سفر الملوك الثاني | 17 | السنن القويم
السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم
شرح سفر الملوك الثاني
للقس . وليم مارش
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ عَشَرَ
١ – ٦ «١ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةَ عَشَرَةَ لآحَازَ مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ هُوشَعُ بْنُ أَيْلَةَ فِي ٱلسَّامِرَةِ عَلَى إِسْرَائِيلَ تِسْعَ سِنِينَ. ٢ وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، وَلٰكِنْ لَيْسَ كَمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ. ٣ وَصَعِدَ عَلَيْهِ شَلْمَنْأَسَرُ مَلِكُ أَشُّورَ فَصَارَ لَهُ هُوشَعُ عَبْداً وَدَفَعَ لَهُ جِزْيَةً. ٤ وَوَجَدَ مَلِكُ أَشُّورَ فِي هُوشَعَ خِيَانَةً، لأَنَّهُ أَرْسَلَ رُسُلاً إِلَى سَوَا مَلِكِ مِصْرَ وَلَمْ يُؤَدِّ جِزْيَةً إِلَى مَلِكِ أَشُّورَ حَسَبَ كُلِّ سَنَةٍ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ مَلِكُ أَشُّورَ وَأَوْثَقَهُ فِي ٱلسِّجْنِ. ٥ وَصَعِدَ مَلِكُ أَشُّورَ عَلَى كُلِّ ٱلأَرْضِ، وَصَعِدَ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ وَحَاصَرَهَا ثَلاَثَ سِنِينَ. ٦ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلتَّاسِعَةِ لِهُوشَعَ أَخَذَ مَلِكُ أَشُّورَ ٱلسَّامِرَةَ، وَسَبَى إِسْرَائِيلَ إِلَى أَشُّورَ وَأَسْكَنَهُمْ فِي حَلَحَ وَخَابُورَ نَهْرِ جُوزَانَ وَفِي مُدُنِ مَادِي».
ص ١٥: ٣٠ ص ١٨: ٩ – ١٢ هوشع ١٠: ١٤ هوشع ١٣: ١٦ تثنية ٢٨: ٦٤ و٢٩: ٢٧ و ٢٨ ص ١٨: ١١ و١أيام ٥: ٢٦ إشعياء ١٣: ١٧ و٢١: ٢
ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةَ عَشَرَةَ لآحَازَ (انظر ١٥: ٣٠).
لَيْسَ كَمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ (ع ٢) كان هوشع الملك التاسع عشر والأخير لإسرائيل وكان أحسن من بعض أسلافه ومع ذلك كان سقوط المملكة في أيامه. فلم تسقط المملكة لسبب خطايا واحد بل لسبب خطايا الملوك كلهم من يربعام إلى هوشع وخطايا الشعب أيضاً. ولا نعرف في أي شيء لم يكن كملوك إسرائيل.
وَصَعِدَ عَلَيْهِ شَلْمَنْأَسَرُ (ع ٣) في الكتابات الأشورية أن تغلث فلاسر ملك هوشع بعد قتله فقح. ونستنتج أن هوشع خضع له مدة حياة تغلث فلاسر ولكنه عصى خليفته شلمنأسر فصعد عليه شلمنأسر فخضع له هوشع. ثم التهى شملنأسر في محاربة فينيقية ومحاصرة مدينة صور الجديدة أي المدينة التي كانت على الجزيرة فاغتنم هوشع الفرصة وحالف سوا ملك مصر آملاً أنه بواسطته يخلص من سلطة أشور. والنبي هوشع نهاه عن هذه المحالفة (هوشع ٧: ١١ و١٢: ١) فصعد شلمنأسر ثانية وحاصر السامرة ولكنه مات قبلما أخذها فأخذها خليفته سرجون بعد حصار ثلاث سنين.
فَقَبَضَ عَلَيْهِ مَلِكُ أَشُّورَ (ع ٤) الظاهر أنه قبض عليه قبل سقوط السامرة فكانت المدافعة عن المدينة من قوّاد الجيش بلا ملك. وأما مدة ملك هوشع أي تسع سنين فهي محسوبة إلى سقوط السامرة وليست إلى تاريخ سجنه. ولم يذكر موت هوشع ولم يخلفه أحدٌ (انظر هوشع ١٠: ٧) «السامرة ملكها يبيد كغثاء على وجه الماء».
وَسَبَى إِسْرَائِيلَ (ع ٦) (انظر ١٥: ٢٩ و١٦: ٩). في الكتابات الأشورية أنه سبى ٢٧٢٩٠ أسيراً و٥٠ مركبة. وكانت السامرة مدينة محصنة موقعها منيع جداً فلم يقدر أن يفتتحها إلا بعد حصار ثلاث سنين (١ملوك ١٦: ٢٤ إشعياء ٢٨: ١ – ٢١). وحلَح قطيعة من أشور في جهات حاران مدينة إبراهيم (تكوين ١١: ٣١) ونهر خابور يصب في الفرات شرقي حماه. ومدن مادي في الشرق البعيد في بلاد العجم الحالية.
٧ – ١٨ «٧ وَكَانَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَخْطَأُوا إِلَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِمِ ٱلَّذِي أَصْعَدَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ تَحْتِ يَدِ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ وَاتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى، ٨ وَسَلَكُوا حَسَبَ فَرَائِضِ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ طَرَدَهُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ أَقَامُوهُمْ. ٩ وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ سِرّاً ضِدَّ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِمْ أُمُوراً لَيْسَتْ بِمُسْتَقِيمَةٍ، وَبَنَوْا لأَنْفُسِهِمْ مُرْتَفَعَاتٍ فِي جَمِيعِ مُدُنِهِمْ مِنْ بُرْجِ ٱلنَّوَاطِيرِ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ ٱلْمُحَصَّنَةِ. ١٠ وَأَقَامُوا لأَنْفُسِهِمْ أَنْصَاباً وَسَوَارِيَ عَلَى كُلِّ تَلٍّ عَالٍ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ. ١١ وَأَوْقَدُوا هُنَاكَ عَلَى جَمِيعِ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ مِثْلَ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ سَاقَهُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ أَمَامِهِمْ، وَعَمِلُوا أُمُوراً قَبِيحَةً لإِغَاظَةِ ٱلرَّبِّ. ١٢ وَعَبَدُوا ٱلأَصْنَامَ ٱلَّتِي قَالَ ٱلرَّبُّ لَهُمْ عَنْهَا: لاَ تَعْمَلُوا هٰذَا ٱلأَمْرَ. ١٣ وَأَشْهَدَ ٱلرَّبُّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى يَهُوذَا عَنْ يَدِ جَمِيعِ ٱلأَنْبِيَاءِ وَكُلِّ رَاءٍ قَائِلاً: ٱرْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ ٱلرَّدِيئَةِ وَٱحْفَظُوا وَصَايَايَ فَرَائِضِي حَسَبَ كُلِّ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّتِي أَوْصَيْتُ بِهَا آبَاءَكُمْ، وَٱلَّتِي أَرْسَلْتُهَا إِلَيْكُمْ عَنْ يَدِ عَبِيدِي ٱلأَنْبِيَاءِ. ١٤ فَلَمْ يَسْمَعُوا بَلْ صَلَّبُوا أَقْفِيَتَهُمْ كَأَقْفِيَةِ آبَائِهِمِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِٱلرَّبِّ إِلٰهِهِمْ. ١٥ وَرَفَضُوا فَرَائِضَهُ وَعَهْدَهُ ٱلَّذِي قَطَعَهُ مَعَ آبَائِهِمْ وَشَهَادَاتِهِ ٱلَّتِي شَهِدَ بِهَا عَلَيْهِمْ، وَسَارُوا وَرَاءَ ٱلْبَاطِلِ، وَصَارُوا بَاطِلاً وَرَاءَ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ حَوْلَهُمُ، ٱلَّذِينَ أَمَرَهُمُ ٱلرَّبُّ أَنْ لاَ يَعْمَلُوا مِثْلَهُمْ. ١٦ وَتَرَكُوا جَمِيعَ وَصَايَا ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِمْ وَعَمِلُوا لأَنْفُسِهِمْ مَسْبُوكَاتٍ عِجْلَيْنِ، وَعَمِلُوا سَوَارِيَ وَسَجَدُوا لِجَمِيعِ جُنْدِ ٱلسَّمَاءِ، وَعَبَدُوا ٱلْبَعْلَ. ١٧ وَعَبَّرُوا بَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ فِي ٱلنَّارِ، وَعَرَفُوا عِرَافَةً وَتَفَاءَلُوا، وَبَاعُوا أَنْفُسَهُمْ لِعَمَلِ ٱلشَّرِّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ. ١٨ فَغَضِبَ ٱلرَّبُّ جِدّاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَنَحَّاهُمْ مِنْ أَمَامِهِ، وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ سِبْطُ يَهُوذَا وَحْدَهُ».
يشوع ٢٣: ١٦ خروج ١٤: ١٥ – ٣٠ قضاة ٦: ١٠ لاويين ١٨: ٣ وتثنية ١٨: ٩ ع ١٩ وص ١٦: ٣ ص ١٨: ٨ خروج ٣٤: ١٢ – ١٤ و١ملوك ١٤: ٢٣ وميخا ٥: ١٤ خروج ٢٠: ٤ نحميا ٩: ٢٩ و٣٠ ع ٢٣ و١صموئيل ٩: ٩ إرميا ٧: ٣ – ٧ و١٨: ١١ وحزقيال ١٨: ٣١ خروج ٣٢: ٩ و٣٣: ٣ وأعمال ٧: ٥١ إرميا ٨: ٩ خروج ٢٤: ٦ – ٨ وتثنية ٢٩: ٢٥ تثنية ٣٢: ٢١ إرميا ٢: ٥ ورومية ١: ٢١ – ٢٣ تثنية ١٢: ٣٠ و٣١ و١ملوك ١٢: ٢٨ و١ملوك ١٤: ١٥ و٢٣ ص ٢١: ٣ وتثنية٤: ١٥ و١٩ و١ملوك ١٦: ٣١ ص ١٦: ٣ لاويين ١٩: ٢٦ وتثنية ١٨: ١٠ – ١٢ و١ملوك ٢١: ٢٠ ع ٦ و١ملوك ١١: ١٣ و٣٢ و٣٦
في هذا الفصل راجع المؤرخ تاريخ إسرائيل بجملته وبيّن منه: (١) إن يد الله كانت في كل ما أصابهم فأدبهم بعدله ومحبته ما يؤدب الإنسان ابنه (٢) إن كل ما أصابهم كان نتيجة خطاياهم وكانت خطيتهم الأساسية تركهم للرب (٣) إن ما زاد فظاعة خطيتهم هو أن الرب كان قد اختارهم وأخرجهم من أرض مصر وأسكنهم في أرض كنعان وسلم لهم شريعته وأقام مسكنه بينهم وأرسل لهم أنبياءه.
آلِهَةً أُخْرَى (ع ٧) إنهم من غباوة قلوبهم اتقوا الآلهة التي لا تقدر أن تخلّص عبدتها وفضلوا عبادتها القبيحة على عبادة الرب الطاهرة التي هم قد تعلموها وتربوا عليها.
مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ أَقَامُوهُمْ (ع ٨) كان على الشعب مسؤولية خطايا ملوكهم لأنهم هم أقاموهم واستحسنوا أعمالهم.
وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ سِرّا (ع ٩) (إشعياء ٨: ١٩ وحزقيال ٨: ٧ – ١٢) سراً من جهة الناس ولكن الرب يرى كل شيء. وعلموا إن عملهم هذه الأمور خطية وإلا لما عملوها سراً.
بُرْجِ ٱلنَّوَاطِيرِ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ ٱلْمُحَصَّنَةِ أي من المزرعة الحقيرة إلى المدينة الكبيرة دليلاً على كثرة المرتفعات.
أَنْصَاباً وَسَوَارِيَ (ع ١٠) (انظر ١ملوك ١٤: ١٥).
كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ (١٦: ٤).
وَأَشْهَدَ ٱلرَّبُّ (ع ١٣) لم ينقطع الأنبياء لا في إسرائيل ولا في يهوذا. فكان في يهوذا شمعيا وعدو وعزريا وحناني وياهو ويحزئيل وأليعزر وزكريا وزكريا آخر ويوئيل وميخا وإشعياء وغيرهم. وكان في إسرائيل أخيا وياهو وإيليا وميخا وأليشع ويونان وهوشع وعاموس وعوديد.
كُلِّ ٱلشَّرِيعَةِ كلام الله المتضمن في أسفار موسى وغيرها من أقوال الأنبياء الذين تكلموا باسم الرب.
صَلَّبُوا أَقْفِيَتَهُمْ (ع ١٤) والمجاز مأخوذ من الفرس الصلب الجموح الذي لا يستطيع راكبه أن يثنيه باللجام (خروج ٣٢: ٩).
لَمْ يُؤْمِنُوا بِٱلرَّبِّ وهذا القول قليل الورود في العهد القديم مع أنه يأتي كثيراً في العهد الجديد. وعدم الإيمان بالرب هو جوهر كل خطية فلم يصدقوا مواعيده بل التجأوا إلى آلهة أخرى ولم ينتبهوا إلى إنذاراته بل عملوا حسب سياستهم العالمية. لم ينظروا إلى الأشياء التي لا تُرى بل إلى التي تُرى فسلموا أنفسهم إلى شهواتهم.
وَعَهْدَهُ (ع ١٥) قال الرب لشعبه عند جبل سيناء أنا الرب إلهك (خروج ٢٠: ٢) وقرأ موسى كتاب العهد في مسامع الشعب فقالوا كل ما تكلم به الرب نفعل ونسمع له (خروج ٢٤: ٣ – ٨).
وَشَهَادَاتِهِ وهي وصايا الرب وتأتي الكلمة كثيراً في سفر التثنية وسفر المزامير. ووصايا الرب تشهد له لأنها تُظهر عدله وحكمته ورحمته وغيرها من صفاته.
وَسَارُوا وَرَاءَ ٱلْبَاطِلِ الساجدون كالمسجود له ومن ينظر إلى القباحة والسكر والقساوة وينسب هذه الصفات إلى معبوده يصير قبيحاً وسكيراً وقاسياً.
وَعَمِلُوا لأَنْفُسِهِمْ (ع ١٦) وهنا أولاً ذكر العجلين أحدهما في بيت إيل والآخر في دان (عاموس ٤: ٤ و٧: ١٣ و٨: ١٤) وثانياً ذكر السواري التي بواسطتها سجدوا للقمر أو ملكة السماء أو الزُهرة (إرميا ٧: ١٨ و٤٤: ١٧ – ١٩) وثالثاً جند السماء أي الكواكب والنجوم التي تعلموا عبادتها من الأشوريين ورابعاً البعل الذي كان الشمس رمزاً له (حزقيال ٨: ١٦).
وَعَبَّرُوا بَنِيهِمْ (ع ١٧) (١٦: ٣).
وَعَرَفُوا عِرَافَةً التنبوء بأمور مستقبلة بغير وحي إلهي وكانت تتم بملاحظة النجوم والغيوم وبالقرعة والقضبان وطيران الطير ومراقبة أحشاء الحيوانات الخ (قاموس الكتاب).
وَتَفَاءَلُوا كانوا يتشاءمون بوقوع اللقمة من الفم وسقوط العصا من اليد وصراخ الولد وراء والده ونعيق الغراب فوق الرأس ومرور الغزال على عرض الطريق أمام الإنسان الخ. فإن الناس اعتبروا ذلك نحساً في يوم حدوثه في كل الأعمال التي كانوا ذاهبين إلى عملها (لاويين ١٩: ٢٦).
وَبَاعُوا أَنْفُسَهُمْ (١ملوك ٢١: ٢٠) المبيع ينتقل من يد البائع إلى يد المشتري فيتسلط عليه المشتري ولا يبقى للبائع تسلط عليه مطلقاً. وهكذا بنو إسرائيل رفضوا تسلط الرب عليهم وصاروا تحت تسلط الأباطيل.
فَغَضِبَ ٱلرَّبُّ (ع ١٨) نتيجة الكلام السابق من العدد السابع.
نَحَّاهُمْ مِنْ أَمَامِهِ كل الشرور مجموعة في هذا القول كما تجتمع كل الخيرات في وجود الرب مع شعبه.
إِلاَّ سِبْطُ يَهُوذَا وَحْدَهُ كان مع يهوذا بنيامين وشمعون وقسم من دان (١ملوك ١٢: ٢٣) وبقي يهوذا بعد سقوط إسرائيل بنحو ١٣٥ سنة وبعد سبي بابل رجع أناس من يهوذا وبقوا إلى مجيء المسيح وسقوط أورشليم عن يد تيطس سنة ٧٠ ب.م.
١٩ – ٢٣ «١٩ وَيَهُوذَا أَيْضاً لَمْ يَحْفَظُوا وَصَايَا ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِمْ بَلْ سَلَكُوا فِي فَرَائِضِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّتِي عَمِلُوهَا. ٢٠ فَرَذَلَ ٱلرَّبُّ كُلَّ نَسْلِ إِسْرَائِيلَ، وَأَذَلَّهُمْ وَدَفَعَهُمْ لِيَدِ نَاهِبِينَ حَتَّى طَرَحَهُمْ مِنْ أَمَامِهِ، ٢١ لأَنَّهُ شَقَّ إِسْرَائِيلَ عَنْ بَيْتِ دَاوُدَ، فَمَلَّكُوا يَرُبْعَامَ بْنَ نَبَاطَ، فَأَبْعَدَ يَرُبْعَامُ إِسْرَائِيلَ مِنْ وَرَاءِ ٱلرَّبِّ وَجَعَلَهُمْ يُخْطِئُونَ خَطِيَّةً عَظِيمَةً. ٢٢ وَسَلَكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي جَمِيعِ خَطَايَا يَرُبْعَامَ ٱلَّتِي عَمِلَ. لَمْ يَحِيدُوا عَنْهَا ٢٣ حَتَّى نَحَّى ٱلرَّبُّ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَمَامِهِ كَمَا تَكَلَّمَ عَنْ يَدِ جَمِيعِ عَبِيدِهِ ٱلأَنْبِيَاءِ، فَسُبِيَ إِسْرَائِيلُ مِنْ أَرْضِهِ إِلَى أَشُّورَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ».
١ملوك ١٤: ٢٢ و٢٣ ص ١٦: ٣ ص ١٥: ٢٩ و١ملوك ١١: ١١ و٣١ و١ملوك ١٢: ٢٠ و١ملوك ١٢: ٢٨ – ٣٣ ع ٦ ع ١٣ ع ٦
يَهُوذَا أَيْضاً سلكوا في فرائض إسرائيل إلا عبادة العجلين وكان في يهوذا شيء من الصلاح وبعض ملوك أتقياء فأبقاهم الرب زماناً بعد سقوط إسرائيل ولكنه نحّاهم من أمامه أخيراً فرذل كل نسل إسرائيل أي إسرائيل ويهوذا حسب تفسير بعضهم. وحسب تفسير غيرهم وهو الأرجح أن الكاتب قصد هنا ذكر الأسباط العشرة فقط.
نَاهِبِينَ الأشوريون (١٥: ٢٩).
لأَنَّهُ شَقَّ إِسْرَائِيلَ (ع ٢١) (١ملوك ١١: ٣١) كان انقسام المملكة من جهل رحبعام (١ملوك ١٢: ١٥) وخطية يربعام. وهو من الرب أيضاً بما أنه ترك شعبه ليعملوا حسب إرادتهم تأديباً لهم على خطاياهم.
فَسُبِيَ إِسْرَائِيلُ… إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ (ع ٢٣) أي إلى يوم كاتب السفر. والبحث في وجود الأسباط العشرة في أيامنا عبث لأن بعضهم انضموا إلى يهوذا وأكثرهم اختلطوا مع الوثنيين فضاع اسمهم وجنسهم ويظهر من ٢أيام ٣٤: ٩ أن بعضهم بقوا في بلادهم ولم يُسبوا.
٢٤ – ٢٦ «٢٤ وَأَتَى مَلِكُ أَشُّورَ بِقَوْمٍ مِنْ بَابِلَ وَكُوثَ وَعَوَّا وَحَمَاةَ وَسَفَرْوَايِمَ وَأَسْكَنَهُمْ فِي مُدُنِ ٱلسَّامِرَةِ عِوَضاً عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَٱمْتَلَكُوا ٱلسَّامِرَةَ وَسَكَنُوا فِي مُدُنِهَا. ٢٥ وَكَانَ فِي ٱبْتِدَاءِ سَكَنِهِمْ هُنَاكَ أَنَّهُمْ لَمْ يَتَّقُوا ٱلرَّبَّ، فَأَرْسَلَ ٱلرَّبُّ عَلَيْهِمِ ٱلسِّبَاعَ فَكَانَتْ تَقْتُلُ مِنْهُمْ. ٢٦ فَقَالُوا لِمَلِكِ أَشُّورَ: إِنَّ ٱلأُمَمَ ٱلَّذِينَ سَبَيْتَهُمْ وَأَسْكَنْتَهُمْ فِي مُدُنِ ٱلسَّامِرَةِ لاَ يَعْرِفُونَ قَضَاءَ إِلٰهِ ٱلأَرْضِ، فَأَرْسَلَ عَلَيْهِمِ ٱلسِّبَاعَ فَهِيَ تَقْتُلُهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ قَضَاءَ إِلٰهِ ٱلأَرْضِ».
عزرا ٤: ٢ و١٠ ص ١٨: ٣٤ و١ملوك ٨: ٦٥
وَأَتَى مَلِكُ أَشُّورَ قال بعض المستوطنين في يهوذا في زمان عزرا أن الملك أسرحدون أصعدهم (عزرا ٤: ٢ و٢ملوك ١٩: ٣٧) وقال غيرهم إن اسنفر ابن أسرحدون وخليفته أسكنهم مدن السامرة.
وَكُوثَ الخ وكوث على الفرات شمالي بابل وهي تل إبراهيم الحالية وموقع عوّا مجهول وسفروايم شمالي كوث على قناة الفرات. وكان من سياسة ملوك أشور أن ينقلوا سكان الأرض ويُسكنوا غيرهم عوضاً عنهم حتى تضعف محبتهم للوطن واتحادهم بعضهم مع بعض ويخضعوا لملك أشور.
فَأَرْسَلَ عَلَيْهِمِ ٱلسِّبَاعَ (ع ٢٦) كثرت الوحوش حينما قلّ السكان (خروج ٢٣: ٢٩) ومن كثرة السكان في أيامنا ليس من سباع مطلقاً في هذه البلاد. ومع أنه كان أمراً طبيعياً هو من الرب (لاويين ٢٦: ٢١ و٢٢).
إِلٰهِ ٱلأَرْضِ ظنوا أن كل قطيعة من الأرض كان لها إله خصوصي كما كان لها حاكم خصوصي من بني البشر.
٢٧ – ٣٣ «٢٧ فَأَمَرَ مَلِكُ أَشُّورَ: ٱبْعَثُوا إِلَى هُنَاكَ وَاحِداً مِنَ ٱلْكَهَنَةِ ٱلَّذِينَ سَبَيْتُمُوهُمْ مِنْ هُنَاكَ فَيَذْهَبَ وَيَسْكُنَ هُنَاكَ وَيُعَلِّمَهُمْ قَضَاءَ إِلٰهِ ٱلأَرْضِ. ٢٨ فَأَتَى وَاحِدٌ مِنَ ٱلْكَهَنَةِ ٱلَّذِينَ سَبَوْهُمْ مِنَ ٱلسَّامِرَةِ وَسَكَنَ فِي بَيْتِ إِيلَ وَعَلَّمَهُمْ كَيْفَ يَتَّقُونَ ٱلرَّبَّ. ٢٩ فَكَانَتْ كُلُّ أُمَّةٍ تَعْمَلُ آلِهَتَهَا وَوَضَعُوهَا فِي بُيُوتِ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا ٱلسَّامِرِيُّونَ، كُلُّ أُمَّةٍ فِي مُدُنِهَا ٱلَّتِي سَكَنَتْ فِيهَا. ٣٠ فَعَمِلَ أَهْلُ بَابِلَ سُكُّوتَ بَنُوثَ، وَأَهْلُ كُوثَ عَمِلُوا نَرْجَلَ، وَأَهْلُ حَمَاةَ عَمِلُوا أَشِيمَا، ٣١ وَٱلْعُوِّيُّونَ عَمِلُوا نِبْحَزَ وَتَرْتَاقَ، وَٱلسَّفَرْوَايِمِيُّونَ كَانُوا يُحْرِقُونَ بَنِيهِمْ بِٱلنَّارِ لأَدْرَمَّلَكَ وَعَنَمَّلَكَ إِلٰهَيْ سَفَرْوَايِمَ. ٣٢ فَكَانُوا يَتَّقُونَ ٱلرَّبَّ وَيَعْمَلُونَ لأَنْفُسِهِمْ مِنْ بَيْنِهِمْ كَهَنَةَ مُرْتَفَعَاتٍ يُقَرِّبُونَ لأَجْلِهِمْ فِي بُيُوتِ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ. ٣٣ كَانُوا يَتَّقُونَ ٱلرَّبَّ وَيَعْبُدُونَ آلِهتَهُمْ كَعَادَةِ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ سَبَوْهُمْ مِنْ بَيْنِهِمْ»
١ملوك ١٢: ٣١ و١٣: ٣٢ ع ٢٤ ع ١٧ ص ١٩: ٣٧ ع ٢٤ صفنيا ١: ٥ و١ملوك ١٢: ٣١
وَاحِدٌ مِنَ ٱلْكَهَنَةِ من كهنة العجلين كان يعلمهم قضاء إله الأرض كما فرضه يربعام.
وَسَكَنَ فِي بَيْتِ إِيلَ (ع ٢٨) ربما كان هو أصلاً من بيت إيل فرجع إلى بلاده والخدمة الدينية التي كان قد اعتادها. وتسمّت في هوشع بيت آون أي بيت البطل لأنها لم تستحق اسمها الحقيقي بيت إيل أي بيت الله (هوشع ٤: ١٥) وليس إلا آية واحدة تذكر دان (عاموس ٨: ١٤).
بُيُوتِ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ (ع ٢٩) وجدوا معابد مصنوعة حاضرة فاستعملوها. ولا شك في أن بعض المزارات الموجودة اليوم على التلال وتحت الأشجار الخضراء هي نفس المعابد التي كان الإسرائيليون والسامريون والوثنيون يسجدون فيها.
ٱلسَّامِرِيُّونَ هذا أول ذكر للسامريين ويُذكرون كثيراً في العهد الجديد. وهنا خبر أصل دينهم فإنه كان ديناً مختلطاً لا عبادة الإله الحقيقي ولا عبادة وثنية محضاً. فكان اليهود في زمان يسوع يحتقرونهم (يوحنا ٤: ٩).
سُكُّوتَ بَنُوثَ الخ (ع ٣٠) كان نرجل إله الحرب والوباء عند البابليين وكان معبده في كوث وصنمه على هيئة أسد له جناحان ووجه إنسان. ودخل اسمه في بعض الأسماء البابلية كنرجل شرصر (إرميا ٣٩: ٣).
مِنْ بَيْنِهِمْ كَهَنَةَ (ع ٣٢) اهتم اليهود كثيراً بنسل الكهنة فمن الضرورة أنهم يكونون من نسل هارون لا غيره (عزرا ٢: ٦١ – ٦٣).
٣٤ – ٤١ «٣٤ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ يَعْمَلُونَ كَعَادَاتِهِمِ ٱلأُوَلِ. لاَ يَتَّقُونَ ٱلرَّبَّ وَلاَ يَعْمَلُونَ حَسَبَ فَرَائِضِهِمْ وَعَوَائِدِهِمْ وَلاَ حَسَبَ ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْوَصِيَّةِ ٱلَّتِي أَمَرَ بِهَا ٱلرَّبُّ بَنِي يَعْقُوبَ (ٱلَّذِي جَعَلَ ٱسْمَهُ إِسْرَائِيلَ). ٣٥ وَقَطَعَ ٱلرَّبُّ مَعَهُمْ عَهْداً وَأَمَرَهُمْ: لاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى وَلاَ تَسْجُدُوا لَهَا وَلاَ تَعْبُدُوهَا وَلاَ تَذْبَحُوا لَهَا. ٣٦ بَلْ إِنَّمَا اتَّقُوا ٱلرَّبَّ ٱلَّذِي أَصْعَدَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ، وَلَهُ ٱسْجُدُوا وَلَهُ ٱذْبَحُوا. ٣٧ وَٱحْفَظُوا ٱلْفَرَائِضَ وَٱلأَحْكَامَ وَٱلشَّرِيعَةَ وَٱلْوَصِيَّةَ ٱلَّتِي كَتَبَهَا لَكُمْ لِتَعْمَلُوا بِهَا كُلَّ ٱلأَيَّامِ، وَلاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى. ٣٨ وَلاَ تَنْسَوْا ٱلْعَهْدَ ٱلَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَكُمْ وَلاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى. ٣٩ بَلْ إِنَّمَا اتَّقُوا ٱلرَّبَّ إِلٰهَكُمْ وَهُوَ يُنْقِذُكُمْ مِنْ أَيْدِي جَمِيعِ أَعْدَائِكُمْ. ٤٠ فَلَمْ يَسْمَعُوا بَلْ عَمِلُوا حَسَبَ عَادَتِهِمِ ٱلأُولَى. ٤١ فَكَانَ هٰؤُلاَءِ ٱلأُمَمُ يَتَّقُونَ ٱلرَّبَّ وَيَعْبُدُونَ تَمَاثِيلَهُمْ، وَأَيْضاً بَنُوهُمْ وَبَنُو بَنِيهِمْ. فَكَمَا عَمِلَ آبَاؤُهُمْ هٰكَذَا هُمْ عَامِلُونَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ».
تكوين ٣٢: ٢٨ و٣٥: ١٠ قضاة ٦: ١٠ خروج ٢٠: ٥ خروج ١٤: ١٥ – ٣٠ خروج ٦: ٦ و٩: ١٥ لاويين ١٩: ٣٢ وتثنية ٦: ١٣ تثنية ٥: ٣٢ تثنية ٤: ٢٣ و٦: ١٢ صفنيا ١: ٥ ومتّى ٦: ٢٤
لاَ يَتَّقُونَ ٱلرَّبَّ وفي ع ٣٣ إنهم كانوا يتقون الرب أي اتقوه بالعبادة الخارجية بلا عبادة روحية قلبية.
فَرَائِضِهِمْ أي فرائض بني يعقوب أو الإسرائيليين والكلام الآتي هو لأجل الإيضاح أي الشريعة والوصية التي أمر بها الرب بني يعقوب. وصار السامريون ثلاثة أنواع (١) الساجدون للعجلين كما فرض يربعام وهم قليلون (٢) الإسرائيليون الذين أضافوا على عبادة العجلين ما اتخذوه من الوثنيين (٣) الوثنيون الذين أضافوا على عبادتهم للأصنام ما كانوا اتخذوه من الإسرائيليين. وكثيرون من السامريين آمنوا بالمسيح (يوحنا ٤: ٣٩ – ٤٢ وأعمال ٨: ٥ و٢٥).
فوائد
«وعبدوا الأصنام» (ع ١٢).
- إن في هذه العبادة مواعيد كاذبة كشبع الشهوات ومنال بركات جسدية والخلاص من الضيقات.
- إن في هذه العبادة خدمة شاقة كتقديمهم تقادم ثمينة وذبح أولادهم وجروح وأصوام وأسفار وأحزان ومخاوف.
- إن من عواقب هذه العبادة الانحطاط الجسدي والعقلي والهلاك الأبدي.
«وعرفوا عرافة» (ع ١٧)
- إن الجميع يحبون أن يعرفوا الأمور المخفية والمستقبلة ويميلون إلى كل من يدّعي بهذه المعرفة.
- إن العرافة هي نوع من السجود لآلهة أخرى لأن لا أحد يعرف المستقبل إلا الله وحده وإذا طلبنا هذه المعرفة من أحد من بني البشر جعلناه إلهنا.
- إن لا أحد من جميع المدّعين بمعرفة هذه الخفيات أفاد بني البشر أدنى إفادة.
- إن في الكتاب المقدس إعلانات صادقة كافية وليس في غيره.
السابق |
التالي |