الملوك الأول

سفر الملوك الأول | 18 | السنن القويم

السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

شرح سفر الملوك الأول

للقس . وليم مارش

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ عَشَرَ

١ – ٦ «١ وَبَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ كَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ إِلَى إِيلِيَّا فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ: ٱذْهَبْ وَتَرَاءَ لأَخْآبَ فَأُعْطِيَ مَطَراً عَلَى وَجْهِ ٱلأَرْضِ. ٢ فَذَهَبَ إِيلِيَّا لِيَتَرَاءَى لأَخْآبَ. وَكَانَ ٱلْجُوعُ شَدِيداً فِي ٱلسَّامِرَةِ، ٣ فَدَعَا أَخْآبُ عُوبَدْيَا ٱلَّذِي عَلَى ٱلْبَيْتِ وَكَانَ عُوبَدْيَا يَخْشَى ٱلرَّبَّ جِدّاً. ٤ وَكَانَ حِينَمَا قَطَعَتْ إِيزَابَلُ أَنْبِيَاءَ ٱلرَّبِّ أَنَّ عُوبَدْيَا أَخَذَ مِئَةَ نَبِيٍّ وَخَبَّأَهُمْ خَمْسِينَ رَجُلاً فِي مَغَارَةٍ وَعَالَهُمْ بِخُبْزٍ وَمَاءٍ ٥ وَقَالَ أَخْآبُ لِعُوبَدْيَا: ٱذْهَبْ فِي ٱلأَرْضِ إِلَى جَمِيعِ عُيُونِ ٱلْمَاءِ وَإِلَى جَمِيعِ ٱلأَوْدِيَةِ، لَعَلَّنَا نَجِدُ عُشْباً فَنُحْيِيَ ٱلْخَيْلَ وَٱلْبِغَالَ وَلاَ نُعْدَمَ ٱلْبَهَائِمَ كُلَّهَا. ٦ فَقَسَمَا بَيْنَهُمَا ٱلأَرْضَ لِيَعْبُرَا بِهَا. فَذَهَبَ أَخْآبُ فِي طَرِيقٍ وَاحِدٍ وَحْدَهُ، وَذَهَبَ عُوبَدْيَا فِي طَرِيقٍ آخَرَ وَحْدَهُ».

ص ١٧: ١ ص ١٦: ٩ ع ١٣

أول ما تنبأ إيليا بالقحط ربما ازدرى الناس قوله ولم يصدقوه. وفي آخر المدة وبعدما وصلوا إلى الدرجة العظمى من الضيق تأكدوا أن الأمر من الرب وليس للبعل أدنى قوة فصاروا مستعدين للرجوع إلى الرب.

ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ وفي العهد الجديد (لوقا ٤: ٢٥ ويعقوب ٥: ١٧) ثلاث سنين وستة أشهر. ولعل المراد هنا كون المطر أُمسك ثلاث سنين بعد وقته أي ثلاثة أشتية فيكون القحط قد دام مدة الربيع والصيف أيضاً. وجملة ذلك ثلاث سنين ونصف سنة.

تَرَاءَ لأَخْآبَ لأن الكلام الأول كان له (١٧: ١) وهو الرئيس والنائب عن الشعب. وجمع كل إسرائيل إلى جبل الكرمل وأنبياء البعل وأنبياء السواري ولا يكون إلا بأمر الملك (ع ١٩).

عُوبَدْيَا ٱلَّذِي عَلَى ٱلْبَيْتِ (ع ٣) نرى هنا شهادة غير المؤمن للمؤمن لأن هذا المنصب أكثر من غيره من المناصب يستلزم الأمانة، والأمانة المطلوبة لا تكون إلا عند عبدة الرب. ومن لا يخشى الرب لا يخشى الكذب والاختلاس.

قَطَعَتْ إِيزَابَلُ أَنْبِيَاءَ ٱلرَّبِّ (ع ٤) كانت إيزابل المحركة والمتسلطة على الملك وبواسطته تسلطت على الشعب كله ولكنها لم تنجح كل النجاح في عملها هذا لأنه نجا مئة نبي بواسطة عوبديا وذُكرت بعد ذلك مدارس الأنبياء (٢ملوك ٢: ١ و٢ و٤) وكان عدد عبدة الرب سبعة آلاف (١٩: ١٨) والأرجح أن إيزابل لم تضطهد كهنة العجول في بيت إيل ودان ولا كهنة المرتفعات فذُكر أربع مئة منهم في ٢٢: ٦).

خَمْسِينَ رَجُلاً فِي مَغَارَةٍ أي خمسين في مكان وخمسين في مكان آخر (ع ١٣).

فَقَسَمَا بَيْنَهُمَا ٱلأَرْضَ (ع ٦) دليل على قلة الماء والعشب والتفتيش عنهما بكل ضبط.

٧ – ١٦ «٧ وَفِيمَا كَانَ عُوبَدْيَا فِي ٱلطَّرِيقِ إِذَا بِإِيلِيَّا قَدْ لَقِيَهُ. فَعَرَفَهُ وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَقَالَ: أَأَنْتَ هُوَ سَيِّدِي إِيلِيَّا؟ ٨ فَقَالَ لَهُ: أَنَا هُوَ. ٱذْهَبْ وَقُلْ لِسَيِّدِكَ: هُوَذَا إِيلِيَّا. ٩ فَقَالَ: مَا هِيَ خَطِيَّتِي حَتَّى إِنَّكَ تَدْفَعُ عَبْدَكَ لِيَدِ أَخْآبَ لِيُمِيتَنِي؟ ١٠ حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ إِنَّهُ لاَ تُوجَدُ أُمَّةٌ وَلاَ مَمْلَكَةٌ لَمْ يُرْسِلْ سَيِّدِي إِلَيْهَا لِيُفَتِّشَ عَلَيْكَ، وَكَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّهُ لاَ يُوجَدُ. وَكَانَ يَسْتَحْلِفُ ٱلْمَمْلَكَةَ وَٱلأُمَّةَ أَنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوكَ. ١١ وَٱلآنَ أَنْتَ تَقُولُ: ٱذْهَبْ قُلْ لِسَيِّدِكَ هُوَذَا إِيلِيَّا. ١٢ وَيَكُونُ إِذَا ٱنْطَلَقْتُ مِنْ عِنْدِكَ أَنَّ رُوحَ ٱلرَّبِّ يَحْمِلُكَ إِلَى حَيْثُ لاَ أَعْلَمُ. فَإِذَا أَتَيْتُ وَأَخْبَرْتُ أَخْآبَ وَلَمْ يَجِدْكَ فَإِنَّهُ يَقْتُلُنِي. وَأَنَا عَبْدُكَ أَخْشَى ٱلرَّبَّ مُنْذُ صِبَايَ. ١٣ أَلَمْ يُخْبَرْ سَيِّدِي بِمَا فَعَلْتُ حِينَ قَتَلَتْ إِيزَابَلُ أَنْبِيَاءَ ٱلرَّبِّ، إِذْ خَبَّأْتُ مِنْ أَنْبِيَاءِ ٱلرَّبِّ مِئَةَ رَجُلٍ، خَمْسِينَ خَمْسِينَ رَجُلاً فِي مَغَارَةٍ وَعُلْتُهُمْ بِخُبْزٍ وَمَاءٍ؟ ١٤ وَأَنْتَ ٱلآنَ تَقُولُ: ٱذْهَبْ قُلْ لِسَيِّدِكَ: هُوَذَا إِيلِيَّا. فَيَقْتُلُنِي. ١٥ فَقَالَ إِيلِيَّا: حَيٌّ هُوَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ ٱلَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ، إِنِّي ٱلْيَوْمَ أَتَرَاءَى لَهُ. ١٦ فَذَهَبَ عُوبَدْيَا لِلِقَاءِ أَخْآبَ وَأَخْبَرَهُ، فَسَارَ أَخْآبُ لِلِقَاءِ إِيلِيَّا».

٢ملوك ١: ٦ – ٨ ص ١٧: ١ و٢ملوك ٢: ١٦ وحزقيال ٣: ١٢ و١٤ وأعمال ٨: ٣٩ ع ٤ ص ١٧: ١

وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ اعتبره كمرسل من قبل الرب الذي كان يخشاه والذي حسب قوله توقف المطر.

أَأَنْتَ هُوَ سَيِّدِي إِيلِيَّا لقيه على غير انتظار وعرف أنه كان قد اختبأ عن الملك والملك طالب أن يقتله وكان يفتش عنه فلم يصدق أن الواقف أمامه هو إيليا.

رُوحَ ٱلرَّبِّ يَحْمِلُكَ (ع ١٢) كان إيليا قد اختبأ عن أخآب ثلاث سنين مع أنه فتش عنه في مملكته وفي جميع الممالك فعلى فكر عوبديا كان ذلك من الرب الذي حمله من مكان إلى آخر أو جعله أن لا يُرى كما لا تُرى الملائكة (٢ملوك ٢: ١٦ وحزقيال ٣: ١٢ و١٤ و٨: ٣ وأعمال ٨: ٣٩)

وَأَنَا عَبْدُكَ أَخْشَى ٱلرَّبَّ ذكّر إيليا أنه يخشى الرب منذ صباه وكان قد خبّأ الأنبياء فلا يليق بإيليا أن يعمل معه ما يغيظ الملك.

١٧ – ٢٨ «١٧ وَلَمَّا رَأَى أَخْآبُ إِيلِيَّا قَالَ لَهُ أَخْآبُ: أَأَنْتَ هُوَ مُكَدِّرُ إِسْرَائِيلَ؟ ١٨ فَقَالَ: لَمْ أُكَدِّرْ إِسْرَائِيلَ، بَلْ أَنْتَ وَبَيْتُ أَبِيكَ بِتَرْكِكُمْ وَصَايَا ٱلرَّبِّ وَبِسَيْرِكَ وَرَاءَ ٱلْبَعْلِيمِ. ١٩ فَٱلآنَ أَرْسِلْ وَٱجْمَعْ إِلَيَّ كُلَّ إِسْرَائِيلَ إِلَى جَبَلِ ٱلْكَرْمَلِ وَأَنْبِيَاءَ ٱلْبَعْلِ أَرْبَعَ ٱلْمِئَةِ وَٱلْخَمْسِينَ، وَأَنْبِيَاءَ ٱلسَّوَارِي أَرْبَعَ ٱلْمِئَةِ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ عَلَى مَائِدَةِ إِيزَابَلَ. ٢٠ فَأَرْسَلَ أَخْآبُ إِلَى جَمِيعِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَجَمَعَ ٱلأَنْبِيَاءَ إِلَى جَبَلِ ٱلْكَرْمَلِ. ٢١ فَتَقَدَّمَ إِيلِيَّا إِلَى جَمِيعِ ٱلشَّعْبِ وَقَالَ: حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ بَيْنَ ٱلْفِرْقَتَيْنِ؟ إِنْ كَانَ ٱلرَّبُّ هُوَ ٱللّٰهَ فَٱتَّبِعُوهُ، وَإِنْ كَانَ ٱلْبَعْلُ فَٱتَّبِعُوهُ. فَلَمْ يُجِبْهُ ٱلشَّعْبُ بِكَلِمَةٍ. ٢٢ ثُمَّ قَالَ إِيلِيَّا لِلشَّعْبِ: أَنَا بَقِيتُ نَبِيّاً لِلرَّبِّ وَحْدِي، وَأَنْبِيَاءُ ٱلْبَعْلِ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ رَجُلاً. ٢٣ فَلْيُعْطُونَا ثَوْرَيْنِ، فَيَخْتَارُوا لأَنْفُسِهِمْ ثَوْراً وَاحِداً وَيُقَطِّعُوهُ وَيَضَعُوهُ عَلَى ٱلْحَطَبِ، وَلٰكِنْ لاَ يَضَعُوا نَاراً. وَأَنَا أُقَرِّبُ ٱلثَّوْرَ ٱلآخَرَ وَأَجْعَلُهُ عَلَى ٱلْحَطَبِ، وَلٰكِنْ لاَ أَضَعُ نَاراً. ٢٤ ثُمَّ تَدْعُونَ بِٱسْمِ آلِهَتِكُمْ وَأَنَا أَدْعُو بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ. وَٱلإِلٰهُ ٱلَّذِي يُجِيبُ بِنَارٍ فَهُوَ ٱللّٰهُ. فَأَجَابَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ: ٱلْكَلاَمُ حَسَنٌ. ٢٥ فَقَالَ إِيلِيَّا لأَنْبِيَاءِ ٱلْبَعْلِ: ٱخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمْ ثَوْراً وَاحِداً وَقَرِّبُوا أَوَّلاً، لأَنَّكُمْ أَنْتُمُ ٱلأَكْثَرُ، وَٱدْعُوا بِٱسْمِ آلِهَتِكُمْ، وَلٰكِنْ لاَ تَضَعُوا نَاراً. ٢٦ فَأَخَذُوا ٱلثَّوْرَ ٱلَّذِي أُعْطِيَ لَهُمْ وَقَرَّبُوهُ، وَدَعَوْا بِٱسْمِ ٱلْبَعْلِ مِنَ ٱلصَّبَاحِ إِلَى ٱلظُّهْرِ: يَا بَعْلُ أَجِبْنَا. فَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ. وَكَانُوا يَرْقُصُونَ حَوْلَ ٱلْمَذْبَحِ ٱلَّذِي عُمِلَ. ٢٧ وَعِنْدَ ٱلظُّهْرِ سَخِرَ بِهِمْ إِيلِيَّا وَقَالَ: ٱدْعُوا بِصَوْتٍ عَالٍ لأَنَّهُ إِلٰهٌ! لَعَلَّهُ مُسْتَغْرِقٌ أَوْ فِي خَلْوَةٍ أَوْ فِي سَفَرٍ، أَوْ لَعَلَّهُ نَائِمٌ فَيَتَنَبَّهَ! ٢٨ فَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَالٍ، وَتَقَطَّعُوا حَسَبَ عَادَتِهِمْ بِٱلسُّيُوفِ وَٱلرِّمَاحِ حَتَّى سَالَ مِنْهُمُ ٱلدَّمُ».

ص ٢١: ٢٠ ويشوع ٧: ٢٥ ص ٩: ٩ و٢أيام ١٥: ٢ ص ١٦: ٣١ و٢١: ٢٥ و٢٦ يشوع ١٩: ٢٦ و٢ملوك ٢: ٢٥ ع ٢٢ ص ١٦: ٣٣ تثنية ٤: ٣٥ و٢ملوك ١٧: ٤١ يشوع ٢٤: ١٥ ص ١٩: ١٠ و١٤ ع ١٩ ع ٣٨ لاويين ١٩: ٢٨ وتثنية ١٤: ١ وميخا ٦: ٧

أَأَنْتَ هُوَ مُكَدِّرُ إِسْرَائِيلَ كعخان الذي كدر إسرائيل فرجموه بالحجارة (يشوع ٧: ٢٥).

بِتَرْكِكُمْ وَصَايَا ٱلرَّبِّ (ع ١٨) قال ترككم بالجمع وبسيرك بالمفرد أي كان جميع إسرائيل تركوا الرب وأما دخول عبادة البعل فكان من أخآب. الجمع بعليم يشير إلى أنواع عبادة البعل وأماكنها فتسمى بعل بريث وبعل زبوب وبعل فغور الخ.

فَٱلآنَ أَرْسِلْ (ع ١٩) النبي وبخ الملك ثم أمره بالعمل فخضع الملك وأطاع النبي. وخاف أخآب من قوة روحية لا يراها ولا يقدر أن يفهمها لأنها ليست عنده.

جَبَلِ ٱلْكَرْمَلِ كان لأليشع مسكن فيه (٢ملوك ٤: ٢٥) وربما اختاره إيليا لأنه محل موافق للاجتماع وفيه مذبح للرب كان قد انهدم فرممه (ع ٣٠) ولأنه مكان يُرى منه البحر وإقبال المطر (ع ٤٣) والكرمل سلسلة جبلية طولها ١٢ ميلاً تبتدئ في الجليل وتمتد إلى الشمال الغربي إلى أن تشرف على البحر جنوبي حيفا على هيئة جرف علوه ٥٠٠ قدم فوق سطح البحر. وأعلى قنة في هذه السلسلة تعلو ١٧٤٠ قدماً عن سطح البحر ويسمى القسم الشرقي من هذه السلسلة «المحرقة» ويقال أنه المكان الذي فيه قدموا الذبيحة للبعل والذبيحة للرب ونزلت نار من السماء. وفي أسفل الجبل إلى الشمال والشرق نهر قيشون واسمه اليوم نهر المقطّع حيث ذبح إيليا أنبياء البعل (اطلب الكرمل في قاموس الكتاب).

أَنْبِيَاءَ ٱلْبَعْلِ هم كهنة البعل وادعوا بأنهم يقدرون أن يكلموه ويستعطفوه (ع ٢٦).

أَنْبِيَاءَ ٱلسَّوَارِي (انظر ١٤: ١٥ وتفسيره) وكانوا يأكلون على مائدة إيزابل أي بنفقتها. وفي ذلك سر غيرتهم في عبادة البعل فخدموا لكي يأكلوا.

حَتَّى مَتَى تَعْرُجُونَ (ع ٢١) الأعرج في مشيه يميل إلى الجهة الواحدة ثم إلى الأخرى وهكذا الشعب كانوا يميلون تارة إلى الرب وطوراً إلى البعل. فإنهم من الجهة الواحدة عرفوا جيداً أن الرب هو الله وليس آخر، ومن الجهة الأخرى ظنوا أنهم ليسوا قادرين على مقاومة الملك وإيزابل وأنبياء البعل والسواري وكانت هذه العبادة موافقة لشهواتهم الجسدية. فاستدعاهم إيليا إلى تحكيم العقل والضمير والسير بموجب حكمهما.

فَلَمْ يُجِبْهُ ٱلشَّعْبُ بِكَلِمَةٍ لأنهم عرفوا أن كلام إيليا حق وليس عليه اعتراض (متّى ٢٢: ١٢).

أَنَا بَقِيتُ نَبِيّاً لِلرَّبِّ وَحْدِي (ع ٢٢) كان المئة الذين خبأهم عوبديا وغيرهم ولكنهم مخبأون وساكنون وبقي إيليا وحده ليتكلم ويشهد للرب.

أَنْبِيَاءُ ٱلْبَعْلِ أَرْبَعُ مِئَةٍ يظهر من هذا القول ومما أتى في (ع ٢٥ و٤٠) إن أنبياء السواري لم يكونوا في الاجتماع.

فَلْيُعْطُونَا ثَوْرَيْنِ (ع ٢٣) أراد إيليا أنهم يقدمون ثورهم بالأول لأنهم كثيرون وهو واحد ولأن سقوط نار الرب على ذبيحته يكون أكثر تأثيراً في الشعب بعد خيبة أنبياء البعل.

ٱلَّذِي يُجِيبُ بِنَارٍ الامتحان على هذه الطريقة موافق لأن عبدة البعل ادعوا بأنه إله الشمس والنار. ولم يذكر المطر لأن الأمر الأول والأساسي هو الحكم في من هو الإله الحقيقي فيُطلب المطر منه. وكان كلام إيليا مع الشعب وليس مع أنبياء البعل في أول الأمر لأن الحكم للشعب وليس للأنبياء.

فَقَالَ إِيلِيَّا لأَنْبِيَاءِ ٱلْبَعْلِ (ع ٢٥) بعدما كلم الشعب وقبلوا أن يكون الامتحان كما قال. فالتزم أنبياء البعل أن يقبلوا وإلا فكانوا اعترفوا بعجزهم. وربما رجوا الجواب من إلههم.

يَا بَعْلُ (ع ٢٦) كرروا الكلام باطلاً كما قال يسوع (متّى ٦: ٧) وذلك حسب عادة الوثنيين.

كَانُوا يَرْقُصُونَ وكان الرقص من عادة الوثنيين في القديم.

سَخِرَ بِهِمْ إِيلِيَّا (ع ٢٧) يجب أن لا نسخر بالعبادة وإن كانت عبادة وثنية. وأما إيليا فسخر بأنبياء البعل لأن الوقت كان وقت امتحان ومحاكمة لدى الشعب فأراد أن يظهر لهم بطل عبادة البعل وقصد فائدة الشعب وخلاصهم من هذه العبادة الباطلة.

لَعَلَّهُ مُسْتَغْرِقٌ الخ يتصور الوثنيون أن ألهتهم مثل الناس من جهة الضعف والقصور فيأكلون ويشربون وينامون.

حَتَّى سَالَ مِنْهُمُ ٱلدَّمُ (ع ٢٨) ظن عبدة الأوثان أن آلهتهم يسرون بذبائح من البشر وسفك الدم.

٢٩ – ٤٠ «٢٩ وَلَمَّا جَازَ ٱلظُّهْرُ وَتَنَبَّأُوا إِلَى حِينِ إِصْعَادِ ٱلتَّقْدِمَةِ، وَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُجِيبٌ وَلاَ مُصْغٍ، ٣٠ قَالَ إِيلِيَّا لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ: تَقَدَّمُوا إِلَيَّ. فَتَقَدَّمَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ إِلَيْهِ. فَرَمَّمَ مَذْبَحَ ٱلرَّبِّ ٱلْمُنْهَدِمَ. ٣١ ثُمَّ أَخَذَ إِيلِيَّا ٱثْنَيْ عَشَرَ حَجَراً، بِعَدَدِ أَسْبَاطِ بَنِي يَعْقُوبَ (ٱلَّذِي كَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ إِلَيْهِ: إِسْرَائِيلَ يَكُونُ ٱسْمُكَ) ٣٢ وَبَنَى ٱلْحِجَارَةَ مَذْبَحاً بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ، وَعَمِلَ قَنَاةً حَوْلَ ٱلْمَذْبَحِ تَسَعُ كَيْلَتَيْنِ مِنَ ٱلْبِزْرِ. ٣٣ ثُمَّ رَتَّبَ ٱلْحَطَبَ وَقَطَّعَ ٱلثَّوْرَ وَوَضَعَهُ عَلَى ٱلْحَطَبِ وَقَالَ: ٱمْلأُوا أَرْبَعَ جَرَّاتٍ مَاءً وَصُبُّوا عَلَى ٱلْمُحْرَقَةِ وَعَلَى ٱلْحَطَبِ. ٣٤ ثُمَّ قَالَ: ثَنُّوا فَثَنَّوْا. وَقَالَ: ثَلِّثُوا فَثَلَّثُوا. ٣٥ فَجَرَى ٱلْمَاءُ حَوْلَ ٱلْمَذْبَحِ وَٱمْتَلأَتِ ٱلْقَنَاةُ أَيْضاً مَاءً. ٣٦ وَكَانَ عِنْدَ إِصْعَادِ ٱلتَّقْدِمَةِ أَنَّ إِيلِيَّا ٱلنَّبِيَّ تَقَدَّمَ وَقَالَ: أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ، لِيُعْلَمَ ٱلْيَوْمَ أَنَّكَ أَنْتَ ٱللّٰهُ فِي إِسْرَائِيلَ، وَأَنِّي أَنَا عَبْدُكَ، وَبِأَمْرِكَ قَدْ فَعَلْتُ كُلَّ هٰذِهِ ٱلأُمُورِ. ٣٧ ٱسْتَجِبْنِي يَا رَبُّ ٱسْتَجِبْنِي، لِيَعْلَمَ هٰذَا ٱلشَّعْبُ أَنَّكَ أَنْتَ ٱلرَّبُّ ٱلإِلٰهُ، وَأَنَّكَ أَنْتَ حَوَّلْتَ قُلُوبَهُمْ رُجُوعاً. ٣٨ فَسَقَطَتْ نَارُ ٱلرَّبِّ وَأَكَلَتِ ٱلْمُحْرَقَةَ وَٱلْحَطَبَ وَٱلْحِجَارَةَ وَٱلتُّرَابَ، وَلَحَسَتِ ٱلْمِيَاهَ ٱلَّتِي فِي ٱلْقَنَاةِ. ٣٩ فَلَمَّا رَأَى جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ ذٰلِكَ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَقَالُوا: ٱلرَّبُّ هُوَ ٱللّٰهُ! ٱلرَّبُّ هُوَ ٱللّٰهُ!. ٤٠ فَقَالَ لَهُمْ إِيلِيَّا: أَمْسِكُوا أَنْبِيَاءَ ٱلْبَعْلِ وَلاَ يُفْلِتْ مِنْهُمْ رَجُلٌ. فَأَمْسَكُوهُمْ، فَنَزَلَ بِهِمْ إِيلِيَّا إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ وَذَبَحَهُمْ هُنَاكَ.

خروج ٢٩: ٣٩ و٤١ ص ١٩: ١٠ و١٤ و٢أيام ٣٣: ١٦ تكوين ٣٢: ٢٨ و٣٥: ١٠ و٢ملوك ١٧: ٣٤ تكوين ٢٢: ٩ ولاويين ١: ٧ و٨ ع ٢٩ خروج ٣: ٦ و٤: ٥ عدد ١٦: ٢٨ – ٣٢ تكوين ١٥: ١٧ ولاويين ١٠: ١ و٢ و١ملوك ١: ١٢ وأيوب ١: ١٦ ع ٢١: ٢٤ قضاة ٤: ٧ و٥: ٢١ تثنية ١٣: ٥ و١٨: ٢٠ و٢ملوك ١٠: ٢٤ و٢٥

جَازَ ٱلظُّهْرُ كان قد مضى ما يكفي من الوقت ليظهر فشلهم وكان يلزم إيليا الباقي من النهار لإتمام عمله.

وَتَنَبَّأُوا تنبأوا كما سبق الكلام أي كرروا اسم البعل وصرخوا بصوت عال مع الرقص وسفك الدم.

حِينِ إِصْعَادِ ٱلتَّقْدِمَةِ الساعة التاسعة من النهار (أعمال ٣: ١ و١٠: ٣ و٣٠) وربما ابتدأ إيليا في بناء المذبح وغيره من الاستعداد حينما جاز الظهر وأكمل استعداده وقدم ذبيحته عند إصعاد التقدمة أي نحو الساعة التاسعة.

مَذْبَحَ ٱلرَّبِّ ٱلْمُنْهَدِمَ (ع ٣٠) كانوا يسجدون للرب في المرتفعات ولم تزل هذه العبادة قائمة بعد بناء الهيكل إذ لم يقدر عبدة الرب في المملكة الشمالية أن يحضروا إلى أورشليم. وكان أخآب قد هدم هذا المذبح ومنع السجود للرب. وإيليا رمم هذا المذبح وبعمله أشار إلى الرجوع إلى شريعة الرب.

ٱثْنَيْ عَشَرَ حَجَراً (ع ٣١) أخذ يشوع من وسط الأردن اثني عشر حجراً حسب عدد أسباط إسرائيل (يشوع ٤: ٥) وأشار إيليا إلى أن الشعب لم يزل شعباً واحداً ولهم إيمان واحد وإن كانوا قد انقسموا لأسباب سياسية.

إِسْرَائِيلَ يَكُونُ ٱسْمُكَ الاسم بنو يعقوب يشير إلى أنهم من أب واحد بالجسد. والاسم إسرائيل يشير إلى أنهم متحدون في إيمانهم. وجميعهم ورثة المواعيد التي كانت لإبراهيم وإسحاق ويعقوب.

وَعَمِلَ قَنَاةً (ع ٣٢) لكي يملأها من الماء فلا يظن أحد أنه خبأ ناراً بقرب المذبح.

كَيْلَتَيْنِ مِنَ ٱلْبِزْرِ (اطلب مكيال في قاموس الكتاب). يقول بعضهم أن عمق القناة كان كعلو مكيال يسع كيلتين.

ٱمْتَلأَتِ ٱلْقَنَاةُ أَيْضاً مَاءً (ع ٣٥) كان ذلك برهاناً واضحاً على أن النار نزلت من السماء ولم تكن من المذبح ولا من الحطب لأنه بعدما صبّوا عليه ماء بهذا المقدار لا يمكن إيقاده من نار طبيعية وكان الماء من نهر قيشون أو من ينبوع بقرب المكان.

عِنْدَ إِصْعَادِ ٱلتَّقْدِمَةِ (ع ٣٦ انظر ع ٢٩).

إِلٰهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ (انظر قول الرب لموسى خروج ٣: ٦). ونلاحظ أن إيليا أبدل بالاسم يعقوب اسم إسرائيل لأن إسرائيل هو الاسم الذي يدل على صفات يعقوب الروحية ومواعيد الله له بعدما تجدد إيمانه.

بِأَمْرِكَ قَدْ فَعَلْتُ كُلَّ هٰذِهِ ٱلأُمُورِ أشار إلى صلاته أن لا تمطر (يعقوب ٥: ١٧) وإلى جمعه جميع إسرائيل وأنبياء البعل إلى الكرمل وربما أشار إلى ما كان مزمعاً أن يفعله في قتل أنبياء البعل.

لِيَعْلَمَ (ع ٣٧) لم تكن غايته أن يتعظم أمام الشعب بل أن يعرف الشعب الرب ويرجعوا إليه. وقوله حولت قلوبهم رجوعاً يذكرنا بالقول في ملاخي ٤: ٦ «فَيَرُدُّ قَلْبَ ٱلآبَاءِ عَلَى ٱلأَبْنَاءِ الخ».

فَسَقَطَتْ نَارُ ٱلرَّبِّ (ع ٣٨) لم يكن برق لأنه لم يكن غيم و لا مطر ولا نار اعتيادية لأنها أكلت الحجارة والتراب ولحست الماء الذي في القناة.

فَلَمَّا رَأَى جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ (ع ٣٩) كانوا مسرعين في التقلب فإنهم بالأمس كانوا للبعل واليوم هم للرب وغداً يرجعون إلى البعل. وليس للآيات والعجائب قوة لإنشاء الإيمان إن لم يتجدد القلب بفعل روح الله.

وَذَبَحَهُمْ (ع ٤٠) ربما لم يذبحهم بيده بل أمر بذبحهم. وكان ذلك بموجب شريعة الرب (خروج ٢٢: ٢٠ وتثنية ١٣: ٦ – ٩ و١٧: ٢ – ٧) وكان ذبحهم أمراً واجباً لازماً لكي يخلص الشعب من العبادة الفاسدة ليرجعوا إلى الرب.

٤١ – ٤٦ «٤١ وَقَالَ إِيلِيَّا لأَخْآبَ: ٱصْعَدْ كُلْ وَٱشْرَبْ، لأَنَّهُ حِسُّ دَوِيِّ مَطَرٍ. ٤٢ فَصَعِدَ أَخْآبُ لِيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ، وَأَمَّا إِيلِيَّا فَصَعِدَ إِلَى رَأْسِ ٱلْكَرْمَلِ وَخَرَّ إِلَى ٱلأَرْضِ، وَجَعَلَ وَجْهَهُ بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ. ٤٣ وَقَالَ لِغُلاَمِهِ: ٱصْعَدْ تَطَلَّعْ نَحْوَ ٱلْبَحْرِ. فَصَعِدَ وَتَطَلَّعَ وَقَالَ: لَيْسَ شَيْءٌ. فَقَالَ: ٱرْجِعْ سَبْعَ مَرَّاتٍ. ٤٤ وَفِي ٱلْمَرَّةِ ٱلسَّابِعَةِ قَالَ: هُوَذَا غَيْمَةٌ صَغِيرَةٌ قَدْرُ كَفِّ إِنْسَانٍ صَاعِدَةٌ مِنَ ٱلْبَحْرِ. فَقَالَ: ٱصْعَدْ قُلْ لأَخْآبَ: ٱشْدُدْ وَٱنْزِلْ لِئَلاَّ يَمْنَعَكَ ٱلْمَطَرُ. ٤٥ وَكَانَ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَا أَنَّ ٱلسَّمَاءَ ٱسْوَدَّتْ مِنَ ٱلْغَيْمِ وَٱلرِّيحِ، وَكَانَ مَطَرٌ عَظِيمٌ. فَرَكِبَ أَخْآبُ وَمَضَى إِلَى يَزْرَعِيلَ. ٤٦ وَكَانَتْ يَدُ ٱلرَّبِّ عَلَى إِيلِيَّا، فَشَدَّ حَقَوَيْهِ وَرَكَضَ أَمَامَ أَخْآبَ حَتَّى تَجِيءَ إِلَى يَزْرَعِيلَ».

ع ١٩ و٢٠ لوقا ١٢: ٥٤ يشوع ١٧: ١٦ وقضاة ٦: ٣٣ و٢ملوك ٣: ١٥ وإشعياء ٨: ١١ و٢ملوك ٤: ٢٩ وإرميا ١: ١٧ و١بطرس ١: ١٣

ربما كان أخآب قد نزل مع الشعب إلى نهر قيشون وشاهد ذبح الأنبياء فقال له إيليا أن يرجع ويصعد إلى الجبل ليأكل من الطعام الذي كان عبيده هيأوه له هناك ويأكل بالشكر لأن مدة القيظ قد انتهت والمطر قريب ويأكل بسرعة لئلا يُعيقه المطر عن رجوعه إلى بيته في يزرعيل. وبقوله حس دوي مطر ربما أشار إلى طلوع الهواء الذي يسبق المطر أو إلى ما رآه في رؤيا لأنه لم يكن بعد شيء من الغيم. وأطاعه أخآب لأنه هو وجميع الشعب عرفوا أن الرب معه.

وَأَمَّا إِيلِيَّا (ع ٤٢) صعد الواحد ليأكل والآخر ليصلي. وكان الرب قد قال لإيليا أُعطي مطراً (ع ١) ومع ذلك صلّى إيليا وطلب المطر لأن الرب هكذا شاء أن يعطي بركاته استجابة للصلاة.

وَقَالَ لِغُلاَمِهِ ٱصْعَدْ (ع ٤٣) إلى قنة الجبل أعلى من مكان إيليا يُرى منها البحر إلى جهة الغرب الذي منه يأتي المطر.

سَبْعَ مَرَّاتٍ (ع ٤٤) هكذا امتحن إيمان إيليا فلم يملّ من صلاته ولا تزعزع إيمانه.

ٱصْعَدْ قُلْ لأَخْآبَ كان في قنّة أخرى من الجبل.

وَكَانَتْ يَدُ ٱلرَّبِّ عَلَى إِيلِيَّا (ع ٤٦) من الكرمل إلى يزرعيل مسافة ١٤ ميلاً وكانت الطريق موحلة من المطر العظيم. والرب أشار إليه أن يركض أمام مركبة أخآب وقوّاه على ذلك. فجعل إيليا نفسه خادماً للملك لعله يتأثر مما حدث فيترك شروره ويرجع إلى الرب.

حَتَّى تَجِيءَ إِلَى يَزْرَعِيلَ أي وصل إلى المدينة ولكنه لم يدخلها. كان إيليا من بلاد العرب في الشرق وكان كالعرب في قوته في الركض ومثلهم في تجنبه عيشة المدن.

فوائد

  1. «حتى متى تعرجون بين الفرقتين» (ع ٢١) يُطلب من كل إنسان الحكم في أمر الدين(١) بعد الدرس والفحص والتفتيش والنظر الكافي إلى كل ما يقال على سبيل الاعتراض (٢) بعد حساب النفقة فينظر إلى ما يصيبه من الخسارة والاضطهاد (٣) إذا اقتنع وقبل الدين الحق لا يجوز أن يتأخر خوفاً لأن الرب يعطيه نعمة تكفيه (٤) بعد الحكم لا يجوز له الارتداد وليس لمن وضع يده على المحراث أن ينظر إلى الوراء.
  2. «الإله الذي يجيب بنار فهو الله» (ع ٢٤)انظر القول في يسوع أنه سيعمد بالروح القدس ونار (متّى ٣: ١١). والنار تشير إلى التطهير الكامل الداخلي القلبي وإلى الغيرة الشديدة في الصلاة والكلام والأعمال الصالحة فالمذهب الذي نرى في أبناءه هذه الطهارة وهذه الغيرة هو من الله وهو الدين الحق.
  3. «ذبحهم» (ع ٤٠). القساوة في الدين(١) إنه يجب النظر إلى جميع صفات الله. كعدله وقداسته وليس فقط إلى محبته ورحمته (٢) إن القساوة للأشرار هي رحمة للصالحين (٣) إن الانتقام والمجازاة للرب فلا يجوز أن ننتقم لأنفسنا ولا أن نذبح الذين لا يتفقون معنا في القضايا الروحية. والسلاح في الحرب الروحية هو سلاح روحي وليس سلاحاً جسدياً.
السابق
التالي
زر الذهاب إلى الأعلى