سفر الملوك الثاني | 25 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر الملوك الثاني
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ وَٱلْعِشْرُونَ
١ – ٧ «١ وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلتَّاسِعَةِ لِمُلْكِهِ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلْعَاشِرِ فِي عَاشِرِ ٱلشَّهْرِ، جَاءَ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ هُوَ وَكُلُّ جَيْشِهِ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَنَزَلَ عَلَيْهَا، وَبَنَوْا عَلَيْهَا أَبْرَاجاً حَوْلَهَا. ٢ وَدَخَلَتِ ٱلْمَدِينَةُ تَحْتَ ٱلْحِصَارِ إِلَى ٱلسَّنَةِ ٱلْحَادِيَةَ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ صِدْقِيَّا. ٣ فِي تَاسِعِ ٱلشَّهْرِ ٱشْتَدَّ ٱلْجُوعُ فِي ٱلْمَدِينَةِ وَلَمْ يَكُنْ خُبْزٌ لِشَعْبِ ٱلأَرْضِ. ٤ فَثُغِرَتِ ٱلْمَدِينَةُ وَهَرَبَ جَمِيعُ رِجَالِ ٱلْقِتَالِ لَيْلاً مِنْ طَرِيقِ ٱلْبَابِ بَيْنَ ٱلسُّورَيْنِ ٱللَّذَيْنِ نَحْوَ جَنَّةِ ٱلْمَلِكِ. وَكَانَ ٱلْكِلْدَانِيُّونَ حَوْلَ ٱلْمَدِينَةِ مُسْتَدِيرِينَ. فَذَهَبُوا فِي طَرِيقِ ٱلْبَرِّيَّةِ. ٥ فَتَبِعَتْ جُيُوشُ ٱلْكِلْدَانِيِّينَ ٱلْمَلِكَ فَأَدْرَكُوهُ فِي بَرِّيَّةِ أَرِيحَا، وَتَفَرَّقَتْ جَمِيعُ جُيُوشِهِ عَنْهُ. ٦ فَأَخَذُوا ٱلْمَلِكَ وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَلِكِ بَابِلَ إِلَى رَبْلَةَ وَكَلَّمُوهُ بِٱلْقَضَاءِ عَلَيْهِ. ٧ وَقَتَلُوا بَنِي صِدْقِيَّا أَمَامَ عَيْنَيْهِ، وَقَلَعُوا عَيْنَيْ صِدْقِيَّا وَقَيَّدُوهُ بِسِلْسِلَتَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى بَابِلَ».
٢أيام ٣٦: ١٧ – ٢٠ وإرميا ٣٩: ١ – ٧ إرميا ٣٤: ١ و٢ حزقيال ٢٤: ٢ حزقيال ٢١: ٢٢ ص ٦: ٢٤ و٢٥ ومراثي إرميا ٤: ١ و ١٠ نحميا ٣: ١٥ إرميا ٢٤: ٢١ و٢٢ إرميا ٣٢: ٤ ص ٢٣: ٣٣ إرميا ٢٩: ٦ و٧ حزقيال ١٢: ١٣
ٱلسَّنَةِ ٱلتَّاسِعَةِ أي من ملك صدقيا. ونستنتج من القول في (إرميا ٢٨: ١ – ١١) إن اليهود في أورشليم توقعوا رجوع الملك يهوياكين وآنية بيت الرب من بابل عن قريب. ومن (إرميا ٢٩: ٥ – ٢٨) إنه كان للمسبيين في بابل نفس الرجاء وأرسل الملك صدقيا رسالة إلى ملك بابل (إرميا ٥١: ٥٩) ولكن نبوخذ ناصر لم يسمع لهم ورجع صدقيا خائباً وكلم ملوك صور وصيدا وموآب وبني عمون وأدوم ليتحدوا معه على ملك بابل (إرميا ٢٧: ٣) وأرسل رسلاً إلى مصر أيضاً ليعطوه خيلاً وشعباً كثيرين (حزقيال ١٧: ١٥) وعصت مدينة صور ملك بابل الذي كان منهمكاً في أموره في الشرق فتشدّد صدقيا وتمرّد على ملك بابل علانية. والتاريخ مذكور تماماً بذكر السنة والشهر واليوم لأن ذلك اليوم كان يوماً مهماً جداً في تاريخ اليهود وصار يوماً للصوم (زكريا ٨: ١٩) وفي ذلك اليوم نفسه أُعلن لحزقيال وهو في السبي ما وقع في أورشليم (حزقيال ٢٤: ١).
كُلُّ جَيْشِهِ وفي (إرميا ٣٤: ١) إن كل ممالك أراضي سلطان يده وكل الشعوب كانوا يحاربون أورشليم.
عَلَى أُورُشَلِيمَ كانت الحرب في الأول على مدن يهوذا فسقطت جميعها ما عدا لخيش وغريقة وهما مدينتان حصينتان على طريق مصر (إرميا ٣٤: ٧) والمصريون اغتنموا الفرصة عندما رأوا جيش ملك بابل منقسماً ومتفرقاً فخرج جيش فرعون من مصر فلما سمع الكلدانيون المحاصرون أورشليم بخبرهم صعدوا عن أورشليم (إرميا ٣٧: ٧) واتحدوا مع جيوشهم المحاصرين لخيش وغريقة فخاف المصريون ورجعوا إلى بلادهم (حزقيال ١٧: ١٧) وعاد نبوخذ ناصر إلى محاربة أورشليم.
أَبْرَاجاً أقاموا متاريس أي كوم تراب قبالة السور (٢صموئيل ٢٠: ١٥) ثم بنوا أبراجاً على هذه المتاريس ورموا من الأبراج والمتاريس بالسهام والرماح على المحاصرين وبحجارة المجانيق على الأسوار (اطلب حرب في قاموس الكتاب).
إِلَى ٱلسَّنَةِ ٱلْحَادِيَةَ عَشَرَةَ (ع ٢) وضيقات هذا الحصار مذكورة في (مراثي إرميا ٢: ٢٠ و٢١ و٤: ٣ – ٢٠ و٥: ٩ – ٢٢).
فِي تَاسِعِ ٱلشَّهْرِ (ع ٣) أي الشهر الرابع (إرميا ٥٢: ٦) اشتد الجوع وصارت صورة الرجال أشد ظلاماً من السواد وكتنور من جرّى نيران الجوع ولصق جلدهم بعظمهم وكان شرفاؤهم يفتشون المزابل لعلهم يجدون شيئاً من الطعام فيها وأكلت النساء أطفالهن ومات ثلثهم بالوباء والجوع وسقط ثلث بالسيف وكان ثلث للسبي (حزقيال ٥: ١٢).
بَيْنَ ٱلسُّورَيْنِ (ع ٤) عند بركة سلوام أو شيلوه إلى جهة الجنوب الشرقي من أورشليم وكان السور الواحد إلى جهة الشرق من هذه البركة والسور الثاني إلى جهة الغرب منها وكان له باب خرجوا منه إلى وادٍ منحدر إلى الجنوب وإلى طريق أريحا. وثغرت المدينة ودخل الكلدانيون من الشمال. وكانت جنة الملك عن بركة سلوام المذكورة وعند ملتقى وادي قدرون المنحدر من الشرق ووادي هنوم المنحدر من الغرب.
كَانَ ٱلْكِلْدَانِيُّونَ حَوْلَ ٱلْمَدِينَةِ ولكن صدقيا ورجال القتال هربوا ليلاً فلم ينظرهم الكلدانيون حينما خرجوا وحينما عرفوا تبعوهم.
فَأَدْرَكُوهُ فِي بَرِّيَّةِ أَرِيحَا (ع ٥) وربما قصد صدقيا أن يعبر الأردن ويلتجئ إلى موآب. وأخذوه بلا قتال لأن جميع جيوشه تفرقت عنه وسادت الجبانة على قلوبهم وانقطع رجاؤهم بالنجاة.
رَبْلَةَ (ع ٦) (انظر ٢٣: ٣٣). كانت مركزاً حربياً لملك بابل لأنه كان في نفس الوقت يحاصر أورشليم ومدينة صور فكان تارة في صور وتارة في أورشليم ويتردد إلى ربلة. وفي الصور الأشورية والبابلية كثيراً ما يصور الملك جالساً على كرسيه وأمامه الأسرى وبينهم ملوك مقيدون بسلاسل ويسمل الملك أعينهم برمحه (اطلب سبي في قاموس الكتاب).
كَلَّمُوهُ بِٱلْقَضَاءِ عَلَيْهِ كان قد ازدرى قسمه ونقض عهده فأخطأ إلى الرب وليس فقط إلى ملك بابل (حزقيال ١٧: ١٦ – ٢١).
وَقَتَلُوا بَنِي صِدْقِيَّا أَمَامَ عَيْنَيْهِ (ع ٧) كانوا أولاداً لأن أباهم كان ابن ٣٢ سنة فقط ومن قساوة قلوبهم قتلوا أولاده قبلما قلعوا عينيه لكي يرى عذابهم وموتهم.
وَجَاءُوا بِهِ إِلَى بَابِلَ وهكذا تمت فيه نبوءاتان الأولى في (إرميا ٣٢: ٤ و٥) إن صدقيا «يُدْفَعُ لِيَدِ مَلِكِ بَابِلَ، وَيُكَلِّمُهُ فَماً لِفَمٍ وَعَيْنَاهُ تَرَيَانِ عَيْنَيْهِ، وَيَسِيرُ بِصِدْقِيَّا إِلَى بَابِلَ». والنبوءة الثانية في (حزقيال ١٢: ١٣) «وَآتِي بِهِ إِلَى بَابِلَ إِلَى أَرْضِ ٱلْكِلْدَانِيِّينَ، وَلَكِنْ لاَ يَرَاهَا وَهُنَاكَ يَمُوتُ» أي لا يراها لأن الملك كان قد قلع عينيه. وأظهر ملك بابل بعض الرحمة لأنه لم يقتله بل جعله في السجن إلى يوم وفاته. وقال إرميا له بسلام تموت وبإحراق آبائك الملوك الأولين (إرميا ٣٤: ٥).
سِلْسِلَتَيْنِ واحدة ليديه والأخرى لرجليه.
٨ – ١٧ «٨ وَفِي ٱلشَّهْرِ ٱلْخَامِسِ فِي سَابِعِ ٱلشَّهْرِ، وَهِيَ ٱلسَّنَةُ ٱلتَّاسِعَةَ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ، جَاءَ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ ٱلشُّرَطِ عَبْدُ مَلِكِ بَابِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، ٩ وَأَحْرَقَ بَيْتَ ٱلرَّبِّ وَبَيْتَ ٱلْمَلِكِ. وَكُلَّ بُيُوتِ أُورُشَلِيمَ وَكُلَّ بُيُوتِ ٱلْعُظَمَاءِ أَحْرَقَهَا بِٱلنَّارِ ١٠ وَجَمِيعُ أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ مُسْتَدِيراً هَدَمَهَا كُلُّ جُيُوشِ ٱلْكِلْدَانِيِّينَ ٱلَّذِينَ مَعَ رَئِيسِ ٱلشُّرَطِ. ١١ وَبَقِيَّةُ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ بَقُوا فِي ٱلْمَدِينَةِ وَٱلْهَارِبُونَ ٱلَّذِينَ هَرَبُوا إِلَى مَلِكِ بَابِلَ وَبَقِيَّةُ ٱلْجُمْهُورِ سَبَاهُمْ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ ٱلشُّرَطِ. ١٢ وَلٰكِنَّ رَئِيسَ ٱلشُّرَطِ أَبْقَى مِنْ مَسَاكِينِ ٱلأَرْضِ كَرَّامِينَ وَفَلاَّحِينَ. ١٣ وَأَعْمِدَةَ ٱلنُّحَاسِ ٱلَّتِي فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَٱلْقَوَاعِدَ وَبَحْرَ ٱلنُّحَاسِ ٱلَّذِي فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ كَسَّرَهَا ٱلْكِلْدَانِيُّونَ وَحَمَلُوا نُحَاسَهَا إِلَى بَابِلَ. ١٤ وَٱلْقُدُورَ وَٱلرُّفُوشَ وَٱلْمَقَاصَّ وَٱلصُّحُونَ وَجَمِيعَ آنِيَةِ ٱلنُّحَاسِ ٱلَّتِي كَانُوا يَخْدِمُونَ بِهَا أَخَذُوهَا ١٥ وَٱلْمَجَامِرَ وَٱلْمَنَاضِحَ. مَا كَانَ مِنْ ذَهَبٍ فَٱلذَّهَبُ، وَمَا كَانَ مِنْ فِضَّةٍ فَٱلْفِضَّةُ، أَخَذَهَا رَئِيسُ ٱلشُّرَطِ. ١٦ وَٱلْعَمُودَانِ وَٱلْبَحْرُ ٱلْوَاحِدُ وَٱلْقَوَاعِدُ ٱلَّتِي عَمِلَهَا سُلَيْمَانُ لِبَيْتِ ٱلرَّبِّ، لَمْ يَكُنْ وَزْنٌ لِنُحَاسِ كُلِّ هٰذِهِ ٱلأَدَوَاتِ. ١٧ ثَمَانِي عَشَرَةَ ذِرَاعاً ٱرْتِفَاعُ ٱلْعَمُودِ ٱلْوَاحِدِ، وَعَلَيْهِ تَاجٌ مِنْ نُحَاسٍ وَٱرْتِفَاعُ ٱلتَّاجِ ثَلاَثُ أَذْرُعٍ وَٱلشَّبَكَةُ وَٱلرُّمَّانَاتُ ٱلَّتِي عَلَى ٱلتَّاجِ مُسْتَدِيرَةً جَمِيعُهَا مِنْ نُحَاسٍ. وَكَانَ لِلْعَمُودِ ٱلثَّانِي مِثْلُ هٰذِهِ عَلَى ٱلشَّبَكَةِ».
إرميا ٣٩: ٨ – ١٢ إرميا ٥٢: ١٢ و٢أيام ٣٦: ١٩ ومزمور ٧٤: ٣ – ٧ عاموس ٢: ٥ ص ١٤: ١٣ ونحميا ١: ٣ و٢أيام ٣٦: ٢٠ ص ٢٤: ١٤ وإرميا ٤٠: ٧ و٢أيام ٣٦: ١٨ و١ملوك ٧: ٤٧ – ٥٠ و١ملوك ٧: ٤٧ و١ملوك ٧: ١٥ – ٢٢
فِي ٱلشَّهْرِ ٱلْخَامِسِ (انظر ع ١). وهنا أيضاً ذكر التاريخ بتدقيق وصار هذا اليوم أيضاً يوماً للصوم (زكريا ٧: ٣) ثُغرت المدينة في الشهر الرابع (إرميا ٥٢: ٦) فأرسلوا الخبر إلى الملك في ربلة وبعد شهر وصل نبوزرادان إلى أورشليم.
وَأَحْرَقَ بَيْتَ ٱلرَّبِّ (ع ٩) بعد بنائه بنحو ٣٨٠ سنة وتمت نبوّات (إرميا ٢١: ١٠ و٣٤: ٢ و٣٨: ١٨ و٢٣ ومزمور ٧٩).
وَكُلَّ بُيُوتِ ٱلْعُظَمَاءِ تفسيراً للقول السابق أي البيوت التي أحرقها هي بيوت العظماء.
وَبَقِيَّةُ ٱلشَّعْبِ (ع ١١) ذكر الكاتب ثلاثة أنواع من الشعب: أولاً الذين كانوا في المدينة حينما أخذها الكلدانيون فسباهم نبوزرادان. ثانياً الذين هربوا من المدينة فالتجأوا إلى الكلدانيين (إرميا ٣٨: ٢ و١٧) فسباهم أيضاً. ثالثاً بقية الجمهور فسبى نبوزرادان بعضهم وترك البعض الآخر في الأرض ليعملوها ويحفظوها وأعطاهم كروماً وحقولاً (إرميا ٣٩: ١٠) وقال لهم جدليا وكيل الملك أن لا يخافوا من الكلدانيين (إرميا ٤٠: ٩ و١٠).
أَعْمِدَةَ ٱلنُّحَاسِ (ع ١٣) (١ملوك ٧: ١٥ – ٣٧) كسرها الكلدانيون لأنهم لم يقدروا أن يحملوها إلى بابل كما هي فزال جمالها ولم يبق إلا النحاس فقط (إرميا ٥٢: ١٧ – ٢٣) وكان الكلدانيون قد سلبوا أورشليم مرتين قبل المرة المذكورة هنا (دانيال ١: ٢ و٢ملوك ٢٤: ١٣) وكان أكثر الآنية الباقية من نحاس.
لَمْ يَكُنْ وَزْنٌ لِنُحَاسِ كُلِّ هٰذِهِ ٱلأَدَوَاتِ (ع ١٦) وزنوا الآنية الثمينة وقيّدوا وزنها خوفاً من الاختلاس (عزرا ٨: ٢٤ – ٣٤) وأما النحاس فلم يزنوه لأنه كثير وقيمته أقل من قيمة الذهب والفضة. وكاتب السفر طوّل كلامه في هذه الآنية وذلك من محبته لبيت الرب وحزنه على خرابه كما نحب ذكر فضائل أحبائنا الذين فقدناهم.
١٨ – ٢١ «١٨ وَأَخَذَ رَئِيسُ ٱلشُّرَطِ سَرَايَا ٱلْكَاهِنَ ٱلرَّئِيسَ، وَصَفَنْيَا ٱلْكَاهِنَ ٱلثَّانِيَ، وَحَارِسِي ٱلْبَابِ ٱلثَّلاَثَةَ. ١٩ وَمِنَ ٱلْمَدِينَةِ أَخَذَ خَصِيّاً وَاحِداً كَانَ وَكِيلاً عَلَى رِجَالِ ٱلْحَرْبِ، وَخَمْسَةَ رِجَالٍ مِنَ ٱلَّذِينَ يَنْظُرُونَ وَجْهَ ٱلْمَلِكِ ٱلَّذِينَ وُجِدُوا فِي ٱلْمَدِينَةِ، وَكَاتِبَ رَئِيسِ ٱلْجُنْدِ ٱلَّذِي كَانَ يَجْمَعُ شَعْبَ ٱلأَرْضِ، وَسِتِّينَ رَجُلاً مِنْ شَعْبِ ٱلأَرْضِ ٱلْمَوْجُودِينَ فِي ٱلْمَدِينَةِ ٢٠ وَأَخَذَهُمْ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ ٱلشُّرَطِ وَسَارَ بِهِمْ إِلَى مَلِكِ بَابِلَ إِلَى رَبْلَةَ. ٢١ فَضَرَبَهُمْ مَلِكُ بَابِلَ وَقَتَلَهُمْ فِي رَبْلَةَ فِي أَرْضِ حَمَاةَ. فَسُبِيَ يَهُوذَا مِنْ أَرْضِهِ».
١أيام ٦: ١٤ وعزرا ٧: ١ إرميا ٢١: ١ و٢٩: ٢٥ و٢٩ أستير ١: ١٤ ص ٢٣: ٣٣ ص ٢٣: ٢٧ وتثنية ٢٨: ٦٤
سَرَايَا ابن عزريا بن حلقيا الذي كان رئيس الكهنة في زمان يوشيا.
صَفَنْيَا ٱلْكَاهِنَ ٱلثَّانِيَ أي نائب رئيس الكهنة (انظر ٢٣: ٤ وتفسيره).
حَارِسِي ٱلْبَابِ ٱلثَّلاَثَةَ كان الحراس ٢٤ وعليهم ستة رؤساء. ولا نعرف لماذا أخذوا ثلاثة منه فقط.
ٱلَّذِينَ يَنْظُرُونَ وَجْهَ ٱلْمَلِكِ (ع ١٩) وهم وزراؤه القريبون منه ومشيروه لأن عموم الشعب لم يروا الملك.
كَاتِبَ رَئِيسِ ٱلْجُنْدِ في الصورة الأشورية كثيراً ما يُصور الكاتب. وكان عليه ان يعد الجيش ويبلغهم أوامر القائد.
وَسِتِّينَ رَجُلاً كانوا من الرؤساء.
فَضَرَبَهُمْ مَلِكُ بَابِلَ (ع ٢١) أو أمر بقتلهم ولم يعمل بالقساوة كبعض القدماء. قيل إن داريوس قتل ٣٠٠٠ من أهل بابل بعدما أخذ المدينة. ونبوخذ ناصر وعبده نبوزرادان عاملا إرميا باللطف (إرميا ٣٩: ١١ – ١٤ و٤٠: ١ – ٥).
فَسُبِيَ يَهُوذَا كان السبي الأول في السنة السابعة لنبوخذ ناصر (إرميا ٥٢: ٢٨) أو الثامنة (٢ملوك ٢٤: ١٢) لما سُبي يهوياكين. والسبي الثاني في السنة الثامنة عشرة لنبوخذ ناصر (إرميا ٥٢: ٢٩) أو السنة التاسعة عشرة (٢ملوك ٢٥: ٨) حينما سبي صدقيا. والسبي الثالث في السنة الثالثة والعشرين لنبوخذ ناصر حينا سبى نبوزرادان ٧٤٥ نفساً (إرميا ٥٢: ٣٠) وإذا ظهر اختلاف بين ما أتى في سفر الملوك وما أتى في سفر إرميا في أمر التاريخ أو في أمر المسبيين نقول من جهة التاريخ إنه لم يتفق المؤرخون القدماء على حادثة يؤرخون منها أو إليها كسنة الميلاد أو سنة الهجرة أو سنة تأسيس مدينة رومية بل أرّخوا من ملك أحد الملوك فيكون أحياناً أحد ملوك يهوذا وأحياناً أحد ملوك بابل. وأحياناً كانوا يحسبون كسر سنة كسنة كاملة وكانوا أحياناً يتركونه فتصعب المطابقة. ومن جهة عدد المسبيين ربما دخل أناس من الأسرى في حساب البعض ولم يدخلوا في حساب غيرهم. ومن اليهود قُتل البعض ومات البعض الآخر من الجوع والوبإ فكان عدد المسبيين قليلاً بالنسبة إلى ما كانوا عليه في زمان سليمان. وكان زمان السبي سبعين سنة أولها من السنة الرابعة من ملك يهوياقيم (إرميا ٢٥: ١ و١٢).
٢٢ – ٢٦ «٢٢ وَأَمَّا ٱلشَّعْبُ ٱلَّذِي بَقِيَ فِي أَرْضِ يَهُوذَا ٱلَّذِينَ أَبْقَاهُمْ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ، فَوَكَّلَ عَلَيْهِمْ جَدَلْيَا بْنَ أَخِيقَامَ بْنِ شَافَانَ. ٢٣ وَلَمَّا سَمِعَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ ٱلْجُيُوشِ هُمْ وَرِجَالُهُمْ أَنَّ مَلِكَ بَابِلَ قَدْ وَكَّلَ جَدَلْيَا أَتَوْا إِلَى جَدَلْيَا إِلَى ٱلْمِصْفَاةِ، وَهُمْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا وَيُوحَنَانُ بْنُ قَارِيحَ وَسَرَايَا بْنُ تَنْحُومَثَ ٱلنَّطُوفَاتِيِّ وَيَازَنْيَا ٱبْنُ ٱلْمَعْكِيِّ هُمْ وَرِجَالُهُمْ. ٢٤ وَحَلَفَ جَدَلْيَا لَهُمْ وَلِرِجَالِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: لاَ تَخَافُوا مِنْ عَبِيدِ ٱلْكِلْدَانِيِّينَ. ٱسْكُنُوا ٱلأَرْضَ وَتَعَبَّدُوا لِمَلِكِ بَابِلَ فَيَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ. ٢٥ وَفِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ جَاءَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا بْنِ أَلِيشَمَعَ مِنَ ٱلنَّسْلِ ٱلْمَلِكِيِّ وَعَشَرَةُ رِجَالٍ مَعَهُ وَضَرَبُوا جَدَلْيَا فَمَاتَ، وَأَيْضاً ٱلْيَهُودُ وَٱلْكِلْدَانِيِّينَ ٱلَّذِينَ مَعَهُ فِي ٱلْمِصْفَاةِ. ٢٦ فَقَامَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ مِنَ ٱلصَّغِيرِ إِلَى ٱلْكَبِيرِ وَرُؤَسَاءُ ٱلْجُيُوشِ وَجَاءُوا إِلَى مِصْرَ، لأَنَّهُمْ خَافُوا مِنَ ٱلْكِلْدَانِيِّينَ».
إرميا ٣٩: ١٤ إرميا ٤٠: ٧ – ٩ يشوع ١٨: ٢٦ إرميا ٤١: ١ و٢ إرميا ٤٣: ٤ – ٧
جَدَلْيَا ابن أخيقام أحد الذين أرسلهم يوشيا إلى خلدة النبية ليسألوا الرب (٢٢: ١٢) وخلّص إرميا من الكهنة الذين قصدوا قتله (إرميا ٢٦: ٢٤) وكان أخيقام بن شافان الكاتب في زمان يوشيا. وربما أن تعيين جدليا وكيلاً على الأرض كان استجابة لطلب إرميا لأن إرميا كان مقبولاً ومعتبراً عند نبوزرادان وملك بابل (إرميا ٤٠: ١ – ٥) لأنه كان يشير على اليهود أن يخضعوا لملك بابل (إرميا ٣٨: ١٧ و١٨) ولم يكن جدليا من النسل الملكي وكان عادلاً مستقيماً غيوراً للوطن.
رُؤَسَاءِ ٱلْجُيُوشِ (ع ٢٣) كانوا قد هربوا مع صدقيا (ع ٤) ثم تفرقوا عنه (ع ٥).
إِلَى ٱلْمِصْفَاةِ في سبط بنيامين (اطلب مصفاة في قاموس الكتاب) تمّ فيها انتخاب شاول ملكاً (١صموئيل ١٠: ١٧ – ٢١) ويظن بعضهم أنها «نبي صموئيل» الحالية على بعد نحو أربعة أميال من أورشليم.
إِسْمَاعِيلُ من النسل الملكي (ع ٢٥) فكان مقاوماً للكلدانيين وربما كان له أمل برجوع السلطة لبيت داود.
وَيُوحَنَانُ أو يوحانان. حذّر جدليا من إسماعيل قائلاً أن بعليس ملك بني عمون قد أرسله ليقتل جدليا فلم يصدقه جدليا (إرميا ٤٠: ١٣ – ١٦).
سَرَايَا… ٱلنَّطُوفَاتِيِّ وفي (إرميا ٤٠: ٨) وبنو عيفاي النطوفاني وربما أن الكلمتين «بنو عيفاي» تُركتا هنا سهواً. وكانت نطوفة بقرب بيت لحم (عزرا ٢: ٢١ و٢٢).
وَيَازَنْيَا… ٱلْمَعْكِيِّ كانت معكة شرقي الأردن على حدود باشان وربما كان يازنيا أرامياً وليس من بني إسرائيل.
وَحَلَفَ جَدَلْيَا لَه (ع ٢٤) كانوا مستحقين الموت لأنهم عصوا ملك بابل.
فِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ (ع ٢٥) تعيّن صوم في هذا الشهر تذكاراً لقتل جدليا (زكريا ٧: ٥) وجاء في (إرميا ٤١: ١ – ١٠) إن إسماعيل ورجاله أكلوا خبزاً عند جدليا فضربوا من صدقهم وأضافهم في بيته.
وَجَاءُوا إِلَى مِصْرَ (ع ٢٦) لأنهم ظنوا أن ملك بابل لا يميز بين إسماعيل وأتباعه وبين غيرهم من اليهود فيغضب على جميع اليهود بسبب قتل جدليا الذي كان قد عيّنه حاكماً وقتل الكلدانيين الذين كانوا معه. وقيل أيضاً في (إرميا ٤١) إن إسماعيل قتل رجالاً من شكيم وشيلو ومن السامرة ثمانين رجلاً ما عدا عشرة منهم وإنه سبى كل بقية الشعب وذهب ليعبر إلى بني عمون. وقال الرب ليوحانان وقومه أن لا يهربوا إلى مصر بل أن يبقوا في الأرض ولا يخافوا من الكلدانيين ولكنهم لم يسمعوا لصوت الرب بل جاءوا إلى مصر وأخذوا إرميا معهم وصارت كلمة الرب إلى إرميا في تحفنحيس في مصر إن الشر الذي هربوا منه أي القتل والسبي سليحقهم إلى مصر.
٢٧ – ٣٠ «٢٧ وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِعَةِ وَٱلثَّلاَثِينَ لِسَبْيِ يَهُويَاكِينَ مَلِكِ يَهُوذَا، فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي عَشَرَ فِي ٱلسَّابِعِ وَٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ، رَفَعَ أَوِيلُ مَرُودَخُ مَلِكُ بَابِلَ فِي سَنَةِ تَمَلُّكِهِ رَأْسَ يَهُويَاكِينَ مَلِكِ يَهُوذَا مِنَ ٱلسِّجْنِ ٢٨ وَكَلَّمَهُ بِخَيْرٍ، وَجَعَلَ كُرْسِيَّهُ فَوْقَ كَرَاسِيِّ ٱلْمُلُوكِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ فِي بَابِلَ. ٢٩ وَغَيَّرَ ثِيَابَ سِجْنِهِ. وَكَانَ يَأْكُلُ دَائِماً ٱلْخُبْزَ أَمَامَهُ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ. ٣٠ وَوَظِيفَتُهُ وَظِيفَةٌ دَائِمَةٌ تُعْطَى لَهُ مِنْ عِنْدِ ٱلْمَلِكِ أَمْرُ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ».
إرميا ٥٢: ٣١ – ٣٤ ص ٢٤: ١٢ و١٥ تكوين ٤٠: ١٣ و٢٠ و٢صموئيل ٩: ٧ نحميا ١١: ٢٣ و١٢: ٤٧
ورد في هذا السفر أخبار محزنة في خطايا الملوك والشعب وغضب الرب عليهم وسقوط أورشليم وسبي الشعب وملكهم الأخير. ولكن في خاتمة السفر لمحة رجاء فإن الملك يهوياكين بعدما كان له سبعة وثلاثون سنة في السجن رفع ملك بابل أويل مردوخ رأسه وكلمه بخير. ولا نعرف ماذا حمل ملك بابل على هذا العمل إلا أنه كان من رحمة الله لشعبه ليعرفوا إنه لم يتركهم تماماً فيكون لهم رجاء بالخلاص والرجوع من السبي إلى بلادهم حسب مواعيده.
فائدة
إن أورشليم الحقيقية هي أورشليم الجديدة المقدسة النازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس لرجلها وهي الكنيسة التي اشتراها الرب يسوع وطهّرها بدمه. سيسكن هو معها وتكون هي شعبه. وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد. ويكتب الرب نواميسه على صفحات قلوبهم.
السابق |