هَيْمَانَ وَيَدُوثُونَ (ع ٤٢) المظنون أن هذه الكلمات تكررت سهواً من (ع ٤١) وهي متروكة في الترجمة السبعينية.

وَرَجَعَ دَاوُدُ لِيُبَارِكَ بَيْتَهُ (ع ٤٣) لا يذكر حادثة ميكال (٢صموئيل ٦: ٢٠ – ٢٣) لأن غاية كاتب هذا السفر الخصوصية ذكر كل ما يختص بإقامة فرائض العبادة والتسبيح في أورشليم.

فوائد

  1. (ع ٣٦) وجوب العبادة الجمهورية وليس فقط السرّية والبيتية لأنها تحرّك العواطف وتزيد تأثير الصلاة والتسبيح والوعظ وتقوي المحبة الأخوية وتوسع دائرة الخدمة وتشهد للرب وتمجده أمام العالم.
  2. (ع ٣٧ – ٤٢) يلزم للعبادة الجمهورية أناس مخصصون لتدبيرها يقودون الشعب في الصلاة والتسبيح ويفيدونهم في الوعظ. ويلزم أيضاً أماكن معينة موافقة.
  3. (ع ٣٦) إن خدام الدين هم نواب الشعب فيقدمون ليس صلوات أنفسهم وتسبيحات أنفسهم فقط بل أيضاً صلوات الشعب وعلى الشعب أن يسمعوا ويفهموا ويصدقوا كل ما يقوله نوابهم.
  4. (ع ٣٧) إن العبادة يجب أن تكون دائمة في أوقاتها المعينة وإلى الأبد وعلى كل فرد من شعب الله المداومة والثبات فيها.

لتفسير الأصحاح السابع عشر (انظر ٢صموئيل ٧: ١ – ٢٩) ولتفسير الأصحاح الثامن عشر (انظر ٢صموئيل ٨: ١ – ١٨) ولتفسير الأصحاح التاسع عشر (انظر ٢صموئيل ١: ١ – ١٩) ولتفسير الأصحاح العشرين (انظر ٢صموئيل ١١: ١ و١٢: ٢٦ – ٣١ و٢١: ١٨ – ٢٢ ولتفسير الأصحاح الحادي والعشرين (انظر ٢صموئيل ٢٤: ١ – ٢٥).

ونلاحظ أن كاتب سفر أخبار الأيام الأول لم يذكر خطيئة داود في أمر بثشبع وأوريا الحثي ولا أمر أمون وثامار ولا فتنة أبشالوم وذلك لأن غايته العظمى ذكر ما يختص بإقامة العبادة في أورشليم وتأسيس مملكة داود الذي منه تسلسل جميع ملوك يهوذا والذي منه المسيح حسب الجسد.

السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى