سفر أخبار الأيام الأول | 10 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر أخبار الأيام الأول
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلْعَاشِرُ
١ – ١٤ «١ وَحَارَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ إِسْرَائِيلَ، فَهَرَبَ رِجَالُ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَمَامِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ وَسَقَطُوا قَتْلَى فِي جَبَلِ جِلْبُوعَ. ٢ وَشَدَّ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ وَرَاءَ شَاوُلَ وَوَرَاءَ بَنِيهِ، وَضَرَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ يُونَاثَانَ وَأَبِينَادَابَ وَمَلْكِيشُوعَ أَبْنَاءَ شَاوُلَ. ٣ وَٱشْتَدَّتِ ٱلْحَرْبُ عَلَى شَاوُلَ فَأَصَابَتْهُ رُمَاةُ ٱلْقِسِيِّ، فَٱنْجَرَحَ مِنَ ٱلرُّمَاةِ. ٤ فَقَالَ شَاوُلُ لِحَامِلِ سِلاَحِهِ: ٱسْتَلَّ سَيْفَكَ وَٱطْعَنِّي بِهِ لِئَلاَّ يَأْتِيَ هٰؤُلاَءِ ٱلْغُلْفُ وَيُقَبِّحُونِي. فَلَمْ يَشَأْ حَامِلُ سِلاَحِهِ لأَنَّهُ خَافَ جِدّاً. فَأَخَذَ شَاوُلُ ٱلسَّيْفَ وَسَقَطَ عَلَيْهِ. ٥ فَلَمَّا رَأَى حَامِلُ سِلاَحِهِ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ شَاوُلُ، سَقَطَ هُوَ أَيْضاً عَلَى ٱلسَّيْفِ وَمَاتَ. ٦ فَمَاتَ شَاوُلُ وَبَنُوهُ ٱلثَّلاَثَةُ وَكُلُّ بَيْتِهِ، مَاتُوا مَعاً. ٧ وَلَمَّا رَأَى جَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْوَادِي أَنَّهُمْ قَدْ هَرَبُوا، وَأَنَّ شَاوُلَ وَبَنِيهِ قَدْ مَاتُوا، تَرَكُوا مُدُنَهُمْ وَهَرَبُوا، فَأَتَى ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ وَسَكَنُوا بِهَا. ٨ وَفِي ٱلْغَدِ لَمَّا جَاءَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ لِيُعَرُّوا ٱلْقَتْلَى وَجَدُوا شَاوُلَ وَبَنِيهِ سَاقِطِينَ فِي جَبَلِ جِلْبُوعَ، ٩ فَعَرَّوْهُ وَأَخَذُوا رَأْسَهُ وَسِلاَحَهُ، وَأَرْسَلُوا إِلَى أَرْضِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ لأَجْلِ تَبْشِيرِ أَصْنَامِهِمْ وَٱلشَّعْبِ. ١٠ وَوَضَعُوا سِلاَحَهُ فِي بَيْتِ آلِهَتِهِمْ، وَسَمَّرُوا رَأْسَهُ فِي بَيْتِ دَاجُونَ. ١١ وَلَمَّا سَمِعَ كُلُّ يَابِيشِ جِلْعَادَ بِكُلِّ مَا فَعَلَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ بِشَاوُلَ، ١٢ قَامَ كُلُّ ذِي بَأْسٍ وَأَخَذُوا جُثَّةَ شَاوُلَ وَجُثَثَ بَنِيهِ وَجَاءُوا بِهَا إِلَى يَابِيشَ، وَدَفَنُوا عِظَامَهُمْ تَحْتَ ٱلْبُطْمَةِ فِي يَابِيشَ، وَصَامُوا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. ١٣ فَمَاتَ شَاوُلُ بِخِيَانَتِهِ ٱلَّتِي بِهَا خَانَ ٱلرَّبَّ مِنْ أَجْلِ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي لَمْ يَحْفَظْهُ. وَأَيْضاً لأَجْلِ طَلَبِهِ إِلَى ٱلْجَانِّ لِلسُّؤَالِ ١٤ وَلَمْ يَسْأَلْ مِنَ ٱلرَّبِّ، فَأَمَاتَهُ وَحَوَّلَ ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى دَاوُدَ بْنِ يَسَّى».
إنه بعدما كمّل الكاتب الجداول في التسعة الأصحاحات الأولى ابتداء من هذا الأصحاح بالتاريخ وقصده الظاهر في هذين السفرين هو تاريخ شعب الله الذين كان مقر مملكتهم وعبادتهم في أورشليم. ويذكر موت شاول لأنه المقدمة لذكر داود ومن بعده من ملوك يهوذا. ومضمون هذا الأصحاح كمضمون آخر أصحاح من سفر صموئيل الأول فلا يلزمنا تفسيره ثانية.
قيل في ١صموئيل ٣١: ١٠ إن الفلسطينيين سمّروا جسد شاول على سور بيت شان وقيل هنا أنهم سمّروا رأسه في بيت داجون أي كل من الكاتبين يذكر شيئاً لا يذكره الآخر. وكاتب أخبار الأيام لا يذكر أن أهل يابيش جلعاد أحرقوا أجساد شاول وبنيه قبلما دفنوا عظامهم. وقال كاتب صموئيل إنهم دفنوها تحت الإيلة وكاتب أخبار الأيام قال تحت البطمة وربما أن بعض الناس في تلك الأيام سموا هذه الشجرة إيلة والبعض الآخر سموها بطمة.
في ع ١٣ و١٤ ذكر الكاتب أن سبب سقوط شاول الحقيقي أنه خان الرب فإن الرب كان قد مسحه ملكاً على شعبه وأعطاه قوة وسلطاناً ليعمل مشيئته وأما شاول فترك الرب ولم يحفظ وصاياه وفي الآخر التجأ إلى صاحبة جانّ فجعلها في مكان الرب. وعادة كاتب أخبار الأيام أن يرى يد الرب في كل شيء وينسب قيام أناس وسقوطهم إلى مشيئته.
السابق |
التالي |